قولي السابق ((و حتى لا يظن أحد أننا نفهم قانون الإيمان بفهمنا الخاص دعونا ننقل لكم كلام حامي الإيمان القدّيس أثناسيوس كما جاء في القانون الأثناسي .
((و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))
وحدانية الثالوث في المسيحية و الإسلام لاسكندر جديد صفحة 10 ))
و قلت بعدها أيضاً
((و لمزيد من التأكيد على أن قول النصارى ( الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله ) هو اعتراف صريح بإثبات ثلاثة آلهة دعونا نرى إقرار عوض سمعان بأن هذا القول منكر لأنه يؤدي إلى الإيمان بثلاثة آلهة
(( الاعتراض
7-
كيف يكون الآب إلهاً و الابن إلهاً و الروح القدس إلهاً ، ويكونون إلهاً واحداً ؟
الرد
أ- إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة . بل نؤمن بأن الآب هو الله و الابن هو الله و الروح القدس هو الله ، لأن جوهر كل منهم و هو اللاهوت واحد و وحيد و لهذا السبب عينه فإن الله أيضاً هو الآب و الابن و الروح القدس ، و أن الآب و الابن و الروح القدس هم الله))
الكتاب : الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته صفحة 125
هل لاحظت التخبط و التناقض يا زميل بين القولين
فالقول الأول يقول كما نقلنا عن القديس أثناسيوس ((و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ))
و لكننا نجد في القول الثاني إنكاراً للقول الأول لأنه يتضمن اثباتاً صريحاً للإيمان بثلاثة آلهة فلاحظ قوله و بكل صراحة ((إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة ))
فلازم قوله أنهم لو قالوا بهذا القول لجاز الوصف أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة ، و بما أننا علمنا تمام العلم أن النصارى تقول هذا القول كما أثبتنا هذا من قانون الإيمان و من القانون الأثناسي تبين لنا أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة و إن ادّعوا باطلاً و بهتاناً إيمانهم بإله واحد و كما قلنا فإن تغيير المسميات لا يغير الحقائق ، و إلا فإن كلامهم تؤول حقيقته إلى التناقض لأنه عبارة عن جمع بين النقيضين و الجمع بينهما ممتنع كما قلنا مراراً ً .))
بعد أن نقلنا للزميل هذا التناقض جاء ليرد قائلاً
((هنا صار الخلاف لفظياً...مع ان القولان يذهبان لنفس المعنى...لاحظ ان انكار عوض اللفظ هذا لكي لا يعطي حجة للاعتراض على التثليث وليس لخطأه لاهوتياً وشنعه فقال اننا لا نؤمن به لهذا السبب وتلك مبالغة من حرصه البالغ على التوحيد ..وحقيقة لا أعلم مدى دقة ترجمة القانون الاثناسي الذي بايدينا حتى نكون على ثبات...ولكني ارى ان جملة اثناسيوس مقبولة بوجوب تباعها بوحدانية الثالوث
فعوض سمعان لا ينكر لاهوت اي من الاب او الابن او الروح القدس! ولكنه يرفض ان نقول انهم ثلاث الهة وهو ما لم يقل به اثناسيوس...فلا تعارض عقيدي بين النصين... ))
أولاً : هذا تناقض و ليس خلافاً لفظياً كما تزعم فالكلام المرسل الخالي من الأدلة لا وزن له في ميزان النقاش العلمي فأنا نقلت لك كلا العبارتين فالأولى تثبت أن كل أقنوم إله و الثانية تنفي هذا تماماً بل يؤيد عوض سمعان ما قلناه مراراً بأن العبارة الأولى تفضي إلى اثبات ثلاثة آلهة مع أن هذه العبارة هي نفس كلام القدّيس أثناسيوس حامي الإيمان .
