2151" لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله , فإن نفس المؤمن تخرج رشحا و نفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 184 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 77 / 1 ) عن عاصم عن أبي وائل عن # عبد الله # رفعه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات , على خلاف في عاصم - و هو ابن أبي النجود - بسبب حفظه و الذي استقر عليه رأي المحققين فيه أنه وسط حسن الحديث حجة ما لم يخالف . و لذلك قال الهيثمي ( 4 / 323 ) : رواه الطبراني في " الكبير " و إسناده حسن . 2152" لك في كل كبد حرى أجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 185 :
أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 902 ) حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يخبر عن ابن سراقة أو ابن أخي سراقة عن # سراقة # قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة فلم أدر ما أسأله عنه , فقلت : يا رسول الله ! إنى أملأ حوضي أنتظر ظهري يرد علي , فتجيء البهمة فتشرب , فهل في ذلك من أجر ? فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري إن كان الزهري سمعه عن ابن أخي سراقة , و اسمه عبد الرحمن بن مالك بن مالك بن جعشم . و أما إن كان سمعه من ابن سراقة نفسه و اسمه محمد , فلم أعرفه و لم أره في شيء من كتب الرجال التي عندي مثل " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم و " الثقات " لابن حبان و " التاريخ " للبخاري و غيرها . لكن يرجح الأول أن محمد بن إسحاق رواه أيضا عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك به . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 294 ) و الحاكم ( 3 / 619 ) و أحمد ( 4 / 175 ) و غيرهم . و تابعهما صالح - و هو ابن كيسان - لكنه قال : حدث ابن شهاب أن عبد الرحمن بن مالك أخبره أن أباه أخبره أن سراقة بن مالك دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث نحوه , فأدخل بين عبد الرحمن و سراقة أباه مالكا . أخرجه أحمد أيضا . و رجاله رجال البخاري . ثم أخرجه من طريق معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن سراقة بن مالك به . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه ابن حبان ( 860 ) من طريق ابن وهب : حدثنا يونس عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع أن سراقة بن مالك قال : فذكره . و إسناده صحيح أيضا و الزهري إمام حافظ , فلا يستنكر منه أن يكون له في الحديث عدة شيوخ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف . و للحديث شاهد من رواية أسامة أن عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه عن جده . " أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 2 / 222 ) و سنده حسن . و الرجل المذكور هو سراقة ابن مالك فيما يظهر . و الله أعلم . 2153" للغازي أجره , و للجاعل أجره و أجر الغازي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 186 :
رواه أبو داود ( 1 / 396 - تازية ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 272 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 21 / 1 ) و أحمد ( 2 / 174 ) عن ابن شفي عن شفي عن # عبد الله بن عمرو بن العاص # مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 66 / 1 ) عن الطبراني و غيره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . 2154" للمسلم على المسلم أربع خلال : يشمته إذا عطس و يجيبه إذا دعاه و يشهده إذا مات و يعوده إذا مرض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 187 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 923 ) و ابن ماجة ( 1 / 438 ) و ابن حبان ( 2064 ) و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 217 ) و الحاكم ( 1 / 349 و 4 / 264 ) و أحمد ( 5 / 273 ) عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن حكيم بن أفلح عن # أبي مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و هو من أوهامهما لأمور : الأول : أن حكيما هذا لم يخرج له الشيخان في " صحيحيهما " و إنما أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " كما رأيت . الثاني : أنه في عداد المجهولين , قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : " تفرد عنه والد عبد الحميد بن جعفر " . قلت : و لذلك لم يوثقه الحافظ و إنما قال : " مقبول " . الثالث : أن عبد الحميد ابن جعفر إنما روى له البخاري تعليقا . و أبوه جعفر - و هو ابن عبد الله بن الحكم الأنصاري - إنما روى له البخاري في "الأدب المفرد " أيضا . قلت : و من هنا تعلم خطأ المعلق على " تهذيب الكمال " في قوله ( 7 / 162 ) : " و إسناده صحيح " . نعم , صح الحديث من حديث أبي هريرة بلفظ : " حق المسلم على المسلم خمس ... و في رواية : ست " . فذكر هذه الأربع و زاد : " إذا لقيته فسلم عليه و إذا استنصحك فانصح له " . و هو مخرج فيما تقدم برقم ( 1832 ) . ( تنبيه ) : حكيم بن أفلح جاء في ترجمته من " تهذيب التهذيب " أنه ذكره ابن حبان في " الثقات " . و لم أره في النسخة المطبوعة منه و لا جاء ذلك في أصله : " تهذيب المزي " , لكن المعلق الفاضل عليه قد عزاه إليه و ذكره الهيثمي في " ترتيب الثقات " . فالله أعلم . 2155" لم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس من قبلكم , كانت تنزل نار من السماء فتأكلها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 188 :
أخرجه الترمذي ( 3084 ) و ابن حبان ( 1668 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 292 ) من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا به . فلما كان يوم بدر وقعوا في الغنائم قبل أن تحل لهم فأنزل الله : *( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )* . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش " . قلت : و هو على شرط الشيخين . و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة , ستأتي برقم ( 2741 ) نحوه . 2156" لقد قلت بعدك أربع كلمات , ثلاث مرات , لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 188 :
أخرجه مسلم ( 8 / 83 ) و أبو داود ( 1503 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 107 ) و ابن منده في " التوحيد " له ( 77 / 1 و 103 / 2 ) و كذا النسائي ( 1 / 198 - 199 ) و الترمذي ( 2 / 273 ) و ابن ماجة ( 3808 ) و أحمد ( 6 / 324 - 325 ) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن # جويرية # : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح , و هي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى و هي جالسة , فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ? قالت نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و لفظ النسائي و الترمذي و أحمد : " ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن , أو لو وزن بهن وزنتهن , يعني بجميع ما سبحت ? سبحان الله عدد خلقه , ثلاث مرات ... " الحديث و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم و هو رواية لابن خزيمة . و قد رويت هذه القصة من طريق أخرى و هي مع ضعف إسنادها مخالفة لهذه القصة الصحيحة من وجوه منها أن التسبيح كان عدا بالنوى أو الحصى , و قد بينت ذلك في " الضعيفة " ( 1 / 131 ) , فليرجع إليه من شاء . 2157" لا , و لكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند مصيبة , خمش وجوه , و شق جيوب , و رنة شيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 189 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 187 ) و الحاكم ( 4 / 41 ) و البيهقي ( 4 / 69 ) و البزار ( ص 78 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 110 / 2 - 111 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 169 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 10 / 99 / 2 ) عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن # جابر بن عبد الله # قال : " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم , فوجده يجود بنفسه , فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم , فوضعه في حجره , فبكى , فقال له عبد الرحمن : أتبكي ! أولم تكن نهيت عن البكاء ? قال " ... " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : ابن أبي ليلى - و اسمه محمد بن عبد الرحمن - سيء الحفظ , فالظاهر أنه يعني أنه حسن لغيره لطرقه , و قد وقفت منها على حديث أنس بإسناد حسن سبق تخريجه برقم ( 427 ) . و وجدت له طريقا أخرى عنه , فقال ابن السماك في " الأول من حديثه " ( ق 87 / 2 ) : حدثنا الحسين حدثنا عبيد بن عبد الرحمن التميمي قال : حدثني عيسى بن طهمان عن أنس به نحو حديث ابن أبي ليلى . لكن عبيد هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 410 ) و كناه بأبي محمد البزار , روى عنه أبو أسامة الكلبي , و قال عن أبيه : " لا أعرفه , و الحديث الذي رواه كذب " . و الحديث الذي أشار إليه لم أعرفه , و هو غير هذا قطعا . و الله أعلم . 2158" لما صور الله تبارك و تعالى آدم عليه السلام تركه , فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه , فلما رآه أجوف , قال : ظفرت به خلق لا يتمالك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 190 :
رواه عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 48 ) و ابن عساكر ( 2 / 310 / 1 ) عن هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 31 ) من طريقين آخرين عن حماد به دون قوله : " ظفرت به " , و لذلك استدركه الحاكم عليه ( 2 / 542 ) من طريق عفان بن مسلم : حدثنا حماد بن سلمة بهذه الزيادة و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي . و رواه ابن سعد ( 1 / 6 ) و أحمد ( 3 / 152 و 229 و 240 و 254 ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 386 ) . 2159" لما نفخ الله في آدم الروح , فبلغ الروح رأسه عطس , فقال : الحمد لله رب العالمين , فقال له تبارك و تعالى : يرحمك الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 191 :
أخرجه ابن حبان ( 2081 ) و الحاكم ( 4 / 263 ) من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا , إلا الحاكم فموقوفا , و قال : " صحيح على شرط مسلم , و إن كان موقوفا " , و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و للحديث شاهد مرفوع من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " تخريج السنة لابن أبي عاصم " ( 204 و 205 ) . ( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " الجامع الصغير " دون " الكبير " برواية المذكورين بزيادة : " مارت و طارت " . و ليست عندهما , فلا أدري من أين وقعت إليه ? 2160" لن يدخل النار رجل شهد بدرا و الحديبية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 191 :
أخرجه أحمد ( 3 / 396 ) عن أبي بكر بن عياش : حدثني الأعمش عن أبي سفيان عن # جابر # مرفوعا . قلت : و إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الصحيح . و في رواية له ( 6 / 362 ) من طريق زائدة عن سليمان ( هو الأعمش ) عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت : " جاء غلام حاطب , فقال : والله لا يدخل حاطب الجنة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت , قد شهد بدرا و الحديبية " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها . قالت : بلى يا رسول الله ! فانتهرها , فقالت حفصة : *( و إن منكم إلا واردها )* <1> فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد قال الله عز وجل : *( ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا )* <2> " . أخرجه مسلم ( 7 / 169 ) و رواه أحمد ( 3 / 350 ) مختصرا و ابن سعد ( 2 / 100 - 101 ) بتمامه من طريق وهب بن منبه عن جابر به . و المروزي في " زوائد الزهد " ( 1417 ) من طريق أبي الزبير . و في رواية لمسلم عنه : " أن عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا , فقال : يا رسول الله ! ليدخلن حاطب النار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت , لا يدخلها , فإنه شهد بدرا و الحديبية " . و أخرجه أحمد أيضا ( 3 / 325 و 349 ) . و خالفهم خداش عن أبي الزبير به مرفوعا بلفظ : " ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة , إلا صاحب الجمل الأحمر " . أخرجه الترمذي ( 3862 ) , و قال : " حديث حسن غريب " . و أقول : هو بهذا الاستثناء منكر عندي لأن خداشا هذا مع كونه لين الحديث كما في " التقريب " , فقد أتى بهذه الزيادة , " الاستثناء " , دون الثقات الذين رووه عن أبي الزبير , فهي منكرة .
2161" لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو تكهن له , أو رجع من سفر تطيرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 193 :
رواه تمام في " الفوائد " ( 224 / 1 رقم 2307 - نسختي ) عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي حدثنا يحيى بن داود حدثنا إبراهيم بن يزيد حدثنا رقبة بن مصقلة عن رجاء بن حيوة عن أم الدرداء عن # أبي الدرداء # مرفوعا . كتب ابن المحب على هامش " الفوائد " ما نصه : " رواه الطبراني عن محمد بن عبد الله الحضرمي و قال : " عن " و فيه : ( عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة ) " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن داود بن ميمون الواسطي , ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال ( 9 / 266 ) : " مستقيم الحديث " . و إبراهيم بن يزيد , و هو ابن مردانبة القرشي المخزومي , مولى عمرو بن حريث , و هو صدوق . و الحديث قال المنذري ( 4 / 53 ) و تبعه الهيثمي ( 5 / 118 ) : " رواه الطبراني بإسنادين , رواة أحدهما ثقات " . 2162" لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 194 :
رواه البخاري ( 6 / 220 - فتح ) و ابن الضريس في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الأزدي " ( 4 / 2 ) : حدثنا قرة بن خالد حدثنا محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و اللفظ لابن الضريس و لفظ البخاري مختصر : " ... لآمن بي اليهود " . و تابعه أبو هلال قال : حدثنا محمد ابن سيرين به , و لفظه : " لو آمن بي عشرة من أحبار اليهود , لآمن بي كل يهودي على وجه الأرض " . أخرجه أحمد ( 2 / 346 و 363 و 416 ) . و أبو هلال - اسمه محمد بن سليم الراسبي - صدوق فيه لين . و الحديث عزاه المناوي لمسلم , و لم أره عنده . 2163" لو أخذتم إهابها , يطهرها الماء و القرظ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 194 :
أخرجه أبو داود ( 4126 ) و النسائي ( 2 / 191 ) و الدارقطني ( ص 17 ) و البيهقي ( 1 / 19 ) و أحمد ( 6 / 334 ) عن كثير بن فرقد عن عبد الله بن مالك بن حذافة عن أمه العالية بنت سبيع قالت : " كان لي غنم بأحد , فوقع فيها الموت , فدخلت على # ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم # , فذكرت ذلك لها , فقالت : لو أخذت جلودها فانتفعت بها . فقلت : أو يحل ذلك ? قالت : نعم . مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أخذتم إهابها . قالوا : إنها ميتة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطهرها الماء و القرظ " . قلت : و هذا إسناد ضعيف . العالية بنت سبيع لم يرو عنها غير ابنها عبد الله بن مالك بن حذافة . و هذا لم يرو عنه سوى كثير بن فرقد , و قال الذهبي : " فيه جهالة " . لكن للحديث شاهد قوي من حديث ابن عباس نحوه , و فيه : " أوليس في الماء و القرظ ما يطهرها ? " . أخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن أيوب عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . ( القرظ ) : ورق السلم يدبغ به . 2164" لو أفلت أحد من ضمة القبر , لأفلت منها هذا الصبي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 195 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 193 / 1 ) : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري أخبرنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن البراء بن عازب عن # أبي أيوب # رضي الله عنهما : " أن صبيا دفن , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..." فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير التستري هذا , ترجمه الذهبي في " الأعلام " ( 14 / 57 ) برواية جمع عنه , مات سنة ( 290 ) و قال : " و كان من الحفاظ الرحالة , أكثر عنه الطبراني " . و أما قول الهيثمي ( 3 / 47 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح " . فهو على ما جرى عليه من عدم قصده بمثل هذه الكلمة من دون شيخ مسلم في " الصحيح " في سند الحديث , و هو هنا عثمان بن أبي شيبة , و لا يخفى ما في ذلك من التساهل . و خالفه إبراهيم بن الحجاج السامي , فقال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 48 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 70 / 1 ) و قال : " رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل عن حماد عن ثمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم . مرسل . قلت : و قد رواه غير واحد متصلا كما أخرجناه , منهم المؤمل بن إسماعيل و العلاء بن عبد الجبار . و الله أعلم " . ثم قال : " قال الدارقطني : رواه حرمي بن عمارة و سعيد بن عاصم الملحي - شيخ بصري - عن حماد عن ثمامة عن أنس . و خالفهما وكيع و أبو عمرو الحوضي , روياه عن حماد عن ثمامة مرسلا , و هو الصحيح " . كذا قال , و متابعة إبراهيم بن الحجاج السامي - و هو ثقة - للمذكورين مما يقوي الوصل . و الله أعلم . و لعل رواية ثمامة هذه عن أنس أرجح من روايته عن البراء , فقد قال ابن عدي : " ثمامة بن عبد الله أرجو أنه لا بأس به , و أحاديثه قريبة من غيره و هو صالح فيما يرويه عن أنس عندي " . قلت : و قد احتج به الشيخان و غيرهما , و وثقه أحمد و النسائي و سواهما . و حماد بن سلمة ثقة من رجال مسلم . و الله أعلم . 2165" لو أن حجرا يقذف به في جهنم , هوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 197 :
أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1739 ) و البزار ( 315 ) و ابن حبان ( 2609 ) عن جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن # أبي موسى الأشعري # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب فمن رجال البخاري وحده , و كان اختلط , و مع ذلك قال الحافظ في " زوائد البزار " : " إسناده حسن " ! و أما الهيثمي فعزاه في " المجمع " ( 10 / 389 ) للبزار و الطبراني دون أبي يعلى ! ثم أعله بمحمد بن أبان , و لا ذكر له في إسنادهم ! لكن للحديث شواهد تدل على أنه قد حفظ : الأول : عن أبي هريرة قال : " والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا " . أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 1 / 130 ) و هو موقوف في حكم المرفوع و قد جاء عنه مرفوعا من طريق أبي حازم عنه قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجبة , فقال : تدرون ما هذا ? قال : قلنا : الله و رسوله أعلم , قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا , فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها " . أخرجه مسلم ( 8 / 150 ) و أحمد ( 2 / 371 ) . و أخرجه الحاكم ( 4 / 606 ) من طريق عقبة بن أبي الحسناء عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لو أخذ سبع خلفات بشحومهن فألقين من شفر جهنم , ما انتهين إلى آخرها سبعين عاما " , و سكت عليه . و قال الذهبي : " قلت : سنده صالح " ! كذا قال , و عقبة مجهول كما في الميزان ! الثاني : عن خالد بن عمير العدوي قال : خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله و أثنى عليه , ثم قال : أما بعد ... فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى في شفة جهنم , فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا . رواه مسلم ( 8 / 215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) . و رواه الترمذي ( 2578 ) من طريق الحسن قال : قال عتبة بن غزوان على منبرنا هذا منبر البصرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه , و قال : " لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان , و إنما قدم عتبة البصرة في زمن عمر , و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر " . الثالث : عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها " . أخرجه الترمذي ( 3164 ) و أحمد ( 3 / 75 ) عن ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عنه به . و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة " ! قلت : كذا قال , و قد عرفه غيره من حديث غيره , فقد تابعه عمرو بن الحارث عن دراج به . أخرجه ابن حبان ( 2610 ) . إلا أن دراجا صاحب مناكير . الرابع : عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " لو أن حجرا بسبع خلفات شحومهن و أولادهن , ألقي في جهنم , لهوى سبعين عاما لا يبلغ قعرها " . أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1014 ) عن يزيد الرقاشي عنه . قلت : و رجاله ثقات , غير يزيد الرقاشي , فهو ضعيف , لكن يشهد له ما بعده . الخامس : عن بعض أهل العلم أن معاذ بن جبل كان يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مثل حديث أنس . رواه الطبراني , و رواته رواة الصحيح , إلا أن الراوي عن معاذ لم يسم كما في " الترغيب " ( 4 / 231 ) و " مجمع الزوائد " ( 10 / 389 ) . و ذكر له شاهدا من حيث أبي أمامة عند الطبراني بإسناد فيه ضعفاء , قد وثقهم ابن حبان . 2166" أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع : أمرني بحب المساكين و الدنو منهم , و أمرني أن أنظر إلى من هو دوني و لا أنظر إلى من هو فوقي , و أمرني أن أصل الرحم و إن أدبرت , و أمرني أن لا أسأل أحدا شيئا , و أمرني أن أقول بالحق و إن كان مرا , و أمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم , و أمرني أن أكثر من قول : " لا حول و لا قوة إلا بالله " , فإنهن من كنز تحت العرش , ( و في رواية : فإنها كنز من كنوز الجنة ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 200 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 159 ) و السياق له و ابن حبان في " صحيحه " ( 2041 ) و الرواية الأخرى له و الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 157 - هند ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 25 ) و البيهقي في " السنن " ( 10 / 91 ) و كذا أبو نعيم في الحلية ( 2 / 357 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 254 ) من طرق عن محمد بن واسع عن عبد الله بن صامت عن # أبي ذر # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . و تابعه بديل بن ميسرة عن عبد الله بن الصامت به دون الوصية الرابعة و هي رواية ابن حبان . أخرجه البزار ( 3309 ) . و تابعه عمر مولى غفرة عن محمد بن كعب عن أبي ذر به دون الوصية الرابعة و السادسة . أخرجه أحمد و ابنه عبد الله ( 5 / 173 ) . و عمر هذا ضعيف , و لقد أعجبني - والله - قوله عقب الحديث : " لا أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه : قولنا : ( لا حول و لا قوة إلا بالله ) " . 2167" لو تعلمون قدر رحمة الله عز وجل لاتكلتم و ما عملتم من عمل و لو علمتم قدر غضبه ما نفعكم شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 200 :
رواه ابن أبي الدنيا في " حسن الظن " ( 2 / 193 / 1 ) عن موسى الأسواري عن عطية عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و عطية ضعيف . لكن قال الهيثمي ( 10 / 213 ) : " رواه البزار , و إسناده حسن " ! كذا قال , و بالرجوع إلى " زوائد البزار " للهيثمي ( 4 / 85 / 3256 ) تبين أنه عند البزار من طريق الحجاج عن عطية نفسه ! مع كون الحجاج - و هو ابن أرطأة - مدلسا . و مع ذلك سكت عنه الأعظمي في تعليقه على " الزوائد " ! ثم رواه ابن أبي الدنيا من طريق قتادة مرسلا نحوه . قلت : فالحديث حسن , و الله أعلم . 2168" لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم و ليفتحن لكم فارس و الروم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 201 :
أخرجه أحمد ( 4 / 128 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 14 ) عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال : قال # العرباض بن سارية # : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج علينا في الصفة و علينا الحوتكية فيقول : " فذكره . قلت : إسناده شامي صحيح , رجاله كلهم ثقات , و في ضمضم كلام يسير لا يضر , و قد وثقه جماعة كما تقدم ( 2 / 144 ) . و شريح سمع معاوية كما قال البخاري , و قد مات قبل العرباض بأكثر من عشر سنين . و الحديث قال الهيثمي ( 10 / 261 ) : " رواه أحمد , و رجاله وثقوا " ! نقله المناوي في " الفيض " , ثم عقب عليه بقوله : " و من ثم رمز المؤلف لصحته " ! قلت : و لا يخفى ما فيه . و بناء عليه صحح إسناده في " التيسير " ! 2169" لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل , لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة و فاقة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 202 :
أخرجه الترمذي ( 2369 ) و ابن حبان ( 2538 ) و أحمد ( 6 / 18 - 19 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 17 ) عن حيوة بن شريح : أخبرني أبو هانىء عن عمرو بن مالك أنه سمع # فضالة بن عبيد # يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة , لما بهم من الخصاصة و هم من أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب : إن هؤلاء مجانين , فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم , فقال : " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هانىء , و هو ثقة . 2170" لو خرجتم إلى إبلنا , فأصبتم من أبوالها و ألبانها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 202 :
رواه أبو عبيد في " الغريب " ( 28 / 2 ) : حدثناه هشيم عن عبد العزيز بن صهيب و حميد الطويل عن # أنس # عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرهط العرنيين الذين قدموا عليه المدينة فاجتووها , فقال : لو ... الحديث , ففعلوا فصحوا , فمالوا على الرعاء فقتلوهم و استاقوا الإبل و ارتدوا عن الإسلام , فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم , فأتي بهم , فقطع أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم و تركوا بالحرة حتى ماتوا . و أخرجه ابن ماجة ( 3503 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 223 ) و أحمد ( 3 / 107 و 205 ) من طرق أخرى عن حميد وحده . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجاه بنحوه , فانظر " الإرواء " ( 177 ) .
