2650" ليس منا من سحر ( أو سحر له ) أو تكهن أو تكهن له أو تطير أو تطير له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 310 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 169 - زوائده ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 393 ) عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن #ابن عباس #مرفوعا . و قال البزار : " لا نعلمه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد , و زمعة ضعيف " . و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 217 ) . و أقول : و سلمة بن وهرام قريب منه . لكن للحديث شاهد من رواية أبي حمزة العطار إسحاق بن الربيع : عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا بلفظ : " ليس منا من تطير أو تطير له , أو تكهن أو تكهن له , أو سحر أو سحر له , و من عقد عقدة , أو قال عقد عقدة , و من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . أخرجه البزار و قال : " قد روي بعضه من غير وجه , فأما بتمامه و لفظه فلا نعلمه إلا عن عمران بهذا الطريق , و أبو حمزة بصري لا بأس به " . و قال المنذري ( 4 / 52 ) : " رواه البزار بإسناد جيد , و رواه الطبراني من حديث ابن عباس دون قوله : " و من أتى ..." إلخ , بإسناد حسن " . كذا قال , و هو مردود بضعف زمعة , إلا أن يعني أنه حسن لغيره , فنعم . و قال الهيثمي : " رواه البزار , و رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع , و هو ثقة " . قلت : نعم , و لكن الحسن - و هو البصري - مدلس و قد عنعنه , فهو جيد بحديث الترجمة , و أما قوله : " و من أتى ... " , فله شواهد كثيرة , و بعض أسانيدها صحيح , و هي مخرجة في " الإرواء " ( 2066 ) , و مع ذلك فقد ضعفه الجاني على السنة في تعليقه على " إغاثة اللهفان " ( 1 / 359 ) متجاهلا إسناده الصحيح . و قد تقدم تخريج الحديث برقم ( 2195 ) , فقدرت الإعادة لزيادة فائدة . 2651" من قرأ *( سورة الكهف )* [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة , من مقامه إلى مكة , و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره , و من توضأ فقال : سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب في رق , ثم جعل في طابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 312 :
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 81 و 952 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 5 / 1 ) من طريق يحيى بن محمد بن السكن , و الحاكم ( 1 / 564 ) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد , و الزيادة له , كلاهما عن يحيى بن كثير العنبري : حدثنا شعبة عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن #أبي سعيد الخدري #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن شعبة إلا يحيى " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من فوقه , فهو إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قول الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " إنما هو من أوهامه , و إن تابعه الذهبي . و قد أعل بالوقف , فقال الهيثمي ( 1 / 239 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " , إلا أن النسائي قال بعد تخريجه في " اليوم و الليلة " : ( هذا خطأ , و الصواب موقوفا ) " . ثم رواه من رواية الثوري , و غندر عن شعبة موقوفا . و نحوه في " الترغيب " ( 1 / 105 ) . قلت : و رواية سفيان الموقوفة , أخرجها النسائي ( 954 ) و الحاكم أيضا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عنه عن أبي هاشم به موقوفا . و قد رواه يوسف بن أسباط عن سفيان به مرفوعا بالشطر الأخير منه . أخرجه ابن السني ( رقم 30 ) . لكن ابن أسباط ضعيف . و رواه هشيم عن أبي هاشم به , إلا أنه اختلف عليه وقفا و رفعا , فرواه أبو النعمان عنه موقوفا بالشطر الأول نحوه . أخرجه الدارمي ( 2 / 454 ) . و خالفه نعيم بن حماد فرواه عنه مرفوعا . أخرجه الحاكم ( 2 / 368 ) و قال : " صحيح الإسناد " !! . و خالفهم جميعا قيس بن الربيع فقال : عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز السدوسي عن قيس بن أبي حازم البجلي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بالفقرة الأخيرة . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 25 ) و وقع في سنده بعض الأخطاء المطبعية . قلت : و قيس بن الربيع سيىء الحفظ , و قد خالفهم في قوله : " قيس بن أبي حازم " مكان قولهم : " قيس بن عباد " . و خلاصة القول : إن الحديث صحيح , لأنه و إن كان الأرجح سندا الوقف , فلا يخفى أن مثله لا يقال بالرأي , فله حكم الرفع . و الله أعلم . ( تنبيه ) : قد سبق في حديث أبي الدرداء المتقدم برقم ( 582 ) أن العصمة من الدجال قراءة عشر آيات من أول سورة ( الكهف ) . و في حديث الترجمة ( عشر آيات من آخرها ) و هو رواية في حديث أبي الدرداء المشار إليه , و لكنها شاذة كما كنت بينته هناك , لكن حديث الترجمة شاهد قوي لها , و لذلك فإني أراني مضطرا إلى القول بصحة الروايتين , و أنها بمنزلة قراءتين لآية واحدة , يجوز العمل بكل منهما , لأن لكل منها شاهدا يدل على أنهما محفوظتان , كما يتبين ذلك للقارئ الملم بالتحقيق المذكور هنا و هناك . و الله أعلم . ثم تنبهت لشيء هام حملني على التراجع عن قولي هذا الأخير , ألا و هو أن هذا الشاهد مداره على شعبة أيضا , كحديث أبي الدرداء المشهود له , و هذا لا يصلح كما هو ظاهر . و لاسيما أنه قد خالفه في هذا الحديث سفيان فقال : " سورة الكهف " في الموضعين , فلم يقل : " من آخرها " , كما قال شعبة , رواه عنهما النسائي ( 949 و 952 ) , و بخاصة أن شعبة اضطرب فيها كما تقدم بيانه هناك . 2652" من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 314 :
روي من حديث #أنس و أبي كاهل و عمر بن الخطاب # . 1 - أما حديث أنس , فله عنه أربعة طرق : الأولى : عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . أخرجه الترمذي ( 2 / 7 - شاكر ) و أبو سعيد ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 116 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 103 / 2 و 116 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( ق 197 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 3 / 61 / 2872 ) . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , لكن أعله الترمذي بالوقف , فقال : " و قد روي هذا الحديث موقوفا , و لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس . و إنما يروى هذا الحديث عن حبيب ابن أبي حبيب البجلي عن أنس بن مالك قوله ". قلت :ثم وصله هو و ابن عدي من طريق وكيع عن خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب ( زاد الترمذي : البجلي ) عن أنس نحوه موقوفا عليه لم يرفعه . قلت : و هذا ليس بعلة قادحة لأنه لا يقال بمجرد الرأي , فهو في حكم المرفوع , لاسيما و قد رفعه عبد الرحمن بن عفراء الدوسي : حدثنا خالد بن طهمان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه هكذا دون ذكر حبيب . أخرجه ابن عدي . و الدوسي هذا صدوق , و مثله شيخه خالد بن طهمان إلا أنه كان اختلط , فلا أدري أسقط منه ذكر حبيب في السند أم من الناسخ , و لعل هذا أقرب , فقد قال ابن عدي : " و هذا الحديث قد ذكر فيه حبيب بن أبي حبيب , فروى عنه هذا الحديث طعمة بن عمرو , و خالد بن طهمان , رفعه عنه طعمة , و رواه خالد عنه مرفوعا و موقوفا , و لا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا هو صاحب الأنماط , أو حبيب آخر ?! " . قلت : فمن الظاهر من كلام ابن عدي هذا أن في الرواية المرفوعة عن خالد بن طهمان ( حبيب بن أبي حبيب ) , فهو يرجح أن السقط من الناسخ . ثم هو قد ذكر ذلك في ترجمة حبيب بن أبي حبيب صاحب الأنماط , و لا أرى أن له علاقة بهذا الحديث , لاسيما و هو متأخر الطبقة , فإنه من أتباع التابعين , روى عن قتادة و غيره , فهو إما حبيب بن أبي حبيب البجلي كما هو مصرح به في رواية الترمذي , و إما حبيب بن أبي ثابت كما في رواية الترمذي و غيره , لكن وقع في رواية ابن عدي : " عن حبيب - قال أبو حفص : و هو الحذاء " . فلعل الحذاء لقب حبيب بن أبي ثابت عند أبي حفص , و هو عمرو بن علي الفلاس الحافظ , فتكون فائدة عزيزة لم يذكروها في ترجمة ابن أبي ثابت . و الله سبحانه و تعالى أعلم . و جملة القول : إن الحديث يدور على حبيب بن أبي ثابت أو حبيب بن أبي حبيب , و كلاهما ثقة , لكن الأول أشهر و أوثق , إلا أنه مدلس , فإن كان الحديث حديثه فعلته التدليس , و إن كان الحديث حديث ابن أبي حبيب البجلي - و به جزم البيهقي كما يأتي - فعلته اختلاط خالد بن طهمان الراوي عنه , لكنه يتقوى بمتابعة طعمة له , و كذلك يتقوى في حال كون الحديث محفوظا عن الحبيبين , كما هو ظاهر لا يخفى لذي عينين . الثانية : ثم قال الترمذي : " و روى إسماعيل بن عياش هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا . و هذا حديث غير محفوظ , و هو مرسل , و عمارة بن غزية لم يدرك أنس بن مالك " . قلت : وصله ابن ماجه ( 798 ) : حدثنا عثمان بن أبي شيبة : حدثنا إسماعيل بن عياش به , و لفظه : " من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء , كتب الله له بها عتقا من النار " . و أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 275 ) من طريق آخر عن إسماعيل بلفظ : " الظهر " , مكان " العشاء " . و رواه سعيد بن منصور أيضا في " سننه " كما في " التلخيص الحبير " ( 2 / 27 ) عن إسماعيل , و هو ضعيف في غير الشاميين , و هذا من روايته عن مدني , كما قال الحافظ , و ذكر الدارقطني الاختلاف فيه في " العلل " و ضعفه , و ذكر أن قيس بن الربيع و غيره روياه عن أبي العلاء عن حبيب بن أبي ثابت : قال : " و هو وهم , و إنما هو حبيب الإسكاف " . الثالثة : عن يعقوب بن تحية قال : حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى أربعين يوما في جماعة : صلاة الفجر , و عشاء الآخرة أعطي براءتين ... " الحديث . أخرجه أبو المظفر الجوهري في " العوالي الحسان " ( ق 161 / 1 - 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 288 ) و ابن عساكر ( 15 / 127 / 2 ) من طرق عن يعقوب به . أورده الخطيب في ترجمة يعقوب هذا , و سماه يعقوب بن إسحاق بن تحية أبو يوسف الواسطي , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , إلا أنه ساق له بعض الأحاديث التي تدل على حاله , و قال الذهبي : " ليس بثقة , و قد اتهم " . ثم ساق له بسنده المذكور عن أنس مرفوعا : " إن من إجلالي توقير المشايخ من أمتي " , و قال : " قلت : هو المتهم بوضع هذا " . و أورد هذه الطريق ابن الجوزي في " العلل " من حديث بكر بن أحمد بن يحيى الواسطي عن يعقوب بن تحية به . و قال : " بكر و يعقوب مجهولان " . ذكره الحافظ و أقره , و فاته أن بكرا قد توبع عند الخطيب و غيره , كما أشرت إلى ذلك آنفا بقولي في تخريجه : " من طرق عن يعقوب " . فالعلة محصورة في يعقوب وحده . الرابعة : عن نبيط بن عمرو عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة , كتبت له براءة ... " الحديث . قلت : و نبيط هذا مجهول , و الحديث بهذا اللفظ منكر , لتفرد نبيط به و مخالفته لكل من رواه عن أنس في متنه كما هو ظاهر , و لذلك كنت أخرجته قديما في " الضعيفة " ( رقم 364 ) فأغنى ذلك عن تخريجه هنا . و من الغرائب أن بعض إخواننا من أهل الحديث تسرع فكتب مقالا نشره في " مجلة الجامعة السلفية " ذهب فيه إلى تقوية هذا الحديث المنكر , متجاهلا جهالة نبيط هذا , و مخالفة متن حديثه للطرق المتقدمة . و لقد اضطررت أن أقول : " متجاهلا " لأنه في رده على الغماري في بعض أحاديث التوسل قد صرح بأن توثيق ابن حبان لا يوثق به عند العلماء ! ثم رأيناه قد وثق هو به , فوثق نبيطا هذا تبعا له , و ليس له إلا راو واحد , و مع ذلك ففيه ضعف . و لله في خلقه شؤون . و مما يؤكد نكارته الشاهد الآتي لحديث الترجمة : 2 - و أما حديث أبي كاهل , فيرويه الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... , فذكر حديثا طويلا , و فيه : " اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما و أربعين ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى , كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يوم المعطش " . أخرجه الطبراني ( 18 / 361 - 362 ) و العقيلي ( ص 353 ) في ترجمة الفضل هذا , و قال : " إسناده مجهول , و فيه نظر " . و قد ساقه المنذري بطوله في " الترغيب " ( 4 / 139 - 140 ) من رواية الطبراني , ثم قال : " و هو بجملته منكر , و تقدم في مواضع من هذا الكتاب ما يشهد لبعضه , و الله أعلم بحاله " . و الخلاصة : فالحديث بمجموع طرقه الأربعة عن أنس حسن على أقل الأحوال , و بقية الطرق إن لم تزده قوة . فلن تؤثر فيه ضعفا . و الله تعالى أعلم . ثم رأيت البيهقي رحمه الله جزم بأن حبيبا في الطريق الأولى هو حبيب ابن أبي حبيب البجلي أبو عمير , و أن من قال في السند : " حبيب بن أبي ثابت فقد أخطأ " . ثم ساقه من طريق طعمة , و من طريق خالد بن طهمان على الصواب . فأحدهما يقوي الآخر كما سبق . و الله تعالى أعلم . 3 - و أما حديث عمر بن الخطاب , فأخرجه ابن ماجه و ابن عساكر كما تقدم في الطريق الثانية عن أنس مع بيان علته . ( تنبيه ) : تبين فيما بعد أن الحديث سبق مخرجا في المجلد الرابع برقم ( 1979 ) لكن لما رأيت أن تخريجه هنا أوسع و أنفع منه هناك رأيت الاحتفاظ به هنا . " و ما قدر يكن " . 2653" ما ظن محمد بالله لو لقي الله عز وجل , و هذه عنده ? أنفقيها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 320 :
ورد من حديث #عائشة #رضي الله عنها , و له عنها طرق : الأولى : عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه : [ يا عائشة ] ما فعلت الذهب ? قالت : قلت : هي عندي . قال : ائتيني بها . فجئت بها , و هي ما بين التسع أو الخمس , فوضعها في يده , ثم قال بها - و أشار يزيد بيده - : فذكره . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 2142 - موارد ) و أحمد ( 6 / 182 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 2 / 33 ) . قلت : و هذا إسناد حسن صحيح , فقد تابع محمد بن عمرو , أبو حازم عن أبي سلمة به أخرجه ابن سعد , و ابن حبان ( 2143 ) . و تابعه الوازع بن نافع عند أبي الشيخ ابن حيان في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 303 ) لكن الوازع متروك . الثانية : عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : دخلت أنا و عروة بن الزبير يوما على عائشة , فقالت : لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض مرضه , قالت : و كان له عندي ستة دنانير - قال موسى - أو سبعة , قالت : فأمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها , قالت : فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله , قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت الستة ? قال : أو السبعة ? قلت : لا والله لقد كان شغلني وجعك . قالت : فدعا بها , ثم وضعها في كفه , فقال : فذكره . دون قوله : " أنفقيها " . أخرجه ابن حبان ( 2141 ) و أحمد ( 6 / 104 ) . قلت : و إسناده صحيح بما قبله , رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى ابن جبير و هو الأنصاري المدني , و قد روى عنه جمع من الثقات , و أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 451 ) و قال : " كان يخطىء و يخالف " . الثالثة : عن يعقوب بن عبد الرحمن : حدثني أبي عن أبيه أو عبيد الله بن عبد الله - شك يعقوب - عن عائشة قالت : أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية دراهم بعد أن أمسينا , فلم يزل قائما و قاعدا لا يأتيه النوم , حتى سمع سائلا يسأل , فخرج من عندي فما عدا أن دخل , فسمعت غطيطه , فلما أصبح قلت : يا رسول الله رأيتك أول الليل قائما و قاعدا لا يأتيك النوم حتى خرجت من عندي , فما عدا أن دخلت فسمعت غطيطك ? قال : أجل , أتت رسول الله ثمانية دراهم بعد أن أمسى , فما ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث , دون الزيادة . أخرجه ابن سعد . و رجاله ثقات غير والد عبد الرحمن , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 300 ) , فقال : " محمد بن عبد الله بن عبد القاري , و هو جد يعقوب بن عبد الرحمن المديني الإسكندراني , روى عن أبيه عن عمر و أبي طلحة . روى عنه الزهري و ابنه عبد الرحمن " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط ابن حبان فليراجع كتابه " الثقات " ( 7 / 374 ) , و قد تردد يعقوب هل هو الراوي له عن عائشة , أو عبيد الله بن عبد الله , و عبيد الله هذا لم أعرفه , و محمد بن عبد الله القاري مجهول الحال فيما يظهر مما نقلته عن ابن أبي حاتم , فإن صح هذا عن عائشة , فهي قصة أخرى غير التي تقدمت . و الله أعلم . و نحوها ما أخرجه ابن سعد أيضا , قال : أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي أبي حازم عن سهل بن سعد قال : " كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة , فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي . ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و شغل عائشة ما به , حتى قال ذلك ثلاث مرات , كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و يشغل عائشة ما به , فبعثت - يعني به - إلى علي فتصدق به , ثم أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين في جديد الموت , فأرسلت عائشة إلى امرأة من النساء بمصباحها , فقالت : اقطري لنا في مصباحنا من عكتك السمن , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جديد الموت " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال المنذري ( 2 / 42 ) , ثم الهيثمي ( 3 / 124 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رواته ثقات محتج بهم في ( الصحيح ) " . ( جديد الموت ) كذا وقع في " الطبقات " و " المجمع " و " الترغيب " أيضا ( طبعة المنيرية ) لكن المعلق عليه صححه بزعمه فجعله ( حديد ) بالحاء المهملة ثم علق عليه فقال : " في بعض النسخ " جديد الموت " بالجيم , و هو خطأ , و الصواب " حديد " بالحاء المهملة , أي بسجن الموت و شدته و الله أعلم " . قلت : و ما خطأه هو الصواب , و المعنى ظاهر جدا : أي في وجه الموت و طريقه , فقد جاء في " النهاية " : " و فيه : " ما على جديد الأرض " أي وجهها " . ثم رأيت في " لسان العرب " ما هو صريح في ما ذكرت . قال ( 3 / 112 ) : " و الجديد : ما لا عهد لك به , و لذلك وصف الموت بالجديد , هذلية , قال أبو ذؤيب : فقلت لقلبي يا لك الخير إنما يدليك للموت الجديد حبابها . و قال الأخفش و المغافص الباهلي : " جديد الموت : أوله " . فصح ما قلته , و الحمد لله . 2654" من لم يدع الله يغضب عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 323 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 658 ) و الترمذي ( 2 / 342 ) و ابن ماجه ( 3827 ) و الحاكم ( 1 / 491 ) و أحمد ( 2 / 442 و 477 ) و ابن أبي شيبة ( 10 / 200 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 35 / 1099 ) و الطبراني في " الدعاء " ( 2 / 796 / 23 ) و في " الأوسط " ( 3 / 216 / 2452 ط ) و ابن عدي في " الكامل " ( 7 / 295 ) و البغوي في " تفسيره " ( 7 / 310 - منار ) من طرق كثيرة عن صبيح أبي المليح قال : سمعت أبا صالح يحدث عن #أبي هريرة #مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , فإن أبا صالح الخوزي , و أبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح , إنما هما في عداد المجهولين , لقلة الحديث " . كذا قال , و أقره الذهبي , و فيه نظر من جهة أبي المليح , فإنه ليس مجهولا , كيف و قد روى عنه جمع من الثقات , ذكرهم في " التهذيب " , منهم : وكيع بن الجراح و مروان بن معاوية الفزاري و حاتم بن إسماعيل و أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني , و هؤلاء كلهم رووا هذا الحديث عنه , فأنى له الجهالة , لاسيما و قد قال ابن معين فيه : " ثقة " , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 / 475 ) و وثقه الحافظ . و أما شيخه أبو صالح الخوزي , فحشره في زمرة المجهولين هو اللائق بمثله , لأنهم لم يذكروا راويا عنه سوى أبي المليح هذا , لولا أن أبا زرعة قال فيه : " لا بأس به " , كما ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 393 ) و أقره و لذلك قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 7 / 309 ) عقب الحديث , و قد ساقه من طريق أحمد بأحد إسناديه : " تفرد به أحمد , و هذا إسناد لا بأس به " . و هذا عين ما كنت قلته في السلسلة الأخرى تحت الحديث ( 21 ) و قد ذكرت ذلك بالمناسبة , فقلت ثم : " و هو حديث حسن " . و قد أشكل هذا على بعض الطلبة من إخواننا الكويتيين و نسب إلي أنني صححت الحديث . و الواقع أنني حسنته فقط كما ذكرت آنفا , بل و رددت على الحاكم تصحيحه إياه تحت الحديث المشار إليه , كما نسب إلي غير ذلك مما لا يحسن ذكره هنا , و سأكتب إليه بذلك إن شاء الله تعالى . ( تنبيهات ) : الأول : قول ابن كثير : " تفرد به أحمد " يعني : دون أصحاب الستة , و هو وهم , فقد عرفت من تخريجنا إياه أنه قد رواه بعضهم . الثاني : تصحيح الحاكم للحديث مع تصريحه بجهالة بعض رواته , دليل على أن من مذهبه تصحيح حديث المجهولين , فهو في ذلك كابن حبان , فاحفظ هذا فإنه ينفعك في البحث و التحقيق إن شاء الله تعالى . الثالث : زاد الحاكم في رواية له من طريق محمد بن محمد بن حبان الأنصاري : حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا أبو المليح بإسناده : " ... و إن الله ليغضب على من يفعله , و لا يفعل ذلك أحد غيره . يعني الدعاء " فظننت أن هذه الزيادة مدرجة في الحديث من الجرجرائي أو الأنصاري فإني لم أعرفه , و الفزاري من شيوخ أحمد في حديث الترجمة , و أحمد جبل في الإتقان و الحفظ و لم يذكرها عنه مع متابعة الثقات له كما سبق , و لذلك أوردت الحديث بهذه الزيادة في " الضعيفة " ( 4040 ) . ثم إن للحديث شاهدين من حديث أنس , و النعمان بن بشير . 1 - أما حديث أنس فيرويه حماد بن عبد الرحمن الكلبي , عن المبارك بن أبي حمزة عن الحسن عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه عز وجل : " يا ابن آدم ! إنك إن سألتني أعطيتك , و إن لم تسألني أغضب عليك " . أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( رقم 24 ) . و حماد , و ابن أبي حمزة ضعيفان . 2 - أما حديث النعمان , فهو بلفظ : " الدعاء هو العبادة " , ثم قرأ : *( و قال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )* . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم , و صححه ابن حبان و الحاكم و الذهبي و غيرهم , و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 246 / المعارف ) , و " صحيح أبي داود " ( 1329 ) , و " الروض النضير " ( 888 ) . و إن مما لا شك فيه أن الاستكبار عن عبادته تعالى و دعائه يستلزم غضب الله تعالى على من لا يدعوه , فشهادة هذا الحديث لحديث الترجمة شهادة قوية لمعناه دون مبناه . و قد غفل عن هذه الأحاديث بعض جهلة الصوفية أو تجاهلوها , بزعمهم أن دعاء الله سوء أدب مع الله , متأثرين في ذلك بالأثر الإسرائيلي : " علمه بحالي يغني عن سؤاله " ! فجهلوا أن دعاء العبد لربه تعالى ليس من باب إعلامه بحاجته إليه سبحانه و تعالى *( يعلم السر و أخفى )* , و إنما من باب إظهار عبوديته و حاجته إليه و فقره , كما تقدم بيانه في المجلد الأول من " الضعيفة " رقم ( 22 ) . 2655" من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه يريد وجه الله و الدار الآخرة لم يغيب شيئا من ماله , و أقام الصلاة و أدى الزكاة , فتعدى عليه الحق , فأخذ سلاحه فقاتل , فقتل , فهو شهيد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 326 :
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2336 ) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري , و الحاكم ( 1 / 404 - 405 ) عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان كلاهما قالا : حدثنا عمرو بن خالد الحراني : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف الشيباني عن علي بن الحسين قال : حدثتنا #أم سلمة #: أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو في بيتها و عنده رجال من أصحابه يتحدثون إذ جاء رجل فقال : يا رسول الله كم صدقة كذا و كذا من التمر ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذا و كذا من التمر " , فقال الرجل : إن فلانا تعدى علي فأخذ مني كذا و كذا , فازداد صاعا ? فقال صلى الله عليه وسلم : " فكيف إذا سعى عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي ? " . فخاض الناس و بهرهم الحديث , حتى قال رجل منهم : يا رسول الله إن كان رجلا غائبا عنك في إبله و ماشيته و زرعه و أدى زكاة ماله فتعدى عليه الحق , فكيف يصنع و هو غائب ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و إنما هو وهم منهما , بل هو صحيح فقط , ليس على شرطهما و لا على شرط أحدهما , فإن عمرو بن خالد لم يرو له مسلم , و القاسم بن عوف الشيباني لم يخرج له البخاري . و الحديث أورده في " المجمع " ( 3 / 82 ) و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجال الجميع رجال الصحيح " . قلت : و أخرجه أحمد ( 6 / 301 ) : حدثنا زكريا بن عدي قال : أنبأنا عبيد الله ( الأصل : عبد , و هو خطأ ) ابن عمرو به مختصرا . و هو في " كبير الطبراني " ( 23 / 287 / 632 ) و " الأوسط " ( 3 / 29 / 1370 - مجمع البحرين ) بتمامه , و كذلك رواه البيهقي في " السنن " ( 4 / 137 ) من طريق الحاكم و الجملة الأخيرة من الحديث : " من قاتل دون ماله فهو شهيد " لها شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما بألفاظ متقاربة , قد خرجت بعضها في " أحكام الجنائز " ( ص 56 - 57 - طبعة المعارف ) و فيما يأتي من هذه السلسلة , ( المجلد السابع رقم 3247 ) , و في بعضها بيان أن الحديث ببعض القيود , مثل أن يذكره بالله ثلاثا , لعله يرعوي , فإن لم يرتدع , استعان بمن حوله من المسلمين , فإن لم يكن حوله أحد , استعان عليه بالسلطان إن أمكن , فإذا تعاطى المظلوم هذه الأسباب و نحوها فلم يندفع الظلم , قاتله , فإن قتله فهو في النار , و إن قتل فهو شهيد . 2656" إن الله لا ينظر إلى [ أجسادكم و لا إلى ] صوركم و أموالكم و لكن [ إنما ] ينظر إلى قلوبكم [ و أشار بأصابعه إلى صدره ] و أعمالكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 328 :
أخرجه مسلم ( 8 / 11 ) و ابن ماجه ( 4143 ) و أحمد ( 2 / 539 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 98 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 480 ) من طرق عن كثير بن هشام : حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن #أبي هريرة #مرفوعا به . و الزيادة الثانية لابن ماجه و أحمد و البيهقي . و قال أبو نعيم : " رواه الثوري عن جعفر بن برقان به مثله " . قلت : ثم وصله هو ( 7 / 124 ) و البيهقي من طريق محمد بن غالب تمتام : حدثنا قبيصة حدثنا سفيان به , إلا أنه قال : " و أجسامكم " بدل : " و أموالكم " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث الثوري عن جعفر , و لا أعلم رواه عنه [ إلا ] قبيصة " . قلت : و تابعه غيره , فقال أحمد ( 2 / 285 ) : حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا جعفر - يعني ابن برقان - به . و له طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به , و قال : " أجسادكم " مكان " أموالكم " , و ذكر الزيادة الأخيرة بدل " و أعمالكم " . أخرجه مسلم من طريق أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره . و الزيادة الأولى له . و له شاهد صحيح معضل , فقال ابن المبارك في " الزهد " ( 1544 ) : أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ( تنبيه هام ) : قال البيهقي عقب الحديث : " هذا هو الصحيح المحفوظ فيما بين الحفاظ , و أما الذي جرى على ألسنة جماعة من أهل العلم و غيرهم : " إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم " , فهذا لم يبلغنا من وجه يثبت مثله , و هو خلاف ما في الحديث الصحيح , و الثابت في الرواية أولى بنا و بجميع المسلمين , و خاصة بمن صار رأسا في العلم يقتدى به . و بالله التوفيق " . قلت : و يبدو أن هذا الخطأ الذي جرى عليه من أشار إليهم البيهقي من أهل العلم , قد استمر إلى زمن الإمام النووي , فقد وقع الحديث في " رياضه " ( رقم 1577 - المكتب الإسلامي ) باللفظ الخطأ الذي حكاه البيهقي عن الجماعة <1> مع أنه أورده في أول كتابه ( رقم 8 ) مختصرا ليس فيه هذا الوهم , و لا أدري أهو منه أم من بعض ناسخي الكتاب , و من الغريب أن يستمر هذا الخطأ في أكثر النسخ المطبوعة منه اليوم , و أعجب منه أن شارحه ابن علان جرى على ذلك في شرحه للحديث ( 4 / 406 ) مما هو ظاهر البطلان كما كنت شرحت ذلك في مقدمتي لـ " رياض الصالحين " بتحقيقي و بهذه المناسبة لابد لي من كلمة قصيرة حول طبع المكتب الإسلامي لهذا الكتاب " الرياض " طبعة جديدة ! سنة ( 1412 ) . لقد وضع لها مقدمة سوداء , ملؤها الزور و الافتراء , و الغمز و اللمز , مما لا مجال الآن لتفصيل القول في ذلك فإنه بحاجة إلى تأليف كتاب خاص , و الوقت أضيق و أعز , و بخاصة أن كل من يقرأها و يقرأ بعض تعليقاته يقطع بأن الرجل محرور , و متناقض فيما يقول , و ... إذا كانت الحكمة القديمة تقول : " يغنيك عن المكتوب عنوانه " , فيكفي القاريء دليلا على ما أشرت إليه قوله تحت عنوان الكتاب و اسم المؤلف : " تحقيق جماعة من العلماء تخريج محمد ناصر الدين الألباني " . فغير و بدل ما كان في الطبعة الأولى : " تحقيق محمد ناصر الدين الألباني " فجعل مكان كلمة ( تحقيق ) كلمة ( تخريج ) لينسب التحقيق إلى غيره و هم ( جماعة العلماء ) ! و هذا أقل ما يقال فيه أنه لم يتأدب بأدب القرآن : *( و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تعثوا في الأرض مفسدين )* . ثم من هم هؤلاء ( العلماء ) ? لقد أبى أن يكشف عن أسمائهم لأمر لا يخفى على كل قاريء لبيب , و اعتذر هو عن ذلك بعذر أقبح من ذنب فقال في " المقدمة " ( ص 6 ) : " اشترطوا علينا أن لا تذكر أسماؤهم .. " ! و إن من السهل على القاريء أن يعرف حقيقة هؤلاء ( العلماء ) بالرجوع إلى تعليقاتهم , فإنه سوف لا يجد علما و لا تحقيقا إلا ما كان في الطبعة الأولى , و إلا ما ينقلونه من كتبي مثل " صحيح أبي داود " و غيره , بل إنه سيرى ما يدل على الجهل و قلة العلم ! و هاكم مثالا على ذلك , ما جاء في حاشية ( ص 643 ) تعليقا على قول الإمام النووي رحمه الله في آخر الحديث ( 1891 ) : " و في رواية للبخاري و مسلم " . " قلت : رواها مسلم فقط , فعزوها للبخاري وهم " ! فأقول : بل هذا القائل هو الواهم , فإن الحديث في " البخاري " ( رقم 3245 - فتح 6 / 318 ) . ثم أقول : من هو القائل : " قلت ... " ? و الجواب : مجهول باعتراف الناشر الذي نقلت كلامه آنفا , فنسأله - و قد حشر نفسه في " جماعة العلماء " باشتراكه معهم في التعليق و التصحيح مصرحا باسمه تارة , هذا إن لم يكن هو المقصود بقوله : " جماعة العلماء " - فنسأله أو نسأل " جماعة العلماء " - كله واحد ! - : ما قيمة قول المجهول في علم مصطلح الحديث ? و هذا إذا لم يكن قوله في ذاته خطأ , فكيف إذا كان عين الخطأ كما رأيت ?! و من هذا القبيل قولهم أو قوله ( ! ) تعليقا على الحديث ( 1356 ) : " يفهم من كلام الشيخ ناصر : أن الحديث ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم , و الأمر ليس كذلك , فإن الوليد صرح بالتحديث .. " . قلت : فجهلوا أو جهل أن تدليس الوليد هو من نوع تدليس التسوية الذي لا يفيد فيه تصريحه هو بالتحديث عن شيخه , بل لابد أن يصرح كل راو فوقه بالتحديث من شيخه فما فوق ! فاعتبروا يا أولي الأبصار .
