2550" يا أيها الناس ! لا ترفعوني فوق قدري , فإن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 106 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 179 ) من طريق علي بن قادم : حدثنا عبد السلام بن حرب عن يحيى ابن سعيد قال : كنا عند علي بن # الحسين # فجاء قوم من الكوفيين , فقال علي : يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام , سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . فذكرته لسعيد بن المسيب , فقال : و بعدما اتخذه نبيا . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا . 2551" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة و إنه ليدنو , ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول : ما أراد هؤلاء ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 106 :
أخرجه مسلم ( 4 / 107 ) و النسائي ( 2 / 44 ) و في " الكبرى " أيضا ( ق 83 / 1 ) و ابن ماجه ( 3014 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 289 ) و كذا البيهقي ( 5 / 118 ) و ابن عساكر في جزء " فضل عرفة " ( ق 2 / 2 ) كلهم من طريق مخرمة بن بكير عن أبيه قال : سمعت يونس بن يوسف يحدث عن سعيد بن المسيب عن #عائشة #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . ( تنبيه ) : قد وقع لبعض العلماء بعض الأوهام في متن الحديث , فوجب بيانها ليكون القراء على حذر منها : أولا : قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 129 ) بعدما عزاه لمسلم و النسائي و ابن ماجه : " و زاد رزين في " جامعه " فيه : اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت لهم " . فأقول : هذه الزيادة لا أصل لها في شيء من روايات الحديث التى وقفت عليها , و قد ذكرت آنفا مخرجيها , و إنما رويت هذه الزيادة من حديث جابر رضي الله عنه , لكن فيه عنعنة أبي الزبير , مع الاختلاف عليه في لفظه , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر ( 679 ) و هو شاهد قوي لحديث الترجمة , دون قوله : " فيقول : ما أراد هؤلاء ? " , و فيه : " ينزل الله إلى السماء الدنيا " , بدل قوله : " و إنه ليدنو " . و إنا لنعهد من رزين أنه كثيرا ما يخلط بين حديث و حديث يختلفان في المخرج , فيسوق أحدهما ثم يضم إليه زيادة من حديث آخر , دون أن يشير إلى ذلك , و قد تكون زيادة لا أصل لها في شيء من طرق الحديث . و الله أعلم . ثانيا : أورد السيوطي حديث الترجمة في " الجامع الكبير " من رواية مسلم و النسائي و ابن ماجه أيضا بلفظ : " عبدا أو أمة " . فهذه الزيادة " أو أمة " لا أصل لها أيضا عندهم , و لا عند غيرهم ممن أخرج الحديث . و انطلى أمرها على صاحب " الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير " , و علي أيضا حينما جعلت " الفتح " قسمين : " صحيح الجامع الصغير و زيادته " و " ضعيف الجامع الصغير و زيادته " , فأوردت الحديث في القسم الأول برقم ( 5672 ) , فمن كان عنده فليعلق عليه بما يدل على أن هذه الزيادة لا أصل لها . ثالثا : جاء الحديث في " الترغيب " ( 2 / 129 - الطبعة المنيرية ) برواية الثلاثة المذكورين أيضا بلفظ " عبيدا " بصيغة الجمع , و كذلك وقع في سائر النسخ المطبوعة , منها مطبوعة مصطفى عمارة , و يظهر أنه خطأ قديم لعله من المؤلف نفسه , فقد جاء كذلك في مخطوطة الظاهرية ( ق 139 / 1 ) , و نبه عليه الحافظ الناجي , فقال في " العجالة " ( 133 / 2 ) : " كذا وجد في أكثر نسخنا , و إنما هو " عبدا " بالإفراد " . رابعا : وقع في " الترغيب " أيضا بلفظ : " ليدنو يتجلى " بهذه الزيادة : " يتجلى " . و كذلك وقع فيما سبقت الإشارة إليه من الطبعات و النسخ , و هي زيادة منكرة لا أصل لها أيضا في شيء من طرق الحديث و رواياته , و لا أدري إذا مر عليه الناجي فلم يعلق عليه بشيء , أو أنها لم تقع في نسخته من " الترغيب " , غالب الظن الأول , و ليس كتابه في متناول يدي الآن , لترجيح أحد الاحتمالين . و هذا الخطأ عندي أسوأ من الذي قبله لأنه مغير لمعنى الحديث , لأنه تفسير للدنو بالتجلي , و هذا إنما يجري على قاعدة الخلف و علماء الكلام في تأويل أحاديث الصفات , خلافا لطريقة السلف رضي الله عنهم , كما خالفوهم في تأويل أحاديث نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا <1> بأن المعنى نزول رحمته . و هذا كله مخالف لما كان عليه السلف من تفسير النصوص على ظاهرها دون تأويل أو تشبيه كما : *( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )* ( الشورى : 11 ) , فنزوله نزول حقيقي يليق بجلاله لا يشبه نزول المخلوقين , و كذلك دنوه عز وجل دنو حقيقي يليق بعظمته , و خاص بعباده المتقربين إليه بطاعته , و وقوفهم بعرفة تلبية لدعوته عز وجل . فهذا هو مذهب السلف في النزول و الدنو , فكن على علم بذلك حتى لا تنحرف مع المنحرفين عن مذهبهم . و تجد تفصيل هذا الإجمال و تحقيق القول فيه في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية , و بخاصة منها " مجموعة الفتاوى " , فراجع مثلا ( ج 5 / 464 - 478 ) . و قد أورد الحديث على الصواب فيها ( ص 373 ) و استدل به على نزوله تعالى بذاته عشية عرفة , و بحديث جابر المشار إليه آنفا .
----------------------------------------------------------- [1] و هي أحاديث كثيرة متواترة , خرجت طائفة كبيرة منها في " الإرواء " ( 449 ) , و في " تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 492 - 513 ) . اهـ . 2552" إن الله عز وجل أنزل : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* و *( أولئك هم الظالمون )* و *( أولئك هم الفاسقون )* . قال ابن عباس : أنزلها الله في الطائفتين من اليهود , و كانت إحداهما قد قهرت الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا و اصطلحوا على أن كل قتيل قتله ( العزيزة ) من ( الذليلة ) فديته خمسون وسقا , و كل قتيل قتله ( الذليلة ) من ( العزيزة ) فديته مائة وسق , فكانوا على ذلك , حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة , فذلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم , و يؤمئذ لم يظهر و لم يوطئهما عليه <1> و هو في الصلح , فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا , فأرسلت ( العزيزة ) إلى ( الذليلة ) أن ابعثوا إلينا بمائة وسق , فقالت ( الذليلة ) : و هل كان هذا في حيين قط دينهما واحد , و نسبهما واحد , و بلدهما واحد , دية بعضهم نصف دية بعض ? ! إنا إنما أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا , و فرقا منكم , فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم ذلك , فكادت الحرب تهيج بينهما , ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما , ثم ذكرت ( العزيزة ) فقالت : والله ما محمد بمعطيكم منهم ضعف ما يعطيهم منكم , و لقد صدقوا , ما أعطونا هذا إلا ضيما منا و قهرا لهم , فدسوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه , إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه و إن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه . فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الله رسوله بأمرهم كله و ما أرادوا , فأنزل الله عز وجل : *( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا : آمنا )* إلى قوله : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )* , ثم قال : فيهما والله نزلت , و إياهما عنى الله عز وجل " .
[1] لفظ الطبراني : " و رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمئذ لم يظهر عليهم و لم يوطئهما , و هو الصلح " . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 110 :
أخرجه أحمد ( 1 / 246 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 95 / 1 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن #ابن عباس # قال : فذكره . و عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 281 ) لأبي داود أيضا و ابن جرير و ابن المنذر و أبي الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس , و هو عند ابن جرير في " التفسير " ( 12037 ج 10 / 352 ) من هذا الوجه , لكنه لم يذكر في إسناده ابن عباس . و عند أبي داود ( 3576 ) نزول الآيات الثلاث في اليهود خاصة في قريظة و النضير . فقط خلافا لما يوهمه قول ابن كثير في " التفسير " ( 6 / 160 ) بعد ما ساق رواية أحمد هذه المطولة : " و رواه أبو داود من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه نحوه " ! و قد نقل عنه صاحب " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " أنه حسن إسناده . و لم أر هذا في كتابه : " التفسير " , فلعله في بعض كتبه الأخرى . و تحسين هذا الإسناد هو الذي تقتضيه قواعد هذا العلم الشريف , فإن مداره على عبد الرحمن بن أبي الزناد , و هو كما قال الحافظ : " صدوق , تغير حفظه لما قدم بغداد , و كان فقيها " . فقول الهيثمي ( 7 / 16 ) : " رواه أحمد و الطبراني بنحوه , و فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد , و هو ضعيف , و قد وثق , و بقية رجال أحمد ثقات " . قلت : فقوله فيه : " ضعيف , و قد وثق " ليس بجيد لأنه يرجح قول من ضعفه على قول من وثقه , و الحق أنه وسط حسن الحديث , إلا أن يخالف و هذا مما لا يستفاد من قوله المذكور فيه . و الله أعلم . ( فائدة هامة ) : إذا علمت أن الآيات الثلاث : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* , *( فأولئك هم الظالمون )* , *( فأولئك هم الفاسقون )* نزلت في اليهود و قولهم في حكمه صلى الله عليه وسلم : " إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه , و إن لم يعطكم حذرتم فلم تحكموه " , و قد أشار القرآن إلى قولهم هذا قبل هذه الآيات فقال : *( يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه , و إن لم تؤتوه فاحذروا )* , إذا عرفت هذا , فلا يجوز حمل هذه الآيات على بعض الحكام المسلمين و قضاتهم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله من القوانين الأرضية , أقول : لا يجوز تكفيرهم بذلك , و إخراجهم من الملة إذا كانوا مؤمنين بالله و رسوله , و إن كانوا مجرمين بحكمهم بغير ما أنزل الله , لا يجوز ذلك , لأنهم و إن كانوا كاليهود من جهة حكمهم المذكور , فهم مخالفون لهم من جهة أخرى , ألا و هي إيمانهم و تصديقهم بما أنزل الله , بخلاف اليهود الكفار , فإنهم كانوا جاحدين له كما يدل عليه قولهم المتقدم : " ... و إن لم يعطكم حذرتموه فلم تحكموه " , بالإضافة إلى أنهم ليسوا مسلمين أصلا , و سر هذا أن الكفر قسمان : اعتقادي و عملي . فالاعتقادي مقره القلب . و العملي محله الجوارح . فمن كان عمله كفرا لمخالفته للشرع , و كان مطابقا لما وقر في قلبه من الكفر به , فهو الكفر الاعتقادي , و هو الكفر الذي لا يغفره الله , و يخلد صاحبه في النار أبدا . و أما إذا كان مخالفا لما وقر في قلبه , فهو مؤمن بحكم ربه , و لكنه يخالفه بعمله , فكفره كفر عملي فقط , و ليس كفرا اعتقاديا , فهو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه , و إن شاء غفر له , و على هذا النوع من الكفر تحمل الأحاديث التي فيها إطلاق الكفر على من فعل شيئا من المعاصي من المسلمين , و لا بأس من ذكر بعضها : 1 - اثنتان في الناس هما بهم كفر , الطعن في الأنساب و النياحة على الميت . رواه مسلم . <1> 2 - الجدال في القرآن كفر . <2> 3 - سباب المسلم فسوق , و قتاله كفر . رواه مسلم . <3> 4 - كفر بالله تبرؤ من نسب و إن دق . <4> 5 - التحدث بنعمة الله شكر , و تركها كفر . <5> 6 - لا ترجعوا بعدي كفارا , يضرب بعضكم رقاب بعض . متفق عليه . <6> إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي لا مجال الآن لاستقصائها . فمن قام من المسلمين بشيء من هذه المعاصي , فكفره كفر عملي , أي إنه يعمل عمل الكفار , إلا أن يستحلها , و لا يرى كونها معصية فهو حينئذ كافر حلال الدم , لأنه شارك الكفار في عقيدتهم أيضا , و الحكم بغير ما أنزل الله , لا يخرج عن هذه القاعدة أبدا , و قد جاء عن السلف ما يدعمها , و هو قولهم في تفسير الآية : " كفر دون كفر " , صح ذلك عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه , ثم تلقاه عنه بعض التابعين و غيرهم , و لابد من ذكر ما تيسر لي عنهم لعل في ذلك إنارة للسبيل أمام من ضل اليوم في هذه المسألة الخطيرة , و نحا نحو الخوارج الذين يكفرون المسلمين بارتكابهم المعاصي , و إن كانوا يصلون و يصومون ! 1 - روى ابن جرير الطبري ( 10 / 355 / 12053 ) بإسناد صحيح عن ابن عباس : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* قال : هي به كفر , و ليس كفرا بالله و ملائكته و كتبه و رسله . 2 - و في رواية عنه في هذه الآية : إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه <7> , إنه ليس كفرا ينقل عن الملة , كفر دون كفر . أخرجه الحاكم ( 2 / 313 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و حقهما أن يقولا : على شرط الشيخين . فإن إسناده كذلك . ثم رأيت الحافظ ابن كثير نقل في " تفسيره " ( 6 / 163 ) عن الحاكم أنه قال : " صحيح على شرط الشيخين " , فالظاهر أن في نسخة " المستدرك " المطبوعة سقطا , و عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم أيضا ببعض اختصار . 3 - و في أخرى عنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : من جحد ما أنزل الله فقد كفر , و من أقر به و لم يحكم فهو ظالم فاسق . أخرجه ابن جرير ( 12063 ) . قلت : و ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس , لكنه جيد في الشواهد . 4 - ثم روى ( 12047 - 12051 ) عن عطاء بن أبي رباح قوله : ( و ذكر الآيات الثلاث ) : كفر دون كفر , و فسق دون فسق , و ظلم دون ظلم . و إسناده صحيح . 5 - ثم روى ( 12052 ) عن سعيد المكي عن طاووس ( و ذكر الآية ) قال : ليس بكفر ينقل عن الملة . و إسناده صحيح , و سعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي , وثقه ابن معين و العجلي و ابن حبان و غيرهم , و روى عنه جمع . 6 - و روى ( 12025 و 12026 ) من طريقين عن عمران بن حدير قال : أتى أبا مجلز <8> ناس من بني عمرو بن سدوس ( و في الطريق الأخرى : نفر من الإباضية ) <9> فقالوا : أرأيت قول الله : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* أحق هو ? قال : نعم . قالوا : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )* أحق هو ? قال : نعم . قالوا : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )* أحق هو ? قال : نعم . قال : فقالوا : يا أبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله ? قال : هو دينهم الذي يدينون به , و به يقولون و إليه يدعون - [ يعني الأمراء ] - فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا . فقالوا : لا والله , و لكنك تفرق <10> . قال : أنتم أولى بهذا مني ! لا أرى , و إنكم أنتم ترون هذا و لا تحرجون , و لكنها أنزلت في اليهود و النصارى و أهل الشرك . أو نحوا من هذا , و إسناده صحيح . و قد اختلف العلماء في تفسير الكفر في الآية الأولى على خمسة أقوال ساقها ابن جرير ( 10 / 346 - 357 ) بأسانيده إلى قائليها , ثم ختم ذلك بقوله ( 10 / 358 ): " و أولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال : نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب , لأن ما قبلها و ما بعدها من الآيات ففيهم نزلت , و هم المعنيون بها , و هذه الآيات سياق الخبر عنهم , فكونها خبرا عنهم أولى . فإن قال قائل : فإن الله تعالى ذكره قد عم بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله , فكيف جعلته خاصا ? قيل : إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين , فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم - على سبيل ما تركوه - كافرون . و كذلك القول في كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به هو بالله كافر , كما قال ابن عباس , لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه , نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي " . و جملة القول أن الآية نزلت في اليهود الجاحدين لما أنزل الله , فمن شاركهم في الجحد , فهو كافر كفرا اعتقاديا , و من لم يشاركهم في الجحد فكفره عملي لأنه عمل عملهم , فهو بذلك مجرم آثم , و لكن لا يخرج بذلك عن الملة كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه . و قد شرح هذه و زاده بيانا الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم ابن سلام في " كتاب الإيمان " " باب الخروج من الإيمان بالمعاصي " ( ص 84 - 87 - بتحقيقي ) , فليراجعه من شاء المزيد من التحقيق . و بعد كتابة ما سبق , رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في تفسير آية الحكم المتقدمة في " مجموع الفتاوي " ( 3 / 268 ) : " أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله " . ثم ذكر ( 7 / 254 ) أن الإمام أحمد سئل عن الكفر المذكور فيها ? فقال : كفر لا ينقل عن الإيمان , مثل الإيمان بعضه دون بعض , فكذلك الكفر , حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه . و قال ( 7 / 312 ) : " و إذا كان من قول السلف أن الإنسان يكون فيه إيمان و نفاق , فكذلك في قولهم أنه يكون فيه إيمان و كفر , و ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة , كما قال ابن عباس و أصحابه في قوله تعالى : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* , قالوا : كفرا لا ينقل عن الملة . و قد اتبعهم على ذلك أحمد و غيره من أئمة السنة " .
----------------------------------------------------------- [1] تخريج " الطحاوية " ( ص 298 ) . [2] " صحيح الجامع الصغير " ( 3 / 83 / 3101 ) . [3] تخريج " الإيمان " لأبي عبيد ( ص 86 ) , و تخريج " الحلال " ( رقم 341 ) . [4] " الروض النضير " ( رقم 587 ) . [5] " الأحاديث الصحيحة " ( رقم 667 ) [6] " الروض النضير " ( رقم 797 ) , و " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 1974 ) . [7] كأنه يشير إلى الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه . [8] من كبار ثقات التابعين و اسمه لاحق بن حميد البصري . [9] طائفة من الخوارج . [10] أي : تجزع و تخاف . 2553" من خرج حاجا فمات كتب الله له أجر الحاج إلى يوم القيامة , و من خرج معتمرا فمات كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة , و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب الله له أجر الغازي إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 116 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1505 ) : حدثنا إبراهيم بن زياد - سبلان - : أخبرنا أبو معاوية أخبرنا محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن #أبي هريرة #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و تابع أبا يعلى , الحافظ الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 24 / 2 / 5454 ) : حدثنا محمد ابن السري قال : أخبرنا إبراهيم بن زياد - سبلان - به . و قال : " تفرد به أبو معاوية " . و من طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 326 - 327 ) و البيهقي في " الشعب " ( 3 / 474 ) . قلت : و هذا إسناد فيه علتان : الأولى : جهالة حال جميل بن أبي ميمونة , فقد أورده ابن أبي حاتم عن أبيه من روايته عن ابن أبي زكريا الخزاعي . و عنه محمد بن إسحاق ثم قال : " و روى عن سعيد بن المسيب . روى عنه الليث بن سعد " . و به أعله الهيثمي , فقال ( 3 / 209 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه جميل بن أبي ميمونة , و قد ذكره ابن أبي حاتم , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . و الأخرى : عنعنة ابن إسحاق , و بها أعله المنذري تلميحا , فقال ( 2 / 166 ) : " رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق , و بقية إسناده ثقات " . قلت : و قد وجدت له إسنادا آخر عن الليثي , فقال يحيى بن صاعد في " مجلسان من الأمالي " ( ق 51 / 2 ) : حدثنا عمرو بن علي قال : أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا هلال بن ميمون الفلسطيني عن عطاء بن يزيد الليثي به . و أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 21 ) من طريق ابن صاعد به , لكنه قال : " الواسطي " بدل " الفلسطيني " , و هو خطأ من الناسخ أو الطابع . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير هلال بن ميمون الفلسطيني , وثقه ابن معين و ابن حبان , و قال النسائي : ليس به بأس . و أما أبو حاتم فقال : " ليس بالقوي , يكتب حديثه " . و قد أخرج له ابن حبان عدة أحاديث في " صحيحه " , و هذه أرقامها ( 1160 و 1746 و 2053 - و هو مكرر الذي قبله , 3183 - الإحسان ) و الأخيران رقمهما في " موارد الظمآن " ( 357 و 431 ) و أما حديث الرقم الأول فقد سقط منه , و قد استدركته في كتابي الجديد " صحيح موارد الظمآن " , و هو على وشك التمام إن شاء الله تعالى . بل هو تحت الطبع الآن يسر الله صدوره قريبا إن شاء الله . ( تنبيه ) : شيخ الطبراني المتابع لأبي يعلى هو محمد بن السري بن مهران الناقد البغدادي , ترجمه الخطيب ( 5 / 318 - 319 ) و وثقه . و قد ساق له الطبراني قبل هذا الحديث خمسة أحاديث أخرى نسبه فيها إلى جده ( مهران ) إلا في هذا , فكان ذلك سببا لوهم المعلق على " مجمع البحرين " , فإنه فسره ( 3 / 186 ) على أنه ( محمد بن السري بن سهل أبو بكر البزار ) الموثق عند الخطيب أيضا و غيره , و في ذلك دليل على أنه غير متقن لهذا العلم , لأن سبب وهمه أنه لم يتنبه أن الطبراني في " الأوسط " قد أورد حديثه هذا في آخر أحاديثه كما تقدم , و هو قد عزاه لـ " الأوسط " ! هذا أولا . و ثانيا : أنه لما رأى الخطيب قد ذكر في ترجمة ابن سهل هذا أنه من شيوخ الطبراني , تسرع فحكم بأنه هو , و لو أنه صبر و تابع البحث لوجد ما يحول بينه و بين الوهم . فإن الخطيب بعد ترجمة واحدة فقط ترجم لابن مهران هذا , و ذكر في شيوخه ( سبلان ) صاحب هذا الحديث . و عنه الطبراني !! 2554" ما خالط قلب امرئ مسلم رهج <1> في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار " .
----------------------------------------------------------- [1] أي : الغبار . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 119 :
أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) : حدثنا أبو اليمان قال : حدثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن # عائشة #: أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبته , فقالت له : أنت غير داخل علي غير مرتك هذه , فعليك بالجهاد في سبيل الله , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عياش و هو ثقة في روايته عن الشاميين , و هذه منها . و قال المنذري ( 2 / 168 ) و تبعه الهيثمي ( 5 / 276 ) : " رواه أحمد , و رواته ثقات " . قلت : و أخرجه ابن أبي عاصم ( ق 84 / 2 ) من طريق سويد بن عبد العزيز : حدثنا الأوزاعي به . قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى قد يعتضد به و يقوى , فقال الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 124 - 125 - مصورة الجامعة الإسلامية ) : حدثنا هشيم بن خلف حدثنا محمد ابن عمار الموصلي حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن ابن جريج عن محمد بن زياد المدني عن فرات مولى عائشة قال : قالت عائشة : فذكره مرفوعا نحوه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , صدقة بن عبد الله الدمشقي ضعيف كما قال الحافظ . و فرات مولى عائشة لم أعرفه , و لعل اسمه أصابه تحريف . و له طريق ثالث , فقال ابن أبي عاصم : حدثنا عمر بن يحيى الأيلي حدثنا حفص بن جميع عن المغيرة عن الحكم عن عطاء عنها , رفعت الحديث نحوه . قلت و حفص بن جميع ضعيف كما في " التقريب " . 2555" من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 120 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 183 - زوائده ) : حدثنا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حميد المكي - مولى لابن علقمة - عن عطاء - يعني ابن أبي رباح - عن #أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " تفرد به عن حميد زيد " . قلت : و هو صدوق من رجال مسلم , لكن شيخه المكي مولى ابن علقمة - و هو غير ابن قيس الأعرج المكي - مجهول كما قال الحافظ , و هو أصغر من الأعرج كما قال الذهبي , و يبدو أن الهيثمي توهم أنه ابن قيس المخرج له في " الصحيحين " , فإنه قال في " المجمع " ( 5 / 270 ) : " رواه البزار عن شيخه عبد الرحمن بن الفضل بن موفق , و لم أعرفه و بقية رجاله رجال الصحيح " ! و من العجيب أن الحافظ ابن حجر أقره على ذلك , فإنه قال عقب قول البزار المتقدم : " قال الشيخ : رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن , و هو ثقة " ! قلت : و أنا أظن أنه يعني بـ ( الشيخ ) شيخه الهيثمي , و حينئذ يشكل قوله عنه في عبد الرحمن : " و هو ثقة " ! و الهيثمي قد قال فيه كما سبق : " لم أعرفه " . و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 382 ) و قال : " روى عنه الحضرمي و أهل العراق " . و جملة القول أن إسناد الحديث ضعيف , لما عرفت من جهالة حميد المكي , فلا يغتر بقول المنذري ( 2 / 172 ) : " رواه البزار بإسناد حسن " . فإن الظاهر أنه وهم في حميد أيضا . لكن للحديث شاهد قوي من حديث أبي نجيح السلمي مرفوعا بلفظ : " من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة , و من رمى بسهم كان له نورا يوم القيامة .. " الحديث . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 9 / 161 ) بإسناد صحيح . و الشطر الأول منه عند النسائي ( 2 / 59 ) من طريقين آخرين , و كذا أحمد ( 4 / 113 ) و أحد إسناديه صحيح أيضا . ثم طبع " ثقات ابن حبان " فرأيته قد أورد فيه عبد الرحمن بن الفضل بن الموفق ( 8 / 382 ) و ذكر أنه روى عنه الحضرمي و أهل العراق , و رواية الحضرمي - و هو من شيوخ الطبراني - في " المعجم الأوسط " كما في كتابي " تيسير انتفاع الخلان " يسر الله إتمامه . 2556" من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك و لونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء و من سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد و إن مات على فراشه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 121 :
أخرجه ابن حبان ( 1615 - موارد ) من طريق ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير ابن مرة عن مالك بن يخامر السكسكي أن # معاذ بن جبل #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , و أخرجه أبو داود ( 2541 ) من هذا الوجه نحوه دون قوله : " و إن مات على فراشه " . و كذلك أخرجه النسائي ( 2 / 59 ) من طريق سليمان بن موسى قال : حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم به دون ذكر الفراش . و في أوله زيادة بلفظ : " من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة قد وجبت له الجنة " . و هكذا أخرجه أحمد ( 5 / 230 - 231 ) و الترمذي ( 1 / 311 ) بتمامه , و الحاكم ( 2 / 77 ) ببعضه , و صححه هو و الترمذي . و للجملة الأخيرة منه شاهد من حديث سهل بن حنيف مرفوعا بلفظ : " من سأل الله الشهادة صادقا من قلبه بلغه الله منازل الشهداء , و إن مات على فراشه " . أخرجه الدارمي ( 2 / 205 ) و الحاكم ( 2 / 77 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و للشطر الأول منه شاهد من حديث أبي الدرداء عند أحمد , و رجاله ثقات , لكن فيه انقطاع بينته في " التعليق الرغيب " ( 2 / 167 ) . 2557" ما من قوم اجتمعوا في مجلس , فتفرقوا و لم يذكروا الله إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 122 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( مصورة الجامعة الإسلامية 4 / 434 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 400 / 533 ) من طريق شداد بن سعيد الراسبي : حدثنا جابر بن عمرو الراسبي عن #عبد الله بن مغفل # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " لا يروى عن عبد الله بن مغفل إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو حسن في الشواهد و المتابعات , فإن جابر بن عمرو , و شداد بن سعيد , و إن كانا من رجال مسلم ففيهما ضعف من قبل حفظهما , و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 236 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و البيهقي , و رواة الطبراني محتج بهم في ( الصحيح ) " . و قال الهيثمي ( 10 / 80 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " , و رجالهما رجال ( الصحيح ) " . قلت : و قد تقدمت بعض شواهده من حديث أبي هريرة و غيره , فراجع الأرقام ( 74 - 80 ) . 2558" أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا , أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ينظر إليهم ربك , إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 123 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 227 - مصورة الجامعة ) قال : حدثنا علي بن سعيد حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عمي عنبسة بن سعيد حدثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن عروة بن رويم عن قزعة بن يحيى عن #أبي سعيد الخدري #مرفوعا , و قال : " لم يروه عن الأوزاعي إلا ابن المبارك , و لا عنه إلا عنبسه , تفرد به سعيد بن يحيى " . قلت : هو سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموي البغدادي , و هو ثقة من رجال الشيخين . و عمه عنبسة بن سعيد , وثقه الدارقطني , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عروة بن رويم , و هو ثقة . و علي بن سعيد و هو الرازي الحافظ مختلف فيه , و الذي يتلخص من كلامهم فيه أنه حسن الحديث , إلا أن يخالف , و لذلك قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 194 ) : " رواه الطبراني بإسناد حسن " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 292 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " من طريق عنبسة بن سعيد بن أبان , وثقه الدارقطني كما نقل الذهبي , و لم يضعفه أحد , و بقية رجاله رجال الصحيح " . كذا قال , و عروة بن رويم ليس من رجال الصحيح كما سبق . و للحديث شاهد من حديث نعيم بن همار مرفوعا مثله . أخرجه أحمد ( 5 / 287 ) و كذا سعيد بن منصور في " سننه " ( 2566 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 95 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( 472 ) و أبو يعلى ( 4 / 1626 ) و أبو العباس المقدسي في " فضل الجهاد " ( ق 115 / 2 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( 94 / 1 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 234 و 235 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عنه . قلت : و هذا إسناد شامي متصل صحيح . و قال المنذري ( 2 / 193 ) و تبعه الهيثمي ( 5 / 292 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى , و رواتهما ثقات " . قال الهيثمي : " و رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه " . و هو في " أوسط الطبراني " ( 2 / 227 - مجمع البحرين - مصورة الجامعة الإسلامية ) من طريق ابن لهيعة عن علي بن دينار الهذلي عن نعيم بن همار به . و قال الدمياطي في " المتجر الرابح " ( ص 383 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى بإسنادين جيدين " . و رواه ابن أبي شيبة ( 7 / 147 / 2 ) عن يحيى بن أبي كثير مرسلا . 2559" أول ثلة <1> يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره , إذا أمروا سمعوا و أطاعوا و إن كانت للرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت و هي في صدره , و إن الله عز وجل ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها و زينتها فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي و قوتلوا و أوذوا في سبيلي و جاهدوا في سبيلي , ادخلوا الجنة , فيدخلونها بغير حساب . و تأتي الملائكة فيسجدون , فيقولون : ربنا نحن نسبح بحمدك الليل و النهار و نقدس لك , من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ? فيقول الرب عز وجل : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي و أوذوا في سبيلي , فتدخل عليهم الملائكة من كل باب *( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )* [ الرعد : 24 ] " .
[1] الأصل : ثلاثة , و التصحيح من " المستدرك " و " المسند " . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 125 :
أخرجه الأصفهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ص 213 - مصورة الجامعة ) : أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق : أنبأنا والدي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن عمرو المصري - بها - حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه قال : سمعت # عبد الله بن عمرو # رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , أبو الطاهر فمن فوقه ثقات من رجال مسلم غير أبي عشانة و اسمه حي بن يومن المصري , و هو ثقة كما قال الحافظ في " التقريب " . و عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق هو الحافظ ابن الحافظ ابن منده , و هما ثقتان مشهوران من الحفاظ الذين ترجمهم الحافظ الذهبي في " التذكرة " , فالإسناد صحيح , فقول المنذري ( 2 / 194 ) : " رواه الأصبهاني بإسناد حسن , و متنه غريب " . قلت : ففيه تقصير ظاهر , و أما استغرابه إياه , فلعله لما رواه معروف بن سويد الجذامي عن أبي عشانة به مرفوعا نحوه , ليس فيه : " أين عبادي الذين ... في سبيلي " . أخرجه أحمد ( 2 / 168 ) و ابن حبان ( 2565 ) و البزار ( 4 / 256 - 257 / كشف الأستار ) . فأقول : معروف هذا وثقه ابن حبان , و روى عنه جماعة من الثقات , و عمرو بن الحارث أوثق منه و أشهر , فلا ضير في مخالفة الجذامي إياه في بعض ألفاظه . و أخرجه الحاكم ( 2 / 71 ) و من طريقه البيهقي في " الشعب " ( 4 / 27 - 28 ) من طريق أخرى عن ابن وهب به و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . ثم وجدت له متابعا , فقال أحمد في الموضع المشار إليه : حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة به مثل رواية عمرو بن الحارث : فالحديث صحيح عندي لا غبار عليه . و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
2560" أين ذهبتم ?! إنما هي يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل - من الكفار - إذا اهتديتم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 127 :
أخرجه أحمد ( 4 / 129 و 201 - 202 ) من طريق علي بن مدرك عن #أبي عامر الأشعري #قال : كان رجل قتل منهم بـ ( أوطاس ) , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا عامر ألا غيرت ? <1> فتلا هذه الآية : *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )* [ المائدة : 105 ] , فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : فذكره . و رواه الطبراني و لفظه : عن أبي عامر أنه كان فيهم شيء فاحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما حبسك ? قال : قرأت هذه الآية : *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )* , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 19 ) : " و رجالهما ثقات , إلا أني لم أجد لعلي بن مدرك سماعا من أحد من الصحابة " . قلت : خفي عليه أن ابن حبان أورده في " ثقات التابعين " , و قال ( 3 / 180 ) : " سمع أبا مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , روى عنه شعبة بن الحجاج , مات سنة عشرين و مائة " . قلت : و أبو مسعود مات سنة أربعين , و أبو عامر الأشعري مات في خلافة عبد الملك ابن مروان , و كانت خلافته سنة 65 , و قيل سنة 73 , فهو بإمكانه أن يسمع منه من باب أولى , لأنه تأخر وفاته عن وفاة أبي مسعود بعشرين سنة أو أكثر . و لذلك ذكر الحافظ في " التقريب " أنه ثقة من الرابعة . مات سنة عشرين و مائة . و جملة القول : إن الحديث صحيح الإسناد , و رجاله كلهم ثقات , و هو يلتقي في الجملة مع الأحاديث الكثيرة التي توجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , و هي كثيرة معروفة .