2171" لو قلت : ( بسم الله ) , لطارت بك الملائكة و الناس ينظرون إليك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 203 :
رواه الطبراني ( 13 / 2 ) عن سليمان بن أيوب حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : لما كان يوم أحد أصابني السهم , فقلت : حس , فقال : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل سليمان هذا , فإنه صاحب مناكير كما في " الميزان " . لكنه لم يتفرد به , فقد رواه أبان بن سفيان حدثنا هشيم عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن موسى بن طلحة به نحوه . أخرجه ابن شاهين في " السنة " ( رقم 81 - منسوختي ) . لكن أبان بن سفيان , قال الدارقطني : " جزري متروك " . و تابعه الحسين بن الفرج حدثنا محمد بن عمر عن الضحاك بن عثمان حدثه مخرمة بن سليمان الوالبي عن إبراهيم بن محمد به . أخرجه الحاكم ( 3 / 369 ) . قلت : و سكت عليه هو و الذهبي و هو ضعيف جدا , محمد بن عمر - و هو الواقدي - متهم بالكذب . و الحسين بن الفرج متروك . لكن للحديث شاهدا من رواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ : " لو قلت : بسم الله , لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون " . و فيه قصة . أخرجه النسائي ( 2 / 60 ) , و عزاه ابن كثير في " البداية " ( 4 / 26 ) للبيهقي في " الدلائل " فقط , و زاد : " حتى تلج بك في جو السماء " . قلت : و رجال إسناده ثقات كلهم على شرط مسلم , لكن أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . و بالجملة , فالحديث حسن بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم . و سأعيد تخريجه بزيادة تحقيق إن شاء الله برقم ( 2796 ) . 2172" لو كانت سورة واحدة لكفت الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 204 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 385 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 424 ) و أحمد ( 3 / 80 ) و ابنه عبد الله أيضا عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي سعيد الخدري # قال - و السياق لأحمد - : " جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم و نحن عنده , فقالت : يا رسول الله ! إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت و يفطرني إذا صمت و لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس , قال : و صفوان عنده , قال : فسأله عما قالت ? فقال : يا رسول الله ! أما قولها : " يضربني إذا صليت " , فإنها تقرأ سورتين , فقد نهيتها عنها , قال : فقال ( فذكره ) . و أما قولها : " يفطرني " , فإنها تصوم و أنا رجل شاب , فلا أصبر , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها , قال : و أما قولها : " بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس " , فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك , لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس , قال : فإذا استيقظت فصل " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قواه الحافظ في " الفتح " ( 8 / 371 ) . و تابعه أبو بكر عن الأعمش به . أخرجه أحمد ( 3 / 84 - 85 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط البخاري . و الحديث مضى برواية أبي داود تحت الحديث ( 395 ) . 2173" لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 205 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 178 ) و أحمد ( 3 / 448 ) من طرق صحيحة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي قال : حدثنا # أبي حدرد الأسلمي # : " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في مهر امرأة , فقال : كم أمهرتها ? فقال : مائتي درهم , فقال صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا . و خالفهم إسماعيل بن عياش فقال : عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه به . فزاد فيه عبد الله بن أبي حدرد . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 25 ) . قلت : و هذه الزيادة منكرة , لتفرد إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين , و هذه منها . 2174" لو لم أحتضنه , لحن إلى يوم القيامة . يعني الجذع الذي كان يخطب إليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 206 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 26 ) و الدارمي ( 1 / 18 - 19 و 367 ) و ابن ماجة ( 1 / 433 ) و أحمد ( 1 / 249 و 266 - 267 و 363 ) و البغوي في " حديث هدبة بن عمار " ( 1 / 257 - 258 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 508 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس و عن ثابت عن # أنس # : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع , فلما اتخذ المنبر ذهب إلى المنبر فحن الجذع , فأتاه و احتضنه , فسكن , فقال : ... " , فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم من الوجهين و قد أخرجه من الوجه الأول ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 252 ) و كذا الطبراني في " الكبير " ( 3 / 179 / 1 ) و أبو موسى المديني في " اللطائف " ( ق 78 / 2 ) . و رواه حماد أيضا عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا . أخرجه البغوي أيضا . و تابعه الصعق قال : سمعت الحسن يقول : فذكره أتم منه . أخرجه الدارمي , و خالفه المبارك بن فضالة فرواه عن الحسن عن أنس بن مالك به مختصرا . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 5 / 142 / 2756 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1776 ) و ابن حبان أيضا ( 574 - موارد ) . ثم أخرجه الدارمي و الترمذي ( 3631 ) و صححه , و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1777 ) من طريق أخرى عن عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس , فجاءه رومي , فقال : ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه و كأنك قائم ? فصنع له منبرا له درجتان , و يقعد على الثالثة , فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمه و هو يخور , فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن , ثم قال : أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدفن " . قلت : و إسناده جيد , و هو على شرط مسلم . و له شاهد من حديث جابر مختصرا من ثلاث طرق صحيحة عنه . رواه البخاري ( 3584 و 3585 ) و الدارمي ( 2 / 366 - 367 ) و النسائي ( 1 / 207 ) و ابن ماجة ( 1417 ) و أحمد ( 3 / 306 , 324 ) . و آخر من حديث ابن عمر رواه البخاري ( 3583 ) و أحمد ( 2 / 23 و 109 ) و صححه الترمذي ( رقم 506 ) . 2175" لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما في بطنه لاستقاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 207 :
أخرجه عبد الرزاق ( 19588 ) و عنه البيهقي ( 7 / 282 ) : أخبرنا معمر عن الزهري عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا منقطع , و قد وصله زهير بن محمد فقال : أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة به . و زهير هذا هو ابن قمير المروزي , و هو من شيوخ ابن ماجة الثقات , لكن نقل المناوي عن الذهبي أنه قال : " هذا منكر " . قلت : لكن قد صح موصولا من طريق أخرى , فقال عبد الرزاق أيضا ( 19589 ) عن معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . قال : فبلغ ذلك عليا فدعا بماء فشرب و هو قائم . و أخرجه الطحاوي من طريق أخرى عن عبد الرزاق , فقال في " مشكل الآثار " ( 3 / 18 ) : حدثنا فهد بن سليمان حدثنا سلمة بن شبيب قال : حدثنا عبد الرزاق عن معمر به . و سلمة بن شبيب ثقة من شيوخ مسلم . فالإسناد صحيح على شرط الشيخين , فلا تغتر بتخريج المناوي للحديث , فإنه قاصر يوهم أنه معلول لأنه لم يذكره إلا من طريق زهير الموصولة التي أنكرها الذهبي و من الطريق الأولى المنقطعة ! و لم يتعرض لذكر الطريق الأولى الموصولة عند عبد الرزاق , و عنه البيهقي أيضا ! و قد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ آخر , و لكنه معلول و لذلك أوردته في " الضعيفة " ( 927 ) , و ذكرت له هناك شاهدا قويا عن أبي هريرة أيضا , فراجعه . 2176" ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا و لسانا ذاكرا و زوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 208 :
رواه الترمذي ( 3093 ) و ابن ماجة ( 1 / 571 ) و أحمد ( 5 / 278 و 282 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 182 و 182 - 183 ) و الحافظ ابن حجر في " الأحاديث العاليات " ( رقم 15 ) عن سالم بن أبي الجعد عن # ثوبان # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن " . قال الحافظ : " و له شواهد رواها ابن مردويه و غيره " . قلت : قد ذكرت بعضها في " تخريج الترغيب " ( 3 / 68 ) .و له شاهد آخر في " مسند " أحمد ( 5 / 366 ) عن صحابي لم يسم . قلت : و فيه سالم عن عبد الله بن أبي الهذيل , و عنه شعبة لم أعرفه . ثم خطر في البال أنه لعله محرف من " سلم " بفتح السين المهملة و سكون اللام , فإن مثله يقع كثيرا في الأسماء المتشابهة . ثم تأكدت من صحة الخاطرة حين وجدت في الرواة عن ابن أبي الهذيل " سلم بن عطية " , و في الرواة عن " سلم " شعبة , و هو ثقة , و سائر رجاله ثقات على شرط مسلم , فصح السند و الحمد لله . 2177" ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات , قال : بم يا رسول الله ? قال : الذين بدل الله سيئاتهم حسنات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 209 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 252 ) عن أبي العنبس عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " أبو العنبس هذا سعيد بن كثير , و إسناده صحيح " . و وافقه الذهبي . قلت : و رجاله ثقات معروفون غير والد أبي العنبس , و اسمه كثير بن عبيد التيمي , رضيع عائشة رضي الله عنها , لم يوثقه غير ابن حبان , لكنه روى عنه جمع من الثقات , و صحح له الحاكم ( 4 / 10 ) حديثا آخر يأتي برقم ( 2255 ) , و وافقه الذهبي أيضا , فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و لعله لذلك قال المناوي في " التيسير " : " و إسناده حسن " . 2178" ليدخلن الجنة بشفاعة رجل , ليس بنبي , مثل الحيين , أو مثل أحد الحيين ربيعة و مضر , فقال رجل : يا رسول الله ! أوما ربيعة من مضر ? فقال : إنما أقول ما أقول " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 210 :
أخرجه أحمد ( 5 / 257 و 261 ) و ابن عساكر ( 11 / 105 / 1 ) عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن # أبي أمامة # أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن كما قال السيوطي في " الحاوي " ( 2 / 16 ) , رجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الرحمن بن ميسرة , و هو الحضرمي الحمصي , قال ابن المديني : " مجهول , لم يرو عنه غير حريز " . لكن قال أبو داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " . و قال العجلي : " شامي تابعي ثقة " . قلت : و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 5 / 109 ) . و يشهد له حديث حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن به مرسلا . أخرجه عبد الله في " زوائد الزهد " ( ص 126 ) بسند صحيح عنه . و له شاهد من حديث عبد الله بن أبي الجدعاء مرفوعا نحوه . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 26 ) و الترمذي ( 2 / 71 ) و الدارمي ( 2 / 328 ) و ابن ماجة ( 4316 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 203 ) و ابن حبان ( 2598 ) و ابن عساكر ( 3 / 106 / 2 و 11 / 105 / 2 ) بسند صحيح عنه و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . 2179" ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم و لا عذاب , مع كل ألف سبعون ألفا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 211 :
أخرجه أحمد ( 5 / 280 - 281 ) : حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة : قال شريح بن عبيد : " مرض ثوبان بحمص , و عليها عبد الله بن قرط الأزدي , فلم يعده , فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا , فقال له ثوبان : أتكتب ? فقال : نعم . فقال : اكتب , فكتب للأمير عبد الله بن قرط : من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد , فإنه لو كان لموسى و عيسى مولى بحضرتك لعدته , ثم طوى الكتاب , و قال له : أتبلغه إياه ? فقال : نعم , فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط , فلما قرأه قام فزعا , فقال الناس : ما شأنه ? أحدث أمر ? فأتى ثوبان حتى دخل عليه , فعاده , و جلس عنده ساعة , ثم قام , فأخذ # ثوبان # بردائه , و قال : اجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , و في ضمضم خلاف يسير لا يضر كما تقدم . و في سماع شريح من ثوبان اختلاف لا يضر أيضا لأنه متابع كما يأتي . و أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 71 / 1 ) عن محمد بن إسماعيل حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة به , إلا أنه قال : " عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعا به " . و محمد بن إسماعيل بن عياش ضعيف . ( تنبيه ) : و ذكر المناوي أن الحديث رواه أحمد و الطبراني من حديث سريع بن عبد الله عن ثوبان . و أنت ترى أنه لا ذكر لسريع هذا عندهما . و للحديث شواهد عن جمع من الصحابة : الأول : أبو أمامة الباهلي مرفوعا بلفظ : " وعدني ربي سبعين ألفا ... " الحديث . أخرجه أحمد ( 5 / 250 ) عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبائري و أبي اليمان الهوزني عنه . قلت : و إسناده صحيح . و تابعهما محمد بن زياد الألهاني سمعت أبا أمامة به . أخرجه الترمذي ( 2439 ) و ابن ماجة ( 2 / 574 ) و أحمد أيضا , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده شامي صحيح .الثاني : حذيفة بن اليمان مرفوعا بلفظ الترجمة في أثناء حديث . أخرجه أحمد ( 5 / 393 ) . و فيه ابن لهيعة . الثالث : أبو أيوب الأنصاري مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 5 / 413 ) . و فيه ابن لهيعة أيضا . الرابع : أبو هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 359 ) . قلت : و سنده لا بأس به في الشواهد .
2180" ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل , و لا أحد أكثر معاذير من الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 213 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 42 / 2 ) عن مبارك بن فضالة عن # الحسن الأسود بن سريع # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد ضعيف . لكن له شاهدا صحيحا من حديث المغيرة بن شعبة قال : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة يقول : لو وجدت معها رجلا لضربتها بالسيف غير مصفح , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من غير سعد ? ! أنا أغير من سعد , و الله أغير مني و لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن , و لا شخص أغير من الله و لا أحب إليه المعاذير , و لذلك بعث النبيين مبشرين و منذرين , و لا شخص أحب إليه المدح من الله , و لذلك وعد الجنة " . أخرجه مسلم ( 4 / 211 ) و الدارمي ( 2 / 149 ) . 2181" ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 213 :
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 141 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 165 ) عن سنان بن سعد الكندي عن # أنس بن مالك # مرفوعا .قلت : سكت عليه الحاكم و الذهبي , و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين و غير الكندي هذا , قال الحافظ : " صدوق له أفراد " . و له شواهد في " الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة و غيره نحوه بلفظ : " بوائقه " . و المعنى واحد , أي شره . كما جاء مفسرا في رواية للحاكم و أحمد ( 4 / 288 و 336 ) و صححها على شرط الشيخين , و وافقه الذهبي . 2182" ( الأنبياء إخوة لعلات , أمهاتهم شتى و دينهم واحد و أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ) ليس بيني و بينه نبي و إنه نازل , فإذا رأيتموه فاعرفوه , رجل مربوع إلى الحمرة و البياض , بين ممصرتين , كأن رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل , فيقاتل الناس على الإسلام , فيدق الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام و يهلك الله المسيح الدجال ( و تقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل و النمار مع البقر و الذئاب مع الغنم و يلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ) , فيمكث في الأرض أربعين سنة , ثم يتوفى , فيصلي عليه المسلمون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 214 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 214 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 6775 و 6782 - الإحسان ) و أحمد ( 2 / 406 ) - و الزيادتان لهما - عن همام بن يحيى عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال الحافظ في " الفتح " ( 6 / 384 ) و هو على شرط مسلم . 2183" ليس شيء خيرا من ألف مثله إلا الإنسان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 214 :
رواه تمام في " الفوائد " ( 153 / 2 ) : حدثنا أبي حدثني أبو القاسم موسى بن محمد بن معبد الموصلي حدثنا عيسى بن عبد الله العسقلاني حدثنا الفريابي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن # سلمان # مرفوعا . و رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 197 / 1 ) : أخبرنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن موسى النهرتيري حدثنا إبراهيم بن محمد المقدسي حدثنا الفريابي به . قلت : رجاله ثقات , رجال الشيخين , و الفريابي اسمه محمد بن يوسف غير عيسى بن عبد الله العسقلاني , فقال ابن عدي : " ضعيف يسرق الحديث " . و وثقه الدارقطني , و ذكره ابن حبان و أخرج حديثه في " صحيحه " . و أما متابعة إبراهيم بن محمد المقدسي فهو إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي , و ليس هو ابن الفريابي المتقدم كما في " التهذيب " , و هو صدوق كما قال أبو حاتم , و تبعه الذهبي في " الكاشف " . و أما محمد بن موسى النهرتيري فقال الخطيب ( 3 / 241 ) : " كان ثقة فاضلا جليلا " . و قد تابعه عبدان بن أحمد عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 292 / 6095 ) . قلت : ثم رأيت الحديث في " الأمثال " لأبي الشيخ الأصبهاني ( 137 ) من طريق أخرى عن إبراهيم بن محمد بن يوسف به . و له عنده ( 139 ) شاهد من رواية أسامة بن زيد ( قلت : و هو الليثي ) عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا به .و هذا إسناد حسن . و الحديث عزاه السيوطي للطبراني و الضياء عن سلمان , فقال المناوي : " قال الهيثمي : مداره على أسامة بن زيد بن أسلم , و هو ضعيف جدا , كذا في موضع , و أعاده في آخر , و قال : رجاله رجاله الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن يوسف و هو ثقة . اهـ . و قال شيخه العراقي : الحديث حسن " . قلت : هو في " المجمع " ( 5 / 318 ) كما عزاه في الموضع الآخر . و لم أره في غيره . ثم إنه حسن إسناده في " التيسير " . 2184" ليس على رجل طلاق فيما لا يملك و لا عتاق فيما لا يملك و لا بيع فيما لا يملك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 216 :
أخرجه أحمد ( 2 / 189 و 190 ) و النسائي ( 2 / 225 - 226 ) الجملة الأخيرة و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 281 ) بتمامه من طريق مطر الوراق عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن مطرا فيه ضعف من قبل حفظه . لكن تابعه عامر الأحول عن عمرو بن شعيب بلفظ : " لا نذر لابن آدم فيما لا يملك و لا عتق لابن آدم فيما لا يملك و لا طلاق لابن آدم فيما لا يملك و لا يمين لابن آدم فيما لا يملك " . أخرجه أحمد ( 2 / 190 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 743 ) جملة الطلاق و العتق , و الترمذي ( 1181 ) دون الجملة الأخيرة , و قال " حديث حسن صحيح " . و الطحاوي ( 1 / 281 ) . قلت : و هذا إسناد حسن , عامر - هو ابن عبد الواحد الأحول البصري - من رجال مسلم , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . قلت : فإن لم يكن حديثه حسنا لذاته , فلا أقل من أن يكون حسنا لغيره لمتابعة مطر الوراق له . و الجملة الأخيرة رواها أيوب عن عمرو بن شعيب بلفظ : " لا يحل سلف و بيع و لا شرطان في بيع و لا بيع ما ليس عندك " . أخرجه النسائي ( 2 / 225 ) . 2185" ليس على الماء جنابة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 217 :
رواه ابن سعد ( 8 / 137 ) و أحمد ( 6 / 330 ) عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن # ميمونة # قالت : أجنبت أنا و رسول الله , فاغتسلت من جفنة , ففضلت فضلة , فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل منها , فقلت : إني قد اغتسلت منها , فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن شريكا - و هو ابن عبد الله القاضي - سيء الحفظ , و قد اضطرب في إسناده , فرواه مرة هكذا , جعله من مسند ميمونة نفسها , و مرة قال : " عن ابن عباس قال : أجنب النبي صلى الله عليه وسلم و ميمونة , فاغتسلت ميمونة في جفنة ..." . أخرجه أحمد ( 1 / 337 ) . فجعله من مسند ابن عباس لا ميمونة , و هذا هو الصواب لمتابعة سفيان و أبي الأحوص إياه عليه كما رواه أبو داود و غيره على ما هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 61 ) . و روى الدارقطني ( ص 42 ) عن أبي عمر المازني حفص بن عمر حدثنا سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله مرفوعا به و زاد : " و لا على الأرض جنابة و لا على الثوب جنابة " . و حفص هذا لا يعرف كما في " اللسان " . 2186" ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* <1> " .
أخرجه الحاكم ( 4 / 100 ) عن محمد بن غالب حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني حدثنا عباد بن العوام عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , فقال : " صحيح , و صح ضده " . قلت : أما أنه صحيح ففيه عندي نظر , فإن المدائني هذا ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 175 ) , فقال : " روى عنه محمد بن غالب التمتام و غيره , بلغني أنه مات سنة 259 " . فلم يوثقه و لا حكاه عن غيره , فمثله يبعد تصحيح حديثه . نعم يمكن القول بتحسين حديثه حملا له على الستر , و لاسيما أن الحديث موافق القرآن , كما هو ظاهر . و الله أعلم . 2187" ليس عليها غسل حتى تنزل , كما أنه ليس على الرجل غسل حتى ينزل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 218 :
أخرجه ابن ماجة ( 602 ) عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن # خولة بنت حكيم # أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ? فقال فذكره . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه . و قد تابعه عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب به مختصرا بلفظ : " إذا رأت الماء فلتغتسل " . أخرجه النسائي ( 1 / 42 ) . لكن عطاء هذا و إن كان صدوقا , فإنه يهم كثيرا و يدلس كما قال الحافظ , و رأيي أنه لولا عنعنته لكان متابعا لا بأس به لابن جدعان .