----------------------------------------------------------- [1] ثم طبع هناك على الصواب مع التنبيه في الحاشية على خطأ الأصل . اهـ . 2657" لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 332 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 398 / 1876 ) من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن عامر عن #جابر # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد مرشح للتحسين , مجالد - و هو ابن سعيد - ليس بالقوي , و به أعله الهيثمي , فقال ( 9 / 272 ) : " .. و هو ضعيف , و قد وثق , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و أقول : و لكن إسماعيل هذا , و إن كان من رجال البخاري فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه . و قال الذهبي في " الكاشف " : " صدوق " . و كذا قال الحافظ في " التقريب " , و زاد : " يخطىء " . قلت : و هذا أصح , فمثله وسط , يدور حديثه بين أن يكون حسنا لذاته أو حسنا لغيره , فإن توبع لم يتوقف الباحث عن تحسينه , و هذا هو الواقع هنا فقد تابعه مثله أو قريب منه , و هو أسد بن عمرو عن مجالد بن سعيد به . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 4 / 281 ) . و أسد هذا اختلفوا فيه أيضا , و هو من رجال اللسان " , و تجد أقوال الأئمة فيه مفصلا , و فيه أن بعضهم تكلم فيه لأنه كان من أصحاب الرأي , و قد وثقه جمع منهم أحمد و ابن معين , و عن هذا رواية أخرى من طريق أحمد بن سعيد بن أبي مريم عنه قال : " كذوب ليس بشيء " . و أشار الذهبي إلى رفض هذه الرواية , و لعل ذلك لجهالة أحمد بن سعيد هذا , فإني لم أجد له ترجمة . و هي في نقدي حرية بالرفض لمخالفتها لكل أقوال الأئمة الموثقين و المضعفين , أما الموثقين فواضح , و أما المضعفين , فلأن أكثرهم أطلق الضعف , و الآخرون غمزوه بضعف الحفظ , أو أن عنده مناكير , و ابن عدي الذي جاء من بعدهم , ختم ترجمته بقوله فيه : " له أحاديث كثيرة عن الكوفيين , و لم أر في أحاديثه شيئا منكرا , و أرجو أن حديثه مستقيم , و ليس في أهل الرأي بعد أبي يوسف أكثر حديثا منه " . قلت : فحري بمن كان كثير الحديث مثله , و ليس فيها ما ينكر أن يكون ثقة , و لئن وجد - كما ذكر بعضهم - فهو لقلته مغتفر . و الله أعلم . و بالجملة فالحديث بهذه المتابعة صحيح إلى مجالد بن سعيد , و لكنه بحاجة إلى ما يدعمه , و قد وجدته , فقال الأجلح عن الشعبي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل جعفر بن أبي طالب حين جاء من أرض الحبشة , فقبل ما بين عينيه و ضمه إليه ( و في رواية : و اعتنقه ) " . أخرجه ابن سعد ( 4 / 35 ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 106 ) و من طريقه أبو داود ( 5220 ) . قلت : و هذا إسناد جيد مرسل , الأجلح - و هو ابن عبد الله - صدوق , فيه كلام يسير لا يضر , و لذلك قال الذهبي في " المغني " : " شيعي , لا بأس بحديثه , و لينه بعضهم " . و قال الحافظ في " التقريب " : " شيعي صدوق " . و زاد ابن أبي شيبة في أوله : " ما أدري بأيهما أفرح ? بقدوم جعفر , أو بفتح خيبر " . و بهذه الزيادة أخرجه البيهقي في " السنن " ( 7 / 101 ) و " شعب الإيمان " ( 6 / 477 / 8968 ) و قال : " هذا مرسل " . ثم رواه من طريق زياد بن عبد الله : حدثنا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال : فذكر حديث الترجمة <1> , و قال : " و المحفوظ هو الأول , مرسل " . قلت : و هذه متابعة ثالثة من زياد بن عبد الله , و هو البكائي , و فيه لين , و قد خالف , فجعله من مسند عبد الله بن جعفر , و الصحيح عن مجالد من حديث جابر كما تقدم . و قد وصله الحاكم ( 3 / 211 ) من طريق آخر عن الأجلح عن الشعبي عن جابر به لكن ليس فيه ( المعانقة ) . ثم رواه من طريق ثقتين عن الشعبي مرسلا , و قال : " هذا حديث صحيح , إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلا " . قال الذهبي عقبه : " و هو الصواب " . و هكذا مرسلا ذكره الذهبي في ترجمة ( جعفر ) من كتابه " السير " ( 1 / 213 ) . لكنه عاد فذكر فيما بعد الزيادة المشار إليها آنفا , فقال ( 1 / 216 ) : " و روي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم جعفر قال : لأنا بقدوم جعفر أسر مني بفتح خيبر " . فأشار إلى أن للحديث أكثر من طريق واحد , و لم ينتبه لهذه الإشارة القوية المعلق عليه , فقال : " سبق تخريجه في الصفحة ( 213 ) تعليق ( 1 ) " . و إذا رجعت إلى التعليق المشار إليه , فلا تجد فيه سوى العزو لابن سعد و الحاكم . و نقل كلامه المتقدم , و تعقيب الذهبي عليه بأن المرسل هو الصواب ! و قد وجدت للحديث وجهين آخرين لعل الذهبي - و هو الحافظ النحرير - أشار إليهما :الأول : عن عون بن أبي جحفة عن أبيه قال : " لما قدم جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة , قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه , ثم قال : ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر , أو بفتح خيبر ? " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22 / 100 / 244 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم ( الأصل : سالم ) الخولاني و أحمد بن خالد بن مسرح قالا : حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني حدثنا مخلد بن يزيد عن عون بن أبي جحيفة به . قلت : و هذا إسناد جيد : مخلد و عون ثقتان من رجال الشيخين . و الوليد بن عبد الملك الحراني , روى عنه جمع غير المذكورين منهم أبو زرعة - و لا يروي إلا عن ثقة - و أبو حاتم , و قال : " صدوق " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 227 ) و قال : " مستقيم الحديث " . و أخرج له في " صحيحه " عدة أحاديث , فانظر " التيسير " . و أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني , هو من الشيوخ المكثرين من الرواية , فقد ترجمه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 3 / 140 ) فذكر أنه حدث بدمشق سنة ( 289 ) <2> عن جمع من الشيوخ سماهم , منهم هشام بن عمار قارب عددهم العشرين شيخا . و روى عنه جمع من الشيوخ جاوز عددهم العشرة , منهم الطبراني و ابن عدي . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لكن رواية هؤلاء عنه تعديل له , و لاسيما و قد أكثر الطبراني عنه , فروى له في كتاب " الدعاء " فقط تسعة أحاديث ( انظر المجلد الأول من " الدعاء " تحقيق الدكتور محمد سعيد البخاري ) و روى له في " المعجم الأوسط " ( 1 / 171 / 3188 - 3190 ) ثلاثة أحاديث , أحدهما في " المعجم الصغير " أيضا ( رقم 689 - " الروض النضير " ) . و أما قرينه ( أحمد بن خالد بن مسرح ) فقال الدارقطني كما في " اللسان " : " ليس بشيء " . و من طريقه وحده أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " أيضا ( 2 / 107 / 1470 ) و " المعجم الصغير " ( ص 8 - هندية رقم 934 " الروض النضير " ) و زاد في " الكبير " : " فعانقه " . و الوجه الآخر من الوجهين المشار إليهما ما ذكره الإمام البغوي في " شرح السنة " ( 12 / 292 ) عقب الحديث المرسل : " و عن البياضي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جعفر بن أبي طالب , فالتزمه , و قبل ما بين عينيه " . و البياضي هذا لم أعرفه , و ينسب إليها جمع من الصحابة فانظر " الأنساب " و " تاج العروس " , و لم أقف على إسناده إليه , و قد وهم المعلق على " شرح السنة " وهما فاحشا , فقال : " أخرجه أبو داود ( 5220 ) في الأدب : باب في قبلة ما بين العينين , و رجاله ثقات , لكنه مرسل " . و إنما عند أبي داود في الباب و الرقم المشار إليهما حديث الشعبي المتقدم معزوا إلى جمع منهم أبو داود بالرقم نفسه ! و ثمة وجه ثالث لا يصلح للاستشهاد به , أذكره بيانا لحاله , و إلا ففيما تقدم كفاية , و هو من رواية محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : " لما قدم جعفر و أصحابه استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقبله بين عينيه " . أخرجه ابن عدي ( 6 / 220 ) و من طريقه البيهقي , و قال ابن عدي : " رواه أبو قتادة الحراني عن الثوري عن يحيى بن سعيد : و قال : عن عمرة عن عائشة " . قلت : فذكر الحراني ( عمرة ) مكان ( القاسم بن محمد ) في رواية محمد بن عبد الله بن عبيد , و هو متروك كالحراني . هذا و قد كنت منذ بعيد لا أرى تقبيل ما بين العينين لضعف حديث جعفر هذا بسبب الإرسال , و عدم وقوفي على شاهد معتبر له , فلما طبع " المعجم الكبير " , و وقفت فيه على إسناده من طريق ( أنس بن سلم ) , و على ترجمته عند ابن عساكر , و تبين لي أنه شاهد قوي للحديث المرسل , رأيت أنه من الواجب علي نشره في هذه السلسلة , أداء للأمانة العلمية , و لعلمي أن الكثيرين من أمثالي لم تقع أعينهم عليه فضلا عن غيرهم , فأحببت لهم أن يكونوا على بصيرة منه . و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . و للمعانقة في السفر شاهد قوي تقدم برقم ( 2647 ) .
----------------------------------------------------------- [1] قلت : و في " الشعب " الزيادة المذكورة , و أخرى بلفظ : " فقبل شفتيه " , و هي منكرة جدا , و المحفوظ كما تقدم , يأتي بلفظ : " ما بين عينيه " . [2] و ذكره الذهبي في وفيات هذه السنة تحت ترجمة ( زكريا بن يحيى السجزي ) من " تذكرة الحفاظ " . اهـ . 2658" نهى عن الخلوة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 338 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 102 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 2 / 2 / 229 / 2 ) و كذا البزار في " مسنده " ( رقم 2022 - كشف الأستار ) من طريقين عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم عن عكرمة عن # ابن عباس # رضي الله عنهما قال : خرج رجل من خيبر , فتبعه رجلان , و رجل يتلوهما يقول : " ارجعا " حتى أدركهما فردهما , ثم [ لحق الأول فـ ] قال : إن هذين شيطانان , [ و إني لم أزل بهما حتى رددتهما عنك , فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فاقرأ على رسول الله السلام , و أعلمه أنا في جمع صدقاتنا , [ و ] لو كانت تصلح له بعثنا بها إليه , قال : فلما قدم [ الرجل ] على النبي صلى الله عليه وسلم حدثه , فنهى عند ذلك عن الخلوة . و قال الحاكم - و السياق له , و الزيادات للبيهقي - : " صحيح الإسناد على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , و عبد الكريم هو ابن مالك الجزري الحراني الثقة , و ليس عبد الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف , فإنه و إن كان يروي أيضا عن عكرمة , فليس هو من شيوخ عبيد الله الرقي . و في هذا الحديث فائدة هامة , و هو تعليل النهي عن الوحدة بعلة غير معقولة المعنى خلافا لما كنت نقلته عن الطبري تحت الحديث ( 62 ) , فتنبه . 2659" لتقاتلنه و أنت ظالم له . يعني الزبير و عليا رضي الله عنهما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 339 :
أخرجه الحاكم ( 3 / 366 ) عن منجاب بن الحارث عن عبد الله بن الأجلح : حدثني أبي عن يزيد الفقير , ( قال منجاب : و سمعت فضل بن فضالة يحدث به جميعا عن أبي حرب ابن أبي الأسود قال : " شهدت عليا و الزبير لما رجع الزبير على دابته يشق الصفوف , فعرض له ابنه عبد الله , فقال له : مالك ? فقال : ذكر لي علي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... ( فذكره ) . فلا أقاتله . قال : و للقتال جئت ? إنما جئت لتصلح بين الناس و يصلح الله هذا الأمر بك . قال : قد حلفت أن لا أقاتل . قال : فأعتق غلامك جرجس , و قف حتى تصلح بين الناس . قال : فأعتق غلامه جرجس , و وقف فاختلف أمر الناس فذهب على فرسه " . قلت : و هذا إسناد حسن من الوجه الأول , و صحيح من الوجه الآخر إن ثبتت عدالة فضل بن فضالة , فإني لم أجد له ترجمة . و لا أستبعد أن يكون هو فضيل بن فضالة الهوزني الشامي , تحرف اسمه على الناسخ , و هو صدوق روى عنه جمع , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و هو من رجال " التهذيب " . أو أنه فضيل بن فضالة القيسي البصري . روى عن أبي رجاء و عبد الرحمن بن أبي بكرة , روى عنه شعبة , و هو ثقة , و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 74 ) عن أبيه : شيخ . و هذا أقرب إلى طبقته من الأول , فإنه يروي عن التابعين كما ترى , و ذاك عن الصحابة , ثم هو بصري كشيخه أبي حرب . و الله أعلم . و تابعه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن الرقاشي عن جده عبد الملك عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال : فذكره مختصرا . أخرجه الحاكم أيضا من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي : حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي به . و قال : " هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن أبي الأسود , فقد روى عنه يزيد بن صهيب و فضل بن فضالة في إسناد واحد " . و وافقه الذهبي . ثم ساقه من الطريق المتقدمة و قد خولف الرقاشي في إسناده , و هو ضعيف من قبل حفظه , فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 191 - 192 ) : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم أخبرنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي عن جده عبد الملك عن أبي جرو المازني قال : شهدت عليا و الزبير به مختصرا . و أبو يوسف هذا هو الدورقي الثقة . فروايته أرجح من رواية الرقاشي , و تابعه جعفر بن سليمان : حدثنا عبد الله بن محمد الرقاشي حدثني جدي عن أبي جرو المازني به . أخرجه الحاكم . فهذا مما يرجح رواية أبي يوسف الدورقي . و على كل حال , فهي لا بأس بها في المتابعات . و للحديث عنده طريق أخرى يرويه عن محمد بن سليمان العابد : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال علي للزبير : فذكر نحوه مختصرا . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : العابد لا يعرف , و الحديث فيه نظر " . و أقره الحافظ في " اللسان " على قوله : " لا يعرف " . و قد خالفه يعلى بن عبيد فقال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام - رجل من حيه - قال : خلا علي بالزبير يوم الجمل ... الحديث . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 15 / 283 / 19673 ) و أورده في ترجمة عبد السلام هذا , و قال عن البخاري : " ... عن علي و الزبير , لا يثبت سماعه منهما " . و قال العقيلى : " و لا يروى هذا المتن من وجه يثبت " . و أعله الدارقطني في " العلل " ( 4 / 102 ) بالإرسال . و قال الذهبي في عبد السلام هذا : " مجهول " . و نحوه قول الحافظ فيه : " مقبول " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " في " أتباع التابعين " قال : " عبد السلام البجلي , روى المراسيل . روى عنه إسماعيل بن أبي خالد " . قال الحافظ عقبه في " التهذيب " : " فكأنه لم يشهد القصة عنده " . قلت : و إليه يشير كلام البخاري السابق . و يستغرب منه - و الذهبي أيضا - أن يفوتهما كلامه , فلا يذكرانه , بل و لا يشيران إليه في كتابيهما " التهذيب " و " الميزان " . و أما قول الذهبي المتقدم : " و الحديث فيه نظر " , فلا أدري وجهه , لاسيما و هو قد صححه من طريق ابن أبي الأسود , و هو الجواب عن قول العقيلي : " لا يروى عن وجه يثبت " . و لو سلمنا بذلك , فوروده من وجوه ليس فيها من هو متهم أو متروك , فلا شك حينذاك بأن بعضها يقوي بعضا . كما هي القاعدة عند المحدثين . ثم داخلني شك في ثبوت القصة التي ذكرت في أول التخريج لأنها من رواية عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي عن منجاب . و كذلك أخرجها البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 2 / 189 / 1 ) إلا أنه قال : " عن يزيد الفقير عن أبيه " , فزاد : " عن أبيه " . و زاد بعد قوله : ابن أبي الأسود : " دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه " و سبب الشك أن ابن سوار هذا لم أعرفه , و قد فتشت عنه فيما لدي من كتب الرجال , فلم أعثر عليه , فأخشى أن يكون غير مشهور بالرواية , فإن الحافظ المزي لم يذكره في الرواة عن ( منجاب ) . و أيضا فالزيادة الأولى عند البيهقي إن كانت محفوظة , فهي علة أخرى لأن أبا يزيد الفقير - و اسمه صهيب - لم أجد له ترجمة أيضا . و الزيادة الأخرى عنده تحول دون معرفة كون القصة بالإسناد الأول أم الآخر . و قد قال الحافظ ابن كثير في " التاريخ " ( 7 / 241 ) بعد أن ساق القصة من طريق البيهقي : " و عندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه , و يبعد أن يكفر عن يمينه ثم يحضر بعد ذلك لقتال علي . و الله أعلم " . قلت : و يؤيده رواية شريك عن الأسود بن قيس قال : حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل بالرمح قعصا فثوب به علي : يا عبد الله ! يا عبد الله ! قال : فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما , قال : فقال له علي : أنشدك بالله . أتذكر يوم أتانا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا أناجيك , فوالله لتقاتلنه و هو لك ظالم . قال : فضرب الزبير وجه دابته , فانصرف . أخرجه ابن أبي شيبة ( 19674 ) . و بالجملة : فحديث الترجمة صحيح عندي لطرقه كما تقدم , دون قصة عبد الله بن الزبير مع أبيه . و الله أعلم .