ثانياً : قولك ((لاحظ ان انكار عوض اللفظ هذا لكي لا يعطي حجة للاعتراض على التثليث وليس لخطأه لاهوتياً وشنعه فقال اننا لا نؤمن به لهذا السبب وتلك مبالغة من حرصه البالغ على التوحيد ))
طبعاً هذا الكلام منك فقط لتبرير قوة التناقض الذي ألزمناك به و إلا فإن عبارةعوض سمعان واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فهو يقول ( إننا لا نؤمن أن الآب إله ، و الابن إله ،و الروح القدس إله حتى يجوز الاعتراض بأننا نؤمن بثلاثة آلهة) فهو يرد هذا الأمر إلى الإيمان الذي ينعقد في القلب لا إلى مجرد اللفظ كما تزعم بلا دليل لأن هذا اللفظ سيؤدي إلى الإيمان بثلاثة آلهة كما أقر و اعترف عوض سمعان بنفسه .
ثالثاً : لما شعر الزميل بقوة هذا التناقض نراه يحاول الاعتراض ضمناً على ترجمة القانون الأثناسي كنوع من التبرير قائلاً ((..وحقيقة لا أعلم مدى دقة ترجمة القانون الاثناسي الذي بايدينا حتى نكون على ثبات...ولكني ارى ان جملة اثناسيوس مقبولة بوجوب تباعها بوحدانية الثالوث ))
رابعاً : قولك (( فعوض سمعان لا ينكر لاهوت اي من الاب او الابن او الروح القدس! ولكنه يرفض ان نقول انهم ثلاث الهة وهو ما لم يقل به اثناسيوس...فلا تعارض عقيدي بين النصين ))
صحيح هو يرفض أن نقول أنهم ثلاثة آلهة و لكنه في نفس الوقت أيضاً يرفض أن نقول ان الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله ليكونوا إلهاً واحداً كما قال أثناسيوس فالاعتراض كما نقلناه من كتابه ( الله وحدانية ثالوثه و ثالوث وحدانيته ) يقول بالحرف ((كيف يكون الآب إلهاً و الابن إلهاً و الروح القدس إلهاً ، ويكونون إلهاً واحداً ؟ )) و عبارة أثناسيوس كما في القانون الأثناسي هي ((و هكذا الآب إله ، و الابن إله ، و الروح القدس إله و لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد )) .
هل قرات جيداً يا زميل مدى التوافق بين الاعتراض و بين قول أثناسيوس ؟؟؟؟
إذن فقولك ((فلا تعارض عقيدي بين النصين )) هو كلام خالٍ من الأدلة كما هي العادة و لا أدري هل هذه هي المنهجية العلمية التي وعدتنا للاتزام بها ؟؟؟؟؟
خامساً : أما ردك على قولي ((فلازم قوله أنهم لو قالوا بهذا القول لجاز الوصف أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة )) بالقول ((لو كان القول مجرداً واُريد به ادعاء انفصال الاقانيم و تعدد الجوهر كما قد يوحي ظاهر النص فهو عندها مرفوض...اما لو كان موَضَحاً متبوعاً بان الثلاثة اقانيم هي اله واحد...فعندها لا مشكلة مع اللفظ لأن معناه سيكون واضحاً بانه اثبات اللاهوت للاقانيم الثلاثة والتوكيد على وحدة جوهرهم.. ))
جيد جداً أنك تعترف بأن ظاهر النص يوحي بأنها ثلاثة آلهة و محاولتك التبرير لرفض هذا الظاهر و ذلك بالقول بأنه متبوع بأن الثلاثة أقانيم هي إله واحد هي محاولة مرفوضة لأن نص الاعتراض الذي نقله عوض سمعان أيضاً يقر أن هذه الثلاثة هي إله واحد بقوله (( و يكونون إلهاً واحداً )) و بالتالي يصح أن نزعم كما أقرعوض سمعان بأن لازم هذا القول هو الإيمان بثلاثة آلهة.
قولي السابق ((و حتى نؤكد للجميع أن حجة الجمع بين النقيضين هي للخروج من مأزق الإيمان بثلاثة آلهة دعونا نسأل الزميل هذا السؤال المهم :
بما أنكم تؤمنون بأن :
الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله كما نقلنا آنفاً من قانون الإيمان و من القانون الأثناسي .