----------------------------------------------------------- [1] أي : لو أخذت الدية . اهـ . 2561" من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله سبحانه بقارعة قبل يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 128 :
أخرجه أبو داود ( 2503 ) و عنه البيهقي ( 9 / 48 ) و الدارمي ( 2 / 209 ) و ابن ماجه ( 2762 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( 83 / 1 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 176 ) و في " المعجم الكبير " ( 8 / 211 / 7747 ) و أبو العباس المقدسي في " فضل الجهاد " ( ق 120 / 2 ) من طرق عن الوليد بن مسلم : حدثنا يحيى ابن الحارث الذماري عن القاسم عن #أبي أمامة #عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات , على خلاف في القاسم و هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , و المتقرر فيه أنه حسن الحديث , و الوليد بن مسلم , و إن كان يخشى منه تدليس التسوية , فالقاسم مشهور الرواية عن أبي أمامة , و كذا الذماري عنه . و في " مسند الروياني " ( 30 / 217 / 2 ) و من طريقه ابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " ( ص 84 ) التصريح بالتحديث مكان ( عن ) في سائر المواضع . و تابعه مسلمة بن علي الخشني عن الذماري به . أخرجه الطبراني في " الشاميين " ( ص 175 ) . و له شاهد من حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا به . قال الهيثمي ( 5 / 284 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه سويد بن عبد العزيز , و هو ضعيف " . و روى نجدة بن نفيع عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حيا من العرب , فتثاقلوا , فنزلت : *( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما )* , قال : كان عذابهم : حبس المطر عنهم . أخرجه البيهقي , و نجدة مجهول كما في " التقريب " . ثم رأيت الحديث في " مسند الشاميين " للطبراني , أخرجه ( ص 53 ) من طريق علي بن بحر : حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد آخر للوليد بن مسلم مخالف للطريق الأولى التي تقدمت من رواية الطرق , و راويه عنه علي بن بحر ثقة , فإن كان حفظه فيكون للوليد بن مسلم إسنادان . و قد تابعه عمر بن سعيد الدمشقي قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي . أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " ( 1432 ) . و يؤيده أنه رواه أبو حلبس عن عبد الملك بن مروان عن أبي هريرة به . أخرجه في " مسند الشاميين " ( ص 157 ) . و أبو حلبس مجهول , و انظر ( ص 159 ) . ثم وقفت على الشاهد عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 226 / 8497 ) , فإذا هو يرويه من طريق عمرو بن الحصين العقيلي : حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة حدثنا سويد بن عبد العزيز عن مكحول عن واثلة به . و قال : " لم يروه عن سعيد ( ! ) بن عبد العزيز إلا ابن علاثة , تفرد به عمرو بن الحصين " . قلت : هو متروك متهم كما تقدم مرارا . فلا قيمة حينئذ لحديثه كشاهد . و قريب منه سويد بن عبد العزيز , لكني أخشى أن يكون تحرف اسم ( سويد ) في السند من " سعيد " , فإنه هكذا وقع في تذييل الطبراني عليه , و هو الراجح عندي لأنه هو المعروف بالرواية عن مكحول بخلاف سويد , و سعيد ثقة , لكنه كان اختلط . 2562" إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قال : و ما رياض الجنة ? قال : حلق الذكر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 130 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 265 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 322 ) عن محمد بن ثابت البناني قال : حدثني أبي عن #أنس بن مالك #رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . و أقول : هذا من تساهل الترمذي رحمه الله , فإن محمد بن ثابت هذا متفق على تضعيفه , و إن كان بعضهم أشار إلى أنه صدوق في نفسه , و الضعف من قبل حفظه , و قد أخرج حديثه هذا ابن عدي في " الكامل " ( ق 290 / 1 ) في جملة أحاديث ساقها له , ثم قال : " و هذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكره عامتها مما لا يتابع محمد بن ثابت عليه " . نعم لو أن الترمذي قال : " حديث حسن " لأصاب , فقد وجدت له متابعا و شاهدا . أما المتابع , فهو زائدة بن أبي الرقاد قال : حدثنا زياد النميري عن أنس به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 268 ) . و زياد و زائدة ضعيفان وثقا , و قد حسن لهما الهيثمي ( 10 / 77 ) حديثا آخر لهما عن أنس , فقال : " و إسناده حسن " . أقول : فلا أقل من أن يستشهد بهما . و أما الشاهد , فيرويه محمد بن عبد الله بن عامر : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم ( 6 / 354 ) و قال : " غريب من حديث مالك , لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر " . قلت : و لم أعرفه , و يحتمل أن ( عامر ) محرف ( نمير ) , فإن كان كذلك فهو ثقة . ثم رأيت ما يرجح أنه هو , فقد ذكره المزي في الرواة عن قتيبة , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد صحيح , إن كان شيخ أبي نعيم ( أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الله المقدسي ) ثقة , أو متابعا , فإني لم أجد له ترجمة و لا في " تاريخ ابن عساكر " , على أن أبا نعيم في استغرابه المتقدم قد أشار إلى أنه قد توبع . و الله أعلم . و روى زيد بن الحباب أن حميدا المكي مولى ابن علقمة حدثه أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة مرفوعا به , إلا أنه قال بدل " حلق الذكر " : " المساجد " . قلت : و ما الرتع يا رسول الله ! قال : " سبحان الله , و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر " . أخرجه الترمذي أيضا , و قال : " حديث حسن غريب " . قلت : حميد المكي مجهول كما قال الحافظ , فالإسناد ضعيف , فقول الحافظ المنذري ( 2 / 251 ) : " رواه الترمذي و قال : " حديث غريب " , و قال الحافظ : و هو مع غرابته حسن الإسناد " . قلت : فهذا من تساهل المنذري . كيف لا , و حميد هذا لم يوثقه أحد , و لا روى عنه غير زيد بن الحباب , و قال البخاري في حديثه هذا : " لا يتابع عليه " . ثم إن هناك تغايرا بين ما نقلته عن الترمذي , و ما نقله المنذري عنه , و الأليق بحال الإسناد و حسن الظن بالترمذي - على تساهله - ما نقله هو عنه : " حديث غريب " , دون قوله : " حسن " . و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث جابر مرفوعا نحوه في حديث له . أخرجه الحاكم ( 1 / 494 - 495 ) و غيره من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة قال : سمعت أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري عنه . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : عمر ضعيف " . قلت : و شيخه أيوب نحوه في الضعف و إن روى له مسلم , فقد قال الحافظ : " فيه لين " . و لم يوثقه غير ابن حبان , فقول المنذري ( 2 / 234 ) بعد أن أشار إلى الكلام الذي في عمر : " و بقية رجاله ثقات مشهورون محتج بهم , فالحديث حسن . و الله أعلم " ! تساهل ظاهر . و قد خرجته في " الضعيفة " ( 6205 ) , نعم يمكن القول بتحسين الحديث بهذا الشاهد و نحوه . و من أجل ذلك أوردته هنا , و كنت خرجت حديث الترمذي عن أبي هريرة في " الضعيفة " ( 1150 ) لتفرده بتفسير الرتع , فلينتبه لهذا إخوتي القراء قبل أن يفاجئهم من اعتاد أن يدعي " التناقضات " فيما لا يفهمه , أو يفهمه , و لكن زين له أن يدس السم في الدسم , و لا أدل على ذلك من تأليفه الذي نشره باسم " صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تنظر إليها " ! ! و هو في الحقيقة , إنما فيه ما يدل على تعصبه لمذهب الشافعية - و لا أقول الشافعي - على السنة المحمدية , حتى وصل به الأمر أن يبطل صلاة من قرأ سورة *( إذا السماء انشقت )* , و سجد فيها , مع علمه بأن الحديث متفق على صحته , و لذلك لم يورده في " صحيحه " المزعوم لأنه مخالف لمذهبه , كما أنه لما ساق حديث أبي سعيد من رواية مسلم فيما كان صلى الله عليه وسلم يقرؤه في صلاة الظهر لم يذكره بتمامه , بل بتر منه ما كان صلى الله عليه وسلم يقرؤه في الركعتين الآخيرتين من الظهر , لأنه مخالف لمذهبه , و الأدهى و الأمر أن الإمام الشافعي قد قال في كتابه " الأم " بهذا الذي بتره من الحديث تعصبا منه للشافعية ! و أعجب من هذا كله لقد خالفهم جميعا انتصارا منه للبدعة , و متابعة منه للعوام , فكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صرح بأن التلفظ بالنية في الصلاة سنة ! مع أن الإمامين الرافعي و النووي صرحا بأنه ليس بشيء , فمثل هذا الدعي الذي يخالف السنة و الأئمة انتصارا لهواه و البدعة , لا يستغرب منه أن ينتصب لمحاربة من نذر نفسه لخدمة السنة , و نشرها بين المسلمين , بالافتراء عليه و نسبة " التناقضات " إليه . فالله حسيبه . 2563" من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير - عشر مرات , كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات و حط عنه بها عشر سيئات و رفعه الله بها عشر درجات و كن له كعشر رقاب و كن له مسلحة من أول النهار إلى آخره , و لم يعمل يؤمئذ عملا يقهرهن , فإن قالها حين يمسي , فكذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 134 :
أخرجه أحمد ( 5 / 420 ) و الطبراني ( 4 / 151 / 3883 ) عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رهم السمعي عن #أبي أيوب الأنصاري #عن النبي صلى الله عليه وسلم به . قلت : و هذا إسناد صحيح شامي رجاله كلهم ثقات , و أبو رهم اسمه أحزاب , و قد قيل بصحبته . و رواه ابن لهيعة : حدثني الحارث بن يزيد عن ربيعة بن مطير عن أبي رهم به . أخرجه الطبراني رقم ( 3884 ) . و ربيعة بن مطير لم أعرفه , و على الهامش : " ابن قيصر , صح " , و لم أعرفه أيضا . و في الرواة عن أبي رهم ( و اسمه أحزاب ) ربيعة بن قيصر , و يقال : ابن مصبر الحضرمي المصري كما في " تهذيب المزي " , و في " ثقات ابن حبان " ( 4 / 230 ) : " ربيعة بن يورا المصري " , و هو مجهول . انظر " تيسير الانتفاع " . و قد وجدت له طرقا أخرى , فرواه أبو الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 414 - 415 ) و الطبراني ( 4 / 221 / 4089 ) . قلت : و أبو محمد الحضرمي لا يعرف كما قال الذهبي , و علق حديثه هذا البخاري في " صحيحه " ( 11 / 171 - فتح ) لكن بلفظ : " كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل " . و هو شاذ أيضا . و تابعه القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أيوب به نحوه . أخرجه الطبراني ( 1 / 205 / 1 - 2 ) . قلت : و سنده حسن في المتابعات و الشواهد . و تابعه عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب به نحوه , إلا أنه قال : " من قال إذا صلى الصبح : لا إله إلا الله ... و إذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك " . أخرجه ابن حبان ( 2341 ) و أحمد ( 5 / 415 ) و الطبراني ( 4 / 222 / 223 ) و سنده حسن كما قال الحافظ . و تابعه أبو الورد بن أبي بردة عن غلام أبي أيوب عن أبي أيوب به , و فيه قصة . أخرجه الطبراني ( 1 / 199 / 1 ) . و غلام أبي أيوب اسمه أفلح , و هو ثقة . و الراوي عنه أبو الورد بن أبي بردة جزم الحافظ بأنه أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري , يعني المتقدم من روايته عن أبي محمد الحضرمي . و أن قوله هنا ابن أبي بردة وهم . قلت : و يحتمل أن كنية ثمامة والد أبي الورد : " أبو بردة " , فلا ضرورة للتوهيم حينئذ . و الله أعلم . و ابن ثمامة مقبول عند الحافظ . و الله أعلم . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " من قال : لا إله إلا الله ... بعد ما يصلي الغداة عشر مرات ... " الحديث , إلا أنه قال : " و كن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل " . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 389 و 472 ) من طريق الحسن بن عرفة : حدثنا قران بن تمام الأسدي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح , و هو في " جزء الحسن بن عرفة " المشهور ( رقم : 18 ) , و قال الناجي في " العجالة " ( 70 ) : " و إسناده على شرط مسلم , لكن لم يخرجوه " . و أقول : قران بن تمام لم يخرج له مسلم شيئا , فهو صحيح فقط كما ذكرنا . و قد سبق تخريجه برقم ( 113 ) . و أخرجه أحمد ( 2 / 360 ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 59 / 2 ) و البيهقي ( 1 / 345 ) من طريق سمي عن أبي صالح به نحوه , لكنه قال : " حين يصبح " و " حين يمسي " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و رواه أبو بكر بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا مثله في الصباح و المساء , و الباقي نحوه , و قال : " يحيي و يميت , و هو حي لا يموت , بيده الخير , و هو على كل شيء قدير . غفرت له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر " . أخرجه البزار في " مسنده " ( 3 / 260 / 1051 - البحر الزخار ) : حدثنا بعض أصحابنا قال : أخبرنا محمد بن سليمان بن مسمول قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي سبرة . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أبو بكر هذا متروك متهم . و به أعله الهيثمي ( 10 / 113 و 114 ) . ( تنبيه ) : سبق تخريج حديث الترجمة في المجلد الأول برقم ( 114 ) , ثم قدر الله إعادة تخريجه هنا من مصادر جديدة , و فوائد عديدة , و له الحمد و المنة . 2564" إن أولادكم هبة الله لكم *( يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور )* <1> , فهم و أموالهم لكم إذا احتجتم إليها " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 284 ) و عنه البيهقي ( 7 / 480 ) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت أبي يقول : أنبأ أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن #عائشة #رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه هكذا , و إنما اتفقا على حديث عائشة : أطيب ما أكل الرجل من كسبه , و ولده من كسبه " . قلت : و فيه وهمان . الأول : قوله : صحيح على شرط الشيخين , و إن وافقه الذهبي , فإن إبراهيم الصائغ - هو ابن ميمون - و محمد بن علي بن الحسن بن شقيق لم يخرج لهما الشيخان شيئا . و حماد - و هو ابن أبي سليمان - لم يخرج له البخاري في " صحيحه " أصلا , و إنما في " الأدب المفرد " , فهو صحيح فقط . و الآخر : أن الشيخين لم يخرجا أصلا حديث عائشة الآخر : " أطيب ما أكل الرجل ... " الحديث , و إنما أخرجه بعض أصحاب السنن , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( رقم 830 و 1626 ) . و في الحديث فائدة فقهية هامة قد لا تجدها في غيره , و هي أنه يبين أن الحديث المشهور : " أنت و مالك لأبيك " ( الإرواء 838 ) ليس على إطلاقه , بحيث أن الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء , كلا , و إنما يأخذ ما هو بحاجة إليه . 2565" من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 138 :
أخرجه النسائي ( 2 / 314 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( رقم 1 / 88 / 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 17 / 335 رقم 927 ) عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن #عقبة بن عامر #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , و في القاسم - و هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - كلام لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن . و للحديث شاهد من رواية زبان عن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا به , و زاد : " سير المضمر المجتهد " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1486 ) . قلت : و زبان فيه ضعف . و شاهد آخر من حديث عمرو بن عبسة مرفوعا به نحوه دون الزيادة . قال المنذري ( 2 / 62 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بإسناد لا بأس به " . و قال الهيثمي ( 3 / 194 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجاله موثقون " . أقول : لكن رواه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 2 / 234 ) و ابن أبي عاصم ( ق 89 / 1 ) من طريق جنادة بن أبي خالد عن أبي شيبة عن عمرو بن عبسة بلفظ : " سبعين خريفا " . و أبو شيبة هذا - و هو المهري - ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 390 ) برواية بليح أيضا عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و جنادة ترجمه ابن أبي حاتم أيضا ( 1 / 1 / 515 ) برواية زيد بن أبي أنيسة , و هو الراوي عنه لهذا الحديث , و في ترجمته ذكره البخاري , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 150 ) و صرح الذهبي في " الميزان ( 1 / 424 ) بجهالته . 2566" من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه يوم القيامة و حقره و صغره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 140 :
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 141 ) و أحمد في " مسنده " ( رقم 6509 و 6986 و 7085 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 484 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 124 ) و ( 5 / 99 ) من طرق عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن #عبد الله بن عمرو #مرفوعا . ثم أخرجه الطبراني من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود : حدثنا أبي عن عبد الكريم بن مالك عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عبد الله بن عمرو , فذكر نحوه , و قال : " لم يروه عن سعيد إلا عبد الكريم " . قلت : و هو الجزري أبو سعيد الحراني , و هو ثقة من رجال الشيخين . لكن الراوي عنه سليمان بن أبي داود - و هو الحراني - ضعفه أبو حاتم و غيره . و أما ابنه محمد فثقة . إلا أن الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين , فالعمدة عليه . و إليه أشار الحافظ المنذري بقوله في " الترغيب " ( 1 / 31 ) : " رواه الطبراني في "الكبير " بأسانيد أحدها صحيح , و البيهقي " . 2567" حبذا المتخللون من أمتي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 140 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 39 - مصورة الجامعة الإسلامية ) قال : حدثنا أحمد : حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم عن محمد بن أبي حفص الأنصاري عن رقبة بن مصقلة عن #أنس بن مالك #مرفوعا , و قال : " لم يروه عن رقبة إلا محمد , و لا عنه إلا عفيف , تفرد به ابن عمار " . قلت : و أعله الهيثمي بمحمد بن أبي حفص الأنصاري قال : " لم أجد من ترجمه " . و تبعه محقق " مجمع البحرين " ( 1 / 338 - مكتبة الرشد ) ! قلت : أورده الحافظ المزي في شيوخ عفيف بن سالم كما وقع هنا , و في الرواة عن رقبة بن مصقلة : محمد بن أبي حفص العطار . ثم رجعت إلى " الميزان " , فوجدت فيه : " محمد بن أبي حفص الكوفي العطار . روى عن السدي : قال الأزدي : " يتكلمون فيه " , فقال الحافظ في " اللسان " : " قال النباتي : هو محمد بن عمر الأنصاري الآتي ذكره " . فرجعت إلى المكان المشار إليه فرأيت فيه : " محمد بن عمر الأنصاري عن كثير النواء بخبر منكر , ضعفه الأزدي . انتهى . و في " الثقات " لابن حبان : محمد بن عمر بن علي الأنصاري يروي عن أسامة بن زيد الليثي , و عنه الحضرمي . فيحتمل أن يكون هو هذا " . ثم رجعت إلى " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم , فإذا فيه ( 4 / 1 / 19 ) : " محمد بن عمر , و هو ابن أبي حفص الأنصاري العطار , روى عن السدي , روى عنه أبو نعيم " . أقول : فقد تبين أن محمد بن أبي حفص الأنصاري هو محمد بن عمر الأنصاري العطار , و أنه معروف برواية ثلاثة من الثقات عنه : الأول : عفيف بن سالم . الثاني : الحضرمي . الثالث : أبو نعيم . قلت : و هؤلاء كلهم ثقات , ثم رأيت في " اللسان " : " محمد بن عمر بن أبي حفص العطار الأنصاري , يروي عنه عفيف بن سالم و أبو غسان , كان ممن يخطىء . قاله ابن حبان في ( الثقات ) " . فهذا راو رابع عنه , و هو أبو غسان , و اسمه مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي , لكن قوله : " ابن أبي حفص " إن لم يكن خطأ , ففيه فائدة جديدة , و هي أن أبا حفص جد محمد بن عمر , و ليس كنية أبيه كما هو صريح كلام ابن أبي حاتم المتقدم . و الله أعلم . و جملة القول : أن محمد بن أبي حفص الأنصاري هذا معروف برواية هؤلاء الثقات الأربعة عنه , فمثله يستشهد به , بل كان يمكن القول بأنه يحتج به في مرتبة من يحسن حديثه , لولا قول ابن حبان فيه : " كان ممن يخطىء " , فالحديث عندي حسن لغيره لأن له شاهدا من حديث أبي أيوب الأنصاري به أتم منه , رواه أحمد و غيره , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1975 ) كما ذكرت لحديث الترجمة هناك مصادر أخرى , وقع فيها اسم الأنصاري هكذا : " محمد بن أبي جعفر " , فذهب وهلي إلى أنه غير الذي ترجمته هنا , و كان ذلك مني خطأ على خطأ بعض الرواة , فالاعتماد على ما ذكرت هنا , و هو مما لم أسبق إليه فيما علمت , فإن أصبت فمن الله , و له الحمد و المنة , و إن أخطأت فمني , و الله أسأل أن يعفو عني , و يغفر لي ذنبي . 2568" إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 143 :
أخرجه مسلم ( 6 / 4 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 4 / 400 ) و أحمد ( 4 / 86 و 87 - 88 و 89 ) و من طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1803 ) من طرق عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن #جابر بن سمرة #مرفوعا و في رواية للطبراني و من طريقه الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 38 ) من طريق حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار به بلفظ : " إذا أنعم الله عز وجل على عبد [ نعمة ] فليبدأ ... " الحديث . ( تنبيه ) : سقطت من مطبوعة الطبراني لفظة " نعمة " , و هي ثابتة في مخطوطة الظاهرية ( 1 / 191 / 1 ) و كذا في " تاريخ بغداد " . 2569" إذا صنع خادم أحدكم طعاما فولي حره و مشقته فليدعه فليأكل معه , فإن لم يدعه فليناوله منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 143 :
أخرجه أحمد ( 2 / 483 ) : حدثنا سريج قال : حدثنا فليح عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن #أبي هريرة #مرفوعا . و هذا سند حسن رجاله موثقون كلهم على ضعف في فليح , و قد صح من طرق أخرى بنحوه فانظر : " إذا أتى أحدكم خادمه .. " رقم ( 1285 ) و من ألفاظه : " إذا صنع لأحدكم خادمه طعاما ثم جاءه به و قد ولي حره و دخانه فليقعده معه فليأكل , فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين " . أخرجه مسلم ( 5 / 94 ) و أبو داود ( 2 / 149 ) و أحمد ( 2 / 277 ) عن داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا . ( مشفوها ) فسره ما بعده ( قليلا ) قال في " النهاية " : " المشفوه : القليل , و أصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل " . و له شاهد من حديث جابر يرويه أبو الزبير أنه سأل جابرا عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة و الحر , فقال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوه فإن كره أحد أن يطعم معه فليطعمه أكلة في يده . أخرجه أحمد ( 3 / 346 ) : حدثنا موسى حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير به . قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 478 ) بعد أن عزاه لأحمد : " و إسناده حسن " . قلت : ابن لهيعة سيىء الحفظ , و قد توبع , فأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 30 ) : حدثنا محمد بن سلام قال : أخبرنا مخلد بن يزيد قال : أنبأنا ابن جريج قال : حدثني أبو الزبير به . و هذا سند صحيح على شرطه في الصحيح . و ابن جريج و ابن الزبير مدلسان , لكنهما قد صرحا بالتحديث .
2570" إذا لبست نعليك فابدأ باليمنى و إذا خلعت فابدأ باليسرى و ليكن اليمنى أول ما تنتعل , و اليسرى آخر ما تحفى , و لا تمش في نعل واحد , اخلعهما جميعا أو البسهما جميعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 144 :
رواه أبو عمر بن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 265 / 2 ) عن عتاب بن بشير عن خصيف عن محمد بن عجلان , قال عتاب : ثم لقيت محمد بن عجلان فحدثني به عن أبي الزناد عن الأعرج عن #أبي هريرة #مرفوعا . قلت : و هذا سند حسن في الشواهد , خصيف - و هو ابن عبد الرحمن الجزري - ضعفه أحمد و غيره , و عتاب بن بشير و محمد بن عجلان ثقتان , في حفظهما ضعف لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن إن شاء الله تعالى . و قد توبع , فقال أحمد ( 2 / 245 ) : حدثنا سفيان عن أبي الزناد به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و تابعه مالك في " الموطأ " ( 3 / 105 ) عن أبي الزناد به . و من طريقه أخرجه ابن حبان ( 5431 - الإحسان ) و كذا البخاري و مسلم ( 6 / 153 ) و له طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه , تقدم أحدها برقم ( 1117 ) . و اعلم أن ما في هذا الحديث من الأدب في الانتعال , و التفريق بين البدء به و الخلع , هو مما غفل عنه أكثر المسلمين في هذا الزمان لغلبة الجهل بالسنة , و فقدان المربين للناس عليها , و فيهم بعض من يزعم أنه من الدعاة إلى الإسلام , بل و فيهم من يقول في هذا الأدب : إنه من القشور , و توافه الأمور ! فلا تغتر بهم أيها المسلم , فإنهم - والله - بالإسلام جاهلون , و له معادون من حيث يشعرون أو لا يشعرون , و قديما قيل : من جهل شيئا عاداه . و من عجيب أمرهم أنهم يطنطنون في خطبهم و محاضراتهم بوجوب تبني الإسلام كلا لا يتجزأ , فإذا بهم أول من يكفر بما إليه يدعون , و إن ذلك لبين في أعمالهم و أزيائهم , فتراهم أو ترى الأكثرين منهم لا يهتمون بالتزيي بزي نبيهم صلى الله عليه وسلم , و إنما بالتشبه بحسن البنا و أمثاله : لحية قصيرة , و كرافيت ( عقدة العنق ) , و بعضهم تكاد لحيتهم تكون على مذهب العوام في بعض البلاد : " خير الذقون إشارة تكون " ! مع تزييه بلباس أهل العلم , العمامة و الجبة , و قد تكون كالخرج , و طويلة الذيل كلباس النساء ! فإنا لله و إنا إليه راجعون . 2571" إذا ملك الرجل المرأة لم تجز عطيتها إلا بإذنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 146 :
أخرجه الطيالسي ( ص 299 رقم 2667 ) : حدثنا حماد حدثنا حبيب المعلم عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن #عبد الله بن عمرو # مرفوعا , و هذا سند حسن . و ورد بلفظ : " لا يجوز لامرأة " , و قد مضى برقم ( 825 ) مع بعض الشواهد . ثم وجدت له شاهدا قويا آخر , و كان ذلك من دواعي إعادته هنا , و هو ما أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " ( 9 / 125 / 16607 ) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجوز لامرأة شيء في مالها إلا بإذن زوجها إذا هو ملك عصمتها " . قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , فهو شاهد قوي لأحاديث الباب الموصولة . ثم رواه عن رجل عن عكرمة مرسلا نحوه . و اعلم أن هذا الحديث قد عمل به قوم من السلف كما حكاه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 403 ) و رواه ابن حزم في " المحلى " ( 8 / 310 - 311 ) عن أنس بن مالك و أبي هريرة و طاووس و الحسن و مجاهد , قال : " و هو قول الليث بن سعد , فلم يجز لذات الزوج عتقا , و لا حكما في صداقها , و لا غيره إلا بإذن زوجها , إلا الشيء اليسير الذي لابد لها منه في صلة رحم , أو ما يتقرب به إلى الله عز وجل " . ثم ذكر أقوال العلماء الآخرين مع مناقشة أدلتهم , و اختار هو جواز تصرف المرأة في مالها دون إذن زوجها . و ساق في تأييد ذلك بعض الأحاديث الصحيحة كحديث ابن عباس الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء في خطبة العيد بالصدقة , فجعلت المرأة تلقي الخاتم و الخرص و الشيء . و لا حجة في شيء من ذلك , لأنها وقائع أعيان يحتمل كل منها وجها لا يتعارض مع حديث الترجمة , و ما في معناه عند إمعان النظر , فتأمل معي إلى حديث ابن عباس هذا مثلا , فإن فيه التصريح بأن تصدقهن كان تنفيذا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم , فلو فرض أنهن لم يكن مأذونا لهن بالتصدق من أزواجهن , بل فرض نهيهم إياهن عن الصدقة , ثم أمرهم صلى الله عليه وسلم بها , فهل من قائل بأن نهيهم مقدم على أمره صلى الله عليه وسلم , مع أنه لا نهي منهم , كل ما في الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى النساء أن يتصدقن بغير إذن أزواجهن , فإذا أمرهن بالتصدق في مناسبة ما , فلا شك حينئذ أن هذا الأمر يكون مخصصا لنهيهم , هذا لو فرض تقدمه على الأمر و لا دليل على ذلك . و الحقيقة أن ابن حزم معذور فيما ذهب إليه لأنه هو الأصل الذي تدل عليه النصوص التي ذكرها , و لو أن حديث الترجمة و ما في معناه صح عنده لبادر إلى العمل بها لأنها تضمنت زيادة حكم على الأصل المشار إليه . و لكنه رحمه الله أعل الحديث بأنه صحيفة منقطعة . و هذا خلاف ما عليه جماهير علماء الحديث , و في مقدمتهم الإمام أحمد من الاحتجاج بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , و أنه موصول , و أما جوابه عنه بأنه لو صح منسوخ فقد عرفت الجواب عنه , ثم كيف ينسخ الجزء الكل , أي الخاص العام ?! ثم إن هذا الحديث جهله و تجاهله جل الدعاة اليوم الذين يتحدثون عن حقوق المرأة في الإسلام , ليس لأنه ترجح لديهم مذهب المخالفين له , بل لأن هذا المذهب يوافق ما عليه الكفار , فيريدون تقريب الإسلام إليهم بأنه جاء بما يوافقهم في تصرف المرأة في مالها , و هم يعلمون أن ذلك لا ينفعهم فتيلا , لأنهم يسمحون لها أن تتصرف أيضا في غير مالها , فهي تزوج نفسها بنفسها , بل و أن تتخذ أخدانا لها !! و صدق الله العظيم إذ يقول : *( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم )* ( البقرة : 120 ) . 2572" إذا رأى أحدكم من أخيه و من نفسه و من ماله ما يعجبه فليبركه , فإن العين حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 148 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 215 ) و أحمد ( 3 / 447 ) من طريق وكيع بن الجراح بن مليح : حدثنا أبي عن عبد الله بن عيسى عن أمية بن هند بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عامر قال : انطلق عامر بن ربيعة و سهل بن حنيف يريدان الغسل قال : فانطلقا يلتمسان الخمر , قال : فوضع عامر ( كذا في " المسند " و في " المستدرك " : " سهل " و هو الصواب ) جبة كانت عليه من صوف فنظرت إليه , فأصبته بعيني , فنزل الماء يغتسل , قال , فسمعت له في الماء قرقعة , فأتيته فناديته ثلاثا فلم يجبني , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته , فجاء يمشي فخاض الماء كأني أنظر إلى بياض ساقيه , قال : فضرب صدره بيده ثم قال : " اللهم أذهب عنه حرها و بردها و وصبها " . قال : فقام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و فيه نظر , فإن أمية بن هند أورده الذهبي في " الميزان " , و قال : " قال ابن معين : لا أعرفه , قلت : روى عنه سعيد بن أبي هلال و غيره " . و لم يذكر توثيقه عن أحد , و قد وثقه ابن حبان ( 4 / 41 و 6 / 70 ) , فهو مجهول الحال , و لذلك قال الحافظ في " التقريب " : " إنه مقبول " . يعني لين الحديث إلا إذا توبع , و لم أجد له متابعا في هذا الحديث . و قد أخرجه الحاكم أيضا , و النسائي في " اليوم و الليلة " ( 211 و 1033 ) و عنه ابن السني ( 202 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 57 / 3646 ) و عنه أبو يعلى ( 13 / 152 / 7195 ) من طريق عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى . لكن الحديث صحيح , فقد وجدت له طريقا أخرى , أخرجه ابن قانع في ترجمة سهل بن حنيف من كتابه " معجم الصحابة " , و ابن السني أيضا ( 201 ) كلاهما من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني : حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل حدثنا مسلمة بن خالد الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه مرفوعا بلفظ : " ما يمنع أحدكم إذا رأى .. " الحديث . و مسلمة هذا مجهول كما قال الذهبي في " الميزان " , و بقية رجاله رجال مسلم على ضعف في الحماني . و أخرجه الإمام مالك ( 3 / 118 - 119 ) و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 1424 - موارد ) عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول : اغتسل أبي سهل بن حنيف بـ ( الخرار ) فنزع جبة كانت عليه , و عامر بن ربيعة ينظر , و كان سهل رجلا أبيض حسن الجلد , قال : فقال له عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم و لا جلد عذراء ! قال : فوعك سهل مكانه , و اشتد وعكه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلا وعك , و أنه غير رائح معك يا رسول الله , فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر سهل بالذي كان من أمر عامر , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علام يقتل أحدكم أخاه ! ألا بركت ? إن العين حق , توضأ له " , فتوضأ له عامر , فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس . و هذا إسناد صحيح . ثم أخرجه هو و ابن ماجه ( 2 / 356 ) و أحمد ( 3 / 487 ) من طريق الزهري عن أبي أمامة به نحوه , و ليس فيه : إن العين حق . و فيه بيان صفة اغتسال عامر , و عند أحمد صفة الصب على سهل . و هو صحيح أيضا و قد روى التبريك من فعله عليه السلام فانظر : ( كان إذا خاف ) , و الجملة الأخيرة من الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة , و لها شواهد كثيرة تقدم بعضها برقم ( 1248 - 1251 ) , و انظر الحديث الآتي ( 2576 ) . و الحديث أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 94 - 101 ) من طرق عن ابن شهاب الزهري به . و له عنده طريقان آخران عن أبي أمامة , أحدهما من طريق مسلمة المتقدمة عند أبي يعلى . 2573" ارملوا بالبيت ليرى المشركون قوتكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 150 :
أخرجه أحمد ( 1 / 373 ) : حدثنا روح حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن أيوب بن جبير عن #ابن عباس #: أن قريشا قالت : إن محمدا و أصحابه قد وهنتهم حمى يثرب , فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم العام الذي اعتمر فيه قال لأصحابه : فذكره , فلما رملوا قالت قريش : ما وهنتهم . هذا سند صحيح على شرط مسلم . و قد علقه البخاري في " صحيحه " ( 5 / 86 ) عن حماد بن سلمة به نحوه , و تابعه حماد بن زيد عن أيوب به نحوه , و لفظه : " و أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط , و يمشوا ما بين الركنين ليري المشركين جلدهم , فقال المشركون : هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم , هؤلاء أجلد من كذا و كذا ! " . و في " المسند " ( 1 / 305 ) طريق آخر رواه عن أبي الطفيل عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل ( مر الظهران ) في عمرته بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقول : ما يتباعثون من العجف ! فقال أصحابه : لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه و حسونا من مرقه أصبحنا غدا حين ندخل على القوم و بنا جمامة , قال : " لا تفعلوا و لكن اجمعوا إلي من أزوادكم " , فجمعوا له و بسطوا الأنطاع فأكلوا حتى تولوا <1> , و حثا كل واحد منهم في جراب , ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد - و قعدت قريش نحو الحجر - فاضطبع بردائه ثم قال : " لا يرى القوم فيكم غمزة " , فاستلم الركن ثم دخل حتى إذا تغيب عن الركن اليماني مشى إلى الركن الأسود , فقالت قريش : ما يرضون بالمشي , إنهم لينقزون نقز الظباء , ففعل ذلك ثلاثة أطواف فكانت سنة , قال أبو الطفيل : و أخبرني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع . و سنده صحيح على شرط مسلم أيضا . و أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 3 / 3 / 1 ) من الوجهين . و رواه مسلم ( 4 / 64 ) من طريق الجريري عن أبي الطفيل نحوه . و هو مخرج في " الإرواء " ( 4 / 315 ) . ثم روى من طريق عطاء عن ابن عباس قال : " إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم و رمل بالبيت ليري المشركين قوته " . ( فائدة ) : قد يقول قائل : إذا كان علة شرعية الرمل إنما هي إراءة المشركين قوة المسلمين , أفلا يقال : قد زالت العلة فيزول شرعية الرمل ? و الجواب : لا , لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمل بعد ذلك في حجة الوداع كما جاء في حديث جابر الطويل و غيره مثل حديث ابن عباس هذا في رواية أبي الطفيل المتقدمة . و لذلك قال ابن حبان في " صحيحه " ( 6 / 47 - الإحسان ) : " فارتفعت هذه العلة , و بقي الرمل فرضا على أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة " .
----------------------------------------------------------- [1] كذا الأصل , و كذا في " جامع المسانيد " ( 31 / 32 ) و " مجمع الزوائد " ( 3 / 278 ) و الظاهر أن المراد : انصرفوا و قد شبعوا , و زاد حتى حثها كل واحد . اهـ . 2574" استعينوا بالنسل , فإنه يقطع عنكم الأرض و تخفون له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 152 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 255 / 1 ) : حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن #جابر #: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح , ثم اجتمع إليه المشاة من أصحابه و صفوا له , و قالوا : نتعرض لدعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : اشتد علينا السفر . و طالت الشقة , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ففعلنا ذلك و خفنا له , و ذهب ما كنا نجد " . قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 400 / 1880 ) من طريق أخرى عن عبد الوهاب به . ثم رواه من طريق ابن جريج : أخبرني جعفر بن محمد به نحوه , و لفظه : " عليكم بالنسلان " . قال : فنسلنا فوجدناه أخف علينا . و هو صحيح أيضا , و قد مضى بتخريج آخر ( 465 ) . و قد وجدت له شاهدا بإسناد لا بأس به في الشواهد من حديث عبد الله بن عمرو مختصرا بلفظ : " اشتدوا " . رواه محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 15 / 2 ) عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : " شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم العيا , فقال : " فذكره . و قد روي الحديث من طريق أخرى عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " اربطوا أوساطكم بأرديتكم , و عليكم بالهرولة " . و هو مخرج في الكتاب الآخر ( 2734 ) . و ( النسل ) و ( النسل ) و ( النسلان ) : الإسراع في المشي . 2575" اشربوا فإني أيسركم , قاله للصائمين في السفر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 153 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 70 / 2 ) : حدثنا وهب بن بقية : أنبأنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن #أبي سعيد #قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم على نهر من ماء و هو على بغل , و الناس صيام , و المشاة كثير , فقال : " اشربوا " , فجعلوا ينظرون إليه , فقال : فذكره , فجعلوا ينظرون إليه , فحول وركه , فشرب و شرب الناس " . ثم رواه ( 78 / 2 ) : حدثنا زهير حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث : حدثني أبي حدثنا الجريري به بلفظ : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهر من ماء السماء , و الناس صيام في يوم صائف , و هم مشاة و رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته , فقال : " اشربوا أيها الناس " , قالوا : نشرب يا رسول الله ? ! قال : فقال : " إني لست مثلكم , إني أيسر منكم , إني راكب " . فأبوا , فثنى نبي الله صلى الله عليه وسلم فخذه , فنزل فشرب و شرب الناس , و ما كان يريد أن يشربه . قلت : و إسناده صحيح من الوجهين , و الجريري هو أبو مسعود سعيد بن إياس البصري , ثقة من رجال الشيخين , و كان قد اختلط , لكن لم يكن اختلاطه فاحشا كما قال ابن حبان , و لعله لذلك أخرج له الشيخان . و الحديث أخرجه أحمد في " مسنده " ( 3 / 21 ) : حدثنا يزيد : أنبأنا أبو مسعود الجريري به نحوه . و يزيد هذا هو ابن هارون الواسطي , و هو ثقة أيضا من رجال الشيخين , لكن قول المعلق على " مسند أبي يعلى " ( 2 / 338 ) : إنه قديم السماع من الجريري , وهم محض , لمخالفته لما في " التهذيب " عن العجلي : " روى عنه في الاختلاط يزيد بن هارون و ابن المبارك .. و .. " إلخ . و إنما صححنا حديثه لما ذكرته آنفا . و الله أعلم . 2576" أصدق الطيرة الفأل , و العين حق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 154 :
أخرجه أحمد ( 2 / 289 ) : حدثنا خلف بن الوليد حدثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال : سئل #أبو هريرة #: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم , الطيرة في ثلاث : في المسكن و الفرس و المرأة ? قال : إذا أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما لم يقل ?! و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] , يقول : فذكره . و هذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر و شيخه محمد بن قيس . كما في " التقريب " . و الزيادة من " المسند " تحقيق أحمد شاكر ( 14 / 266 - 267 ) . لكن للحديث طريق أخرى , يرويه شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن حية حدثه عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه . أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 70 ) و في إسناده جهالة و اضطراب بينته في " الضعيفة " ( 4804 ) .و في " الصحيحين " و " المسند " ( 2 / 266 ) من طريق أخرى عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طيرة , و خيرها الفأل . قيل : يا رسول الله : و ما الفأل ? قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم " . و لهذا شاهد من حديث أنس عند الشيخين تقدم تخريجه برقم ( 786 ) . و أما جملة " العين حق " فهي مستفيضة إن لم تكن متواترة , و قد تقدم تخريج الكثير الطيب من طرقها , فانظر الأحاديث ( 781 و 1248 - 1251 ) . و للجملة الأولى شاهد يرويه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 97 / 288 ) بسند صحيح عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عقبة بن عامر الجهني قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة ? قال : " أصدقها الفأل , و لا ترد مسلما .. " الحديث . و حبيب بن أبي ثابت مدلس , و نحوه الأعمش , لكن تابعه سفيان عن حبيب , لكنه قال : عن عروة بن عامر . أخرجه أبو داود ( 3919 ) و البيهقي ( 8 / 139 ) . قلت : و عروة بن عامر هو القرشي , و يقال الجهني المكي , مختلف في صحبته , و قوله في " عمل اليوم " : ( عقبة ) أظنه محرفا من بعض النساخ . و على الصواب ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر كتابه " الكلم الطيب " دون أن يعزوه لأحمد , و كنت عزوته في التعليق عليه لأبي داود , و الأولى أن يعزى لابن السني لأن لفظه مطابق للفظه . و الله أعلم . و أخرجه عبد الرزاق ( 10 / 406 / 19512 ) عن معمر عن الأعمش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا صحيح معضل . 2577" أفما يسرك إذا أدخلك الله الجنة أن تجده على باب من أبوابها فيفتحه لك . يعني ابنه الصغير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 156 :
رواه ابن سعد ( 7 / 32 - 33 ) : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن #معاوية بن قرة عن عمه #أنه كان يأتي النبي بابنه فيجلسه بين يديه , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " تحبه ? " قال : نعم حبا شديدا , قال : ثم إن الغلام مات , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كأنك حزنت عليه ? " قال : أجل يا رسول الله , قال : فذكره . قال : بلى , قال : " فإنه كذلك إن شاء الله " . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , لكن رابني منه قوله : " عن عمه " , و قد تبادر لذهني أول الأمر أنه لعله محرف من " عن أبيه " , فإنه هكذا في " المسند " و " سنن النسائي " بإسنادين عن معاوية بن قرة , و كلاهما أصح من هذا . و لكن يبدو أنه لا تحريف , فإن ابن سعد أورده في ترجمة ( أخو قرة بن إياس ) فالظاهر أنه وهم من بعض رواته , و هو من أحد العبدين : ابن جعفر , أو ابن عمير , فإن كلاهما كان تغير حفظه . ثم إن لفظ الحديث عند النسائي في إحدى روايتيه أتم , فراجعه إن شئت في " أحكام الجنائز " ( ص 162 ) . 2578" ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار و النهار مع الليل ? أن تقول : سبحان الله عدد ما خلق , سبحان الله ملء ما خلق , سبحان الله عدد ما في الأرض و السماء , سبحان الله ملء ما في السماء و الأرض , سبحان الله ملء ما خلق , سبحان الله عدد ما أحصى كتابه , و سبحان الله ملء كل شيء , و تقول : الحمد لله , مثل ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 157 :
هذا الحديث من رواية # أبي أمامة الباهلي : صدي بن عجلان #مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و له عنه طرق . الأولى : عن ابن عجلان عن مصعب بن محمد بن شرحبيل عن محمد بن سعد بن زرارة عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به و هو يحرك شفتيه فقال : " ماذا تقول يا أبا أمامة ? " قال : أذكر ربي . قال : ... فذكره . أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 166 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2331 - مواد الظمآن ) و الروياني في " مسنده " ( 30 / 221 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8122 ) لكن في إسناده خلط ! قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات على الخلاف المعروف في محمد بن عجلان . الثانية : عن سالم بن أبي الجعد قال : حدثني أبو أمامة به نحوه . أخرجه الحاكم ( 1 / 513 ) و من طريقه البيهقي في " الدعوات " ( رقم 132 ) و أحمد ( 5 / 249 ) و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . الثالثة : عن مجاهد بن رومي مثل الرواية الأولى . أخرجه الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ق 78 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 117 ) و في " فوائده " ( ق 166 / 1 ) و الطبراني في " الدعاء " ( 1743 ) . قلت : و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات , رجال الشيخين غير مجاهد هذا , و قد وثقه ابن معين و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 499 ) . الطريق الرابعة : عن المعتمر بن سليمان : سمعت ليثا عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن أبي عبد الرحمن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه , إلا أنه قال : ( الحمد لله ) مكان ( سبحان الله ) . أخرجه الروياني ( 30 / 220 / 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7930 ) و في " الدعاء " ( 1744 ) و زاد في آخره : " تعلمهن و علمهن عقبك من بعدك " . و كذلك رواه ابن عساكر ( 8 / 150 / 1 ) إلا أنه ذكر في آخره التسبيح أيضا . و ليث هو ابن أبي سليم , و هو ضعيف كان قد اختلط , و قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 93 ) أنه مدلس فمن أوهامه . و ابن أبي المخارق ضعيف . و خالف معتمر أبو إسرائيل فقال : عن ليث عن يزيد بن الأصم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ... فخالف في الإسناد , و جعله من مسند أبي الدرداء . و أبو إسرائيل ضعيف و اسمه ( إسماعيل بن خليفة الملائي ) . الطريق الخامسة : عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الوليد ابن العيزار عن أبي أمامة به مطولا , ذكر فيه التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و ختمهن بقوله : " قلهن يا أبا أمامة و علمهن عقبك , فإنهن أفضل من ذكرك الليل مع النهار و ذكرك النهار مع الليل " . أخرجه البيهقي برقم ( 131 ) . و الحسن بن أبي جعفر ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " بنحو حديث الترجمة و أتم منه , و قال : ( 2 / 253 ) : " رواه أحمد و ابن أبي الدنيا و اللفظ له , و النسائي , و ابن خزيمة و ابن حبان في " صحيحيهما " باختصار , و الحاكم , و قال : صحيح على شرط الشيخين , و رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن .. " . 2579" أفي القوم أبي ? ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 159 :
رواه الحربي في " الغريب " ( 5 / 184 / 2 ) : حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن ذر عن # ابن أبزى عن أبيه # أن النبي صلى الله عليه وسلم أغفل آية , فلما صلى قال : أفي القوم أبي ? فقال أبي : آية كذا نسخت أم نستها ? قال : " بل أنسيتها " . قلت : و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن جعفر - و هو الضرير الوكيعي - و هو حافظ ثقة له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 4 / 58 - 59 ) . و رواه أئمة آخرون , و هو مخرج في " صفة الصلاة " , و إنما أخرجته هنا لعزة هذا المصدر . و في الحديث دلالة واضحة على جواز الفتح على الإمام إذا ارتج عليه في القراءة , و ما في بعض المذاهب أن المقتدي إذا أراد أن يفتح على إمامه ينبغي عليه أن ينوي القراءة ! فهو رأي يغني حكايته عن رده !