2660" يعيش هذا الغلام قرنا . فعاش مائة سنة . يعني عبد الله بن بسر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 343 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 323 ) و في " الصغير " ( ص 93 ) و الحاكم ( 4 / 500 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 503 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( 836 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 9 / 4 / 2 ) من طريق البخاري و غيره عن إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني عن أبيه عن #عبد الله بن بسر #أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ... فذكره . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد رجاله كلهم ثقات معروفون غير إبراهيم هذا , و قد ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 127 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط ابن حبان في " ثقاته " , و قد أورده في " أتباع التابعين " منه ( 2 / 7 - مخطوطة الظاهرية ) . و تابعه أبو عبد الله الحسن بن أيوب الحضرمي قال : أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه , فوضعت أصبعي عليها , فقال : وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه عليها ثم قال : " لتبلغن قرنا " . قال أبو عبد الله : و كان ذا جمة . أخرجه أحمد ( 4 / 189 ) و عنه ابن عساكر , و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 55 ) و البزار في " مسنده " ( 3 / 280 - كشف الأستار ) . قلت : و إسناده ثلاثي جيد . و قال الهيثمي ( 9 / 405 ) : " رواه الطبراني و أحمد بنحوه , و رجال أحمد رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب , و هو ثقة , و رجال الطبراني ثقات " . و أورده بنحوه من رواية الطبراني و البزار و قال : " و رجال أحد إسنادي البزار رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب الحضرمي , و هو ثقة " . و تابعه سلامة بن جواس : أخبرنا محمد بن القاسم الطائي عن عبد الله بن بسر به و زاد : " قلت : بأبي و أمي يا رسول الله ! و كم القرن ? قال : مائة سنة . قال عبد الله : فلقد عشت خمسا و تسعين سنة . و بقيت خمس سنين إلى أن يتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال محمد : فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات " . أخرجه ابن عساكر . و محمد بن القاسم الطائي ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 64 - 65 ) برواية جمع آخر من الثقات , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط ابن حبان في " ثقاته " , و لم أره في النسخة المطبوعة منه في الهند , و لا في مخطوطة الظاهرية أيضا . و سلامة بن جواس , قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 302 ) : " روى عنه أبو زرعة و محمد بن عوف الحمصي " . قلت : فهو ثقة , لأن أبا زرعة لا يروي إلا عن ثقة , كما هو معلوم , ثم هو على شرط ابن حبان أيضا , و قد أورده في " ثقاته " ( 8 / 300 ) . و قد تابعه يحيى بن صالح : حدثنا محمد بن القاسم الطائي .. به . رواه البزار أيضا . و يحيى ثقة . و تابعه جنادة بن مروان الرقي : حدثنا محمد بن القاسم الطائي . رواه الحاكم أيضا إن كان محفوظا . و تابعه الوليد بن مروان بن عبد الله بن أخي جنادة بن مروان : حدثني محمد بن القاسم أبو القاسم الحمصي عن عبد الله بن بسر - و كان عبد الله بن بسر شريكا لأبيه في قرية يقال لها ( تموينة ) <1> يرعيان فيها خيلا لهم - قال أبو القاسم : سمعت عبد الله بن بسر يقول : " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا مع أبي , فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده , ثم ألقاها للنبي صلى الله عليه وسلم فقعد عليها . ثم قال أبي لأمي : هل عندك شيء تطعمينا ? فقالت : نعم , شيء من حيس . قال : فقربته إليهما , فأكلا , ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام , فمسح بيده على رأسي , ثم قال : فذكره " . قال أبو القاسم : فعاش مائة سنة . أخرجه تمام في " الفوائد " ( ق 55 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 9 / 4 / 2 و 17 / 447 / 2 ) في موضعين أحدهما في ترجمة الوليد هذا , و لم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث , الأمر الذي يشعر بأنه مجهول , و أنا أظن أنه الذي في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 18 ) : " الوليد بن مروان , روى عن غيلان بن جرير روى عنه معتمر بن سليمان , سمعت أبي يقول : هو مجهول " . و نحوه في " الميزان " و " اللسان " . أقول : لكن القصة التي ذكرها قد جاءت من طريق أخرى مطولة و مختصرة , و أتمها ما رواه صفوان بن عمرو قال : حدثني عبد الله بن بسر المازني قال : " بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى الطعام , فجاء معي , فلما دنوت المنزل أسرعت فأعلمت أبوي , فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم و رحبا به , و وضعا له قطيفة كانت عند زبيرته <2> فقعد عليها , ثم قال أبي لأمي : هات طعامك , فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء و ملح , فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : " خذوا بسم الله من حواليها , و ذروا ذروتها , فإن البركة فيها " . فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم و أكلنا معه , و فضل منها فضلة , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر لهم و ارحمهم و بارك عليهم , و وسع عليهم في أرزاقهم " . أخرجه أحمد ( 4 / 688 ) و إسناده ثلاثي صحيح , و أخرجه هو و مسلم ( 6 / 122 ) من طريق يزيد بن جعفر بن عبد الله بن بسر مختصرا . و له عند أحمد و غيره طرق أخرى , يزيد بعضهم على بعض . ( فائدة ) : القرن : أهل كل زمان , و اختلفوا في تحديده على أقوال ذكرها ابن الأثير و غيره , منها أنه مائة سنة , و هذا الحديث يشهد له , و إليه مال الحافظ في " الفتح " ( 7 / 4 ) , فقال : " و قد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ( ! ) ما يدل على أن القرن مائة , و هو المشهور " . و عزوه لمسلم وهم , سببه أن أصله فيه كما سبقت الإشارة إليه .
----------------------------------------------------------- [1] لم أرها في " معجم البلدان " و الظاهر أنها قرية من قرى حمص , فإن في ترجمة عبد الله بن بسر أنه كان سكن حمص . و الله أعلم . ثم تبين أنه محرف ( تنوينة ) من قرى حمص في " معجم البلدان " ( 2 / 50 ) . [2] كذا الأصل , و في " لسان العرب " - و قد ذكر الحديث بلفظ : " ... فوضعنا له قطيفة زبيرة " - : قال ابن المظفر : كبش زبير أي ضخم ... " , لكن لا يساعد على هذا المعنى قوله في رواية أحمد : " ... كانت عند زبيرته " , فليتأمل فإنه موضع نظر . اهـ . 2661" أنفق بلال ! و لا تخش من ذي العرش إقلالا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 347 :
روي من حديث #أبي هريرة و بلال بن رباح و عبد الله بن مسعود و عائشة # . 1 - أما حديث أبي هريرة فيرويه عنه محمد بن سيرين , و له عنه طرق : الأولى : أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 101 / 1 ) و القطيعي في " جزء الألف دينار " ( ق 40 / 1 ) قالا : حدثنا جعفر الفريابي قال : حدثنا بشر بن سيحان قال : حدثنا حرب بن ميمون عن هشام بن حسان بن حسان عن ابن سيرين عنه مرفوعا به . و أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 280 و 6 / 274 ) من طريق أخرى عن الفريابي و غيره عن بشر به . و أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1437 ) : حدثنا بشر بن سيحان به , و زاد : " عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا , فأخرج إليه صبرا من تمر , فقال : ما هذا يا بلال ! قال : تمر ادخرته يا رسول الله ! قال : أما خفت أن تسمع له بخارا في جهنم ? !! أنفق ... " إلخ . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير بشر بن سيحان , و هو أبو علي الثقفي البصري . كتب عنه أبو حاتم و قال : " ما به بأس , كان من العباد " . و كذلك روى عنه أبو زرعة , و سئل عنه فقال : " شيخ بصري صالح " , كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 358 ) . و فات هذا الحافظ فلم يذكره في ترجمته من " اللسان " , و إنما قال : " قال ابن حبان في " الثقات " : ربما أغرب " . الثانية : عن بكار بن محمد السيريني حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين به و فيه القصة . أخرجه البزار ( 4 / 251 / 3655 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 101 / 1 ) و " الأوسط " ( 4 / 486 - الجامعة الإسلامية ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 180 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 347 ) . و أبو صالح الحربي في " الفوائد العوالي " ( ق 175 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 55 ) في ترجمة بكار هذا , و ساق له حديثين آخرين , و قال : " لا يتابع عليها " , و قال في هذا : " الرواية فيه مضطربة من غير حديث ابن عون أيضا " . قلت : و له ترجمة في " الميزان " و " اللسان " , و الجمهور على تضعيفه . الثالثة : عن مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين به . أخرجه البزار ( 4 / 251 / 3654 ) و الطبراني في " الكبير " أيضا , و أبو سعيد ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 76 / 2 ) و أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 245 / 1 ) و قال البزار : " تفرد به مبارك , و إسناده حسن " . قلت : هو كذلك لولا أن المبارك هذا كان يدلس كما في " التقريب " و غيره . نعم هو حسن , بل صحيح لغيره . و الحديث قال المنذري ( 2 / 40 ) و الهيثمي ( 10 / 241 ) : " رواه البزار و أبو يعلى و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و إسناده حسن " . و لم يذكر المنذري البزار . 2 - و أما حديث بلال فيرويه محمد بن الحسن الأسدي : أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسروق عنه . أخرجه البزار ( 3653 - كشف ) و الطبراني ( 1 / 107 / 1 ) , و قال البزار : " لم يقل : " عن بلال " إلا محمد بن الحسن , و رواه غيره عن مسروق مرسلا " . قلت : و هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي , قال الحافظ : " صدوق , فيه لين " . و قد خالفه سفيان , فقال : عن إسحاق به مرسلا لم يذكر فيه بلالا . أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 90 / 1 ) . و تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به . أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 14 / 1 ) . فهو إسناد مرسل صحيح إن كان أبو إسحاق حفظه , فإنه كان اختلط , و قد خولف في إسناده و هو الآتي . 3 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه قيس بن الربيع عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عنه . أخرجه البزار ( 3653 - كشف الأستار ) و ابن الأعرابي ( 122 / 2 ) و الطبراني ( 1 / 100 / 2 و 3 / 72 / 1 ) و القضاعي ( ق 64 / 2 ) و قال البزار : " كذا رواه قيس , و رواه عنه جماعة هكذا , و خالفهم يحيى بن كثير عن قيس عن عائشة بدل عبد الله " . قلت : قد روي عنها من طريق أخرى , و هو التالي . 4 - و أما حديث عائشة فيرويه سفيان بن وكيع : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الأعمش عن طلحة عن خيثمة عن مسروق عنها . أخرجه محمد بن الحسين الحراني في " الفوائد " ( ق 29 / 1 ) . قلت : و رجاله ثقات غير سفيان بن وكيع فهو ضعيف . و جملة القول أن الحديث صحيح بمجموع طرقه , كيف و الطريق الأولى من الحديث الأول لا ينزل عن مرتبة الحسن , كما سبق . 2662" خلق الله تبارك و تعالى الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك , فقال لها : تكلمي , فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* , فقالت الملائكة : طوبى لك , منزل الملوك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 351 :
قال البزار : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا المغيرة بن سلمة حدثنا وهيب عن الجريري عن أبي نضرة عن #أبي سعيد #قال : فذكره موقوفا . ثم قال : و حدثنا بشر بن آدم , حدثنا يونس بن عبيد الله العمري : حدثنا عدي بن الفضل : حدثنا الجريري ... به مرفوعا . ثم قال البزار : " لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي بن الفضل , و ليس هو بالحافظ , و هو شيخ متقدم الموت " . كذا ذكره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " عن البزار بإسناديه الموقوف و المرفوع , و كذلك هو في " زوائد البزار " ( 317 ) إلا أنه وقع فيه " حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة " مكان : " المغيرة بن سلمة : حدثنا وهيب " . فلا أدري أهذا خطأ من الناسخ , أم أن للبزار فيه إسنادين إلى الجريري , أحدهما وهيب عنه , و الآخر حماد بن سلمة عنه , نقل ابن كثير أحدهما , و الهيثمي الآخر . و سواء كان هذا أو ذاك , فكل من الإسنادين صحيح على شرط مسلم موقوفا , لكنه في حكم المرفوع , فقد قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 397 ) : " و رجال الموقوف رجال الصحيح , و أبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقيف " . و عدي بن الفضل الذي رفعه هو التيمي أبو حاتم البصري , متفق على تضعيفه . لكن قال المنذري ( 4 / 252 ) : " قد تابعه على رفعه وهيب بن خالد عن الجريري به و لفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة , ثم شقق فيها الأنهار , و غرس فيها الأشجار , فلما نظرت الملائكة إلى حسنها قالت : طوبى لك منازل الملوك " . خرجه البيهقي و غيره , لكن وقفه هو الأصح المشهور . و الله أعلم " . و أقول : هذا أخرجه البيهقي في " البعث " ( ص 54 - مصورة الجامعة الإسلامية ) من طريق محمد بن يونس : حدثنا سهيل بن بكار حدثنا وهيب بن خالد به . و محمد بن يونس - و هو الكديمي - متهم بوضع الحديث , فلا يفرح بما يرويه من المتابعة . و أخرجه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 1 / 173 / 140 ) من طريق أخرى عن عدي بن الفضل به مرفوعا . ثم رأيت العلامة ابن القيم قد أورد في " حادي الأرواح " ( 2 / 40 ) إسناد البزار الموقوف كما أورده ابن كثير , و قال عقب تضعيفه لعدي بن الفضل : " و الحديث صحيح موقوف . و الله أعلم " . و قد روي الحديث من طرق أخرى مرفوعا , مطولا و مختصرا , دون قول الملائكة : " طوبى لك , منازل الملوك " . و هو مخرج في الكتاب الآخر , فانظر الأرقام ( 1283 و 1284 و 1285 ) . 2663" ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 352 :
أخرجه الطبراني في الأوسط ( 2 / 228 ) حدثنا علي بن سعيد الرازي : أخبرنا عقبة بن قبيصة حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # أبي بكر #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " لم يروه عن إسماعيل إلا مالك بن مغول و لا عنه إلا قبيصة تفرد به ابنه " . قلت : و هو صدوق , قال النسائي : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و من فوقه ثقات رجال الشيخين . و علي بن سعيد الرازي حسن الحديث كما كنت بينته تحت الحديث ( 236 ) . و حسنه ابن النحاس الدمياطي في " مصارع العشاق " ( 1 / 107 ) و سبقه إلى ذلك المنذري في " الترغيب " ( 2 / 200 ) . و يشهد له حديث العينة , و فيه : " .. و تركتم الجهاد في سبيل الله , سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " . و هو حديث صحيح , كما سبق بيانه برقم ( 11 ) . قلت : و الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم كما يشهد بذلك واقع المسلمين في كثير من البلاد , و ما حادثة مهاجمة اليهود للمسلمين و هم سجود صبح الجمعة من رمضان هذه السنة ( 1414 ) في مسجد الخليل في فلسطين ببعيد . و صدق الله : *( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير )* . اسأل الله تعالى أن يلهم المسلمين الرجوع إلى فهم دينهم فهما صحيحا , و العمل به ليعزهم و ينصرهم على عدوهم . 2664" من قال في دبر صلاة الغداة : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كل شيء قدير " مئة مرة , و هو ثان رجليه , كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 354 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 336 / 8075 ) و " الأوسط " ( 4 / 450 ) و ابن السني ( رقم - 142 ) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث : حدثنا آدم بن الحكم حدثنا أبو غالب عن #أبي أمامة # مرفوعا , و قال الطبراني : " لم يروه عن أبي غالب إلا آدم , و لا عنه إلا عبد الصمد " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين . و أبو غالب حسن الحديث , و قد مضى مرارا . و مثله آدم بن الحكم , و هو أبو عباد صاحب الكرابيس البصري . قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 267 ) : " قال ابن معين : صالح . و قال أبي : ما أرى بحديثه بأسا " . و في " اللسان " : " و قال ابن أبي حاتم : تغير حفظه . و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . قلت : فمثله حسن الحديث على أقل الأحوال , و لذلك قال المنذري ( 1 / 168 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " . و قال الهيثمي ( 10 / 108 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجال " الأوسط " ثقات " . و في الحديث شهادة قوية لحديث شهر بن حوشب الذي فيه هذه الجملة : " و هو ثان رجليه " , و كنت لا أعمل بها لضعف ( شهر ) حتى وقفت على هذا الشاهد , و فيه التهليل ( مائة ) مكان ( عشر ) و الكل جائز لثبوتهما . فالحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد من فضله . 2665" إذا فتحت عليكم [ خزائن ] فارس و الروم أي قوم أنتم ? قال عبد الرحمن بن عوف : نقول كما أمرنا الله . قال صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك , تتنافسون ثم تتحاسدون , ثم تتدابرون , ثم تتباغضون , أو نحو ذلك , ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين , فتجعلون بعضهم على رقاب بعض " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 355 :
أخرجه مسلم ( 8 / 212 - 213 ) و ابن ماجه ( 2 / 481 - 482 ) و الزيادة له قالا - و السياق لمسلم - : حدثنا عمر بن سواد العامري : أخبرنا عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث : أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح ( هو أبو فراس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ) حدثه عن #عبد الله بن عمرو بن العاص #عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و أخرجه الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 514 ) من طريق شيخين آخرين قالا : حدثنا ابن وهب به . و فيه الزيادة . 2666" يقول الله عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين و لا أجمع له أمنين , إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة , و إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 355 :
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 163 / 2 من الكواكب 575 و رقم 157 - ط ) : حدثنا عوف عن # الحسن # مرسلا . قلت : و هذا سند صحيح لولا الإرسال , لكن قال عقبه ابن صاعد : حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون - بالبصرة - قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . قلت : و رجاله كلهم ثقات معروفون حديثهم حسن غير محمد بن يحيى هذا فلم أجد له ترجمة . لكن تابعه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء به . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم 2494 - الموارد ) . ثم رأيت الهيثمي ( 10 / 308 ) قد أورد الحديث من مرسل الحسن , و مسند أبي هريرة , ثم قال : " رواهما البزار عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون , و لم أعرفه , و بقية رجال المرسل رجال " الصحيح " , و كذلك رجال المسند , غير محمد بن عمرو بن علقمة , و هو حسن الحديث " . و هو عند البزار ( 4 / 74 / 3232 و 3233 - كشف الأستار ) . و أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 482 - 483 ) , من طريق أبي داود حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون العتكي حدثنا محمد بن عبد الوهاب به . قلت : و أبو داود هو ( السجستاني ) صاحب " السنن " فيكون لابن ميمون هذا ثلاثة رواة عنه حفاظ : أبو داود و ابن صاعد و البزار . و من كان هذا شأنه , لا يكون مجهولا و محله الصدق إن شاء الله تعالى , لاسيما و قد تابعه الجوزجاني - و هو ثقة حافظ - رواه ابن حبان كما تقدم , و إليه فقط عزاه المنذري في " الترغيب " ( 4 / 138 ) و أشار إلى تقويته . 2667" حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 357 :
أخرجه أبو الشيخ في " التوبيخ " ( 188 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 580 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 304 - 2 ) و البغوي في " التفسير " ( 7 / 346 ) عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [ عن #معاذ بن جبل #] : أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقالوا : لا يأكل حتى يطعم , و لا يرحل حتى يرحل له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اغتبتموه , فقالوا : يا رسول الله , إنما حدثنا بما فيه , قال : فذكره . و السياق للأصبهاني , و الزيادة للبيهقي . قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن المثنى بن الصباح ضعيف كان اختلط بأخرة , و كان عابدا كما في " التقريب " , و قد تابعه ابن لهيعة عن عمرو به نحوه . أخرجه أبو الشيخ ( 189 ) . لكن يشهد له ما أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1460 - 1461 ) و أبو الشيخ ( 182 ) و البيهقي من طريق محمد بن أبي حميد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم , فقام رجل , فقالوا : يا رسول الله ! ما أعجز , أو قال : ما أضعف فلانا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتبتم صاحبكم و أكلتم لحمه " . و قال الهيثمي ( 8 / 94 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " , و لفظه ... ( فذكره نحوه و قال : ) و في إسنادهما محمد بن أبي حميد , و يقال له : حماد , و هو ضعيف جدا " . قلت : و من طريقه أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 577 ) . ثم ذكر له الهيثمي شاهدا آخر من حديث معاذ بن جبل قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا رجلا عنده فقالوا : ما أعجزه ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتبتم أخاكم " . قالوا : يا رسول الله ! قلنا ما فيه . قال : " إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه " . و قال : " رواه الطبراني , و فيه علي بن عاصم , و هو ضعيف " . قلت : و من طريقه أخرجه البيهقي عن المثنى بن الصباح بإسناده المتقدم . و روى مالك ( 3 / 150 ) و عنه أبو الشيخ ( 190 ) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الغيبة ? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع " . قال : يا رسول الله ! و إن كان حقا ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قلت باطلا فذلك البهتان " . و أصله في " صحيح مسلم " ( 8 / 21 ) و غيره من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أتدرون ما الغيبة ? ... " , و هو مخرج في " نقد الكتاني " ( 36 ) و " تخريج الحلال " ( 420 ) و فيما تقدم ( 1419 ) . 2668" كان آدم نبيا مكلما , كان بينه و بين نوح عشرة قرون , و كانت الرسل ثلاثمائة و خمسة عشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 358 :
أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " ( ق 178 / 1 ) : حدثنا عبد الكريم ابن الهيثم الديرعاقولي : حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - : حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني #أبو أمامة #: " أن رجلا قال : يا رسول الله ! أنبيا كان آدم ? قال : نعم , مكلم . قال : كم كان بينه و بين نوح ? قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله ! كم كانت الرسل ? قال : ثلاثمائة و خمسة عشر " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي , و هو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " ( 11 / 78 ) و كذلك قال ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 423 ) و اعتمده السمعاني في " الأنساب " , و الذهبي في " السير " ( 13 / 335 - 336 ) . و الحديث أخرجه ابن حبان أيضا في " صحيحه " ( 2085 - موارد ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 104 / 2 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 325 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 24 / 2 / 398 - بترقيمي ) و كذا في " الكبير " ( 8 / 139 - 140 ) و الحاكم ( 2 / 262 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و كذا قال ابن عروة الحنبلي في " الكواكب الدراري " ( 6 / 212 / 1 ) و قد عزاه لابن حبان فقط , و قال ابن منده عقبه : " هذا إسناد صحيح على رسم مسلم و الجماعة إلا البخاري . و روي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن و غيره عن أبي أمامة و أبي ذر بأسانيد فيها مقال " . قلت : حديث القاسم , يرويه معان بن رفاعة : حدثني علي بن يزيد عنه عن أبي أمامة مطولا , و فيه : " قال : قلت : يا نبي الله ! فأي الأنبياء كان أول ? قال : آدم عليه السلام . قال : قلت : يا نبي الله ! أو نبي كان آدم ? قال : نعم , نبي مكلم , خلقه الله بيده , ثم نفخ فيه من روحه , ثم قال له : يا آدم قبلا . قال : قلت : يا رسول الله ! كم وفى عدد الأنبياء ? قال : مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة و خمسة عشر , جما غفيرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 265 ) . و علي بن يزيد و هو الألهاني ضعيف . و معان بن رفاعة لين الحديث كما في " التقريب " , لكن يبدو أنه لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 159 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " , و مداره على علي بن يزيد و هو ضعيف " . هذا و زاد الطبراني في حديث الترجمة كما تقدم : " قال : كم كان بين نوح و إبراهيم ? قال : عشرة قرون " . و قال الهيثمي ( 8 / 210 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد , و هو ثقة " . و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " كان بين آدم و نوح عليهما السلام عشرة قرون , و بين نوح و إبراهيم عشرة قرون , صلى الله عليهما " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 437 ) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به . أورده في ترجمة نصر هذا , و قال : " لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به " . و قال الذهبي في " الميزان " . " محدث رحال , ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . و قال الحافظ في " التقريب " : " لين الحديث " . ( تنبيه ) : ( رحال ) بالراء , و وقع في المطبوعتين من " الميزان " ( دجال ) بالدال . و هو تصحيف فاحش , و التصحيح من مخطوطة الظاهرية . و أما حديث أبي ذر الذي أشار إليه ابن منده فله عنه طرق : الأولى : عن عبيد بن الخشخاش عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و هو في المسجد ... الحديث بطوله , و فيه حديث الترجمة , و فيه أن الرجل السائل هو أبو ذر نفسه . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 478 ) : حدثنا المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش . و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 5 / 178 و 179 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 10 و 26 ) من طرق أخرى عن المسعودي به . و قال الهيثمي ( 1 / 160 ) : " رواه أحمد و البزار و الطبراني في " الأوسط " , و فيه المسعودي و هو ثقة , و لكنه اختلط " . قلت : و عبيد بن الخشخاش ضعفه الدارقطني , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 3 / 170 ) و قال : " روى عنه الكوفيون " . قلت : و الراوي عنه هذا أبو عمرو الشامي كما ترى . الثانية : عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به مطولا جدا , و فيه حديث الترجمة و زيادة عدد الأنبياء المتقدم في حديث علي بن يزيد . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 94 - الموارد ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 166 - 168 ) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني به . قلت : و إبراهيم هذا متروك متهم بالكذب , لكنه لم يتفرد به , فقد قال أبو نعيم عقبه : " و رواه المختار بن غسان عن إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس " . قلت : و المختار هذا من رجال ابن ماجه , روى عنه جمع , و لم يذكروا توثيقه عن أحد , و قال الحافظ : " مقبول " . و شيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة , و غالب الظن أنه محرف و الصواب ( إسماعيل بن مسلم ) فقد ذكروه في شيوخه , و هو العبدي الثقة , و كذلك المختار هو عبدي , فإذا صح الإسناد إليه , فهو حسن لغيره . و الله أعلم . و تابعه الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني به . و فيه عدد الأنبياء أيضا . أخرجه ابن جرير في " التاريخ " ( 1 / 150 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف الماضي بن محمد . و شيخه أبو سليمان اسمه علي بن سليمان , مجهول . و مثله القاسم بن محمد , و ليس هو المدني الثقة . فقد قال الحافظ ابن حجر : " أظن أنه شامي " . الثالثة : قال أبو نعيم : و رواه معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي ذر بطوله . قلت : و ابن أيوب هذا ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 196 - 197 ) بهذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ابن عائذ لم أعرف اسمه الآن . الرابعة : عن يحيى بن سعيد العبشمي - من بني سعد بن تميم - : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به . أخرجه أبو نعيم , و البيهقي ( 9 / 4 ) , لكن رواه من طريقه الحاكم ( 2 / 597 ) فسماه يحيى بن سعيد السعدي البصري , و سكت عنه , و قال الذهبي : " قلت : السعدي ليس بثقة " . قلت : الذي ليس بثقة إنما هو يحيى بن سعيد المدني , و هذا بصري فهو غيره , و إليه يميل الحافظ في " اللسان " , فراجعه . قلت : و العبشمي هذا لم أعرفه , و لم يورده السمعاني في هذه النسبة . و جملة القول : إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته , و أن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه , و في حديث أبي ذر من ثلاث طرق , فهو صحيح لغيره , و لعله لذلك لما ذكره ابن كثير في " تاريخه " ( 1 / 97 ) من رواية ابن حبان في " صحيحه " سكت عنه , و لم يتعقبه بشيء , فدل على ثبوته عنده . و كذلك فعل الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 6 / 257 ) و العيني في " العمدة " ( 7 / 307 ) , و غيرهم , و قال المحقق الآلوسي في " تفسيره " ( 5 / 449 ) : " و زعم ابن الجوزي أنه موضوع , و ليس كذلك . نعم , قيل : في سنده ضعف جبر بالمتابعة " . و سبقه إلى ذلك و الرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 114 ) , و هو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه مبينا في تخريجنا هذا و الحمد لله . و في عدد الأنبياء أحاديث أخرى , هي في الجملة متفقة مع الأحاديث المتقدمة على أن عددهم أكثر من عدد الرسل , رويت من حديث أبي سعيد الخدري , و من حديث أنس بن مالك من طرق عنه , عند أبي يعلى و الطبراني و الحاكم , لعلنا نتفرغ لتتبعها , و تخريجها في المكان المناسب لها في فرصة أخرى إن شاء الله تعالى . ثم خرجتها في " الضعيفة " برقم ( 6090 ) . و اعلم أن الحديث و ما ذكرنا من الأحاديث الأخرى , مما يدل على المغايرة بين الرسول و النبي , و ذلك مما دل عليه القرآن أيضا في قوله عز وجل : *( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته )* الآية . و على ذلك جرى عامة المفسرين , من ابن جرير الطبري الإمام , إلى خاتمة المحققين الآلوسي , و هو ما جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في غير ما موضع من فتاويه ( المجموع 10 / 290 و 18 / 7 ) أن كل رسول نبي , و ليس كل نبي رسولا . و قال القرطبي في " تفسيره " ( 12 / 80 ) : " قال المهدوي <1> : و هذا هو الصحيح أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا . و كذا ذكر القاضي عياض في كتاب " الشفا " , قال : و الصحيح الذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و احتج بحديث أبي ذر .. " . قلت : و يؤكد المغايرة في الآية ما رواه أبو بكر الأنباري في كتاب " الرد " له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ : ( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث ) . و قال أبو بكر : فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن , و المحدث هو الذي يوحى إليه في نومه , لأن رؤيا الأنبياء وحي . قلت : فإن صح ذلك عن ابن عباس فهو مما يؤكد ما ذكرنا من المغايرة , و إن كان لا يثبت به قرآن , و يؤيده أن المغايرة هذه رويت عن تلميذه مجاهد رحمه الله , فقد ذكر السيوطي في " الدر " ( 4 / 366 ) برواية ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : " النبي وحده الذي يكلم و ينزل عليه , و لا يرسل " . فهذا نص من هذا الإمام في التفسير , يؤيد ما تتابع عليه العلماء من القول بالمغايرة , الموافق لظاهر القرآن و صريح السنة . و كان الدافع على تحرير هذا أنني رأيت مجموعة رسائل لأحد فضلاء العصر الحاضر , فيها رسالة بعنوان : " إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء " ذهب فيها إلى عدم التفريق بين الرسول و النبي . و بحثه فيها يدل المحقق المطلع على بحوث العلماء و أقوالهم , على أن المؤلف لها حفظه الله ارتجلها ارتجالا دون أن يتعب نفسه بالبحث عن أقوال العلماء في المسألة , و إلا فكيف جاز له أن يقول ( ج 1 / 429 ) : 1 - " و أسبق من رأينا تكلم بهذا التفريق هو العلامة ابن كثير ... " ! و قد سبقه إلى ذلك مجاهد , التابعي الجليل ( ت 104 ) و شيخ المفسرين ابن جرير ( ت 310 ) و البغوي ( ت 516 ) و القرطبي ( ت 671 ) و الزمخشري ( ت 538 ) , و غيرهم ممن أشرت إليهم آنفا . 2 - كيف يقول ( ص 431 ) : " إن ابن تيمية لم يذكر التفريق المشار إليه في كتابه ( النبوات ) " ! و ليس من اللازم أن يذكر المؤلف كل ما يعلمه في الموضوع في كتاب واحد , فقد ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع من فتاواه , فلو أنه راجع " مجموع الفتاوى " له لوجد ذلك في ( 10 / 290 و 18 / 7 ) . و من ذلك تعلم بطلان قوله عقب ذلك : " فهذه الغلطة في التفريق بين الرسول و النبي يظهر أنها إنما دخلت على الناس من طريق حديث موضوع رواه ابن مردويه عن أبي ذر , و هو حديث طويل جدا لا يحتمل أبو ذر حفظه مع طوله .. " ! أقول : ليس العمدة في التفريق المذكور على هذا الحديث الطويل الذي زعم أن أبا ذر لا يتحمل حفظه كما شرحت ذلك في هذا التخريج الفريد في بابه فيما أظن , و تالله إن هذا الزعم لبدعة في علم الجرح و التعديل ما سبق - و الحمد لله - من أحد إلى مثلها ! و إلا لزمه رد أحاديث كثيرة طويلة صحيحة ثابتة في الصحيحين و غيرهما , كحديث صلح الحديبية , و حديث الدجال و الجساسة , و حديث عائشة : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " , و غيرها . و لعله لا يلتزم ذلك إن شاء الله تعالى و تقليده لابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع مردود , لأن التقليد ليس بعلم , كما لا يخفى على مثله , ثم لماذا آثر تقليده على تقليد الذين ردوا عليه حكمه عليه بالوضع ? كالحافظ العسقلاني و المحقق الآلوسي و غيرهما ممن سبقت الإشارة إلى كلامهم , لاسيما و هو يعلم تشدد ابن الجوزي في نقده للأحاديث , كما يعلم إن شاء الله أن نقده لو سلم به , خاص في بعض طرق الحديث التي خرجتها هنا . و من غرائبه أنه ذكر آية الأمنية : *( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى .. )* و أن الواو تفيد المغايرة , ثم رد ذلك بقوله : " و الجواب أن مثل هذا يقع كثيرا في القرآن و في السنة يعطف بالشيء على الشيء , و يراد بالتالي نفس الأول كما في قوله : *( إن المسلمين و المسلمات , و المؤمنين و المؤمنات )* , فغاير بينهما بحرف العطف , و معلوم أن المسلمين هم المؤمنون , و المؤمنين هم المسلمون " . فأقول : هذا غير معلوم , بل العكس هو الصواب , كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه , و بخاصة منها كتابه " الإيمان " , و لذلك قال في " مختصر الفتاوى المصرية " ( ص 586 ) : " الذي عليه جمهور سلف المسلمين : أن كل مؤمن مسلم , و ليس كل مسلم مؤمنا , فالمؤمن أفضل من المسلم , 49 : 14 : *( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا )* " . فالآية كما ترى حجة عليه , و يؤيد ذلك تمامها : *( القانتين و القانتات ... )* الآية : فإن من الظاهر بداهة أنه ليس كل مسلم قانتا ! ثم ذكر آية أخرى لا تصلح أيضا دليلا له , و هي قوله تعالى : *( قل من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال .. )* , قال : فعطف بجبريل و ميكال على الملائكة و هما منهم " . أقول : نعم , و لكن هذا ليس من باب عطف الشيء على الشيء و يراد بالتالي نفس الأول كما هو دعواه , و إنما هذا من باب عطف الخاص على العام . و هذا مما لا خلاف فيه , و لكنه ليس موضع البحث كما هو ظاهر للفقيه . نعم إن ما ذهب إليه المومى إليه في الرسالة السابقة من إنكار ما جاء في بعض كتب الكلام في تعريف النبي أنه من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه , فهو مما أصاب فيه كبد الحقيقة , و لطالما أنكرناه في مجالسنا و دروسنا , لأن ذلك يستلزم جواز كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء , بله الأنبياء , : *( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون )* . و لعل المشار إليه توهم أن هذا المنكر إنما تفرع من القول بالتفريق بين الرسول و النبي , فبادر إلى إنكار الأصل ليسقط معه الفرع , كما فعل بعض الفرق قديما حين بادروا إلى إنكار القدر الإلهي إبطالا للجبر , و بعض العلماء في العصر الحاضر إلى إنكار عقيدة نزول عيسى و خروج المهدي عليهما السلام , إنكارا لتواكل جمهور من المسلمين عليها . و كل ذلك خطأ , و إن كانوا أرادوا الإصلاح , فإن ذلك لا يكون و لن يكون بإنكار الحق الذي قامت عليه الأدلة . و لو أن الكاتب المشار إليه توسع في دراسة هذه المسألة قبل أن يسود رسالته , لوجد فيها أقوالا أخرى استوعبها العلامة الآلوسي ( 5 / 449 ) , و لكان بإمكانه أن يختار منها ما لا نكارة فيه كمثل قول الزمخشري ( 3 / 37 ) : " و الفرق بينهما , أن الرسول من الأنبياء : من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه . و النبي غير الرسول : من لم ينزل عليه كتاب , و إنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله " . و مثله قول البيضاوي في " تفسيره " ( 4 / 57 ) : " الرسول : من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها , و النبي يعمه , و من بعثه لتقرير شرع سابق , كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى و عيسى عليهم السلام , و لذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم " . يشير إلى حديث " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " و لكنه حديث لا أصل له , كما نص على ذلك الحافظ العسقلاني و السخاوي و غيرهما . ثم إنهم قد أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات يتلخص منها أن الصواب حذف لفظة " مجددة " منه , و مثله لفظة " الكتاب " في تعريف الزمخشري , لأن إسماعيل عليه السلام , لم يكن له كتاب و لا شريعة مجددة , بل كان على شريعة إبراهيم عليهما السلام , و قد وصفه الله عز وجل في القرآن بقوله : *( إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا )* . و يبقى تعريف النبي بمن بعث لتقرير شرع سابق , و الرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها , سواء كانت جديدة أو متقدمة . و الله أعلم .