لكن للحديث شواهد يتقوى بها , منها حديث عائشة نحوه , و فيه قوله صلى الله عليه وسلم : " نعم إنما النساء شقائق الرجال " . و هو حديث صحيح كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 234 ) . 2188" ليس في الجنة شيء يشبه ( ما ) في الدنيا إلا الأسماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 219 :
رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 21 / 2 ) : حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو معاوية و وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن # ابن عباس # موقوفا . و أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 59 / 198 / 2 ) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير العبسي حدثنا وكيع به . قلت : فالإسنادان مدارهما على وكيع , و هو ثقة من رجال الشيخين , فالسند صحيح . و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 278 ) : " رواه البيهقي بإسناد جيد " . ( تنبيه ) : قال المعلق على " صفة الجنة " ( 1 / 160 ) : " و هذا إسناد ضعيف , الأعمش مدلس و قد عنعنه , و هو هنا لا يروي عن أمثال أبي صالح السمان و إبراهيم النخعي و أبو ( كذا ) وائل , فإن روايته عن هؤلاء محمولة على الاتصال , انظر " الميزان " ( 2 / 224 ) " . فأقول : الجواب من وجهين : الأول : أن كلام الذهبي لا يفيد الحصر في هؤلاء الشيوخ لأنه ذكرهم على سبيل التمثيل , بقوله : " كإبراهيم و .. " . و الآخر : أن عنعنة الأعمش عن أبي ظبيان قد مشاها البخاري , فإنه ساق بهذا السند حديثا آخر عن ابن عباس رقم ( 4706 ) . 2189" ليس في الخيل و الرقيق زكاة إلا زكاة الفطر في الرقيق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 220 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 253 ) و عنه البيهقي ( 4 / 117 ) عن عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن رجل عن مكحول عن عراك بن مالك عن # أبي هريرة # مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم . و قد خولف عبد الوهاب - و هو ابن عبد المجيد الثقفي - و هو ثقة من رجال الشيخين في إسناده , فخالفه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : أخبرني عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به . أخرجه الخطيب ( 14 / 114 ) و البيهقي و قال : " كذا روى بهذا الإسناد عن عبيد الله " . ثم ساق الإسناد الأول عن عبد الوهاب , و قال : " هذا هو الأصح , و حديثه عن أبي الزناد غير محفوظ , و مكحول لم يسمعه من عراك إنما رواه عن سليمان عن عراك " . ثم ساق إسناده عنه به دون الاستثناء . و كذلك أخرجه مسلم ( 3 / 76 - 68 ) و من طريق خثيم بن عراك عن أبيه مثله دون الزيادة . و كذلك رواه البخاري . قلت : لكن في رواية لمسلم ( 3 / 68 ) و الدارقطني ( ص 214 ) عن ابن وهب : أخبرني مخرمة عن أبيه عن عراك بن مالك به مرفوعا بلفظ : " ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر " . فالزيادة محفوظة , و الله أعلم . 2190" ليس في المأمومة قود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 221 :
أخرجه البيهقي ( 8 / 65 ) عن أحمد بن عبيد حدثنا عباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن يحيى و عيسى ابني طلحة , أو أحدهما عن # طلحة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم على خلاف في بعضهم , لولا أن الأسفاطي هذا لم أجد له ترجمة و قد روى عنه الطبراني أيضا , و لم يذكر ابن الأثير في " اللباب " غير الطبراني راويا عنه ! ثم وجدت الدارقطني يقول في " سؤالات الحاكم له " ( ص 129 ) : " صدوق " . و أحمد بن عبيد لين الحديث كما في " التقريب " . و له شاهد من حديث العباس بن عبد المطلب مرفوعا بلفظ : " لا قود في المأمومة و لا الجائفة و لا المنقلة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 140 - 141 ) و أبو يعلى ( 4 / 1580 ) و عنه البيهقي عن رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن معاذ بن محمد الأنصاري عن ابن أصبهان عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن أصبهان قال الحافظ : " اسمه عقبة فيما أظن , فإن كان فروايته منقطعة , و إلا فمجهول " . قلت : جزمه بالانقطاع فيه نظر , فقد ذكروا له رواية عن عثمان بن عفان , و وفاته سنة خمس و ثلاثين , و كان وفاة العباس سنة اثنتين , و قيل : ثلاث , و قيل : أربع و ثلاثين . و الله أعلم . و معاذ بن محمد الأنصاري روى عنه جمع من الثقات , و وثقه ابن حبان . و قال الحافظ : " مقبول " . و رشدين بن سعد ضعيف . لكن تابعه ابن لهيعة عن معاذ به . رواه أبو يعلى . قلت : فالحديث حسن عندي بمجموع الطريقين . و الله أعلم . ثم روى أبو يعلى ( 4 / 1581 ) عن عبد الله بن وهب حدثنا ابن لهيعة عن معاذ بن محمد الأنصاري قال : أخبرني عمرو بن معدي كرب : " أصاب رجلا من بني كنانة مأمومة , فأراد عمر بن الخطاب أن يقيد منه , فقال له العباس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكر ) , فأغرمه العقل " . و عمرو هذا اثنان كما في " الجرح " ( 3 / 1 / 260 ) و لم يذكر فيهما شيئا . ( غريب الحديث ) : ( المأمومة ) : الشجة التي بلغت أم الرأس و هي الجلدة التي تجمع الدماغ . ( الجائفة ) : الطعنة التي تصل إلى الجوف , و المراد بالجوف هنا كل ما له قوة محيلة كالبطن و الدماغ . ( المنقلة ) : هي التي تخرج منها صغار العظام و تنتقل عن أماكنها . و قيل : التي تنقل العظم , أي تكسره . كذا في " النهاية " . قال أبو الحسن السندي : " و إنما انتفى القصاص لعسر ضبطه " .
أخرجه أحمد ( 5 / 397 ) عن سفيان عن أبي إسحاق حدثني بعض أصحابنا عن # حذيفة # : " أن المشركين أخذوه و أباه , فأخذوا عليهم أن لا يقاتلوهم يوم بدر , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . قلت : و رجاله ثقات غير البعض الذي لم يسم , و قد سماه الأعمش في روايته عن أبي إسحاق فقال : عن مصعب بن سعد قال : " أخذ حذيفة و أباه المشركين قبل بدر , فأرادوا أن يقتلوهما , فأخذوا عليهما عهد الله و ميثاقه أن لا يعينان عليهم , فحلفا لهم , فأرسلوهما , فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم , فأخبراه , فقالا : إنا قد حلفنا لهم , فإن شئت قاتلنا معك , فقال : " فذكره بلفظ : " نفي لهم بعهدهم , و نستعين الله عليهم " . و هكذا رواه الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل حدثنا حذيفة بن اليمان قال : " ما منعني أن أشهد بدرا إلا أن خرجت أنا و أبي حسيل قال : فأخذنا كفار قريش , قالوا : إنكم تريدون محمدا , فقلنا : ما نريده , ما نريد إلا المدينة , فأخذوا منا عهد الله و ميثاقه لننصرفن من المدينة , و لا نقاتل معه , فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر : فقال : انصرفا , نفي لهم ... " . أخرجه مسلم ( 5 / 177 ) و الحاكم أيضا ( 3 / 201 - 202 ) و كذا أحمد ( 5 / 395 ) و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي ! فوهما مرتين : الأولى : استدراكه إياه على مسلم و قد أخرجه . و الأخرى : اقتصاره على تصحيحه مطلقا , و هو على شرط مسلم ! 2192" ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة , و لا في الأربع شيء , فإذا بلغت خمسا , ففيها شاة إلى أن تبلغ تسعا , فإذا بلغت عشرا , ففيها شاتان إلى أن تبلغ أربع عشرة , فإذا بلغت خمس عشرة , ففيها ثلاث شياه إلى أن تبلغ تسع عشرة , فإذا بلغت عشرين , ففيها أربع شياه إلى أن تبلغ أربعا و عشرين , فإذا بلغت خمسا و عشرين , ففيها بنت مخاض , إلى خمس و ثلاثين , فإذا لم تكن بنت مخاض فابن لبون ذكر , فإن زادت بعيرا ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا و أربعين , فإن زادت بعيرا , ففيها حقة , إلى أن تبلغ ستين , فإن زادت بعيرا , ففيها جذعة , إلى أن تبلغ خمسا و سبعين , فإن زادت بعيرا ففيها بنتا لبون , إلى أن تبلغ تسعين , فإن زادت بعيرا , ففيها حقتان , إلى أن تبلغ عشرين و مائة , ثم في كل خمسين حقة , و في كل أربعين بنت لبون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 225 :
أخرجه ابن ماجة رقم ( 1799 ) : حدثنا محمد بن عقيل بن خويلد النيسابوري حدثنا حفص بن عبد الله السلمي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن # أبي سعيد الخدري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد لا بأس له في الشواهد , رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير محمد بن عقيل هذا , قال الحافظ : " صدوق , حدث من حفظه بأحاديث فأخطأ في بعضها " . قلت : و هذا ليس منها فيما يبدو لي , فإنه مطابق لما في أول حديث أنس الطويل في نصاب الإبل و الغنم عند البخاري و هو مخرج في " الإرواء " ( 792 ) . ( غريب الحديث ) : ( بنت المخاض ) : المخاض : اسم للنوق الحوامل واحدتها خلفة , و ( بنت المخاض ) و ( ابن المخاض ) ما دخل في السنة الثانية لأن أمه قد لحقت بالمخاض , أي : الحوامل , و إن لم تكن حاملا . ( ابن لبون ) : هو الذي مضى عليه حولان , و صارت أمه لبونا بوضع الحمل . ( حقة ) : هي التي أتى عليها ثلاث سنين . ( جذعة ) : هي التي أتى عليها أربع سنين . 2193" ليس من عمل يوم إلا و هو يختم عليه , فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة : يا ربنا ! عبدك فلان قد حبسته , فيقول الرب : اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 226 :
رواه ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( 158 / 2 ) قال : حدثنا أحمد بن جميل قال : أنبأ عبد الله بن المبارك قال : أنبأ ابن لهيعة قال : حدثني يزيد أن أبا الخير حدثه أنه سمع # عقبة بن عامر الجهني # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات و ابن لهيعة إنما يخشى من سوء حفظه إذا كان الراوي عنه غير أحد العبادلة , و هذا من رواية عبد الله بن المبارك عنه كما ترى , و حديثه عنه صحيح كما حققه غيرما واحد من أهل العلم . و أحمد بن جميل , هو المروزي , و هو صدوق كما قال أبو حاتم : و قال ابن معين : " ليس به بأس " . و قد تابعه مروزي آخر , فقال أحمد ( 4 / 146 ) : حدثنا علي بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله به . و ابن إسحاق هذا - هو السلمي مولاهم - من شيوخ الترمذي الثقات . و لابن المبارك فيه إسناد آخر عن يزيد - و هو ابن حبيب - أخرجه الحاكم ( 4 / 308 - 309 ) من طريق عبدان : أنبأ عبد الله : أخبرني رشدين عن عمرو بن الحارث عن يزيد به . و قال : " صحيح الإسناد " و رده الذهبي بقوله : " قلت : رشدين واه " . و أقول : يتقوى بالطريق الأولى , و هي قوية خلافا لما أفاده المناوي بقوله : " و تعقب الهيثمي سند أحمد و الطبراني بأن فيه ابن لهيعة " . فإنه قائم على ما هو الأصل في حديث ابن لهيعة , و لم يتنبه لكونه من رواية ابن المبارك عنه , و هي صحيحة ! 2194" ليس منا من تشبه بغيرنا , لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى , فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع , و تسليم النصارى الإشارة بالكف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 227 :
أخرجه الترمذي ( 2696 ) عن ابن لهيعة عن # عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده # مرفوعا . و قال : " إسناده ضعيف , و روى ابن المبارك هذا الحديث عن ابن لهيعة فلم يرفعه " . قلت : قد وجدته من طريق غيره , أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص 267 - حرم ) عن أبي المسيب سلام بن مسلم حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب به . إلا أنه قال : " أظنه مرفوعا " . و هذا إسناد رجاله ثقات غير سلام بن مسلم فلم أعرفه . و ليس هو سلام بن مسلم البصري , روى عن عبد الكريم عن إبراهيم , و عنه موسى بن إسماعيل كما في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 261 ) , فإن هذا أعلى طبقة منه , و هو الذي يشير إليه قول الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 39 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه من لم أعرفه " . لكن الحديث جاء مفرقا في أحاديث يتقوى بها , فالجملة الأولى منه يشهد لها حديث ابن عباس قال : " لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال : إن الله عز وجل و رسوله حرم عليكم شرب الخمر و ثمنها و حرم عليكم أكل الميتة و ثمنها و حرم عليكم الخنازير و أكلها و ثمنها , و قال : قصوا الشوارب و أعفوا اللحى , و لا تمشوا في الأسواق إلا و عليكم الأزر , إنه ليس منا من عمل بسنة غيرنا " . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 118 / 1 ) عن أبي يحيى الحماني عن يوسف بن ميمون عن عطاء عنه . و هذا سند ضعيف , يوسف بن ميمون - و هو الصباغ - قال الحافظ : " ضعيف " . قلت : و أبو يحيى الحماني فيه ضعف . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 169 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه يوسف بن ميمون , ضعفه أحمد و البخاري و جماعة , و وثقه ابن حبان , و بقية رجاله ثقات " ! و الجملة الثانية : " لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى " . فقد صح من حديث أبي هريرة و الزبير , و هما مخرجان في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 96 ) . و سائره له شاهد من حديث جابر مرفوعا , و هو مخرج أيضا في المصدر السابق ( ص 98 ) و سبق تخريجه أيضا برقم ( 1783 ) . 2195" ليس منا من تطير أو تطير له , أو تكهن أو تكهن له , أو سحر أو سحر له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 228 :
أخرجه البزار ( ص 169 - زوائده ) و الطبراني في " الكبير " ( ق 73 / 1 - منتقى منه ) عن إسحاق بن الربيع أبي حمزة العطار عن الحسن عن # عمران بن حصين # : أنه رأى رجلا في عضده حلقة من صفر , فقال له : ما هذه ? قال : نعت لي من الواهنة . قال : أما لو مت و هي عليك وكلت إليها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و ليس عند البزار هذه القصة , و قال : " لا نعلمه عن عمران إلا بهذا الطريق و أبو حمزة بصري لا بأس به " . قلت : و في " التقريب " : " صدوق , تكلم فيه للقدر " . فالسند جيد لولا عنعنة الحسن - و هو البصري - فإنه مدلس , مع الخلاف في ثبوت سماعه منه في الجملة . لكن يشهد له حديث ابن عباس مرفوعا به . أخرجه البزار أيضا و الطبراني في " الأوسط " ( ص 393 - حرم ) عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به . قلت : و قال البزار : " لا نعلمه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " . و زمعة ضعيف و نحوه سلمة . و يشهد له أيضا حديث علي بن أبي طالب مرفوعا به . أخرجه الطبراني أيضا " ( ص 501 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 195 ) عن عيسى بن مسلم أبي داود عن عبد الأعلى بن عامر قال : قال أبو عبد الرحمن السلمي : " دخلت المسجد و أمير المؤمنين علي على المنبر , و هو يقول : " فذكره مرفوعا في قصة , و قال الطبراني : " لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد , تفرد به عيسى " . قلت : و هو لين الحديث , و مثله عبد الأعلى بن عامر , و هو الثعلبي , قال في " التقريب " : " صدوق يهم " . قلت : و بالجملة , فحديث الترجمة حسن , بل هو صحيح بهذين الشاهدين . و الله أعلم . 2196" ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 230 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 349 ) عن عبيد بن واقد عن زربي قال : سمعت # أنس بن مالك # يقول : " جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم , فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و قال : " حديث غريب , و زربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك و غيره " . قلت : و في التقريب أنه ضعيف , و كذلك قال في عبيد بن واقد . لكن الحديث صحيح , فله شاهد من رواية محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 358 ) و أحمد ( 2 / 207 ) من هذا الوجه بلفظ : " و يعرف حق كبيرنا " . و هو رواية للبخاري ( 355 ) . و إسناده حسن لولا عنعنة ابن إسحاق , و له طريق أخرى صحيحه عن ابن عمرو باللفظ الثاني , و قد خرجته في " الترغيب " ( 1 / 66 ) . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس , و هو مخرج في " الضعيفة " ( 2108 ) . و قد وجدت له طريقا أخرى عنه بلفظ : " و يوقر كبيرنا و يعرف لعالمنا حقه " . فجمع بين اللفظين . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 154 - 155 ) عن محمد بن عبيد الله عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عنه . و محمد بن عبيد الله , هو العرزمي على غالب الظن , و هو متروك . و قريب منه حديث أبي أمامة مرفوعا بلفظ : من لم يرحم صغيرنا و يجل كبيرنا , فليس منا " . أخرجه البخاري في " الأدب " ( 356 ) عن الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عنه . و هذا إسناد حسن . و له بهذا اللفظ شاهد آخر من حديث عبادة بن الصامت و إسناده حسن أيضا كما حققته في " الترغيب " ( 1 / 66 ) . 2197" أما كان هؤلاء يسألون العافية ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 231 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 3134 - كشف الأستار ) : حدثنا العباس بن جعفر البغدادي حدثنا يزيد بن مهران حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن # أنس # أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم مبتلين , فقال : فذكره . و قال : " لا نعلمه رواه عن حميد إلا ابن عياش " . قلت : و هو ثقة من رجال البخاري . و شيخه حميد - و هو الطويل - من رجال الشيخين . و يزيد بن مهران ثقة بلا خلاف . و العباس بن جعفر - و هو العباس بن أبي طالب - ثقة , له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 12 / 141 - 142 ) و غيره , مات سنة ( 258 ) , فالإسناد صحيح . و قال الهيثمي ( 10 / 147 ) : " و رجاله ثقات " . و في " صحيح مسلم " ( 8 / 67 ) من طريق محمد بن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كنت تدعو بشيء , أو تسأله إياه ? " . قال : نعم , كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله ! لا تطيقه , أو لا تستطيعه , أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ? " . قال : فدعا الله له , فشفاه . 2198" ليستغن أحدكم عن الناس و لو بقضيب من سواك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 232 :
أورده السيوطي في " الزيادة " من رواية ( هب ) عن # ميمون بن أبي شبيب # مرسلا . و قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 216 ) من رواية عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا و قال : " قال أبي : هكذا رواه عبد العزيز , و رواه جرير بن حازم عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل , و هو أشبه " . قلت : لست أرى هذا , فإن كلا من عبد العزيز بن مسلم - و هو القسملي - و جرير بن حازم ثقة , بل لعل الأول أوثق , فقد قال الحافظ فيه : " ثقة عابد , ربما وهم " . و قال في جرير : " ثقة , لكن في حديثه عن قتادة ضعف , و له أوهام إذا حدث من حفظه " . قلت : فإن لم يكن وهم في إسناد هذا , فلا أقل من أن يحكم على كل من الإسنادين بأنه محفوظ , و أن الأعمش رواه هكذا و هكذا . و الله أعلم . 2199" ليسلم الراكب على الراجل و ليسلم الراجل على القاعد و ليسلم الأقل على الأكثر , فمن أجاب السلام فهو له و من لم يجب فلا شيء له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 233 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 992 ) من طريق علي بن المبارك عن يحيى قال : حدثنا زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن أبي راشد الحبراني عن # عبد الرحمن بن شبل # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 19444 ) و عنه أحمد ( 3 / 444 ) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي راشد الحبراني و هو ثقة . ( تنبيه ) : جاء في تعليق العلامة فضل الله الجيلاني على " الأدب المفرد " ما نصه ( 2 / 457 ) : " الحديث أخرجه أحمد و عبد الرزاق بسند صحيح بلفظ مسلم " ! فقوله : " بلفظ مسلم " سهو , فلم يروه مسلم عن عبد الرحمن بن شبل أصلا , لا بهذا اللفظ و لا بغيره , و إنما أخرجه عن أبي هريرة بنحوه دون قوله : " فمن أجاب ... " . 2200" ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 234 :
رواه تمام الرازي ( 217 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثنا مجاشع بن عمرو حدثني منصور بن أبي الأسود عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن # ابن عمر # . قلت : و هذا إسناد مقطوع و آفته من مجاشع , قال فيه ابن معين : " أحد الكذابين " . و قد دلسه بقية مرة , فقد رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " ( 39 / 1 ) عن بقية عن منصور بن أبي الأسود به . فأسقط مجاشعا من بينه و بين منصور , ثم عنعنه . لكن روي من غير طريقه , فقال الطبراني ( 3 / 199 / 2 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي حدثنا عبادة بن زياد الأسدي أخبرنا زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر به . و بهذا الإسناد أخرجه في " الأوسط " ( 22 / 2 من ترتيبه ) و قال : " لم يروه عن زهير إلا عبادة " . قلت : و هو صدوق , لكن ابن نصر الترمذي ثقة اختلط اختلاطا عظيما , له ترجمة في " التاريخ " ( 1 / 365 - 366 ) و " اللسان " و لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 24 ) و في كلام الطبراني ما يشير إلى أنه لم يتفرد به , فالسند جيد : و أما قول عبد الحق في " الأحكام " ( 33 / 2 ) : " و لا أعلم قيل في مجاشع إلا صالح الحديث " . فلا أدري كيف وقع له هذا ? فإنه خطأمحض ! ثم وجدت له طريق آخر عن ابن عمر أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 348 ) : حدثنا محمد بن زكريا البلخي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حبيب بن غالب ( كذا الأصل ) عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر به . و قال : " قال البخاري : غالب بن حبيب أبو غالب اليشكري عن العوام بن حوشب , منكر الحديث . قلت : و كذا أورده البخاري في " التاريخ الصغير " ( 184 ) لكنه وقع في سند هذا الحديث و في حديث آخر ساقه العقيلي عن شيخ آخر له عن قتيبة : " حبيب بن غالب " على القلب , قال العقيلي : " هكذا ترجمة البخاري بـ " غالب بن حبيب " , و قد حدثنا عن قتيبة هذان الشيخان - ما منهما إلا صاحب حديث ضابط - فكلاهما قالا عنه : " حبيب بن غالب " و لا أحسب الخطأ إلا من البخاري و قد روي هذان الحديثان بغير هذا الإسناد من وجه أصلح من هذا " . و قال الذهبي : " هو مجهول " .
2201" ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 235 :
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 73 ) و أحمد ( 1 / 256 ) و ابنه أيضا و أبو يعلى ( 2 / 623 ) عن أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد و هو على شرط مسلم . و للحديث شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما عن جمع من الصحابة , قد خرجت بعضها في " ظلال الجنة " ( 914 ) و " الروض النضير " ( 984 ) و فيما تقدم برقم ( 1895 ) .
2202" ليكف أحدكم من الدنيا خادم و مركب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 236 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 301 ) و أحمد ( 5 / 360 ) عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة عن # بريدة الأسلمي # مرفوعا . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن مولة , فهو مجهول , لم يرو عنه غير أبي نضرة . لكن له شاهد من حديث أبي هاشم بن عتبة مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد , و ابن حبان ( 2478 - موارد ) و غيرهما و هو مخرج في " الترغيب " ( 4 / 124 ) .