2580" أقبلت مع سادتي نريد الهجرة , حتى دنونا من المدينة , قال : فدخلوا المدينة و خلفوني في ظهرهم , قال : فأصابني مجاعة شديدة , قال : فمر بي بعض من يخرج من المدينة فقالوا لي : لو دخلت المدينة فأصبت من ثمر حوائطها , فدخلت حائطا فقطعت منه قنوين , فأتاني صاحب الحائط , فأتى بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخبره خبري , و علي ثوبان , فقال لي : " أيهما أفضل ? " , فأشرت له إلى أحدهما , فقال : " خذه " , و أعطى صاحب الحائط الآخر و خلى سبيلي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 160 :
أخرجه أحمد ( 5 / 223 ) : حدثنا ربعي بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن إسحاق - : حدثنا أبي , عن عمه و عن أبي بكر بن زيد بن المهاجر أنهما سمعا #عميرا مولى أبي اللحم #قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات معروفون غير عم إسحاق , و هو إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري , فلم أعرفه , و لا يخدج ذلك في السند , لأنه مقرون بأبي بكر بن زيد بن المهاجر , و هذا ثقة من رجال مسلم , و اسمه محمد , و كنيته أبو بكر كما جزم بذلك الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة " ( ص 469 ) خلافا لابن أبي حاتم , فإنه ذكر في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 342 ) عن أبيه أن محمد بن زيد بن المهاجر هو أخو أبي بكر هذا . و الله أعلم . و الحديث أخرجه البيهقي ( 10 / 3 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن عمير , فأسقط من السند أبا بكر هذا و قرينه عم إسحاق بن عبد الله . و أخرجه الحاكم ( 4 / 132 ) من طريق ثالثة عن عبد الله موصولا , لكن وقع في سنده شيء من التحريف , لا أدري هو من الطابع أم من بعض الرواة , و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و لولا أن في عبد الرحمن هذا بعض الضعف من قبل حفظه لحكمت على الحديث بالصحة , فهو حسن فقط . و الله أعلم . من فقه الحديث : فيه دليل على جواز الأكل من مال الغير بغير إذنه عند الضرورة , مع وجوب البدل . أفاده البيهقي . قال الشوكاني ( 8 / 128 ) : " فيه دليل على تغريم السارق قيمة ما أخذه مما لا يجب فيه الحد , و على أن الحاجة لا تبيح الإقدام على مال الغير مع وجود ما يمكن الانتفاع به أو بقيمته , و لو كان مما تدعو حاجة الإنسان إليه , فإنه هنا أخذ أحد ثوبيه و دفعه إلى صاحب النخل " . و من هنا يتبين خطأ الشيخ تقي الدين النبهاني في كتابه " النظام الاقتصادي في الإسلام " , فإنه أباح فيه ( ص 20 - 21 ) للفرد إذا تعذر عليه العمل و لم تقم الجماعة الإسلامية بأوده " أن يأخذ ما يقيم به أوده من أي مكان يجده , سواء كان ملك الأفراد أو ملك الدولة , و يكون ملكا حلالا له , و يجوز أن يحصل عليه بالقوة , و إذا أخذ الجائع طعاما يأكله أصبح هذا الطعام ملكا له " ! و وجه الخطأ واضح جدا , و ذلك من عدة نواح , أهمها معارضته للحديث , فإنه لم يملك الجائع ما أخذه من الطعام ما دام يجد بدله . و منها أن المحتاج له طرق مشروعة لابد له من سلوكها كالاستقراض دون فائدة , و سؤال الناس ما يغنيه شرعا , و نحو ذلك من الوسائل الممكنة . فما بال الشيخ - عفا الله عنه - صرف النظر عنها , و أباح للفرد أخذ المال بالقوة دون أن يشترط عليه سلوك هذه الطرق المشروعة ? ! و لست أشك أنه لو انتشر بين الناس رأي الشيخ هذا لأدى إلى مفاسد لا يعلم عواقبها إلا الله تعالى . 2581" اقرأ القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 162 :
رواه الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 142 / 2 ) : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن حميد عن #أنس #مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح على شرط البخاري , و مسدد هو ابن مسرهد , و قد خولف في إسناده بحيث يتبين أنه من مراسيل أنس رضي الله عنه , لكن مراسيل الصحابة صحيحة كما هو مقرر في علم المصطلح , و بخاصة أنه قد ثبت أنه تلقاه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الإمام أحمد ( 5 / 114 ) : حدثنا يحيى بن سعيد به .. عن أنس أن أبيا قال : " ما حك في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرأت آية .. " فذكر الحديث . قلت : و تمامه كما في النسائي ( 1 / 150 ) من طريق آخر عن يحيى : و قرأها آخر غير قراءتي , فقلت : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قال الآخر : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا نبي الله ! أقرأتني آية كذا و كذا ? قال : نعم , و قال الآخر : ألم تقرئني آية كذا و كذا ? قال : " نعم , إن جبريل و ميكائيل عليهما السلام أتياني , فقعد جبريل عن يميني , و ميكائيل عن يساري , فقال جبريل عليه السلام : اقرأ القرآن على حرف , فقال ميكائيل : استزده استزده , حتى بلغ سبعة أحرف , فكل حرف شاف كاف " . و قد سبق تخريجه برقم ( 843 ) , و قد رواه الإمام ابن جرير الطبري أيضا في مقدمة " تفسيره " ( رقم 26 و 27 ) من طرق أخرى عن حميد الطويل به . و رواه هو و أحمد من طريق حماد بن سلمة عن حميد به , إلا أنه أدخل بين أنس و أبي عبادة بن الصامت ! و أظن أن ذلك من أوهام ابن سلمة لمخالفته لرواية الثقات المتقدمة عن حميد . و له شاهد من رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه نحوه , و زاد : " ما لم يختم آية عذاب برحمة , أو آية رحمة بعذاب , كقولك : ( هلم ) و ( تعال ) " . أخرجه ابن جرير ( 40 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 191 ) و أحمد ( 5 / 51 ) و علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف من قبل حفظه , لكن هذه الزيادة صحيحة , لأن لها شاهدا من طريق أخرى عن أبي صحيحة , سبق ذكرها و تخريجها في الموضع المشار إليه آنفا . و في ذلك بيان أن المراد بالسبعة أحرف سبع لغات في حرف واحد و كلمة واحدة باختلاف الألفاظ و اتفاق المعاني , كما شرحه و بينه بيانا شافيا الإمام الطبري في مقدمة تفسيره , كما أوضح أن الأمة ثبتت على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية , و أنه ليس هناك نسخ و لا ضياع , و أن القراءة اليوم على المصحف الذي كان عثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه , في كلام رصين متين , فراجعه , فإنه مفيد جدا . 2582" اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم و انضحوا مكانها بهذا الماء و اتخذوها مسجدا . قالوا : إن البلد بعيد و الحر شديد و الماء ينشف ? فقال : مدوه من الماء , فإنه لا يزيده إلا طيبا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 164 :
أخرجه النسائي ( 8 / 1 المساجد - 11 باب ) و ابن حبان ( 98 / 304 - موارد ) من طريق عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه #طلق بن علي #قال : " خرجنا وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه و صلينا معه و أخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا , فاستوهبناه من فضل طهوره , فدعا بماء فتوضأ و تمضمض ثم صبه في إداوة و أمرنا , فقال : فذكره . فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا , ثم نضحنا مكانها و اتخذناها مسجدا , فنادينا فيه بالأذان , قال : و الراهب رجل من طيء فلما سمع الأذان قال : دعوة حق , ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد " . قلت : إسناده صحيح , و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 4 / 23 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 141 / 2 و 156 / 2 ) من الوجه المذكور مختصرا . 2583" التمسوا الساعة التى ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 165 :
رواه الترمذي ( رقم 489 ) و الحسن بن شقيق في " المنتقى من الأمالي " ( 42 / 2 ) و ابن عدي ( 300 / 2 و 325 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 176 - 177 ) عن محمد بن حميد عن موسى بن وردان عن #أنس بن مالك #مرفوعا . و قال ابن عدي : " محمد بن حميد - و يقال : حماد بن أبي حميد - حديثه مقارب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه " . و قال في الموضع الآخر : " لا يرويه عن موسى غير محمد بن أبي حميد , و محمد لين " . قلت : نعم هو لين , و لكنه قد توبع , و لعل الترمذي أشار إلى ذلك بقوله عقبه : " حديث غريب من هذا الوجه , و قد روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه " . و المتابع هو ابن لهيعة , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 258 / 747 ) و في " الأوسط " ( 1 / 10 / 135 - بترقيمي ) من طريق يحيى بن بكير : حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان به , و زاد في آخره : " و هي قدر هذا يعني : قبضته " . و قال الطبراني : " لم يروه عن موسى إلا ابن لهيعة " . قلت : و من الطرائف أن قوله هذا مردود بقول ابن عدي المتقدم و روايته , كما أن قول ابن عدي مردود بقول الطبراني و روايته , و جل من أحاط بكل شيء علما . ثم إن الحديث عندي حسن بمجموع الطريقين , ثم إنه يرتقي إلى درجة الصحة بحديث جابر رضي الله عنه مرفوعا نحوه أتم منه , رواه أبو داود و غيره , و صححه جمع , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 963 ) . 2584" اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد , و صححها و بارك لنا في صاعها و مدها و انقل حماها فاجعلها بالجحفة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 166 :
رواه البخاري ( 2 / 224 - 225 و 4 / 264 و 7 / 5 و 160 ) و مسلم ( 4 / 119 ) و مالك ( 3 / 87 ) و ابن حبان ( 6 / 15 / 3716 - الإحسان ) و أحمد ( 6 / 56 و 65 و 221 - 222 و 260 ) من حديث عروة عن # عائشة # قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر و بلال , قالت : فدخلت عليهما , فقلت : يا أبت كيف تجدك ? و يا بلال كيف تجدك ? قالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل امرىء مصبح في أهله , و الموت أدنى من شراك نعله . و كان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته و يقول , و في رواية لأحمد : تغنى فقال : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة , بواد و حولي إذخر و جليل , و هل أردن يوما مياه مجنة , و هل يبدون لي شامة و طفيل . قالت عائشة : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته , فقال : فذكره . زاد أحمد في رواية : قال : فكان المولود يولد بالجحفة , فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى . و السياق لأحمد , و سنده صحيح على شرط الستة . و له عنده ( 6 / 239 - 240 ) طريق أخرى عنها . و سنده حسن . ( فائدة ) : الجحفة : بضم الجيم قرية جامعة على اثنين و ثمانين ميلا من مكة , و كانت تسمى ( مهيعة ) كما في " القاموس " . و قد كان سكانها في ذلك الوقت اليهود , و لم يكن بها مسلم , و لذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل حمى المدينة إليها كما قال ابن حبان , و نحوه في " شرح مسلم " للنووي . 2585" اللهم اغفر لحذيفة و لأمه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 167 :
رواه ابن أبي الدنيا في " التهجد " ( 2 / 60 ) : حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن محمد بن إسحاق الأذرعي حدثنا زيد بن الحباب أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن #حذيفة بن اليمان #قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب , فلما فرغ صلى , فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج , فتبعته , قال : من هذا ? قلت : حذيفة , قال : فذكره " . و رواه ابن عساكر ( 4 / 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : نبأنا أبو عبد الرحمن الأذرعي به , و من طريق أحمد : أنبأنا حسين بن محمد : نبأنا إسرائيل به . قلت : و هو في " المسند " ( 5 / 391 ) : حدثنا حسين بن محمد به أتم منه . ثم أخرجه أحمد ( 5 / 404 ) و الحاكم ( 1 / 312 - 313 ) من طريق زيد بن الحباب به مختصرا ليس فيه حديث الترجمة , و رواية الحاكم مختصرة جدا ليس فيها إلا الصلاة بين المغرب و العشاء . و هكذا رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1194 ) من هذا الوجه , و عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 205 ) للنسائي بإسناد جيد . هكذا أطلق العزو للنسائي , و هو إنما أخرجه في " السنن الكبرى / المناقب " ( 5 / 80 - 81 ) و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو من أوهامهما , فإن ميسرة بن حبيب ليس من رجالهما , و هو ثقة . و الحديث أخرجه الترمذي في " المناقب " ( 9 / 338 / 3783 ) من طريق أخرى عن إسرائيل مثل رواية " المسند " عن حسين بن محمد , و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 33 ) أخصر منه . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب , لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل " . قلت : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي , و هو ثقة , تكلم فيه بغير حجة كما في " التقريب " , فالإسناد صحيح . 2586" اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء , و اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 168 :
أخرجه مسلم ( 8 / 88 ) و الترمذي ( 2605 ) و أحمد ( 1 / 224 ) من طريق أيوب عن أبي رجاء العطاردي قال : سمعت #ابن عباس #يقول : قال محمد صلى الله عليه وسلم : فذكره . و تابعه حماد بن نجيح سمعه من أبي رجاء به . أخرجه أحمد ( 1 / 234 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 47 ) و قرن مع حماد صخر بن جويرية بلفظ : " المساكين " مكان " الفقراء " , و المعنى واحد , و له شاهد كما يأتي قريبا . و رواه البخاري ( 6541 ) و الترمذي أيضا ( 2606 ) و ابن حبان ( 7412 - الإحسان ) و أحمد ( 4 / 429 ) من طريق عوف بن أبي جميلة عن أبي رجاء عن عمران مرفوعا به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , و هكذا يقول عوف : عن أبي رجاء عن عمران بن حصين , و يقول أيوب : عن أبي رجاء عن ابن عباس . و كلا الإسنادين ليس فيهما مقال , و يحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعا , و قد روى غير عوف أيضا هذا الحديث : عن أبي رجاء عن عمران بن حصين " . قلت : و هذا هو الراجح , أن أبا رجاء يرويه عن ابن عباس , و عن عمران فإنه ثقة حجة , و قد تابعه مطرف عن عمران عند أحمد ( 4 / 443 ) . و يشهد للحديث ما رواه أبو عثمان عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قمت على باب الجنة , فإذا عامة من دخلها المساكين , و إذا أصحاب الجد محبوسون , إلا أصحاب النار , فقد أمربهمإلى النار , و قمت على باب النار , فإذا عامة من دخلها النساء " . أخرجه البخاري ( 5196 و 6547 ) و مسلم أيضا , و ابن حبان ( 7413 ) و أحمد ( 5 / 205 و 209 ) . و روي الحديث عن ابن عمرو أيضا بإسناد ضعيف فيه لفظة منكرة , و هي : " الأغنياء و النساء " , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 2800 ) . 2587" أفضل الصدقة المنيحة , تغدو بعساء و تروح بعساء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 170 :
رواه الخطابي في " غريب الحديث " ( 106 / 2 ) عن الحميدي : أخبرنا سفيان أخبرنا أبو الزناد عن الأعرج عن #أبي هريرة #مرفوعا , و قال : " قال الحميدي : ( العساء ) العس الكبير " . قال الخطابي : " و لم أسمعه إلا في هذا الحديث , و الحميدي من أهل اللسان , و رواه ابن المبارك فقال : " تغدو برفد , و تروح برفد " , و كان ذلك شاهدا لقول الحميدي , لأن الرفد : القدح الكبير , و أول الأقداح الغمر , و هو الذي لا يبلغ الري , ثم القعب , و هو قدر ري الرجل , ثم القدح , و هو يروي الاثنين و الثلاثة , ثم العس , يعب فيه الجماعة , ثم الرفد , أكبر منه , ثم الصحن , أكبر منه , ثم التبن , , و هو أكبرها , ثم أكبر منها الجنبة , تعمل من جنب البعير " . و هكذا في النسخة المطبوعة من " الغريب " ( 1 / 507 - 508 ) , و نقل ابن الأثير منه إلى قوله : " من أهل اللسان " , و قال عقبه : " و رواه أبو خيثمة , ثم قال : أو قال : " بعساس " كان أجود , فعلى هذا يكون جمع ( العس ) , أبدل الهمز من السين " . و الحديث في " مسند الحميدي " ( 1061 ) بهذا السياق , إلا أنه وقع فيه : " بعس " في الموضعين , و ذكر المعلق عليه أن الأصل ( نفس ) . قلت : و لعل الأصل ( بعساء ) , فلم يحسن الناسخ قراءته , ثم صححه المعلق من بعض المصادر الحديثية , فإن الحديث رواه أحمد ( 2 / 242 ) بإسناد الحميدي , فقال : حدثنا سفيان بإسناده , لكن بلفظ : " إلا رجل يمنح أهل بيت ناقته تغدو بعس , و تروح بعس , إن أجرها لعظيم " . و هكذا أخرجه مسلم ( 3 / 88 ) من طريق زهير بن حرب : حدثنا سفيان بن عيينة به . و أخرجه البخاري ( 2629 و 5608 ) من طريق الأعرج عن أبي هريرة بلفظ : " نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة , الشاة الصفي منحة , تغدو بإناء , و تروح بآخر " . و رواه أحمد ( 2 / 358 و 483 ) نحوه من طريق آخر , و زاد : " و منيحة الناقة كعتاقة الأحمر , و منيحة الشاة كعتاقة الأسود " . و هي زيادة منكرة فيها من لا يعرف حاله , و انظر ترجمة عبد الله بن صبيح في " تيسير انتفاع الخلان " يسر الله لي إتمامه . ( اللقحة ) : الناقة ذات اللبن القريبة العهد بالولادة . ( الصفي ) : أي الكريمة الغزيرة اللبن . 2588" أصلاتان معا ?! قاله لرجل يصلي و المؤذن يقيم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 171 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 283 / 1 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #أبي هريرة #قال : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي , و المؤذن يقيم , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون غير عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير شيخ أبي يعلى . أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 54 ) و قال : " روى عن علي بن مسهر و عبد الله بن عطاء الطائي . روى عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 421 ) و قال : " من أهل الموصل , كنيته أبو نصر .. حدثنا عنه الحسن بن إدريس " . قلت : و روى عنه غيره أيضا , و أخرج له ابن حبان في " صحيحه " ثمانية أحاديث كلها من رواية أبي يعلى عنه , و أحدها مقرون بـ ( الحسن بن إدريس ) . و يشهد للحديث و يقويه حديث ابن بحينة قال : أقيمت صلاة الصبح , فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي و المؤذن يقيم , فقال : " أتصلي الصبح أربعا ?! " . أخرجه مسلم ( 2 / 154 ) و في رواية له عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يصلي و قد أقيمت صلاة الصبح , فكلمه بشيء لا ندري ما هو ? فلما انصرفنا أحطناه نقول : ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : قال لي : " يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعا ?! " . و كذا رواه أبو عوانة ( 2 / 37 - 38 ) و ابن ماجه ( رقم 1153 ) و البيهقي ( 2 / 481 ) . و رواه البخاري ( 663 ) نحو الرواية الأولى . و له شواهد أخرى عند ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1124 - 1126 ) و ابن حبان ( 441 ) و البزار في " مسنده " ( 1 / 245 / 503 و 517 و 518 ) . 2589" اللهم فقه في الدين و علمه التأويل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 173 :
أخرجه الطبراني ( 3 / 164 / 2 ) و عنه أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3 / 166 - 167 ) و رواه الضياء في " المختارة " ( 226 / 2 ) بإسنادين عن شبل بن عباد عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن #ابن عباس #: أنه سكب للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءا عند خالته ميمونة , فلما خرج قال : من وضع لي وضوئي ? قالت : ابن أختي يا رسول الله , قال : فذكره . قال الضياء : " قصدنا من هذا الحديث : " و علمه التأويل " , و أما قوله : " فقهه في الدين " فقد أخرج في الصحيحين " <1> . ثم أخرجه هو ( 233 - 234 ) و البيهقي في " الدلائل " ( ج2 باب ما جاء في دعائه لابن عباس ) و أحمد ( 1 / 266 و 314 و 328 و 335 ) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير به . و كذا أخرجه الطبراني ( 3 / 84 / 2 ) و سنده صحيح على شرط مسلم . ثم قال الضياء : " و لم يخرجا : " و علمه التأويل " , و هذه زيادة حسن " . قلت : و صححه الحاكم ( 3 / 534 ) و وافقه الذهبي . ثم أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 89 / 1 - 2 ) و " الصغير " أيضا ( ص 112 - هند ) من طريق داود بن أبي هند عن ابن جبير به . و له في " الكبير " طريق آخر عن ابن عباس , فقال ( 3 / 113 / 2 ) : حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار أخبرنا أبي أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم أخبرنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عنه مرفوعا . و تقدم له طريق رابع بلفظ : " اللهم أعط ابن عباس الحكمة ... " . و الجملة الثانية أخرجها الطبراني ( 3 / 144 / 1 ) من طريق شبيب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و بالجملة , فالحديث صحيح بهذا التمام , و قد عزاه في " شرح الطحاوية " ( ص 234 ) للبخاري , و هو وهم , كما كنت نبهت عليه في تخريج الحديث هناك , و قد ذكرت ثمة أن الإمام أحمد رواه من طريق أخرى بلفظ آخر , ذكرت طرفا منه , و الآن أرى أن أسوقه بتمامه لأن فيه فائدة فقهية , قل من يعرفها و يعمل بها , و هو التالي .
----------------------------------------------------------- [1] قلت : البخاري في " الوضوء " ( باب 10 ) و مسلم ( 7 / 158 ) من طريق أخرى بلفظ : " اللهم فقهه في الدين " , و في رواية للبخاري في " الفضائل " : " اللهم علمه الكتاب " , و في أخرى " .. علمه الحكمة " , و صححه الترمذي ( 3824 ) . و هو مخرج في " الروض النضير " ( 395 ) . اهـ .
2590" ما شأني ( و في رواية : ما لك ) أجعلك حذائي فتخنس ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 174 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 534 ) و الرواية الثانية و الزيادة الآتية بين المعقوفتين له , و أحمد ( 1 / 330 ) و السياق له عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس عن عمرو بن دينار أن كريبا أخبره أن #ابن عباس #قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ و هو يصلي من آخر الليل ] فصليت خلفه , فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه , فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست , فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما انصرف قال لي .. فذكره , فقلت : يا رسول الله ! أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك , و أنت رسول الله الذي أعطاك الله , قال : فأعجبته , فدعا الله لي أن يزيدني علما و فهما , زاد أحمد : " قال : ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ , ثم أتاه بلال فقال : يا رسول الله ! الصلاة . فقام فصلى ما أعاد وضوءا " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال الهيثمي ( 9 / 284 ) : " رواه أحمد , و رجاله رجال الصحيح " , و الجملة الأخيرة في الدعاء له , قد جاءت من طرق أخرى بأتم منها , و قد سبق ذكرها قبل هذا الحديث . و فيه فائدة فقهية هامة , قد لا توجد في كثير من الكتب الفقهية , بل في بعضها ما يخالفها , و هي : أن السنة أن يقتدي المصلي مع الإمام عن يمينه و حذاءه , غير متقدم عليه , و لا متأخر عنه , خلافا لما في بعض المذاهب أنه ينبغي أن يتأخر عن الإمام قليلا بحيث يجعل أصابع رجله حذاء عقبي الإمام , أو نحوه , و هذا كما ترى خلاف هذا الحديث الصحيح , و به عمل بعض السلف , فقد روى الإمام مالك في " موطئه " ( 1 / 154 ) عن نافع أنه قال : " قمت وراء عبد الله بن عمر في صلاة من الصلوات و ليس معه أحد غيري , فخالف عبد الله بيده , فجعلني حذاءه " . ثم روى ( 1 / 169 - 170 ) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال : دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة , فوجدته يسبح , فقمت وراءه , فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه , فلما جاء ( يرفأ ) تأخرت فصففنا وراءه . و إسناده صحيح أيضا . بل قد صح ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم في قصة مرض وفاته حين خرج و أبو بكر الصديق يصلي الناس , فجلس صلى الله عليه وسلم حذاءه عن يساره , ( مختصر البخاري / 366 ) , و من تراجم البخاري ( 57 - باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين ) . انظر المختصر ( 10 - كتاب الأذان ) و التعليق عليه . تنبيه : تقدم حديث الترجمة برقم ( 606 ) فقدر إعادته هنا بفوائد زائدة , و الخيرة فيما اختاره الله . 2591" أليس قد صام بعده رمضان و صلى بعده ستة آلاف ركعة , و كذا و كذا ركعة لصلاة السنة ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 176 :
رواه البيهقي في " الزهد " ( 73 / 2 ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #طلحة بن عبيد الله #: أن رجلين من بلي - و هو حي من قضاعة - قتل أحدهما في سبيل الله , و أخر الآخر بعده سنة ثم مات , قال طلحة : فرأيت في المنام الجنة فتحت , فرأيت الآخر من الرجلين دخل الجنة قبل الأول , فتعجبت . فلما أصبحت ذكرت ذلك , فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن إن كان أبو سلمة سمع من طلحة , فقد نفى سماعه منه ابن معين و غيره , لكن الحديث صحيح لما له من الشواهد يأتي الإشارة إلى بعضها . و قد أخرجه ابن ماجه ( 3925 ) و ابن حبان ( 2466 ) من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة به أتم منه . و كذا رواه أحمد ( 1 / 161 - 162 و 163 ) , فظننت أن ( محمد بن عمرو ) الذي في إسناد " الزهد " وهم , ثم ظهر أنه رواية , فقد رأيت الإمام أحمد أخرجه ( 2 / 333 ) من طريقه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به , ثم من طريقه عن أبي سلمة عن طلحة .. و سنده عن أبي هريرة حسن كما قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 142 ) . و يشهد له حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت سعدا و ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : فذكره أتم منه . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 310 ) و الحاكم ( 1 / 200 ) و أحمد ( 1 / 177 ) من طريق مخرمة عن أبيه عنه , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و لم يخرجاه , و العلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أن مخرمة لم يسمع من أبيه لصغر سنه , .. و أثبت بعضهم سماعه منه " . قلت : و الراجح أن روايته عن أبيه وجادة من كتاب أبيه , و هي حجة , و لعل مالكا رحمه الله أشار إلى ذلك حينما روى الحديث في " الموطأ " ( 1 / 187 ) بلاغا , فقال : إنه بلغه عن عامر بن سعد به , إلا أنه لم يذكر : " و ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " . 2592" إن أبي و أباك في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 177 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3552 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن #عمران بن الحصين #قال : جاء حصين إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أرأيت رجلا كان يصل الرحم , و يقري الضيف مات قبلك ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره : فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير العباس بن عبد الرحمن , و هو مولى بني هاشم , لا يعرف إلا برواية داود عنه كما في " تاريخ البخاري " ( 4 / 1 / 5 ) و " الجرح و التعديل " ( 3 / 211 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , فهو مجهول , و قول الحافظ في " التقريب " : " مستور " سهو منه لأنه بمعنى : " مجهول الحال " , و ذلك لأنه نص في المقدمة أن هذه المرتبة إنما هي في " من روى عنه أكثر من واحد و لم يوثق " . قلت : و ذهل عنه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 1 / 117 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " ! و ذلك لأن العباس هذا لم يخرج له الشيخان , و لا بقية الستة , و إنما أخرج له أبو داود في " المراسيل " و " القدر " , و حديثه في " المراسيل " يشبه هذا في المعنى , فقد أخرجه فيه ( برقم 508 ) من طريق داود أيضا عنه قال : جاء رجل إلى العباس فقال : أرأيت الغيطلة - كاهنة بني سهم - في النار مع عبد المطلب ? فسكت : ثم قال : أرأيت الغيطلة .. , فوجأ العباس أنفه , فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بال أحدكم يؤذي أخاه في الأمر و إن كان حقا ?! " و كذا رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 24 - 25 ) بأتم منه . و الحديث أخرجه الجورقاني <1> في " الأباطيل و المناكير " ( 1 / 235 ) من طريق أخرى عن داود بن أبي هند في جملة أحاديث أخرى تدل كلها - كهذا - على أن من مات في الجاهلية مشركا فهو في النار , و ليس من أهل الفترة كما يظن كثير من الناس , و بخاصة الشيعة منهم , و من تأثر بهم من السنة ! و من تلك الأحاديث , ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله أين أبي ? قال : في النار . فلما قفى دعاه , فقال : فذكر حديث الترجمة حرفا بحرف . أخرجه مسلم ( 1 / 132 - 133 ) و أبو عوانة ( 1 / 99 ) و أبو داود ( 4718 ) و الجورقاني ( 1 / 233 ) و صححه , و أحمد ( 3 / 268 ) و أبو يعلى ( 6 / 229 / 3516 ) و ابن حبان ( 578 - الإحسان ) و البيهقي ( 7 / 190 ) من طرق عن حماد بن سلمة به . و منها سعد بن أبي وقاص المتقدم في المجلد الأول برقم ( 18 ) بلفظ : " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار " . فراجع سببه هناك , فإنه بمعنى حديث الترجمة لمن تأمله . و إن مما يتصل بهذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم لما زار قبر أمه : " استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي , و استأذنته في أن أزور قبرها , فأذن لي .. " الحديث . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 187 - 188 ) من حديث أبي هريرة و بريدة , فليراجعهما من شاء . و الأحاديث في هذا الباب كثيرة , و فيما ذكرنا خير كبير و بركة . و اعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم و قبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة , و تبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول صلى الله عليه وسلم , بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث و دلالتها الصريحة ! و في اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالها إن صدقوا بها . و هذا - كما هو ظاهر - كفر بواح , أو على الأقل : على الأئمة الذين رووها و صححوها , و هذا فسق أو كفر صراح , لأنه يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم , لأنه لا طريق لهم إلى معرفته و الإيمان به , إلا من طريق نبيهم صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه , فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم و أذواقهم و أهوائهم - و الناس في ذلك مختلفون أشد الاختلاف - كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة , و هذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم كالغزالي و الهويدي و بليق و ابن عبد المنان و أمثالهم ممن لا ميزان عندهم لتصحيح الأحاديث و تضعيفها إلا أهواؤهم ! و اعلم أيها المسلم - المشفق على دينه أن يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه - أن هذه الأحاديث و نحوها مما فيه الإخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم , إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها و تلقيها بالقبول , لقوله تعالى : *( ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب )* ( البقرة : 1 - 3 ) و قوله : *( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .. )* ( الأحزاب : 36 ) , فالإعراض عنها و عدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما - و أحلاهما مر - : إما تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم , و إما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم . و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي - عفا الله عنا و عنه - في بعض رسائله , إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم , و حبهم إياه , فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم كما أخبر هو نفسه عنهما , فكأنهم أشفق عليهما منه صلى الله عليه وسلم !! و قد لا يتورع بعضهم أن يركن في ذلك إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أحيا الله له أمه , و في رواية : أبويه , و هو حديث موضوع باطل عند أهل العلم كالدارقطني و الجورقاني , و ابن عساكر و الذهبي و العسقلاني , و غيرهم كما هو مبين في موضعه , و راجع له إن شئت كتاب " الأباطيل و المناكير " للجورقاني بتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي ( 1 / 222 - 229 ) و قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 284 ) : " هذا حديث موضوع بلا شك , و الذي وضعه قليل الفهم , عديم العلم , إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة , لا بل لو آمن عند المعاينة , و يكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى : *( فيمت و هو كافر )* , و قوله صلى الله عليه وسلم في ( الصحيح ) : " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي " . و لقد أحسن القول في هؤلاء بعبارة ناصعة وجيزة الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله في تعليقه على " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " للإمام الشوكاني , فقال ( ص 322 ) : " كثيرا ما تجمح المحبة ببعض الناس , فيتخطى الحجة و يحاربها , و من وفق علم أن ذلك مناف للمحبة الشرعية . و الله المستعان " . قلت : و ممن جمحت به المحبة السيوطي عفا الله عنه , فإنه مال إلى تصحيح حديث الإحياء الباطل عند كبار العلماء كما تقدم , و حاول في كتابه " اللآلىء " ( 1 / 265 - 268 ) التوفيق بينه و بين حديث الاستئذان و ما في معناه , بأنه منسوخ , و هو يعلم من علم الأصول أن النسخ لا يقع في الأخبار و إنما في الأحكام ! و ذلك أنه لا يعقل أن يخبر الصادق المصدوق عن شخص أنه في النار ثم ينسخ ذلك بقوله : إنه في الجنة ! كما هو ظاهر معروف لدى العلماء . و من جموحه في ذلك أنه أعرض عن ذكر حديث مسلم عن أنس المطابق لحديث الترجمة إعراضا مطلقا , و لم يشر إليه أدنى إشارة , بل إنه قد اشتط به القلم و غلا , فحكم عليه بالضعف متعلقا بكلام بعضهم في رواية حماد بن سلمة ! و هو يعلم أنه من أئمة المسلمين و ثقاتهم , و أن روايته عن ثابت صحيحة , بل قال ابن المديني و أحمد و غيرهما : أثبت أصحاب ثابت حماد , ثم سليمان , ثم حماد بن زيد , و هي صحاح . و تضعيفه المذكور كنت قرأته قديما جدا في رسالة له في حديث الإحياء - طبع الهند - و لا تطولها يدي الآن لأنقل كلامه , و أتتبع عواره , فليراجعها من شاء التثبت . و لقد كان من آثار تضعيفه إياه أنني لاحظت أنه أعرض عن ذكره أيضا في شيء من كتبه الجامعة لكل ما هب و دب , مثل " الجامع الصغير " و " زيادته " و " الجامع الكبير " ! و لذلك خلا منه " كنز العمال " و الله المستعان , و لا حول و لا قوة إلا بالله . و تأمل الفرق بينه و بين الحافظ البيهقي الذي قدم الإيمان و التصديق على العاطفة و الهوى , فإنه لما ذكر حديث : " خرجت من نكاح غير سفاح " , قال عقبه : " و أبواه كانا مشركين , بدليل ما أخبرنا .. " , ثم ساق حديث أنس هذا و حديث أبي هريرة المتقدم في زيارة قبر أمه صلى الله عليه وسلم .