----------------------------------------------------------- [1] من علماء المغرب , و اسمه محمد بن إبراهيم المهدوي . توفي سنة ( 595 ) . 2669" ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 369 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 82 / 2 ) : حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود أخبرنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه قال : " قال #أبو ذر # : قلت : يا رسول الله ! ماذا ينجي العبد من النار ? قال : الإيمان بالله . قلت : يا نبي الله ! إن مع الإيمان عمل ? قال : يرضح مما رزقه الله , قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضح به ? قال : يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر . قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر ? قال : يصنع لأخرق . قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا ? قال : يعين مغلوبا . قلت : أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما ?! فقال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير ?! تمسك الأذى عن الناس . فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ?! قال : فذكره .. " . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم موثقون , و قال الهيثمي ( 3 / 135 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . قلت : و فيه تساهل ظاهر , فإن مرثدا والد مالك و هو ابن عبد الله الزماني لم يوثقه غير ابن حبان و العجلي , و لم يرو عنه غير ابنه , و لذلك قال الحافظ فيه : " مقبول " . و حفص بن عمر الرقي , قال أبو أحمد الحاكم : " حدث بغير حديث لم يتابع عليه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال : " ربما أخطأ " . و قد تابعه أبو الوليد الطيالسي : أخبرنا عكرمة بن عمار .. عند البيهقي في " الشعب " ( 3 / 204 ) . لكن للحديث طريق أخرى يتقوى بها , قال الأوزاعي : حدثني أبو كثير السحيمي عن أبيه قال : سألت أبا ذر , قلت : دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة ? قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بنحوه . أخرجه ابن حبان ( 863 ) و الحاكم ( 1 / 63 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 3 / 203 ) , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم , فقد احتج في كتابه بأبي كثير الزبيدي , و اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة , و هو تابعي معروف , يقال له : أبو كثير الأعمى " . و وافقه الذهبي . و تقدم من طريق آخر عن أبي ذر مختصرا ( 575 ) . قلت : و قيل في اسمه : يزيد بن عبد الله بن أذينة , و قيل : ابن غفيلة . و ظاهر كلام الحاكم أن أباه من رجال مسلم , و لم أره في " التهذيب " لا في عبد الله بن أذينة , و لا في عبد الرحمن بن أذينة . نعم , أورد فيه عبد الرحمن بن أذينة بن سلمة العبدي الكوفي قاضي البصرة , روى عن أبيه و أبي هريرة و عنه أبو إسحاق السبيعي و و ... و لم يذكر ابنه فيهم , فهو غير المترجم . و الله أعلم .
2670" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة , فخرجنا في بعض نواحيها , فما استقبله جبل و لا شجر إلا و هو يقول : السلام عليك يا رسول الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 371 :
أخرجه الترمذي ( 3630 ) و الدارمي ( 1 / 12 ) و أبو نعيم في " الدلائل " ( ص 138 ) و الحاكم ( 2 / 620 ) عن الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عباد بن أبي يزيد عن #علي بن أبي طالب #قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث [ حسن ] غريب " . قلت : إسناده ضعيف , عباد هذا قال الذهبي : " لا يدرى من هو " و الوليد بن أبي ثور ضعيف , فلعل تحسين الترمذي إياه - و هو مما وقع في بعض النسخ و نقله المنذري ( 2 / 146 ) عنه - إنما هو لأن له طريقا أخرى و شواهد يتقوى بها , و كذلك صححه الحاكم , و وافقه الذهبي . أما الطريق الأخرى , فهو ما أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 315 - مصورة الجامعة ) من طريق زياد بن خيثمة عن السدي عن أبي عمارة الخيواني عن علي به مختصرا بلفظ : " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يمر على حجر , و لا شجر إلا سلم عليه " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات معروفون , خلافا لقول الهيثمي : " و التابعي أبو عمارة الخيواني لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " . قلت : بل هو معروف , و هو بالخاء المعجمة نسبة إلى خيوان بن زيد , جده الأعلى , و هو عبد خير بن زيد الهمداني , ثقة معروف بالرواية عن علي رضي الله عنه , فصح الحديث و الحمد لله . و يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث , و إني لأعرفه الآن " . أخرجه مسلم و ابن حبان و صححه البغوي في " شرح السنة " ( 13 / 287 / 3709 ) و غيرهم , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 185 ) و قد قلبه بعض الضعفاء , فقال : " ليالي بعثت " . و قد بينت ذلك بيانا شافيا في بحث أودعته في " الضعيفة " برقم ( 6574 ) . 2671" من أخاف أهل المدينة أخافه الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 372 :
أخرجه ابن حبان ( 1039 ) من طريق عبد الرحمن بن عطاء عن محمد بن #جابر بن عبد الله #عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد في المتابعات و الشواهد , و رجاله ثقات إلا أن ابن عطاء هذا فيه لين كما قال الحافظ في " التقريب " , و قد صح بإسناد آخر عن جابر بلفظ : " ... فقد أخاف ما بين جنبي " . أخرجه أحمد ( 3 / 354 و 393 ) مطولا و مختصرا . لكني وجدت للفظ الترجمة شاهدا قويا من حديث السائب بن خلاد مرفوعا به و زاد : " و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين , لا يقبل منه صرف و لا عدل " . أخرجه النسائي في " الكبرى " ( 89 / 2 ) و أحمد ( 3 / 55 و 56 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7 / 169 / 6631 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . ثم أخرجوه هم , و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 372 ) من طريق يزيد بن خصيفة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار أخبره به , و زاد : " ظالما لهم " . و إسناده صحيح أيضا على شرط الشيخين , و يزيد هو ابن عبد الله بن خصيفة المدني . و الحديث أورده المنذري ( 2 / 147 ) برواية النسائي و الطبراني عن السائب بن خلاد مرفوعا بلفظ : " اللهم من ظلم أهل المدينة , و أخافهم فأخفه , و عليه لعنة الله ... " إلخ . قلت : و هذا اللفظ للطبراني ( 6636 ) فقط , فإنه ليس عند النسائي إلا باللفظ المتقدم , و هو حسن بما قبله , و رجاله ثقات غير عائشة بنت المنذر , و الصواب ( بنت الزبير ) كما في ترجمة الراوي عنها ( معاوية بن عبد الله الزبيري ) في كتاب ابن أبي حاتم و غيره , و قد وثقها ابن حبان ( 7 / 307 ) . 2672" إن السيوف مفاتيح الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 374 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 145 / 2 ) : حدثنا زيد بن حباب عن جعفر بن سليمان الضبعي أخبرنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن # أبي موسى الأشعري # قال : سمعت أبي تجاه العدو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . فقال له رجل رث الهيئة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : نعم , فسل سيفه , و كسر غمده و التفت إلى أصحابه و قال : أقرأ عليكم السلام , ثم تقدم إلى العدو فقاتل حتى قتل . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير زيد بن الحباب و شيخه الضبعي , فهما من رجال مسلم وحده , و فيهما كلام لا يضر . و له شاهد من رواية يزيد بن أبي زياد - و هو الهاشمي مولاهم - عن مجاهد عن يزيد بن شجرة في خطبة له قال في آخرها : " نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة " . رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة كما قال المنذري ( 2 / 195 ) . و قال الهيثمي ( 5 / 294 ) : " رجالها رجال الصحيح " . قلت : أخرجه في " الكبير " ( 22 / 246 - 247 ) من طريقين , أحدهما عن عبد الرزاق , و هذا في " المصنف " ( 5 / 256 - 257 ) عن الثوري عن منصور عن مجاهد به . و هذا إسناد صحيح موقوف . لكن له طريق أخرى مرفوع , يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن حمزة قال : سمعت يزيد بن شجرة بأرض الروم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , أخرجه الحاكم ( 3 / 494 ) . و عبد العزيز بن حمزة لم أجد له ترجمة , و يحتمل أنه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي , فقد ذكر في شيوخ ابن عياش , فإن يكن هو فهو ضعيف . و وجدت للهاشمي متابعا قويا لو ثبت الإسناد إليه , فقال أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 6 / 66 / 1 ) : أخبرنا محمد بن يونس بن موسى القرشي أخبرنا يحيى بن كثير أخبرنا شعبة عن الأعمش عن مجاهد به . و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير القرشي هذا - و هو الكديمي - و هو كذاب . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " الجنة تحت ظلال السيوف " . رواه البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى , و مسلم عن أبي موسى , و هو مخرج في " الإرواء " ( 5 / 6 - 7 ) . 2673" ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله و عين حرست في سبيل الله و عين غضت عن محارم الله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 375 :
روي من حديث #معاوية بن حيدة و عبد الله بن عباس و أبي ريحانة و أبي هريرة و أنس بن مالك # . 1 - أما حديث معاوية بن حيدة فيرويه أبو حبيب الغنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه الخلعي في " الفوائد " ( ق 106 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 / 297 / 1 ) كلاهما من طريق أبي يعلى عن أبي حبيب الغنوي به . قلت : و هذا إسناد حسن , لولا أن أبا حبيب هذا لم أجد من ذكره , و إلى ذلك أشار الهيثمي بقوله ( 5 / 288 ) : " رواه الطبراني , و فيه أبو حبيب العنقزي , و يقال : ( القنوي ) , و لم أعرفه " . و نحوه في " الترغيب " ( 2 / 154 و 3 / 64 ) . و ذكره المزي في الرواة عن بهز , و وقع فيه ( القنوي ) و وقع في المصدرين المذكورين للحديث : ( الغنوي ) , و هذا اختلاف شديد في هذه النسبة لم يتبين لي الصواب من ذلك كما شرحته في التعليق على الحديث في " صحيح الترغيب و الترهيب " ( رقم 1217 ) . 2 - و أما حديث ابن عباس , فجاء من وجهين اثنين : الأول : عن شعيب بن رزيق أبي شيبة : حدثنا عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عنه بلفظ : " عينان لا تمسهما النار .. " الحديث دون الجملة الثالثة . أخرجه الترمذي ( 1639 ) و البيهقي ( 1 / 488 / 796 ) و المزي في " التهذيب " ( 12 / 525 ) و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب " . قلت : هو صدوق يخطىء كما قال الحافظ , و إنما العلة ( عطاء الخراساني ) فإنه يخطىء كثيرا . الثاني : عن أبي الفرج بن المسلمة في " مجلس من الأمالي " ( 120 / 1 - 2 ) عن عبد الله بن قريش قال : وجدت في " كتاب الفرج " : حدثنا عمر بن يزيد : حدثنا معن بن خالد عن سعيد بن جبير عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و فيه علل : الأولى : الفرج - و هو ابن فضالة الشامي - ضعيف . الثانية : عمر بن يزيد , الظاهر أنه النضري الشامي , ذكره أبو زرعة في " ثقات الشاميين " , و قال ابن حبان ( 2 / 89 ) : " كان ممن يقلب الأسانيد , و يرفع المراسيل , لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق , و إن اعتبر بما يوافق الثقات فلا ضير " . الثالثة : معبد بن خالد , الظاهر أنه من شيوخ بقية , مجهول . 3 - و أما حديث أبي ريحانة : عبد الرحمن بن شريح قال : سمعت محمد بن شمير الرعيني يقول : سمعت أبا عامر الجنبي يقول : سمعت أبا ريحانة يقول : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ... " الحديث , و فيه : ثم قال صلى الله عليه وسلم : " حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله , و حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله , أو قال : حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمها محمد بن بكير " . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 158 / 2 - 159 / 1 ) و عنه ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( ق 86 / 2 ) و أحمد ( 4 / 134 - 135 ) و الحاكم ( 2 / 83 ) و عنه البيهقي ( 9 / 149 ) <1> , و زادا : " قال أبو شريح - و هو عبد الرحمن بن شريح - : و سمعته بعد أن قال : حرمت النار على عين غضت عن محارم الله , أو عين فقئت في سبيل الله " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! كذا قال مع أنه أورد محمد بن شمير في " الميزان " , و قال : " لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن شريح " . و لم يوثقه غير ابن حبان , و لكن ابن حبان قال : " روى عنه المصريون " . و جزم ابن القطان بأن عبد الرحمن بن شريح تفرد بالرواية عنه , و أنه لا يعرف كما في " التهذيب " و لهذا قال في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة . 4 - و أما حديث أبي هريرة , فله ثلاث طرق : الأولى : عن عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه به , إلا أنه قال مكان " عين غضت عن محارم الله " : عين فقئت في سبيل الله " . و الباقي مثله . أخرجه الحاكم ( 2 / 82 ) و عنه البيهقي ( 1 / 488 / 795 ) و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : عمر ضعفوه " . الثانية : عن صالح بن كيسان قال : قال أبو عبد الرحمن : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره نحو حديث الترجمة دون الجملة الثالثة . أخرجه البخاري في " الكنى " ( 50 / 436 ) و عبد بن حميد في " المنتخب " ( 3 / 208 / 1445 ) و الحاكم ( 2 / 82 - 83 ) و عنه البيهقي ( 4 / 16 - 17 ) . قلت : بيض له الحاكم , و أعله الذهبي معقبا عليه بقوله : " قلت : فيه انقطاع " . كذا قال , و لعل الصواب أن يقال : فيه جهالة لأن عبد الرحمن هذا غير معروف إلا في هذه الرواية , و لم يوثقه غير ابن حبان ( 5 / 568 ) و قد صرح بالسماع , فأين الانقطاع ?! و من المحتمل أنه يعني بالانقطاع قول ( صالح بن كيسان ) : " قال : قال أبو عبد الرحمن " . و لكني أستبعده جدا , لأن صالحا هذا ثقة غير مدلس , فلا فرق بين قوله : " قال " و قوله : " عن " و " ذكر " و نحوه , كما هو مقرر في علم المصطلح . الثالثة : عن عمر بن سهل المازني عن عمر بن صهبان عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة عنه مرفوعا به نحوه , إلا أنه قال : " و عين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " . أخرجه البزار ( 2 / 262 / 1659 ) و غيره . و عمر بن سهل المازني ضعيف , لكنه قد توبع , فالعلة من شيخه ابن صهبان , و قد تفرد بذكر هذه الزيادة : " مثل رأس الذباب " و لذلك أوردت حديثه هذا في " الضعيفة " ( 1562 و 5144 ) . 5 - و أما حديث أنس فيرويه شبيب بن بشر عنه مرفوعا مثل حديث الترمذي . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 7 / 307 - 308 ) و من طريقه الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق 131 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 54 / 1 / 5908 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 119 ) و قالا : " تفرد به زافر بن سليمان " . قلت : هو أبو سليمان الإيادي و هو صدوق كثير الأوهام , لكنه عند أبي يعلى من طريق أخرى عن ( شبيب بن بشر ) و هو صدوق يخطىء , فحديثه حسن , و هو بما تقدم من الشواهد صحيح بلا ريب , و بخاصة أن له طريقين آخرين عن أنس , أحدهما في " تاريخ بغداد " ( 2 / 360 ) و الآخر عند العقيلي ( 4 / 346 ) و الشهاب القضاعي ( 1 / 212 / 321 ) و قال العقيلي : " و الرواية في هذا الباب لينة , و فيها ما هو أصلح من هذا الإسناد " . و كأنه يعني رواية شبيب بن بشر . و الله أعلم . و بالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح على الراجح . و الله أعلم .