2203" يكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ , و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذوا القينات و ضربوا بالمعازف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 236 :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( ق 153 / 1 ) عن أبي بكر الهذلي عن # أنس # مرفوعا به . قلت : و الهذلي هذا متروك . ثم رواه ( 154 / 1 ) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أحد ولد أنس بن مالك و عن غيره عن أنس به نحوه . و ابن زيد متروك أيضا . لكن الحديث روي من طرق يشد بعضها بعضا عن جمع من الصحابة و عن غيرهم . الأول : سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به . يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 152 / 2 ) . الثاني : عن عمران بن حصين مرفوعا به . يرويه عبد الله بن عبد القدوس قال : حدثني الأعمش عن هلال بن يساف عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا , و الترمذي ( 2213 ) و قال : " غريب " . قلت : يعني ضعيف , و رجاله صدوقون غير أن عبد الله هذا كان يخطىء كما في " التقريب " فمثله يستشهد به . الثالث : أبو أمامة الباهلي مرفوعا به نحوه . يرويه فرقد السبخي حدثني عاصم بن عمرو البجلي عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . ثم أخرجه ( 154 / 1 ) عن علي بن ثابت عن فرقد السبخي عن أبي أمامة به . و أحمد ( 5 / 259 ) من الطريق الأولى . و فرقد لين الحديث , كثير الخطأ . الرابع : عائشة مرفوعا به . يرويه أبو معشر عن محمد بن المنكدر عنها . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 152 - 153 ) . و أبو معشر - اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي - ضعيف . الخامس : علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه في حديث أوله : " إذا عملت أمتي ... " . يرويه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 153 / 1 ) و الترمذي ( 2211 ) و قال : " غريب , لا نعرفه إلا من هذا الوجه , و الفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث و ضعفه من قبل حفظه " . و له طريق أخرى يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي علي عن علي نحوه . قلت : و هذا سند رجاله موثقون , لكن لا أدري إن كان عباد هذا سمع من علي ? السادس : عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . يرويه سليمان بن سالم أبو داود قال : حدثنا حسان بن أبي سنان عن رجل عنه . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 153 / 1 - 2 ) . قلت : و رجاله موثقون غير الرجل الذي لم يسم , و أخرجه الترمذي ( 2212 ) من طريق رميح الجذامي - و هو مجهول - عن أبي هريرة به . السابع : عبد الرحمن بن سابط مرسلا - و لم يذكر القينات . أخرجه ابن أبي الدنيا و إسناده صحيح مرسل . الثامن و التاسع : سعيد بن المسيب و إبراهيم النخعي مرسلا . يرويه فرقد و حدثني قتادة عن سعيد بن المسيب , و حدثني إبراهيم النخعي به . أخرجه أحمد ( 5 / 259 ) . قلت : و فرقد لين الحديث كما سبق , لكن إذا انضم إليه ما لم يشتد ضعفه من الأحاديث المتقدمة , و خاصة حديث ابن سابط المرسل الصحيح السند , فلا يشك حينئذ حديثي أن الحديث يرتقي بمجموع ذلك إلى مرتبة الصحيح , و لاسيما و له شاهد من حديث أبي مالك الأشعري سبق تخريجه برقم ( 90 و 91 ) . و أما الشطر الأول منه فقد صح من حديث عبد الله بن عمرو , خرجته في " الروض النضير " ( 1004 ) و له شواهد أخرى تقدم ذكرها برقم ( 1787 ) . 2204" ليلة الضيف حق على كل مسلم , فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين إن شاء اقتضى وإن شاء ترك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 239 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 744 ) و أبو داود ( 2 / 137 ) و ابن ماجة ( 2 / 392 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 39 ) و أحمد ( 4 / 130 و 132 و 133 ) و تمام ( 250 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 / 77 / 2 ) من طريق منصور عن الشعبي عن # المقدام أبي كريمة الشامي # مرفوعا . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات . و تابعه حريز عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب الكندي به نحوه . أخرجه أحمد ( 4 / 130 - 131 ) . قلت : و سنده صحيح أيضا . و له طريق آخر , فيه زيادة منكرة كما بينته في " تخريج المشكاة " ( 4247 ) . و له شاهد صحيح من حديث عقبة بن عامر مخرج في " الإرواء " ( 2591 ) . 2205" ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة و عشرين , إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 240 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2545 ) و عنه أحمد ( 2 / 519 ) و كذا ابن خزيمة في " صحيحه " ( 223 / 2 ) عن عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن و سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 4 / 209 ) . 2206" ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض , مما يرون من ثواب أهل البلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 240 :
رواه الترمذي ( 2404 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 400 ) و كذا ابن عساكر ( 9 / 9 / 1 ) عن عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا الأعمش عن أبي الزبير عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه " . قلت : و له علتان : الأولى : عنعنة أبي الزبير , فإنه مدلس , كما تقدم مرارا . و الأخرى : أن عبد الرحمن بن مغراء و إن كان صدوقا , فقد تكلموا في حديثه عن الأعمش كما في " التقريب " . و من طريقه رواه ابن أبي الدنيا أيضا كما في " الترغيب " ( 4 / 146 ) و قال : " و رواه الطبراني في " الكبير " عن ابن مسعود موقوفا عليه و فيه رجل لم يسم " . ثم ذكر له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " يؤتى بالشهيد يوم القيامة فيوقف للحساب , ثم يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب , ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان , و لا ينصب لهم ديوان , فيصب عليهم الأجر صبا , حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله " . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مجاعة بن الزبير , و قد وثق " . قلت : أخرجه فيه ( 3 / 178 / 2 ) : حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري أخبرنا عبد الله بن رشيد أخبرنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس . و السري هذا , قال البيهقي : " لا يحتج به , و لا بشيخه " . قلت : و شيخه عبد الله بن رشيد , قد ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : " مستقيم الحديث " . قلت : فهذا الإسناد لا يحتج به , لكن لا يمنع ذلك من الاستشهاد به لأنه ليس شديد الضعف , فالحديث حسن . و الله أعلم . 2207" اللبن في المنام فطرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 241 :
أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 183 ) من حديث # أبي هريرة # قال : فذكره موقوفا عليه , و قال : رواه البزار و فيه محمد بن مروان و هو ثقة و فيه لين و بقية رجاله ثقات " . ثم رجعت إلى " كشف الأستار " ( 3 / 13 / 2127 ) , فإذا الحديث فيه مرفوع و كذلك ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 393 ) برواية البزار , فالظاهر أنه سقط من " المجمع " رفعه , و إسناده هكذا : حدثنا جميل بن الحسن حدثنا محمد بن مروان حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد و عون بن عمارة و عون لين الحديث " . قلت : هذا إسناد ضعيف , جميل بن الحسن قال الحافظ : " صدوق يخطىء , أفرط فيه عبدان " . و شيخه محمد بن مروان - و هو العقيلي - قريب منه , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و متابعه عون بن عمارة ضعيف . و قد خالفهما أبو أسامة فقال : عن هشام به موقوفا على أبي هريرة . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 77 / 10561 ) . و أبو أسامة هو حماد بن أسامة , و هو ثقة لكنه مدلس . قلت : و قد وجدت له شاهدا موقوفا أيضا , فقال الدارمي في " سننه " ( 2 / 128 ) : أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا الوليد حدثنا جابر حدثني محمد بن قيس حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . كذا وقع في النسخة الشامية موقوفا , و كذا في أصلها الهندية ( ص 275 ) . لكن على هامشها : " نسخة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " . ثم إن الإسناد مشكل , فإن جابرا هذا لم أعرفه و لا شيخه محمد بن قيس و يحتمل أن يكون سقط من الناسخ لفظة : ( ابن ) , و الصواب : ( حدثنا ابن جابر ) و هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي الداراني , فإنه من شيوخ الوليد و هو ابن مسلم الدمشقي و هذا من شيوخ الحكم بن المبارك . و أما محمد بن قيس , فلم يتبين لي شيء الآن , غير أنه يلقى في النفس أنه لعله محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز , أبو إبراهيم . و الله أعلم . و بالجملة , فالحديث حسن بمجموع طريقيه الموقوفين , إن لم يصح رفع الآخر منهما و بخاصة أن الحافظ قد ذكر له شاهدا مرفوعا من حديث أبي بكرة و سكت عنه و هو في الغالب لا يسكت إلا عما هو حسن عنده على الأقل , لكن القلب لم يطمئن له , فقد رأيت الهيثمي قد قال فيه ( 11 / 183 ) : " رواه الطبراني و فيه الحكم بن ظهير و هو متروك " . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2208" اللبن في المنام فطرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 241 :
أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 183 ) من حديث # أبي هريرة # قال : فذكره موقوفا عليه , و قال : رواه البزار و فيه محمد بن مروان و هو ثقة و فيه لين و بقية رجاله ثقات " . ثم رجعت إلى " كشف الأستار " ( 3 / 13 / 2127 ) , فإذا الحديث فيه مرفوع و كذلك ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 393 ) برواية البزار , فالظاهر أنه سقط من " المجمع " رفعه , و إسناده هكذا : حدثنا جميل بن الحسن حدثنا محمد بن مروان حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد و عون بن عمارة و عون لين الحديث " . قلت : هذا إسناد ضعيف , جميل بن الحسن قال الحافظ : " صدوق يخطىء , أفرط فيه عبدان " . و شيخه محمد بن مروان - و هو العقيلي - قريب منه , قال الحافظ : " صدوق له أوهام " . و متابعه عون بن عمارة ضعيف . و قد خالفهما أبو أسامة فقال : عن هشام به موقوفا على أبي هريرة . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 77 / 10561 ) . و أبو أسامة هو حماد بن أسامة , و هو ثقة لكنه مدلس . قلت : و قد وجدت له شاهدا موقوفا أيضا , فقال الدارمي في " سننه " ( 2 / 128 ) : أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا الوليد حدثنا جابر حدثني محمد بن قيس حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . كذا وقع في النسخة الشامية موقوفا , و كذا في أصلها الهندية ( ص 275 ) . لكن على هامشها : " نسخة : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " . ثم إن الإسناد مشكل , فإن جابرا هذا لم أعرفه و لا شيخه محمد بن قيس و يحتمل أن يكون سقط من الناسخ لفظة : ( ابن ) , و الصواب : ( حدثنا ابن جابر ) و هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي الداراني , فإنه من شيوخ الوليد و هو ابن مسلم الدمشقي و هذا من شيوخ الحكم بن المبارك . و أما محمد بن قيس , فلم يتبين لي شيء الآن , غير أنه يلقى في النفس أنه لعله محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز , أبو إبراهيم . و الله أعلم . و بالجملة , فالحديث حسن بمجموع طريقيه الموقوفين , إن لم يصح رفع الآخر منهما و بخاصة أن الحافظ قد ذكر له شاهدا مرفوعا من حديث أبي بكرة و سكت عنه و هو في الغالب لا يسكت إلا عما هو حسن عنده على الأقل , لكن القلب لم يطمئن له , فقد رأيت الهيثمي قد قال فيه ( 11 / 183 ) : " رواه الطبراني و فيه الحكم بن ظهير و هو متروك " . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2209" ما آتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة و لا إشراف , فكله و تموله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 244 :
أخرجه أحمد ( 5 / 195 و 6 / 452 ) عن قيس بن سعد عن رجل حدثه عن # أبي الدرداء # قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أموال السلطان ? فقال : " فذكره . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل الذي لم يسم . لكن له شاهد من حديث الزهري عن السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى قال : أخبرني عبد الله بن السعدي : " أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشام , فقال : ألم أخبر أنك تعمل على عمل من أعمال المسلمين , فتعطى عليه عمالة , فلا تقبلها ? قال : أجل إن لي أفراسا و أعبدا و أنا بخير و أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين , فقال عمر : إن أردت الذي أردت , و كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني المال , فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني و إنه أعطاني مرة مالا , فقلت له : أعطه من هو أحوج إليه مني , فقال : ما آتاك الله عز وجل من هذا المال من غير مسألة و لا إشراف , فخذه فتموله أو تصدق به و ما لا فلا تتبعه نفسك " . أخرجه البخاري ( 13 / 128 - 132 - فتح ) و مسلم ( 3 / 98 - 99 ) و النسائي ( 1 / 365 ) و الدارمي ( 1 / 388 ) . و له طرق أخرى عن عمر أحدها عند الضياء في " المختارة " ( رقم 83 - بتحقيقي ) و بعضها في " الإرواء " ( 3 / 364 - 365 ) .
2210" ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا مغفور لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 245 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 434 ) عن إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي أبي إسحاق حدثنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن # أنس # مرفوعا . و قال : " لم يروه عن ميمون إلا إسماعيل " . قلت : و هو ثقة من شيوخ يعقوب بن سفيان , ذكره في " تاريخه " و قال : " كان ثقة , إلا أنهم كانوا يعيبون عليه بيع الزئبق " . و ميمون بن عجلان , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 ) عن أبيه : " شيخ " . و من العجائب قول الحافظ في " اللسان " : " لا أعرف له حديثا " ! و قد تابعه ميمون بن موسى المرائي , فقال أحمد ( 3 / 142 ) : حدثنا محمد بن بكر أنبأنا ميمون المرائي حدثنا ميمون بن سياه به . و هذا إسناد حسن إن شاء الله ميمون بن سياه , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و ميمون المرائي صدوق . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 233 ) : " رواه أحمد و رواته محتج بهم في الصحيح إلا ميمون المرائي - بفتح الميم و الراء بعدها ألف نسبة إلى امرىء القيس - و أبو يعلى و البزار و الطبراني . و رواه الطبراني من حديث عبد الله بن مغفل و سهل بن الحنظلية " . و حديث سهل عزاه في " الجامع " للحسن بن سفيان , و قال الهيثمي ( 10 / 77 ) : " و فيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السري و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " . 2211" ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهب , أمسى ثالثة عندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين , إلا أن أقول به في عباد الله هكذا - حثا بين يديه - , و هكذا - عن يمينه - , و هكذا - عن شماله - " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 246 :
أخرجه البخاري ( 7 / 137 ) و مسلم ( 3 / 75 ) و أحمد ( 5 / 152 ) عن زيد بن وهب عن # أبي ذر # مرفوعا . و في رواية للبخاري : " ما يسرني أن عندي ..." , و قد مضى برقم ( 1028 ) . و له طريق أخرى بلفظ : " ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا - أو قال : ما أحب أن لي أحدا ذهبا - أدع منه يوم أموت دينارا أو نصف دينار إلا لغريم " . أخرجه أحمد ( 5 / 160 - 161 و 176 ) و الخطيب ( 7 / 376 ) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت سويد بن الحارث قال : سمعت أبا ذر قال : مرفوعا به . و لفظ الخطيب : " ما يسرني " . و إسناده رجال الستة , غير سويد هذا , و قد ذكره البخاري و لم يذكر فيه جرحا و تبعه ابن أبي حاتم . و له شاهد بلفظ : " و ما أحب أن لي أحدا ذهبا , يمر بي ثالثة عندي منه دينار إلا شيء أعده لغريم " . أخرجه أحمد ( 2 / 506 ) : حدثنا يزيد أنبأنا ابن أبي ذئب عن أبي الوليد عن أبي هريرة مرفوعا به . و هذا سند صحيح على شرط الستة و أبو الوليد اسمه عبد الله بن الحارث البصري . و أخرجه ابن ماجة ( 4132 ) من طريق أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ : " إلا شيء أرصده في قضاء دين " . و سنده جيد . 2212" ما أحب أن أسلم على الرجل و هو يصلي , و لو سلم علي لرددت عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 247 :
موقوف . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 264 ) من طريقين عن الأعمش قال : حدثني أبو سفيان قال : سمعت # جابرا # يقول : فذكره موقوفا عليه . قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم . و هو موقوف كما ترى و قد أورده السيوطي في " الجامعين " من رواية الطحاوي عن جابر , فأوهم أنه مرفوع و لم يتنبه لذلك المناوي , فاكتفى بقوله : " رمز المصنف لحسنه " ! قلت : و للتنبيه على ذلك أوردته هنا و إلا فكتابنا هذا خاص بالأحاديث المرفوعة إلا ما شاء الله و لاسيما و قد صح عن جابر نفسه أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم و هو يصلي , و رد عليه إشارة كما في " صحيح مسلم " ( 2 / 71 ) و غيره و هو مخرج في " صحيح أبي داود " مع أحاديث أخرى بأصرح منه , تحت : " باب رد السلام في الصلاة " ( 856 - 860 ) . 2213" ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 248 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 20 ) و ابن ماجة ( 2 / 165 ) و أحمد ( 1 / 27 ) عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن رئاب بن حذيفة تزوج امرأة , فولدت له ثلاثة غلمة , فماتت أمهم , فورثوها رباعها و ولاء مواليها , و كان عمرو بن العاص عصبة بنيها , فأخرجهم إلى الشام , فماتوا , فقدم عمرو بن العاص , و مات مولى لها , و ترك مالا , فخاصمه إخوتها إلى # عمر بن الخطاب #, فقال عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن . ثم خرجت الحديث في " صحيح أبي داود " ( 2550 ) من رواية البيهقي عنه . و تكلمت عليه بأبسط مما هنا و ذكرت من قواه من العلماء . 2214" ما أحد أعظم عندي يدا من أبى بكر رضي الله عنه , واساني بنفسه و ماله و أنكحني ابنته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 248 :
أخرجه الطبراني في " معجمه الكبير " ( 11 / 191 / 11461 ) و ابن عدي ( 31 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخه " ( 9 / 278 / 1 ) عن محمد بن صالح بن مهران أخبرنا أرطأة أبو حاتم عن ابن جريج عن عطاء عن # ابن عباس # قال : فذكره مرفوعا و قال ابن عدي : " لا أعرفه إلا عن أرطأة عن ابن جريج " . قلت : و أرطأة هذا هو ابن المنذر , بصري , يكنى أبا حاتم , ساق له ابن عدي حديثين هذا أحدهما , و الآخر , خطأه في إسناده , ثم قال : " و له أحاديث غير ما ذكرت , و في بعضها خطأ و غلط " . و قد وجدت له طريقا أخرى , يرويه عبيد الله بن تمام عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ : " ما أحد من الناس أفضل علي نعمة في أهل و مال من أبي بكر " . أخرجه الطبراني أيضا ( 11 / 348 / 11974 ) . و عبيد الله هذا ضعيف . و له طريق ثالث يرويه ليث عن مجاهد عن ابن عباس نحوه . و رابع من رواية جرير : سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ : " إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة , و لو كنت متخذ خليلا .. " الحديث . أخرجه البخاري ( 467 ) و الطبراني ( 11938 ) و ابن حبان ( 6821 - الإحسان ) . و له شاهد من حديث أبي حفص العبدي عن مالك بن دينار عن أنس نحوه . أخرجهما ابن عساكر . و شاهدان آخران صحيحان مختصران من حديث أبي هريرة و عائشة , مخرجان في " أحاديث مشكلة الفقر " ( رقم 13 ) . 2215" ما اختلج عرق و لا عين إلا بذنب , و ما يدفع الله عنه أكثر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 250 :
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( رقم 1053 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 247 ) عن أحمد بن الفرات حدثنا محمد بن كثير حدثنا محمد بن فضيل عن الصلت بن بهرام عن أبي وائل عن # البراء بن عازب # مرفوعا . و قال الطبراني : " تفرد به أحمد " . قلت : و هو ثقة حافظ , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين غير الصلت بن بهرام و هو ثقة . و محمد بن كثير هو العبدي فيما يترجح عندي . و الله أعلم . و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 295 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " و فيه الصلت بن بهرام , و هو ثقة , إلا أنه كان مرجئا " . قلت : و أخرجه الضياء المقدسي أيضا في " الأحاديث المختارة " كما في " الجامعين : الكبير و الصغير " , و حسن المناوي إسناده في " التيسير " . 2216" ما أخشى عليكم الفقر و لكني أخشى عليكم التكاثر , و ما أخشى عليكم الخطأ و لكني أخشى عليكم التعمد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 250 :
أخرجه ابن حبان ( 2479 ) و الحاكم ( 2 / 534 ) و أحمد ( 2 / 308 و 539 ) عن جعفر بن برقان قال : سمعت يزيد بن الأصم عن # أبي هريرة # مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 236 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " . 2217" ما أدري تبع ألعينا كان أم لا ? و ما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا ? و ما أدري الحدود كفارات أم لا ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 251 :
أخرجه أبو داود ( 4674 ) - دون الجملة الثالثة - و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 36 ) و عنه البيهقي ( 8 / 329 ) و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 16 / 1 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 2 / 50 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 / 251 / 1 و 6 / 57 / 1 و 11 / 302 / 1 و 16 / 66 / 2 ) كلهم عن عبد الرزاق أنبأ معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين , و لا أعلم له علة " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال ابن عساكر : " قال الدارقطني : تفرد به عبد الرزاق " . قلت : و لعله يعني عن معمر , و إلا فقد توبع عليه معمر عن ابن أبي ذئب كما يأتي , و قد أعل بالإرسال , فقال الحنائي عقبه : " غريب , و رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا , و هو الأصح " . و ذكره البيهقي نحوه عن البخاري , و أقول : " هشام ثقة , و قد خالفه معمر كما تقدم , و كذلك خالفه آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري به . أخرجه الحاكم ( 2 / 450 ) و عنه البيهقي أيضا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . فقد اتفق الثقتان على وصله عن ابن أبي ذئب عن المقبري به , فإما أن يقال : ما اتفقنا عليه أرجح مما تفرد به هشام من الإرسال , و أما أن يقال : كل صحيح , و ابن أبي ذئب له سندان , أحدهما عن المقبري عن أبي هريرة , و الآخر : عن الزهري مرسلا , و كل حفظ عنه ما سمع منه , و كل ثقة . و الله أعلم . و للحديث شاهد بإسناد ضعيف عن ابن عباس خرجناه في الكتاب الآخر ( 3033 ) . ( فائدة ) : قال ابن عساكر : " و هذا الشك من النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يبين له أمره , ثم أخبر أنه كان مسلما , و ذاك فيما أخبرنا ... " . ثم ساق إسناده بحديث : لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم " . أخرجه هو , و أحمد ( 5 / 340 ) عن ابن لهيعة حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر عن سهل بن سعد مرفوعا . و أبو زرعة و ابن لهيعة ضعيفان . لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل الدرجات , كما سيأتي بيانه إن شاء الله برقم ( 2423 ) . قلت : و نحوه قول الهيثمي : " يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن الله , ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة و غيره " . يعني قوله صلى الله عليه وسلم : " ... و من أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ..." . أخرجه الشيخان و غيرهما . ( تنبيه ) : وقع في " المستدرك " في الموضع الأول منه " تبع أنبيا " , و أظنه خطأ من بعض نساخ " المستدرك " أو الطابع , و الصواب ما أثبتناه , و هو رواية البيهقي عن الحاكم , و كذلك هو في رواية الآخرين عن عبد الرزاق , و في رواية آدم بن أبي إياس أيضا . و وقع في " الفتح الكبير " ( 3 / 78 ) معزوا لإحدى روايتي الحاكم : " عزير " بدل " لقمان " , و هو خطأ مخالف لروايتي الحاكم كلتيهما , و لرواية الآخرين , اللهم إلا قول ابن عساكر في آخر الحديث : " و قال غيره : عزير " , و لم أدر من عنى , و لكنه روي ذلك في الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه . و الله أعلم . 2218" ما استكبر من أكل معه خادمه و ركب الحمار بالأسواق و اعتقل الشاة فحلبها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 253 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 550 ) و الديلمي ( 4 / 33 ) عن ابن لال معلقا كلاهما عن عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله رجال " الصحيح " غير أن محمد بن عمرو إنما أخرج له مقرونا بغيره . و أما قول المناوي في " فيضه " : " رمز المصنف لحسنه , و فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال : قال أبو داود : " ضعيف " , عن عبد العزيز بن محمد قال ابن حبان بطل الاحتجاج به " . قلت : ففيه مؤاخذتان : الأولى : أن الذي في " ضعفاء الذهبي " نصه : " ثقة مشهور , قال أبو داود : ضعيف " . زاد في نسخة : " و قال أيضا : ثقة " . فقوله : " ثقة مشهور " واضح جدا أنه ثقة عنده غير ضعيف , فحذف المناوي لهذا التوثيق الصريح مما لا يخفى ما فيه . و يؤيد ما قلت أنه أورده في كتابه " معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد " ( ص 137 / 212 ) , و قال : " شيخ البخاري , ضعفه أبو داود " . و الأخرى : أن ما نقله عن ابن حبان إنما قاله في " الضعفاء " ( 2 / 138 ) في ابن زبالة , و ليس هو راوي هذا الحديث , و إنما هو ( الدراوردي ) و هو ثقة عند ابن حبان و غيره , فيه ضعف يسير من قبل حفظه , فحديثه لا ينزل عن مرتبة الحسن , و قد احتج به مسلم . 2219" من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 254 :