----------------------------------------------------------- [1] اختلفوا في ضبطه اختلافا كثيرا , هل هو بالراء أم بالزاي ? و هل هو بفتح الجيم أم بالضم . انظر الحاشية على " السير " ( 20 / 178 ) . اهـ . 2593" أما شعرت أني أمرتهم بأمر فهم يترددون , و لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي و لا اشتريته حتى أحل كما حلوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 183 :
أخرجه إسحاق ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 126 / 2 ) : أخبرنا النضر و وهب قالا : حدثنا شعبة عن الحكم بن عتيبة عن علي بن حسين عن ذكوان مولى عائشة عن #عائشة #قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع ليال خلون أو خمس من ذي الحجة في حجته و هو غضبان , فقلت : يا رسول الله من أغضبك أدخله الله النار ?! فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 4 / 33 - 34 ) و أحمد ( 6 / 175 ) و البيهقي ( 5 / 19 ) من طرق أخرى عن شعبة به . قلت : و هذا الحديث مثل أحاديث كثيرة ذكرها ابن القيم في " زاد المعاد " , فيها كلها أمره صلى الله عليه وسلم المفردين و القارنين الذين لم يسوقوا الهدي بفسخ الحج إلى العمرة , و آثرت هذا منها بالذكر ههنا لعزة مخرجه الأول : " مسند إسحاق " , و حكاية عائشة غضبه صلى الله عليه وسلم بسبب تردد أصحابه في تنفيذ الأمر بالفسخ , علما أن ترددهم رضي الله عنهم لم يكن عن عصيان منهم , فإن ذلك ليس من عادتهم , و إنما هو كما قال راويه الحكم عند أحمد و غيره : " كأنهم هابوا " , و ذلك لأنهم كانوا في الجاهلية لا يعرفون العمرة في أيام الحج كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة , هذا من جهة . و من جهة أخرى : أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يحل معهم , فظنوا أن في الأمر سعة فترددوا , فلما عرفوا منه السبب و أكد لهم الأمر بادروا إلى تنفيذه رضي الله عنهم . و إذا كان الأمر كذلك فما بال كثير من المسلمين اليوم - و فيهم بعض الخاصة - لا يتمتعون , و قد عرفوا ما لم يكن قد عرفه أولئك الأصحاب الكرام في أول الأمر , و من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأحاديث : " دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة " , ألا يخشون أن تصيبهم دعوة عائشة رضي الله عنها ?! 2594" أما كان فيكم رجل رحيم ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 184 :
رواه الطبراني في " حديثه عن النسائي " ( 316 / 1 ) : أنبأنا محمد بن علي بن حرب المروزي قال : أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن # ابن عباس # : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا و فيهم رجل , فقال لهم : إني لست منهم , عشقت امرأة فلحقتها , فدعوني أنظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم , فنظروا فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها : أسلمي حبيش قبل نفاذ العيش . أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق أما كان حق أن ينول عاشق تكلف إدلاج السرى و الودائق ? قالت : نعم فديتك , فقدموه فضربوا عنقه , فجاءت المرأة فوقفت عليه , فشهقت شهقة ثم ماتت , فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك , فقال , فذكره . ثم رأيته في " السير " للنسائي ( 2 / 47 / 1 - 2 ) بهذا السند , إلا أنه قال : أرأيت إن تبعتكم فلحقتكم [ بحلية أو أدركتكم ] <1> بالخوانق . ألم يك حقا أن ينول عاشق تكلف إدلاج السرى و الودائق . و من طريقه أخرجه في " المعجم الكبير " أيضا ( 3 / 144 / 2 ) و في " الأوسط " ( 1 / 92 / 2 / 1688 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 5 / 117 - 118 ) من طريق النسائي أيضا , و كذا ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 89 / 2 ) و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد , تفرد به محمد بن علي بن حرب " . قلت : وثقه النسائي , و روى عنه جمع , و من فوقه من رجال ( الصحيح ) , إلا أن علي بن الحسين بن واقد روى له مسلم في " المقدمة " , و هو صدوق يهم كما في " التقريب " , فالإسناد حسن كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 210 ) . و للقصة طريق أخرى عند البيهقي و ابن منده , و لكن ليس فيها حديث الترجمة .
[1] زيادة من مطبوعة " السنن الكبرى " للنسائي ( 5 / 201 ) و منه صححت بعض الأخطاء . 2595" أما يكفيك في سبيل الله و مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تصوم ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 185 :
أخرجه أحمد ( 3 / 327 ) : حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد عن أبي الزبير قال : سمعت # جابرا #يقول : مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يقلب ظهره لبطنه , فسأل عنه ? فقالوا : صائم يا نبي الله ! فدعاه , فأمره أن يفطر فقال : فذكره . و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و له طرق أخرى عن جابر بنحوه في " الصحيحين " و غيرهما , و هي مخرجة في " الإرواء " ( 925 ) . و في الحديث دلالة ظاهرة على أنه لا يجوز الصوم في السفر إذا كان يضر بالصائم , و عليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس من البر الصيام في السفر " و قوله : " أولئك هم العصاة " , و فيما سوى ذلك فهو مخير إن شاء صام و إن شاء أفطر , و هذا خلاصة ما تدل عليه أحاديث الباب , فلا تعارض بينها و الحمد لله . 2596" أما أنت يا أبا بكر فأخذت بالوثقى , و أما أنت يا عمر فأخذت بالقوة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 186 :
رواه ابن ماجه ( 1 / 363 ) و أحمد ( 3 / 309 / 330 ) عن زائدة : حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن # جابر بن عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : أي حين توتر ? قال : أول الليل بعد العتمة , قال : فأنت يا عمر ? فقال : آخر الليل , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و هذا سند حسن كما في " زوائد ابن ماجه " و " التلخيص " ( 4 / 237 ) و له شواهد تبلغ بها إلى درجة الصحة , فمنها عن ابن عمر نحوه . أخرجه ابن ماجه , و ابن نصر في " قيام الليل " ص ( 116 ) و الحاكم ( 1 / 1 - 3 ) عن محمد بن عباد المكي : حدثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عنه . و قال الحاكم : " إسناد صحيح " . و وافقه الذهبي , و كذلك قال صاحب " الزوائد " . قلت : و هو على شرط الشيخين , فإن رجاله كلهم من رجالهما . و رواه ابن ماجه , و ابن حبان ( 673 - موارد ) أيضا , قال الحافظ : " و كذا البزار , و قال : " لا نعلم رواه عن عبيد الله بن عمر عن نافع إلا يحيى ابن سليم " , قال ابن القطان : هو صدوق , فالحديث حسن " . و له طريق أخرى ضعيفة عند البزار من حديث كثير بن مرة عن ابن عمر " <1> . قلت : و إنما اقتصر على تحسينه لأن يحيى بن سليم و إن كان من رجال الشيخين فهو سيىء الحفظ . و منها عن أبي قتادة نحوه . أخرجه أبو داود ( 1 / 227 ) و الحاكم من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أخرجه أيضا ابن خزيمة و الطبراني , و له شواهد أخرى في أسانيدها ضعف , فليراجعها من شاء في " التلخيص " و " المجمع " ( 2 / 245 ) .
----------------------------------------------------------- [1] قلت : حديث ابن عمر هذا لم يورده الهيثمي في " كشف الأستار " , و لا في " المجمع " , لا من هذه الطريق و لا التي قبلها . و الله أعلم . 2597" إن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل , و لا يزال معك من الله ظهير [ ما دمت على ذلك ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 187 :
رواه أبو إسحاق الحربي في " الغريب " ( 5 / 64 / 2 ) عن زهير بن محمد عن العلاء عن أبيه عن #أبي هريرة #: أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة , أصلهم و يقطعون , و أحسن إليهم و يسيئون , و أحلم و يجهلون , قال : فذكره . قلت : و رجاله كلهم ثقات إلا أن زهير بن محمد - و هو أبو المنذر الخراساني - فيه ضعف من قبل حفظه . و سلم بن قادم شيخ الحربي له ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 9 / 145 - 146 ) و قال : إنه ثقة . و كذلك وثقه صالح بن محمد الأسدي , و قال ابن معين : " ليس به بأس " , كما أسنده الخطيب عنهما . و قد أورده في " اللسان " , و لم يزد في ترجمته على قوله : " قال ابن حبان في " الثقات " : يخطىء " , و هذا قصور شديد ! و قد توبع , فقال أحمد ( 2 / 484 ) : حدثنا عبد الرحمن عن زهير به . و فيه الزيادة التي بين المعقوفتين و لا أدري إذا كانت ساقطة من الأصل : " غريب الحديث " , أو سقطت في حين عنه نقلت , و الراجح الأول . و هي على كل صحيحة كأصل الحديث , فقد توبع عليه زهير . أخرجه مسلم ( 7 / 8 ) و أحمد ( 2 / 300 ) من طريق شعبة قال : سمعت العلاء بن عبد الرحمن به مع الزيادة ثم أخرجه أحمد ( 2 / 412 ) من طريق عبد الرحمن إبراهيم القاص قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن به . ( تسفهم ) أي : تطعمهم . ( المل ) الرماد الحار . 2598" إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحانك اللهم و بحمدك و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك . و إن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل : اتق الله , فيقول : عليك بنفسك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 189 :
رواه أبو عبد الله بن منده في " التوحيد " ( 123 / 2 ) و من طريقه الأصبهاني في " الترغيب " ( 739 ) : أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف : أبنا محمد بن إسحاق الصغاني : أبنا أبو جعفر محمد بن سعيد الأنصاري : أبنا أبو معاوية محمد بن خازم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن #عبد الله بن مسعود # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , محمد بن يعقوب هذا هو أبو العباس الأصم حافظ ثقة , و بقية رجاله ثقات رجال مسلم . و أبو جعفر محمد بن سعيد الأنصاري هو ابن الأصبهاني الملقب ( حمدان ) و لم يذكروا في ترجمته أنه أنصاري . و الله أعلم . و الحديث أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 1 / 359 - هند ) من طريق الحاكم عن أبي العباس الأصم . و رواه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 849 ) من طريق أخرى عن محمد بن سعيد به . 2599" إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة , فما يبلغها بعمل , فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 189 :
أخرجه أبو يعلى في " المسند " ( 4 / 1447 - 1448 ) و عنه ابن حبان ( 693 - موارد ) : حدثنا أبو كريب أخبرنا يونس بن بكير أخبرنا يحيى بن أيوب أخبرنا أبو زرعة أخبرنا #أبو هريرة #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .... فذكره . ثم قال أبو يعلى ( 4 / 1449 ) : حدثنا عقبة أخبرنا يونس به . و أخرجه الحاكم ( 1 / 344 ) من طريق أحمد بن عبد الجبار : حدثنا يونس بن بكير به . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : يحيى و أحمد ضعيفان , و ليس يونس بحجة " . و أقول : الحق أن يونس هذا وسط , فحديثه يحتج به في مرتبة الحسن , و قد صرح بذلك الذهبي نفسه في آخر ترجمته من " الميزان " , فقال : " و قد أخرج مسلم ليونس في الشواهد , لا الأصول , و كذلك ذكره البخاري مستشهدا به , و هو حسن الحديث " . فإعلال الحديث به مردود . و مثله يحيى بن أيوب و هو البجيلي , فقد وثقه الجمهور , و تناقض فيه ابن معين , فمرة وثقه , و أخرى ضعفه , و قال الحافظ : " لا بأس به " . و أما أحمد بن عبد الجبار , فقد تابعه شيخا أبي يعلى أبو كريب - و اسمه محمد بن العلاء - , و عقبة - و هو ابن مكرم البصري - و كلاهما ثقة من شيوخ مسلم , فالإسناد حسن , و هو صحيح بالشواهد الآتية : الأول : عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده - و كان لجده صحبة - أنه خرج زائرا لرجل من إخوانه , فبلغه شكاته , قال : فدخل عليه فقال : أتيتك زائرا عائدا و مبشرا ! قال : كيف جمعت هذا كله ? قال : خرجت و أنا أريد زيارتك , فبلغني شكاتك , فكانت عيادة , و أبشرك بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله , ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده , ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه " . أخرجه أحمد ( 5 / 272 ) و السياق له , و أبو داود ( 3090 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 477 ) و كذا البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 73 ) و ابن أبي الدنيا في " المرض و الكفارات " ( ق 69 / 1 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 27 ) <1> كلهم عن أبي المليح عن محمد بن خالد .. و من هذا الوجه أخرجه أيضا أبو يعلى , و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كما في " الترغيب " ( 4 / 147 ) و قال : " و لم يرو عن خالد إلا ابنه محمد " . قلت : يشير بذلك إلى أنه مجهول , و ذلك ما صرح به الحافظ ابن حجر في " التقريب " , و مثله ابنه محمد , فإنه لم يرو عنه غير أبي المليح , و قال الذهبي في " الميزان " : " محمد بن خالد عن أبيه عن جده أبي خالد السلمي , لا يدرى من هؤلاء , روى عنه أبو المليح الرقي " . الثاني : عن حماد بن أبي حميد الزرقي عن أبي عقيل مولى الزرقيين عن عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يصح فلا يسقم ? قلنا : نحن يا رسول الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه ! و عرفناها في وجهه , فقال : أتحبون أن تكونوا كالحمير الصيالة ? قال : قالوا : يا رسول الله لا . قال : ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء و أصحاب كفارات ? قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوالله إن الله ليبتلي ... الحديث . أخرجه ابن سعد ( 7 / 508 ) و البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 266 - 267 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , حماد هذا - و هو لقبه , و اسمه محمد - ضعيف . و أبو عقيل اسمه مسلم بن عقيل , و في ترجمته ساقه البخاري , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 190 ) . و عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة و أبوه لم أجد لهما ترجمة . و أما أبو فاطمة - و هو الضمري كما في إسناد " التاريخ " - فذكره ابن حجر في " الإصابة " - القسم الأول - و ساق له هذا الحديث , و لم يزد ! الثالث : عن جابر : حدثنا من سمع بريدة الأسلمي يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر الشوكة إلا لإحدى خصلتين , إلا ليغفر الله له من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفر له إلا بمثل ذلك , أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن ليبلغها إلا بمثل ذلك " . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا ( ق 88 / 1 - 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي حدث جابرا : فإنه لم يسم . و جابر , و هو ابن يزيد الجعفي , و هو ضعيف , و لذلك أشار المنذري ( 4 / 147 ) إلى تضعيف حديثه .
----------------------------------------------------------- [1] وقع عنده " خلف السلمي " , و هو خطأ . 2600" إن بعضكم على بعض شهداء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 192 :
أخرجه الطيالسي ( 2388 ) و أحمد ( 2 / 466 و 470 ) و أبو داود ( 3233 ) و النسائي ( 2 / 273 ) من طرق عن إبراهيم بن عامر عن عامر بن سعد عن #أبي هريرة #قال : مروا على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا , فقال : وجبت . ثم مروا بأخرى فأثنوا شرا , فقال : وجبت . ثم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , عامر بن سعد و هو البجلي , ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 186 ) و خرج له مسلم في " الصحيح " , و روى عنه جمع من الثقات , و قد توبع كما يأتي . و إبراهيم بن عامر , و هو ابن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الكوفي ثقة بلا خلاف . ثم أخرجه أحمد ( 2 / 261 و 498 و 528 ) و ابن ماجه ( 1492 ) و ابن حبان ( 748 ) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به نحوه . و هذا إسناد حسن . و للحديث شاهد صحيح من حديث أنس نحوه . أخرجه الشيخان و غيرهما من طرق عنه . و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 44 - 45 ) .
2601" آخر من يدخل الجنة رجل , فهو يمشي مرة و يكبو مرة و تسفعه النار مرة , فإذا ما جاوزها التفت إليها , فقال : تبارك الذي نجاني منك , لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين . فترفع له شجرة , فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظل بظلها , و أشرب من مائها , فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ? فيقول : لا يا رب , و يعاهده أن لا يسأله غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه , فيدنيه منها , فيستظل بظلها , و يشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى , فيقول : أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها , و أستظل بظلها , لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ? - فيقول - : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ? فيعاهده أن لا يسأله غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه , فيدنيه منها , فيستظل بظلها و يشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين , فيقول : أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها و أشرب من مائها , لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ? قال : بلى يا رب , هذه لا أسألك غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه , فيدنيه منها , فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة , فيقول : أي رب أدخلنيها ! فيقول : يا ابن آدم ! ما يصريني منك ? أيرضيك أن أعطيك الدنيا و مثلها معها ? قال : يا رب ! أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ? - فضحك ابن مسعود , فقال : ألا تسألوني مم أضحك ? فقالوا : مم تضحك ? قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ? قال : من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ? - فيقول : إني لا أستهزئ منك , و لكني على ما أشاء قادر . ( و في رواية : قدير ) .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 194 :
أخرجه مسلم ( 1 / 119 - 120 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 207 ) و أحمد ( 1 / 410 - 411 ) و أبو يعلى ( 3 / 1235 - 1236 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 48 / 2 ) من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن # ابن مسعود # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و الرواية الأخرى لأحمد و الطبراني . و في رواية من طريق عبيدة عن عبد الله مرفوعا نحوه مختصرا , و فيه : " فقال له : تمن . فيتمنى , فيقال له : لك الذي تمنيت و عشرة أضعاف الدنيا . قال : فيقول : أتسخر بي و أنت الملك ? ... " الحديث . أخرجه مسلم , و أحمد ( 1 / 378 - 379 ) و الترمذي ( 2 / 98 ) و صححه . ( تنبيه ) : دل قوله تعالى في آخر الحديث : " و لكني على ما أشاء قادر أو قدير " على خطأ ما جاء في التعليق على " العقيدة الطحاوية " ( ص 20 ) نقلا عن بعض الأفاضل : " يجيء في كلام بعض الناس : و هو على ما يشاء قدير , و ليس بصواب .. " . فأقول : بل هو عين الصواب بعد ثبوت ذلك في هذا الحديث , لاسيما و يشهد له قوله تعالى : *( و هو على جمعهم إذا يشاء قدير )* ( الشورى : 29 ) و ذلك لا ينافي عموم مشيئته و قدرته تعالى كما توهم المشار إليه , و الله أعلم . 2602" لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة [ و لا ينجيه من النار ] , قالوا : و لا أنت يا رسول الله ? قال : و لا أنا - [ و أشار بيده هكذا على رأسه : ] - إلا أن يتغمدني الله منه بفضل و رحمة , [ مرتين أو ثلاثا ] [ فسددوا و قاربوا ] [ و أبشروا ] [ و اغدوا و روحوا , و شيء من الدلجة , و القصد القصد تبلغوا ] [ و اعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 195 :
ورد عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم , منهم : # أبو هريرة و عائشة و جابر و أبو سعيد الخدري و أسامة بن شريك # . 1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق : الأولى : عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . أخرجه البخاري ( 4 / 48 ) و مسلم ( 8 / 140 ) و أحمد ( 2 / 264 ) و السياق لمسلم , و فيه عند البخاري الزيادة السابعة . الثانية : عن سعيد المقبري عنه به , و فيه الزيادة السادسة . أخرجه البخاري ( 4 / 222 ) و أحمد ( 2 / 514 , 537 ) . الثالثة : عن بسر بن سعيد عنه به , و فيه بعض الزيادة الرابعة بلفظ : " و لكن سددوا " . أخرجه مسلم ( 8 / 139 ) و أحمد ( 2 / 451 ) . الرابعة : عن محمد بن سيرين عنه به . أخرجه مسلم , و أحمد ( 2 / 235 و 326 و 390 و 473 و 509 و 524 ) . و فيه عند مسلم الزيادة الثانية , و عند أحمد الزيادة الأولى و الثانية و الثالثة . الخامسة : عن أبي صالح عنه به , و فيه الزيادة الرابعة . أخرجه مسلم , و ابن ماجه ( 4201 ) و أحمد ( 2 / 344 و 495 ) . السادسة : عن زياد المخزومي عنه . و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 2 / 256 و 473 ) . السابعة : عن محمد بن زياد عنه . و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 2 / 385 - 386 و 469 ) و إسناده صحيح . الثامنة : عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عنه . و فيه الزيادة الرابعة و الخامسة . أخرجه أحمد ( 2 / 482 ) و إسناده جيد في المتابعات . التاسعة : عن أبي مصعب عنه . أخرجه أحمد ( 2 / 488 ) . العاشرة : عن أبي سلمة عنه و فيه الزيادة الرابعة . أخرجه أحمد ( 2 / 503 و 509 ) و إسناده حسن . 2 - و أما حديث عائشة , فيرويه موسى بن عقبة قال : سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف يحدث عن عائشة به . و فيه الزيادة الرابعة و السابعة . أخرجه البخاري ( 4 / 223 ) و مسلم ( 8 / 141 ) و أحمد ( 6 / 125 ) . 3 - و أما حديث جابر , فله عنه طريقان : الأولى : عن أبي سفيان عنه أخرجه مسلم , و أحمد ( 2 / 495 و 3 / 337 و 362 ) و الدارمي ( 2 / 305 ) و فيه عنده الزيادة الرابعة . الأخرى : عن أبي الزبير عنه , و فيه الزيادة الأولى . أخرجه مسلم , و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( ق 9 / 1 ) . 4 - و أما حديث أبي سعيد , فيرويه عطية العوفي عنه , و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 3 / 52 ) و عطية ضعيف , و قال المنذري ( 4 / 200 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن , و رواه البزار و الطبراني من حديث أبي موسى و الطبراني أيضا من حديث أسامة بن شريك , و البزار أيضا من حديث شريك بن طارق بإسناد جيد " . قلت : و تحسينه لإسناد أحمد غير حسن لضعف عطية , إلا إن كان يعني تحسينه لغيره , فهو مقبول . 5 - و أما حديث أسامة , فيرويه المفضل بن صالح عن زياد بن علاقة عنه , و فيه الزيادة الثانية . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 25 / 2 ) و المفضل هذا ضعيف أيضا . و في الباب عن جمع آخر من الصحابة , فمن شاء فليراجع " المجمع " ( 10 / 356 - 357 ) . و اعلم أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس , و يتوهم أنه مخالف لقوله تعالى : *( و تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )* و نحوها من الآيات و الأحاديث الدالة على أن دخول الجنة بالعمل , و قد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب : أن الباء في قوله في الحديث : " بعمله " هي باء الثمنية , و الباء في الآية باء السببية , أي أن العمل الصالح سبب لابد منه لدخول الجنة , و لكنه ليس ثمنا لدخول الجنة , و ما فيها من النعيم المقيم و الدرجات . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض فتاويه : " و لهذا قال بعضهم : الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد , و محو الأسباب أن تكون سببا نقص في العقل , و الإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع , و مجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب , فإن المطر إذا نزل و بذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات , بل لابد من ريح مربية بإذن الله , و لابد من صرف الانتفاء عنه , فلابد من تمام الشروط و زوال الموانع , و كل ذلك بقضاء الله و قدره . و كذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج , بل كم ممن أنزل و لم يولد له , بل لابد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة و تربيه في الرحم و سائر ما يتم به خلقه من الشروط و زوال الموانع . و كذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة , بل هي سبب , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الحديث ) , و قد : *( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )* . فهذه باء السبب , أي بسبب أعمالكم , و الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة , كما يقال : اشتريت هذا بهذا . أي ليس العمل عوضا و ثمنا كافيا في دخول الجنة , بل لابد من عفو الله و فضله و رحمته , فبعفوه يمحو السيئات , و برحمته يأتي بالخيرات , و بفضله يضاعف الدرجات . و في هذا الموضع ضل طائفتان من الناس : 1 - فريق آمنوا بالقدر و ظنوا أن ذلك كاف في حصول المقصود فأعرضوا عن الأسباب الشرعية و الأعمال الصالحة . و هؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب الله و رسله و دينه . 2 - و فريق أخذوا يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر , متكلين على حولهم و قوتهم و عملهم , و كما يطلبه المماليك . و هؤلاء جهال ضلال : فإن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به حاجة إليه , و لا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به , و لكن أمرهم بما فيه صلاحهم , و نهاهم عما فيه فسادهم . و هو سبحانه كما قال : " يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني , و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني " . فالملك إذا أمر مملوكيه بأمر أمرهم لحاجته إليهم , و هم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم فيطالبون بجزاء ذلك , و الله تعالى غني عن العالمين , فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم , و إن أساءوا فلها . لهم ما كسبوا , و عليهم ما اكتسبوا , *( من عمل صالحا فلنفسه , و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد )* " . انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله منقولا من " مجموعة الفتاوى " ( 8 / 70 - 71 ) و مثله في " مفتاح دار السعادة " لتلميذه المحقق العلامة ابن قيم الجوزية ( ص 9 - 10 ) و " تجريد التوحيد المفيد " ( ص 36 - 43 ) للمقريزي . 2603" اللهم اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور [ مائة مرة ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 200 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المسند " ( 2 / 71 / 1 ) : ابن فضيل و ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف عن زاذان قال : أخبرنا # رجل من الأنصار # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة .. فذكره , إلا أنه قال : " أنت التائب أو التواب " , هكذا بالشك , و لعل الصواب ما أثبته في الأعلى , فقد تابعه شعبة عن حصين به دون شك , و زاد : " مائة مرة " , إلا أنه قال : " في صلاة " , بدل قوله : " في دبر الصلاة " . أخرجه أحمد ( 5 / 371 ) : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة به . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين غير هلال بن يساف و زاذان - و هو الكندي مولاهم الكوفي - و هما من رجال مسلم . 2604" الناس أربعة و الأعمال ستة , فالناس : 1 - موسع عليه في الدنيا و الآخرة , 2 - و موسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة , 3 - و مقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة , 4 - و شقي في الدنيا و الآخرة . و الأعمال : 1 و 2 - موجبتان , 3 و 4 - و مثل بمثل , 5 - و عشرة أضعاف , 6 - و سبعمائة ضعف . 1 و 2 - فالموجبتان : من مات مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا , فوجبت له الجنة . و من مات كافرا وجبت له النار . 3 و 4 - و من هم بحسنة فلم يعملها , فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه و حرص عليها كتبت له حسنة . و من هم بسيئة لم تكتب عليه , و من عملها كتبت واحدة , و لم تضاعف عليه . 5 - و من عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها . 6 - و من أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 201 :
أخرجه أحمد ( 4 / 345 ) و ابن حبان ( 31 ) عن شيبان بن عبد الرحمن , و ابن أبي شيبة في " مسنده " ( 2 / 38 / 2 ) عن زائدة عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه - و هو يسير بن عميلة - عن #خريم بن فاتك الأسدي # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و السياق لأحمد . قلت : و هذا إسناد صحيح , و الربيع والد الركين , وثقه ابن معين و غيره و هو مترجم في " الجرح و التعديل " . و خالفهما المسعودي فقال : عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم ... أخرجه أحمد ( 4 / 321 ) . و المسعودي ضعيف لاختلاطه . و مسلمة بن جعفر - من بجيلة - و سكت عنه , و قال الذهبي : " قلت : و مسلمة تعبت عليه , فلم أعرفه " . قلت : ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 267 ) من روايته عن الركين بن الربيع و غيره . و عنه جمع , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع البخاري . و قال في " اللسان " ( 6 / 33 ) : " يجهل , و قال الأزدي : ضعيف " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 180 ) . و الجملة الأخيرة من الحديث أخرجها الحاكم أيضا من الوجه الأول , و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أخرجها الترمذي أيضا و النسائي كما في " الترغيب " , فراجع تعليقي عليه ( 2 / 156 ) . 2605" و من قعد فلا حرج . يقوله المؤذن في آخر أذانه في اليوم البارد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 203 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المسند " ( 2 / 5 / 2 ) : أخبرنا خالد بن مخلد قال : حدثني سليمان بن بلال قال : حدثني يحيى بن سعيد قال : أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث ( الأصل : بن نعيم بن الحارث ) عن نعيم النحام - من بني عدي بن كعب - قال : نودي بالصبح في يوم بارد و أنا في مرط امرأتي , فقلت : ليت المنادي ينادي و من قعد فلا حرج , فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح عزيز على شرط الشيخين . و أخرجه البيهقي ( 1 / 398 ) من طريق ابن أبي أويس : حدثني سليمان بن بلال به , و زاد : " و ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أذانه " . و قال : " تابعه الأوزاعي عن يحيى بن سعيد إلا أنه قال : فلما قال : الصلاة خير من النوم , قال : و من قعد فلا حرج " . قلت : هذه الزيادة رواها هشام بن عمار : حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين حدثنا الأوزاعي به . أخرجه البيهقي . و هشام و عبد الحميد فيهما ضعف . و إلى هذا يشير الهيثمي بقوله بعد أن ساقه بهذه الزيادة : " رواه الطبراني في الكبير , و رجاله موثقون خلا شيخ الطبراني عبد الله بن وهيب الغزي <1> فلم أعرفه " . و مما يؤكد ضعفها عدم ورودها في طرق الحديث الأخرى , فقال عبد الرزاق في " المصنف " ( 1926 ) و عنه أحمد ( 4 / 220 ) : عن معمر عن عبيد بن عمير عن شيخ قد سماه عن نعيم بن النحام به نحوه دونها . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشيخ الذي لم يسم , و هو صحابي أو تابعي كبير , فإن عبيد بن عمير الراوي عنه من كبار التابعين , ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و لعله الأول , فقد قال عبد الرزاق ( 1927 ) عقبه : عن ابن جريج عن نافع عن عبد الله بن عمر عن نعيم بن النحام به نحوه . دون الزيادة . و من طريق عبد الرزاق أخرجه الحاكم ( 3 / 259 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , بل هو على شرط الشيخين إن كان ابن جريج سمعه من نافع و لم يدلس . لكن تابعه عمر بن نافع عن نافع به . أخرجه ابن قانع كما في " الإصابة " , و قال في " الفتح " ( 2 / 98 - 99 ) : " أخرجه عبد الرزاق و غيره بإسناد صحيح " . و خالف إسماعيل بن عياش سليمان بن بلال في إسناده , فقال : حدثني يحيى بن سعيد قال : أخبرني محمد بن يحيى بن حبان عن نعيم بن النحام ... أخرجه أحمد . قلت : و رواية إسماعيل عن المدنيين ضعيفة , و هذه منها , لاسيما و قد خالفه سليمان بن بلال و كذا الأوزاعي كما تقدم , و تابعهما إبراهيم بن طهمان كما ذكر الحافظ رحمه الله تعالى . ( فائدة ) : في هذا الحديث سنة هامة مهجورة من كافة المؤذنين - مع الأسف - و هي من الأمثلة التي بها يتضح معنى قوله تبارك و تعالى : *( و ما جعل عليكم في الدين من حرج )* , ألا و هي قوله عقب الأذان : " و من قعد فلا حرج " , فهو تخصيص لعموم قوله في الأذان : " حي على الصلاة " المقتضى لوجوب إجابته عمليا بالذهاب إلى المسجد و الصلاة مع جماعة المسلمين إلا في البرد الشديد و نحوه من الأعذار . و في ذلك أحاديث أخرى منها حديث ابن عمر : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن , ثم يقول في أثره : " ألا صلوا في الرحال " . في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر " . متفق عليه , و لم يذكر بعضهم " في السفر " <2> و هي رواية الشافعي في " الأم " ( 1 / 76 ) و قال عقبه : " و أحب للإمام أن يأمر بهذا إذا فرغ المؤذن من أذانه . و إن قاله في أذانه فلا بأس عليه " . و حكاه النووي في " المجموع " ( 3 / 129 - 131 ) عن الشافعي , و عن جماعة من أتباعه , و ذكر عن إمام الحرمين أنه استبعد قوله : " في أثناء الأذان " , ثم رده بقوله : " و هذا الذي ليس ببعيد بل هو السنة , فقد ثبت ذلك في حديث ابن عباس أنه قال لمؤذن في يوم مطير - و هو يوم جمعة - : " إذا قلت : أشهد أن محمدا رسول الله , فلا تقل : حي على الصلاة , قل : صلوا في بيوتكم " . رواه الشيخان " . قلت : و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 554 ) . و نقل الحافظ في " الفتح " ( 2 / 98 ) عن النووي بعد أن حكى عنه جواز هذه الزيادة في الأذان و آخره أنه قال : " لكن بعده أحسن ليتم نظم الأذان " . و لم أره في " المجموع " . و الله أعلم . و اعلم أن في السنة رخصة أخرى , و هي الجمع بين الصلاتين للمطر جمع تقديم , و قد عمل بها السلف , و فصلت القول فيها في غير ما موضع , و من ذلك ما سيأتي تحت الحديث ( 2837 ) و هذه الرخصة كالمتممة لما قبلها , فتلك و الناس في بيوتهم , و هذه و هم في المسجد و الأمطار تهطل , فالرخصة الأولى أسقطت عنهم فرضية الصلاة الأولى في المسجد , و الرخصة الأخرى أسقطت عنهم فرضية أداء الصلاة الأخرى في وقتها , بجمعهم إياها مع الأولى في المسجد . و صدق الله القائل : *( و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )* .
----------------------------------------------------------- [1] الأصل ( العري ) بالإهمال , و التصحيح من " المعجم الصغير " ( 1108 / الروض النضير ) و " الأوسط " و له فيه ثمانية أحاديث ( 4534 - 4542 بترقيمي ) و شيخه فيها ( محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني ) و في الرواة عنه ذكره المزي لكن باختلاف يسير , فقال : " و أبو العباس عبد الله بن محمد بن وهيب الجذامي الغزي " . و المفروض أن يكون ابن عساكر ترجم له في " تاريخ دمشق " لكن في النسخة خرم . و الله أعلم . [2] و هو مخرج في " الإرواء " ( 2 / 339 - 344 ) . 2606" كان يعرض يوما خيلا و عنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أفرس بالخيل منك . فقال عيينة : و أنا أفرس بالرجال منك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : و كيف ذاك ? قال : خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم , جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم , لابسو البرود من أهل نجد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت , بل خير الرجال رجال أهل اليمن , و الإيمان يمان إلى لخم و جذام و عاملة , و مأكول حمير خير من آكلها , و حضرموت خير من بني الحارث , و قبيلة خير من قبيلة , و قبيلة شر من قبيلة , والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما , لعن الله الملوك الأربعة : جمداء و مخوساء و مشرخاء و أبضعة , و أختهم العمردة . ثم قال : أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشا مرتين , فلعنتهم . و أمرني أن أصلي عليهم , فصليت عليهم مرتين . ثم قال : عصية عصت الله و رسوله غير قيس و جعدة و عصية <1> . ثم قال : لأسلم و غفار و مزينة و أخلاطهم من جهينة , خير من بني أسد و تميم و غطفان و هوازن عند الله عز وجل يوم القيامة . ثم قال : شر قبيلتين في العرب نجران و بنو تغلب , و أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " .
[1] كذا الأصل , و كذا في " جامع المسانيد " ( 10 / 19 ) و " المجمع " , و لم يتبين لي وجه استثنائه بعد إثباته ! . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 208 :
أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 387 ) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثني شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن #عمرو بن عبسة السلمي #قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . ثم رواه أحمد من طريق يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة به مختصرا دون قوله : " ثم قال : أمرني ربي أن ألعن قريشا ... " . و رجاله ثقات . و أخرج منه ابن أبي خيثمة في " التاريخ " ( 2 / 10 / - مخطوطة الرباط ) من طريق أبي حمزة العبسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير و راشد بن سعد عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قوله : " لأسلم و غفار ... " إلى آخره دون ذكر القبيلتين . و رجاله ثقات غير أبي حمزة العبسي فلم أعرفه . ثم تبين أن الصواب ( العنسي ) بالنون الساكنة , و اسمه عيسى بن سليم الحمصي , و هو صدوق من رجال مسلم . و الحديث أورده الهيثمي ( 10 / 43 ) بتمامه و قال : " رواه أحمد متصلا و مرسلا و الطبراني , و رجال الجميع ثقات " . و القدر الذي أخرجه ابن أبي خيثمة له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به دون قوله أيضا : " و أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " . أخرجه مسلم ( 7 / 179 ) . 2607" لا تستبطئوا الرزق , فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له , فأجملوا في الطلب : أخذ الحلال و ترك الحرام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 209 :
أخرجه أبو عبد الله الرازي في " مشيخته " ( ق 149 / 1 - مجموع 33 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1084 و 1085 - موارد ) و الحاكم ( 2 / 4 ) و البيهقي في " السنن " ( 5 / 264 ) من طرق عن عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد ابن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , لولا ما يخشى من اختلاط سعيد بن أبي هلال , إلا أن هذه الخشية غير واردة هنا لمجيء الحديث من طريق أخرى . فقد أخرجه ابن ماجه ( 2144 ) و الحاكم و البيهقي من طريقين عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بلفظ : " إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه , فلا تستبطئوا الرزق , و اتقوا الله أيها الناس و أجملوا في الطلب , خذوا ما حل و دعوا ما حرم " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أقول : هو كما قالا , فقد أمنا تدليس أبي الزبير و صاحبه بتصريحهما بالتحديث في رواية حجاج بن محمد : أخبرنا ابن جريج : أخبرني أبو الزبير سمع جابر بن عبد الله به . أخرجه السلفي في " الطيوريات " , و علقه البيهقي . و لبعضه شاهد من حديث أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أجملوا في طلب الدنيا , فإن كلا ميسر لما كتب له منها " . أخرجه الحاكم و البيهقي من طريق الربيع بن سليمان : حدثنا عبد الله بن وهب : أبنا سليمان بن بلال : حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : و إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن عبد الملك هذا لم يخرج له البخاري شيئا . و تابعه هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن به بلفظ : " لما خلق له منها " . أخرجه ابن ماجه ( 2142 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 60 / 2 ) و لم يقع عند ابن ماجه : " منها " . ثم وقفت على متابع لابن أبي هلال , يرويه وهب بن جرير : حدثنا شعبة عن ابن المنكدر به : أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 156 و 7 / 158 ) عن إسحاق بن بنان : حدثنا حبيش ابن مبشر : حدثنا وهب بن جرير به . و قال : " غريب من حديث شعبة , تفرد به حبيش عن وهب " . قلت : وهب ثقة من رجال الشيخين . و حبيش ثقة من رجال " التهذيب " . و أما إسحاق بن بنان , فله ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 390 - 391 ) و روى عن الدارقطني أنه ثقة . فصح الإسناد و الحمد لله . 2608" والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما . يعني لحم الذي استغاباه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 211 :
أخرجه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " ( 186 ) و الضياء المقدسي في " المختارة " ( 2 / 33 / 2 ) من طرق عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري : حدثنا حبان ابن هلال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن #أنس بن مالك #قال : " كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار , و كان مع أبي بكر و عمر رجل يخدمهما , فناما , فاستيقظا , و لم يهيئ لهما طعاما , فقال أحدهما لصاحبه : إن هذا ليوائم نوم نبيكم صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : ليوائم نوم بيتكم ) فأيقظاه فقالا : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له : إن أبا بكر و عمر يقرئانك السلام , و هما يستأدمانك . فقال : أقرهما السلام , و أخبرهما أنهما قد ائتدما ! ففزعا , فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ! بعثنا إليك نستأدمك , فقلت : قد ائتدما . فبأي شيء ائتدمنا ? قال : بلحم أخيكما , والذي نفسي ( فذكره ) قالا : فاستغفر لنا , قال : هو فليستغفر لكما " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بدر الغبري , قال أبو حاتم و تبعه الحافظ : " صدوق " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و روى عنه جمع من الحفاظ الثقات , و قد توبع , فقال الضياء عقبه : " و قد رواه عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي يعلى : أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضا في الأسفار . فذكره . قيل : ( الموائمة ) : الموافقة , و معناه أن هذا النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر , عابوه بكثرة النوم " . و له شاهد مرسل في " التوبيخ " ( 243 ) عن السدي , و هو إسماعيل بن عبد الرحمن . و السند إليه ضعيف . 2609" لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 212 :
أخرجه أبو يعلى ( 1 / 29 ) و عنه ابن عدي ( 304 / 2 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 155 ) و عبد بن حميد في " مسنده " ( 2 / 1 ) و أبو بكر المروزي في " مسنده " ( رقم 51 و 52 ) و البزار ( ص 328 ) و الحاكم ( 4 / 127 ) من طريق عبد الواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن # أبي بكر الصديق # مرفوعا . و في رواية لأبي يعلى عنه عن فرقد السبخي عن مرة الطيب به . و قال ابن عدي : " و قال البخاري : عبد الواحد بن زيد تركوه . و قال ابن معين : ليس بشيء . و قال السعدي : ليس من معادن الصدق " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و لذلك قال الهيثمي عقب الحديث في " الزوائد " : " عبد الواحد ضعيف جدا " . و قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 293 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الأوسط " , رجال أبي يعلى ثقات , و في بعضهم خلاف " . كذا قال ! و قد عرفت أن رجال أبي يعلى هم رجال البزار و لا فرق إلا في روايته الأخرى , فقد جعل عبد الواحد شيخه فيها فرقدا السبخي مكان أسلم الكوفي في الرواية الأولى , و مدار الروايتين على عبد الواحد و هو ممن لا خلاف في ضعفه , اللهم إلا عند ابن حبان فإنه مع إيراده إياه في " الضعفاء " و قال فيه : " كان ممن يغلب عليه العبادة حتى غفل عن الإتقان فكثرت المناكير في روايته فبطل الاحتجاج به " . ثم ساق له هذا الحديث . أقول : فهو مع ذلك كله أورده في " الثقات " أيضا ! قال الحافظ : " فما أجاد " . أقول : فما أظن أن هذا هو البعض الذي قال الهيثمي : " فيه خلاف " . نعم , يمكن أن يكون قصد به فرقدا , فإن فيه خلافا للجمهور من ابن معين و نحوه , فإنهم ضعفوه , إلا ابن معين في رواية . و هب أن الراجح أنه ثقة فما فائدة ذلك و الراوي عنه هو عبد الواحد بن زيد ?! ( تنبيه ) : لفظ الحديث عند الحاكم و هو رواية لابن عدي : " كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به " . قلت : و نحو ما تقدم عن الهيثمي قول المنذري ( 3 / 15 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الأوسط " و البيهقي , و بعض أسانيدهم حسن " . قلت : فلعل التحسين المذكور هو بالنسبة لإسناد " الأوسط " و البيهقي , فإني لست أطولهما . ثم رأيت الحديث عند البيهقي في " شعب الإيمان " , فإذا هو عنده ( 2 / 173 / 2 ) من طريق عبد الواحد بن زيد عن أسلم الكوفي به ! فلم يبق إلا النظر في إسناد " الأوسط " , و ما أظنه إلا من هذا الوجه , فأرجو أن ييسر لي الوقوف عليه . لكن الحديث عندي صحيح , فإن له شواهد , أقواها حديث جابر بن عبد الله يرويه عنه عبد الرحمن بن سابط : حدثني جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا كعب بن عجرة ! إنه لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت , النار أولى به . يا كعب بن عجرة ... " الحديث . أخرجه الدارمي ( 2 / 318 ) و ابن حبان ( 1569 و 1570 ) و الحاكم ( 4 / 127 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 173 / 2 ) و السياق له , و لأحمد ( 3 / 399 و 321 ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عنه . قلت : و هذا إسناد جيد على شرط مسلم , و قد صرح ابن سابط فيه بسماعه إياه من جابر , ففيه رد لما جاء في ترجمته عن ابن معين أنه قال : لم يسمع منه . و له طريقان آخران عن جابر . أحدهما عند البيهقي , و الآخر عند الترمذي ( 1 / 119 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . ثم وقفت على إسناده في " المعجم الأوسط " ( 2 / 65 / 1 ) فإذا هو فيه كما في " الشعب " !