----------------------------------------------------------- [1] و للنسائي ( 2 / 56 ) جملة السهر منه . اهـ . 2674" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة . يعني : يعتمد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 380 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 239 / 1 - مصورة الجامعة الإسلامية رقم 419 - ط ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : أخبرنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : أخبرنا يونس بن بكير قال : أخبرنا الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة عن الأزرق بن قيس قال : رأيت #عبد الله بن عمر #و هو يعجن في الصلاة , يعتمد على يديه إذا قام , فقلت : ما هذا يا أبا عبد الرحمن ? قال : فذكره , و قال : " لم يرو هذا الحديث عن الأزرق إلا الهيثم , تفرد به يونس بن بكير " . قلت : و هو صدوق حسن الحديث من رجال مسلم , و فيه كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى . لكن شيخه الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة لم أعرفه , و لم أر أحدا ذكره , فأخشى أن يكون وقع في الرواية شيء من التحريف , فقد أخرج الحديث أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " هكذا : حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا يونس بن بكير عن الهيثم عن عطية بن قيس عن الأزرق بن قيس به . و الحربي ثقة إمام حافظ , فروايته مقدمة على رواية علي بن سعيد الرازي , فإن هذا و إن وثقه مسلمة بن قاسم فقد قال الدارقطني : " ليس بذاك " , فقوله في الإسناد : " الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة " يكون من أوهامه إن كان محفوظا عنه , و الصواب قول الحربي : " الهيثم عن عطية بن قيس " . و الهيثم هذا هو ابن عمران الدمشقي , وثقه ابن حبان , و قد روى عنه جمع من الثقات كما كنت حققته في " الكتاب الآخر " تحت الحديث ( 967 ) مفصلا القول هناك في مشروعية الاعتماد على اليدين عند القيام من السجدة الثانية أو التشهد الأول , و ذكرت هناك متابعا قويا لعطية بن قيس فراجعه . و من العجيب أن يخفى هذا الحديث على كل من صنف في " التخريج " كما ذكرت هناك , و أعجب منه أن لا يورده الهيثمي في " مجمع البحرين في زوائد المعجمين " , بل و لا في " مجمع الزوائد " , مع أنه أورد فيه ما يخالفه , فقال ( 2 / 136 ) : " و عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رمقت عبد الله بن مسعود في الصلاة فرأيته ينهض و لا يجلس , قال : ينهض على صدور قدميه في الركعة الأولى و الثالثة . رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله رجال الصحيح " . و نحوه ما صنعه الحافظ في " التلخيص الحبير " , فإنه بعد أن ذكر حديث ابن عباس بمعنى حديث الترجمة , و نقل أقوال مخرجيه في تضعيف حديث ابن عباس و إبطاله , قال ( 1 / 260 ) : " و في " الطبراني الأوسط " عن الأزرق بن قيس : رأيت عبد الله بن عمر و هو يعجن في الصلاة , يعتمد على يديه إذا قام كما يفعل الذي يعجن " ! فذكر الموقوف دون المرفوع منه , فأوهم القارىء خلاف الواقع , و لذلك كنت سميته في الكتاب السابق الذكر أثرا اعتمادا عليه , فلما وقفت على لفظه في " المعجم الأوسط " بادرت إلى إخراجه هنا و سقته كما رأيته فيه و تكلمت على إسناده نصحا للأمة , و تأكيدا لما كنت ذكرته هناك من ثبوت الحديث . و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . و لابد من التنبيه هنا على خطأ وقع لي ثمة , و ذلك أنني رجحت أن عبد الله بن عمر - شيخ الحربي - الصواب فيه عبيد الله ( مصغرا ) , فلما وقفت على رواية الطبراني و مطابقتها لرواية الحربي , بل زاد فسمى جده ( أبان ) تبين لي الخطأ , و أن الصواب كما وقع في الروايتين : ( عبد الله بن عمر ) و هو ابن محمد بن أبان الأموي مولاهم الكوفي , و هو ثقة أيضا من رجال مسلم . ثم رأيت ليونس بن بكير متابعا , أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا ( 1 / 190 / 2 رقم 3371 - ط ) من طريق عبد الحميد الحماني قال : أخبرنا الهيثم بن عطية البصري عن الأزرق بن قيس قال : " رأيت ابن عمر في الصلاة يعتمد إذا قام , فقلت : ما هذا ? قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " . و قال : " لم يروه عن الأزرق إلا الهيثم , تفرد به الحماني " . قلت : و فيه ضعف , و الهيثم بن عطية هذا لم أعرفه أيضا , و لعله " .. عن عطية " كما تقدم في رواية أبي إسحاق الحربي . و الله أعلم . ( تنبيه ) : ألف بعض الفضلاء جزءا في كيفية النهوض في الصلاة , نشره سنة ( 1406 ) , تأول فيه بعض الأحاديث الصحيحة على خلاف تفسير العلماء , و حشر أحاديث ضعيفة مقويا تأويله بها , و ضعف حديثنا هذا الصحيح بأمور و علل دلت على أنه كان الأولى به أن لا يدخل نفسه فيما لا يحسنه , فرددت عليه ردا مسهبا مبينا أخطاءه الحديثية و الفقهية في كتابي " تمام المنة " ( ص 196 - 207 ) , فمن شاء التوسع رجع إليه . 2675" من السنة النزول بـ ( الأبطح ) عشية النفر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 383 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 198 / 2 - 199 / 1 ) قال : حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم العجل قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الأذرمي قال : أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي قال : أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن #عمر بن الخطاب #قال : فذكره . و قال : " لم يروه عن سفيان إلا القاسم الجرمي " . قلت : و هو ثقة اتفاقا , و مثله الأذرمي الراوي عنه . و أما الحسين بن محمد - و هو المعروف بعبيد العجل - فهو ثقة حافظ متقن كما قال الخطيب ( 8 / 94 ) و هو من تراجم الذهبي في " تذكرة الحفاظ " . و أما من فوقهم فثقات كلهم من رجال الشيخين لا يسأل عن مثلهم . فالإسناد صحيح , و لقد قصر الهيثمي حين اقتصر على تحسينه في " المجمع " ( 3 / 282 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و إسناده حسن " ! و لقد بادرت إلى تخريج هذا الحديث فور حصولي على نسخة مصورة من " المعجم الأوسط " لعزته , و قلة من أورده من المخرجين و غيرهم , و لكونه شاهدا قويا لما رواه مسلم ( 4 / 85 ) عن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة . قلت : فكأن ابن عمر تلقى ذلك من أبيه رضي الله عنهما , فتقوى رأيه بهذا الشاهد الصحيح عن عمر . و ليس بخاف على أهل العلم أنه أقوى في الدلالة على شرعية التحصيب من رأي ابنه , لما عرف عن هذا من توسعه في الاتباع له صلى الله عليه وسلم حتى في الأمور التي وقعت منه صلى الله عليه وسلم اتفاقا لا قصدا , و الأمثلة على ذلك كثيرة , و قد ذكر بعضها المنذري في أول " ترغيبه " <1> , بخلاف أبيه عمر كما يدل على ذلك نهيه عن اتباع الآثار <2> , فإذا هو جزم أن التحصيب سنة , اطمأن القلب إلى أنه يعني أنها سنة مقصودة أكثر من قول ابنه بذلك , لاسيما و يؤيده ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن بمنى : " نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر " . و ذلك أن قريشا و بني كنانة تحالفت على بني هاشم و بني المطلب أن لا يناكحوهم و لا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . يعني بذلك التحصيب . و السياق لمسلم . قال ابن القيم في " زاد المعاد " : " فقصد النبي صلى الله عليه وسلم إظهار شعائر الإسلام في المكان الذي أظهروا فيه شعائر الكفر , و العداوة لله و رسوله . و هذه كانت عادته صلوات الله و سلامه عليه : أن يقيم شعار التوحيد في مواضع شعائر الكفر و الشرك كما أمر صلى الله عليه وسلم أن يبنى مسجد الطائف موضع اللات و العزى " . و أما ما رواه مسلم عن عائشة أن نزول الأبطح ليس بسنة , و عن ابن عباس أنه ليس بشيء . فقد أجاب عنه المحققون بجوابين : الأول : أن المثبت مقدم على النافي . و الآخر : أنه لا منافاة بينهما , و ذلك أن النافي أراد أنه ليس من المناسك فلا يلزم بتركه شيء , و المثبت أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم , لا الإلزام بذلك . قال الحافظ عقبه ( 3 / 471 ) : " و يستحب أن يصلي به الظهر و العصر و المغرب و العشاء , و يبيت به بعض الليل كما دل عليه حديث أنس و ابن عمر " . قلت : و هما في " مختصري لصحيح البخاري " ( كتاب الحج / 83 - باب و 148 - باب ) . ( الأبطح ) : يعني أبطح مكة , و هو مسيل واديها , و يجمع على البطاح و الأباطح , و منه قيل : قريش البطاح , هم الذين ينزلون أباطح مكة و بطحاءها . " نهاية " و ( التحصيب ) : النزول بـ ( المحصب ) و هو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة و منى . و هو أيضا ( خيف بني كنانة ) .
----------------------------------------------------------- [1] انظر كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 22 - 23 / 43 - 46 ) و هو تحت الطبع . ثم طبع المجلد الأول منه سنة ( 1408 ) . ثم شرعنا في طبع الثاني منه في رجب هذه السنة ( 1415 ) يسر الله نشره . [2] انظر كتابي " تحذير الساجد " ( ص 136 / 6 ) . اهـ . 2676" تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . يعني إتمام المسافر إذا اقتدى بالمقيم , و إلا فالقصر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 386 :
هذه السنة الصحيحة يرويها قتادة عن موسى بن سلمة الهذلي عن #ابن عباس #رضي الله عنه . و يرويه عن قتادة جمع : الأول : أيوب عنه عن موسى قال : كنا مع ابن عباس بمكة , فقلت : إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا , و إذا رجعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين ? قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 1 / 216 ) و السراج في " مسنده " ( ق 120 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 278 / 1 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و أبو عوانة في " مسنده " ( 2 / 340 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي , و الطبراني أيضا ( 2 / 92 / 2 ) من طريق الحارث بن عمير كلاهما عن أيوب عنه به , و زاد هو و السراج : " و إن رغمتم " , و قال : " لم يروه عن أيوب إلا الحارث بن عمير و الطفاوي " . الثاني : شعبة عنه به , و لفظه : قال : سألت ابن عباس : كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام ? فقال : ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . أخرجه مسلم ( 2 / 143 - 144 ) و النسائي ( 1 / 212 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 951 ) و البيهقي ( 3 / 153 ) و ابن حبان ( 4 / 185 / 2744 ) و أحمد ( 1 / 290 و 337 ) و أبو عوانة و الطحاوي ( 1 / 245 ) و لفظ البيهقي : " كم أصلي إذا فاتتني الصلاة في المسجد الحرام ? ... " . و الباقي مثله . الثالث : سعيد بن أبي عروبة عنه نحوه . أخرجه مسلم ( 3 / 144 ) و النسائي , و أحمد ( 1 / 369 ) . الرابع : هشام الدستوائي . قال الطيالسي في " مسنده " ( 2742 ) : حدثنا هشام عنه به . و لفظه : قلت لابن عباس : إذا لم أدرك الصلاة في المسجد الحرام كم أصلي بـ ( البطحاء ) ? قال : ركعتين .. إلخ . و أخرجه أحمد ( 1 / 226 ) : حدثنا يحيى عن هشام به . الخامس : همام : أخبرنا قتادة به مثل لفظ هشام . أخرجه أحمد ( 1 / 290 ) . و قد صرح قتادة بالتحديث عنده في رواية شعبة . قلت : و في الحديث دلالة صريحة على أن السنة في المسافر إذا اقتدى بمقيم أنه يتم و لا يقصر , و هو مذهب الأئمة الأربعة و غيرهم , بل حكى الإمام الشافعي في " الأم " ( 1 / 159 ) إجماع عامة العلماء على ذلك , و نقله الحافظ ابن حجر عنه في " الفتح " ( 2 / 465 ) و أقره , و على ذلك جرى عمل السلف , فروى مالك في " الموطأ " ( 1 / 164 ) عن نافع : أن ابن عمر أقام بمكة عشر ليال يقصر الصلاة , إلا أن يصليها مع الإمام فيصليها بصلاته . و في رواية عنه : أن عبد الله بن عمر كان يصلي وراء الإمام بمنى أربعا , فإذا صلى لنفسه صلى ركعتين . و رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 954 ) من طريق أخرى عن ابن عمر . و أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 244 ) من طريق مالك , و من قبله الإمام محمد في " موطئه " ( ص 127 - 128 ) و قال : " و بهذا نأخذ إذا كان الإمام مقيما و الرجل مسافر , و هو قول أبي حنيفة رحمه الله " . و قوله : " إذا كان الإمام مقيما ... " مفهومه - و مفاهيم المشايخ معتبرة عندهم ! - أن الإمام إذا كان مسافر فأتم - كما يفعل بعض الشافعية - , أن المسافر المقتدي خلفه يقصر و لا يتم , و هذا خلاف ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما , و تبعه على ذلك غيره من الصحابة , منهم عبد الله بن مسعود - الذي يتبنى الحنفية غالب أقواله - فإنه مع كونه كان ينكر على عثمان رضي الله عنه إتمامه الصلاة في منى , و يعيب ذلك عليه كما في " الصحيحين " , فإنه مع ذلك صلى أربعا كما في " سنن أبي داود " ( 1960 ) و " البيهقي " ( 3 / 144 ) من طريق معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله صلى أربعا , قال : فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ?! قال : الخلاف شر . و هذا يحتمل أنه صلاها أربعا وحده , و يحتمل أنه صلاها خلف عثمان , و رواية البيهقي صريحة في ذلك , فدلالتها على المراد دلالة أولوية , كما لا يخفى على العلماء . و منهم سلمان الفارسي , فقد روى أبو يعلى الكندي قال : " خرج سلمان في ثلاثة عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة , و كان سلمان أسنهم , فأقيمت الصلاة , فقالوا : تقدم يا أبا عبد الله ! فقال : ما أنا بالذي أتقدم , أنتم العرب , و منكم النبي صلى الله عليه وسلم , فليتقدم بعضكم , فتقدم بعض القوم , فصلى أربع ركعات , فلما قضى الصلاة , قال سلمان : ما لنا و للمربعة , إنما يكفينا نصف المربعة " . أخرجه عبد الرزاق ( 4283 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 448 ) و الطحاوي ( 1 / 242 ) بإسناد رجاله ثقات , و لولا أن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي و اختلاطه لصححت إسناده , فسكوت الشيخ عبد الله الغماري عنه في رسالته " الرأي القويم " ( ص 30 ) ليس بجيد , لاسيما و قد جزم بنسبته إلى سلمان في رسالته الأخرى " الصبح السافر " ( ص 42 ) !! هذا و لقد شذ في هذه المسألة ابن حزم كعادته في كثير غيرها , فقد ذهب إلى وجوب قصر المسافر وراء المقيم , و احتج بالأدلة العامة القاضية بأن صلاة المسافر ركعتان , كما جاء في أحاديث كثيرة صحيحة . و ليس بخاف على أهل العلم أن ذلك لا يفيد فيما نحن فيه , لأن حديث الترجمة يخصص تلك الأحاديث العامة , بمختلف رواياته , بعضها بدلالة المفهوم , و بعضها بدلالة المنطوق . و لا يجوز ضرب الدليل الخاص بالعام , أو تقديم العام على الخاص , سواء كانا في الكتاب أو في السنة , خلافا لبعض المتمذهبة . و ليس ذلك من مذهب ابن حزم رحمه الله , فالذي يغلب على الظن أنه لم يستحضر هذا الحديث حين تكلم على هذه المسألة , أو على الأقل لم يطلع على الروايات الدالة على خلافه بدلالة المنطوق , و إلا لم يخالفها إن شاء الله تعالى , و أما رواية مسلم فمن الممكن أن يكون قد اطلع عليها و لكنه لم يرها حجة لدلالتها بطريق المفهوم , و ليس هو حجة عنده خلافا للجمهور , و مذهبهم هو الصواب كما هو مبين في علم الأصول , فإن كان قد اطلع عليها فكان عليه أن يذكرها مع جوابه عنها , ليكون القاريء على بينة من الأمر . و إن من غرائبه أنه استشهد لما ذهب إليه بما نقله عن عبد الرزاق - و هو في " مصنفه " ( 2 / 519 ) - من طريق داود بن أبي عاصم قال : " سألت ابن عمر عن الصلاة في السفر ? فقال : ركعتان . قلت : كيف ترى و نحن ههنا بمنى ? قال : ويحك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم و آمنت به ? قلت : نعم . قال : فإنه كان يصلي ركعتين . فصل ركعتين إن شئت أو دع " . قلت : و سنده صحيح , و قال عقبه : " و هذا بيان جلي بأمر ابن عمر المسافر أن يصلي خلف المقيم ركعتين فقط " . قلت : و هذا فهم عجيب , و اضطراب في الفهم غريب , من مثل هذا الإمام اللبيب , فإنك ترى معي أنه ليس في هذه الرواية ذكر للإمام مطلقا , سواء كان مسافرا أم مقيما . و غاية ما فيه أن ابن أبي عاصم بعد أن سمع من ابن عمر أن الصلاة في السفر ركعتان , أراد أن يستوضح منه عن الصلاة و هم - يعني الحجاج - في منى : هل يقصرون أيضا ? فأجابه بالإيجاب , و أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيها ركعتين . هذا كل ما يمكن فهمه من هذه الرواية , و هو الذي فهمه من خرجها , فأوردها عبد الرزاق في " باب الصلاة في السفر " في جملة أحاديث و آثار في القصر , و كذلك أورده ابن أبي شيبة في باب " من كان يقصر الصلاة " من " مصنفه " ( 2 / 451 ) . و داود بن أبي عاصم هذا طائفي مكي , فمن المحتمل أنه عرضت له شبهة من جهة كونه مكيا , و المسافة بينها و بين منى قصيرة , فأجابه ابن عمر بما تقدم , و كأنه يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قصر في منى هو و من كان معه من المكيين الحجاج . و الله أعلم . و إن مما يؤكد خطأ ابن حزم في ذلك الفهم ما سبق ذكره بالسند الصحيح عن ابن عمر أنه كان إذا صلى في مكة و منى لنفسه قصر , و إذا صلى وراء الإمام صلى أربعا . فلو كان سؤال داود عن صلاة المسافر وراء المقيم , لأفتاه بهذا الذي ارتضاه لنفسه من الإتمام في هذه الحالة , ضرورة أنه لا يعقل أن تخالف فتواه قوله , و يؤيد هذا أنه قد صح عنه أنه أفتى بذلك غيره , فروى عبد الرزاق ( 2 / 542 / 4381 ) بسند صحيح عن أبي مجلز قال : قلت لابن عمر : أدركت ركعة من صلاة المقيمين و أنا مسافر ? قال : صل بصلاتهم . أورده في " باب المسافر يدخل في صلاة المقيمين " . و ذكر فيه آثارا أخرى عن بعض التابعين بمعناه , إلا أن بعضهم فصل , فقال في المسافر يدرك ركعة من صلاة المقيمين في الظهر : يزيد إليها ثلاثا , و إن أدركهم جلوسا صلى ركعتين . و لم يرو عن أحد منهم الاقتصار على ركعتين على كل حال كما هو قول ابن حزم ! و أما ما ذكره من طريق شعبة عن المغيرة بن مقسم عن عبد الرحمن بن تميم بن حذلم قال : " كان أبي إذا أدرك من صلاة المقيم ركعة و هو مسافر صلى إليها أخرى , و إذا أدرك ركعتين اجتزأهما " , و قال ابن حزم : " تميم بن حذلم من كبار أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه " . قلت : نعم , و لكنه مع شذوذه عن كل الروايات التي أشرت إليها في الباب و ذكرنا بعضها , فإن ابنه عبد الرحمن ليس مشهورا بالرواية , فقد أورده البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 265 ) و ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 218 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو إسحاق الهمداني أيضا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 68 ) برواية المغيرة . و هذا قال فيه الحافظ في " التقريب " : " كان يدلس " . و ذكر أيضا من طريق مطر بن فيل عن الشعبي قال : " إذا كان مسافرا فأدرك من صلاة المقيم ركعتين اعتد بهما " . و مطر هذا لا يعرف . و عن شعبة قال : سمعت طاووسا و سألته عن مسافر أدرك من صلاة المقيم ركعتين ? قال : " تجزيانه " . قلت : و هذا صحيح إن سلم إسناده إلى شعبة من علة , فإن ابن حزم لم يسقه لننظر فيه . و جملة القول أنه إن صح هذا و أمثاله عن طاووس و غيره , فالأخذ بالآثار المخالفة لهم أولى لمطابقتها لحديث الترجمة و أثر ابن عمر و غيره . و الله أعلم . 2677" أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة : الموفون المطيبون " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 392 :
أخرجه أحمد ( 6 / 268 ) و البزار ( 1309 ) عن ابن إسحاق : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن #عائشة #قالت : ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل من الأعراب جزورا - أو جزائر - بوسق من تمر الذخرة ( و تمر الذخرة : العجوة ) , فرجع به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته و التمس له التمر فلم يجده , فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " يا عبد الله ! إنا قد ابتعنا منك جزورا - أو جزائر - بوسق من تمر الذخرة , فالتمسناه فلم نجده " قال : فقال الأعرابي : واغدراه ! قالت : فهم الناس و قالوا : قاتلك الله , أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ?! قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه , فإن لصاحب الحق مقالا " . ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا عبد الله ! إنا ابتعنا منك جزائر و نحن نظن أن عندنا ما سمينا لك , فالتمسناه فلم نجده " , فقال الأعرابي : واغدراه ! فنهمه الناس و قالوا : قاتلك الله , أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ?! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه , فإن لصاحب الحق مقالا " , فردد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك مرتين أو ثلاثا , فلما رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه : اذهب إلى خولة بنت حكيم بن أمية فقل لها : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : إن كان عندك وسق من تمر الذخرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء الله , فذهب إليه الرجل , ثم رجع فقال : قالت : نعم , هو عندي يا رسول الله ! فابعث من يقبضه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل : اذهب به فأوفه الذي له . قال : فذهب به فأوفاه الذي له . قالت : فمر الأعرابي برسول الله صلى الله عليه وسلم و هو جالس في أصحابه . فقال : جزاك الله خيرا , فقد أوفيت و أطيبت . قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق - و هو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة - و هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث , فقد فعل كما ترى , فثبت الحديث و الحمد لله . و قال الهيثمي ( 4 / 140 ) : " رواه أحمد و البزار , و إسناد أحمد صحيح " ! و نقله عنه الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و أقره ! و ذلك مما يدل القارئ على ضآلة علمه , و قلة معرفته بهذا الفن , و ضيق باعه فيه , فإنه لم يبين سبب التصحيح لسند أحمد دون سند البزار , ألا و هو التحديث و عدمه , و سكت عن التصحيح , و إنما حقه التحسين كما فعلنا للخلاف المعروف في ابن إسحاق , و جل تعليقاته من هذا النوع , لا تحقيق فيها و لا علم , و إنما هو مجرد النقل مما لا يعجز عنه المبتدئون في هذا العلم كأمثاله من متعصبة الحنفية و غيرهم , و مع ذلك لم يخجل بعضهم من السعي حثيثا لترشيحه لنيل جائزة السنة لهذه السنة ( 1400 ) من الدولة السعودية تعصبا منه له , و صدق من قال : " إن الطيور على أشكالها تقع " ! و إنما حظي بها الأعظمي الآخر , و لعلها وجدت محلها . و لله في خلقه شؤون . ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم : " دعوه فإن لصاحب الحق مقالا " . قد جاء في قصة أخرى مختصرا من حديث أبي هريرة عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج في " أحاديث البيوع " . قوله : ( الذخرة ) : بمعنى الذخيرة , في " اللسان " : " و الذخيرة : واحدة الذخائر , و هي ما ادخر , و كذلك ( الذخر ) و الجمع : أذخار " . و لم يعرفها الأعظمي فعلق عليها بقوله : " كذا في الأصل مضبوطا بالقلم , و في " النهاية " : الذخيرة نوع من التمر معروف " ! قلت : و هي مفسرة في رواية أحمد بـ ( العجوة ) كما رأيت . ( الموفون المطيبون ) أي الذين يؤدون ما عليهم من الحق بطيب نفس . ( نهمه ) أي زجره . ثم وجدت له طريقا أخرى , فقال البزار ( 1310 ) : حدثنا معمر بن سهل حدثنا خالد بن مخلد حدثنا يحيى بن عمير عن هشام به , قال البزار نحوه . ثم قال : " لا نعلم أحدا رواه عن هشام إلا يحيى " . قلت : قال أبو حاتم : صالح الحديث . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 601 ) و قال الذهبي : " صدوق " . و هذا هو المعتمد , فقول الحافظ : " مقبول " , غير مقبول . و قد روى عنه أربعة من الثقات . و سائر الرجال ثقات , فالإسناد جيد , و الحديث به صحيح . 2678" ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ! ألا خيركم خيركم لأهله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 395 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم 1484 - كشف الأستار ) قال : حدثنا زكريا بن يحيى الضرير حدثنا شبابة بن سوار حدثنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن #الزبير #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال البزار : " لا نعلم أحدا قال فيه : " عن الزبير " إلا مغيرة , و لم نسمعه إلا من زكريا عن شبابة عن مغيرة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 303 ) : " رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير و لم أعرفه , و بقية رجاله رجال ( الصحيح ) " . و أقره محقق " الكشف " حبيب الرحمن الأعظمي كما هي عادته التي تدل الباحثين على أنه لا تحقيق عنده في هذا العلم إلا النقل , أما النقد العلمي الحر فلا شيء عنده منه , كما يدل على ذلك تعليقاته على بعض الكتب , و بخاصة منها " مصنف عبد الرزاق " رحمه الله , فإن الواقف عليها لا يستفيد منها تصحيحا و لا تضعيفا , و هو الغاية من علم المصطلح و رجاله , و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا جدا , و ها هو واحد منها بين يديك , فماذا تستفيد أيها القاريء الكريم مما نقله عن الهيثمي في هذا الحديث ? الصحة , أم الضعف ? لا شيء من ذلك ! و مع ذلك ففيما نقله مؤاخذتان : الأولى : إطلاق القول أن رجاله رجال " الصحيح " ليس بصحيح , لأن المغيرة بن مسلم إنما أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " , و لم يخرج له في " الصحيح " لا هو و لا مسلم ! إلا أنه ثقة , و لم يضعفه أحد . و الأخرى : أن زكريا بن يحيى الضرير شيخ البزار , قد ترجمه الخطيب البغدادي في " التاريخ " ( 8 / 457 ) برواية خمسة من ثقات البغداديين , بعضهم من الحفاظ المشهورين و هم : تمتام و ابن صاعد و المحاملي , و فاته الحافظ البزار . و هو و إن لم يذكر الخطيب فيه جرحا و لا تعديلا , فمثله مقبول الحديث عند العلماء كما يعرف ذلك من سبر تخاريجهم و تصحيحهم للأحاديث , لاسيما و هو لم يرو منكرا , فالشطر الأول من حديث الترجمة له شواهد كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : " يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد ! فلعله يضاجعها في آخر يومه " . متفق عليه . و هو مخرج في " الإرواء " ( 7 / 97 / 2031 ) و في معناه أحاديث أخرى راجعها إن شئت في " المشكاة " ( 3241 و 3260 و 3261 ) . و أما الشطر الآخر منه فله شواهد كثيرة من حديث عائشة و ابن عباس و غيرهما , و قد سبق تخريجها برقم ( 285 ) . 2679" من كن له ثلاث بنات يؤويهن و يرحمهن و يكفلهن وجبت له الجنة البتة . قيل : يا رسول الله ! فإن كانت اثنتين ? قال : و إن كانت اثنتين . قال : فرأى بعض القوم أن لو قالوا له : واحدة ? لقال : واحدة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 397 :
أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 303 ) : حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد عن محمد بن المنكدر قال : حدثني #جابر - يعني ابن عبد الله - #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات , و رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد و هو ابن جدعان , و فيه ضعف من قبل حفظه , لكنه لم يتفرد به كما يأتي . و الحديث قال المنذري ( 3 / 84 - 85 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد , و البزار , و الطبراني في " الأوسط " , و زاد : ( و يزوجهن ) " . و كذا قال الهيثمي ( 8 / 157 ) إلا أنه زاد قوله : " من طرق " . و قد فاتهما أبو يعلى , فقد أخرجه في " مسنده " ( 2 / 591 ) : حدثنا أبو خيثمة : أخبرنا يزيد بن هارون : أنبأنا سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر به . كذا وقع في نسختنا منه لم يذكر ابن جدعان , و غالب الظن أنه سقط من الناسخ , فإن سفيان هذا لم يذكروا له رواية عن محمد بن المنكدر , و إنما يروي عن ابن جدعان , و هذا عن محمد كما تراه في " مسند أحمد " , و كما ذكروا في تراجم هؤلاء الثلاثة . ثم إن في تجويد إسناد أحمد نظرا لما ذكرنا من حال ابن جدعان , إلا إذا كان المراد أنه جيد لغيره فنعم , فإنه قد توبع عند البزار و غيره , فقال في " مسنده " ( رقم 1908 ) - " كشف الأستار " : حدثنا محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون حدثنا سرور بن المغيرة أبو عامر الواسطي حدثنا سليمان التيمي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم , و حدثنا عمرو بن علي : حدثنا حاتم بن وردان حدثنا علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به . و قال البزار : " لا نعلم رواه هكذا إلا سليمان و علي بن يزيد , و لم نسمعه إلا من محمد عن سرور " . قلت : و بالإسناد الأول أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 92 ) : حدثنا محمد بن كثير بن نافع الثقفي ابن بنت يزيد بن هارون قال : حدثنا سرور بن المغيرة به . أورده في ترجمة سرور هذا و كناه أبا عامر , لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , كعادته . و قال ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 315 ) : " كان يروي التفسير عن عباد بن منصور عن الحسن , و كان معروفا " . و ذكر أنه ابن المغيرة بن زاذان ابن أخي منصور بن زاذان , و كذلك ذكر ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 325 ) و قال : " روى عن عباد بن منصور . روى عنه أبو سعيد أحمد بن داود الحداد , سألت أبي عنه ? فقال : شيخ " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال ( 8 / 301 ) : " روى عنه أبو سعيد الحداد الغرائب " . و قال في مكان آخر ( 6 / 437 ) : " ... روى عنه الواسطيون " . و نقله عنه الحافظ في " اللسان " . و من الغريب , أنه لم يذكر في هذه الترجمة كل ما نقلته آنفا عن ابن أبي حاتم و من قبله ! و أما محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون فلم أقف الآن على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر , و قد عرفت مما سبق أنه من شيوخ البزار و بحشل , و قد روى هذا له أحاديث أخرى ( ص 160 و 205 ) و يبدو أنه ليس واسطيا , فقد ترجم لجماعة كثيرة من شيوخه في آخر الكتاب ( ص 218 - 292 ) , و ليس هو فيهم , فلعله بصري . و الله أعلم . ثم رأيت في المكان الآخر من " الثقات " : " أصله من البصرة , سكن واسط " . و بالجملة فهذه الطريق تقوي رواية ابن جدعان , لاسيما و للحديث شواهد كثيرة تقدم ذكر جملة طيبة منها برقم ( 294 و 297 ) .