أخرجه البخاري ( 2 / 390 - السلفية ) و الترمذي ( 1632 ) و النسائي ( 2 / 56 ) و ابن حبان ( 4586 ) و أحمد ( 3 / 479 ) عن عباية بن رفاعة قال : " أدركني # أبو عبس # و أنا أذهب إلى الجمعة فقال : ( أبشر , فإن خطاك هذه في سبيل الله ) , سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب صحيح , و أبو عبس اسمه عبد الرحمن بن جبر " . و روى عتبة بن أبي حكيم عن حصين عن أبي المصبح عن جابر بن عبد الله مرفوعا به نحوه . أخرجه ابن حبان ( 1588 ) و الطيالسي ( 1 / 234 - ترتيبه ) و أحمد ( 3 / 367 ) عن عبد الله بن مبارك عنه . قلت : و عتبة بن أبي حكيم ضعيف . و قد خالفه ابن جابر فذكر أن أبا المصبح الأوزاعي حدثهم قال : " بينا نسير في درب ( قلمية ) , إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعمي رجل يقود فرسه في عراض الجبل : يا أبا عبد الله ! ألا تركب ? قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره " إلا أنه قال : " ساعة من نهار , فهما حرام على النار " . أخرجه أحمد ( 5 / 225 - 226 ) . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المصبح الأوزاعي و هو ثقة . و تابعه ليث بن المتوكل عن مالك بن عبد الله الخثعمي باللفظ الأول . أخرجه أحمد أيضا . و الليث هذا وثقه ابن حبان و محمد بن عبد الله بن عمير , و سائر رجاله ثقات معروفون , فالسند صحيح أيضا . و تابعهما عبد الله بن سليمان أن مالك بن عبد الله مر على حبيب بن مسلمة , أو حبيب مر على مالك , و هو يقود فرسا و هو يمشي فقال : ألا تركب حملك الله ? فقال : فذكره مرفوعا . أخرجه الدارمي ( 2 / 202 ) . و رجاله ثقات , لكني لم أعرف ابن سليمان هذا . و للحديث شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد ( 6 / 443 - 444 ) . و رجاله ثقات . ( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " زوائد الجامع الصغير " بلفظ : " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار " , و قال : " رواه الأربعة عن مالك بن عبد الله الخثعمي " . قلت : و هذا وهم عجيب , فإن الأربعة لم يخرجوا لمالك هذا أصلا , و لا هو من رجال " التهذيب " , و لذلك لم يعزه الحافظ في ترجمته من " الإصابة " إلا لأبي داود الطيالسي وأحمد و الطبراني و البغوي . ( فائدة ) : ( قلمية ) قال في " معجم البلدان " : " بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم و الياء خفيفة : كورة واسعة برأسها من بلاد الروم , قرب ( طرسوس ) " . قلت : و وقع في " المسند " : ( قلمتة ) , و في " مجمع الزوائد " ( 5 / 285 ) : ( ملمة ) و لعل الصواب ما أثبته . 2220" ما أقفر من أدم بيت فيه خل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 256 :
أخرجه الترمذي ( 1842 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 312 - 313 ) و الديلمي ( 4 / 34 ) من طريق ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي عن الشعبي عن # أم هانىء # قالت : " دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أم هانىء ! هل عندك شيء ? فقالت : لا , إلا كسيرات يابسات و خل , فقال : " , فذكره , و قال أبو نعيم : " غريب من حديث أبي حمزة " . قلت : و هو ضعيف كما في " التقريب " , و قال الذهبي في " الضعفاء " : " متفق على ضعفه " . و أما الترمذي فقال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . كذا قال : و لا يخفى ما فيه , لكني وجدت للحديث شاهدا قويا , فقال أحمد ( 3 / 353 ) : حدثنا محمد بن يزيد عن حجاج بن أبي زينب عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الإدام الخل , ما أقفر بيت فيه خل " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم - على ضعف في حفظ حجاج بن أبي زينب - غير محمد بن يزيد , و هو الواسطي و هو ثقة . و قد تابعه يزيد بن هارون أخبرنا حجاج بن أبي زينب به أتم منه , و فيه قصة أم هانىء لكنها لم تسم لكن ليس فيه : " ما أقفر بيت فيه خل " . أخرجه مسلم ( 6 / 126 ) و الدارمي ( 2 / 101 ) و أبو يعلى ( 2 / 593 ) بلفظ : " هاتوه , فنعم الأدم الخل " . و أخرجه مسلم و الترمذي و أبو يعلى ( 2 / 591 ) و أحمد ( 3 / 301 و 304 و 353 و 364 و 389 و 390 و 400 ) من طريق أخرى عن أبي سفيان به مختصرا : " نعم الإدام الخل " . و كذلك أخرجه مسلم و الترمذي و الدارمي من حديث سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و أخرج الشطر الثاني منه ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 14 / 1 ) من طريق أنس بن عبد الحميد الضبي حدثنا هشام به . و أخرجه ابن ماجة ( 2 / 314 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان قال : حدثتني أم سعد قالت : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة - و أنا عندها - فقال : هل من غداء ? قالت : عندنا خبز و تمر و خل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الإدام الخل , اللهم بارك في الخل , فإنه كان إدام الأنبياء قبلي , و لم يفتقر بيت فيه خل " . قلت : و هذا إسناد هالك , عنبسة و ابن زاذان متروكان , و الأول رماه أبو حاتم بالوضع . ثم وجدت لحديث جابر طريقا أخرى , و لكنه ضعيف جدا , يرويه الحسن بن قتيبة : حدثنا مغيرة ( هو ابن زياد ) عن أبي الزبير عنه بلفظ : " ما أقفر أهل بيت من أدم فيه خل و خير خلكم خل خمركم " . أخرجه البيهقي ( 6 / 38 ) و قال : " قال أبو عبد الله ( يعني شيخه الحاكم ) : هذا حديث واهي , و المغيرة بن زياد صاحب مناكير " . قلت : المغيرة هذا صدوق له أوهام كما في " التقريب " , فليست العلة منه و إنما من الراوي عنه الحسن بن قتيبة , فإنه هالك كما قال الذهبي , و قال الدارقطني : " متروك الحديث " . و نحوه في الضعف , ما زاده عبيد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : " دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جابر بن عبد الله , فقرب إليهم خبزا و خلا , فقال : كلوا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نعم الإدام الخل , إنه هلاك بالرجل أن يدخل عليه النفر من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليهم , و هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم " . أخرجه البيهقي ( 7 / 279 - 280 ) و أحمد ( 3 / 371 ) . قلت : و عبيد الله هذا ضعيف كما جزم به الحافظ . و قد روي من طريقين آخرين عن جابر و لكنهما معلولان و لذلك خرجته في " الضعيفة " ( 5379 ) .
2221" ما أوتيكم من شيء و ما أمنعكموه , إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 259 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 25 ) و أحمد ( 2 / 314 ) عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا # أبي هريرة # قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة بلفظ : " والله ما أعطيكم و لا أمنعكم و إنما أنا قاسم أضعه حيث أمرت " . أخرجه البخاري ( 6 / 165 - فتح ) و أحمد ( 2 / 482 ) . 2222" ما أوذي أحد ما أوذيت في الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 259 :
أخرجه الديلمي ( 4 / 51 ) من طريق محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن جابر عن # ابن بريدة عن أبيه # رفعه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله موثقون غير جابر - و هو ابن يزيد الجعفي - و هو ضعيف . و رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 233 ) عن محمد بن سليمان بن هشام حدثنا وكيع عن مالك ( عن الزهري ) عن أنس مرفوعا نحوه , و قال : " غريب من حديث مالك , تفرد به وكيع " . قلت : و الراوي عنه ابن هشام - و هو الشطوي - ضعيف , لكن مفهوم قول أبي نعيم : " تفرد به وكيع " أنه لم يتفرد به الشطوي , فإن كان كذلك فالحديث صحيح و لعله لذلك سكت عليه السخاوي في " المقاصد " ( ص 361 / 969 ) و قال : " و أصله في البخاري " . و الحديث رواه ابن عدي أيضا و ابن عساكر عن جابر كما في " الجامع الصغير " . و بالجملة , فالحديث بمجموع هذه الطرق الثلاث يرتقي إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى . و أما قول السخاوي : " و أصله في البخاري " . فلم أدر ما يعني , فإني لا أعلم لأنس قريبا من هذا عنده , و إن كان يعني حديثه الذي رواه عنه ثابت مرفوعا بلفظ : " لقد أذيت في الله و ما يؤذى أحد , و لقد أخفت في الله و ما يخاف أحد , و لقد أتت علي ثالثة و ما لي و لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا مما وارى إبط بلال " . قلت : فهذا شيء , و حديث الترجمة شيء آخر , فإنه يتحدث عن زمانه صلى الله عليه وسلم فهو خاص , و حديث الترجمة أعم كما هو ظاهر , ثم إنه لم يروه البخاري و إنما رواه الترمذي ( 2474 ) و ابن ماجة ( 1 / 67 ) و أحمد ( 3 / 120 و 286 ) عن حماد بن سلمة أنبأنا ثابت به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على شرط مسلم . 2223" ما تريدون من علي ? إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 261 :
أخرجه الترمذي ( 3713 ) و النسائي في " الخصائص " ( ص 13 و 16 - 17 ) و ابن حبان ( 2203 ) و الحاكم ( 3 / 110 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 829 ) و أحمد ( 4 / 437 - 438 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 568 - 569 ) من طريق جعفر بن اليمان الضبعي عن يزيد الرشك عن مطرف عن # عمران بن حصين # رضي الله عنه قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا , و استعمل عليهم علي بن أبي طالب , فمضى في السرية , فأصاب جارية , فأنكروا عليه , و تعاقدوا أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي و كان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه , ثم انصرفوا إلى رحالهم , فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم , فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا و كذا , فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قام الثاني , فقال مثل مقالته , فأعرض عنه , ثم قام إليه الثالث , فقال مثل مقالته , فأعرض عنه , ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا , فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم و الغضب يعرف في وجهه فقال : " فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب , لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان " . قلت : و هو ثقة من رجال مسلم و كذلك سائر رجاله و لذلك قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و أقره الذهبي . و للحديث شاهد يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن , على أحدهما علي بن أبي طالب .. فذكر القصة بنحو ما تقدم , و في آخره : " لا تقع في علي , فإنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي " . أخرجه أحمد ( 5 / 356 ) . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح , و هو ابن عبد الله الكندي , مختلف فيه , و في " التقريب " : " صدوق شيعي " . فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي , و كذلك في سند المشهود له شيعي آخر , و هو جعفر بن سليمان , أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث و علة فيه ? ! فأقول : كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق و الحفظ , و أما المذهب فهو بينه و بين ربه , فهو حسيبه , و لذلك نجد صاحبي " الصحيحين " و غيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج و الشيعة و غيرهم , و هذا هو المثال بين أيدينا , فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت مع أنه قال في راويه جعفر في كتابه " مشاهير علماء الأمصار " ( 159 / 1263 ) : " كان يتشيع و يغلو فيه " . بل إنه قال في ثقاته ( 6 / 140 ) : " كان يبغض الشيخين " . و هذا , و إن كنت في شك من ثبوته عنه , فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك , و لا يلزم من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما , و إنما مجرد التفضيل . و الإسناد الذي ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما , فيه جرير بن يزيد بن هارون , و لم أجد له ترجمة , و لا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه . و مع ذلك فقد قال ابن حبان عقب ذاك التصريح : " و كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت , و لم يكن بداعية إلى مذهبه , و ليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة و لم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز " . على أن الحديث قد جاء مفرقا من طرق أخرى ليس فيها شيعي . أما قوله : " إن عليا مني و أنا منه " . فهو ثابت في " صحيح البخاري " ( 2699 ) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي و زيد و جعفر في ابنة حمزة , فقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : " أنت مني و أنا منك " . و روي من حديث حبشي بن جنادة , و قد سبق تخريجه تحت الحديث ( 1980 ) . و أما قوله : " و هو ولي كل مؤمن بعدي " . فقد جاء من حديث ابن عباس , فقال الطيالسي ( 2752 ) : حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " . و أخرجه أحمد ( 1 / 330 - 331 ) و من طريقه الحاكم ( 3 / 132 - 133 ) و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و هو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه .. " و قد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم ( 1750 ) . فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث و تكذيبه في " منهاج السنة " ( 4 / 104 ) كما فعل بالحديث المتقدم هناك , مع تقريره رحمه الله أحسن تقرير أن الموالاة هنا ضد المعاداة و هو حكم ثابت لكل مؤمن , و علي رضي الله عنه من كبارهم , يتولاهم و يتولونه . ففيه رد على الخوارج و النواصب , لكن ليس في الحديث أنه ليس للمؤمنين مولى سواه , و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أسلم و غفار و مزينة و جهينة و قريش و الأنصار موالي دون الناس , ليس لهم مولى دون الله و رسوله " . فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا رضي الله عنه هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير الولاية التي هي بمعنى الإمارة , فإنما يقال فيها : والي كل مؤمن . هذا كله من بيان شيخ الإسلام و هو قوي متين كما ترى , فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلا التسرع و المبالغة في الرد على الشيعة , غفر الله لنا و له . 2224" ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله عز وجل إلا سبح الله عز وجل و حمده إلا ما كان من الشيطان و أعتى بني آدم , فسألت عن أعتى بني آدم ? فقال : شرار الخلق , أو قال : شرار خلق الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 264 :
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 146 ) و عنه الديلمي ( 4 / 46 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 111 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة أبي سلمة الحضرمي عن # عمرو بن عبسة # رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات معروفون غير أبي سلمة الحضرمي , و قد روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان , و قد قال أبو داود : " شيوخ حريز كلهم ثقات " . و قال العجلي : " شامي تابعي ثقة " . و بقية , الكلام فيه معروف , و الراجح منه الاحتجاج بحديثه إذا صرح بالتحديث عن شيخه , و قد قال الذهبي في " الكاشف " : " وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات , و قال النسائي : إذا قال : ( حدثنا ) و ( أخبرنا ) , فهو ثقة " . 2225" ما تقولون ? إن كان أمر دنياكم فشأنكم , و إن كان أمر دينكم فإلي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 265 :
أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 298 ) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن # أبي قتادة # قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فقال : إنكم إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا و انطلق سرعان الناس يريدون الماء و لزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمالت برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته , فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدعمته , فادعم , ثم مال , فدعمته , فأدعم , ثم مال حتى كاد أن ينجفل عن راحلته , فدعمته , فانتبه , فقال : من الرجل ? قلت : أبو قتادة . قال : منذ كم كان مسيرك ? قلت : منذ الليلة . قال : حفظك الله كما حفظت رسوله . ثم قال : لو عرسنا , فمال إلى شجرة فنزل , فقال : انظر هل ترى أحد ? قلت : هذا راكب , هذان راكبان , حتى بلغ سبعة , فقلنا : احفظوا علينا صلاتنا , فنمنا , فما أيقظنا إلا حر الشمس , فانتبهنا , فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فسار و سرنا هنيهة , ثم نزل فقال : أمعكم ماء ? قال : قلت : نعم . معي ميضأة فيها شيء من ماء , قال : ائت بها . فأتيته بها , فقال : مسوا منها , مسوا منها . فتوضأ القوم , و بقيت جرعة , فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة ! فإنه سيكون لها نبأ , ثم أذن بلال و صلوا الركعتين قبل الفجر , ثم صلوا الفجر , ثم ركب و ركبنا , فقال بعضهم لبعض : فرطنا في صلاتنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) , قلنا : يا رسول الله ! فرطنا في صلاتنا : فقال : لا تفريط في النوم , إنما التفريط في اليقظة , فإذا كان ذلك فصلوها , و من الغد وقتها , ثم قال : ظنوا بالقوم , قالوا : إنك قلت بالأمس : إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا , فالناس بالماء . فقال : أصبح الناس و قد فقدوا نبيهم , فقال بعضهم لبعض : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالماء , و في القوم أبي بكر و عمر , فقالا : أيها الناس ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليسبقكم إلى الماء و يخلفكم , و إن يطع الناس أبا بكر و عمر يرشدوا . قالها ثلاثا , فلما اشتدت الظهيرة , رفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا : يا رسول الله ! هلكنا عطشا تقطعت الأعناق . فقال : لا هلك عليكم , ثم قال : يا أبا قتادة ! ائت بالميضأة , فأتيته بها . فقال : احلل لي غمري , يعني : قدحه , فحللته , فأتيته به , فجعل يصب فيه و يسقي الناس , فازدحم الناس عليه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس ! أحسنوا الملء فكلكم يصدر عن ري , فشرب القوم حتى لم يبق غيري و غير رسول الله صلى الله عليه وسلم , فصب لي . فقال : اشرب يا أبا قتادة ! قال : قلت : اشرب أنت يا رسول الله ! قال : إن ساقي القوم آخرهم . فشربت و شرب بعدي , و بقي في الميضأة نحو مما كان فيها . و هم يومئذ ثلاثمائة " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " دون موضع الشاهد منه , و هو رواية لأحمد . 2226" ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 266 :
رواه أحمد ( 2 / 325 ) و الخطيب ( 9 / 99 ) و عنه ابن عساكر ( 7 / 157 / 2 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد على شرط البخاري . و قد أخرجه هو و مسلم من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه مطولا , و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 2741 ) . 2227" ما خالط قلب امرئ مسلم رهج في سبيل الله , إلا حرم الله عليه النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 267 :
أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن # عائشة # : " أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبته , فقالت له : أنت غير داخل علي غير مرتك هذه , فعليك بالجهاد في سبيل الله , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عياش و هو ثقة في روايته عن الشاميين , و هذه منها . قلت : و قد تابعه سويد بن عبد العزيز حدثنا الأوزاعي به . أخرجه ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( ق 84 / 1 ) . و سويد هذا لين الحديث , كما في " التقريب " , فيستشهد به . و له عنده طريق أخرى , أخرجه من طريق حفص بن جميع عن المغيرة عن الحكم عن عطاء عنها . و حفص هذا ضعيف أيضا . و وجدت له طريقا ثالثا , فقال الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 9577 - مصورتي ) : حدثنا هيثم بن خلف أخبرنا محمد بن عمار الموصلي أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن ابن جريج عن محمد بن زياد المدني عن ( ) مولى عائشة قال : قالت عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره نحوه . و قال : " لم يروه عن ابن جريج إلا صدقة , و لا عن صدقة إلا القاسم بن يزيد , تفرد به محمد بن عمار " . قلت : و هو ثقة حافظ من شيوخ النسائي , نسبه إلى جده و إلا فهو محمد بن عبد الله بن عمار , أبو جعفر البغدادي , نزيل الموصل . و من فوقه ثقات غير صدقة , فهو ضعيف . و ( ) مولى عائشة لم أعرفه , و وقع في " المعجم " هكذا بغير إعجام , فلم يتبين لي اسمه . و بالجملة , فالحديث صحيح بهذه الطرق , و خيرها أولها , و قد وثق المنذري ( 2 / 168 ) رجالها . و كذلك فعل الهيثمي ( 5 / 276 ) و أقره المناوي , بل قال في " التيسير " : " إسناده صحيح و قول المؤلف : " حسن " تقصير " . ( تنبيه ) : ( الرهج ) بفتح الراء و فتح الهاء و تسكن : هو الغبار , كما في " ابن الأثير " و غيره , و شذ المنذري فقال في تفسيره : " هو ما بداخل باطن الإنسان من الخوف و الجزع " . و هذا خطأ بلا نزاع , لم يقله غيره كما في " عجالة الإملاء " للحافظ الناجي , و أيد ذلك بالنقل عن أهل اللغة , و نقل عن طائفة منهم أنه بفتح الهاء , و أن الإسكان لم يذكره إلا صاحب " القاموس " . و الله أعلم . و لعل المنذري رحمه الله تأثر فيما ذهب إليه بالتحديث الذي ساقه عقبه مرفوعا بلفظ : " إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه , كما يتحات عنه عذق النخلة " . رواه الطبراني . و لا يخفى أن هذا الحديث مستقل عن ذاك , و لا يمكن اعتباره بوجه من الوجوه مفسرا له , هذا لو ثبت , فكيف و هو موضوع , كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " ( 5145 ) ? ! 2228" ما على الأرض من نفس تموت , و لها عند الله خير , تحب أن ترجع إليكم و لها الدنيا إلا القتيل ( في سبيل الله ) , فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 269 :
أخرجه النسائي ( 2 / 62 ) و أحمد ( 5 / 318 , 322 ) من طريقين عن كثير بن مرة أن # عبادة بن الصامت # حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و إسناد النسائي جيد , و كذلك إسناد أحمد لو أن ابن جريج صرح بالتحديث , لكنه شاهد للذي قبله . ( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث برواية المذكورين بزيادة في آخره " لما يرى من ثواب الله له " . و هي ليست عندهما كما ذكرنا , و قد عزاه في " الجامع الكبير " لابن أبي الدنيا أيضا في " ذكر الموت " و الروياني و الطبراني في " الكبير " و الضياء المقدسي عن عبادة , فلعلها عند أحدهم . و قد وجدت لها شاهدا من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " ما من نفس تموت فتدخل الجنة فتود أنها رجعت إليكم و لها الدنيا و ما فيها إلا الشهيد , فإنه ود أنه قتل كذا و كذا مرة , لما رأى من الثواب " . أخرجه الدارمي ( 2 / 206 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه بمعناه . 2229" ما علمته إذ كان جاهلا , و أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 270 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 408 - 409 ) و ابن ماجة ( 2 / 44 ) و الحاكم ( 4 / 133 ) و البيهقي ( 10 / 2 ) و أحمد ( 4 / 166 - 167 ) و ابن سعد ( 7 / 55 ) عن أبي بشر عن # عبادة بن شرحبيل # قال : " أصابتني سنة , فدخلت حائطا من حيطان المدينة , ففركت سنبلا فأكلت و حملت في ثوبي , فجاء صاحبه , فضربني و أخذ ثوبي , فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : ( فذكره ) و أمره , فرد علي ثوبي و أعطاني وسقا أو نصف وسق من طعام " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 2230" ما أنكر قلبك فدعه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 270 :
أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 824 و 1162 ) : أخبرنا ابن لهيعة قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره أن # عبد الله بن معاوية بن حديج # أخبره : " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما يحل لي مما يحرم علي ? فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فرد عليه ثلاث مرات , كل ذلك يسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : من السائل ? فقال الرجل : أنا ذا يا رسول الله ! قال : و نقر بأصبعيه : " فذكره . قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح , رجاله ثقات , فإن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة , و ابن المبارك أحدهم . و له شاهد من حديث أبي أمامة قال : " سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإثم ? قال : ما حك أو ما حاك في صدرك فدعه " . أخرجه ابن المبارك ( 825 ) بإسناد صحيح , و غيره كما سبق برقم ( 550 ) . 2231" يا أبا بكر ! ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره , و ما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة , و ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 271 :
أخرجه أحمد ( 2 / 436 ) عن ابن عجلان قال : حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن # أبي هريرة # : " أن رجلا شتم أبا بكر و النبي صلى الله عليه وسلم جالس , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب و يبتسم , فلما أكثر رد عليه بعض قوله , فغضب النبي صلى الله عليه وسلم و قام , فلحقه أبو بكر فقال : يا رسول الله ! كان يشتمني و أنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله , غضبت و قمت , قال : إنه كان معك ملك يرد عنك , فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان , فلم أكن لأقعد مع الشيطان , ثم قال : " فذكره . قلت : و إسناده جيد . و الحديث قال في " مجمع الزوائد " ( 8 / 190 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " بنحوه و رجال أحمد رجال ( الصحيح ) " ! كذا قال , و ابن عجلان إنما أخرج له البخاري تعليقا و مسلم استشهادا . و للجملة الأخيرة منه طريق أخرى عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة . أخرجه أحمد ( 2 / 418 ) . و سنده صحيح على شرط مسلم .