2610" من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله , و من طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل , فإن صلاة آخر الليل مشهودة , و ذلك أفضل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 215 :
أخرجه مسلم ( 2 / 174 - 175 ) و أبو عوانة ( 2 / 317 ) و الترمذي ( 456 ) و ابن ماجه ( 1 / 360 ) و كذا عبد الرزاق في " المصنف " ( 4623 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 116 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 269 ) و ابن خزيمة ( 1086 ) و البيهقي ( 3 / 35 ) و أحمد ( 3 / 389 ) من طريق عبد الرزاق , كلهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن #جابر #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و تابعه أبو الزبير عن جابر به نحوه . أخرجه مسلم و أبو عوانة و البيهقي من طريق معقل بن عبيد الله عنه به . و تابعه ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : سألت جابرا عن الرجل يوتر عشاء ثم يرقد ? قال جابر : فذكره . أخرجه أحمد ( 3 / 348 ) . 2611" 1 - أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار , يجزي كل عضو منه عضوا منه , 2 - و أيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار , يجزي كل عضو فيهما عضوا منه . 3 - و أيما امرأة مسلمة أعتقت امراة مسلمة كانت فكاكها من النار , يجزي كل عضو منها عضوا منها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 215 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 292 ) من طريق عمران بن عيينة - هو أخو سفيان - عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن #أبي أمامة و غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " . ثم قال : " و في الحديث ما يدل على أن عتق الذكور للرجال أفضل من عتق الإناث لقوله صلى الله عليه وسلم : من أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار , يجزي كل عضو منه عضوا منه . الحديث صح في طرقه " . قلت : لكن مدار جل طرقه على سالم بن أبي الجعد , و قد اختلف عليه في إسناده على وجوه : الأول : هذا , جعله من مسند أبي أمامة , و قد تفرد به عمران بن عيينة , و فيه كلام من قبل حفظه , و قد أشار لذلك الحافظ بقوله : " صدوق له أوهام " . فتصحيح حديثه غير مقبول , و حسبه التحسين إذا لم يخالف . الثاني : قال أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 1198 ) : حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال : قيل لكعب بن مرة أو مرة بن كعب البهزي : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أبوك , و احذر , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه . و من طريق الطيالسي أخرجه البيهقي ( 10 / 272 ) . و أخرجه أبو داود في " سننه " ( 3967 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 312 ) و أحمد ( 4 / 235 ) و عبد بن حميد في " المنتخب " ( ق 56 - 57 ) من طرق أخرى عن شعبة به . و عزاه الحافظ في " الفتح " ( 5 / 104 ) للنسائي , و قال : " إسناده صحيح , و مثله للترمذي من حديث أبي أمامة , و للطبراني من حديث عبد الرحمن بن عوف , و رجاله ثقات " . قلت : لم أره في " صغرى النسائي " فلعله في " الكبرى " له , و في توثيق رجال الطبراني نظر يأتي بيانه . و كذا في قوله : " إسناده صحيح " , إذا كان إسناده من الوجه المذكور , فقد أعله أبو داود عقب إخراجه إياه بالانقطاع , فقال : " سالم لم يسمع من شرحبيل , مات شرحبيل بـ ( صفين ) " . ثم رأيته في " كبرى النسائي " ( 3 / 170 / 4883 ) من هذا الوجه . و قد نقل الحافظ في " التهذيب " وفاته بصفين عن أبي داود , لكنه ذكر قبيله عن صاحب " تاريخ حمص " أنه توفي بـ ( سلمية ) سنة ( 36 ) . و عن يزيد بن عبد ربه : أنه مات سنة ( 40 ) و هذا أكثر ما قيل في وفاته , و هو الذي اعتمده ابن الأثير في " أسد الغابة " فلم يذكر غيره . و إذا كان كذلك , و كان معلوما أن عليا رضي الله عنه توفي سنة ( 40 ) أيضا , فإنه يؤيد الانقطاع الذي قاله أبو داود ما نقله الحافظ أيضا في ترجمة سالم بن أبي الجعد عن أبي زرعة أنه قال : " سالم بن أبي الجعد عن عمر , و عثمان , و علي , مرسل " . و كذلك يؤيده ما نقله عن أبي حاتم أنه قال : " سالم لم يدرك ثوبان " . مع أن ثوبان تأخرت وفاته إلى سنة ( 54 ) . و بالجملة فالإسناد منقطع , فتصحيح الحافظ له هفوة منه , عفا الله عنا و عنه . هذا , و قد تابع شعبة الأعمش , فقال أحمد ( 4 / 235 ) : حدثنا أبو معاوية : حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة به , إلا أنه لم يذكر الفقرة الثالثة من حديث الترجمة . و كذلك أخرجه ابن ماجه ( 2522 ) و الطحاوي ( 1 / 311 ) من طريق أخرى عن أبي معاوية . و قد تابعه سليم بن عامر عن شرحبيل بالفقرة الأولى , و قد سبق تخريجه برقم ( 1756 ) و أخرجه النسائي ( 4885 ) . و له متابع آخر ذكرته هناك . الثالث : قال قتادة : عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي نجيح السلمي مرفوعا به . إلا أنه لم يذكر الفقرة الثانية منه . أخرجه أبو داود ( 3965 ) و النسائي في " الكبرى " ( 3 / 169 / 4879 ) و الطحاوي ( 1 / 312 ) و الطيالسي ( 1154 ) و عنه البيهقي , و أحمد ( 4 / 113 و 384 ) عن هشام بن أبي عبد الله عنه . و تابعه عبد الصمد عن قتادة به . و أبو نجيح اسمه عمرو بن عبسة رضي الله عنه . أخرجه ابن حبان ( 1208 ) . قلت : و هذا إسناد متصل صحيح على شرط مسلم , و هذا الوجه هو الأصح من كل الوجوه المتقدمة إن شاء الله تعالى . و للفقرة الأولى و الثانية شاهد من حديث أيوب عن أبي قلابة أن شرحبيل بن حسنة قال : هل من رجل يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال عمرو بن عبسة : أنا . قال : اتق الله و احذر . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكرهما . إلا أنه قال في الفقرة الثانية : " و من أعتق رقبتين فهما فداؤه .. " . قال أيوب : فحسبته يعني امرأتين . أخرجه الطحاوي ( 1 / 313 ) . قلت : و إسناده صحيح إن سلم من تدليس أبي قلابة , و ما قاله أيوب تؤيده الروايات السابقة , فإنها صريحة في ذلك . و الله أعلم . و للحديث شاهد بفقراته الثلاثة من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعا . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 16 / 2 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي : حدثني جدي إبراهيم بن العلاء : حدثني عمي الحارث بن الضحاك : حدثني منصور بن المعتمر قال : سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه مرفوعا به في حديث له أوله : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الليل أسمع ? ... " . قال المنذري ( 3 / 62 ) : " رواه الطبراني , و لا بأس برواته , إلا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه " . و نحوه قول الهيثمي ( 4 / 243 ) : " رواه الطبراني , و أبو سلمة لم يسمع من أبيه , و بقية رجاله حديثهم حسن " . و دونه قول الحافظ المتقدم : " و رجاله ثقات " ! قلت : و في ذلك نظر من وجوه : 1 - الانقطاع الذي صرح به المنذري ثم الهيثمي , و قد نقله الحافظ في " التهذيب " عن جمع من الأئمة المتقدمين كأحمد و غيره . 2 - الحارث بن الضحاك لم أعرفه , و لم أجد أحدا ترجم له , حتى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " , بل و لم يذكره هو , و لا المزي في شيوخ ابن أخيه إبراهيم بن العلاء بن الضحاك . 3 - عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء , لم أجد له ترجمة أيضا , و لا في " التاريخ " , و إنما ذكره في جملة الرواة عن جده إبراهيم بن العلاء . و في الحديث فضيلة عتق العبيد , و تفضيل عتق الذكر على عتق الأنثى , و قد بين وجه ذلك الحافظ ابن حجر في " الفتح " , فليراجعه من شاء . نسأل الله تعالى أن يأتي يوم يتمكن فيه المسلمون من القيام بهذه الفضيلة , و لن يكون ذلك إلا بعد أن يعودوا إلى دينهم , فهما سليما و عملا صحيحا , و بذلك يستأنفون الحياة الإسلامية , و تقوم لهم دولتهم المنشودة , و عسى أن يكون ذلك قريبا . 2612" انظري أين أنت منه ( يعني الزوج ) , فإنه جنتك و نارك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 220 :
أخرجه النسائي في " الكبرى " ( ق 86 / 2 - عشرة النساء ) و أحمد ( 4 / 341 و 6 / 419 ) و الحميدي ( 355 ) و عنه الحاكم ( 2 / 189 ) و عن هذا البيهقي ( 7 / 291 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 47 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 170 / 1 ) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري أن بشير بن يسار أخبره أن #حصين بن محصن أخبره عن عمة له # أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض الحاجة , فقضى حاجتها , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذات زوج أنت ? قالت : نعم . قال : كيف أنت له ? قالت : ما آلوه إلا ما عجزت عنه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح , و لم يخرجاه " . و وافقه الذهبي , و أقره المنذري ( 3 / 74 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير حصين بن محصن , ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " , لكن ذكره جمع في " الصحابة " , و كأن الحافظ مال إلى ذلك فقال في " التقريب " : " معدود في الصحابة " . 2613" الإثم حواز القلوب , و ما من نظرة إلا و للشيطان فيها مطمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 221 :
موقوف . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 126 / 2 ) من طريق سعيد بن منصور : حدثنا سفيان عن منصور عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال : قال # عبد الله # : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن بن يزيد - و هو النخعي الكوفي - و هو ثقة اتفاقا , لكن أعل بالوقف , فقال المنذري ( 3 / 65 ) : " رواه البيهقي و غيره , و رواته لا أعلم فيهم مجروحا , لكن قيل : إن صوابه موقوف " . و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 32 ) : بعد ما عزاه للبيهقي من حديث ابن مسعود : " و رواه العدني في " مسنده " موقوفا عليه " . قلت : و كذلك رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 8748 ) : حدثنا محمد بن النضر الأزدي : أخبرنا معاوية بن عمرو أخبرنا زائدة عن منصور به موقوفا , و لفظه : " إن الإثم حواز القلوب , فما حز في قلب أحدكم شيء فليدعه " . ثم رواه بالإسناد نفسه موقوفا , إلا أنه جعل الأعمش مكان زائدة , و لفظه لفظ الترجمة , إلا أنه قدم و أخر . قلت : و هذا إسناد صحيح أيضا , فإن محمد بن النضر الأزدي هو محمد بن أحمد بن النضر الأزدي , و قد وثقه عبد الله بن أحمد و محمد بن عبدوس كما في ترجمته من " التاريخ " ( 1 / 364 ) و اللذان فوقه ثقتان من رجال الشيخين , و زائدة هو ابن قدامة , فقد اختلف هو و سفيان - و هو ابن عيينة - في إسناده على منصور - و هو ابن المعتمر الكوفي - فأوقفه زائدة , و رفعه سفيان , و الرفع زيادة من ثقة و هي مقبولة , و ما لم يأت متابع لزائدة على وقفه فلا يسعني إلا أن أرجح الرفع , و كأن المنذري أشار إلى ذلك بقوله : " قيل : إن صوابه موقوف " . و الله أعلم . و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 320 ) لسعيد بن منصور و البيهقي في " شعب الإيمان " عن عبد الله - أظنه ابن مسعود - . قلت : و الظاهر أن هذا الظن من السيوطي , لا مبرر له , فهو ابن مسعود يقينا , لأن عبد الرحمن بن يزيد - و هو النخعي - معروف بالرواية عنه دون غيره من العبادلة . ثم ترجح عندي الوقف حينما رأيت هنادا يقول في " الزهد " ( 2 / 465 / 934 ) : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي الأحوص قال : قال عبد الله : فذكره موقوفا . قلت : و هذا إسناد صحيح , و متابعة قوية من الأعمش لمنصور , و إن اختلفا في الراوي عن ابن مسعود , فقال الأول : إنه عبد الرحمن بن يزيد , و قال الأعمش : أبو الأحوص , و اسمه عوف بن مالك . و لا مانع من أن يكون لمحمد بن عبد الرحمن بن يزيد شيخان فيه . و يؤيده أن زائدة رواه أيضا عن الأعمش مثل رواية أبي معاوية . أخرجه الطبراني ( رقم 8749 ) . و كذلك رواه أبو يحيى الحماني عن حبيب بن حسان ( الأصل : سنان ) الأسدي قال : سمعت أبا وائل يقول : ... أخرجه البيهقي ( 7277 ) . لكن حبيب بن حسان هذا متروك فلا يشتغل به . ( تنبيه ) : " حواز " أو " حواز " بتشديد الزاي أو الواو . قال ابن الأثير : " هي الأمور التي تحز فيها , أي تؤثر , كما يؤثر الحز في الشيء , و هو ما يخطر فيها من أن تكون معاصي لفقد الطمأنينة إليها , و هي بتشديد الزاي , جمع حاز . و رواه شمر : " الإثم حواز القلوب " بتشديد الواو , أي يحوزها و يتملكها , و يغلب عليها , و يروى " الإثم حزاز القلوب " بزايين , الأولى مشددة , و هي فعال من الحز " . 2614" من أقال أخاه بيعا أقال الله عثرته يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 223 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 140 / 2 ) : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن شريك عن عبد الملك بن أبي بشير عن #أبي شريح #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " لم يروه عن عبد الملك إلا شريك " . قلت : و هو ابن عبد الله القاضي , و هو صدوق لكنه سيىء الحفظ , و سائر رواته كلهم ثقات , إلا أنه منقطع , فإن عبد الملك بن أبي بشير إنما روايته عن التابعين . و سعيد بن سليمان هو الضبي الواسطي . و الحلواني له ترجمة في " تاريخ بغداد " , و أبو شريح هو الخزاعي الكعبي اسمه خويلد بن عمرو على المشهور , و هو صحابي معروف أسلم يوم الفتح . و للحديث شاهد يتقوى به من حديث أبي هريرة , صححه ابن حبان و الحاكم و غيرهما , و هو مخرج في " المشكاة " ( 2881 ) و " الإرواء " ( 1334 ) و غيرهما . 2615" نعم و عليك بالماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 224 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 95 / 1 ) : حدثنا موسى بن هارون حدثنا محمد ابن أبي عمر العدني حدثنا مروان بن معاوية عن حميد الطويل عن #أنس # : أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن أمي توفيت و لم توص أفينفعها أن أتصدق عنها ? قال , فذكره . و قال : " قال موسى : وهم فيه مروان بمكة , و إنما هو : " عن حميد عن الحسن " يعني مرسلا " . قلت : مروان هذا ثقة اتفاقا , بل تعجب الإمام أحمد من إتقانه و حفظه فقال : " ما كان أحفظه ! " , و احتج به الشيخان , فمثله لا يوهم بمجرد الدعوى . و لذلك لم يلتفت إلى هذا الإعلال الحافظان المنذري في " الترغيب " ( 2 / 53 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 138 ) , فقالا : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رواته محتج بهم في ( الصحيح ) " . و أقول : لو جاز لنا التوهيم بالظن لكان نسبة الوهم إلى العدني أولى , و هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني , فقد تكلم فيه بعضهم , و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , صنف المسند , لكن قال أبو حاتم : كانت فيه غفلة " . 2616" كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا ركع ركعوا , و إذا قال : " سمع الله لمن حمده " لم يزالوا قياما حتى يروه قد وضع وجهه ( و في لفظ : جبهته ) في الأرض , ثم يتبعونه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 225 :
أخرجه مسلم ( 2 / 46 ) و أبو داود ( 622 ) و عنه أبو عوانة ( 2 / 179 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 295 / 1 - 2 ) من طرق عن أبي إسحاق الفزاري عن أبي إسحاق الشيباني , حدثنا محارب بن دثار قال : سمعت عبد الله بن يزيد يقول على المنبر : حدثني #البراء بن عازب #- و كان ما علمت غير كذوب - أنهم كانوا ... إلخ و اللفظ الآخر لأبي داود , و السياق للطبراني , و قال : " لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق الشيباني إلا أبو إسحاق الفزاري " . قلت : و هو إبراهيم بن محمد بن الحارث , إمام ثقة حافظ , له تصانيف , من رجال الشيخين . و أبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان ثقة من رجالهما أيضا , فالسند صحيح غاية , و قد تابعه أبو إسحاق السبيعي عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج مع حديث الترجمة عندي في " صحيح أبي داود " ( 631 ) . و له فيه طريق أخرى عن البراء ( 632 ) . و إنما أخرجت الحديث هنا لأمرين : الأول : أن جماهير المصلين يخلون بما تضمنه من التأخر بالسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض , لا أستثني منهم أحدا حتى من كان منهم حريصا على اتباع السنة , للجهل بها أو الغفلة عنها , إلا من شاء الله , و قليل ما هم . قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " : " في الحديث هذا الأدب من آداب الصلاة , و هو أن السنة أن لا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد لرفع الإمام من السجود قبل سجوده . قال أصحابنا رحمهم الله تعالى : في هذا الحديث و غيره ما يقتضي مجموعه أن السنة للمأموم التأخر عن الإمام قليلا بحيث يشرع في الركن بعد شروعه , و قبل فراغه منه " . و الآخر : أنني وجدت للحديث مصدرا جديدا لم أكن قد وقفت عليه من قبل , بل كان في حكم المفقود عندي , ألا و هو " المعجم الأوسط " للإمام الطبراني , فأحببت أن أعرف القراء الكرام بذلك بطريق العزو إليه , لعل أحدا منهم ممن يشاركنا في هذا العلم , و يوجد لديه فراغ من الوقت , يسعى إلى تحقيقه , و إخراجه إلى عالم المطبوعات <1> , فإنه غزير المادة جدا , " فيه كل نفيس و عزيز و منكر " كما قال الذهبي في ترجمته من " التذكرة " . و قد صورته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة , و منها حصلت على نسخة مصورة على الورق في طريقي إلى الحج السنة الماضية ( 1399 ) جزى الله القائمين عليها خيرا . و أنا الآن في صدد ترقيم أحاديثه , و وضع فهارس له , و قد انتهيت منها و الحمد لله , فكانت أربعة : 1 - فهرس رواتها من الصحابة على الحروف , و عددهم قرابة ستمائة , و بجانب اسم الواحد منهم أرقام أحاديثه , و بذلك يتبين المقل منهم من المكثر . 2 - فهرس أسماء رواة الآثار من الصحابة و غيرهم و عددهم نحو الستين , و بجانب الواحد رقم أثره . 3 - فهرس الآثار , و بجانبها أرقامها , و عددها يزيد على المئتين من أصل نحو عشرة آلاف هي مجموع أحاديث الكتاب , و سائرها مرفوعة . 4 - أسماء شيوخ الطبراني , و عددهم قرابة الثمانمئة , و بجانب اسم أحدهم أرقام أحاديثه , و هي تساعد على معرفة المقل منهم من المكثر , و هو مفيد في غير المشهورين منهم .
----------------------------------------------------------- [1] ثم طبع بعد نحو عشر سنوات من كتابة ما تقدم في عشر مجلدات دون أي تخريج أو تحقيق حديثي ! . اهـ . 2617" اللهم هذه حجة لا رياء فيها و لا سمعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 227 :
روي من حديث #أنس و ابن عباس و بشر بن قدامة الضبابي # . 1 - أما حديث أنس , فله عنه طريقان : الأولى : من رواية الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عنه قال : حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث , و عليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم , فقال : " اللهم اجعله حجا , لا رياء فيه و لا سمعة " . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 191 ) و ابن ماجه ( 2890 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 4 / 106 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 177 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 308 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , الربيع بن صبيح قال الحافظ : " صدوق سيىء الحفظ , و كان عابدا مجاهدا " . و يزيد بن أبان قريب منه , قال الحافظ : " زاهد ضعيف " . و لذلك جزم الحافظ في " الفتح " ( 3 / 297 ) بأن إسناده ضعيف . قلت : لكن يقويه ما بعده . و الطريق الأخرى : يرويه عليل بن أحمد العنزي : حدثني أبي أحمد بن يزيد بن عليل : أخبرنا أسد بن موسى أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عنه مرفوعا بلفظ الترجمة . أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 271 - مصورة الجامعة الإسلامية ) , و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 2 / 34 / 2 ) . قلت : و هذه متابعة قوية من ثابت البناني فإنه ثقة , و كذلك اللذان دونه , ثلاثتهم من رجال " التهذيب " . لكن أحمد بن يزيد بن عليل لم أجد له ترجمة سوى ما ذكره شارح " القاموس " ( ع ل ل ) أنه " من شيوخ ابن خزيمة " . و أما ابنه عليل , فقد ذكره ابن حجر في " التبصير " ( 3 / 966 ) و الحافظ بن ناصر الدين في " التوضيح " ( 2 / 170 / 1 ) بروايته عن حرملة و غيره . مات سنة ثلاثمائة . و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , لكن في " الإكمال " ( 6 / 260 ) أنه قال : " و كان ثقة صحيح الكتاب " . 2 - و أما حديث ابن عباس , فيرويه أحمد بن محمد بن أبي بزة : محمد بن يزيد بن خنيس : حدثنا ابن جريج عن عطاء عنه قال : غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة من منى , فلما انبعثت به راحلته - و عليها قطيفة قد اشتريت بأربعة دراهم - قال : فذكره . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 119 / 2 ) و قال : " لم يروه عن ابن جريج إلا محمد بن يزيد , تفرد به أحمد بن أبي بزة " . قلت : قال الذهبي : " هو إمام في القراءة , ثبت فيها , لين الحديث " . و لم يعرفه الهيثمي , فقال ( 3 / 221 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة , و لم أعرفه " . قلت : و هو مترجم في " الميزان " , و " اللسان " ( 1 / 283 - 284 ) . 3 - و أما حديث بشر بن قدامة الضبابي , فيرويه محمد بن عبد الله بن الحكم : أبنا سعيد بن بشير القرشي : حدثني عبد الله بن حكيم الكتاني - رجل من أهل اليمن من مواليهم - عنه , قال : أبصرت عيناي حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفات مع الناس , على ناقة له حمراء قصواء , تحته قطيفة بولانية , و هو يقول : ( فذكره ) , و الناس يقولون : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال سعيد بن بشير : فسألت عبد الله بن حكيم , فقلت : يا أبا حكيم : و ما القصوى ? قال : أحسبها المبتترة الأذنين , فإن النوق تبتر آذانها لتسمع . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 4 / 332 - 333 ) و الذهبي في " الميزان " في ترجمة القرشي , و قال : " تفرد به ابن عبد الحكم " . قلت : و هو ثقة مصري فقيه حافظ . لكن شيخه القرشي قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 8 ) عن أبيه : " شيخ مجهول , و عبد الله بن حكيم مجهول , لا نعرف واحدا منهما " . قلت : لكن القرشي قد أثنى عليه ابن عبد الحكم فقال : " كان يلزم المسجد - و ذكر من فضله " , كما في " الضعفاء " للعقيلي ( ص 149 ) و قد أخرج حديثه ابن خزيمة في " صحيحه " كما في الإصابة " . و جملة القول أن الحديث صحيح بهذه الطرق , و الحمد لله على توفيقه . 2618" نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج , فسودته خطايا بني آدم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 230 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 166 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 271 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 155 / 1 - 2 ) و كذا أحمد ( 1 / 307 و 329 و 373 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 362 ) من طرق عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن #ابن عباس #عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و قال : " اللبن " مكان " الثلج " , و هو شاذ عندي لمخالفته للفظ الجماعة . و أخرج الطرف الأول منه النسائي في " الصغرى " ( 2 / 36 ) و " الكبرى " أيضا ( ق 87 / 2 ) من الوجه المذكور . قلت : و رجال إسناده ثقات رجال البخاري , إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط , لكنه لا بأس به في المتابعات و الشواهد , فقد أخرجه ابن خزيمة من طريق أبي الجنيد : حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير بلفظ : " الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة , و إنما سودته خطايا المشركين , يبعث يوم القيامة مثل أحد , يشهد لمن استلمه و قبله من أهل الدنيا " . و هذه متابعة قوية من ابن خثيم , لكن في الطريق إليه أبو الجنيد هذا - و اسمه الحسين بن خالد - قال ابن معين : " ليس بثقة " . و قال ابن عدي : " عامة حديثه عن الضعفاء " . قلت : شيخه هنا حماد بن سلمة و هو ثقة , و قد رواه جماعة من الثقات عن حماد عن عطاء بن السائب به كما تقدم . أخرجه أحمد و غيره ممن سبق ذكرهم . فهذا يدل على وهم أبي الجنيد على حماد حين رواه عنه عن ابن خثيم خلافا لرواية الجماعة , فروايته منكرة , سندا و متنا . و للطرف الأول منه شاهد من حديث أنس مرفوعا , بلفظ : " الحجر الأسود من حجارة الجنة " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 275 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 118 / 1 ) و البيهقي في " السنن " ( 5 / 75 ) من طريق شاذ بن فياض : حدثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة عنه . و قال العقيلي معللا : " و يروى عن أنس موقوفا " . و بينه ابن أبي حاتم , فقال في " العلل " ( 1 / 276 ) عن أبيه : " أخطأ عمر بن إبراهيم , و رواه شعبة و عمرو بن الحارث المصري عن قتادة عن أنس , موقوف " . قلت : أخرجه أحمد ( 3 / 277 ) عن شعبة به موقوفا . و إسناده صحيح , و هو في حكم المرفوع , لأنه لا يقال من قبل الرأي , فلا جرم أن الإمام أحمد أودعه " المسند " ! و في معنى سائر الحديث حديث رافع الحجبي سمع عبد الله بن عمرو يرفعه : " إن الركن و المقام من ياقوت الجنة , و لولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق و المغرب , و ما مسهما من ذي عاهة و لا سقم إلا شفي " . أخرجه البيهقي بإسناد جيد , و أخرجه الترمذي و غيره من طريق أخرى مختصرا , و هو مخرج في " المشكاة " ( 2579 ) . 2619" لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية , ما مسه ذو عاهة إلا شفي , و ما على الأرض شيء من الجنة غيره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 232 :
أخرجه البيهقي في " السنن " ( 5 / 75 ) من طريق يوسف بن يعقوب : حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عطاء عن #عبد الله بن عمرو #يرفعه . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات من رجال البخاري غير يوسف بن يعقوب , و هو أبو محمد البصري القاضي , ثقة حافظ , ترجمة الخطيب في " تاريخه " ( 14 / 310 - 312 ) و الذهبي في " تذكرة الحفاظ " , فلولا عنعنة ابن جريج لقلت : إنه إسناد صحيح . لكن له شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : أخرجها الترمذي و غيره عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه بالشطر الأخير منه نحوه , و قد سبق الكلام عليه قبله . الثانية : رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 118 / 1 ) و " الكبير " ( 3 / 117 / 2 ) و أبو الحجاج الأدمي في " جزء فيه أحاديث عشرة مشايخ " ( 193 / 2 - 194 / 1 ) من طريق محمد بن عمران بن أبي يعلى : حدثني أبي عمران بن أبي ليلى عن عطاء عنه بلفظ : " الحجر الأسود من حجارة الجنة , و كان أبيض كالمهاة , و ما في الأرض من الجنة غيره , و لولا ما مسه من دنس الجاهلية و ما كان منها , ما مسه من ذي عاهة إلا برأ " . و قال الطبراني : " لم يروه عن عطاء إلا ابن أبي ليلى تفرد به عمران عن أبيه " . قلت : و اسم أبيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى , و هو ضعيف لسوء حفظه , و به أعل الحديث الهيثمي ( 3 / 242 ) بعد أن عزاه لـ " الكبير " و " الأوسط " و منه تبين أن قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 123 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " بإسناد حسن " . أنه غير حسن . و أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 118 / 1 ) : حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا [ غوث بن ] جابر بن غيلان بن منبه الصنعاني : حدثنا عبد الله بن صفوان عن إدريس بن [ بنت ] وهب بن منبه : حدثني وهب بن منبه عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية و أرجاسها و أيدي الظلمة و الأثمة , لاستشفى به من كان به داء " . و قال : " لا يروى عن وهب عن طاووس إلا بهذا الإسناد , تفرد به الحلواني " . قلت : و هو ثقة من شيوخ الشيخين , لكن شيخ شيخه عبد الله بن صفوان ضعيف , أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 209 ) و روى عن هشام بن يوسف أنه سئل عنه ? فقال : " كان ضعيفا لم يكن يحفظ الحديث " . ثم ساق له هذا الحديث : حدثناه محمد بن عبد الله الحضرمي قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني به . و الزيادتان منه . ثم قال : " و في هذا الحديث رواية من غير هذا الوجه , فيها لين أيضا " . قلت : و كأنه يشير إلى الرواية التي قبلها . و إدريس ابن بنت وهب ضعيف , و هو من رجال " التهذيب " . و أما غوث بن جابر بن غيلان فقال ابن معين : " لم يكن به بأس " كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 58 ) . و شيخ الطبراني محمد بن علي الصائغ , هو المكي كما في " المعجم الصغير " , و لم أجد له ترجمة . ثم رأيت الذهبي قد وثقه في " السير " ( 13 / 428 ) و قد أخرج له في " الأوسط " نحو خمسين حديثا . ثم هو متابع من الحضرمي كما تقدم . و جملة القول : أن رجال الإسناد كلهم معروفون , فيتعجب من الحافظ الهيثمي إذ قال ( 3 / 243 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه جماعة لم أجد من ترجمهم " . و لعله لم يتح له أن يكتشف السقط الذي في إسناد الطبراني , فخفي عليه أن شيخ الحلواني هو غوث بن جابر , و شيخ ابن صفوان هو إدريس ابن بنت وهب , و لكن كيف فاته ضعف ابن صفوان نفسه ?! ثم إن مما يزيد الحديث قوة على قوة أن له طريقا أخرى عن ابن عمرو نفسه ذكرته تحت الحديث السابق .
