المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mego650
وأنقل أيضا هذه المقالة الرائعة من موقع إسلام أونلاين .
............................................
لماذا وُجِد حكم الردة في الإسلام؟
افرض مثلاً أنني دخلت الإسلام ثم لم تعجبني قوانين الإسلام وأنظمته، و....و.. إلخ، باختصار: افرض أنني أردت أن أرجع إلى ديانتي السابقة .
فلماذا حكم الإسلام عليَّ بالقتل؟
ألم تقولوا أن الله قال في كتابه: "
لا إكراه في الدين"،
فلماذا
تُكرِهون الناس على البقاء في دينكم؟
وإذا
غيروا ديانتهم من الإسلام إلى أي دين آخر فإنكم تقتلونه؟
أخي وأختي الأفاضل
هذا السؤال من الأسئلة التي يجهلها كثير من الناس ، فالأمر ليس بهذا الشكل المرعب ((
فلا إكراه في الدين ))
"
فالردة" تنقسم الى :
الخروج "
من" أم الخروج "
على"؟
"الردة".. الخروج "من" أم الخروج "على"؟:
1- حين نتحدث عن الردة، فإنه من الخطأ الجسيم أن يكون حديثنا عامًّا ومبهمًا؛ لأننا نتحدث عن أرواح تُزهَق، ودماء تراق، وقد علَّمنا ديننا أن نحتاط كل الاحتياط حين نتعامل مع هذه الأمور.
2- النقطة الفاصلة في موضوع "الردَّة" برمَّته تكمن في الحديث عن: "الخروج من الإسلام"، و"الخروج على الإسلام".
3- دلت النصوص التي سنورد بعضًا منها في النقطة الخامسة على هذا التفريق، فالقتل يكون لمن خرج على الإسلام
وقصد الإساءة أو
العبث بالدين، أو مسَّ أمن وسلامة الأمة ونظام الدولة، كما أنه يُعدُّ جرمًا ضد نظام الحكم في الدولة، وخروجًا على أحكام الدين الذي تعتنقه الأمة، ويُعتَبر حينذاك مرادفًا لجريمة "
الخيانة العظمى" التي تحرمها كل الشرائع والدساتير والقوانين المعترف بها ((
بكل دول العالم )) ، وهذا العقاب لم يكن مقتصرًا على الدول التي يقوم الحكم فيها على أساس الدين.
4- دلت النصوص كذلك على أنه لا بد أن يختلف تقدير "
الخروج من الإسلام" عن "
الخروج على الإسلام"، فـ"الخروج من الإسلام" بصورةٍ فرديةٍ ليس فيها الاستهزاء بالدين، ولا تمثل تهديدًا للأمة أو لكيان الدين، ولا يقصد بها العبث بشعور أو شعائر المسلمين، وإنما منبعها الوحيد شعور "المرتد" بعدم الاقتناع بالإسلام والاقتناع بغيره، فيخرج من الإسلام في هدوء وفردية، فاعل ذلك لا يكون مصيره القتل، بل له حرية ذلك طالما بقي خروجه ليس فيه تهديدٌ لأمن الأمة.
5- من النصوص والأدلة على اعتبار هذا التفريق بين "الخروج من" و"الخروج على"، وأن أسباب قتل المرتد إنما هي لخروجه على الإسلام لا منه، ما يلي:
* ما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن جابر قال:
إن أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابي وَعْكٌ بالمدينة، فأتى النبيَّ فقال: يا محمد، أَقِلْني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: أَقِلْني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أَقِلْني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وينصع طيبها)، وفي رواية البخاري: فبايعه على الإسلام.
فلو لم يكن هناك تفريقٌ بين "الخروج على" و"الخروج من" لما كان مصير هذا الأعرابي إلا القتل.
.
المفضلات