2232" و ما سبيل الله إلا من قتل ?! من سعى على والديه ففي سبيل الله و من سعى على عياله ففي سبيل الله ( و من سعى على نفسه ليعفها فهو في سبيل الله ) و من سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت و في رواية : سبيل الشيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 272 :
أخرجه البزار ( 1871 - الكشف ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 196 - 197 ) و الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ق 47 / 2 - 48 / 1 - مصور الجامعة الإسلامية الثانية ) و البيهقي في " السنن " ( 9 / 25 ) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا رياح بن عمرو حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب من الثنية , فلما رأيناه رميناه بأبصارنا , فقلنا : لو أن هذا الشاب جعل شبابه و نشاطه و قوته في سبيل الله ! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال : فذكره . و السياق لأبي نعيم و الزيادة للأصبهاني . قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين , غير رياح بن عمرو - و هو القيسي - و هو صدوق كما قال أبو زرعة . و قال في " المجمع " ( 8 / 144 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " و فيه رباح بن عمر وثقه أبو حاتم و ضعفه غيره و بقية رجاله رجال الصحيح " . كذا وقع فيه : " رباح " بالموحدة , و الصواب : ( رياح ) بالمثناة التحتية و ( ابن عمر ) خطأ أيضا و لعله مطبعي لم يتنبه له الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و الصواب ( ابن عمرو ) بفتح العين " . و الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة كما بينته في " التعليق الرغيب على الترغيب و الترهيب " و قد ذكر أحدها ( 3 / 4 ) من حديث كعب بن عجرة و أخرجه بحشل الواسطي في " تاريخ واسط " ( ص 146 ) . و للحديث طريق أخرى , يرويه سليمان بن كيسان عن هارون بن راشد عن أبي هريرة به نحوه . أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده " ( 4 / 42 / 2 ) . و هارون هذا قال الذهبي : " روى عن تابعي عن أبي هريرة , مجهول , و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . 2233" ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا و الآخرة إلا دنانيره التي سمى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 273 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 396 ) و الحاكم ( 2 / 112 ) و عنه البيهقي ( 6 / 331 ) عن عبد الله بن الديلمي أن # يعلى بن منية # قال : " آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغزو , و أنا شيخ كبير ليس لي خادم , فالتمست أجيرا يكفيني , و أجري له سهمه , فوجدت رجلا , فلما دنا الرحيل أتاني فقال : ما أدري ما السهمان و ما يبلغ سهمي ? فسم لي شيئا , كان السهم أو لم يكن , فسميت له ثلاثة دنانير , فلما حضرت غنيمته , أردت أن أجري له سهمه فذكرت الدنانير , فجئت النبي صلى الله عليه وسلم , فذكرت له أمره , قال : " فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي ! قلت : عبد الله بن الديلمي - و هو ابن فيروز - لم يخرج له الشيخان , و كذلك عاصم بن حكيم الذي في الطريق إليه , و هما ثقتان , فالإسناد صحيح فقط . و تابعه خالد بن دريك عن يعلى بن أمية به نحوه . أخرجه أحمد ( 4 / 223 ) . قلت : و إسناده جيد , رجاله ثقات . و ذكر له الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 310 ) شاهدا من رواية الطبراني في " مسند الشاميين " عن أبي ( يعني ابن كعب ) قال : " استعنت رجلا يغزو معي ... " الحديث نحوه . و سكت عن إسناده و إسناد أبي داود أيضا ! 2234" إن الله و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 274 :
أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( 58 / 2 ) عن أسامة بن زيد الليثي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن # عائشة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن من رواية ابن وهب عن أسامة . و قد رواه الحاكم من هذا الوجه و صححه , و وافقه الذهبي . و قد تابعه سفيان الثوري عن أسامة به . رواه جماعة عن سفيان . و خالفهم في متنه معاوية بن هشام فرواه عن سفيان بلفظ : " ... يصلون على ميامن الصفوف " . و هو بهذا اللفظ غير محفوظ كما قال البيهقي , و إن حسنه المنذري و غيره كما بينت في " ضعيف أبي داود " ( 104 ) . 2235" لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على مثل الحال التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة في طرق المدينة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 275 :
أخرجه الإسماعيلي في " المعجم " ( 29 / 1 - 2 ) : حدثنا محمد بن هارون بن داهر حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا غسان بن برزين الطهوي عن ثابت البناني عن # أنس بن مالك # قال : غدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ! هلكنا و رب الكعبة . قال : و ما ذاك ? قالوا : النفاق النفاق !! قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ? قالوا : بلى . قال : ليس ذاك النفاق . ثم عاودوه الثانية , فقالوا : يا رسول الله ! هلكنا و رب الكعبة . قال : و ما ذاك : قالوا : النفاق النفاق . قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ? قالوا : بلى . قال : ليس ذاك بنفاق . ثم عاودوه الثالثة , فقالوا مثل ذلك , فقال لهم : ليس ذلك بنفاق , فقالوا : يا رسول الله ! إنا إذا كنا عندك كنا على حال , و إذا خرجنا من عند همتنا الدنيا و أهلونا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير شيخ الإسماعيلي ابن داهر هذا , فقد أورده الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 355 ) برواية الإسماعيلي فقط عنه , و ساق له عنه حديثا آخر , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن الظاهر أنه من المقبولين عند الإسماعيلي , فقد ذكر في مقدمة كتابه " المعجم " أنه يبين حال من ذمت طريقه في الحديث بظهور كذبه فيه أو اتهامه به أو خروجه عن جملة أهل الحديث للجهل به و الذهاب عنه . و الله أعلم . و الحديث صحيح - أعني حديث الترجمة - فإن له شواهد كثيرة و طرق عن أنس و غيره , و قد تقدم بعضها برقم ( 1948 و 1963 و 1965 و 1976 ) . 2236" ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا , فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض , تكرمة الله لهذه الأمة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 276 :
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . كذا في " المنار المنيف في الصحيح و الضعيف " لابن القيم ( ص 147 - 148 ) , و قال : " و هذا إسناد جيد " . و أقره الشيخ العباد في رسالته في " المهدي " المنشورة في العدد الأول من السنة الثانية عشرة من مجلة " الجامعة الإسلامية " ( ص 304 ) . قلت : و هو كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى , فإن رجاله كلهم ثقات من رجال أبي داود , و قد أعل بالانقطاع بين وهب و جابر , فقال ابن معين في إسماعيل هذا : " ثقة , رجل صدق , و الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو كتاب وقع إليهم و لم يسمع وهب من جابر شيئا " . و قد تعقبه الحافظ المزي , فقال في " تهذيب الكمال " : " روى أبو بكر بن خزيمة في " صحيحه " عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل عن وهب بن منبه قال : هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله و أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أوكوا الأسقية و أغلقوا الأبواب ... الحديث . و هذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه . و فيه رد على من قال : إنه لم يسمع من جابر , فإن الشهادة على الإثبات مقدمة على الشهادة على النفي , و صحيفة همام ( أخو وهب ) عن أبي هريرة مشهورة عند أهل العلم , و وفاة أبي هريرة قبل جابر , فكيف يستنكر سماعه منه , و كان جميعا في بلد واحد ? " . و رده الحافظ في " تهذيب التهذيب " , فقال : " قلت : أما إمكان السماع فلا ريب فيه , و لكن هذا في همام , فأما أخوه وهب الذي وقع فيه البحث فلا ملازمة بينهما , و لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد , فإن الظاهر أن ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب : " سألت جابرا " . و الصواب عنده : عن جابر . و الله أعلم " . و أقول : لا دليل عندنا على اطلاع ابن معين على قول وهب : " سألت جابرا " . و على افتراض اطلاعه عليه ففيه تخطئة الثقة بغير حجة , و ذا لا يجوز , و لاسيما مع إمكان السماع , و البراءة من التدليس , فإن هذا كاف في الاتصال عند مسلم و الجمهور , و لو لم يثبت السماع , فكيف و قد ثبت ? و قد ذكر الحافظ في ترجمة عقيل هذا أن البخاري علق ( يعني في " صحيحه " ) عن جابر في " تفسير سورة النساء " أثرا في الكهان , و قد جاء موصولا من رواية عقيل هذا عن وهب بن منبه عن جابر . قلت : ذكر هناك ( 8 / 252 ) أنه وصله ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه قال : سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت .. ففيه تصريح أيضا بالسماع . و بالله التوفيق . و أصل الحديث في " صحيح مسلم " ( 1 / 95 ) من طريق أخرى عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " . قال : " فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم , فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله هذه الأمة " <1> . فالأمير في هذه الرواية هو المهدي في حديث الترجمة و هو مفسر لها . و بالله التوفيق . و اعلم أيها الأخ المؤمن ! أن كثيرا من الناس تطيش قلوبهم عن حدوث بعض الفتن , و لا بصيرة عندهم تجاهها , بحيث إنها توضح لهم السبيل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه إبانها , فيضلون عنه ضلالا بعيدا , فمنهم مثلا من يتبع من ادعى أنه المهدي أو عيسى , كالقاديانيين الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى المهدوية أولا , ثم العيسوية , ثم النبوة , و مثل جماعة ( جهيمان ) السعودي الذي قام بفتنة الحرم المكي على رأس سنة ( 1400 ) هجرية , و زعم أن معه المهدي المنتظر , و طلب من الحاضرين في الحرم أن يبايعوه , و كان قد اتبعه بعض البسطاء و المغفلين و الأشرار من أتباعه , ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيرا من دماء المسلمين , و أراح الله تعال العباد من شرهم . و منهم من يشاركنا في النقمة على هؤلاء المدعين للمهدوية , و لكنه يبادر إلى إنكار الأحاديث الصحيحة الواردة في خروج المهدي في آخر الزمان , و يدعي بكل جرأة أنها موضوعة و خرافة !! و يسفه أحلام العلماء الذين قالوا بصحتها , يزعم أنه بذلك يقطع دابر أولئك المدعين الأشرار ! و ما علم هذا و أمثاله أن هذا الأسلوب قد يؤدي بهم إلى إنكار أحاديث نزول عيسى عليه الصلاة و السلام أيضا , مع كونها متواترة ! و هذا ما وقع لبعضهم , كالأستاذ فريد وجدي و الشيخ رشيد رضا , و غيرهما , فهل يؤدي ذلك بهم إلى إنكار ألوهية الرب سبحانه و تعالى لأن بعض البشر ادعوها كما هو معلوم ?! نسأل الله السلامة من فتن أولئك المدعين , و هؤلاء المنكرين للأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين , عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8677 ) من طريق سعيد بن منصور حدثنا شهاب بن خراش حدثني موسى بن يزيد الكندي قال : كان # ابن مسعود # يقرئ القرآن رجلا , فقرأ الرجل : *( إنما الصدقات للفقراء و المساكين )* <1> مرسلة , فقال ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن ? قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير موسى بن يزيد الكندي , فإني لم أعرفه و لا ذكره الحافظ المزي في شيوخ ابن خراش في " التهذيب " , و قد ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 155 ) من طريق الطبراني , لكن وقع فيه : " مسعود بن يزيد الكندي " , و قال عقبه : " و رجاله ثقات " ! و في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 260 ) : " مسعود بن يزيد , يروي عن ابن عمر , روى عنه محمد بن الفضل " . قلت : فالظاهر أنه هو , و لم يورده البخاري و ابن أبي حاتم في كتابيهما . ثم رأيت الحديث قد أورده الحافظ ابن الجزري في " النشر في القراءات العشر " ( 1 / 313 ) بإسناده إلى الطبراني به , و فيه : " مسعود بن يزيد الكندي " , فدل على أن " موسى " في " الطبراني " محرف من " مسعود " . و الله أعلم . و قال الجزري عقبه : " هذا حديث جليل , رجال إسناده ثقات " . و أقول : شهاب بن خراش فيه بعض الكلام أشار إليه الحافظ بقوله في " التقريب " : " صدوق يخطئ " . و قال الذهبي في " الكاشف " : " وثقه جماعة , قال ابن المهدي : لم أر أحدا أحسن وصفا للسنة منه . و قال ابن عدي : له بعض ما ينكر " . قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و استدل به ابن الجزري على وجوب مد المتصل . و ذكر أن قصره غير جائز عند أحد من القراء . فراجعه إن شئت . ( تنبيه ) : وقع في " الكبير " : ( فمددها ) و في " النشر " : ( فمدوها ) و في " المجمع " : ( فمددوها ) , و لعل الصواب ما أثبته .
----------------------------------------------------------- [1] التوبة : الآية : 60 . اهـ . 2238" إن من أشراط الساعة الفحش و التفحش و قطيعة الأرحام و ائتمان الخائن - أحسبه قال : و تخوين الأمين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 280 :
أخرجه البزار ( ص 238 - زوائده ) من طريق شبيب بن بشر عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير شبيب بن بشر و فيه كلام , و الراجح أنه حسن الحديث . و لذلك قال في " زوائد البزار " : " حسن " . و قال في " مجمع الزوائد " ( 7 / 327 ) : " رواه البزار , و فيه شبيب بن بشر و هو لين , و وثقه ابن حبان , و قال : يخطىء , و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : قد وثقه ابن معين أيضا , و الراجح فيه ما ذكرنا آنفا . و للشطر الثاني من الحديث طريق أخرى عن أنس سقته فيما تقدم ( 1887 ) . و شاهد آخر من حديث أبي هريرة ذكرته هناك . و له شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو يأتي تحت الحديث ( 2253 ) , فالحديث صحيح . 2239" إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 281 :
أخرجه مسلم ( 2 / 201 ) و الدارمي ( 2 / 443 ) و ابن ماجة ( رقم 206 - تحقيق الأعظمي ) من طريق الزهري عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي # عمر # بـ ( عسفان ) و كان عمر يستعمله على مكة , فقال : من استعملت على أهل الوادي ? فقال : ابن أبزى . قال : و من ابن أبزى ? قال : مولى من موالينا . قال : فاستخلفت عليهم مولى ?! قال : إنه قارىء لكتاب الله عز وجل , و إنه عالم بالفرائض . قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . 2240" يقال لصاحب القرآن : اقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلتك عند آخر آية ( كنت ) تقرأ بها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 281 :
أخرجه أبو داود ( 1464 ) و الترمذي ( 2915 ) و ابن حبان ( 1790 ) و الزيادة له و الحاكم ( 1 / 552 - 553 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 10 / 498 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 70 ) و أحمد ( 2 / 192 ) و الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 76 - 77 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 435 / 1178 ) و ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 2 / 44 / 1 ) من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر عن # عبد الله - زاد بعضهم : ابن عمرو # - مرفوعا , و أوقفه بعضهم و هو في حكم المرفوع , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال الذهبي : " صحيح " . و كأنه موافقة منه للحاكم , و لكن سقط من " المستدرك " تصريحه بالتصحيح , و هو عندي حسن للخلاف المعروف في عاصم . لكن يزداد قوة بالشاهد الذي يرويه فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة : اقرأ و اصعد , فيقرأ و يصعد بكل آية درجة , حتى يقرأ آخر شيء معه " . أخرجه ابن ماجة ( 3825 ) و أحمد ( 3 / 40 ) . قلت : و عطية - و هو العوفي - ضعيف , و به أعله البوصيري في " الزوائد " ( 227 / 2 ) و فاته أنه لم يتفرد به , فقد قال ابن أبي شيبة ( 10 / 498 / 10104 ) : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة - شك الأعمش - قال : " يقال لصاحب القرآن يوم القيامة : اقرأ و ارقه , فإن منزلك عند آخر آية تقرأها " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و تردد الأعمش بين أبي سعيد و أبي هريرة لا يضر لأن كلاهما صحابي كما لا يضر وقفه لما سبق . ( تنبيه ) : أخطأ في هذا الحديث رجلان : أحدهما : المنذري , فإنه عزا الحديث للترمذي و أبي داود و ابن ماجة عن ابن عمرو , و إنما رواه ابن ماجة عن أبي سعيد كما سبق . و الآخر : الأستاذ الدعاس , فإنه عزاه في تعليقه على " سنن الترمذي " ( 8 / 117 ) للبخاري نقلا عن " تيسير الوصول " , فلا أدري آلوهم منه أم من " التيسير " ? فليراجع . ( فائدة ) : قال ابن عبد الهادي بعد أن عزا الحديث إلى بعض من ذكرنا و زاد ( النسائي ) و لم يروه في " الصغرى " له و إنما في " الكبرى - فضائل القرآن " كما في " تحفة الأشراف " للمزي ( 6 / 290 ) : " و قال الخطيب : و كل حديث جاء فيه : " عاصم عن زر عن عبد الله " غير منسوب فهو ابن مسعود , غير هذا الحديث " . و قال الخطابي في " معالم السنن " ( 2 / 136 ) : " قلت : جاء في الأثر : أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة , يقال للقارىء : أرق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن , فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة , و من قرأ جزءا منها كان رقية في الدرج على قدر ذلك , فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة " . و الأثر الذي أشار إليه أخرجه ابن أبي شيبة ( 10 / 466 / 10001 ) : حدثنا محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن معفس بن عمران عن أم الدرداء قالت : " دخلت على عائشة فقلت : ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة ? فقالت : إن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن , فليس أحد ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن " . و ( معفس ) هذا ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 433 ) برواية اثنين آخرين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و محمد بن عبد الرحمن السدوسي أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 324 ) برواية وكيع عنه و لم يزد . فهو مجهول . و وكيع - و هو ابن الجراح - من شيوخ ابن أبي شيبة الذين يكثر عنهم , فالظاهر أنه سقط اسمه من "ابن أبي شيبة " كما أن اسم شيخه وقع فيه ( مقعس ) بالقاف ثم العين . و هو خطأ مطبعي . و جملة القول أن إسناد هذا الأثر ضعيف . و الله أعلم . و اعلم أن المراد بقوله : " صاحب القرآن " , حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله .. " , أي أحفظهم , فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا , و ليس على حسب قراءته يومئذ و استكثاره منها كما توهم بعضهم , ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن , لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك و تعالى , و ليس للدنيا و الدرهم و الدينار , و إلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أكثر منافقي أمتي قراؤها " . و قد مضى تخريجه برقم ( 750 ) .