2620" ليوشكن رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا و لم يلي من أمر الناس شيئا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 235 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 91 ) و أحمد ( 2 / 377 و 520 و 536 ) و البزار ( 2 / 255 / 1643 ) عن عاصم بن بهدلة عن يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس بعث معه بكسوة إلى مروان بن الحكم , فقال مروان للبواب : انظر من بالباب ? قال : #أبو هريرة #, فأذن له , فقال : يا أبا هريرة ! حدثنا شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو حسن , للكلام المعروف في عاصم بن بهدلة . نعم هو صحيح بطريق أخرى يرويها هشام بن حسان عن عباد بن أبي علي عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري عن أبي هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه الحاكم و ابن حبان ( 1559 ) و أحمد ( 2 / 352 و 521 ) و غيرهم . و هذا إسناد حسن بما قبله , رجاله ثقات غير أن عبادا هذا لم يوثقه غير ابن حبان , و قد تكلمت عليه في " التعليق الرغيب " ( 2 / 279 ) و صححه الحاكم و الذهبي , و كذا ابن خزيمة كما في " الفتح " ( 13 / 169 ) و أقره . و له شاهد من حديث عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه أبو يعلى ( 8 / 188 / 4745 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 239 / 2 / 4037 ) من طريق عمر بن سعد النصري عن ليث عن مجاهد عن عائشة نحوه . و قال الطبراني : " لم يروه عن ليث إلا عمر بن سعد " . قلت : ضعفه البخاري في " التاريخ " بقوله ( 2 / 3 / 158 ) : " لم يصح حديثه " . و أقره الذهبي في " الميزان " , و كذا الحافظ في " اللسان " , إلا أنهما لم ينسباه : النصري , بخلاف البخاري و ابن أبي حاتم , فقد نسباه هذه النسبة , فكأن الحافظ ذهل عنها , فزاد عقب هذه الترجمة ترجمة أخرى فقال : " عمر بن سعد النضري " ( كذا فيه بالضاد المعجمة ! ) .. " . ثم ذكر أنه روى عن ليث بن أبي سليم و غيره , و عنه إسماعيل بن موسى الفزاري و موسى بن إسماعيل ! و هما اللذان ذكرهما ابن أبي حاتم في ترجمة الأول , و كذا البخاري إلا أنه لم يذكر موسى بن إسماعيل , فأوهم الحافظ أنه غير الأول , و هو هو فاقتضى التنبيه . ثم وقفت على طريق ثالث للحديث عن أبي هريرة أوقفه عليه راويه أبو جمرة قال : أخبرني أبو عبد العزيز عنه نحوه . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 7181 ) و رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عبد العزيز هذا فهو مجهول كما قال أبو حاتم و غيره . و أما ابن حبان فذكره - على قاعدته - في " الثقات " ( 5 / 590 ) و ساق له طرف هذا الحديث . 2621" ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا , لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 237 :
أخرجه أحمد ( 2 / 431 ) و أبو يعلى ( 4 / 1564 ) و البيهقي في " السنن " ( 10 / 96 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 199 / 1 ) عن محمد بن عجلان عن أبيه عن #أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و في رواية لأحمد : عن ابن عجلان قال : حدثني سعيد عن أبي هريرة به . و أخرجه البزار ( ص 178 ) بالروايتين . قلت : و هذا إسناد حسن , و قال المنذري ( 3 / 139 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد رجاله رجال الصحيح " ! . قلت : و له طريقان آخران عن أبي هريرة . الأول : عن سعيد بن يسار عنه . أخرجه الدارمي ( 2 / 240 ) و البزار بسند صحيح , و أحمد ( 2 / 431 ) بسند حسن . و الآخر : عن بشر بن سعيد عنه . أخرجه الحاكم ( 4 / 89 ) . و له شاهد من حديث أبي أمامة سبق تخريجه برقم ( 349 ) . و شاهد آخر من طريق يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عيادة مرفوعا به , و زاد : " و ما من أحد يتعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله عز وجل أجذم " . أخرجه أحمد ( 5 / 284 و 285 ) و ابنه ( 5 / 327 - 328 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل : الأولى : الرجل الذي لم يسم , فهو مجهول العين . الثانية : عيسى بن فائد مجهول أيضا كما قال ابن المديني و غيره . الثالثة : يزيد بن أبي زياد و هو الهاشمي مولاهم , قال الحافظ : " ضعيف , كبر فتغير فصار يتلقن " . و من ذلك تعلم تساهل المنذري في قوله ( 3 / 139 ) و إن تبعه الهيثمي ( 5 / 65 ) : " رواه أحمد و البزار , و رجال أحمد رجال " الصحيح " , إلا الرجل المبهم " ! و بيانه أن أحدا من الثلاثة المذكورين ليس من رجال " الصحيح " , اللهم إلا ابن أبي زياد فهو من رجال مسلم , لكنه إنما أخرج له مقرونا بغيره , فتنبه . شاهد ثالث : يرويه عطية العوفي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا , و زاد : " فإن كان محسنا فكه عدله , و إن كان سيئا زيد غلا إلى غله " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 200 / 1 ) من طريقين عن عطية , هذا أحدهما , و وقع في الأخرى عنه : حدثني بريدة به . و عطية ضعيف . ( فائدة ) : لما أخرج البزار طريق سعيد بن يسار المتقدمة , أخرجها من طريق حماد ابن سلمة عن يحيى بن سعيد عنه . و من طريق عبيد بن عمرو القيسي : حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن أبي هريرة , قال البزار عقبه : " هكذا رواه عبيد , و الثقات يروونه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة . و هو الصواب " . فأقول : ليس هناك خطأ في رواية عبيد حتى تخطأ , كل ما في الأمر أنه لم ينسب سعيدا إلى أبيه يسار , و هذا يقع كثيرا في الأسانيد , و إنما يمكن أن يخطأ لو قال : سعيد بن أبي سعيد المقبري , فهذه مخالفة ظاهرة , و لكن هذا إنما يصار إليه لو لم يكن ليحيى بن سعيد رواية عن سعيد المقبري , و الواقع أن روايته عنه في مسلم , كما أن روايته عن سعيد بن يسار في " الصحيحين " , فليس هناك مانع أن يكون يحيى بن سعيد - و هو الأنصاري الثقة الثبت - قد روى الحديث عن السعيدين عن أبي هريرة ! لا شيء يمنع من ذلك , هذا لو كان عبيد القيسي ثقة , و لكني لم أعرفه , و إن كنت أظن أنه أبو عبد الرحمن الذي روى عنه قتيبة , فإنه من هذه الطبقة , و قد وثقه ابن حبان ( 8 / 430 ) و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2622" أصبت السنة , قاله عمر لعقبة و قد مسح من الجمعة إلى الجمعة على خفيه و هو مسافر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 239 :
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 48 ) و الدارقطني في " السنن " ( ص 72 ) و الحاكم ( 1 / 180 - 181 ) و عنه البيهقي في " السنن " ( 1 / 280 ) من طريق بشر بن بكر : حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرجت من الشام إلى المدينة يوم الجمعة , فدخلت على # عمر بن الخطاب # , فقال : متى أولجت خفيك في رجليك ? قلت : يوم الجمعة , قال : فهل نزعتهما ? قلت : لا , قال : فذكره . و قال الدارقطني : " و هو صحيح الإسناد " . و قال الحاكم : " حديث صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالوا . و تابعه عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح به مثله . أخرجه الطحاوي و الدارقطني و الحاكم و البيهقي من طريق المفضل بن فضالة , و الدارقطني أيضا ( ص 73 ) و عنه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( رقم 240 - بتحقيقي ) عن حيوة , كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب : أخبرني عبد الله ابن الحكم البلوي به . لكن البلوي هذا مجهول , ففي " اللسان " : " قال الدارقطني في حاشية السنن : ليس بمشهور . و قال في موضع آخر ليس بالقوي . و قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : لا يعرف بعدالة و لا جرح " . و أما يزيد بن أبي حبيب فهو ثقة من رجال الشيخين , و قد اختلف عليه في إسناده و متنه . و أما السند فرواه عنه المفضل و حيوة كما ذكرنا . و تابعهما ابن لهيعة و عمرو ابن الحارث و الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به , إلا أنهم قالوا : " أصبت " . و لم يذكروا : " السنة " . أخرجه الطحاوي و بقية الأربعة . و خالفهم يحيى بن أيوب فقال : عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح به , فلم يذكر في إسناده " عبد الله بن الحكم البلوي " , و قال : " أصبت السنة " . أخرجه الدارقطني , و عنه الضياء المقدسي ( 241 ) . و أما المتن , فقد تبين من التخريج السابق , و خلاصته أن المفضل و حيوة و يحيى ابن أيوب ثلاثتهم قالوا : " أصبت السنة " . و خالفهم ابن لهيعة و عمرو بن الحارث و الليث بن سعد فقالوا : " أصبت " , لم يقولوا : " السنة " . قلت : و لا شك أن الصواب في إسناده إثبات البلوي فيه لاتفاق الثقات الخمسة عليه كما رأيت . و أما المتن , فالصواب فيه إثبات لفظ " السنة " , و ذلك لأمور : الأول : أن عدد النافين و المثبتين , و إن كان متساويا , فالحكم للمثبتين للقاعدة المعروفة : " زيادة الثقة المقبولة " . الثاني : أن هؤلاء المثبتين كلهم ثقات من رجال الشيخين , بخلاف الأولين , ففيهم ابن لهيعة , و ليس من رجالهما على الكلام المعروف فيه . الثالث : أن هناك ثقة آخر أثبت هذه الزيادة و هو موسى بن علي بن رباح كما في الرواية الأولى , و لم يختلف عليه فيها , فهي الراجحة يقينا , حتى لو كان الأرجح رواية الثقات عن يزيد بن أبي حبيب , لأن مدارها على البلوي و قد عرفت أنه مجهول لا يحتج به . و بهذه الجهالة أعله ابن حزم في " المحلى " ( 2 / 92 - 93 ) , فخفي عليه الطريق الأولى فضعف الحديث من أصله فوهم , و الظاهر أنه لم يقف عليها , فلا عجب منه , و إنما العجب مما قاله الدارقطني في " العلل " , فإنه بعد أن ذكر هذه الرواية الصحيحة قال : " و تابعه مفضل بن فضالة و ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحكم البلوي عن علي بن رباح فقالا فيه : " أصبت السنة " , و خالفهم عمرو بن الحارث و يحيى بن أيوب و الليث بن سعد , فقالوا فيه : " فقال عمر : أصبت " , و لم يقولوا : " السنة " , و هو المحفوظ " <1> . قلت : و فيما قاله الدارقطني أخطاء تظهر لكل من تأمل تخريجنا السابق , و هاك بيانها ملخصا : الأول : ذكر ابن لهيعة مع مفضل في جملة من قال : " أصبت السنة " , و إنما هو ممن قال : " أصبت " فقط كما سبق . الثاني : ذكر يحيى بن أيوب مع عمرو و الليث اللذين قالا : " أصبت " كما قال ابن لهيعة . و الصواب أن يذكره بديل ابن لهيعة , و يذكر هذا بديله هنا . الثالث : قوله : و هو المحفوظ . و الصواب العكس كما تقدم تحقيقه . و لعل هذا الخطأ الثالث نشأ من الخطأين الأولين , و هما نشآ من تلخيصه لروايات المختلفين , و من الملاحظ أنه لما جعل ابن لهيعة مع المفضل وحده , و جعل يحيى ابن أيوب مع عمرو و الليث ضعف ذلك الجانب , و قوى هذا الجانب , زد على ذلك أنه نسي أن يجعل مع المفضل حيوة فازداد جانبه ضعفا على ضعف , كما ذهل أن يقرن معهما موسى بن علي , و لولا ذلك لتبين له الصواب إن شاء الله تعالى . و الخلاصة : أن الذين قالوا : " أصبت السنة " هم أربعة : 1 - موسى بن علي بن رباح . 2 - المفضل بن فضالة . 3 - حيوة بن شريح . 4 - يحيى بن أيوب . ( و كلهم ثقات رجال الشيخين غير موسى بن علي , فمن رجال مسلم وحده ) . و الذين قالوا : " أصبت " فقط هم ثلاثة : 1 - عبد الله بن لهيعة . 2 - و عمرو بن الحارث . 3 - و الليث بن سعد . ( و هم من رجال الشيخين غير ابن لهيعة كما تقدم ) . و بهذا يتجلى لك الصواب بإذن الله تعالى , فلا جرم أن صحح الحديث من سبق ذكرهم , و تبعهم شيخ الإسلام ابن تيمية , فقال في " مجموع الفتاوى " ( 21 / 178 ) : " و هو حديث صحيح " . و يمكن أن يلحق بهم البيهقي و النووي و غيرهما ممن أورده و لم يضعفه , بل ساقه معارضا به أحاديث التوقيت التي استدل بها الجمهور , فأجاب عنه البيهقي عقبه بقوله : " و قد روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه التوقيت , فإما أن يكون رجع إليه حين جاءه الثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التوقيت , و إما أن يكون قوله الذي يوافق السنة المشهورة أولى " . و نقله النووي في " المجموع " ( 1 / 485 ) و ارتضاه . فلو أنهما وجدا مجالا لتضعيفه لاستغنيا بذلك عن التوفيق بينه و بين أحاديث التوقيت بما ذكراه . على أنه يمكن التوفيق بوجه آخر , و هو أن يحمل حديث عمر على الضرورة و تعذر خلعه بسبب الرفقة أو غيره , و إليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بحث طويل له في المسح على الخفين . و هل يشترط أن يكونا غير مخرقين ? فقال ( 21 / 177 ) : " فأحاديث التوقيت فيها الأمر بالمسح يوما و ليلة , و ثلاثة و لياليهن , و ليس فيها النهي عن الزيادة إلا بطريق المفهوم , و المفهوم لا عموم له , فإذا كان يخلع بعد الوقت عند إمكان ذلك عمل بهذه الأحاديث , و على هذا يحمل حديث عقبة بن عامر لما خرج من دمشق إلى المدينة يبشر الناس بفتح دمشق , و مسح أسبوعا بلا خلع , فقال له عمر : أصبت السنة . و هو حديث صحيح " . و عمل به شيخ الإسلام في بعض أسفاره , فقال ( 21 / 215 ) : " لما ذهبت على البريد , و جد بنا السير , و قد انقضت مدة المسح فلم يمكن النزع و الوضوء إلا بالانقطاع عن الرفقة , أو حبسهم على وجه يتضررون بالوقوف , فغلب على ظني عدم التوقيت عند الحاجة كما قلنا في الجبيرة , و نزلت حديث عمر و قوله لعقبة بن عامر : " أصبت السنة " على هذا توفيقا بين الآثار , ثم رأيته مصرحا به في " مغازي ابن عائذ " أنه كان قد ذهب على البريد - كما ذهبت - لما فتحت دمشق ... فحمدت الله على الموافقة , ( قال ) : و هي مسألة نافعة جدا " . قلت : و لقد صدق رحمه الله , و هي من نوادر فقهه جزاه الله عنا خير الجزاء , و قد نقل الشيخ علاء الدين المرادي في كتابه " الإنصاف " ( 1 / 176 ) عن شيخ الإسلام أنه قال في " الاختيارات " : " لا تتوقف مدة المسح في المسافر الذي يشق ( عليه ) اشتغاله بالخلع و اللبس , كالبريد المجهز في مصلحة المسلمين " . و أقره . و هو في " الاختيارات " ( ص 15 ) المفردة .
----------------------------------------------------------- [1] نقلته ملخصا من " الأحاديث المختارة " و من " نصب الراية " ( 1 / 180 ) . ثم رأيته في " علل الدارقطني " ( 2 / 110 - 111 ) . اهـ . 2623" و من أمرك أن تعذب نفسك ?! صم شهر الصبر , و من كل شهر يوما . قلت : زدني . قال : صم شهر الصبر , و من كل شهر يومين . قلت : زدني أجد قوة . قال : صم شهر الصبر و من كل شهر ثلاثة أيام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 244 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 238 - 239 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 31 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 19 / 194 / رقم 435 ) عن حماد ابن يزيد بن مسلم : حدثنا معاوية بن قرة عن #كهمس الهلالي #قال : أسلمت , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي , فمكثت حولا و قد ضمرت و نحل جسمي [ ثم أتيته ] , فخفض في البصر ثم رفعه , قلت : أما تعرفني ? قال : و من أنت ? قلت : أنا كهمس الهلالي . قال : فما بلغ بك ما أرى ? قلت : ما أفطرت بعدك نهارا , و لا نمت ليلا , فقال : ... فذكره . و أورده الحافظ في " المطالب العالية " ( 1 / 303 / 1036 ) من رواية الطيالسي و سكت عليه , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 197 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه حماد بن يزيد المنقري , ( قلت : و في " الجرح " المقرىء ) و لم أجد من ذكره " . قلت : و قد فاته أن البخاري ذكره في " التاريخ " ( 2 / 1 / 20 ) و كناه بأبي يزيد البصري , و قال : " سمع معاوية بن قرة , سمع منه موسى , و سمع أباه و محمد بن سيرين " . و كذا ذكره أيضا ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 151 ) و زاد في شيوخه : بكر بن عبد الله المزني و مخلد بن عقبة بن شرحبيل الجعفي . و في الرواة عنه : يونس بن محمد , و مسلم بن إبراهيم , و محمد بن عون الزيادي , و طالوت بن عباد الجحدري . و ينبغي أن يزاد فيهم : أبو داود الطيالسي , فإنه قد روى عنه هذا الحديث , و ذكره ابن حبان أيضا في " الثقات " ( 2 / 62 - مخطوطة الظاهرية ) و على هامشه بخط بعض المحدثين : " و ذكره البزار , و قال : ليس به بأس " . و للحديث شاهد من حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها بهذه القصة , و في آخره زيادة أوردته من أجلها في " ضعيف أبي داود " برقم ( 419 ) . و عند الطيالسي في هذا الحديث قصة , و في آخرها حديث آخر أخرجه الضياء في " المختارة " برقم ( 258 و 259 ) من طريق الطيالسي و غيره . 2624" أذن في قومك أو في الناس يوم عاشوراء : من [ كان ] أكل فليصم بقية يومه [ إلى الليل ] , و من لم يكن أكل فليصم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 246 :
ورد من حديث #سلمة بن الأكوع و الربيع بنت معوذ و محمد بن صيفي و هند بن أسماء و أبي هريرة و عبد الله بن عباس و رجال لم يسموا من أسلم و معبد القرشي و محمد بن سيرين #مرسلا . 1 - أما حديث سلمة , فقال أحمد ( 4 / 50 ) : حدثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن عبيد قال : حدثنا سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم : فذكره . و هذا إسناد ثلاثي صحيح على شرط الشيخين , و يحيى بن سعيد هو القطان و من طريقه أخرجه البخاري ( 13 / 205 - 206 ) و النسائي ( 1 / 319 ) و في " الكبرى " ( ق 22 / 1 ) و ابن خزيمة ( 2092 ) , ثم أخرجه البخاري ( 4 / 113 - 114 و 201 ) و مسلم ( 3 / 151 - 152 ) و الدارمي ( 2 / 22 ) و البيهقي ( 4 / 220 و 288 ) و أحمد ( 4 / 47 , 48 ) و ابن حبان ( 5 / 252 / 3610 ) من طرق أخرى عن يزيد بن عبيد به . و إسناد أحمد و الدارمي و البخاري ثلاثي أيضا و الزيادة الأولى لأحمد , و الأخرى لمسلم . 2 - و أما حديث الربيع , فقالت : أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من كان أصبح صائما فليتم صومه , و من كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه . قالت : فكنا نصومه بعد ذلك , و نصوم صبياننا الصغار , و نجعل لهم اللعبة من العهن , و نذهب بهم إلى المسجد , فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار . أخرجه البخاري ( 4 / 163 ) و مسلم ( 3 / 152 ) و ابن خزيمة ( 2088 ) و الطحاوي ( 1 / 336 ) و ابن حبان ( 3611 ) و البيهقي ( 4 / 288 ) و أحمد ( 6 / 359 ) . 3 - و أما حديث محمد بن صيفي , فقال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء : أمنكم أحد طعم اليوم ? فقلنا : منا من طعم , و منا من لم يطعم . قال : فقال : فأتموا بقية يومكم من كان طعم و من لم يطعم , و أرسلوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم . يعني أهل العروض حول المدينة . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3 / 54 - 55 ) و عنه ابن ماجه ( 1 / 528 - 529 ) و ابن خزيمة ( 2091 ) و ابن حبان ( 932 - موارد ) و أحمد ( 4 / 488 ) من طريق حصين عن الشعبي عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال البوصيري في " الزوائد " ( 110 / 1 ) . 4 - و أما حديث هند بن أسماء , فيرويه محمد بن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي عنه قال : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال : مر قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء , فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره " . أخرجه أحمد ( 3 / 484 ) و الطحاوي ( 1 / 335 - 336 ) . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات معروفون , غير حبيب بن هند , ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 110 ) برواية ثقتين آخرين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 38 - هندية ) . و في رواية لأحمد من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة - و كان هند من أصحاب الحديبية - و أخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام عاشوراء - و هو أسماء بن حارثة - فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه , فقال : مر قومك بصيام هذا اليوم ... " الحديث نحوه . لكن يحيى بن هند هذا لا يعرف إلا برواية ابن حرملة هذا , و بها ذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 194 - 195 ) و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فأورده أيضا في " الثقات " ( 3 / 287 ) . و قال في ترجمة حبيب بن هند بن أسماء المتقدم : " كأنهما أخوان إن شاء الله " . و قال الحافظ في التوفيق بين روايتيهما : " قلت : فيحتمل أن يكون كل من أسماء و ولده هند أرسلا بذلك , و يحتمل أن يكون أطلق في الرواية الأولى على الجد اسم الأب , فيكون الحديث من رواية حبيب بن هند عن جد أسماء , فتتحد الروايتان . و الله أعلم " . قلت : التوفيق فرع التصحيح , و ما أرى أن الرواية الأخرى ثابتة , لما عرفت من حال راويها يحيى بن هند . و الله أعلم . ثم رأيت رواية سعيد بن حرملة في " صحيح ابن حبان " ( 5 / 252 / 3609 - الإحسان ) من طريق سهل بن بكار قال : حدثنا وهيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أسماء بن حارثة به . و هذا سند جيد , يدل على أن له أصلا عن أسماء , و لعل ابن حرملة كان له عنه إسنادان , فتارة يرويه عن يحيى بن هند , و تارة عن ابن المسيب .. و الله أعلم . 5 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه حبيب بن عبد الله عن شبيل عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم صائما يوم عاشوراء فقال لأصحابه : " من كان أصبح منكم صائما فليتم صومه , و من كان أصاب من غداء أهله فليتم بقية يومه " . أخرجه أحمد ( 2 / 359 ) . و رجاله موثقون غير حبيب بن عبد الله و هو الأزدي اليحمدي , و هو مجهول . 6 - و أما حديث ابن عباس فيرويه جابر عن عكرمة عنه قال : " أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل قرية على رأس أربعة فراسخ - أو قال فرسخين - يوم عاشوراء فأمر من أكل أن لا يأكل بقية يومه , و من لم يأكل أن يتم صومه " . أخرجه أحمد ( 1 / 232 ) . و جابر هو ابن يزيد الجعفي , و هو ضعيف . 7 - و أما حديث الرجال الأسلميين , فيرويه ابن شهاب عن ابن سندر عن رجال منهم [ من أسلم ] <1> أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم : ... فذكره نحو الحديث الأول . أخرجه النسائي في " الكبرى " ( 38 / 1 ) : أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا يزيد - يعني - بن موهب قال : حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب . و هذا إسناد رجاله ثقات غير ابن سندر , و قد جزم الحافظ في " باب من نسب إلى أبيه ... " من " التقريب " أنه عبد الله . ثم لم يترجم له في الأسماء , و هو تابع في ذلك لابن أبي حاتم , فقد قال في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 320 ) : " سندر أبو الأسود , له صحبة , روى عنه عبد الله بن سندر " . و الشطر الأول منه في " التاريخ " للبخاري ( 2 / 2 / 210 ) و زاد : " كناه عثمان بن صالح , و روى الزهري عن سندر بن أبي سندر عن أبيه " . و نقله هكذا في " الإصابة " , و ذكر فيه أن له ابنا آخر يدعى مسروحا . و يزيد بن موهب هو ابن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي . و أحمد بن إبراهيم هو أبو عبد الملك القرشي البسري الدمشقي . و قد خالف معمر عقيلا فأرسله , أخرجه عبد الرزاق ( 7834 ) قال : أخبرنا معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة قال لرجل من أسلم : فذكره . 8 - و أما حديث معبد القرشي , فقال عبد الرزاق ( 7835 ) : عن إسرائيل عن سماك ابن حرب عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بـ ( قديد ) فأتاه رجل , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه . و عن عبد الرزاق أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 342 / 803 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 187 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . 9 - و أما مرسل ابن سيرين , فقال ابن أبي شيبة ( 3 / 57 ) : حدثنا ابن علية عن أيوب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا من أسلم يوم عاشوراء ... الحديث و إسناده صحيح مرسل . و رواه عبد الرزاق ( 7852 ) عن عطاء مرسلا . و في الباب أحاديث أخرى خرجها الهيثمي في " مجمع الزوائد " , فمن شاء المزيد فليرجع إليه , و آخر فيه زيادة منكرة بلفظ : " فأتموا بقية يومكم و اقضوه " . و في إسناده جهالة , و لذلك خرجته في المجلد الحادي عشر من " الضعيفة " برقم ( 5199 ) و في " ضعيف أبي داود " برقم ( 422 ) . من فقه الحديث . في هذا الحديث فائدتان هامتان : الأولى : أن صوم يوم عاشوراء كان في أول الأمر فرضا , و ذلك ظاهر في الاهتمام به الوارد فيه , و المتمثل في إعلان الأمر بصيامه , و الإمساك عن الطعام لمن كان أكل فيه , و أمره بصيام بقية يومه , فإن صوم التطوع لا يتصور فيه إمساك بعد الفطر كما قال ابن القيم رحمه الله في " تهذيب السنن " ( 3 / 327 ) . و هناك أحاديث أخرى تؤكد أنه كان فرضا , و أنه لما فرض صيام شهر رمضان كان هو الفريضة كما في حديث عائشة عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " برقم ( 2110 ) . و الأخرى : أن من وجب عليه الصوم نهارا , كالمجنون يفيق , و الصبي يحتلم , و الكافر يسلم , و كمن بلغه الخبر بأن هلال رمضان رؤي البارحة , فهؤلاء يجزيهم النية من النهار حين الوجوب , و لو بعد أن أكلوا أو شربوا , فتكون هذه الحالة مستثناة من عموم قوله صلى الله عليه وسلم : " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " , و هو حديث صحيح كما حققته في " صحيح أبي داود " ( 2118 ) . و إلى هذا الذي أفاده حديث الترجمة ذهب ابن حزم و ابن تيمية و الشوكاني و غيرهم من المحققين . فإن قيل : الحديث ورد في صوم عاشوراء و الدعوى أعم . قلت : نعم , و ذلك بجامع الاشتراك في الفريضة , ألست ترى أن الحنفية استدلوا به على جواز صوم رمضان بنية من النهار , مع إمكان النية في الليل طبقا لحديث أبي داود , فالاستدلال به لما قلنا أولى كما لا يخفى على أولي النهى . و لذلك قال المحقق أبو الحسن السندي في حاشيته على " ابن ماجه " ( 1 / 528 - 529 ) ما مختصره : " الأحاديث دالة على أن صوم يوم عاشوراء كان فرضا , من جملتها هذا الحديث , فإن هذا الاهتمام يقتضي الافتراض . نعم الافتراض منسوخ بالاتفاق و شهادة الأحاديث على النسخ . و استدل به على جواز صوم الفرض بنية من النهار , لا يقال صوم عاشوراء منسوخ فلا يصح الاستدلال به . لأنا نقول : دل الحديث على شيئين : أحدهما : وجوب صوم عاشوراء . و الثاني : أن الصوم واجب في يوم بنية من نهار , و المنسوخ هو الأول , و لا يلزم من نسخه نسخ الثاني , و لا دليل على نسخه أيضا . بقي فيه بحث : و هو أن الحديث يقتضي أن وجوب الصوم عليهم ما كان معلوما من الليل , و إنما علم من النهار , و حينئذ صار اعتبار النية من النهار في حقهم ضروريا , كما إذا شهد الشهود بالهلال يوم الشك , فلا يلزم جواز الصوم بنية من النهار بلا ضرورة " أهـ . قلت : و هذا هو الحق الذي به تجتمع النصوص , و هو خلاصة ما قال ابن حزم رحمه الله في " المحلى " ( 6 / 166 ) و قال عقبه : " و به قال جماعة من السلف كما روينا من طريق ... عبد الكريم الجزري أن قوما شهدوا على الهلال بعد ما أصبح الناس , فقال عمر بن عبد العزيز : من أكل فليمسك عن الطعام , و من لم يأكل فليصم بقية يومه " . قلت : و أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3 / 69 ) و سنده صحيح على شرط الشيخين . و هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية , فقال في " الاختيارات العلمية " ( 4 / 63 - الكردي ) : " و يصح صوم الفرض بنية النهار إذا لم يعلم وجوبه بالليل , كما إذا قامت البينة بالرؤية في أثناء النهار , فإنه يتم بقية يومه و لا يلزمه قضاء و إن كان أكل " و تبعه على ذلك المحقق ابن القيم , و الشوكاني , فمن شاء زيادة بيان و تفصيل فليراجع " مجموع الفتاوى " لابن تيمية ( 25 / 109 و 117 - 118 ) و " زاد المعاد " لابن القيم ( 1 / 235 ) و " تهذيب السنن " له ( 3 / 328 ) و " نيل الأوطار " للشوكاني ( 4 / 167 ) . و إذا تبين ما ذكرنا , فإنه تزول مشكلة كبرى من مشاكل المسلمين اليوم , ألا و هي اختلافهم في إثبات هلال رمضان بسبب اختلاف المطالع , فإن من المعلوم أن الهلال حين يرى في مكان فليس من الممكن أن يرى في كل مكان , كما إذا رؤي في المغرب فإنه لا يمكن أن يرى في المشرق , و إذا كان الراجح عند العلماء أن حديث " صوموا لرؤيته ... " إنما هو على عمومه , و أنه لا يصح تقييده باختلاف المطالع , لأن هذه المطالع غير محدودة و لا معينة , لا شرعا و لا قدرا , فالتقييد بمثله لا يصح , و بناء على ذلك فمن الممكن اليوم تبليغ الرؤية إلى كل البلاد الإسلامية بواسطة الإذاعة و نحوها , و حينئذ فعلى كل من بلغته الرؤية أن يصوم , و لو بلغته قبل غروب الشمس بقليل , و لا قضاء عليه , لأنه قد قام بالواجب في حدود استطاعته , و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها , و الأمر بالقضاء لم يثبت كما سبقت الإشارة إليه , و نرى أن من الواجب على الحكومات الإسلامية أن يوحدوا يوم صيامهم و يوم فطرهم , كما يوحدون يوم حجهم , و لريثما يتفقون على ذلك , فلا نرى لشعوبهم أن يتفرقوا بينهم , فبعضهم يصوم مع دولته , و بعضهم مع الدولة الأخرى , و ذلك من باب درء المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى كما هو مقرر في علم الأصول . و الله تعالى ولي التوفيق .
----------------------------------------------------------- [1] زيادة من " تهذيب التهذيب " . اهـ . 2625" لو لم تكله لأكلتم منه , و لقام لكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 254 :
أخرجه مسلم ( 7 / 60 ) من طريق معقل عن أبي الزبير عن #جابر #أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه , فأطعمه شطر وسق شعير , فما زال الرجل يأكل منه و امرأته و ضيفهما حتى كاله , فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال , فذكره . و تابعه ابن لهيعة : حدثنا أبو الزبير به . أخرجه أحمد ( 3 / 337 , 347 ) من طريقين عنه . و خالفهما حسان بن عبد الله فقال : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا يونس ابن يزيد : حدثنا أبو إسحاق عن سعيد بن الحارث عن جده نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في التزويج , فأنكحه امرأة , فالتمس شيئا فلم يجده , فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رافع و أبا أيوب بدرعه فرهناه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير , فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي , فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه , قال نوفل : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : فذكره إلا أنه قال : " ما عشت " بدل : " و لقام لكم " . أخرجه الحاكم ( 3 / 246 ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 6 / 114 ) . و سكت عنه الحاكم و الذهبي . و ابن لهيعة فيه ضعف من قبل حفظه , و أبو إسحاق هو السبيعي كما في " الإصابة " , و كان اختلط , مع تدليس له . و سعيد بن الحارث لم أعرفه , فالإسناد مظلم , و الأول أقوى لمتابعة معقل لابن لهيعة عليه , لكن فيه عنعنة أبي الزبير , و هو معروف بالتدليس , فلا أدري إذا كان سمعه من جابر أم لا ? و لعل الحافظ ابن حجر قد ترجح عنده الأول , فقد أورده في " الفتح " ( 11 / 240 ) من رواية مسلم هذه ساكتا عليه , أو من أجل شواهد ذكرها قريبا , و بها يتقوى الحديث عندي إن شاء الله تعالى . منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و ما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد , إلا شطر شعير في رف لي , فأكلت منه حتى طال علي , فكلته ففني . أخرجه البخاري ( 6 / 146 و 11 / 239 ) و مسلم ( 8 / 218 ) و ابن ماجه ( 3345 ) و أحمد ( 4 / 108 ) و زاد : " فليتني لم أكن كلته " . و إسنادها جيد . 2626" أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم , فإذا هبطت الأكمة فمرها فلتحرم , فإنها عمرة متقبلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 255 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 477 ) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار : حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن يوسف بن ماهك عن حفصة بنت #عبد الرحمن بن أبي بكر #عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره . و سكت عنه . و قال الذهبي : " قلت : سنده قوي " . قلت : و قد أخرجه أحمد أيضا ( 1 / 198 ) : حدثنا داود بن مهران الدباغ : حدثنا داود - يعني العطار - به . و أخرجه أبو داود أيضا و غيره و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 1569 ) . و قد أخرجه البخاري ( 3 / 478 ) و مسلم ( 4 / 35 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن أبي بكر مختصرا . و كذلك أخرجاه من حديث عائشة نفسها , و في رواية لهما عنها قالت : فاعتمرت , فقال : " هذه مكان عمرتك " . و في أخرى : بنحوه قال : " مكان عمرتي التي أدركني الحج و لم أحصل منها " . و في أخرى : " مكان عمرتي التي أمسكت عنها " . و في أخرى : " جزاء بعمرة الناس التي اعتمروا " . رواها مسلم . و في ذلك إشارة إلى سبب أمره صلى الله عليه وسلم لها بهذه العمرة بعد الحج . و بيان ذلك : أنها كانت أهلت بالعمرة في حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم , إما ابتداء أو فسخا للحج إلى العمرة ( على الخلاف المعروف ) <1> , فلما قدمت ( سرف ) . مكان قريب من مكة - , حاضت , فلم تتمكن من إتمام عمرتها و التحلل منها بالطواف حول البيت , لقوله صلى الله عليه وسلم لها - و قد قالت له : إني كنت أهللت بعمرة فكيف أصنع بحجتي ? قال : - " انقضي رأسك و امتشطي و أمسكي عن العمرة و أهلي بالحج , و اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي و لا تصلي حتى تطهري . ( و في رواية : فكوني في حجك , فعسى الله أن يرزقكيها ) " , ففعلت , و وقفت المواقف , حتى إذا طهرت طافت بالكعبة و الصفا و المرة , و قال لها صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر : " قد حللت من حجك و عمرتك جميعا " , فقالت : يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت , و ذلك يوم النفر , فأبت , و قالت : أيرجع الناس بأجرين و أرجع بأجر ? و في رواية عنها : يصدر الناس بنسكين و أصدر بنسك واحد ? و في أخرى : يرجع الناس ( و عند أحمد ( 6 / 219 ) : صواحبي , و في أخرى له ( 6 / 165 و 266 ) : نساؤك ) بعمرة و حجة , و أرجع أنا بحجة ? و كان صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا إذا هويت الشيء تابعها عليه , فأرسلها مع أخيها عبد الرحمن , فأهلت بعمرة من التنعيم <2> . فقد تبين مما ذكرنا من هذه الروايات - و كلها صحيحة - أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرها بالعمرة عقب الحج بديل ما فاتها من عمرة التمتع بسبب حيضها , و لذلك قال العلماء في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم : " هذه مكان عمرتك " أي : العمرة المنفردة التي حصل لغيرها التحلل منها بمكة , ثم أنشأوا الحج مفردا <3> . إذا عرفت هذا , ظهر لك جليا أن هذه العمرة خاصة بالحائض التي لم تتمكن من إتمام عمرة الحج , فلا تشرع لغيرها من النساء الطاهرات , فضلا عن الرجال . و من هنا يظهر السر في إعراض السلف عنها , و تصريح بعضهم بكراهتها , بل إن عائشة نفسها لم يصح عنها العمل بها , فقد كانت إذا حجت تمكث إلى أن يهل المحرم ثم تخرج إلى الجحفة فتحرم منها بعمرة , كما في " مجموع الفتاوى " لابن تيمية ( 26 / 92 ) . و قد أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 4 / 344 ) بمعناه عن سعيد بن المسيب أن عائشة رضي الله عنها كانت تعتمر في آخر ذي الحجة من الجحفة . و إسناده صحيح . و أما ما رواه مسلم ( 4 / 36 ) من طريق مطر : قال أبو الزبير : فكانت عائشة إذا حجت صنعت كما صنعت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم . ففي ثبوته نظر , لأن مطرا هذا هو الوراق فيه ضعف من قبل حفظه , لاسيما و قد خالفه الليث بن سعد و ابن جريج كلاهما عن أبي الزبير عن جابر بقصة عائشة , و لم يذكرا فيها هذا الذي رواه مطر , فهو شاذ أو منكر , فإن صح ذلك فينبغي أن يحمل على ما رواه سعيد بن المسيب , و لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاختيارات العلمية " ( ص 119 ) : " يكره الخروج من مكة لعمرة تطوع , و ذلك بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم , و لا أصحابه على عهده , لا في رمضان و لا في غيره , و لم يأمر عائشة بها , بل أذن لها بعد المراجعة تطييبا لقلبها , و طوافه بالبيت أفضل من الخروج اتفاقا , و يخرج عند من لم يكرهه على سبيل الجواز " . و هذا خلاصة ما جاء في بعض أجوبته المذكورة في " مجموع الفتاوى " ( 26 / 252 - 263 ) , ثم قال ( 26 / 264 ) : " و لهذا كان السلف و الأئمة ينهون عن ذلك , فروى سعيد بن منصور في " سننه " عن طاووس - أجل أصحاب ابن عباس - قال : " الذين يعتمرون من التنعيم ما أدري أيؤجرون عليها أم يعذبون ? قيل : فلم يعذبون ? قال : لأنه يدع الطواف بالبيت , و يخرج إلى أربعة أميال و يجيء , و إلى أن يجيء من أربعة أميال [ يكون ] قد طاف مائتي طواف , و كلما طاف بالبيت كان أفضل من أن يمشي في غير شيء " . و أقره الإمام أحمد . و قال عطاء بن السائب : " اعتمرنا بعد الحج , فعاب ذلك علينا سعيد بن جبير " . و قد أجازها آخرون , لكن لم يفعلوها ... " . و قال ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " ( 1 / 243 ) : " و لم يكن صلى الله عليه وسلم في عمره عمرة واحدة خارجا من مكة كما يفعل كثير من الناس اليوم , و إنما كانت عمره كلها داخلا إلى مكة , و قد أقام بعد الوحي بمكة ثلاث عشرة سنة , لم ينقل عنه أنه اعتمر خارجا من مكة في تلك المدة أصلا , فالعمرة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم و شرعها فهي عمرة الداخل إلى مكة , لا عمرة من كان بها فيخرج إلى الحل ليعتمر , و لم يفعل هذا على عهده أحد قط إلا عائشة وحدها من بين سائر من كان معه , لأنها كانت قد أهلت بالعمرة فحاضت , فأمرها فأدخلت الحج على العمرة و صارت قارنة , و أخبرها أن طوافها بالبيت و بين الصفا و المروة قد وقع عن حجتها و عمرتها , فوجدت في نفسها أن ترجع صواحباتها بحج و عمرة مستقلين فإنهن كن متمتعات و لم يحضن و لم يقرن , و ترجع هي بعمرة في ضمن حجتها , فأمر أخاها أن يعمرها من التنعيم تطييبا لقلبها , و لم يعتمر هو من التنعيم في تلك الحجة و لا أحد ممن كان معه " أهـ . قلت : و قد يشكل على نفيه في آخر كلامه , ما في رواية للبخاري ( 3 / 483 - 484 ) من طريق أبي نعيم : حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة , فذكر القصة - , و فيه : " فدعا عبد الرحمن فقال : اخرج بأختك الحرم فلتهل بعمرة , ثم افرغا من طوافكما " . لكن أخرجه مسلم ( 4 / 31 - 32 ) من طريق إسحاق بن سليمان عن أفلح به , إلا أنه لم يذكر : " ثم افرغا من طوافكما " . و إنما قال : " ثم لتطف بالبيت " . فأخشى أن يكون تثنية الطواف خطأ من أبي نعيم , فقد وجدت له مخالفا آخر عند أبي داود ( 1 / 313 - 314 ) من رواية خالد - و هو الحذاء - عن أفلح به نحو رواية مسلم , فهذه التثنية شاذة في نقدي لمخالفة أبي نعيم و تفرده بها دون إسحاق بن سليمان و خالد الحذاء و هما ثقتان حجتان . ثم وجدت لهما متابعا آخر و هو أبو بكر الحنفي عند البخاري ( 3 / 328 ) و أبي داود . و يؤيد ذلك أنها لم ترد لفظا و لا معنى في شيء من طرق الحديث عن عائشة , و ما أكثرها في " مسند أحمد " ( 6 / 43 و 78 و 113 و 122 و 124 و 163 و 165 و 177 و 191 و 219 و 233 و 245 و 266 و 273 ) و بعضها في " صحيح البخاري " ( 3 / 297 و 324 و 464 و 477 - 478 و 482 و 4 / 99 و 8 / 84 ) و مسلم ( 4 / 27 - 34 ) و كذا لم ترد في حديث جابر عند البخاري ( 3 / 478 - 480 ) و مسلم ( 4 / 35 - 36 ) و أحمد ( 3 / 309 و 366 ) و كذلك لم ترد في حديث الترجمة لا من الوجه المذكور أولا , و لا من الطريق الأخرى عند الشيخين و غيرهما . نعم في رواية لأحمد ( 1 / 198 ) من طريق ابن أبي نجيح أن أباه حدثه أنه أخبره من سمع عبد الرحمن بن أبي بكر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره نحوه . إلا أنه قال : " فأهلا و أقبلا , و ذلك ليلة الصدر " , لكن الواسطة بين أبي نجيح و عبد الرحمن لم يسم , فهو مجهول , فزيادته منكرة , و إن سكت الحافظ في " الفتح " ( 3 / 479 ) على زيادته التي في آخره : " و ذلك ليلة الصدر " , و لعل ذلك لشواهدها . و الله أعلم . و جملة القول أنه لا يوجد ما ينفي قول ابن القيم المتقدم أنه لم يعتمر بعد الحج أحد ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم سوى عائشة , و لذلك لما نقل كلامه مختصرا الحافظ في " الفتح " لم يتعقبه إلا بقوله ( 3 / 478 ) : " و بعد أن فعلته عائشة بأمره دل على مشروعيته " ! و من تأمل ما سقناه من الروايات الصحيحة , و ما فيها من بيان سبب أمره صلى الله عليه وسلم إياها بذلك تجلى له يقينا أنه ليس فيه تشريع عام لجميع الحجاج , و لو كان كما توهم الحافظ لبادر الصحابة إلى الإتيان بهذه العمرة في حجته صلى الله عليه وسلم و بعدها , فعدم تعبدهم بها , مع كراهة من نص على كراهتها من السلف كما تقدم لأكبر دليل على عدم شرعيتها . اللهم إلا من أصابها ما أصاب السيدة عائشة رضي الله عنها من المانع من إتمام عمرتها . و الله تعالى ولي التوفيق . و إن مما ينبغي التنبه له أن قول ابن القيم المتقدم : " إنما كانت عمره كلها داخلا إلى مكة " , لا ينافيه اعتماره صلى الله عليه وسلم من ( الجعرانة ) , كما توهم البعض لأنها كانت مرجعه من الطائف , فنزلها , ثم قسم غنائم حنين بها , ثم اعتمر منها .