2680" ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن إلا دخلت الجنة . فقالت امرأة منهن : أو اثنان ? قال : أو اثنان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 399 :
أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 246 ) : حدثنا سفيان حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن #أبي هريرة #: جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ! ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال , فواعدنا منك يوما نأتيك فيه . قال : " موعدكن بيت فلان " . و أتاهن في ذلك اليوم , و لذلك الموعد . قال : فكان مما قال لهن , يعني : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و ( سفيان ) هو ابن عيينة , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 39 ) من طريق أخرى عن سهيل به مختصرا , و لفظه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوة من الأنصار : " لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة " . فقالت امرأة منهن : أو اثنين يا رسول الله ? قال : " أو اثنين " . و هو رواية لأحمد ( 2 / 378 ) . و الحديث في " الصحيحين " من حديث أبي سعيد نحوه , و هو في كتابي " مختصر صحيح البخاري " ( 96 - كتاب / 9 - باب ) و قد مضى تحت الحديث ( 2302 ) . و فيه فوائد كثيرة , أذكر بعضها : 1 - أن من مات له ولدان دخل الجنة و حجباه من النار , و ليس ذلك خاصا بالإناث آباء و أولادا , لأحاديث أخرى كثيرة تعم الجنسين , و تجد جملة طيبة منها في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 89 - 91 ) و يأتي بعد هذا أحدها . 2 - فيه فضل نساء الصحابة و ما كن عليه من الحرص على تعلم أمور الدين . 3 - و فيه جواز سؤال النساء عن أمر دينهن , و جواز كلامهن مع الرجال في ذلك , و فيما لهن الحاجة إليه . 4 - جواز الوعد , و قد ترجم البخاري للحديث بقوله : " هل يجعل للنساء يوما على حدة في العلم ? " . قلت : و أما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن درسا من إحداهن , ممن يتسمون بـ ( الداعيات ) زعمن , فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و لا في عهد السلف الصالح , و إنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص كما في هذا الحديث , أو في درس الرجال حجزة عنهم في المسجد إذا أمكن , و إلا غلبهن الرجال , و لم يتمكن من العلم و السؤال عنه . فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئا من العلم و الفقه السليم المستقى من الكتاب و السنة , فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسا خاصا في بيتها أو بيت إحداهن , ذلك خير لهن , كيف لا و النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الجماعة في المسجد : " و بيوتهن خير لهن " , فإذا كان الأمر هكذا في الصلاة التي تضطر المرأة المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب و الحشمة ما لا تكثر منه خارجها فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن , لاسيما و بعضهن ترفع صوتها , و قد يشترك معها غيرها فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم . و هذا مما سمعناه و شاهدناه مع الأسف . ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدت إلى بعض البلاد الأخرى كعمان مثلا . نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة . 2681" 1 - من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم . 2 - و من شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة . 3 - و من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له كعدل رقبة . 4 - و من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار . 5 - و من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله عز وجل من أي باب شاء منها الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 402 :
أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 386 ) من طريق الفرج : حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو ابن عبسة السلمي قال : قلت له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص و لا وهم . قال : سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير الفرج - و هو ابن فضالة الحمصي و قيل : الدمشقي - ضعيف , و بعضهم مشاه في روايته عن الشاميين , و هذه منها , و لعله لذلك قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 91 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن " . قلت : و مهما كان الأمر , فحديثه هذا صحيح , لا يرتاب فيه باحث محقق , لأنه قد جاء مفرقا من طرق , و لابد من البيان : 1 - أما الفقرة الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة , فقد رواها عبد الحميد ابن بهرام : حدثنا شهر بن حوشب أخبرني أبو ظبية أن شرحبيل بن السمط دعا عمرو ابن عبسة السلمي فقال : يا ابن عبسة ! هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد و لا كذب , و لا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ? قال : نعم : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره مطولا , و فيه هذه الفقرات . أخرجه أحمد , و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 46 / 2 ) و إسناده حسن في الشواهد و المتابعات . و تابعه حريز بن عثمان : حدثنا سليم بن عامر أن عمرو بن عبسة كان عند شرحبيل بن السمط فقال : يا عمرو .. الحديث . بالفقرة الثانية و الثالثة و الرابعة . أخرجه أحمد , و عبد بن حميد ( ق 45 / 1 ) . و إسنادهما صحيح . و تابعه صفوان قال : حدثني سليم به . أخرجه النسائي , و قد تقدم برقم ( 1244 ) . و للفقرة الأولى و الخامسة شاهد قوي من حديث أبي ذر مرفوعا . أخرجه أحمد ( 5 / 151 و 153 و 159 و 164 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 82 / 1 - 2 ) من طريق الحسن : حدثني صعصعة بن معاوية عنه , و زادا : " قلنا : ما هذان الزوجان ? قال : إن كانت رحالا فرحلان , و إن كانت خيلا ففرسان , و إن كانت إبلا فبعيران , حتى عد أصناف المال كله " . و إسناده صحيح , و للنسائي منه ( 2 / 66 ) الفقرة الخامسة . و لهذه شاهد آخر من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة , كل خزنة باب : أي فل ! هلم " . أخرجه البخاري و غيره , و له عنده ألفاظ , و هو في كتابي " مختصر البخاري " ( كتاب الصوم / 4 - باب ) . و أخرج البزار ( 1709 - كشف ) الفقرة الرابعة نحوها من حديث أنس بن مالك . ( فائدة ) : قال الحافظ ( 6 / 36 ) : " و قوله : ( زوجين ) أي شيئين من أي نوع كان ينفق " . قلت : و يؤيده زيادة للبخاري بلفظ : " من شيء من الأشياء " , ثم قال : " و الزوج يطلق على الواحد و على الاثنين , و هو هنا على الواحد جزما . و قوله : ( كل خزنة باب ) كأنه من المقلوب , لأن المراد : خزنة كل باب . قال المهلب : في هذا الحديث أن الجهاد أفضل الأعمال , لأن المجاهد يعطى أجر المصلي و الصائم و المتصدق , و إن لم يفعل ذلك , لأن باب الريان للصائمين , و قد ذكر في هذا الحديث أن المجاهد يدعى من تلك الأبواب كلها بإنفاق قليل من المال في سبيل الله . انتهى . و ما جرى فيه على ظاهر الحديث يرده ما قدمته في " الصيام " من زيادة في الحديث لأحمد حيث قال فيه : " لكل أهل عمل باب يدعون بذلك العمل " , و هذا يدل على أن المراد بـ ( سبيل الله ) ما هو أعم من الجهاد و غيره من الأعمال الصالحة " . قلت : و أما ( سبيل الله ) في آية مصارف الزكاة *( إنما الصدقات )* , فهي في الجهاد و في الحج و العمرة , و لبيان هذا مجال آخر . 2682" يا عمرو ! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خلقه . يا عمرو ! - و ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال : - هذا موضع الإزار , ثم رفعها , [ ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع الأولى ثم قال : يا عمرو ! هذا موضع الإزار ] , ثم رفعها , ثم وضعها تحت الثانية , فقال : يا عمرو ! هذا موضع الإزار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 405 :
أخرجه أحمد ( 4 / 200 ) : حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم عن #عمرو بن فلان الأنصاري #قال : بينا هو يمشي قد أسبل إزاره , إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قد أخذ بناصية نفسه , و هو يقول : " اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك " . قال عمرو : فقلت : يا رسول الله ! إني رجل حمش الساقين . فقال : فذكره . و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 277 / 7909 ) . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في القاسم بن عبد الرحمن - و هو صاحب أبي أمامة - كلام لا يضر , و لهذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 141 ) : " رواه أحمد , و رجاله ثقات " . قلت : و له شاهد من حديث أبي أمامة قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة , إزار و رداء , قد أسبل , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه , و يتواضع لله , و يقول : " اللهم عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك " . حتى سمعها عمرو بن زرارة .. الحديث نحوه , و زاد : " يا عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبل " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني بأسانيد , و رجال أحدها ثقات " . و للزيادة شاهد في " شعب الإيمان " ( 2 / 222 / 2 ) و آخر سيأتي أول المجلد التاسع برقم ( 4004 ) و له شاهد ثالث يرويه عمرو بن الشريد يحدث عن أبيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره , حتى أخذ بثوبه فقال : " ارفع إزارك " . فكشف الرجل عن ركبتيه . فقال : يا رسول الله ! إني أحنف , و تصطك ركبتاي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل خلق الله عز وجل حسن " . قال : و لم ير ذلك الرجل إلا و إزاره إلى أنصاف ساقيه حتى مات " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد مضى برقم ( 1441 ) . و يشهد لبعضه حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " موضع الإزار إلى أنصاف الساقين و العضلة , فإن أبيت فأسفل , فإن أبيت فمن وراء الساق , و لا حق للكعبين في الإزار " . أخرجه النسائي ( 2 / 299 ) من طريق الأعمش , و السياق له , و الترمذي ( 1 / 329 ) و ابن ماجه ( 3572 ) من طريق أبي الأحوص , و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد ( 5 / 382 و 400 - 401 ) عن سفيان عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة به . و تابعهما زيد بن أبي أنيسة عند ابن حبان ( 1448 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , رواه الثوري و شعبة عن أبي إسحاق " . قلت : كأنه يشير بروايتهما الحديث عنه أنه سالم من الإعلال باختلاط أبي إسحاق - و هو عمرو بن عبد الله السبيعي - فإنهما رويا عنه قبل اختلاطه كما صرحوا بذلك , و في حفظي عن الحافظ أن الأعمش كذلك , فإنه أقدم منهما , مات سنة ( 148 ) و مات شعبة سنة ( 160 ) و سفيان بعده بسنة , بل هو من شيوخهما , و قد أخرج له مسلم عن السبيعي كما في " تهذيب المزي " . بقي أن أبا إسحاق قد رمي بالتدليس أيضا , و قد عنعنه , و الجواب من وجهين : الأول : أن شعبة لا يروي عنه ما لم يصرح بسماعه فيه . و الآخر : أنه قد صرح فعلا بذلك , فقال أحمد ( 5 / 396 ) : حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت مسلم بن نذير به . و كذلك أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 445 ) : حدثنا شعبة به إلا أنه وقع فيه " مسلم بن قريش " , و لعله خطأ مطبعي . ( تنبيه ) : ما بين المعقوفتين من حديث الترجمة سقط من " المسند " و هي زيادة يقتضيها السياق , و بدونها لا يظهر المراد من قوله : " ثم وضعها تحت الثانية " كما لا يخفى , و قد استدركتها من " مجمع الزوائد " و " جامع المسانيد " لابن كثير ( 10 / 90 ) . و اعلم أن الأحاديث في موضع الإزار استحبابا و إباحة و تحريما كثيرة , و بعضها في " الصحيحين " , و قد خرج الكثير الطيب منها الحافظ المنذري في " الترغيب و الترهيب " , و ليس هذا منها , و من الغريب أنه لم يذكره الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في هذا الباب من كتاب اللباس من " الفتح الرباني " ( 17 / 234 ) و لا أدري إذا كان قد ذكره في مكان آخر منه , و الوقت لا يتسع للتحقق من ذلك , و لكن إن كان أورده فكان عليه أن ينبه على ذلك و أن يرشد إليه , تسهيلا للمراجعة على الباحث . ثم أخبرني أحد إخواني أنه أخرجه ( 17 / 294 ) . و إنما آثرت تخريجه لأمرين : الأول : أن فيه تحديدا عمليا بديعا لموضع الإزار المشروع و غير المشروع , لم أره في غيره من الأحاديث . و الآخر : أن فيه بيانا واضحا أن التفاوت الذي يرى في الناس بياضا و سوادا , و طولا و قصرا , و بدانة و نحولة , و هذا أشعر , و ذاك أجرد , و هذا ألحى ( عظيم اللحية ) و ذاك كوسج ! أو زلهب <1> , و غير ذلك من الفوارق الخلقية أن كل ذلك من خلق الله حسن , فلا ينبغي للمسلم أن يحاول تغيير خلق الله عز وجل , و إلا استحق اللعن كما في حديث " النامصات و المتنمصات , و الواشمات و المستوشمات , و الفالجات المغيرات لخلق الله للحسن " . متفق عليه , و يأتي تخريجه بإذن الله رقم ( 2792 ) . و كأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد تسلية عمرو الأنصاري الذي أطال إزاره ليغطي حمش ساقيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أحسن كل شيء خلقه " . و هذا مما يحمل المسلم على الرضا بقدر الله و قضائه في خلقه مهما بدا لبعض الناس ممن ضعف إيمانهم و تكاثف جهلهم أنه غير حسن ! و هذا في الواقع مما يعطي قوة للرأي القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لا يجوز لها أن تحلقها أو تنتفها , لأن الله قد أحسن كل شيء خلقه . و لا شك أنها حين تنتفها إنما تفعل ذلك للحسن و التجمل كما تفعل الواصلة لشعرها , فتستحق بذلك لعنة الله , و العياذ بالله تعالى . و أما بالنسبة للإزار , فالأحاديث صريحة في تحريم جره خيلاء , و أما بدونها فقد اختلفوا , فمنهم من حرمه أيضا , و هو الذي يدل عليه تدرجه صلى الله عليه وسلم مع عمرو في بيان مواضع الإزار استحبابا و جوازا , ثم انتهاؤه به إلى ما فوق الكعبين , و قوله له : " هذا موضع الإزار " , فإنه ظاهر أنه لا جواز بعد ذلك , و إلا لم يفد التدرج مع القول المذكور شيئا كما لا يخفى . و يؤيده قوله صلى الله عليه وسلم " ما أسفل من الكعبين في النار " . رواه البخاري عن ابن عمر . و يزيده قوة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة المتقدم " ... و لا حق للكعبين في الإزار " . قال أبو الحسن السندي في تعليقه عليه : " و الظاهر أن هذا هو التحديد , و إن لم يكن هناك خيلاء . نعم إذا انضم إلى الخيلاء اشتد الأمر , و بدونه الأمر أخف " . قلت : نعم , و لكن مع التحريم أيضا لما سبق . و يقويه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن للنساء أن يرخين ذيولهن ثم أذن لهن أن يزدن شبرا <2> لكي لا تنكشف أقدامهن بريح أو غيرها , لم يأذن لهن أن يزدن على ذلك , إذ لا فائدة من وراء ذلك فالرجال أولى بالمنع من الزيادة . استفدت هذا من الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الفتح " . و جملة القول : إن إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين لا يجوز للرجال , فإذا اقترن مع ذلك قصد الخيلاء اشتد الإثم , فمن مصائب الشباب المسلم اليوم إطالته سرواله ( البنطلون ) إلى ما تحت الكعبين , لاسيما ما كان منه من جنس ( الشرلستون ) ! فإنه مع هذه الآفة التي فيه , فهو عريض جدا عند الكعبين , و ضيق جدا عند الفخذين و الأليتين , مما يصف العورة و يجسمها , و تراهم يقفون بين يدي الله يصلون و هم شبه عراة ! فإنا لله و إنا إليه راجعون . و من العجيب أن بعضهم ممن هو على شيء من الثقافة الإسلامية يحاول أن يستدل على جواز الإطالة المذكورة بقول أبي بكر لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " : يا رسول الله ! إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لست ممن يصنعه خيلاء " . أخرجه البخاري و غيره كأحمد , و زاد في رواية : " يسترخي أحيانا " , و كذلك رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 221 / 2 ) . قلت : فالحديث صريح في أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن يطيل ثوبه , بل فيه أنه كان يسترخي بغير قصد منه , و أنه كان مع ذلك يتعاهده , فيسترخي على الرغم من ذلك أحيانا . قال الحافظ ( 10 / 217 ) عقب رواية أحمد : " فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي أو غيره بغير اختياره , فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي , لأنه كلما كاد يسترخي شده " . ثم ذكر أن في بعض الروايات أنه كان نحيفا . قلت : فهل يجوز الاستدلال بهذا و الفرق ظاهر كالشمس بين ما كان يقع من أبي بكر بغير قصد , و بين من يجعل ثوبه مسبلا دائما قصدا ! نسأل الله العصمة من الهوى . و إنما تكلمت عن إطالة البنطلون و السروال , لطرو هذه الشبهة على بعض الشباب , و أما إطالة بعض المشايخ أذيال جببهم خاصة في مصر , و إطالة الأمراء في بعض البلاد العربية لأعبئتهم فأمر ظاهر نكارته . نسأل الله السلامة و الهداية . كتبت هذا لعل فيمن طرأت عليه الشبهة السابقة كان مخلصا , فحينما تتجلى له الحقيقة يبادر إلى الانتهاء عن تلك الآفة كما انتهى ذلك الشاب الذي كان عليه حلة صنعانية يجرها سبلا . فقال له ابن عمر رضي الله عنه : يا فتى هلم ! قال : ما حاجتك يا أبا عبد الرحمن ? قال : ويحك أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة ? قال : سبحان الله ! و ما يمنعني أن لا أحب ذلك ? قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا ينظر الله ... " . فلم ير ذلك الشاب إلا مشمرا حتى مات . رواه البيهقي بسند صحيح , و رواه أحمد ( 2 / 65 ) من طريق أخرى عن ابن عمر نحوه دون قوله : " فلم ير .... " .
----------------------------------------------------------- [1] هو الخفيف اللحية . " القاموس المحيط " ( 122 ) . [2] تقدم تخريجه ( 460 و 1864 ) . اهـ . 2683" سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال , ينزلون على أبواب المساجد , نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف , العنوهن فإنهن ملعونات , لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 411 :
أخرجه أحمد ( 2 / 223 ) و المخلص في " بعض الجزء الخامس من الفوائد و الغرائب المنتقاة " ( ق 264 / 1 ) و السياق له , و ابن حبان في " صحيحه " ( 1454 - موارد ) و الطبراني في " الصغير " ( 232 - هند ) و " الأوسط " ( رقم 9485 - ترقيمي ) مختصرا من طريق أبي عبد الرحمن المقري - عبد الله بن يزيد - : حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس : حدثنا أبي عياش بن عباس قال : سمعت عيسى بن هلال الصدفي و أبا عبد الرحمن الحبلي يقولان : سمعنا #عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد " . و تابعه عبد الله بن وهب : أخبرني عبد الله بن عياش القتباني به نحوه , و لم يذكر في إسناده أبا عبد الرحمن الحبلي , و قال : " يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم " . رواه الحاكم ( 4 / 436 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : عبد الله و إن كان قد احتج به مسلم , فقد ضعفه أبو داود و النسائي , و قال أبو حاتم : هو قريب من ابن لهيعة " . قلت : قد روى عنه الليث بن سعد الإمام , و هو من أقرانه , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فهو مع هذا و احتجاج مسلم به وسط حسن الحديث , و غلا فيه الشيخ أحمد شاكر فقال في تعليقه على هذا الحديث من " المسند " ( 7083 ) : " إسناده صحيح " ! و أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3 / 101 ) إلى تقويته بتصديره إياه بصيغة ( عن ) و وقع عنده أن الحاكم قال : " صحيح على شرط مسلم " , و ينبغي أن يكون هذا هو أصل " المستدرك " و " تلخيصه " لأنه لو كان كما سبق نقله : " على شرط الشيخين " لم يقل الذهبي في رده إياه ما سبق , و لقال : " و إن كان قد احتج به الشيخان ..." , فقوله : " ... مسلم ... " دليل على أن الذي في نسخته من " المستدرك " : " صحيح على شرط مسلم " , و على هذا فما في المطبوعة من " المستدرك " خطأ من الناسخ أو الطابع . ( تنبيه هام ) : وقعت هذه اللفظة ( الرحال ) في " فوائد المخلص " بالحاء المهملة خلافا لـ " المسند " و " الموارد " و غيرهما , فإنها بلفظ ( الرجال ) بالجيم , و على ذلك شرحه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في " الفتح الرباني " ( 17 / 301 ) , فقال : " معناه : أنهم رجال في الحس لا في المعنى , إذ الرجال الكوامل حسا و معنى لا يتركون نساءهم يلبسن ثيابا لا تستر أجسامهن " . و لم ينتبه للإشكال الذي تنبه له الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى إذ قال في تعليقه على الحديث في " المسند " ( 12 / 38 ) : " و قوله : " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال " إلخ مشكل المعنى قليلا , فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد , و توجيه متكلف , و رواية الحاكم ليس فيها هذا التشبيه , بل لفظه : " سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم , نساؤهم كاسيات عاريات " إلخ .. و هو واضح المعنى مستقيمه , و رواية الطبراني - كما حكاها الهيثمي في " الزوائد " - : " سيكون في أمتي رجال يركبون نساؤهم على سروج كأشباه الرجال " . و لفظ " يركبون " غيره طابع " مجمع الزوائد " - جرأة منه و جهلا - فجعلها " يركب " , و الظاهر عندي أن صحتها " يركبون نساءهم " . و على كل حال فالمراد من الحديث واضح بين , و قد تحقق في عصرنا هذا , بل قبله وجود هاته النسوة الكاسيات الملعونات " . قلت : لو أن الشيخ رحمه الله اطلع على رواية ( الرحال ) بالحاء المهملة , لساعدته على الإطاحة بالإشكال , و فهم الجملة فهما صحيحا , دون أي توجيه أو تكلف , و هذه الرواية هي الراجحة عندي للأسباب الآتية : أولا : ثبوتها في " الفوائد " و نسختها جيدة . ثانيا : أنها وقعت كذلك بالحاء المهملة في نسخة مخطوطة من كتاب "الترغيب و الترهيب " للحافظ المنذري محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق في مجلد ضخم فيه خرم , و هي و إن كانت نسخة مؤلفة من نسخ أو خطوط متنوعة , فإن الجزء الذي فيه هذا الحديث من نسخة جيدة مضبوطة متقنة , و مما يدلك على ذلك أنه كتب تحت الحاء من هذه الكلمة حرف حاء صغير هكذا ( الرحال ) , إشارة إلى أنه حرف مهمل كما هي عادة الكتاب المتقنين قديما فيما قد يشكل من الأحرف , و كذلك فعل في الصفحة التي قبل صفحة هذا الحديث , فإنه وقع فيها اسم ( زحر ) فكتب تحتها ( ح ) هكذا ( زحر ) . ثالثا : أن رواية الحاكم المتقدمة بلفظ : " يركبون على المياثر .. " تؤكد ما رجحنا , لأن ( المياثر ) جمع ( ميثرة ) و ( الميثرة ) بالكسر قال ابن الأثير : " مفعلة من الوثارة , يقال : وثر وثارة فهو وثير , أي وطيء لين , تعمل من حرير أو ديباج , يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال " . فإذا عرفت هذا , فرواية الحاكم مفسرة للرواية الأولى , و بالجمع بينهما يكون المعنى أن السروج التي يركبونها تكون وطيئة لينة , و أنها ( أعني السروج ) هي كأشباه الرحال , أي من حيث سعتها . و عليه فجملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لـ ( رجال ) كما شرحه البنا و غيره , و إنما هي صفة لـ ( سروج ) . و ذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجا حقيقية توضع على ظهور الخيل , و إنما هي أشباه الرحال . و أنت إذا تذكرت أن ( الرحال ) جمع رحل , و أن تفسيره كما في " المصباح المنير " و غيره : " كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير " إذا علمت هذا يتبين لك بإذن الله أن النبي صلى الله عليه وسلم يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتكرت في هذا العصر , ألا و هي السيارات , فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال , و يؤيد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سماها ( بيوتا ) في حديث آخر تقدم برقم ( 93 ) , لكن تبين فيما بعد أن فيه انقطاعا . و إذا ففي الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات , ألا و هي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات ينزلون على أبواب المساجد . و لعمر الله إنها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رحبه يضيق بها , ينزل منها رجال ليحضروا صلاة الجمعة , و جمهورهم لا يصلون الصلوات الخمس , أو على الأقل لا يصلونها في المساجد , فكأنهم قنعوا من الصلوات بصلاة الجمعة , و لذلك يتكاثرون يوم الجمعة و ينزلون بسياراتهم أمام المساجد فلا تظهر ثمرة الصلاة عليهم , و في معاملتهم لأزواجهم و بناتهم , فهم بحق " نساؤهم كاسيات عاريات " ! و ثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق , ألا و هي التي نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر . يركبها أقوام لا خلاق لهم من الموسرين المترفين التاركين للصلاة , حتى إذا وقفت السيارة التي تحمل الجنازة و أدخلت المسجد للصلاة عليها , مكث أولئك المترفون أمام المسجد في سياراتهم , و قد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا تشييعها إلى قبرها <1> نفاقا اجتماعيا و مداهنة , و ليس تعبدا و تذكرا للآخرة , و الله المستعان . هذا هو الوجه في تأويل هذا الحديث عندي , فإن أصبت فمن الله , و إن أخطأت فمن نفسي , و الله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي و عمدي , و كل ذلك عندي . ( تنبيه آخر ) : تناقضت الآراء في مرتبة هذا الحديث كنتيجة لاختلاف أقوال الحفاظ في راويه ( عبد الله بن عياش بن عباس ) . أما المرتبة , فقد صححه الحاكم و الشيخ أحمد شاكر , خلافا للذهبي كما رأيت , و تبعه المعلق على " الإحسان " ( 13 / 64 - 65 ) , و بناء على ذلك ضعفه في طبعته من " الموارد " ( 1 / 668 - 669 ) بخلاف الداراني المعلق على طبعته من " الموارد " ( 4 / 448 - 449 ) , فإنه حسن إسناده . و هذا هو الذي جريت عليه في تخريجاتي في عديد من كتبي و تعليقاتي منذ عشرات السنين , فانظر مثلا الحديث المتقدم برقم ( 896 ) و في " تخريج مشكلة الفقر " برقم ( 102 ) و التعليق على " تحذير الساجد " ( ص 7 ) . و أما المعلق على " الإحسان " فكان متناقضا في ذلك أشد التناقض , فبينا نراه هنا ضعف حديثه هذا إذا به يحسن له ثانيا ( 12 / 380 ) و يصحح له ثالثا ( 3 / 50 ) و يقول في رابع ( 1 / 298 ) : " و إسناده حسن في الشواهد " , و في خامس ( 8 / 246 ) : " حديث صحيح " , يعني لغيره , و لم يحسن إسناده ! و مثل هذا التناقض الثلاثي في إسناد راو واحد من تضعيف إلى تحسين إلى تصحيح , لا يقع عادة إلا من معلق غير متمكن في هذا العلم , حديث عهد به , أو أن ذلك من أكثر من شخص تداولوا التعليق على " الإحسان " , مختلفي السوية في هذا العلم و التحقيق فيه , و هذا هو الذي يغلب على الظن , و كان من آثار ذلك أن تظهر هذه الأحكام المتناقضة في طبعة "الموارد " في أحاديثه ,فانظر مثلا الأحاديث المرقمة بـ ( 96 و 472 و 880 و 2551 ) و من الغرائب أن حديث الرقم ( 472 ) راويه عن ( عياش ) كان اختلط , و لذلك جعلته من حصة كتابي " ضعيف الموارد " و هو و قسيمه " صحيح الموارد " تحت الطبع , يسر الله نشرهما قريبا إن شاء الله تعالى . و أما الاختلاف في الراوي , فحسبك ما ذكره الذهبي في تعقيبه , و منها قول أبي حاتم , و تمامه : " ليس بالمتين , صدوق يكتب حديثه , و هو قريب من ابن لهيعة " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 51 و 8 / 334 ) . و من ذلك قول الذهبي المتقدم : " احتج به مسلم " و كذا في " سيره " ( 7 / 334 ) , فخالفه الحافظ فقال في " التقريب " : " صدوق يغلط , أخرج له مسلم في الشواهد " . و قال في " التهذيب " متعقبا المزي الذي أطلق العزو لمسلم : " قلت : حديث مسلم في الشواهد لا في الأصول " . قلت : و الحديث الذي يشير إليه حديث عقبة بن عامر في النذر : " لتمش و لتركب " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 8 / 219 ) من رواية الشيخين عن يزيد بن أبي حبيب بسنده عنه . و قد تابع عبد الله بن عياش سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عند البخاري ( 1866 ) , و لكن هل هذا مما يسوغ القول بأن مسلما روى له في الشواهد , و المتابعة هذه ليست عنده ? في ذلك عندي وقفة . و من ذلك أن الذهبي قال عقب قوله المتقدم في " السير " : " قلت : حديثه في عداد الحسن " . و هذا الذي فهمناه أو استنبطناه من تلك الأقوال المختلفة , و قد وافق الذهبي الحاكم على تصحيح بعض أحاديثه , منها الحديث الذي سبق قريبا عزوه لـ " تخريج المشكلة " ( 102 ) .