2241" اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته . يعني أنسا رضي الله عنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 284 :
هو من حديث # أنس بن مالك # و له عنه طرق : الأولى : عن قتادة عنه قال : قالت أمي ( و في رواية : أم سليم ) : يا رسول الله ! خادمك أنس , ادع الله له . قال : فذكره . أخرجه البخاري ( 6334 و 6344 و 6378 و 6380 ) و مسلم ( 7 / 159 ) و الترمذي ( 3827 ) و قال : " حديث حسن صحيح " و الطيالسي ( 1987 ) و أحمد ( 6 / 430 ) إلا أنه قال : " عن أنس عن أم سليم " , فجعله من مسند أم سليم , و هو رواية للشيخين , و رواية الترمذي . الثانية : عن هشام بن زيد : سمعت أنس بن مالك يقول مثل ذلك . أخرجه البخاري ( 6379 ) و مسلم . الثالثة : عن ثابت عن أنس قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا و ما هو إلا أنا و أمي و أم حرام خالتي , فقالت أمي : يا رسول الله ! خويدمك , ادع الله له , قال : فدعا لي بكل خير , و كان في آخر ما دعا لي به أن قال : فذكره . أخرجه مسلم و البخاري في " الأدب المفرد " ( 88 ) و الطيالسي ( 2027 ) و أحمد ( 3 / 193 - 194 ) و عبد بن حميد في " مسنده " ( ق 165 / 2 ) . ثم رواه هو ( 164 / 2 ) و أحمد ( 3 / 248 ) من طريقين آخرين عن ثابت به نحوه . و قال ابن حميد : " و أدخله الجنة " مكان قوله : " و بارك له فيما أعطيته " . و سنده صحيح على شرط مسلم . و زاد : " قال : فلقد رأيت اثنتين , و أنا أرجو الثالثة " . الرابعة : عن الجعد أبي عثمان قال : حدثنا أنس بن مالك قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته , فقالت : بأبي و أمي يا رسول الله ! أنيس . فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات , قد رأيت منها اثنتين في الدنيا , و أنا أرجو الثالثة في الآخرة . أخرجه مسلم . الخامسة : عن حميد عن أنس : " دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم , فقالت : يا رسول الله ! إن لي خويصة . قال : ما هي ? قالت : خادمك أنس . فما ترك خير آخرة و لا دنيا إلا دعا لي به : اللهم .. فإني لمن أكثر الأنصار مالا , و حدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع و عشرون و مائة " . أخرجه البخاري ( 1982 ) و السياق له و ابن حبان في " صحيحه " ( 9 / 158 / 7142 - الإحسان ) و أحمد ( 3 / 108 ) و يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 532 ) و إلا أنه قال : " اللهم ارزقه المال و بارك له فيه , - أظنه قال - و أطل عمره " . و إسناده على شرط الشيخين , و لطول العمر طريق أخرى تأتي إن شاء الله تعالى . السادسة : عن إسحاق - و هو ابن عبد الله بن أبي طلحة المدني - : حدثنا أنس به دون التبريك , و زاد : قال أنس : فوالله ! إن مالي لكثير و إن ولدي و ولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم . أخرجه مسلم . السابعة : عن حفصة بنت سيرين عن أنس به . و زاد : " قال أنس : فلقد دفنت من صلبي - سوى ولد ولدي - خمسا و عشرين و مائة , و إن أرضي ليثمر في السنة مرتين , و ما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 267 ) معلقا , و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 248 / 710 ) موصولا , و رجاله ثقات غير إبراهيم بن عثمان المصيصي فلم أعرفه , و قد ساقه الحافظ في " الإصابة " من رواية الطبراني بإسناده , و سكت عنه . الثامنة : عن عبد العزيز بن أبي جميلة عن أنس قال : إني لأعرف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في و في مالي و في ولدي . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 19 - 20 ) . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز هذا , ترجمة ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 379 ) و من قبله البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 15 ) بهذه الرواية , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 166 ) . التاسعة : عن أبي خلدة قال : قلت لأبي العالية : سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم ? قال : خدمه عشر سنين , و دعا له النبي صلى الله عليه وسلم , و كان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين , و كان فيه ريحان يجد منه ريح المسك . أخرجه الترمذي ( 3832 ) , و قال : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال الصحيح . العاشرة : عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال : " كان كرم أنس يحمل كل سنة مرتين " . أخرجه ابن سعد و سنده صحيح على شرط البخاري . و أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 31 / 1 / 503 ) من طريق أخرى عن ثمامة به نحو الطريق التالي , دون قول أنس : " فقد دفنت .. " , و سنده جيد . الحادية عشرة : عن سنان بن ربيعة قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : يا رسول الله ! خويدمك ادع الله له , قال : " اللهم أكثر ماله و ولده و أطل عمره و اغفر ذنبه " . قال أنس : فقد دفنت من صلبي مائة غير اثنين , أو قال : مائة و اثنين , و إن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين و لقد بقيت حتى سئمت الحياة , ( و في رواية : حتى استحييت من الناس ) و أنا أرجو الرابعة . أخرجه ابن سعد ( 7 / 19 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 653 ) و الرواية الأخرى له و فيها سعيد بن زيد - و هو الأزدي - صدوق له أوهام و رواية ابن سعد سالمة منه و لذلك قال الحافظ في " الفتح " ( 4 / 229 ) : " و إسناده صحيح " . و قد أشار البخاري إلى هذه الطريق في بعض تراجمه لهذه الحديث بقوله في " الدعوات " ( 11 / 144 ) : " باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر و بكثرة ماله " . و قد أيد ذلك الحافظ برواية " الأدب المفرد " المتقدمة " , و فاتته رواية ابن سعد , و هي أصح كما سبق . و قد تقدم لها شاهد في الطريق الخامسة . ثم وجدت لها شاهدا آخر ذكره الحافظ المزي في " تهذيب الكمال " ( 2 / 364 ) فقال : " و قال الحسين بن واقد و غيره عن ثابت عن أنس : دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أكثر ماله و ولده و أطل حياته " . ففيه جواز الدعاء للإنسان بطول العمر , كما هي العادة في بعض البلاد العربية , خلافا لقول بعض العلماء و يؤيده أنه لا فرق بينه و بين الدعاء بالسعادة و نحوها , إذ إن كل ذلك مقدر , فتأمل . 2242" إذا مررتم باليهود ... فلا تسلموا عليهم و إذا سلموا عليكم فقولوا : و عليكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 288 :
أخرجه الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 491 ) : حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن # أبي بصرة الغفاري # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره بزيادة ( و النصارى ) .قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن البخاري روى لعبد الحميد بن جعفر تعليقا . لكني أرى أن ذكر ( النصارى ) في هذا الحديث خطأ لعله من بعض الناسخين , فإن الإمام أحمد قد رواه في " المسند " ( 6 / 398 ) بإسناد الفسوي دون هذه اللفظة , و سياقه هكذا : قال : قال لهم يوما : " إني راكب إلى يهود , فمن انطلق معي , فإن سلموا عليكم , فقولوا : و عليكم " . و زاد : " فانطلقنا , فلما جئناهم سلموا علينا , فقلنا : و عليكم " . و هكذا رواه الطبراني في " الكبير " ( 2 / 311 / 2162 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو عاصم به . و تابعه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه أحمد و الطبراني و البخاري في " الأدب المفرد " ( 1102 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 630 ) و كذا ابن ماجة ( 3743 - تحقيق الأعظمي ) لكنهم جعلوه من مسند أبي عبد الرحمن الجهني ! و هو شاذ من أوهام ابن إسحاق عندي , و أعله البوصيري في " الزوائد " ( 223 / 1 ) بتدليس ابن إسحاق , و خفي عليه أنه قد صرح بالتحديث عند أحمد ( 4 / 233 ) فىإحدى روايته مع أنه قد عزاه إليه ! فالعلة ما ذكرته من الشذوذ لمخالفته لرواية أبي عاصم - و هو الضحاك بن مخلد النبيل - عن عبد الحميد ابن جعفر . و تابعه وكيع عنه . رواه أحمد و ابن أبي شيبة . و تابع عبد الحميد أبو أسامة حماد بن أسامة عند النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 305 / 388 ) . و تابعه ابن لهيعة عند النسائي أيضا و أحمد و الطبراني . قلت : فهذه المتابعات لعبد الحميد تؤكد شذوذ ابن إسحاق في جعله الحديث من مسند أبي عبد الرحمن الجهني , و لاسيما و قد وافقهم في رواية البخاري و من ذكره قبله . كما تؤكد شذوذ النصارى في هذا الحديث , و إن جاء هذا اللفظ في حديث ابن عمر أيضا عند النسائي ( 379 ) , فإنه شاذ أيضا لمخالفته للرواية الأخرى عنده ( 380 ) أيضا , و هي في " الصحيحين " و ابن حبان ( 502 - الإحسان ) دونها . و الحديث قال الهيثمي ( 8 / 41 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " , و زاد : " فلما جئناهم سلموا علينا , فقلنا : و عليكم " , و أحد إسنادي أحمد و الطبراني رجاله ( رجال الصحيح ) " . و لي عليه ملاحظتان : الأولى : أن زيادة الطبراني هي عند أحمد أيضا ! و الأخرى : أنه كان عليه أن يخرج رواية ابن إسحاق .. عن أبي عبد الرحمن الجهني , فإنها على شرطه , لورودها عند أحمد كما تقدم , و كذا عند الطبراني ( 22 / 390 / 743 ) وأن يبين شذوذها و أنه لا يقويها متابعة إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عند الطبراني أيضا ( 744 ) لأنه - أعني إسحاق - متروك كما قال الحافظ في " التقريب " . و قد كنت خرجت الحديث في " إرواء الغليل " ( 5 / 112 - 113 ) بأخصر مما هنا نحوه , و فيه فوائد لم تذكر هنا , فمن ابتغاها فيرجع إليه . و اعلم أن عدم ثبوت لفظه ( النصارى ) لا يعني جواز ابتدائهم بالسلام لأنه قد صح النهي عن ذلك في غيرما حديث صحيح , و في بعضها اللفظ المذكور , كما صح قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : و عليكم " . و هي مخرجة في " الإرواء " ( 5 / 111 - 118 ) , و الرد عليهم بـ ( و عليكم ) محمول عندي على ما إذا لم يكن سلامهم صريحا , و إلا وجب مقابلتهم بالمثل : ( و عليكم السلام ) لعموم قوله تعالى : *( و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )* , و لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا سلم عليكم اليهود - فإنما يقول أحدهم : السام عليكم - فقل : و عليك " . أخرجه البخاري ( 6257 ) و مسلم و غيرهما . و لعل هذا هو وجه ما حكاه الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 45 ) عن جماعة من السلف أنهم ذهبوا إلى أنه يجوز أن يقال في الرد عليهم : " عليكم السلام " كما يرد على المسلم . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2243" ابدأ بمن تعول , و الصدقة عن ظهر غنى " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 291 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 227 / 3129 ) من طريق أبي الزبير عن أبي صالح مولى حكيم بن حزام عن # حكيم بن حزام # أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الصدقة أفضل ? قال : فذكره . قلت : و رجال إسناده ثقات غير أبي صالح , قال الذهبي و العسقلاني : " لا يعرف " . و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 116 ) , فقال : " رواه الطبراني في " الكبير " و أبو صالح مولى حكيم لم أجد من ترجمه " . قلت : لكن قد تابعه جمع من الثقات عند الشيخين و غيرهما كما يأتي و لقد أخطأ في حق هذا الحديث جماعة من العلماء , فلابد من التنبيه على ذلك : الأول : الهيثمي في إيراده إياه في " المجمع " و هو من المتفق عليه عن حكيم بن حزام . الثاني : السيوطي , فإنه لما أورده في " الجامع الصغير " , " الكبير " أيضا عزاه للطبراني فقط و هذا تقصير فاحش لإيهامه أنه ليس في " الصحيحين " و إلا لعزاه إليهما ! و هذا مما حمل بعض الشراح على تضعيف الحديث ! و هو المناوي كما يأتي . و لقد أخطأ السيوطي خطأ آخر , قلده فيه المناوي , و هو أنه أورد الحديث دون الشطر الثاني منه , فأوهم أنه عند الطبراني كذلك ! و إنما هو عنده بشطريه كما ترى . الثالث : المناوي فإنه قال في شرحه " فيض القدير " : " رمز المؤلف ( السيوطي ) لصحته و ليس كما قال , فقد قال الهيثمي .. " . فذكر كلامه المتقدم . و هذا من أفحش الخطأ الذي رأيته للمناوي و إنما ينشأ ذلك من قلة حفظه , أو عدم استحضاره أن الحديث في " الصحيحين " من غير طريق أبي صالح هذا و في هذه الحالة لا يجوز تضعيف الحديث و لاسيما و قد صححه من صححه , كما لا يخفى على أهل هذه الصناعة . و إذا عرفت هذا , فقد تابع أبا صالح هذا عروة بن الزبير عند البخاري و غيره و موسى بن طلحة بن عبيد الله عند مسلم و غيره , و هما مخرجان في " إرواء الغليل " مع شواهد كثيرة عن أبي هريرة و غيره , فراجعها فيه ( 3 / 316 - 319 ) إن شئت . و من الغريب أن متابعة عروة قد أخرجها الطبراني أيضا ( 3092 ) , فأوردها الهيثمي أيضا في " المجمع " ( 3 / 98 ) مع كونها في البخاري زاعما أن في رواية الطبراني زيادة ليست عند البخاري و هي بلفظ : " و من يستعف يعفه الله و من يستغن يغنه الله عز وجل " . و هي عند البخاري أيضا , كما نبه عليه الأخ الفاضل حمدي السلفي في تعليقه على الطبراني . ثم إن لأبي صالح متابعا ثالثا و هو المطلب بن عبد الله بن حنطب , رواه الطبراني ( 3124 ) . 2244" اجتنبوا الكبائر السبع , فسكت الناس فلم يتكلم أحد , فقال : ألا تسألوني عنهن ? الشرك بالله و قتل النفس و الفرار من الزحف و أكل مال اليتيم و أكل الربا و قذف المحصنة و التعرب بعد الهجرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 293 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 124 / 5636 ) : حدثنا أحمد بن رشدين حدثنا عمرو بن خالد الحراني حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن # محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف أحمد بن رشدين , و كذا ابن لهيعة و أشار الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 103 ) إلى إعلاله به . و أقول : لكنه لم يتفرد به , فقد قال البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 107 ) : قال : أنبأنا إسحاق : عن عبدة سمع ابن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي حثمة سمع أباه : سمع عليا : " الكبائر السبع . و قال الوليد بن كثير : حدثني محمد بن سهل بن أبي حثمة مثله " . ذكره في ترجمة محمد بن سهل هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و قد كشفت لنا هاتان الروايتان عند البخاري أن في رواية الطبراني علة أخرى , و هي أن الحديث من مسند علي و ليس من مسند سهل بن أبي حثمة , فإنه رواه عن علي في الروايتين و هما أصح من رواية ابن لهيعة , كما هو ظاهر . و إذا عرفت ما سبق , فالحديث قوي لا علة له , إلا إن تمسك أو حاول أحد إعلاله بمحمد بن سهل لكن قد روى عنه أولئك الثلاثة : يزيد بن أبي حبيب و محمد بن إسحاق و الوليد بن كثير , و هو أبو محمد المدني , و كلهم ثقة , و يضم إليهم أبو عفير الأنصاري و الحجاج بن أرطاة , عند ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 277 ) و لم يذكر أيضا فيه جرحا و لا تعديلا , بيد أنه إذا لوحظ أنه تابعي , و قد روى عنه هؤلاء الخمسة , زد على ذلك أن ابن حبان ذكره في " الثقات " ( 3 / 238 ) , فالنفس تطمئن للاحتجاج بحديث مثله , و على ذلك جرى عمل كثير من المحققين , و لاسيما إذا كان لحديثه شاهد كهذا الحديث على ما سأبينه , فلا جرم أن الحافظ ابن حجر سكت عليه في " الفتح " ( 12 / 182 ) , ثم صرح في الصفحة التالية بصحته , يعني لشواهده , و هو الصواب إن شاء الله تعالى . لكن وقع له خطأ في النقل يحسن التنبيه عليه , فإنه قال : " و للطبراني من حديث سهل بن أبي خيثمة ( ! ) عن علي رفعه ... " فذكر حديث الترجمة . قلت : فذكر علي في رواية الطبراني خطأ ظاهر من تخريجنا المتقدم , و يؤكد ذلك أن الحافظ ابن كثير ذكره في " التفسير " ( 1 / 484 ) من رواية ابن مردويه عن الطبراني - كما تقدم - إلا أنه وقع فيه كـ " الفتح " : " أبي خيثمة " و هو خطأ مطبعي , و إنما رواه عن علي البخاري - كما سبق - من طريق عبدة عن ابن إسحاق . ثم رأيت عند ابن جرير في " التفسير " ( 5 / 25 ) من طريق أخرى عن ابن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال : " إني لفي هذا المسجد مسجد الكوفة , و علي رضي الله عنه يخطب الناس على المنبر , فقال : يا أيها الناس ! إن الكبائر سبع . فأصاخ الناس , فأعادها ثلاث مرات , ثم قال : ألا تسألوني عنها ? قالوا : يا أمير المؤمنين ! ما هي ? قال : ( فذكرها ) . فقلت لأبي : يا أبت ! التعرب بعد الهجرة كيف لحق ههنا ? فقال : يا بني ! و ما أعظم من أن يهاجر الرجل , حتى إذا وقع سهمه في الفيء و وجب عليه الجهاد , خلع ذلك من عنقه , فرجع أعرابيا كما كان " . قلت : و هذا موقوف ظاهر الوقف , و به أعل ابن كثير رواية الطبراني المرفوعة , فقال عقبها : " و في إسناده نظر , و رفعه غلط فاحش , و الصواب ما رواه ابن جرير .. " . ثم ذكر هذا . لكن يمكن أن يقال : إنه موقوف في حكم المرفوع , فلا منافاة بينهما , و لاسيما و قد جاءت له شواهد مرفوعة , أذكر ما تيسر لي منها : 1 - عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه البزار في " مسنده " ( 1 / 72 / 109 ) و ابن أبي حاتم في " التفسير " من طريق أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عنه . و أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 578 ) مختصرا موقوفا . قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات و الشواهد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن أبي سلمة و هو صدوق يخطىء , كما في " التقريب " , و لا بأس به في المتابعات , كما في " الترغيب " ( 3 / 49 ) و هو في " الصحيحين " من طريق أخرى عن أبي هريرة به نحوه , إلا أنه ذكر ( السحر ) مكان ( التعرب ) و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 5 / 24 / 1202 ) . 2 - عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه و قال : " و الرجوع إلى الأعراب بعد الهجرة " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 49 / 2 ) من طريق أبي بلال الأشعري قال : حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عنه . و قال : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد , تفرد به أبو بلال " . قلت : و اسمه مرداس بن محمد , ضعفه الدارقطني و الحاكم , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال : " يغرب " . و به أعله الهيثمي ( 1 / 104 ) , و قال : " و هو ضعيف " . و إعلاله بإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أولى , فإنه متروك شديد الضعف . 3 - عن عبد الله بن عمرو قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ثم قال : " أبشروا من صلى الخمس , و اجتنب الكبائر السبع , نودي من أبواب الجنة " . فقيل له : أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهن ? قال : نعم ... فذكر مثل حديث علي سواء . كذا ذكره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 182 ) من رواية إسماعيل القاضي من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب عنه . و المطلب هذا صدوق كثير الإرسال و التدليس , كما قال في " التقريب " . ثم ذكر الحافظ لحديث علي لفظا آخر و فيه : " التعرب بعد الهجرة " . و عزاه لابن أبي حاتم من طريق مالك بن حريث عنه . كذا وقع فيه " حريث " . و وقع في " تفسير ابن كثير " : " جرير " , و قد ساق إسناده من طريق ابن أبي حاتم , و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح غير مالك هذا , و أنا أظن أنه تحرف اسم أبيه على الطابعين أو الناسخين . و أنه مالك بن الحارث , فقد جاء في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 241 - 242 ) : " مالك بن الحارث الكوفي السلمي , أبو موسى , يروي عن علي و ابن عباس , روى عنه محمد بن قيس و أهل الكوفة في آخر ولاية الحجاج بن يوسف " . و ذكر ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 207 ) أنه روى عنه منصور بن المعتمر و الأعمش , و أن ابن معين قال فيه : ثقة . و ذكر بعده مالك بن الحارث الأشتر النخعي , روى عن علي أيضا , و كلاهما من رجال " التهذيب " , و ذكر أن الأول من رجال مسلم , و لم يذكر أنه روى عن علي , بخلاف الأشتر , فإنه روى عن علي , فالظاهر أنه هو راوي هذا الحديث , فالإسناد صحيح . و الله أعلم . و مما جاء في خطورة التعرب بعد الهجرة , حديث سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال : يا ابن الأكوع ! ارتددت على عقبيك ? تعربت ? ! قال : لا, و لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو . أخرجه البخاري ( 7087 ) و مسلم ( 6 / 27 ) و النسائي ( 2 / 184 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7 / 38 / 6298 ) و أحمد ( 4 / 54 ) مختصرا و كذا ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 306 ) . و له طريق أخرى , يرويه عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة , فلقيه بريدة بن الحصيب , فقال : ارتددت عن هجرتك يا سلمة ? ! فقال : معاذ الله , إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ابدوا يا أسلم ! فتنسموا الرياح , و اسكنوا الشعاب " . فقالوا : إنا نخاف أن يغير ذلك هجرتنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنتم مهاجرون حيثما كنتم " . أخرجه أحمد ( 4 / 55 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 299 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7 / 26 / 6265 ) و كذا البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 21 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد ( و وقع في " المسند " سعيد ) بن إياس , ترجمه البخاري بهذه الرواية و كذا ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 305 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال الهيثمي : " رواه أحمد و الطبراني و فيه سعيد بن إياس , و لمأعرفه و بقية رجاله ثقات " . قلت : سعيد ليس في رواية الطبراني و الآخرين و إنما هو في رواية أحمد كما سبق و هو خطأ من بعض الرواة . و روى أحمد عقبه من طريق بكر بن عبد الله عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلت : يا رسول الله ! فقال : أنتم أهل بدونا و نحن أهل حضركم . و سنده صحيح . و روى عبد الرحمن بن حرملة أيضا عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد قال : سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله : من بقي معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : بقي أنس بن مالك و سلمة بن الأكوع . فقال رجل : أما سلمة فقد ارتد عن هجرته . فقال جابر : لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسلم : " ابدوا يا أسلم ! " . قالوا : يا رسول الله ! إنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا . فقال : " أنتم مهاجرون حيث كنتم " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 298 - 299 ) و أحمد ( 3 / 361 - 362 ) . و قال الهيثمي ( 5 / 252 ) : " و عمر هذا لم أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : و قد ترجمه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 172 ) و ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 121 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 135 ) برواية ابن حرملة هذا و ابن إسحاق أيضا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فقالوا : هو أخو زرعة بن عبد الرحمن . و من الملاحظ أن ابن حرملة روى عنه بواسطة محمد بن عبد الله بن الحصين و هذا مما لم يذكروه و لم يتنبه لذلك الحافظ ابن حجر في " التعجيل " و قد ترجمه فيمن اسمه ( عمر ) و من اسمه ( عمرو ) . ثم إن ظاهر كلام الهيثمي المتقدم أن ابن الحصين هذا من رجال ( الصحيح ) و لم أره في " التهذيب " و غيره . و في " تاريخ البخاري " و " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 317 ) : " محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين التميمي , روى عن عائشة و عوف بن الحارث و عروة بن الزبير . و عنه ابن إسحاق " . فيجوز أن يكون هذا وقع في الحديث منسوبا إلى جده عبد الله . و الله أعلم . ( التعرب بعد الهجرة ) , قال ابن الأثير في " النهاية " : " هو أن يعود إلى البادية , و يقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا . و كان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد " . قلت : و نحوه : ( التغرب ) : السفر إلى بلاد الغرب و الكفر , من البلاد الإسلامية إلا لضرورة و قد سمى بعضهم بـ ( الهجرة ) ! و هو من القلب للحقائق الشرعية الذي ابتلينا به في هذا العصر , فإن ( الهجرة ) إنما تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام . و الله هو المستعان . 