----------------------------------------------------------- [1] قلت : و الأول أرجح , و هو الذي اختاره ابن القيم , و يؤيده قول عائشة في رواية لأحمد ( 6 / 245 ) في رواية عنها : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , فنزلنا الشجرة , فقال : من شاء فليهل بعمرة ... قالت : و كنت أنا ممن أهل بعمرة " . فهذا صريح فيما رجحنا , لأن الشجرة شجرة ذي الحليفة ميقات أهل المدينة و مبتدأ الإحرام . [2] انظر " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ( 92 / 111 - 114 ) . [3] انظر " زاد المعاد " ( 1 / 280 - 281 ) و " فتح الباري " . اهـ . 2627" مررت ليلة أسري بي على موسى فرأيته قائما يصلي في قبره [ عند الكثيب الأحمر ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 261 :
أخرجه مسلم ( 7 / 102 ) و النسائي ( 1 / 242 ) و ابن حبان ( 49 - الإحسان ) و أحمد ( 3 / 120 ) من طرق عن سليمان التيمي عن # أنس #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و تابعه ثابت البناني عن أنس به , و الزيادة له . أخرجه مسلم و النسائي و ابن حبان ( 50 ) و أحمد ( 3 / 148 و 248 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 253 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 197 / 2 ) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني و سليمان التيمي عن أنس به . و خالفهم معاذ بن خالد قال : أنبأنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن ثابت عن أنس به . أخرجه النسائي و أفاد أنه خطأ من معاذ بن خالد فقال عقب الرواية السابقة : " هذا أولى بالصواب عندنا من حديث معاذ بن خالد . و الله تعالى أعلم " . ثم أخرجه هو , و أحمد ( 5 / 59 و 362 و 365 ) من طرق أخرى عن سليمان عن أنس عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و في رواية : سمعت أنسا يقول : أخبرني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به . قلت : فالظاهر أن أنسا تلقاه عن غيره من الصحابة , فكان تارة يذكره و يسنده , و تارة يرسله و لا يذكره , و لا يضر ذلك في صحة الحديث لأن مراسيل الصحابة حجة , كما هو معلوم . 2628" إن المؤمن ينزل به الموت و يعاين ما يعاين , فود لو خرجت - يعني نفسه - و الله يحب لقاءه , و إن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء , فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض , فإذا قال : تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك , و إذا قال : إن فلانا قد مات , قالوا : ما جيء به إلينا . و إن المؤمن يجلس في قبره فيسأل : من ربه ? فيقول : ربي الله . فيقال : من نبيك ? فيقول : نبيي محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فما دينك ? قال : ديني الإسلام . فيفتح له باب في قبره فيقول أو يقال : انظر إلى مجلسك . ثم يرى القبر , فكأنما كانت رقدة . فإذا كان عدوا لله نزل به الموت و عاين ما عاين , فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا , و الله يبغض لقاءه , فإذا جلس في قبره أو أجلس , فيقال له : من ربك ? فيقول : لا أدري ! فيقال : لا دريت . فيفتح له باب من جهنم , ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة إلا الثقلين , ثم يقال له : نم كما ينام المنهوش - فقلت لأبي هريرة : ما المنهوش ? قال : الذي ينهشه الدواب و الحيات - ثم يضيق عليه قبره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 263 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 92 - زوائده ) : حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي حدثنا الوليد بن القاسم حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن #أبي هريرة #- أحسبه رفعه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و قال البزار : " لا نعلم رواه عن يزيد هكذا إلا الوليد " . قلت : و هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " , و من فوقه من رجال الشيخين , و قال الهيثمي عقبه : " في " الصحيح " بعضه , و رجاله ثقات , خلا شيخ البزار فإني لا أعرفه " . قال الحافظ ابن حجر عقبه : " قلت : هو موثق , و لم يتفرد به " . قلت : له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 9 / 93 ) و قال : " و كان ثقة , مات سنة ثلاث و خمسين يعني و مائتين " . و قال السيوطي في " شرح الصدور " ( ص 38 ) : " سنده صحيح " ! و للشطر الأول منه شاهد موقوف من طريق ثور بن يزيد عن أبي رهم السمعي عن أبي أيوب الأنصاري قال : " إذا قبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا , فيقبلون عليه ليسألوه , فيقول بعضهم لبعض : أنظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب , فيقبلون عليه فيسألونه : ما فعل فلان ? ما فعلت فلانة ? هل تزوجت ? فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله قال لهم : إنه قد هلك , فيقولون : إنا لله و إنا إليه راجعون , ذهب به إلى أمه الهاوية , فبئست الأم و بئست المربية , قال : فيعرض عليهم أعمالهم , فإذا رأوا حسنا فرحوا و استبشروا , و قالوا : هذه نعمتك على عبدك فأتمها , و إن رأوا سوءا قالوا : اللهم راجع بعبدك " . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 443 ) . قلت : و رجاله ثقات لكنه منقطع بين ثور بن يزيد و أبي رهم . و قد وصله و رفعه سلام الطويل فقال : عن ثور عن خالد بن معدان يعني : عن أبي رهم رفعه . أخرجه ابن صاعد في زوائد " الزهد " ( 444 ) , لكن سلام هذا متروك , لكن ذكره ابن القيم في " الروح " ( ص 20 ) من طريق معاوية بن يحيى عن عبد الله بن سلمة أن أبا رهم السمعي حدثه أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره دون تخريج , و قد عزاه في " شرح الصدور " لابن أبي الدنيا و الطبراني في " الأوسط " , و سكت عنه , و معاوية بن يحيى ضعيف . ثم ذكر السيوطي من رواية آدم بن أبي إياس في " تفسيره " : حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن مرفوعا : " إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له : ما فعل فلان ? ما فعل فلان ? فإذا قال : مات قبلي , قالوا : ذهب به إلى أمه الهاوية , فبئست الأم و بئست المربية " . قلت : و هذا مرسل ضعيف الإسناد . ثم ذكر آثارا كثيرة بمعناه . و بالجملة فالحديث صحيح كما قال السيوطي بهذه الشواهد و الله أعلم . ثم رأيت القرطبي قال في " التذكرة " ( ق 40 / 2 - 41 / 1 ) بعد أن ذكر أثر ابن المبارك المتقدم عن أبي أيوب و غيره من الآثار : " و هذه الأخبار و إن كانت موقوفة فمثلها لا يقال من جهة الرأي , و قد خرج النسائي بسنده عن أبي هريرة ... الحديث , و فيه : " فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه , يقدم عليه فيسألونه : ماذا فعل فلان ? ماذا فعل فلان ? فيقولون : دعوه فإنه كان في غم الدنيا .... " الحديث " . قلت : و قد سبق تخريجه برقم ( 1309 ) و سيعاد بتوسع برقم ( 2758 ) . 2629" كان يخرج يهريق الماء , فيتمسح بالتراب , فأقول : يا رسول الله ! إن الماء منك قريب ? فيقول : و ما يدريني لعلي لا أبلغه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 265 :
أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 292 ) : أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش عن #ابن عباس #مرفوعا . و أخرجه أحمد ( 1 / 288 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 383 ) من طريق ابن المبارك به . ثم قال ( 1 / 303 ) : حدثنا يحيى بن إسحاق و موسى بن داود قالا : حدثنا ابن لهيعة به . و قال الهيثمي ( 1 / 263 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " , و فيه ابن لهيعة , و هو ضعيف " . قلت : لكن رواية ابن المبارك مع سائر العبادلة عن ابن لهيعة صحيحة عند العلماء كما ذكروا في ترجمته , و لذلك فالإسناد عندي صحيح لأن سائر رجاله ثقات معروفون من رجال مسلم , و حنش هو ابن عبد الله السبائي <1> الصنعاني الدمشقي . و لبعضه شاهد من رواية محمد بن سنان القزاز : حدثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين : حدثنا هشام بن حسان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تيمم بموضع يقال له مربد الغنم , و هو يرى بيوت المدينة " . أخرجه الدارقطني ( ص 68 ) و الحاكم ( 1 / 180 ) و قال : " حديث صحيح تفرد به عمرو بن محمد بن أبي رزين , و هو صدوق , و قد أوقفه يحيى ابن سعيد الأنصاري و غيره عن نافع عن ابن عمر " . قلت : و وافقه الذهبي , و هو مردود من وجهين : الأول : أن ابن أبي رزين هذا فيه كلام من قبل حفظه , أشار إليه الحافظ في " التقريب " بقوله : " صدوق ربما أخطأ " . فإذا خالف الثقات , فلا تطمئن النفس لتصحيح حديثه . و الآخر : أن القزاز هذا ضعيف , فتعصيب الخطأ به أولى من تعصيبه بشيخه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم . ثم أخرجه الحاكم من طريق يحيى بن سعيد عن نافع قال : " تيمم ابن عمر على رأس ميل أو ميلين من المدينة فصلى العصر , فقدم و الشمس مرتفعة و لم يعد الصلاة " . و أخرجه عبد الرزاق ( 884 ) عن الثوري عن محمد و يحيى بن سعيد به . و أخرجه الدارقطني ( ص 68 ) و البيهقي ( 1 / 233 ) من طريق أخرى عن محمد بن عجلان عن نافع به نحوه . و الدارقطني من طريق أخرى عن سفيان : أخبرنا يحيى بن سعيد به . و مالك ( 1 / 76 ) و عنه عبد الرزاق ( 883 ) عن نافع به نحوه . فهو موقوف صحيح الإسناد , كما أشار إلى ذلك الحاكم فيما تقدم . و روى البيهقي عند الوليد بن مسلم قال : قيل لأبي عمرو - يعني الأوزاعي - : حضرت الصلاة و الماء حائز <2> عن الطريق أيجب علي أن أعدل إليه ? قال : حدثني موسى بن يسار عن نافع به نحوه , و لفظه : " عن ابن عمر أنه كان يكون في السفر فتحضره الصلاة و الماء منه على غلوة أو غلوتين و نحو ذلك , ثم لا يعدل إليه " . و عن حكيم بن رزيق عن أبيه قال : سألت سعيد بن المسيب عن راع في غنمه أو راع تصيبه جنابة و بينه و بين الماء ميلان أو ثلاثة ? قال : " يتيمم صعيدا طيبا . و هذا صحيح أيضا . و أما ما رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 160 ) : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : " يتلوم الجنب ما بينه و بين آخر الوقت " . و أخرجه البيهقي من طريق أخرى عن أبي إسحاق به نحوه , و لفظه : " اطلب الماء حتى يكون آخر الوقت , فإن لم تجد ماء تيمم ثم صل " . قلت : فهذا على وقفه ضعيف الإسناد , علته الحارث هذا - و هو ابن عبد الله الأعور - فإنه ضعيف , و لذلك قال البيهقي عقبه : " و هذا لم يصح عن علي , و بالثابت عن ابن عمر نقول , و معه ظاهر القرآن " .
----------------------------------------------------------- [1] كذا بالمد , و يقال ( السبئي ) بالقصر , قال في " تاج العروس " : " و كلاهما صحيح " . [2] كذا الأصل , و لعل الصواب ( جائر ) أي مائل , و إن كان ( حائز ) يأتي بمعناه . اهـ .
2630" اطلبني أول ما تطلبني على الصراط . قال : فإن لم ألقك عند الصراط ? قال : اطلبني عند الميزان . قال : فإن لم ألقك عند الميزان ? قال : فاطلبني عند الحوض , فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 268
أخرجه الترمذي ( 2 / 70 ) و أحمد ( 3 / 178 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( ق 242 / 1 - 2 ) من طريق حرب بن ميمون الأنصاري أبي الخطاب : حدثنا النضر بن # أنس بن مالك #عن أبيه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع في يوم القيامة , فقال : أنا فاعل . قال : قلت : يا رسول الله ! فأين أطلبك ? قال : اطلبني .. الحديث . و قال الترمذي :" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . قلت : و أقره المنذري في " الترغيب " ( 4 / 211 ) و كذا الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 405 ) و رجاله ثقات رجال مسلم , فإنه أخرج لحرب هذا حديثا آخر في " الأطعمة " ( 6 / 121 ) و سائر رجاله من رجال الشيخين , و هو إلى ذلك ثقة بلا خلاف , إلا ما وهم فيه بعضهم , فلابد من تحقيق القول في ذلك , فأقول : قال الذهبي في " الميزان " : " حرب بن ميمون ( م , ت ) أبو الخطاب الأنصاري , بصري صدوق يخطىء , قال أبو زرعة : لين . و قال يحيى بن معين : صالح . قلت : يروي عن مولاه النضر بن أنس و عن عطاء بن أبي رباح . و عنه عبد الله بن رجاء و يونس المؤدب و جماعة , و قد وثقه علي بن المديني و غيره , و أما البخاري فذكره في " الضعفاء " و ما ذكر الذي بعده صاحب الأغمية <1> ... " . ثم قال الذهبي عقبه : " حرب بن ميمون العبدي أبو عبد الرحمن البصري العابد المعروف بـ ( صاحب الأغمية ) عن عوف و حجاج بن أرطاة و خالد الحذاء ... ضعفه ابن المديني و الفلاس , و قال ابن معين : صالح . قلت : توفي سنة بضع و ثمانين و مائة , و هو الأصغر و الأضعف , و قد خلطه البخاري و ابن عدي بالذي قبله , و جعلهما واحدا , و الصواب أنهما اثنان , الأول صدوق لقي عطاء , و الثاني ضعيف أكبر من عنده حميد الطويل . قال عبد الغني بن سعيد : هذا مما وهم فيه البخاري , نبهني عليه الدارقطني " . قلت : ما استصوبه الذهبي رحمه الله هو الصواب , و به جزم غير ما إمام من المتقدمين و المتأخرين , فقال الساجي : " حرب بن ميمون الأصغر ضعيف الحديث عنده مناكير , و الأكبر صدوق " . و كذا قال عمرو بن علي الفلاس , و روى عبد الله بن علي عن أبيه نحوه . و قال الحافظ ابن حجر في الأكبر : " صدوق , رمي بالقدر من , السابعة " . و في الأصغر : " متروك الحديث مع عبادته , من الثامنة , و وهم من خلطه بالأول " . و جرى على التفريق بينهما الخزرجي أيضا في " الخلاصة " و غيره كما يأتي . لكن في كلام الذهبي المتقدم بعض الأوهام لابد من التنبيه عليها إتماما للتحقيق : أولا : قوله في ترجمة الأكبر : " قال أبو زرعة : لين " خطأ و حقه أن ينقل إلى ترجمة الأصغر ففيها أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 251 ) تبعه الحافظ في " التهذيب " . ثانيا : قوله فيها و في ترجمة الأصغر : " و قال ابن معين : صالح " خطأ أيضا , و الصواب ذكره في ترجمة الأصغر فقط , كما فعل ابن أبي حاتم و ابن حجر . ثالثا : قوله : و أما البخاري فذكره في " الضعفاء " . فأقول : إن كان يريد كتابه المعروف بـ " الضعفاء " كما هو المتبادر فلم أره ذكر فيه الأكبر , و لا الأصغر , من النسخة المطبوعة في الهند , فلا أدري إذا كان ذلك في نسخة أخرى منه , و إن كنت أستبعد هذا , فإن الحافظ ابن حجر لم يذكره مطلقا . و لكنه قال : " قال البخاري : قال سليمان بن حرب : هو أكذب الخلق " . و لكن الحافظ في الوقت الذي لم يعز هذا لـ " ضعفاء البخاري " , فإنه أورده في ترجمة حرب بن ميمون الأصغر , بينما البخاري نفسه إنما أورده في " التاريخ الكبير " في ترجمة الأكبر , فقال ( 1 / 2 / 65 ) : " حرب بن ميمون يقال أبو الخطاب البصري مولى النضر بن أنس الأنصاري عن أنس ( ! ) سمع منه يونس بن محمد . قال سليمان بن حرب : هذا أكذب الخلق " . و لم يذكر البخاري في ترجمة الأصغر شيئا ( 1 / 2 / 64 ) . و قد استظهر محقق " التاريخ " أن الحامل للحافظ و غيره على صرف قول البخاري هذا إلى ترجمة الأصغر أن ابن المديني و عمرو بن علي قد ليناه , و وثقا هذا الأنصاري . ثم أجاب عن تكذيب سليمان له بما خلاصته أنه جرح مبهم غير مفسر لأنه قائم على قصة لا تستلزم التكذيب المذكورة بصورة لا تحتمل التأويل , فراجع كلامه فإنه مفيد . و خلاصة القول : إن حرب بن ميمون الأكبر صاحب هذا الحديث , ثقة حجة , وثقه ابن المديني شيخ البخاري و الفلاس و الساجي , و كذا مسلم بإخراجه له في " الصحيح " , و ابن حبان بذكره إياه في " الثقات " , و الخطيب بقوله فيه : " كان ثقة " , و لم يضعفه أحد سوى ما تقدم من قول سليمان بن حرب فيه , و قد عرفت الجواب عنه , و أنه غير حرب بن ميمون الأصغر كما سبق عن جماعة من الأئمة . و بهذه المناسبة لابد من التنبيه على وهم أيضا وقع في ترجمة ( الأصغر ) هذا من " تهذيب التهذيب " لابن حجر , فقد قال ( 2 / 227 ) : " قال المزي : و قد جمع بينهما غير واحد , و هو الصحيح إن شاء الله تعالى " . و الذي رأيته في " تهذيب الكمال " للحافظ المزي خلافه , فإنه بعد أن ترجم للأكبر أتبعه بترجمة الأصغر , و قال في آخرها : " ذكرناه للتمييز بينهما , و قد جمعهما غير واحد , و فرق بينهما غير واحد , و هو الصحيح إن شاء الله تعالى " . فالظاهر أنه سقط من الناسخ أو الطابع لـ " تهذيب التهذيب " جملة " و فرق بينهما غير واحد " , فاختل المعنى . و الله أعلم . و لعله من هذا القبيل ما جاء في أول ترجمة الأكبر من " تهذيب التهذيب " قال : " روى له مسلم حديثا في تكثير الطعام عند أم سليم , و الآخر في قوله صلى الله عليه وسلم لأنس : اطلبني ... " . فإنه يوهم أن الحديث الآخر - حديث الترجمة - رواه مسلم أيضا , و ليس كذلك , و لولا أنه كان رمز له في رأس الترجمة بأنه أخرج له مسلم و الترمذي و ابن ماجه في " التفسير " , لكان يمكن حمل قوله : " و الآخر " على الترمذي , و لكن ذكره لابن ماجه عقبه يمنع منه إلا بتكلف ظاهر . و اعلم أن هذا الحديث أورده الشيخ السهسواني الهندي في " صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان " ( ص 353 ) مستدلا به على أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ثابت , ثم ساق أحاديث هذا أولها , و قال بعد أن ذكر تحسين الترمذي إياه : " قلت : و رجاله رجال الصحيح , و كلهم ثقات غير حرب بن ميمون أبي الخطاب , فقد اختلف فيه , قال الذهبي في " الميزان " ... " . ثم ساق كلامه المتقدم , و لكن ملخصا . ففهم منه مقلده صاحب كتاب " التوصل إلى حقيقة التوسل " أن الحديث ضعيف , فقال عقب الحديث ( ص 320 - الطبعة الثانية ) : " الحديث غير صحيح السند كما سيأتي بيانه " . و البيان الذي وعد به لا يزيد على قوله في الصفحة المقابلة بعد أن ذكر أيضا تحسين الترمذي إياه : " و في سنده أبو الخطاب حرب بن ميمون ضعف و وثق , و ممن ضعفوه ( ! ) شيخ المحدثين البخاري , فحديث يقول فيه الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه الحسن الغريب ( ! ) , و الترمذي معروف لينه و تساهله في نقد الرواة و الروايات . و فيه أيضا من ضعفه البخاري , و حسبك به ناقدا حجة في هذا الشأن , فكيف يحتج بهذا الحديث ... ?! اللهم علمنا العلم الذي لا جهل معه " ! قلت : فهذا الكلام مع ما فيه من الركة و العجمة و ضعف البيان حتى وصف الترمذي باللين ! و قال : " ضعفوه " , و هو يريد " ضعفه " , فهو يدل على عدم معرفة قائله بهذا العلم الشريف , و قلة اطلاعه على أقوال أئمة الجرح و التعديل , فضلا عن عجزه التام عن التوفيق بين أقوالهم في الراوي الواحد . فمن كان هذا حاله , فمن البدهي أن يقول ما لم يقله أحد قبله , حتى و لا مقلده و عمدته في الكلام على الأحاديث , و هو الشيخ الفاضل : السهسواني , فإن هذا تكلم على الحديث بإسلوب معروف عند أهله , و إن كان لم يفصح عن مرتبته , مع أن ظاهره أقرب إلى تأييده تحسين الترمذي إياه منه إلى رده , فجاء هذا المومى إليه فلخص كلامه تلخيصا بعيدا جدا عن الواقع أدى به إلى التصريح بأن إسناده غير صحيح , و أن راويه أبا الخطاب مختلف فيه " ضعف و وثق , و ممن ضعفه البخاري " و هذا كله لعدم علمه و معرفته , و لذلك فلم يحسن التعبير , فـ ( أبو الخطاب ) متفق على توثيقه , و لم يضعفه أحد غير البخاري , على ما في تضعيفه إياه من تردد العلماء , هل أراد به أبا الخطاب هذا أم حرب بن ميمون الأصغر ? كما تقدم بيانه , و أنه إن أراد به الأول , فهو جرح غير مفسر , كما تقدم , و لذلك لم يعتمد عليه من جاء بعده من النقاد كالذهبي و العسقلاني و الخزرجي , و من قبلهم المنذري الذي أقر الترمذي على التحسين , و كل هؤلاء يعلمون أن البخاري هو شيخ المحدثين حقا , و لكنهم يعلمون أيضا أن الحق لا يعرف بالرجال , و أنه لا عصمة لأحد منهم , و إنما هو مشاع بينهم , فلذا فهم يبحثون عنه , فمع من كان اتبعوه , و هذا ما صنعوه هنا , فأعرضوا على تضعيف البخاري , و اعتمدوا قول الذين وثقوه كما سبق . و أزيد هنا فأقول : قال الذهبي في " ديوان الضعفاء " ( مخطوط ) : " حرب بن ميمون أبو الخطاب , ثقة , رماه بالكذب سليمان بن حرب " . و قال في " المغني " ( 1 / 153 - طبع حلب ) : " ثقة , غلط من تكلم فيه , و هو صدوق " . فأنت تراه لم يعتد بمن رماه بالكذب فضلا عمن تكلم فيه . و لهذا الرجل قصة طويلة فيها عبرة لمن يعتبر , لا مجال للتحدث عنها بهذا المكان , و إنما لابد من الإشارة إليها بأوجز ما يمكن من الكلام . فهو رجل عاش نحو ربع قرن من الزمان رئيسا على إخواننا السلفيين في حلب , و منذ بضع سنين بدأ يظهر شيئا من الشدة عليهم , و فرض الرأي , فمن استسلم له قربه إليه , و من خالفه في رأيه أبعده عنه , و امتنع من التعاون معه , و لو كان صاحبه القديم منذ بدء الدعوة هناك , يفعل هذا , و هو ممن لا علم عنده يذكر و لا تحقيق إلا ما كان استفاده من غيره , إلى أن خرج عليهم برأي لا عهد لهم به , و هو أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم معصومات من الزنا , و إن كان الجميع متفقين معه على أنهن متن و هن عفيفات شريفات , فكان لا يقنع إلا بأن يقولوا معه إنهن معصومات العصمة الشرعية , فلما طالبوه بالحجة , و ناقشه فيها أبرز من فيهم فقها و فهما , كان جزاؤه منه أن قاطعه و هجره , و بالنار إن استمر على مخالفته أوعده , و حاول أن يبعده عن الجماعة , بعد أن أعلن عدم استعداده أن يتعاون معه , فجلب بذلك ضررا على نفسه و دعوته , حيث تبين للجماعة هناك بأن عمله ليس على المنهج , و على الرغم من نصحي إياه , فلم يستجب , فكانت عاقبته أن أزالوه من رياسته , بعد أن اجتمعوا في داره , و أنا معهم و بعض إخواننا الدمشقيين , و كلهم ينصحونه و يطلبون منه أن يكف عن فرض رأيه و إصراره و أن يتعاون مع كل إخوانه و بخاصة القدامى و الفقهاء منهم , فرفض , فكان أن أقالوه عن رياسته و نصبوا عليهم غيره و هم في داره ! فكان بعد ذلك ينال من صاحبه القديم كلما جاء ذكره , و يصفه بما ليس فيه ! مع أنه معروف بين إخوانه بإخلاصه و تدينه و فقهه و غيرته على الدعوة , فيما نعلم و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحدا , من أجل ذلك قطعت صلتي به , فلا أزوره و لا يزورني , و إن كان يظهر مودتي و تبجيلي كلما لقيني و أنا أصد عنه , حتى يتوب إلى ربه من فعلته و يعتذر لأخيه عن إساءته إليه , و لله عاقبة الأمور . و على الرغم من أنه ترك بلدته ( حلب ) و تركته الجماعة كما سبق , فهو لا يزال يعلن في البلاد السعودية أنه رئيس الجماعة , بل و يصرح بأنه مؤسس الدعوة السلفية , فعل ذلك في كتابه " التوصل " , فانتقدته في كتابي " التوسل أنواعه و أحكامه " ( ص 91 - 93 ) , فرد علي في طبعته الثانية من كتابه المذكور , بما يبدو للقارئ اللبيب أنه تبين له صواب نقدي إياه , و لكنه لم يظهر ذلك , و أكبر دليل على ذلك أنه في طبعته الثانية قيد لقبه السابق , فقال عن نفسه بنفسه ( ! ) : " مؤسس الدعوة السلفية بحلب " , دون أن يذكر بأنه استفاد ذلك من نقدي المشار إليه , و تأول قوله : " مؤسس " بما كنت ذكرته أنا في نقدي بأنه لعله أراد به : " مجدد الدعوة السلفية " , فتكلم طويلا بكلام لا يخرج عن التأويل المذكور , فوددت لو أنه صرح بأنه : " مجدد الدعوة السلفية بحلب " إذن لما وافقه إخوانه على ذلك , لأنهم يعلمون أنه ليس أهلا لذاك , و أنه حسبه أن يكون تابعا لأحد المجددين , كما قلت هناك , و كتابه المذكور أكبر شاهد على ما أقول , فهو ممتلئ بالأخطاء العلمية , من أنواع مختلفة , على ركة وعي في التعبير , و كلامه في هذا الحديث من أوضح الأدلة على ذلك , و الله هو المسؤول أن يحفظ علينا إيماننا , و يطهر قلوبنا من الحسد و الغل و الكبر , إنه خير مسؤول <2> .
[1] جمع ( الغماء ) : سقف البيت . " المعجم الوسيط " . [2] و قد ذكرت تحت حديث عائشة المتقدم ( 2507 ) تفصيل ما أجملت هنا من الرد على قوله بالعصمة , و كان ذلك منذ نحو عشرين سنة . ثم توفي الرجل إلى رحمة الله , و غفر لنا و له , فترددت كثيرا في نشر هذا - و الكتاب تحت الطبع - ثم أمضيته للتاريخ و العبرة , و دفعا للقيل و القال , و لا سيما و قد بدأ بعض ذوي الأغراض و الأهواء من الناشرين و المعلقين يخوضون بعد وفاته فيما لا علم لهم به , و الله يقول : *( فاسأل به خبيرا )* . اهـ . 2631" ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 276 :
أخرجه البخاري ( 4 / 387 ) و مسلم ( 1 / 88 و 6 / 8 ) و الدارمي ( 2 / 324 ) و أحمد ( 5 / 25 ) من طرق عن الحسن قال : عاد عبيد الله بن زياد # معقل بن يسار المزني # في مرضه الذي مات فيه , قال معقل : إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . و في رواية للبخاري عن الحسن قال : أتينا معقل بن يسار نعوده , فدخل علينا عبيد الله , فقال له معقل : ... فذكره نحوه . و تابعه أبو المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه , فقال له معقل : ... فذكره نحوه , و لفظه : " ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم و ينصح إلا لم يدخل معهم الجنة " أخرجه مسلم , و قد مضى من رواية أحمد و غيره نحوه برقم ( 1754 ) . 2632" ما من عبد أتى أخا له يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء : أن طبت و طابت لك الجنة , و إلا قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زار في و علي قراه , فلم أرض له بقرى دون الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 277 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1024 ) و البزار ( 2 / 388 - 389 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 107 ) و الضياء في " المختارة " ( ق 240 / 1 ) من طريق يوسف بن يعقوب : أخبرنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن #أنس # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " رواه الضحاك بن حمرة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن سياه مثله " . قلت : و ابن حمرة ضعيف , و لكن الإسناد الذي قبله رجاله رجال " الصحيح " , غير ميمون بن عجلان هذا , و قد أورده البخاري في " التاريخ " ( 7 / 343 ) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 ) من رواية يوسف هذا عنه , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , غير أن ابن أبي حاتم قال : " و سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . و اعلم أن من قيل فيه : " شيخ " , فهو في المرتبة الثالثة من مراتب التعديل , يكتب حديثه و ينظر فيه كما قال ابن أبي حاتم نفسه ( 1 / 1 / 37 ) و جرى عليه العلماء كما تراه في " التدريب " ( ص 232 ) , و معنى ذلك أنه ممن ينتقى من حديثه , أو أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , و لعله قد أشار إلى ذلك الحافظ الذهبي بقوله في مقدمة " الميزان " : " و لم أتعرض لذكر من قيل فيه : " محله الصدق " , و لا من قيل فيه : " لا بأس به " , و لا من قيل فيه : " هو صالح الحديث " , أو " يكتب حديثه " , أو " هو شيخ " , فإن هذا و شبهه يدل على عدم الضعف المطلق " . قلت : و جل هؤلاء ممن يحسن العلماء حديثهم عادة , فليكن مثلهم من قيل فيه : " هو شيخ " , و يؤيده أن الحافظ المنذري جود إسناد حديث هذا الشيخ , فقال عقبه في " الترغيب " ( 3 / 239 ) : " رواه البزار و أبو يعلى بإسناد جيد " . و وثقه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 8 / 173 ) : " رواه البزار و أبو يعلى , و رجال أبي يعلى رجال " الصحيح " غير ميمون بن عجلان , و هو ثقة " . و لعل تصريحه بتوثيقه إياه , إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان , فقد أورده في " الثقات " كما يستفاد من " التعجيل " , و إن لم أره في نسخة الظاهرية من " الثقات " , فإن فيها خرما . ثم طبع كتاب " الثقات " و قد أورده فيه ( 7 / 473 ) برواية محبوب بن الحسن و أهل البصرة عنه . و هذان من رجال " الميزان " و " اللسان " فراجعهما . و قد روى عن هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي أيضا عند الضياء , و كذا محمد بن بكر , لكن سماه ميمون المرئي , لكن في " التهذيب " من هذه الطبقة : " ميمون بن سياه المرئي البصري , و يقال إنه ابن ميمون بن عبد الرحمن بن صفوان ابن قدامة " . و ابن سياه هذا هو من شيوخ ميمون بن عجلان كما في ترجمتهما من " التاريخ " و " الجرح و التعديل " و هو شيخه في هذا الإسناد كما ترى , و قد فرقا بينهما , فهو غير المرئي إذن , و من الممكن أن يكون مشاركا له في هذه النسبة . و الله أعلم . و قد توبع ميمون بن عجلان من الضحاك بن حمرة في الرواية المعلقة عند أبي نعيم , لكن الضحاك هذا ضعيف . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 245 ) و الترمذي و حسنه في نسخة , و صححه ابن حبان ( 712 ) و إسناده صالح للاستشهاد به كما بينته في التحقيق الثاني لـ " المشكاة " ( 5015 ) . و لأبي يعلى بهذا الإسناد حديث آخر عن أنس في فضل المصافحة عند اللقاء , تقدم ذكره تحت الحديث ( 525 ) . 2633" أرواح الشهداء في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حيث شاءت , ثم تأوي إلى تلك القناديل , فاطلع إليهم ربهم إطلاعة , فقال : هل تشتهون شيئا ? قالوا : أي شيء نشتهي و نحن نسرح من الجنة حيث شئنا ? ففعل ذلك بهم ثلاث مرات , فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا , قالوا : يا رب ! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا , حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ! فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 279 :
أخرجه مسلم ( 6 / 38 - 39 ) و الترمذي ( 3014 ) و الدارمي ( 2 / 206 ) و ابن ماجه ( 2 / 185 ) و البيهقي في " الشعب " ( 4 / 19 - 20 ) و الطيالسي ( 38 / 294 ) و ابن أبي شيبة ( 5 / 308 ) و هناد في " الزهد " ( 154 ) و الطبري ( 8206 ) من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : سألنا #عبد الله [ بن مسعود ] #عن هذه الآية *( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )* ? قال : أما إنا قد سألنا عن ذلك ? فقال : ... فذكره . و السياق لمسلم , و الزيادة للترمذي , و قال : " حديث حسن صحيح " . قلت : هو مرفوع في صورة موقوف , فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه صراحة , لكنه في حكم المرفوع قطعا , و ذلك لأمرين : الأول : أن قوله : " سألنا عن ذلك ? فقال : " لا يمكن أن يكون المسؤول و القائل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم , لأنه هو مرجعهم في بيان ما أشكل أو غمض عليهم و الآخر : أن ما في الحديث من فضل الشهداء عند الله , و مخاطبته تعالى إياهم و جوابهم و طلبهم منه أن ترد أرواحهم إلى أجسامهم , كل ذلك مما لا يمكن أن يقال بالرأي . و لذلك قال النووي في " شرح مسلم " : " و هذا الحديث مرفوع لقوله : " إنا قد سألنا عن ذلك , فقال , يعني النبي صلى الله عليه وسلم " . و أمر ثالث : أنه قد جاء طرف منه مرفوعا من حديث ابن عباس رضي الله عنه عند أحمد ( 1 / 266 ) و صححه الحاكم ( 2 / 297 - 298 ) و وافقه الذهبي , و قد تكلمت عليه في " تخريج الطحاوية " ( ص 393 ) و " المشكاة " ( 3853 ) . و كأنه لما ذكرنا استجاز شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن يصرح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فإنه أورده في " مجموع الفتاوى " ( 4 / 224 - 225 ) من رواية مسلم بلفظ : " فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك [ رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ? فقال : ... " , فزاد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم , و يحتمل أن تكون هذه الزيادة في بعض النسخ القديمة من " صحيح مسلم " . و الله أعلم . 2634" من شرب الخمر في الدنيا و لم يتب لم يشربها في الآخرة و إن أدخل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 281 :
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 148 / 1 ) عن حفص بن عبد الله : حدثني إبراهيم ابن طهمان عن أيوب عن نافع [ و ] عن موسى بن عقبة عن نافع عن #ابن عمر #أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال البخاري , و حفص بن عبد الله هو السلمي النيسابوري . و قد أخرجه الشيخان و غيرهما من طرق عن نافع به دون قوله : " و إن أدخل الجنة " . لكنها زيادة جيدة , لها شواهد ذكرتها في " الروض النضير " ( 561 ) و قد أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 182 ) بهذه الزيادة ساكتا عليها . 2635" إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه و لكنه قد رضي منكم بما تحقرون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 281 :
أخرجه أحمد ( 2 / 368 ) : حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة #عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , و أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري . و معاوية , الظاهر أنه معاوية بن عمرو , فقد ساق له الإمام أحمد حديثا آخر قبل هذا الحديث , و هو الأزدي أبو عمرو البغدادي , و هو من شيوخ البخاري , و من الغريب أنهم لم يذكروا في ترجمته و لا في ترجمة الإمام أحمد , أن الإمام روى عنه , مع أنه من طبقة شيوخه ####ع بن الجراح , و كان معاوية أسن منه بسنة , حتى الحافظ المزي لم يذكره مع أن من عادته استقصاء شيوخ المترجم و الرواة عنه , فلما لم أره قد ذكره ذهب وهلي إلى احتمال أن يكون وقع في نسخة " المسند " سقط في اسم شيخه , و أنه مروان بن معاوية , فإنه سمع من أبي إسحاق الفزاري و سمع منه الإمام أحمد , و لكن سرعان ما زال هذا الاحتمال حينما رأيت الإمام أحمد قد روى الحديث الآخر عن معاوية بن عمرو , فالحمد لله على توفيقه . ثم تأيد ذلك بذكر ابن الجوزي إياه في شيوخ أحمد في " مناقبه " ( ص 50 ) و بذكر الحافظ المزي أبا إسحاق الفزاري في شيوخ معاوية في " تهذيبه " ( 2 / 169 ) و قد تابعه أبو حمزة عن الأعمش به , إلا أنه زاد : و أبي سعيد ... " . أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 383 / 2 - 384 / 1 ) . و سنده صحيح أيضا , و أبو حمزة هو محمد بن ميمون السكري المروزي . 2636" لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 282 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 309 ) و الترمذي ( 2020 ) و الحاكم ( 1 / 47 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 91 / 2 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 2 / 14 / 2 و 4 / 40 / 2 ) من طرق عن كثير بن زيد قال : سمعت سالما يحدث عن #ابن عمر #عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . و قال الحاكم : " هذا حديث أسنده جماعة من الأئمة عن كثير بن زيد , ثم أوقفه عنه حماد بن زيد وحده , فأما الشيخان فإنهما لم يخرجا عن كثير بن زيد , و هو شيخ من أهل المدينة من أسلم , كنيته أبو محمد , لا أعرفه بجرح في الرواية , و إنما تركاه لقلة حديثه " . كذا قال , و قد تكلم فيه أئمة الحديث فمنهم من وثقه , و منهم من ضعفه و منهم من مشاه و هو الأرجح , و ترى أقوالهم فيه في " التهذيب " , و لخصها الحافظ بقوله : " صدوق يخطىء " . و هذا يعني عنده أنه حسن الحديث أو يقاربه . هذا و زاد الحاكم في روايته : " قال سالم : و ما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط " . و هي عند البخاري أيضا بزيادة : " ليس إنسانا " , و لفظ ابن أبي الدنيا : " إلا إنسانا واحدا " . و هذه عند ابن أبي الدنيا أيضا بلفظ : " إلا مرة " و قد بينتها رواية الزهري عن سالم قال : " لم أسمع ابن عمر لعن خادما قط غير مرة واحدة , غضب فيها على بعض خدمه فقال : " لعنه الله " ! كلمة لم أحب أن أقولها " . كذا و لعل الصواب : " يقولها " . أخرجه ابن أبي الدنيا ( 2 / 14 / 1 ) و سنده صحيح . و رواه البيهقي بنحوه و زاد : " فأعتقه " . ( تنبيه ) : هنا وهمان وقعا لبعضهم : الأول : عزا المنذري في " الترغيب " ( 3 / 287 ) هذا الحديث للترمذي من حديث عبد الله بن مسعود , و إنما هو من حديث ابن عمر , و حديث ابن مسعود أتم من هذا , و قد خرجته في " تخريج السنة " برقم ( 1014 ) . و الآخر : وقع الإسناد عند الترمذي - طبعة دعاس - : " عن كثير عن زيد بن سالم " , و هذا تصحيف فاحش , و الصواب : " عن كثير بن زيد عن سالم " , فليصححه من كان عنده نسخة منه . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا " . و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 3 / 286 ) . 2637" من ترك دينارين , فقد ترك كيتين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 284 :
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 335 / 1 ) من طريق الربيع بن نافع عن محمد بن المهاجر عن أبيه عن #أسماء بنت يزيد بن السكن #قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون غير المهاجر - و هو ابن أبي مسلم الشامي الأنصاري - مولى أسماء بنت يزيد , و قد ترجمه البخاري و ابن أبي حاتم برواية جمع آخر من الثقات , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , و أورده ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 255 ) . قلت : فمثله يحتج به في التابعين , لاسيما و لحديثه شواهد كثيرة , منها ما أخرجه الحسن بن سفيان عن حبيب بن هرم بن الحارث السلمي عن عمه الحكم بن الحارث السلمي مرفوعا بلفظ : " من ترك دينار فكية , و من ترك دينارين فكيتين " . هكذا ذكره في " الجامع الكبير " , و في " أسد الغابة " ( 2 / 31 ) عن حبيب المذكور , قال : " كان عطاء عمي في ألفين , فإذا خرج عطاؤه قال لفلان : انطلق فاقض عنا ما علينا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... " فذكره . و قال : " أخرجه الثلاثة " . يعني : ابن منده و أبا نعيم و ابن عبد البر , إلا أنه قد نص في " المقدمة " ( 1 / 5 ) أنه يعني الاسم , و ليس الحديث ! فلا يؤخذ منه أن الثلاثة أخرجوا الحديث عنده , لاسيما و ابن عبد البر لم يذكره في كتابه " الاستيعاب " . و حبيب بن هرم هذا أورده ابن أبي حاتم برواية أبي جناب عون بن ذكوان الجرشي عنه عن عمه . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك أورده ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 39 ) . و من شواهد الحديث ما أخرجه الطيالسي ( 357 ) و غيره عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله ( هو ابن مسعود ) قال : " إن رجلا من أهل الصفة مات , فوجدوا في شملته دينارين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيتان " . و إسناده حسن , و صححه ابن حبان ( 2481 - موارد الظمآن ) و بوب له فيه بـ " باب فيمن يأكل نصيب الفقراء و هو غني " . قلت : يشير إلى أن الحديث ليس على إطلاقه , لكن المعنى الذي ترجمه له ليس بظاهر , و يبدو لي أنه محمول على من مات و عليه دين , لديه قضاؤه , و إليه يشير صنيع راوي الحديث كما تقدم في رواية " أسد الغابة " . و هنا وجه آخر من التأويل , يستفاد مما رواه البيهقي عن ابن راهويه أنه قال : " إنما ترك الصلاة عليه , لأنه كان من أهل الصفة , و هو يظهر أنه فقير ليس له شيء , و أنه من أهل الصفة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترك كيتين " , أي : لمثله كيتان " . و في " الفتح " ( 4 / 388 ) نحوه . قلت : و هذا لا ينافي ما ذكرته . و الله الموفق . 2638" كان إذا كان في سفر , فأسحر يقول : سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا , ربنا صاحبنا , و أفضل علينا , عائذا بالله من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 286 :
أخرجه مسلم ( 8 / 80 ) و أبو داود ( 5086 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2571 ) و ابن حبان ( 4 / 168 / 2690 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 508 ) من طريق النسائي , و هذا في " السنن الكبرى " ( 5 / 257 / 8828 ) و الحاكم ( 1 / 446 ) و عنه البيهقي في " الدعوات الكبير " ( 2 / 187 ) كلهم من طرق عن ابن وهب : حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن #أبي هريرة #رضي الله عنه قال : ... فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . قلت : إنما هو صحيح فقط , لأن راويه عنده عن ابن وهب ( الربيع بن سليمان ) , و ليس من رجال مسلم , و قد زاد زيادتين : إحداهما : " و نعمته " بعد قوله : " بحمد الله " . و هي عند أبي داود أيضا . و الأخرى في آخر الحديث : " يقول ذلك ثلاث مرات , و يرفع بها صوته " . قلت : هما شاذتان لعدم ورودهما في أكثر الطرق المشار إليها عن ابن وهب . و حسبك دليلا إعراض صاحبي " الصحيح " : مسلم و ابن حبان عنهما , و كذا ابن خزيمة , فقد ساق في " صحيحه " بإسنادين , من طريق ابن وهب المذكورة , و من طريق عبد الله بن عامر عن سهيل بن أبي صالح به . ثم بين أن الزيادتين ليستا في طريق ابن وهب و إنما في طريق عبد الله بن عامر ثم قال :" عبد الله ابن عامر ليس من شرطنا في هذا الكتاب , و إنما خرجت هذا عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح , فكتب هذا إلى جنبه " . قلت : يعني أنه وقع له الحديث هكذا برواية عبد الله بن عامر مقرونا برواية سليمان بن بلال , فأخرجها في " الصحيح " مقرونا , و هو ليس بحجة , و إنما الحجة سليمان . و عبد الله بن عامر هو المدني ضعيف . ( تنبيهات ) : لقد أعل الحديث الحافظ ابن عمار الشهيد في كتابه " علل أحاديث صحيح مسلم " , فقال ( ص 128 - 129 ) بعد أن ضعف عبد الله بن عامر : " فيشبه أن يكون سليمان سمعه من عبد الله بن عامر . و لا أعرفه إلا من حديث ابن وهب هكذا " ! قلت : و هذا إعلال عجيب غريب , يغني حكايته عن رده , فإن سليمان بن بلال ثقة حجة متفق على الاحتجاج بحديثه عند الشيخين و غيرهما , و لم يرم بتدليس , فكيف يصح إعلال حديثه بمثل ( عبد الله ) هذا الضعيف ?! و لقد أحسن الرد عليه الأخ علي الحلبي فيما علقه عليه , جزاه الله خيرا . و هذا هو الأول . الثاني : أورده الحافظ السخاوي في " الابتهاج " ( ص 47 ) و قال : " أخرجه مسلم و أبو داود بزيادة " و نعمته " , و الحاكم بزيادة أن يقوله ثلاث مرات , و يرفع به صوته " . قلت : و فاته أن زيادة أبي داود عند الحاكم أيضا . الثالث : ساقه ابن القيم في " الوابل الصيب " ( ص 298 ) بلفظ الحاكم , و صححه على شرط مسلم , و إنما هو صحيح فقط كما سبق بيانه . و علق عليه الشيخ إسماعيل الأنصاري بما لا يجدي , بل و بما يوهم خلاف الواقع فيما يتعلق بكلام الحافظ السخاوي من المبالغة فيه , و سكت عن بيان الخطأ المشار إليه , فضلا عن شذوذ آخر في رواية الحاكم , و هو قوله مكان " فأسحر " : فبدا له الفجر " ! و كذلك لم يتنبه لهذا الأخ بدر في تعليقه على " الدعوات " , فتعقب تصحيح الحاكم على شرط مسلم بقوله : " قلت : قد أخرجه مسلم كما تقدم , فهو ليس كما قالا " . و هذا الاستدراك عليهما خطأ مضاعف , فإنه مع إقراره إياهما على تصحيحه على شرط مسلم , فإنه لا يصح عزوه إليه و فيه الشذوذ في المواضع الثلاثة التي ليست عند مسلم , فتنبه . 2639" أفضل الصدقة إصلاح ذات البين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 289 :
رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 43 / 2 ) و البزار ( 2059 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " عن الأفريقي عن رجل عن عبد الله بن يزيد عن #عبد الله بن عمرو #مرفوعا . و رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 270 ) و القضاعي ( 104 / 2 ) عن عبد الرحمن بن زياد عن راشد بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن يزيد به . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن زياد - و هو ابن أنعم - , و هو الأفريقي في الطريق الأولى , و هو ضعيف في حفظه كما قال في " التقريب " . و راشد بن عبد الله المعافري - و هو الرجل الذي لم يسم في الطريق الأولى - ترجمه البخاري و كذا ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 485 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . ( تنبيه ) : قد عرفت أن صحابي الحديث هو ابن عمرو و هو ابن العاص , و كذلك وقع في " الترغيب " ( 3 / 292 ) و " المجمع " ( 8 / 80 ) و " الجامع الصغير " . لكن وقع في شرحه للمناوي ( ابن عمر ) , و بينه الشارح بقوله : " بن الخطاب " , و هو خطأ موافق لـ " الجامع الكبير " ( 1 / 115 / 1 ) . و الحديث , قال المنذري ( 3 / 292 ) : " رواه الطبراني و البزار , و في إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم , و حديثه هذا حسن لحديث أبي الدرداء المتقدم " . قلت : يشير إلى حديثه بلفظ : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ? قالوا : بلى . قال : إصلاح ذات البين " . و هو شاهد قوي مخرج في " تخريج الحلال " ( 408 ) و انظر الرقم المتقدم ( 1448 ) و به ينجو الحديث من الضعف الظاهر من إسناده الذي حملني قديما على إيراده في " ضعيف الجامع " برقم ( 1110 ) , ثم نبهنا الحافظ المنذري إلى أنه حسن لغيره جزاه الله خيرا , فلينقل منه إلى " صحيح الجامع " , و قد فعلت , و الله تعالى ولي التوفيق .