[1] قلت : و أما قولهم في الإذاعات و غيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي على الأقل , و أنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة , فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير , بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة , فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير , كما *( فريق في الجنة و فريق في السعير )* , و قال في الأخير : *( فالنار مثوى لهم )* , و ما ألقى هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد , ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة غريبة ! *( فهل من مدكر )* ? . اهـ . 2684" طوق من نار يوم القيامة . قاله لمن رأى عليه جبة مجيبة بحرير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 418 :
أخرجه البزار ( ص 172 - زوائد البزار ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8166 - مصورتي ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثنا الأزهر بن راشد : حدثنا سليم بن عامر عن جبير بن نفير عن #معاذ بن جبل #قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبة مجيبة بحرير فقال : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد , تفرد به إسماعيل بن عياش " . قلت : و هو ثقة في روايته عن الشاميين , و هذه منها , فإن الأزهر بن راشد هذا هو الهوزني أبو الوليد الشامي , قال الذهبي : " من شيوخ حريز بن عثمان , يروي عن عصمة بن قيس , و له صحبة , ما علمت به بأسا " . قلت : و يشير الذهبي إلى قول أبي داود : " شيوخ حريز ثقات " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 11 ) و قال ابن حجر في " التقريب " : " صدوق " . قلت : و سائر رجاله ثقات , فالإسناد صحيح . و اقتصر المنذري على قوله ( 3 / 103 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رواته ثقات " . و تبعه الهيثمي ( 5 / 142 ) كغالب عادته . و قوله : ( مجيبة ) بضم الميم و فتح الجيم بعدهما مثناة من تحت مفتوحة مشددة ثم باء موحدة , أي : لها جيب من حرير و هو المطوق . قاله المنذري . قلت : و لعل الحرير الذي رآه صلى الله عليه وسلم على الجيب كان أكثر من أربع أصابع , لأن ما دونها مستثنى من التحريم لحديث عمر رضي الله عنه قال : " نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع [ و أشار بكفه ] " . أخرجه مسلم ( 6 / 141 ) و النسائي ( 2 / 298 ) و ابن حبان ( 5417 ) و أحمد ( 1 / 5 ) , و الزيادة له من طريق سويد بن غفلة عنه . و أخرجه ابن حبان ( 5400 ) مختصرا , و كذا أبو يعلى ( 1 / 64 ) من طريق أبي عثمان النهدي عنه . و أصله في " الصحيحين " , و راجع إن شئت شرحه في " فتح الباري " ( 10 / 141 - 142 ) . 2685" كنا نسميها شباعة ( يعني : زمزم ) و كنا نجدها نعم العون على العيال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 419 :
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5 / 117 ) و عنه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 90 / 2 ) عن الثوري عن ابن خثيم أو عن العلاء - شك أبو بكر - عن أبي الطفيل عن #ابن عباس #قال : سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال مسلم , لولا الشك في شيخ الثوري , هل هو ابن خثيم - و اسمه عبد الله بن عثمان المكي , و هو صدوق من رجال الإمام مسلم - أم هو العلاء ? فنظرنا فوجدنا الأزرقي قد أخرجه في " أخبار مكة " ( ص 391 ) من طريق أخرى فقال : حدثني محمد بن يحيى عن سليم بن مسلم عن سفيان الثوري عن العلاء بن أبي العباس عن أبي الطفيل به . فهذا يرجح أن الشيخ هو العلاء بن أبي العباس , و هو ثقة ثقة كما قال ابن معين فيما رواه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 356 ) , لكن سليم بن مسلم - و هو الخشاب - متروك الحديث كما قال النسائي . و قال أحمد : " لا يساوي حديثه شيئا " . قلت : فمثله مما لا يرجح به , فيبقى الشك على حاله , و لكنه لا يلقي على الإسناد ضعفا , لأن الشك دار بين ثقتين , غاية ما في الأمر أنه يحول بيننا و بين إطلاق القول بأن رجاله رجال " الصحيح " , و لذلك قال الهيثمي ( 3 / 286 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . فإن هذا يصدق سواء كان الشيخ هو ابن خثيم , أو العلاء , و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 133 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و هو موقوف صحيح الإسناد " . ( فائدة ) أبو بكر الذي شك في إسناد الحديث هو عبد الرزاق نفسه صاحب " المصنف " . و غالبه من رواية أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه , و ذلك أني رأيت بعض كتبه من رواية غير الدبري عنه , فمثلا كتاب " أهل الكتاب " هو من رواية محمد بن علي النجار عنه , و هو في المجلد السادس ( 1 - 132 ) و كذلك كتاب " البيوع و الشهادات " من رواية النجار عنه في المجلد الثامن ( 1 - 368 ) , كما وجدت فيه كتاب " أهل الكتابين " من رواية محمد بن يوسف الحذاقي عنه , و هو في المجلد العاشر ( 311 - 378 ) , و قد يكون هناك كتب أخرى ليست من رواية الدبري , و لقد كان من المفروض أن يوضح ذلك و غيره محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في مقدمته التي وعد بنشرها , و لما يفعل , فقد نشر الكتاب بتمامه , و لم نجد لها أثرا في شيء من مجلداته , و لعله يفعل , ثم توفي رحمه الله فلعله فعل . 2686" من قال إذا أصبح : " رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا " , فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 421 :
أورده المنذري في " الترغيب " ( 1 / 229 ) من حديث # المنيذر # صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كان يكون بـ ( أفريقية ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " رواه الطبراني بإسناد حسن " . و كذا قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 116 ) . فتعقبه الحافظ ابن حجر فيما علقه عليه , فقال : " قلت : فيه رشدين , و هو ضعيف " . قلت : و كنت اتبعته على هذا في " التعليق الرغيب " , و عليه أوردته في " ضعيف الترغيب " , ثم تبين لي أن رشدين لم يتفرد به , فإنه رواه عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر به . فقال الحافظ في ترجمة المنيذر من " الإصابة " : " وصله الطبراني إلى رشدين . و تابعه ابن وهب عن حيي , لكنه لم يسمه , قال : عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , و أخرجه ابن منده " . قلت : و لا يخفى أن الصحابة كلهم عدول , فعدم تسمية ابن وهب إياه لا يضر , فبهذه المتابعة ثبت الحديث و الحمد لله . ثم إن الحديث عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 355 / 838 ) بسند صحيح عن رشدين به . و كذلك رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " من طريق أخرى عنه , لكنه لم يذكر فيه " إذا أصبح " . و هي ثابتة في رواية الطبراني , و كذا في رواية ابن وهب كما يدل عليه صنيع الحافظ في " الإصابة " , و زاد أنه قال : " و أخرجه ابن منده " . و لهذه الزيادة شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا بلفظ آخر , و زيادة أخرى , و في إسناده اضطراب و جهالة , و لذلك أخرجته في الكتاب الآخر برقم ( 5020 ) , و فيه زيادة أخرى : " ثلاث مرات " . و لأصل الحديث شاهد جيد من رواية أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه , و قد مضى برقم ( 334 ) دون ذكر الصباح و المساء . ثم رأيت الحديث في " المعرفة " لأبي نعيم ( 2 / 188 / 2 ) من طريق الطبراني . ثم علقه على ابن وهب . 2687" توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن نمرة من صوف تنسج له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 422 :
أخرجه البيهقي في " فصل فيمن اختار التواضع في اللباس " من " الأربعون من شعب الإيمان و هو باب الملابس و الزي و ما يكره منها " من كتاب " الشعب " ( 2 / 227 / 1 ) من طرق عن محمد بن يعقوب الأصم : حدثنا بحر ( الأصل : ( يحيى ) و هو خطأ من الناسخ ) ابن نصر الخولاني : حدثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن حبيب عن عبيد الله بن عمر عن #عبد الله بن عمر #قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , فإن رجاله كلهم ثقات معروفون بالضبط و الحفظ غير ابن لهيعة , فإن فيه ضعفا من قبل حفظه , لكنهم قووا حديث العبادلة عنه و منهم عبد الله بن وهب هذا , و كأن ذلك لأنهم سمعوا منه قبل أن تحترق كتبه , و يسوء حفظه و تحديثه . و لقد كان الباعث على تحرير هذا أنني رأيت الحافظ المنذري قد أشار إلى تضعيف هذا الحديث في " الترغيب " ( 3 / 108 ) بتصديره إياه بقوله : ( روي ) , و عهدي به أنه يصدر أحاديث ابن لهيعة بقوله ( عن ) المشعر بالقوة حتى و لو كان من غير رواية العبادلة , و الأمثلة على ذلك كثيرة و إليك بعضها في كتابي " ضعيف الترغيب و الترهيب " مشيرا إليها بأرقامها فيه : ( 149 و 186 و 218 و 220 ) بل رأيته صرح بتحسين بعض أحاديثه منها الحديث ( 369 ) . و له شاهد من رواية زمعة بن صالح عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و له جبة صوف ( و في رواية : حلة من أنمار من صوف أسود ) في الحياكة " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 219 / 5919 / 2920 ) من طريقين عنه . قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات و الشواهد , قال الهيثمي ( 5 / 131 ) : " رواه الطبراني , و فيه زمعة بن صالح , و هو ضعيف , و قد وثق , و بقية رجاله ثقات " . 2688" المرأة عورة و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان , و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 424 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " في ترجمة إبراهيم بن هاشم البغوي ( رقم 3036 - مصورتي ) : حدثنا إبراهيم : أنبأنا عاصم بن النضر أنبأنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن #سالم بن عبد الله عن أبيه #عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخه البغوي , و قد وثقه الدارقطني , مات سنة ( 297 ) كما في " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي . و للحديث شاهد قوي من حديث ابن مسعود مخرج في " إرواء الغليل " ( 1 / 303 / 273 ) . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " . قلت : إلا الشيخ البغوي كما ذكرنا . و هو من الأحاديث التي فاتت الحافظ الهيثمي , فلم يورده في " مجمع البحرين " , و لا في " مجمع الزوائد " كما نبهت عليه في تعليقي على الحديث في " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 136 ) و قد تم طبع المجلد الأول , و سيكون في التداول قريبا إن شاء الله تعالى . ثم نشر , و الآن الثاني تحت الطبع كما سبق التنبيه عليه ( ص 384 ) . ( فائدة ) : يطيب لبعض المتشددين على المرأة أن يستدلوا بهذا الحديث على أن وجه المرأة عورة على الأجانب , و لا دليل فيه البتة , لأن المعنى كما قال ابن الأثير في " النهاية " : " جعلها نفسها عورة , لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت " . و يؤكد هذا المعنى تمام الحديث : " و إذا خرجت استشرفها الشيطان " . قال الشيخ علي القاري في " المرقاة " ( 3 / 411 ) : " أي زينها في نظر الرجال . و قيل أي نظر إليها ليغويها , و يغوي بها " . و أصل ( الاستشراف ) أن تضع يدك على حاجبك و تنظر , كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء و أصله من الشرف : العلو , كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه . " نهاية " . و إن مما لا شك فيه أن الاستشراف المذكور يشمل المرأة و لو كانت ساترة لوجهها , فهي عورة على كل حال عند خروجها , فلا علاقة للحديث بكون وجه المرأة عورة بالمعنى الفقهي , فتأمل منصفا . و جمهور العلماء على أنه ليس بعورة , و بيان ذلك في كتابي " جلباب المرأة المسلمة " , و قد طبع حديثا بهذا الاسم " جلباب ... " بديل " حجاب ... " سابقا لنكتة ذكرتها في المقدمة . و قد رددت فيه على المتشددين بما فيه الكفاية , و أحلت من شاء التفصيل على كتابي المفرد في الرد بإسهاب و تفصيل , تتبعت فيه شبهاتهم , و أنها قائمة على أدلة واهية رواية و دراية , و اجتماعيا , و سميته اسما يلخص لك مضمونه : " الرد المفحم على من خالف العلماء و تشدد و تعصب و ألزم المرأة أن تستر وجهها و كفيها و أوجب و لم يقنع بقولهم إنه سنة و مستحب " . يسر الله لي تبيضه و نشره بفضله و كرمه . 2689" نهي أن يشرب من كسر القدح " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 426 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم - 6976 - مصورتي ) من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي : أخبرنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن #أبي هريرة #قال : فذكره على البناء للمجهول , لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , و قال : " لم يروه عن جعفر بن برقان , و لا عن معمر إلا ابن المبارك , تفرد به موسى بن إسماعيل " . قلت : كلا , بل تابعه عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 38 ) . و هذا حديث صحيح , إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم , و قال الهيثمي ( 5 / 78 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات رجال الصحيح " . ثم قال : " و عن ابن عباس و ابن عمر قالا : يكره أن يشرب من ثلمة القدح , و أذن القدح . رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح " . قلت : في إسناده ( 11 / 64 / 11055 ) نعيم بن حماد , ضعيف , و إنما أخرج له البخاري فقط مقرونا . و تقدم له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري برقم ( 388 ) مرفوعا بلفظ : " ثلمة القدح " , و هذا الحديث مفسر له , قال ابن الأثير : " أي موضع الكسر منه , و إنما نهى عنه لأنه لا يتماسك فم الشارب عليها , و ربما انصب الماء على ثوبه و يديه . و قيل : لأن موضعها لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء , و قد جاء في لفظ الحديث أنه مقعد الشيطان , و لعله أراد به عدم النظافة " . قلت : و لعل هذا المعنى الأخير أولى , لأن المعنى الأول إنما يظهر إذا كانت الثلمة كبيرة , و حينئذ ففيه تحديد لمعنى ( الثلمة ) فيه , و هو غير مناسب لإطلاقها بخلاف المعنى الآخر , فإن الإطلاق المذكور يناسبه , فقد ثبت الآن مجهريا أن الثلمة - صغيرة كانت أم كبيرة - مجمع الجراثيم و المكروبات الضارة , و أن غسل الإناء الغسل المعتاد لا يطهرها , بل إنه قد يزيد فيها , فنهى الشارع الحكيم عن الشرب منها خشية أن يتسرب معه بعضها إلى جوف الشارب فيتأذى بها . فالنهي طبي دقيق . و الله أعلم . و أما اللفظ الذي ذكره ابن الأثير : " مقعد الشيطان " , فلم أقف عليه إلا بلفظ : " فإن الشيطان يشرب من ذلك " , و هو مخرج في " الضعيفة " ( 654 ) .
2690" من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره , و من خلف غازيا في أهله بخير , أو أنفق على أهله فله مثل أجره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 427 :
أخرجه الطبراني في ترجمة محمود بن محمد المروزي من " الأوسط " رقم ( 8047 ) : حدثنا محمود أخبرنا وهب أنبأنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن موسى بن عقبة عن محمد بن زيد عن بشر بن سعيد عن #زيد بن ثابت# عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " لم يروه عن محمد بن زيد إلا عبد الرحمن بن إسحاق " . قلت : و هو العامري القرشي مولاهم , و هو مختلف فيه , و قد أخرج له مسلم و البخاري تعليقا , لكن قال الحاكم : " إنما أخرجا له في الشواهد " . ذكره في " التهذيب " و لم يتعقبه بشيء . و هو على كل حال حسن الحديث . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق " . و ذكره الذهبي في " الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب رد حديثهم " . و سائر الرجال ثقات رجال مسلم غير محمود هذا , و له ترجمة حسنة في " تاريخ بغداد " ( 13 / 94 ) مات سنة ( 297 ) . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 158 ) و تبعه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 283 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " . و له شاهد من حديث خالد بن زيد الجهني مرفوعا مثله . أخرجه ابن حبان ( 1619 ) و أحمد ( 4 / 114 - 115 و 116 ) بسند صحيح , و ابن ماجه ( 2 / 172 - 173 ) باختصار قوله : " أو أنفق .. ". 2691" كلوا جميعا و لا تتفرقوا , فإن طعام الواحد يكفي الاثنين و طعام الاثنين يكفي الأربعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 429 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7597 / 2 - من مصورتي و ترقيمي ) : حدثنا محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا بحر السقاء عن عمرو بن دينار عن سالم عن #ابن عمر #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " لم يروه عن عمرو بن دينار إلا بحر السقاء , تفرد به يزيد بن هارون " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من فوقه غير بحر السقاء , و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن عبد الله بن محمد بن خلاد الواسطي لم أجد من ترجمه , غير أن أسلم الواسطي المعروف بـ ( بحشل ) قد روى عنه عدة أحاديث في كتابه " تاريخ واسط " ( ص 72 و 119 و 213 ) و كناه بأبي أمية , و روى عنه في مكان آخر ( ص 152 ) بواسطة عبد الله بن أبي داود السجستاني : قال : حدثني عبد الله بن محمد ابن خلاد أبو أمية .. فذكر أثرا . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا كما هي عادته , فهو مجهول العدالة . ثم رأيته في " ثقات ابن حبان " ( 8 / 386 ) . ثم إن ما ذكره الطبراني أن بحر السقاء تفرد به عن عمرو بن دينار منقوض بما أخرجه هو في " المعجم الكبير " ( 3 / 194 / 2 / 1 ) قال : حدثنا الحسن بن علي الفسوي حدثنا سعيد بن سليمان : أخبرنا أبو الربيع السمان عن عمرو بن دينار به بتقديم و تأخير , و لفظه : " طعام الاثنين يكفي الأربعة و طعام الأربعة يكفي الثمانية , فاجتمعوا عليه و لا تتفرقوا عنه " . نعم أبو الربيع السمان - و اسمه أشعث بن سعيد البصري - ضعيف مثل بحر السقاء أو أشد , لكن الحديث في نفسه ثابت , فإن الجملة الأولى قد رويت في أحاديث تقدم بعضها برقم ( 664 و 895 ) و سائره في " صحيح مسلم " و غيره من حديث جابر . و قد مضى تخريجه تحت الحديث ( 1686 ) . ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث عمر , أخرجه ابن ماجه ( 3255 ) و البزار في " مسنده " ( 1185 - كشف الأستار ) من طريق سعيد بن زيد عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعا به , و زاد : " و طعام الأربعة يكفي الخمسة و الستة , و إن البركة في الجماعة " . و قال البزار : " لا نعلمه عن عمر إلا من هذا الوجه , تفرد به عمرو بن دينار , و هو لين , و أحاديثه لا يشاركه فيها أحد " . قلت : عمرو بن دينار هذا غير عمرو بن دينار المتقدم , ذاك مكي و هو ثقة , و هذا بصري , و هو المعروف بـ ( قهرمان آل الزبير ) و هو ضعيف كما في " التقريب " , و لذلك قال البزار : " و هو لين " . فلا أدري بعد هذا كيف قال المنذري في " ترغيبه " ( 2 / 142 ) : " رواه البزار بإسناد جيد " ! فلعله اختلط عليه الأمر , فظن أن عمرو بن دينار هذا هو المكي الثقة , و ليس البصري الضعيف . فقد جرى على هذا السنن في مكان آخر , و أفصح عن الوهم , فقال ( 3 / 306 ) : " رواه البزار , و رجاله رجال ( الصحيح ) " ! و البصري ليس من رجال " الصحيح " , فهو يعني إذن المكي , فإنه من رجال الشيخين ! نعم الحديث قوي بمجموع طرقه فهو حسن على الأقل . و الله أعلم . 2692" إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 431 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 243 - مصورتي ) : حدثنا أحمد بن رشدين قال : أخبرنا يحيى بن بكير قال : أخبرنا موسى بن ربيعة عن موسى بن سويد الجمحي عن الوليد بن أبي الوليد عن يعقوب الحرقي عن #حذيفة بن اليمان #عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لم يرو هذا الحديث عن الوليد بن أبي الوليد إلا موسى بن ربيعة " . قلت : و هو ثقة كما قال أبو زرعة كما في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 142 - 143 ) , لكن شيخه موسى بن سويد الجمحي لم أجد من ترجمه , و ظاهر كلام الهيثمي الذي كنت نقلته عنه تحت هذا الحديث ( 526 ) حين خرجته نقلا عنه و عن المنذري أنه ثقة , لأنه قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و يعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه غير واحد , و لم يضعفه أحد , و بقية رجاله ثقات " . قلت : فآخر كلامه هذا يشمل بعمومه موسى بن سويد الجمحي , فلعله في " ثقات ابن حبان " , أو أنه وقع في اسمه شيء من التحريف ضيع علينا شخصيته . و الله أعلم . هذا , و قد كنت استغربت هناك قول الهيثمي في يعقوب هذا أنه روى عنه غير واحد لسبب ذكرته ثمة فراجعه إن شئت , فتبين لي الآن حين وقفت على إسناد الحديث في " الأوسط " أن الاستغراب كان في محله و أن الهيثمي لا يحمل مسؤوليته . و إنما ناشر كتابه السيد القدسي , فإنه لجهله بهذا الفن , و جرأته على تصحيح الكلام بغير علم , غير كلام الهيثمي الذي نصه : " يعقوب حد العلاء " كما ذكر ذلك في الحاشية , فجعله هو : " يعقوب بن محمد بن الطحلاء " , فجاء الاستغراب المشار إليه و الصواب : ما كان في الأصل : " يعقوب حد العلاء " , و هو كلام ظاهر , أشكل على مصححه المذكور لفظ ( حد ) , و لا إشكال فإنه ( جد ) بالجيم , إلا أنه كثيرا ما يهملون الحرف و لا ينقطونه فلم يعرفه فذهب يبحث في كتب الرجال , فوجد فيهم : " يعقوب بن محمد بن الطحلاء " فأنزله محل الذي كان في الأصل " يعقوب جد العلاء " , هكذا اعتباطا , دون حجة أو بينة ! و يعقوب جد العلاء , قد ترجمه في " التهذيب " بقوله : " يعقوب المدني مولى الحرقة جد العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب . روى عن عمر و حذيفة . و عنه ابنه عبد الرحمن و الوليد بن أبي الوليد " , و لم يذكر فيه توثيقا , و عموم كلام الهيثمي المتقدم يدل أيضا على أنه ثقة , فلعله في " ثقات ابن حبان " . فليراجع . و مع أن الجمحي المتقدم غير معروف عندنا فقد خالفه في إسناده عبد الله بن لهيعة فقال : عن الوليد بن أبي الوليد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أنه سمع حذيفة ابن اليمان ... فذكره . و ابن لهيعة صحيح الحديث إذا رواه عنه أحد العبادلة , و هذا كذلك , فإنه من رواية ابن وهب عنه كما كنت خرجته هناك فلا داعي للإعادة . و إنما أعدت تخريجه هنا من الطريق الأولى لتحقيق القول في إسناده بعد أن يسر الله تبارك و تعالى الوقوف عليه , و بذلك تكشفت لنا حقائق كانت خافية عنا كما بينت آنفا . فلله الحمد و المنة . ثم نبهني أحد إخواني جزاه الله خيرا أن الذي في " مجمع البحرين " ( 5 / 264 ) : ( موسى بن ربيعة بن موسى بن سويد الجمحي ) أي ( ابن موسى ) مكان ( عن موسى ) , و كذا في " تهذيب المزي " و مطبوعة " المعجم الأوسط " أيضا , فما في نسخة المصورة منه خطأ . و كان ينبغي أن أتنبه له من قول الطبراني عقبه : " لم يروه عن الوليد إلا موسى بن ربيعة " . فإنه ظاهر في أنه لا واسطة بينهما , و لكن هكذا قدر , و تقدم أنه ثقة . بقي عندي النظر في صحة عموم قول الهيثمي : " و بقية رجاله ثقات " , لأن ( أحمد ابن رشدين ) , و هو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري , قال الذهبي في " المغني " : " قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه " . قلت : و هذا ذكره ابن عدي في آخر ترجمته من " الكامل " ( 1 / 198 ) و روى في أولها قصة فيها أن أحمد بن صالح قال فيه : " كذاب " ! و لم يزد على هذا . فقول الذهبي في مطلع ترجمته من " الميزان " : " قال ابن عدي : كذبوه " ! لا يخلو من شيء , و لاسيما و قد قال الحافظ في " اللسان " : " و ابن رشدين صاحب حديث كثير , و قال مسلمة في " الصلة " : حدثنا عنه غير واحد , و كان ثقة عالما بالحديث " . قلت : فلعل ضعفه و ما أنكر عليه جاء من كثرة حديثه , و قد أشار النسائي إلى قلة خطئه بقوله : " لو رجع عن حديث الغار عن بكير لحدثت عنه " . فالظاهر أنه ما كان يتعمد الكذب , و إنما يقع منه الخطأ كما يقع من غيره , فهو مغتفر في كثرة ما روى . و الله أعلم . و أما قولي عن ( يعقوب المدني ) : " فلعله في ( ثقات ابن حبان ) " , فقد طبع هذا الكتاب , و لم نجده فيه , و لا هو في " ترتيبه " للهيثمي , و لا هو في " جامع فهارس الثقات " وضع الأخ حسين إبراهيم زهران , و لا في فهرسي إياه المسمى بـ " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان " , يسر الله نشره , و قد سبق قول الهيثمي في ( يعقوب ) هذا : " و لم يضعفه أحد " , فلو أنه كان في " الثقات " - و هو من أعرف الناس بما فيه - لوثقه , لكثرة اعتماده عليه . فمن الأوهام أن المعلق على " تهذيب المزي " عزاه لـ " ثقات ابن حبان 7 / 642 " و هذا المكان الذي أشار إليه , كل من فيه من طبقة أتباع التابعين ! ثم تكرر الخطأ بعد سطرين , فإنه عزا إليه الراوي عنه ( الوليد بن أبي الوليد المدني ) ! و هو فيه ( 7 / 252 ) , و قد أورده في ( التابعين ) أيضا ( 5 / 494 ) . 2693" يا عائشة ! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته و فيهم الصالحون , فيصابون معهم , ثم يبعثون على نياتهم [ و أعمالهم ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 434 :