2245" إذا أذنت المغرب فاحدرها مع الشمس حدرا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 300 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7 / 210 / 6744 ) من طريق يحيى الحماني حدثنا إبراهيم بن أبي محذورة عن أبيه عن جده عن # أبي محذورة # قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا سناد ضعيف , إبراهيم هذا هو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة , و فيه ضعف أشار إليه الحافظ بقوله في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و بيض له الذهبي في " الكاشف " , فلم يقل فيه شيئا تبعا للبخاري و ابن أبي حاتم لكن هذا ذكر في " العلل " ( 1 / 114 ) عن أبيه : " شيخ " . و أبوه عبد العزيز , و جده عبد الملك من المقبولين عند الحافظ . و يحيى , و هو ابن عبد الحميد الحماني , قال الحافظ : " حافظ , إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث " . و قد خالفه عبد الله بن عمر بن أبان فقال : حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال : سمعت أبي يقول : عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وقت المغرب احدرها مع الشمس " . قلت : فهذا مرسل لم يذكر في إسناده : " عن أبي محذورة " إلا أن يكون سقط من الناسخ أو الطابع , فهذا محتمل . و عبد الله هذا ثقة من شيوخ مسلم , و هو ابن عمر بن محمد بن أبان المعروف بـ ( مشكدانة ) . و بالجملة , فالإسناد ضعيف , لأنه إن سلم من الإرسال فلن يسلم من إبراهيم أو أبيه أو جده , و مع ذلك قال الهيثمي في كل من الحديثين ( 1 / 311 ) : " و إسناده حسن " ! و قد كنت اعتمدت عليه حين خرجت أحاديث " الجامع الصغير و زيادته " , و جعلته قسمين " الصحيح " و " الضعيف " , و لم أكن قد وقفت على إسناده , فأوردته في " الصحيح " برقم ( 295 ) و الآن و قد وقفت عليه و تبينت ضعفه و تساهله في تحسينه , فحقه أن يودع في " ضعيف الجامع " لكن منعني من ذلك أنني وجدت له شاهدا قويا من حديث سلمة بن الأكوع قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب ساعة تغرب الشمس , إذا غاب حاجبها " . أخرجه الشيخان و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 443 ) . قوله : " فاحذرها " أي : صلاة المغرب . قال ابن الأثير في " النهاية " : " ( فاحدر ) , أي : أسرع , حدر في قراءته و أذانه يحدر حدرا , و هو من الحدور ضد الصعود , و يتعدى و لا يتعدى " . قلت : و هذه من السنن المتروكة في بلاد الشام , و منها عمان , فإن داري في جبل هملان من جبالها , أرى بعيني طلوع الشمس و غروبها , و أسمعهم يؤذنون للمغرب بعد غروب الشمس بنحو عشر دقائق , علما بأن الشمس تغرب عمن كان في وسط عمان و وديانها قبل أن تغرب عنا ! و على العكس من ذلك فإنهم يؤذنون لصلاة الفجر قبل دخول وقتها بنحو نصف ساعة . فإنا لله و إنا إليه راجعون . 2246" اللهم بارك لنا في مكتنا , اللهم بارك لنا في مدينتنا , اللهم بارك لنا في شامنا , و بارك لنا في صاعنا , و بارك لنا في مدنا , فقال رجل : يا رسول الله ! و في عراقنا , فأعرض عنه , فرددها ثلاثا , كل ذلك يقول الرجل : و في عراقنا , فيعرض عنه , فقال : بها الزلازل و الفتن , و فيها يطلع قرن الشيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 302 :
أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 746 - 748 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 - 3 ) و الجرجاني في " الفوائد " ( 164 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 133 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 120 ) من طرق عن توبة العنبري عن # سالم بن عبد الله عن أبيه # أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا , فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد تابعه زياد بن بيان حدثنا سالم به . أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " ( 1 / 246 / 1 / 4256 ) و أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة " ( 2 / 20 / 1 - 2 ) و الربعي في " فضائل الشام و دمشق " ( 11 / 20 ) و ابن عساكر ( 1 / 121 - 122 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن زياد إلا إسماعيل , تفرد به ابنه حماد " ! كذا قال ! و هو عند ابن عساكر من طريق سليمان بن عمر بن خالد الأقطع أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم - و هو ابن علية - به . و عند القشيري من طريق العلاء بن إبراهيم حدثنا زياد بن بيان به . قلت : و زياد بن بيان - هو الرقي - صدوق عابد كما قال الحافظ في " التقريب " , فالإسناد جيد . و تابعه نافع عن ابن عمر به , و لم يذكر مكة . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 12 / 384 / 13422 ) و في " الأوسط " ( 1 / 215 / 1 / 3851 ) من طريق إسماعيل بن مسعود : أخبرنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عنه . قلت : و هذا إسناد جيد أيضا , عبيد الله هذا , قال البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 388 ) : " معروف الحديث " . و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 322 ) عن أبيه : " صالح الحديث " . و تابعه أزهر بن سعد أبو بكر السمان : أخبرنا ابن عون به , إلا أنه قال : " نجدنا " مكان " عراقنا " , و المعنى واحد . أخرجه البخاري ( 1037 و 7094 ) و الترمذي ( 3948 ) و ابن حبان ( 7257 - الإحسان ) و البغوي في " شرح السنة " ( 14 / 206 / 4006 ) و صححوه و أحمد ( 2 / 118 ) و ابن عساكر ( 1 / 122 - 124 ) . و تابعه عبد الرحمن بن عطاء عن نافع به , إلاأنه قال : " مشرقنا " مكان " عراقنا " , و زاد في آخره : " و بها تسعة أعشار الشر " . أخرجه أحمد ( 2 / 90 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 102 / 2 / 2087 ) و ابن عساكر ( 1 / 125 ) و قال الطبراني : " لم يروه عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب تفرد به ابن وهب " . قلت : و لفظ الزيادة عنده : " و به تسعة أعشار الكفر و به الداء العضال " . فلعله يعني بالتفرد هذه الزيادة و إلا فالحديث مع الزيادة الأولى قد تابعه عليه أبو عبد الرحمن - و هو عبد الله بن يزيد - عند أحمد و ابن عساكر و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عطاء و هو ثقة على ضعف فيه كما يشعر به قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق , فيه لين " . فعندي وقفة في ثبوت هذه الزيادة , لتفرد عبد الرحمن بها دون سائر الرواة , و لاسيما و قد رواها الفسوي ( 2 / 750 و 751 ) عن ابن مسعود و علي رضي الله عنهما موقوفا و لا يظهر لي أنها في حكم المرفوع . و الله أعلم . و تابعه أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع به , إلا أنه قال : " العراق و مصر " . أخرجه أبو عبد الله القطان في " حديثه " ( ق 59 / 2 ) , و أبو أمية الطرسوسي في " مسند ابن عمر " ( ق 207 / 1 - 2 ) , و ابن عساكر ( 1 / 124 - 125 ) من طريق محمد ابن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه : حدثني أبو رزين الفلسطيني عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو عبيد ثقة , لكن أبو رزين الراوي عنه لم أعرفه , و قد أورده الذهبي في " المقتنى في الكنى " بهذه الرواية , و لم يسمه . و الرهاوي ليس بالقوي , كما قال الحافظ , فذكر " مصر " في هذا الطريق منكر . و بالله التوفيق . و له شاهد , يرويه إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا نحو حديث الترجمة . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 12 / 84 / 12553 ) . لكن إسناده ضعيف جدا , إسحاق قال البخاري : " منكر الحديث " . و أبوه عبد الله صدوق يخطىء كثيرا كما قال الحافظ في " التقريب " . و شاهد آخر من رواية الحسن البصري مرسلا .أخرجه يعقوب الفسوي ( 2 / 750 ) , و من طريقه ابن عساكر ( 1 / 128 ) . و إسناده صحيح مرسل . و قد روي من حديث معاذ , و فيه زيادة في آخره جوابا لقول الرجل : " و في عراقنا " تخالف جواب النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في جميع طرق الحديث , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر : " الضعيفة " ( 5518 ) , مع بيان المتهم بوضعه . و إنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح و ذكر طرقه و بعض ألفاظه لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة و المنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية , و يحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد ( نجد ) المعروفة اليوم بهذا الاسم , و جهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث , و إنما هي ( العراق ) كما دل عليه أكثر طرق الحديث , و بذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي و ابن حجر العسقلاني و غيرهم . و جهلوا أيضا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضا إذا كان صالحا في نفسه , و العكس بالعكس . فكم في مكة و المدينة و الشام من فاسق و فاجر , و في العراق من عالم و صالح . و ما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام : " أما بعد , فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا , و إنما يقدس الإنسان عمله " . و في مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث و حكم عليه بالوضع لما فيه من ذم العراق كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على " فضائل الشام و دمشق " , و رددت عليه في تخريجي لأحاديثه , و أثبت أن الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية , فانظر الحديث الثامن منه . 2247" كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 306 :
أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 121 ) و من طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2 / 28 ) و الطبراني في " الكبير " ( 22 / 9 / 1 ) من طريق آخر : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا موسى بن عمير العنبري قال : حدثني # علقمة بن وائل عن أبيه # أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ... و رأيت علقمة يفعله . قال الفسوي : " و موسى بن عمير كوفي ثقة " . قلت : و وثقه آخرون من الأئمة و سائر الرواة ثقات من رجال مسلم , فالسند صحيح . و أخرجه النسائي ( 1 / 141 ) من طريق عبد الله بن المبارك عن موسى بن عمير العنبري و قيس بن سليم العنبري قالا : حدثنا علقمة بن وائل به نحوه دون فعل علقمة . و رواه أحمد ( 4 / 316 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 390 ) : حدثنا وكيع حدثنا موسى بن عمير العنبري به مختصرا بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة " . فلم يذكر القيام . و رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 30 ) من طريق أخرى عن وكيع . و هكذا رواه أحمد ( 4 / 316 - 319 ) من طريق أخرى عن وائل بن حجر دون القيام . و لا يشك الباحث في طرق هذا الحديث أنه مختصرا أيضا - كرواية وكيع - من حديث وائل المبين لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم و القيام الذي قبض فيه يديه , و هو الذي قبل الركوع , جاء ذلك من طريقين : الأولى : عن عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل و مولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل الصلاة , كبر - وصف همام - حيال أذنيه . ثم التحف بثوبه . ثم وضع يده اليمنى على اليسرى . فلما أراد أن يركع أخرج يده من الثوب ثم رفعها ثم كبر فركع . فلما قال : سمع الله لمن حمده رفع يده . فلما سجد سجد بين كفيه . أخرجه مسلم ( 2 / 13 ) و أبو عوانة ( 2 / 106 - 107 ) و أحمد ( 4 / 317 - 318 ) و البيهقي ( 2 / 28 و 71 ) . الثانية : عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : " قلت : لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي ? قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبر فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه . ثم أخذ شماله بيمينه . فلما أراد أن يركع رفعها مثل ذلك . ثم وضع يديه على ركبتيه . فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك . فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه , ثم جلس فافترش رجله اليسرى .. و أشار بالسبابة .. " الحديث . أخرجه أبو داود و النسائي و أحمد و غيرهم بسند صحيح , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 716 - 717 ) برواية آخرين من الأئمة عن جمع من الثقات عن عاصم , يزيد بعضهم على بعض , و أتمهم سياقا زائدة بن قدامة و بشر بن المفضل , و هو ثقة ثبت , و السياق له , و لابن ماجة منه قوله : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فأخذ شماله بيمينه " . قلت : فإذا نظر الناظر إلى هذه الجملة لوحدها , و لم يعلم , أو على الأقل لم يستحضر أنها مختصرة من الحديث , فهم منها مشروعية الوضع لليدين في كل قيام سواء كان قبل الركوع أو بعده , و هذا خطأ يدل عليه سياق الحديث , فإنه صريح في أن الوضع إنما هو في القيام الأول , و هو في سياق عاصم بن أصرح , فإنه ذكر رفع اليدين في تكبيرة الإحرام , ثم الركوع و الرفع منه , يقول فيهما : مثل ذلك , فلو كان في حفظ وائل وضع اليدين بعد الرفع لذكره أيضا كما هو ظاهر من ذكره الرفع ثلاثا قبله , و لكن لما فصلت تلك الجملة عن محلها من الحديث أوهمت الوضع بعد الرفع , فقال به بعض أفاضل العلماء المعاصرين , دون أن يكون لهم سلف من السلف الصالح فيما علمت . و مما يؤكد ما ذكرنا رواية ابن إدريس عن عاصم به مختصرا بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كبر أخذ شماله بيمينه " . و مثل هذا الوهم بسبب الاختصار من بعض الرواة أو عدم ضبطهم للحديث يقع كثير , و لقد كنت أقول في كثير من محاضراتي و دروسي حول هذا الوضع و سببه : يوشك أن يأتي رجل ببدعة جديدة اعتمادا منه على حديث مطلق لم يدر أنه مقيد أيضا , ألا و هي الإشارة بالإصبع في غير التشهد ! فقد جاء في " صحيح مسلم " حديثان في الإشارة بها في التشهد أحدهما من حديث ابن عمر , و الآخر من حديث ابن الزبير , و لكل منهما لفظان مطلق و مقيد , أو مجمل و مفصل : " كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه و رفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها .. " , فأطلق الجلوس . و الآخر : " كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى , و وضع يده اليمنى على ركبته اليمنى .. " الحديث . فقيد الجلوس بالتشهد . و نحوه لفظا حديث ابن الزبير . فاللفظ الأول " جلس " يشمل كل جلوس , كالجلوس بين السجدتين , و الجلوس بين السجدة الثانية و الركعة الثانية المعروفة عند العلماء بجلسة الاستراحة . فكنت أقول : يوشك أن نرى بعضهم في هاتين الجلستين ! فلم يمض على ذلك إلا زمن يسير حتى قيل لي بأن بعض الطلاب يشيرون بها بين السجدتين ! ثم رأيت ذلك بعيني من أحد المتخرجين من الجامعة الإسلامية حين زارني في داري في أول سنة ( 1404 ) ! و نحن في انتظار حدوث البدعة الثالثة , ألا و هي الإشارة بها في جلسة الاستراحة ! ثم حدث ما انتظرته , و الله المستعان ! و قد وقع مثل هذا الاختصار الموهم لشرعية الإشارة في كل جلوس في حديث وائل أيضا من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عنه , و هو في " مسند أحمد " ( 4 / 316 - 319 ) على وجهين : الأول : الإشارة مطلقا دون تقييد بتشهد . أخرجه ( 4 / 116 - 117 ) من طريق شعبة عنه بلفظ : " و فرش فخذه اليسرى من اليمنى , و أشار بإصبعه السبابة " . و كذا أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 345 / 697 ) , لكنه قال في آخره : " يعني في الجلوس في التشهد " . و هذا التفسير , إما من وائل و إما من أحد رواته و الأول هو الراجح لما يأتي . و في لفظ له في " المسند " ( 4 / 316 ) من رواية عبد الواحد بلفظ : " فلما قعد افترش رجله اليسرى .. و أشار بإصبعه السبابة " . و تابعه عنده ( 4 / 317 / 318 ) سفيان - و هو الثوري - و زهير بن معاوية , و رواه الطبراني ( 22 / 78 و 83 و 84 و 85 و 90 ) من طريقهما و آخرين . و الآخر : الإشارة بقيد التشهد . و هو في " المسند " ( 4 / 319 ) من طريق أخرى عن شعبة بلفظ : " فلما قعد يتشهد .. أشار بإصبعه السبابة و حلق بالوسطى " . و سنده صحيح , و أخرجه ابن خزيمة أيضا ( 698 ) . و تابعه أبو الأحوص عند الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 152 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22 / 34 / 80 ) , و زاد : " ثم جعل يدعو بالأخرى " . و تابعهما زائدة بن قدامة بلفظ : " فحلق حلقة , ثم رفع إصبعه , فرأيته يحركها يدعو بها " . أخرجه أبو داود و غيره من أصحاب السنن , و أحمد ( 4 / 318 ) و الطبراني ( 22 / 35 / 82 ) و صححه ابن خزيمة و ابن حبان و ابن الجارود و النووي و ابن القيم , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 717 ) . و تابعه أبو عوانة بنحوه , و فيه : " ثم دعا " . أخرجه الطبراني ( 22 / 38 / 90 ) . و ابن إدريس مثله . رواه ابن حبان ( 486 ) . و سلام بن سليم عند الطيالسي ( 1020 ) . قال الطحاوي عقب رواية أبي الأحوص المتقدمة : " فيه دليل على أنه كان في آخر الصلاة " . قلت : و هذا صريح في رواية أبي عوانة المشار إليها آنفا , فإنه قال : " ثم سجد , فوضع رأسه بين كفيه , ثم صلى ركعة أخرى , ثم جلس فافترش رجله اليسرى , ثم دعا و وضع كفه اليسرى على ركبته اليسرى , و كفه اليمنى على ركبته اليمنى , و دعا بالسبابة " . و إسناده صحيح . و نحوه رواية سفيان ( و هو ابن عيينة ) , و لفظه : " و إذا جلس في الركعتين أضجع اليسرى و نصب اليمنى و وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى و نصب إصبعه للدعاء و وضع يده اليسرى على رجله اليسرى " . أخرجه النسائي ( 1 / 173 ) بسند صحيح , و الحميدي ( 885 ) نحوه . قلت : فتبين من هذه الرواية الصحيحة أن التحريك أو الإشارة بالإصبع إنما هو في جلوس التشهد , و أن الجلوس المطلق في بعضها مقيد بجلوس التشهد , هذا هو الذي يقتضيه , الجمع بين الروايات , و قاعدة حمل المطلق على المقيد المقررة في علم أصول الفقه , و لذلك لم يرد عن أحد من السلف القول بالإشارة مطلقا في الصلاة و لا في كل جلوس منها فيما علمت , و مثل ذلك يقال في وضع اليدين على الصدر , إنما هو في القيام الذي قبل الركوع , إعمالا للقاعدة المذكورة . فإن قال قائل : قد روى عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب بإسناده المتقدم عن وائل .. فذكر الحديث و الافتراش في جلوسه قال : " ثم أشار بسبابته و وضع الإبهام على الوسطى حلق بها و قبض سائر أصابعه , ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه " . فهذا بظاهره يدل على أن الإشارة كانت في الجلوس بين السجدتين , لقوله بعد أن حكى الإشارة : " ثم سجد .. " . فأقول : نعم قد روى ذلك عبد الرزاق في " مصنفه " ( 2 / 68 - 69 ) , و رواه عنه الإمام أحمد ( 4 / 317 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 2 / 34 - 35 ) و زعم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه عليه : " أنه أخرجه الأربعة إلا الترمذي و البيهقي مفرقا في أبواب شتى " . و هو زعم باطل يدل على غفلته عن موجب التحقيق فإن أحد منهم ليس عنده قوله بعد الإشارة : " ثم سجد " , بل هذا مما تفرد به عبد الرزاق عن الثوري , و خالف به محمد بن يوسف الفريابي و كان ملازما للثوري , فلم يذكر السجود المذكور . رواه عنه الطبراني ( 22 / 33 / 78 ) . و قد تابعه عبد الله بن الوليد حدثني سفيان ... به . أخرجه أحمد ( 4 / 318 ) . و ابن الوليد صدوق ربما أخطأ , فروايته بمتابعة الفريابي له أرجح من رواية عبد الرزاق , و لاسيما و قد ذكروا في ترجمته أن له أحاديث استنكرت عليه , أحدها من روايته عن الثوري , فانظر " تهذيب ابن حجر " و " ميزان الذهبي " , فهذه الزيادة من أوهامه . و إن مما يؤكد ذلك , أنه قد تابع الثوري في روايته المحفوظة جمع كثير من الثقات الحفاظ منهم عبد الواحد بن زياد و شعبة و زائدة بن قدامة و بشر بن المفضل و زهير بن معاوية و أبو الأحوص و أبو عوانة و ابن إدريس و سلام بن سليمان و سفيان بن عيينة , و غيرهم , فهؤلاء جميعا لم يذكروا في حديث وائل هذه الزيادة , بل إن بعضهم قد ذكرها قبيل الإشارة , مثل بشر و أبي عوانة و غيرهما , و قد تقدم لفظهما , و بعضهم صرح بأن الإشارة في جلوس التشهد كما سبق . و هذا هو الصحيح الذي أخذ به جماهير العلماء من المحدثين و الفقهاء , و لا أعلم أحدا قال بشرعيتها في الجلوس بين السجدتين , إلا ابن القيم , فإن ظاهر كلامه في " زاد المعاد " مطابق لحديث عبد الرزاق , و لعل ذلك الطالب الجامعي الذي تقدمت الإشارة إليه قلده في ذلك , أو قلد من قلده من العلماء المعاصرين , و قد بينت له و لغيره من الطلاب الذين راجعوني شذوذ رواية عبد الرزاق و وهاءها , و لقد أخبرني أحدهم عن أحد العلماء المعروفين في بعض البلاد العربية أنه يعمل بحديث عبد الرزاق هذا و يحتج به ! و ذلك مما يدل على أنه لا اختصاص له بهذا العلم , و هذا مما اضطرني إلى كتابة هذا التخريج و التحقيق , فإن أصبت فمن الله , و إن أخطأت فمن نفسي . سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يأخذ بأيدينا و يهدينا إلى الحق الذي اختلف فيه الناس , إنه يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم . و الحمد لله رب العالمين .
المفضلات