2640" إن عبدا قتل تسعة و تسعين نفسا , ثم عرضت له التوبة , فسأل عن أعلم أهل الأرض , فدل على رجل ( و في رواية راهب ) , فأتاه , فقال : إني قتلت تسعة و تسعين نفسا , فهل لي من توبة ?? قال : بعد قتل تسعة و تسعين نفسا ?! قال : فانتضى سيفه فقتله به , فأكمل به مائة , ثم عرضت له التوبة , فسأل عن أعلم أهل الأرض ? فدل على رجل [ عالم ] , فأتاه فقال : إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ? فقال : و من يحول بينك و بين التوبة ?! اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا و كذا , [ فإن بها أناسا يعبدون الله ] , فاعبد ربك [ معهم ] فيها , [ و لا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ] , قال : فخرج إلى القرية الصالحة , فعرض له أجله في [ بعض ] الطريق , [ فناء بصدره نحوها ] , قال : فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب , قال : فقال إبليس : أنا أولى به , إنه لم يعصني ساعة قط ! قال : فقالت ملائكة الرحمة : إنه خرج تائبا [ مقبلا بقلبه إلى الله , و قالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ] - فبعث الله عز وجل ملكا [ في صورة آدمي ] فاختصموا إليه - قال : فقال : انظروا أي القريتين كان أقرب إليه فألحقوه بأهلها , [ فأوحى الله إلى هذه أن تقربي , و أوحى إلى هذه أن تباعدي ] , [ فقاسوه , فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد [ بشبر ] , فقبضته ملائكة الرحمة ] [ فغفر له ] . قال الحسن : لما عرف الموت احتفز بنفسه ( و في رواية : ناء بصدره ) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة , و باعد منه القرية الخبيثة , فألحقوه بأهل القرية الصالحة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 291 :
أخرجه أحمد ( 3 / 20 و 72 ) من طريق همام بن يحيى : حدثنا قتادة عن أبي الصديق الناجي عن #أبي سعيد الخدري # قال : لا أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , سمعته أذناي و وعاه قلبي , فذكره بتمامه إلا الجملة التي بين الشرطتين - - فقد قال همام : فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن أبي رافع - فذكرها - ثم رجع إلى حديث قتادة قال : فقال : انظروا ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 6 / 373 - فتح ) و مسلم ( 8 / 104 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 352 / 1 ) من حديث ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة به مختصرا , و فيه زيادة : " فأوحى الله ... " , و زيادة : " فناء بصدره نحوها " . و أخرجه مسلم , و البيهقي أيضا ( 2 / 352 / 1 ) من طريق معاذ بن هشام : حدثني أبي عن قتادة ... به أتم منه , و فيه سائر الزيادات , إلا زيادة " بشبر " , فهي عنده من طريق العنبري عن شعبة , و من طريق ابن أبي عدي عنه . و قد يستغرب ذكر إبليس في هذه القصة , و لكن لا غرابة في ذلك بعد ثبوت إسنادها , لاسيما و قد جاء ذكره فيها من حديث عبد الله بن مسعود موقوفا , لكن وقع فيه أنه هو الذي اختصم مع ملك الرحمة , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر برقم ( 5254 ) ثم إن زيادة الإيحاء إلى الأرض يبدو أنها مدرجة لقول قتادة عن الحسن في آخر الحديث : لما عرف الموت ... إلخ , فانظر " الفتح " و " التعليق الرغيب " . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من " الصحابة " مطولا و مختصرا , خرجها الهيثمي ( 10 / 211 - 213 ) منها عن معاوية بن أبي سفيان , و في حديثه أن العالم قال : " لئن قلت لك : إن الله عز وجل لا يتوب على من تاب لقد كذبت " . و فيه في آخره : " فغفر الله له " . أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1775 - 1776 ) و الطبراني ( 19 / 369 / 367 ) و " مسند الشاميين " ( 1 / 349 ) من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني [ عبيدة ] بن أبي المهاجر - أو أبو عبد رب , الوليد شك - قال سمعت معاوية بن أبي سفيان ... فذكره . قلت : رجاله ثقات , لكن عبيدة بن أبي المهاجر لم يوثقه غير ابن حبان , و لا يعرف إلا بهذه الرواية - و أما ( أبو عبد رب ) فهو الدمشقي الزاهد , و هو صدوق كما قال الذهبي , و انظر " تيسير الانتفاع " - و الشك المذكور إنما هو في رواية أبي ليلى , دون الطبراني , و لعل الراجح أنه من حديث ( أبي عبد رب ) , فإنه المحفوظ عن الوليد بن مسلم في حديثين آخرين تقدم أحدهما برقم ( 1734 ) و قد رواهما عنه ابن ماجه و ابن حبان من طريق الوليد به . و ساقهما أحمد ( 4 / 94 ) سياقا واحدا من طريق عبد الله بن المبارك : أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد به . فالسند جيد كما قال المنذري ( 4 / 78 ) . و منها عن عبد الله بن عمرو , و فيه تسمية القرية الأولى " نصرة " , و الأخرى " كفرة " . أخرجه الطبراني بإسناد لا بأس به , كما في " الترغيب " , و رجاله رجال الصحيح كما في " المجمع " , و سكت عنه الحافظ . 2641" لا تقاتل قوما حتى تدعوهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 293 :
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5 / 217 / 9424 ) : أخبرنا عمر بن ذر عن #يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة #: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث عليا بعث خلفه رجلا فقال : " اتبع عليا , و لا تدعه من ورائه , و لكن اتبعه و خذ بيده , و قل له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقم حتى يأتيك . قال : فأقام حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ... فذكره " . قال عبد الرزاق : و سمعته أنا من يحيى ابن إسحاق . قلت : و إسناده صحيح , و لكنه معضل أو مرسل , و قد وصله الطبراني في " الأوسط " من حديث أنس , فقد ذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 305 ) مختصرا نحوه , و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " غير عثمان بن يحيى القرقساني , و هو ثقة " . قلت : و إسناده هكذا ( 2 / 222 / 1 / 8430 - بترقيمي ) : حدثنا موسى بن جمهور حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني حدثنا سفيان عن عمر بن ذر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى قوم يقاتلهم , ثم بعث إليه رجلا فقال : لا تدعه من خلفه , و قل له : لا تقاتلهم حتى تدعوهم " . و قال : " لم يروه عن إسحاق إلا عمر , تفرد به ابن عيينة " . قلت : و هو ثقة , و كذا من فوقه , و أما القرقساني فوثقه ابن حبان ( 8 / 455 ) . و تابعه وكيع : حدثنا عمر بن ذر به . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 / 363 / 14002 ) . فصح الإسناد موصولا . و للحديث شاهد من حديث ابن عباس قال : " ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما قط إلا دعاهم " . أخرجه الدارمي ( 2 / 217 ) و البيهقي ( 9 / 107 ) و أحمد ( 1 / 236 ) و أبو يعلى ( 2 / 674 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 116 / 1 ) من طرق عن سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , لكن أعله الدارمي بقوله : " قال عبيد الله ( يعني ابن موسى ) : سفيان لم يسمع من ابن أبي نجيح . يعني هذا الحديث " . قلت : و هذا إعلال غريب , فإن الثوري ثقة ثبت , رجحه كثيرون على شعبة , و هو معروف الرواية عن عبد الله بن أبي نجيح , فدعوى عدم سماعه لهذا الحديث من عبد الله ليس من السهل قبولها إلا بحجة ناهضة , لا بدعوى مجردة . و قد تابعه حجاج بن أرطاة عن ابن أبي نجيح به . أخرجه أحمد ( 1 / 231 ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 365 / 14013 ) . و تابعه عبد الواحد بن زياد عن ابن أبي نجيح به . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 111 / 2 ) . و عبد الواحد بن زياد ثقة من رجال الشيخين . ( تنبيه ) : هذا الحديث قاعدة هامة في دعوة الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم , فإن استجابوا فبها و نعمت , و إلا فرضت عليهم الجزية , فإن رفضوا قوتلوا , و على هذا جرى النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه , و لا يخالف ذلك ما في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق , و هم غارون .. أي غافلون , أي أخذهم على غرة . فإنه ليس فيه أنه لم يكن قد بلغتهم دعوته صلى الله عليه وسلم , كيف و هي قد بلغت فارس و الروم بله العرب , فمن البلاهة بمكان إنكار بعض الكتاب المعاصرين لهذا الحديث بحجة أنه مخالف للقاعدة المذكورة , فإنه ليس من الضروري أن يدعى الكفار قبل قتالهم مباشرة ! و قد أشار إلى هذا الحسن البصري حين سئل عن العدو ? هل يدعون قبل القتال ? قال : " قد بلغهم الإسلام منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 / 365 ) و سعيد بن منصور ( 3 / 2 / 206 / 2486 ) و انظر الرد على البعض المشار إليه مع تخريج حديث " الصحيحين " في " صحيح أبي داود " ( 2367 ) . 2642" عليكم بالإثمد , فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 295 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 412 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 178 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 12 / 1 ) و " الأوسط " ( 4 / 393 ) من طرق عن أبي جعفر النفيلي عن يونس بن راشد : حدثنا #عون بن محمد ابن الحنفية عن أبيه عن جده #, و قال : " لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد , تفرد به النفيلي " . قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , و اسمه عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني . و يونس بن راشد صدوق , لم يتكلم فيه أحد بجرح قادح . و عون بن محمد ابن الحنفية , ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 386 ) برواية اثنين آخرين , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . فهو على شرط ابن حبان في " ثقاته " فليراجع , ثم وجدته فيه ( 7 / 279 ) و قد حسن إسناده المنذري , فقال في " الترغيب " ( 3 / 115 ) : " رواه الطبراني بإسناد حسن " . و قال الهيثمي ( 5 / 96 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و فيه عون بن محمد ابن الحنفية , ذكره ابن أبي حاتم , و روى عنه جماعة , و لم يجرحه أحد , و بقية رجاله ثقات " . و فاته توثيق ابن حبان إياه . و للحديث شواهد يتقوى بها من حديث ابن عباس , و أبي هريرة , مخرجة في " الترغيب " ( 3 / 115 ) و " المشكاة " ( 4472 ) و الروض النضير " ( 407 ) . 2643" إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارا لم يعطه [ و لو سأله درهما لم يعطه و لو سأله فلسا لم يعطه ] , و لو سأل الله الجنة لأعطاها إياه , ذو طمرين لا يؤبه له , لو أقسم على الله لأبره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 296 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 2 / 7699 - بترقيمي ) : حدثنا محمد بن إبراهيم العسال : أخبرنا سهل بن عثمان : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن # ثوبان # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير العسال هذا , و قد وثقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 217 ) لكن في سنده انقطاع , فقد قال أبو حاتم : " لم يدرك سالم بن أبي الجعد أبا الدرداء " . و غفل عن هذه العلة المنذري ( 4 / 94 ) , ثم الهيثمي ( 10 / 264 ) , فقالا : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح " . لكن للحديث شواهد يتقوى بها , منها عن أنس مرفوعا بلفظ : " رب أشعث أغبر ذي طمرين , مصفح عن أبواب الناس , لو أقسم على الله لأبره " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 406 ) من طريق عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن أنس مرفوعا . و هذا إسناد حسن في الشواهد رواته موثقون , إلا أن التيمي هذا قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و منها عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " رب أشعث مدفوع على الأبواب , لو أقسم على الله لأبره " . أخرجه مسلم ( 8 / 36 / 154 ) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه . و تابعه كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عنه مرفوعا نحوه , و زاد : " تنبو عنه أعين الناس " . أخرجه الحاكم ( 4 / 328 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أقول بل هو حسن فقط , فإن كثير بن زيد - و هو الأسلمي - فيه كلام من قبل حفظه . 2644" ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها ? تصلح بين الناس , فإنها صدقة يحب الله موضعها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 298 :
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 50 ) من طريق أبي أمية : أخبرنا كثير بن هشام عن أبي ( كذا ) المسعودي عن أبي جناب عن رجل عن # أبي أيوب الأنصاري #رضي الله عنه مرفوعا . 2 - ثم رواه من طريق ابن أبي الدنيا : حدثني محمد بن عثمان العجلي : أخبرنا خالد بن مخلد عن عبد الله بن عمر عن عمر مولى غفرة عن أبي أيوب الأنصاري به نحوه . 3 - و من طريقه أيضا : أخبرنا إسحاق بن إسماعيل أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره مرسلا . قلت : و هذه الأسانيد كلها ضعيفة . أما الأول , فهو مسلسل بالعلل الآتية : الأولى : جهالة الرجل الذي لم يسم . الثانية : ضعف أبي جناب , و اسمه يحيى بن أبي حية , قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه " . الثالثة : المسعودي , و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي , قال الحافظ : " صدوق اختلط قبل موته " . الرابعة : أبو أمية , و هو محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي , و هو " صدوق يهم " كما في " التقريب " . و الثاني مسلسل بالعلل أيضا : الأولى : عمر مولى غفرة , و اسم أبيه عبد الله . قال الحافظ : " ضعيف كثير الإرسال " . الثانية : عبد الله بن عمر , و هو العمري المكبر , ضعيف مشهور بذلك . الثالثة : خالد بن مخلد و هو القطواني , قال الحافظ : " صدوق يتشيع , و له أفراد " . و الثالث , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير إسحاق بن إسماعيل - و هو الطالقاني - و هو ثقة , فهو إسناد صحيح , و لكنه مرسل . و له طريق رابعة , أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 196 / 1 ) من طريق موسى بن عبيدة عن عبادة بن عمير بن عبادة بن عوف قال : قال لي أبو أيوب : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره بلفظ : " ... يحبها الله و رسوله ? تصلح بين الناس إذا تباغضوا و تفاسدوا " . و الباقي مثله . و إسناده ضعيف أيضا , عبادة بن عمير لم أجد من ترجمه . و موسى بن عبيدة ضعيف . إلا أن الحديث عندي يرتقي إلى مرتبة الحسن على الأقل , بمجموع هذه الطرق , لاسيما و فيها ذلك المرسل الصحيح . و الله أعلم . ثم وجدت لحديث أبي أيوب طريقا أخرى , فقال الطيالسي في " مسنده " ( 81 / 598 ) و من طريقه البيهقي في " الشعب " ( 7 / 490 / 11094 ) : حدثنا أبو الصباح الشامي عن عبد العزيز الشامي عن أبيه عن أبي أيوب به نحوه . قلت : و هذا إسناد مظلم , من دون أبي أيوب لم أعرف أحدا منهم . 2645" إن لكل شيء سيدا , و إن سيد المجالس قبالة القبلة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 300 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 269 ) : حدثنا إبراهيم حدثنا عمرو بن عثمان : أخبرنا محمد بن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #أبي هريرة #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و قال : " لم يروه عن محمد بن خالد إلا عمرو " . قلت : و هو الوهبي , و هو ثقة , و كذا من فوقه على ضعف يسير في محمد بن عمرو , فالسند حسن على ما يأتي بيانه . و إبراهيم هو ابن محمد بن عرق الحمصي كما في ترجمة شيخه عمرو من " تاريخ ابن عساكر " ( 13 / 289 / 2 ) و أما إبراهيم نفسه فلم يترجم له هو . و قال الحافظ في " اللسان " : " هو شيخ للطبراني غير معتمد " . ثم روى الطبراني و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 376 ) من طريق حمزة بن أبي حمزة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " أكرم المجالس ما استقبل به القبلة " , و قالا : " لم يروه عن نافع إلا حمزة " . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي , متروك متهم بالوضع كما في " التقريب " . و لهذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 59 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه حمزة بن أبي حمزة , و هو متروك " . و قال في حديث الترجمة : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و إسناده حسن " . و كذا قال المنذري ( 4 / 61 ) و هو كما قالا لولا جهالة ابن عرق الحمصي , فلعلهما وقفا على توثيق له , أو متابع له , و إلى هذا يشير قول الطبراني المتقدم : " لم يروه ... إلا عمرو " . و الله أعلم . و قد روى له الطبراني حديثا آخر في " المعجم الصغير " ( 180 / الروض النضير ) . و له في " المعجم الأوسط " ( 17 ) حديثا ( 2522 - 2539 ) و قريب منها في " الدعاء " ( انظر المجلد الأول منه ص 167 ) و ذكره المزي فيمن روى عن ( عمرو ابن عثمان الحمصي ) و ( محمد بن مصفى ) . و للحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " إن لكل شيء شرفا , و إن شرف المجالس ما استقبل به القبلة " . و هو مخرج في الكتاب الآخر ( 1486 ) . 2646" كم من جار متعلق بجاره يقول : يا رب ! سل هذا لم أغلق عني بابه , و منعني فضله ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 301 :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( ص 85 رقم 345 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 223 - الجامعة ) من طريق موسى بن خلف : حدثنا أبان عن عطاء عن #ابن عمر #رضي الله عنه مرفوعا , و قال الأصبهاني : " أبان هو ابن بشير المكتب " . قلت : و هو مجهول كما قال ابن أبي حاتم , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 / 68 ) <1> , و قد روى عنه جمع كما في " تيسير الانتفاع " . و يتقوى حديثه برواية عبد السلام عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال : " لقد أتى علينا زمان - أو قال : حين - و ما أحد أحق بديناره و درهمه من أخيه المسلم , ثم الآن الدنيا و الدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم , سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 111 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير ليث و هو ابن أبي سليم على الراجح , فإنه قد شاركه في الرواية عن نافع ليث بن سعد الإمام الحجة , لكن هذا لم يذكروا في الرواة عنه عبد السلام هذا , و هو ابن حرب , و إنما ذكروه في الرواة عن ابن أبي سليم , و هو ضعيف من قبل حفظه , فيتقوى حديثه بالذي قبله . و الله أعلم . ( تنبيه ) : لم يطلع المنذري في " الترغيب " ( 3 / 237 ) على رواية البخاري هذه لهذا الحديث , فاقتصر في عزوه على الأصبهاني وحده , و بناء عليه أشار إلى تضعيفه ! و لو وقف على هذه الرواية لما فعل ذلك إن شاء الله تعالى .
----------------------------------------------------------- [1] قلت : وقع فيه " ابن كثير " . و التصحيح من " التاريخ " و " الجرح " و " اللسان " . و انظر " تيسير الانتفاع " . اهـ . 2647" كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا , و إذا قدموا من سفر تعانقوا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 303 :
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 8 / 1 / 99 - بترقيمي ) قال : حدثنا أحمد ابن يحيى بن خالد بن حيان الرقي حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن قتادة عن #أنس #قال : ... فذكره . ثم قال : " لم يروه عن شعبة إلا عبد السلام . تفرد به الجعفي " . قلت : و هو صدوق يخطىء كما في " التقريب " , و هو من شيوخ البخاري في " الصحيح " , و من فوقه من رجال الشيخين , و لذلك قال المنذري ( 3 / 270 ) و تبعه الهيثمي ( 8 / 36 ) : " رواه الطبراني , و رواته محتج بهم في ( الصحيح ) " . قلت : فالإسناد جيد , و إن كنت لم أجد من ترجم أحمد بن يحيى الرقي <1> , فإن الظاهر من كلام الطبراني أنه لم يتفرد به . ثم هو من مشايخه المكثيرين , فقد روى له نحو ثمانين حديثا ( 78 - 160 ) . و يشهد له حديث جابر بن عبد الله أنه بلغه حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الشام فسافر إليه فإذا عبد الله بن أنيس قال : فخرج فاعتنقني , ..... الحديث . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 969 ) و غيره بسند حسن و علقه البخاري في " كتاب العلم " من صحيحه " , و ترجم له في " الأدب المفرد " بـ " باب المعانقة " . ثم وجدت للحديث طريقا آخر , يرويه غالب التمار قال : كان محمد بن سيرين يكره المصافحة , فذكرت ذلك للشعبي , فقال : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا تصافحوا , فإذا قدموا من سفر عانق بعضهم بعضا " . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 7 / 100 ) بإسناد جيد كما قال الحافظ ابن مفلح الحنبلي في " الآداب الشرعية " ( 2 / 272 ) . و يشهد له ما أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 4 / 28 - تحقيق صاحبنا محمد زهري النجار ) من طريق أبي غالب عن أم الدرداء قالت : " قدم علينا سلمان فقال : أين أخي ? قلت : في المسجد , فأتاه , فلما رآه اعتنقه " . قلت : و إسناده حسن . فقه الحديث : يؤخذ من هذا الحديث فائدتان : الأولى : المصافحة عند التلاقي . و الأخرى : المعانقة بعد العودة من السفر . و لكل منهما شواهد عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما الأولى , ففيها أحاديث كثيرة معروفة من فعله صلى الله عليه وسلم و قوله , و قد مضى بعضها في هذه " السلسلة " برقم ( 160 و 529 و 530 و 2004 و 2485 ) . و انظر " الترغيب " ( 3 / 270 - 271 ) و " الآداب الشرعية " لابن مفلح ( 2 / 277 ) . و أما الأخرى , ففيه حديث جابر رضي الله عنه قال : " لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم " . و هو حديث صحيح كما سيأتي بيانه إن شاء الله في هذا المجلد برقم ( 2657 ) . قلت : و في ذلك من الفقه تفريق الصحابة بين الحضر و السفر في أدب التلاقي , ففي الحالة الأولى : المصافحة , و في الحالة الأخرى : المعانقة . و لهذا كنت أتحرج من المعانقة في الحضر , و بخاصة أنني كنت خرجت في المجلد الأول من هذه " السلسلة " ( رقم 160 ) حديث نهيه صلى الله عليه وسلم عن الانحناء و الالتزام و التقبيل . ثم لما جهزت المجلد لإعادة طبعه , و أعدت النظر في الحديث , تبين لي أن جملة " الالتزام " ليس لها ذكر في المتابعات أو الشواهد التي بها كنت قويت الحديث , فحذفتها منه كما سيرى في الطبعة الجديدة من المجلد إن شاء الله , و قد صدر حديثا و الحمد لله . فلما تبين لي ضعفها زال الحرج و الحمد لله , و بخاصة حين رأيت التزام ابن التيهان الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث خروجه صلى الله عليه وسلم إلى منزله رضي الله عنه الثابت في " الشمائل المحمدية " ( رقم 113 ص 79 - مختصر الشمائل ) و لكن هذا إنما يدل على الجواز أحيانا , و ليس على الالتزام و المداومة كما لو كان سنة , كما هو الحال في المصافحة فتنبه . و قد رأيت للإمام البغوي رحمه الله كلاما جيدا في التفريق المذكور و غيره , فرأيت من تمام الفائدة أن أذكره هنا , قال رحمه الله في " شرح السنة " ( 12 / 293 ) بعد أن ذكر حديث جعفر و غيره مما ظاهره الاختلاف : " فأما المكروه من المعانقة و التقبيل , فما كان على وجه الملق و التعظيم , و في الحضر , فأما المأذون فيه فعند التوديع و عند القدوم من السفر , و طول العهد بالصاحب و شدة الحب في الله . و من قبل فلا يقبل الفم , و لكن اليد و الرأس و الجبهة . و إنما كره ذلك في الحضر فيما يرى لأنه يكثر و لا يستوجبه كل أحد , فإن فعله الرجل ببعض الناس دون بعض وجد عليه الذين تركهم , و ظنوا أنه قصر بحقوقهم , و آثر عليهم , و تمام التحية المصافحة " . و اعلم أنه قد ذهب بعض الأئمة كأبي حنيفة و صاحبه محمد إلى كراهة المعانقة , حكاه عنهما الطحاوي خلافا لأبي يوسف . و منهم الإمام مالك , ففي " الآداب الشرعية " ( 2 / 278 ) : " و كره مالك معانقة القادم من سفر , و قال : " بدعة " , و اعتذر عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بجعفر حين قدم , بأنه خاص له , فقال له سفيان : ما تخصه بغير دليل , فسكت مالك . قال القاضي : و سكوته دليل لتسليم قول سفيان و موافقته , و هو الصواب حتى يقوم دليل التخصيص " . هذا و قد تقدم في كلام الإمام البغوي قوله بأنه لا يقبل الفم , و بين وجه ذلك الشيخ ابن مفلح في " الآداب الشرعية " , فقال ( 2 / 275 ) : " و يكره تقبيل الفم , لأنه قل أن يقع كرامة " . و يبدو لي من وجه آخر , و هو أنه لم يرو عن السلف , و لو كان خيرا لسبقونا إليه , و ما أحسن ما قيل : و كل خير في اتباع من سلف و كل شر في ابتداع من خلف . فالعجب من ذاك الدكتور الحلبي القصاص الواعظ الذي نصب نفسه للرد على علماء السلفيين و أتباعهم , و تتبع عثراتهم , و أقوالهم المخالفة لأقوال العلماء بزعمه , و ينسى نفسه , فقد سمعت له شريطا ينكر فيه على أحدهم عدم شرعية تقبيل الفم , و يصرح بأنه كتقبيل الجبهة و اليد و أنه لا فرق ! فوقع في المخالفة التي ينكرها على السلفيين , و لو أن أحدا منهم قاس هذا القياس ( البديع ! ) لأبرق و أرعد و صاح و تباكى , و حشد كل ما يستطيع حشده من أقوال العلماء ! و أما هو فلا بأس عليه من مخالفتهم ! *( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )* . أصلحه الله و هداه .
----------------------------------------------------------- [1] و هو من تلامذة الإمام أحمد كما في " طبقات الحنابلة " ( 1 / 184 ) . اهـ . 2648" كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : *( و العصر إن الإنسان لفي خسر )* , ثم يسلم أحدهما على الآخر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 307 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 11 / 2 / 5256 ) : حدثنا محمد بن هشام المستملي : حدثنا عبيد الله بن عائشة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن #أبي مدينة الدارمي #- و كانت له صحبة - قال : ... فذكره . و قال : " لا يروى عن أبي مدينة إلا بهذا الإسناد . قال ابن المديني : اسم أبي مدينة عبد الله بن حفص " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هشام المستملي , و هو أبو جعفر المروزي المعروف بابن أبي الدميك , مستملي الحسن بن عرفة , توفى سنة ( 289 ) , ترجمه الخطيب ( 3 / 361 - 362 ) و وثقه . و قال الدارقطني : لا بأس به . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 307 ) و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة و هو ثقة " . ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " ( 6 / 501 / 9057 ) من طريق يحيى ابن أبي بكير قال : أخبرنا حماد بن سلمة به . و قال : " و رواه غيره عن حماد عن ثابت عن عتبة بن الغافر قال : كان الرجلان ... فذكره " . قلت : لم أجد من وصله , و لا عرفت عتبة بن الغافر , و المحفوظ رواية الثقتين يحيى بن أبي بكير و ابن عائشة عن حماد . ( تنبيه ) : سقطت جملة التسليم في آخر الحديث من " مجمع الزوائد " و " مجمع البحرين " أيضا , و هي ثابتة في أصلهما : " المعجم الأوسط " كما ترى , و في " شعب الإيمان " أيضا , و في غيره من المصادر التي عزت الحديث إلى الطبراني , مثل " تفسير ابن كثير " ( 4 / 547 ) و " الدر المنثور " ( 6 / 392 ) . و أما قول المعلق على " مجمع البحرين " ( 8 / 272 ) في الحاشية , و قد ألحقها بآخر الحديث بين معقوفتين [ ] : " ما بين المعكوفتين من طص " . فما أراه إلا وهما , لأن هذا الرمز ( طص ) إنما يعني عنده " معجم الطبراني الصغير " كما نص عليه في المقدمة ( ص 28 ) و لم يخرجه الطبراني في " الصغير " , و هو نفسه لم يعزه إليه في تخريجه إياه . و الله أعلم . و في هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عمل سلفنا رضي الله عنهم جميعا : إحداهما : التسليم عند الافتراق , و قد جاء النص بذلك صريحا من قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم , و إذا أراد أن يقوم فليسلم , فليست الأولى بأحق من الآخرة " . و هو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم ( 183 ) و هو في " صحيح الأدب المفرد " برقم ( 773 / 986 ) و قد صدر حديثا و في " صحيح زوائد ابن حبان " ( ... / 1931 ) و هو تحت الطبع . و في معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام , و قد تقدم بعضها برقم ( 184 و 569 و 1493 ) . و الأخرى : نستفيدها من التزام الصحابة لها . و هي قراءة سورة ( العصر ) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله , إلا أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا , و لم لا و قد أثنى الله تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء , فقال : *( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )* <1> . و قال ابن مسعود و الحسن البصري : " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها هديا و أحسنها حالا , قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم , و اتبعوهم في آثارهم , فإنهم كانوا على الهدي المستقيم " <2>
----------------------------------------------------------- [1] انظر " إعلام الموقعين " لابن القيم ( 4 / 159 ) لتتبين معنى الاتباع , و أنه واجب . [2] أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 97 ) بإسنادين عنه , و عزاه ابن القيم ( 4 / 179 ) للإمام أحمد - و لعله يعني في " الزهد " - عن ابن مسعود . و انظر " المشكاة " ( 193 ) . اهـ . 2649" كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 309 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 276 / 1 - مجمع البحرين ) : حدثنا محمد بن الحسن حدثنا يزيد بن موهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن عبد الله بن الأشج حدثه أن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع حدثه أنه سمع #سلمة بن الأكوع #يقول : ... فذكره , و قال : " لم يروه عن سلمة إلا يزيد , و لا عنه إلا بكير , تفرد به عمرو " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذا من فوقه . و يزيد بن موهب , هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي , و هو ثقة مترجم في " التهذيب " . و محمد بن الحسن هو ابن قتيبة العسقلاني , و هو ثقة أيضا , مترجم في " تاريخ ابن عساكر " . فالسند صحيح , و قد قواه الهيثمي تبعا للمنذري , فقال في " مجمع الزوائد " ( 8 / 73 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " بنحوه , و إسناد " الأوسط " جيد , و في إسناد " الكبير " ابن لهيعة , و هو لين " . و قال المنذري ( 3 / 287 ) : " رواه الطبراني بإسناد جيد " .
المفضلات