و بما أنكم أيضاً تؤمنون بأن الآب أقنوم و الابن أقنوم و الروح القدس أقنوم فلم فرقتم بين الاثنين فقلتم عن القول الأول إله واحد و عن القول الثاني ثلاثة أقانيم ؟؟؟؟
الآب = إله كامل = أقنوم
الابن = إله كامل = أقنوم
الروح القدس = إله كامل = أقنوم
و مع هذا هم ليسوا ثلاثة آلهة حسب زعم أثناسيوس و لكنهم في نفس الوقت ثلاثة أقانيم .فلم نجمع الأقانيم فقط و لا نجمع الآلهة ؟؟؟؟؟؟؟ ألا يدل الكلام السابق على أن لفظ الأقنوم مرادف للإله ؟؟؟؟؟ فهل يجوز أن نقول إله واحد مثلث الأقانيم و لا نقول إله واحد مثلث الآلهة ؟؟؟؟؟؟
لا شك السبب معروف لأصحاب الفطر السليمة . فمجرد الاعتراف بالإيمان بثلاثة آلهة هو اعتراف بنفي التوحيد . فهم ينفون الثلاثة آلهة لفظاً و يعتقدونها حقيقةً
))
قولك رداً عليه ((مع اني اجبت سؤالك في معرض كلامي ولكني ساجيب مرة اخرى
هم ليسوا لثلاثة الهة بزعم احد,غير المهرطقين وانتم الان!! هم ثلاثة اقانيم باتفاق المسيحيين...ولاهوت الاقانيم لا ينكره احد الا من خالف وهرطق!
فالاقانيم نجمعها لانها متمايزة...اما اللاهوت فواحد جوهراً غير منفصل فلا يُجمع!
أقنوم ليس مرادف لكلمة إله...فالاله مثلث الاقانيم...وليس العكس! والاله جوهر واحد ...والاقنوم هو ما يقوم عليه ذاك الجوهر...مع تنزيه الله عن التركيب والتشكيل والتجزئة وهذا من المعلوم... ))
طبعاً سؤالي هذا اضطرك للاعتراف بان الأقنوم ليس مرادف لكلمة الإله و ذلك بقولك ((أقنوم ليس مرادف لكلمة إله...فالاله مثلث الاقانيم...وليس العكس! والاله جوهر واحد ...والاقنوم هو ما يقوم عليه ذاك الجوهر...)) و هذا اعتراف مهم اتخذته كنوع من الهروب لتبريرالعقائد المتناقضة ، و طبعاً كلامك هذا مخالف تماماً لقانون الإيمان النيقاوي و للقانون الأثناسي فكلاهما أقرّا بان كلمة أقنوم تأتي بمقام الإله ، هل نسيت قول أثناسيوس و الآب إله و الابن إله و الروح القدس إله و لكنهم ليسو ثلاثة آلهة بل إله واحد ؟؟؟؟؟؟
و بالتالي يبقى السؤال قائماً و أنت لم ترد عليه أبداً فإن كنت تظن أنك قمت بالرد بقولك ((فالاقانيم نجمعها لانها متمايزة...اما اللاهوت فواحد جوهراً غير منفصل فلا يُجمع! ))
فأنت مخطئ فكلامي واضح فأنا لم أقل لاهوت كما تحاول أن توهم بأنني أتحدث عن الجوهر و إنما قلت إله و قد بينت من عقائدكم أن الآب = إله كامل = أقنوم وهذا ينطبق على الابن و الروح القدس . فلم لا يجوز أن نقول بقولك
((فالاقانيم نجمعها لانها متمايزة ))
لنقول (( فالآلهة نجمعها لأنها متمايزة أما اللاهوت فواحد جوهراً غير منفصل فلا يجمع )) .
طبعاً السبب كما قلنا مسبقاً معروف لأن هذا يتضمن الاقرار منهم بالاعتراف بثلاثة آلهة و هذا ما ينكرونه لفظاً و يعتقدونه حقيقةً .
المفضلات