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم - 1846 - موارد ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 441 / 1 ) من طريق عمرو بن عثمان الرقي قال : حدثنا زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #قالت : قلت : يا رسول الله ! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض و فيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم ? فقال : فذكره . و الزيادة من " الشعب " و " الإحسان " أيضا ( 7270 ) . قلت : و هذا إسناد جيد لولا أن الرقي هذا قد ضعف من قبل حفظه , و قال ابن عدي : " له أحاديث صالحة عن زهير و غيره , و قد روى عنه ناس من الثقات , و هو ممن يكتب حديثه " . قلت : و هذا من أحاديثه الصالحة , فإنه لم يتفرد به , و أقر الحافظ ابن حبان على تصحيحه , فإن له طرقا أخرى عن عائشة و غيرها كما سيأتي ( 3156 ) . و أخرجه مسلم ( 8 / 168 ) من طريق يونس بن محمد : حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد ابن زياد عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : عبث ( و في رواية : ضحك ) رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه , فقلنا : يا رسول الله ! صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله ? فقال : " العجب , إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت ( و في رواية : هذا البيت ) برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم " . فقلنا : يا رسول الله ! إن الطريق قد يجمع الناس ? قال : " نعم , فيهم المستبصر و المجبور و ابن السبيل , يهلكون مهلكا واحدا , و يصدرون مصادر شتى , يبعثهم الله على نياتهم " . و أخرجه أحمد ( 6 / 105 ) : حدثنا أبو سعيد قال : حدثنا القاسم بن الفضل الحداني به نحوه و الرواية الأخرى له , مع اختلاف في بعض الألفاظ , و رواية مسلم أصح , لأن يونس بن محمد - و هو أبو محمد المؤدب - ثقة ثبت . و مخالفه أبو سعيد - و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم - صدوق ربما أخطأ . و أخرجه البخاري في " البيوع " من طريق أخرى عن عائشة مختصرا . و يشهد له حديث ابن عمر في البخاري ( 7108 ) و مسلم ( 8 / 165 ) و ابن حبان ( 7 / 210 / 7271 ) مختصرا أيضا . و فيه الزيادة دون : " نياتهم " . 2694" إن بني إسرائيل لما طال الأمد و قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم , استهوته قلوبهم و استحلته ألسنتهم , و كان الحق يحول بينهم و بين كثير من شهواتهم , حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون , فقالوا : ( الأصل : فقال ) اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل , فإن تابعوكم عليه , فاتركوهم , و إن خالفوكم فاقتلوهم . قال : لا , بل ابعثوا إلى فلان - رجل من علمائهم - فإن تابعكم فلن يختلف عليكم بعده أحد . فأرسلوا إليه فدعوه , فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله , ثم أدخلها في قرن , ثم علقها في عنقه , ثم لبس عليها الثياب , ثم أتاهم , فعرضوا عليه الكتاب فقالوا : تؤمن بهذا ? فأشار إلى صدره - يعني الكتاب الذي في القرن - فقال : آمنت بهذا , و مالي لا أؤمن بهذا ? فخلوا سبيله . قال : و كان له أصحاب يغشونه فلما حضرته الوفاة أتوه , فلما نزعوا ثيابه وجدوا القرن في جوفه الكتاب , فقالوا : ألا ترون إلى قوله : آمنت بهذا , و مالي لا أؤمن بهذا , فإنما عنى بـ ( هذا ) هذا الكتاب الذي في القرن قال : فاختلف بنو إسرائيل على بضع و سبعين فرقة , خير مللهم أصحاب أبي القرن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 436 :
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 439 / 1 - 2 ) : أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي حدثنا سعدان بن نصر : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن ربيع بن عميلة قال : حدثنا # عبد الله #, ما سمعنا حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله عز وجل , و رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , أبو محمد اسمه عبد الله بن يوسف المعروف بـ ( بالأصبهاني ) , و كان من ثقات المحدثين الرحالة , مات سنة ( 409 ) كما في " الشذرات " . و أبو سعيد ابن الأعرابي حافظ ثقة مشهور , ترجمه الحافظ الذهبي في " التذكرة " , و له مصنفات منها " المعجم " , منه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية , و لعل هذا الحديث فيه , فليراجع فإنه الآن بعيد عن متناول يدي , لأنهم جمعوه إلى كتب أخرى للتصوير . و سعدان بن نصر , ثقة مترجم في " الجرح و التعديل " و " تاريخ بغداد " . و من فوقه كلهم ثقات من رجال مسلم , و عمارة هو ابن عمير التيمي . فالسند صحيح بلا ريب , و لكن عندي وقفة في رفعه , لأنه ليس صريحا فيه , و لكنه على كل حال في حكم المرفوع . و الله أعلم . و له شاهد مختصر جدا من رواية أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل كتبوا كتابا فاتبعوه , و تركوا التوراة " . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 39 / 1 - 2 / 5678 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جندل بن والق قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه .. و قال : "لم يروه عن عبد الملك بن عمير إلا عبيد الله بن عمرو , تفرد به جندل بن والق " . قلت : في " التقريب " : " صدوق يغلط و يصحف " . قلت : فالإسناد حسن إن سلم ممن دونه أو توبع , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 150 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة , و هو ثقة , و قد ضعفه غير واحد " . و قال في مكان آخر ( 1 / 192 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . و لينظر هل قوله : " الكبير " صواب أم سبق قلم أو خطأ من الناسخ , فإن المجلد الذي فيه مسند أبي موسى من " المعجم الكبير " لم يطبع بعد . و في معنى حديث أبي موسى آثار عن بعض الصحابة . رواها ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 1 / 64 - 65 ) . 2695" إن ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا , فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل صبيا أو يزني أو يأكل لحم الخنزير أو يقتلوه إن أبى , فاختار أن يشرب الخمر و إنه لما شربها لم يمتنع من شيء أرادوه منه , و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا حينئذ : ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة , و لا يموت و في مثانته منها شيء إلا حرمت عليه الجنة , و إن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 438 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 357 - مصورتي ) و الحاكم ( 4 / 147 ) من طريق سعيد بن أبي مريم قال : أنبأنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال : أخبرنا داود ابن صالح عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه : أن أبا بكر الصديق و عمر بن الخطاب و ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكروا أعظم الكبائر , فلم يكن عندهم فيها علم [ ينتهون إليه ] , فأرسلوني إلى #عبد الله بن عمرو بن العاص #أسأله عن ذلك , فأخبرني : إن أعظم الكبائر شرب الخمر . فأتيتهم فأخبرتهم , فأنكروا ذلك , و وثبوا إليه جميعا , [ حتى أتوه في داره ] فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد , تفرد به الدراوردي " . و قال الحاكم - و الزيادة له - : " صحيح على شرط مسلم " ! كذا قال و فيه ما يأتي , و قال المنذري ( 3 / 184 ) : " رواه الطبراني بإسناد صحيح و الحاكم , و قال : صحيح على شرط مسلم " . قلت : كلا , بل هو صحيح فقط , فإن داود بن صالح ليس من رجال مسلم مطلقا , و لذا قال الهيثمي ( 5 / 68 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " , خلا صالح بن داود التمار , و هو ثقة " . و قد رويت القصة الأولى بين امرأة و عابد خيرته بين قتل غلام أو الزنا أو شرب الخمر , فشرب الخمر و زنى و قتل الغلام . روي مرفوعا و موقوفا , و هو المحفوظ كما بينته في تعليقي على " الأحاديث المختار " ( 320 و 349 - 350 ) . و نحو ذلك قصة هاروت و ماروت , و هي مشهورة في كتب التفسير و غيرها , و لا يصح رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما بينته في " السلسلة الأخرى " برقم ( 170 ) . 2696" يا شباب قريش ! احفظوا فروجكم لا تزنوا , ألا من حفظ فرجه فله الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 440 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 6993 - بترقيمي ) و الحاكم ( 4 / 358 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 119 / 2 ) من طريق شداد بن سعيد : حدثنا سعيد ابن إياس أبو مسعود الجريري عن أبي نضرة عن # ابن عباس # رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن الجريري إلا شداد . تفرد به مسلم بن إبراهيم " . قلت : كلا فقد تابعه سعيد بن سليمان : حدثنا شداد بن سعيد الجريري به . أخرجه البيهقي ( 2 / 125 / 2 ) . فالصواب ما قاله أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 100 - 101 ) عقب إسناده إياه من طريق مسلم : " تفرد به شداد " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . قلت : بيض له الذهبي , و أما المنذري فنقل عنه في " الترغيب " ( 3 / 197 ) أنه قال : " صحيح على شرطهما " , و أقره ! و لعله وهم من المنذري رحمه الله , فإن كونه على شرطهما أبعد ما يكون عن الصواب مع مخالفته لما في " المستدرك " , فإن شداد بن سعيد , و هو أبو طلحة الراسبي لم يخرج له البخاري شيئا , و إنما أخرج له مسلم فقط , و في الشواهد كما صرح به الحافظ في " التهذيب " , و فيه كلام من قبل حفظه , و أشار إلى ذلك في " التقريب " بقوله : " صدوق يخطىء " . و قال الذهبي في " الميزان " : " صالح الحديث " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و أما قول الحافظ في " مختصر زوائد البزار " ( 1 / 565 ) : " إسناده صحيح " ! ففيه تساهل ظاهر . و قد أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2756 ) و من طريقه البيهقي ( 2 / 125 / 2 ) : حدثنا أبو طلحة الأعمى عن رجل قد سماه عن ابن عباس به نحوه , و لفظه : " يا فتيان قريش ! لا تزنوا , فإنه من سلم الله له شبابه دخل الجنة " . و أبو طلحة الأعمى إن لم يكن هو الراسبي المتقدم فلم أعرفه , و لعل ( الرجل ) هو معاوية بن قرة , فقد أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 18 ) بسند صحيح عن أبي قتيبة عن شداد أبي طلحة عن معاوية بن قرة عن ابن عباس به نحوه . و أبو قتيبة اسمه سلم بن قتيبة الشعيري ثقة من رجال البخاري , فلعل الراسبي كان له إسنادان في هذا الحديث عن ابن عباس , فحدث تارة بهذا , و تارة بهذا , و كل حدث عنه بما سمع منه , و كل ثقة . و الله أعلم . و في معناه قوله صلى الله عليه وسلم : " من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة " . أخرجه البخاري ( 6474 ) و البيهقي ( 8 / 166 ) و في " الشعب " ( 4 / 235 / 4913 ) من حديث سهل بن سعد و البيهقي أيضا ( 4915 ) من حديث جابر بسند جيد . و لهذا شواهد أخرى حسنة , فانظر " الفتح " ( 11 / 309 ) . ( تنبيه ) : أخرج الحديث أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 18 - 19 ) : حدثنا محمد بن مرزوق : حدثنا زاجر بن الصلت عن الحارث بن عمير عن شداد عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : الحارث بن عمير هو أبو عمير البصري ثم المكي , مختلف فيه جدا , فمن موثق , و من متهم له بالوضع , حتى قال الذهبي في " المغني " : " أنا أتعجب كيف خرج له النسائي " . قلت : لأنه وثقه , و لم يتبين له جرحه , و قال الحافظ : " وثقه الجمهور , و في أحاديثه مناكير , ضعفه بسببها الأزدي و ابن حبان و غيرهما , فلعله تغير حفظه في الآخر " . قلت : و روايته للحديث بهذا الإسناد مخالفا في ذلك مسلم بن إبراهيم , مما يدل على ضعفه , و لذلك غم أمره على جمع ممن تكلم عليه : أولا : قال الهيثمي ( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى , و إسناده منقطع , و فيه من لم أعرفه " . ثانيا : الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي , نقل كلام الهيثمي المذكور في تعليقه على " المطالب العالية " ( 2 / 36 / 1588 ) و أقره ! ثالثا : المعلق على " مسند أبي يعلى " , فإنه قال ( 3 / 19 ) : " إسناده ضعيف جدا , الحارث بن عمير و شيخه مجهولان , و ليس في الرواة عن أبي طلحة من اسمه شداد فيما نعلم , فهو عندنا منقطع " . ثم ذكر كلام الهيثمي , و أقره أيضا ! رابعا : المعلق على " المقصد العلي " ( 2 / 328 ) , و هو حواش قماش مقلد , نقل كلام الهيثمي , و خلاصة كلام المعلق على " أبي يعلى " ! أقول : كل ذلك خطأ , فـ ( الحارث بن عمير ) هو أبو عمير البصري كما تقدم , فقد ذكر المزي في الرواة عنه ( زاجر بن الصلت ) هذا . و شداد الذي لم ينسب في رواية أبي يعلى هو ابن سعيد المنسوب في حديث الترجمة , و كنيته أبو طلحة الراسبي كما تقدم , و هو مذكور في شيوخ ( الحارث بن عمير ) . و قوله في " أبي يعلى " : " عن أبي طلحة " , لعله من أوهام الحارث بن عمير , و الصواب ( شداد أبي طلحة ) بإسقاط حرف ( عن ) بين الاسم و الكنية . و على الصواب وقع في رواية ابن أبي عاصم ( 1535 ) عن زاجر به . و الله أعلم . و زاجر هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 269 ) , و قال أبو زرعة : " لا بأس به " . و وقع لابن حبان فيه وهم فاحش , نبهت عليه في كتابي " تيسير الانتفاع " يسر الله لي إتمامه بمنه و كرمه . 2697" يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله بيده الأخرى , تشخب أوداجه دما , حتى يأتي به العرش , فيقول المقتول لرب العالمين : هذا قتلني . فيقول الله للقاتل : تعست , و يذهب به إلى النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 444 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 95 / 2 - 96 / 1 ) و " الأوسط " ( رقم - 4375 ) : حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أبي عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم عن # ابن عباس # : أنه سأله سائل فقال : يا أبا العباس ! هل للقاتل من توبة ? فقال ابن عباس - كالمتعجب من شأنه - : ماذا تقول ?! فأعاد عليه مسألته , فقال له : ماذا تقول ?! مرتين أو ثلاثا . ثم قال ابن عباس : أنى له التوبة ?! سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن الفضل إلا أبو أويس , تفرد به ابنه إسماعيل " . قلت : و هو من شيوخ الشيخين , لكن في حفظه ضعف . و نحوه أبوه , و اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس , إلا أنه لم يخرج له البخاري , و من فوقه ثقات على شرطهما , فالحديث حسن إن شاء الله تعالى . بل هو صحيح , فقد جاء من طرق أخرى : 1 - فقال شبابة : حدثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ببعض اختصار , و زاد : " قال : فذكروا لابن عباس التوبة , فتلا هذه الآية : *( و من يقتل مؤمنا متعمدا .. )* , قال : و ما نسخت هذه الآية و لا بدلت , و أنى له التوبة " . أخرجه الترمذي ( 2 / 171 ) و النسائي ( 2 / 164 ) . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . 2 - سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس به نحوه , دون قوله : " و أنى له التوبة " . أخرجه النسائي , و أحمد ( 1 / 240 و 294 و 364 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 168 / 2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 241 / 2 ) من طرق عنه . و إسناده صحيح أيضا . و له شاهد من حديث ابن مسعود و هو الآتي بعده . قلت : و قول ابن عباس : " و أنى له التوبة " مشهور عنه من طرق , و الجمهور على خلافه , و قد صح عن ابن عباس ما يدل على تراجعه عنه إلى قول الجمهور , و قد شرحت ذلك تحت الحديث الآتي برقم ( 2799 ) ص ( 711 ) . 2698" يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب ! هذا قتلني . فيقول الله له : لم قتلته ? فيقول : لتكون العزة لك . فيقول : فإنها لي . و يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : إن هذا قتلني . فيقول الله له : لم قتلته ? فيقول : لتكون العزة لفلان ! فيقول : إنها ليست لفلان , فيبوء بإثمه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 445 :
أخرجه النسائي ( 2 / 164 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 114 / 1 ) عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و شقيق بن سلمة هو أبو وائل . و قد رواه وكيع عن الأعمش عن أبي وائل : قال عمرو بن شرحبيل : فذكره مقطوعا ! أخرجه البيهقي . و الحكم لمن رفع و وصل . و قد قال الفيض بن وثيق الثقفي : أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال : أخبرنا عكرمة بن عبد الله البناني عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بالشطر الثاني منه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 755 ) و قال : " لم يروه عن عاصم إلا عكرمة بن عبد الله البناني من أهل البصرة , تفرد به الفيض بن وثيق الثقفي " . قلت : و هو مقارب الحال إن شاء الله تعالى كما قال الذهبي , لكن شيخه عكرمة بن عبد الله البناني لم أجد له ترجمة . ( تنبيه ) : أورد المنذري الحديث في " الترغيب " ( 3 / 203 ) من رواية الطبراني هذه فقط , فأوهم أنه ليس عند أحد من أصحاب السنن , و قلده في ذلك الهيثمي - على عادته - فأورده في " المجمع " ( 7 / 297 ) و أعله بالفيض , و لو تذكر أنه عند النسائي لما أورده لأنه على خلاف شرطه فيه . و ثمة خطأ آخر بالنسبة للمنذري , و هو إيراده رواية الطبراني مع ضعف إسنادها و اختصار متنها , دون رواية النسائي مع صحة إسنادها , و كمال متنها . و المعصوم من عصمه الله تعالى . 2699" يخرج عنق من النار يتكلم يقول : وكلت اليوم بثلاثة : بكل جبار عنيد و بمن جعل مع الله إلها آخر و بمن قتل نفسا بغير نفس , فينطوي عليهم , فيقذفهم في غمرات جهنم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 447 :
أخرجه أحمد ( 3 / 40 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 118 / 2 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 314 - 315 و 315 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4138 ) من طرق عن عطية العوفي عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا به . قلت : و عطية ضعيف , لكنه قد توبع , فقال الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4138 ) من طرق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به . قلت : و عطية ضعيف , لكنه قد توبع , فقال الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 314 ) : حدثنا أحمد بن رشدين قال : حدثنا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني قال : حدثنا موسى بن أعين عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي سعيد الخدري به , دون قوله : " فينطوي عليهم ... " . و أخرجه البزار ( ق 329 / 1 - 2 ) من طرق عن عطية به , و في رواية له من طريق عبد الله بن بشر عن الأعمش عن عطية , بلفظ : " يخرج عنق من النار فيتكلم بلسان طلق ذلق , لها عينان تبصر بهما , و لها لسان تكلم به , فتقول : إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر .. " الحديث , و فيه : " فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام " . قلت : و هو بهذا اللفظ منكر عندي لتفرد عبد الله بن بشر به , و هو عبد الله بن بشر بن التيهان الرقي , و هو مختلف فيه , و قد قال الساجي : عن ابن معين : " عبد الله بن بشر الذي يروي عنه معمر بن سليمان كذاب , لم يبق حديث منكر رواه أحد من المسلمين ( ! ) إلا و قد رواه عن الأعمش " . ذكره في " التهذيب " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " : " يروي عن الأعمش , روى عنه معمر بن سليمان , كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات , و تفرد بأشياء يشهد المستمع لها إذا كان الحديث صناعته أنها مقلوبة " . قلت : فمن قيل فيه مثل هذا الطعن الشديد , لا تطمئن النفس للاحتجاج بخبره عند التفرد , فكيف مع المخالفة ? و إن وثقه بعضهم و منهم ابن حبان نفسه ( 7 / 56 ) فتناقض . و أما لفظ الترجمة فهو عندي حسن إن شاء الله تعالى للمتابعة المذكورة عند الطبراني , فإن إسناده كلهم ثقات رجال البخاري غير أحمد بن رشدين , و هو أحمد ابن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري , وثق و كذب !! <1> و تجد ما قيل فيه في " الميزان " و " اللسان " , و من ذلك تعلم تساهل الهيثمي في تخريج لفظ البزار بقوله ( 10 / 392 ) : " رواه البزار و اللفظ له , و أحمد باختصار , و أبو يعلى بنحوه , و الطبراني في " الأوسط " , و أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال ( الصحيح ) " ! قلت : فسكت عن إسناد البزار , و ما كان ينبغي له , و أطلق على إسناد الطبراني أن رجاله رجال " الصحيح " و قد عرفت ما فيه , و كثيرا ما يفعل ذلك هو و المنذري !! ثم إن الحديث رواه حفص بن غياث عن أشعث بن سوار عن أشعث عن أبي سعيد نحوه . أخرجه البزار , و قال : " لا نعلم أسند أشعث بهذا الإسناد إلا هذا الحديث " . قلت : و أشعث بن سوار مختلف فيه , و أخرج له مسلم في المتابعات , فهو , ممن يستشهد به . لكن شيخه أشعث لم أعرفه . و الله أعلم . هذا و قد صح الحديث من رواية أبي هريرة مرفوعا نحوه , إلا أنه قال : " و بالمصورين " مكان : " و بمن قتل نفسا .. " , و قد مضى تخريجه برقم ( 512 ) .
----------------------------------------------------------- [1] انظر شرح ذلك تحت الحديث المتقدم ( 2692 ) . اهـ . 2700" يا أيها الناس ! إن ربكم واحد و إن أباكم واحد , ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي و لا أحمر على أسود و لا أسود على أحمر إلا بالتقوى *( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* , ألا هل بلغت ? قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : فيبلغ الشاهد الغائب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 449 :
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 100 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 88 / 1 ) من طريق شيبة أبي قلابة القيسي عن الجريري عن أبي نضرة عن # جابر # رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع , فقال : فذكره . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث أبي نضرة عن جابر , لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه " . و قال البيهقي : " في إسناده بعض من يجهل " . قلت : كأنه يشير إلى شيبة أبي قلابة القيسي , فإني لم أجد له ترجمة , و قد أورده الدولابي في " الكنى " ( 2 / 84 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , كما هي عادته على الغالب . و لكنه لم يتفرد به خلافا لما يشعر به كلام أبي نعيم المتقدم , فقد قال أحمد في " المسند " ( 5 / 416 ) : حدثنا إسماعيل : حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة : حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق , فقال : فذكره . و أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( 4 / 44 / 2 ) عن إسماعيل بن إبراهيم به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير من سمع خطبته صلى الله عليه وسلم , فإنه لم يسم , و ذلك مما لا يضر , لأنه صحابي , و الصحابة كلهم عدول كما هو مقرر في علم " مصطلح الحديث " . و لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاقتضاء " ( ص 69 ) : " إسناده صحيح " . و قد توبع إسماعيل , فقال الحارث في " مسنده - زوائده " ( ق 9 / 2 ) : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء : حدثنا سعيد الجريري به . قلت : و هذه متابعة قوية , فإن عبد الوهاب ثقة من رجال مسلم في " صحيحه " . و خالفها أبو المنذر الوراق فقال : عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا به دون الآية و ما بعدها . أخرجه أبو الشيخ في " التوبيخ " ( 259 / 245 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 292 / 1 / 4885 ) و قال : " لم يروه عن الجريري إلا أبو المنذر الوراق , و لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا , لأن أبا المنذر الوراق - و اسمه يوسف بن عطية الباهلي - متروك كما في " التقريب " , لكن قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 84 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و البزار بنحوه .. و رجال البزار رجال ( الصحيح ) " . كذا قال , و قد وقفت على إسناد البزار و لفظه بواسطة " زوائد البزار " للعسقلاني ( ص 248 ) أخرجه من طريق جعفر بن سليمان عن الجريري به , إلا أنه قال : " عن أبي نضرة - قال : و لا أعلمه إلا - عن أبي سعيد .. " . فذكره مرفوعا مختصرا بلفظ : قال في خطبة خطبها : " إن أباكم واحد , و إن دينكم واحد , أبوكم آدم , و آدم خلق من تراب " . و قال البزار : " لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو صحيح , رجاله ثقات رجال الصحيح كما قال الهيثمي , لولا أنه شك الراوي بعض الشيء في صحابيه , و ذلك مما لا يضر , لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم . و الله أعلم . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة , فقال : " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية و تعاظمها بآبائها , فالناس رجلان : رجل بر تقي كريم على الله , و فاجر شقي هين على الله , و الناس بنو آدم , و خلق الله آدم من التراب , قال الله : *( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى .. )* إلى قوله : *( إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )* " . أخرجه الترمذي ( 3266 ) و البيهقي ( 2 / 87 / 2 ) من طريق عبد الله بن جعفر : حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر به , و قال : " حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه . و عبد الله بن جعفر بن جعفر يضعف , ضعفه ابن معين و غيره , و هو والد علي بن المديني " . قلت : قد تابعه موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار به . أخرجه ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 217 ) , و عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 6 / 98 ) لابن أبي شيبة أيضا و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقي في " شعب الإيمان " . قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف أيضا , فلعل أحدهما يتقوى بالآخر . و للحديث شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه مثل حديث ابن عمر , دون الخطبة و الآية , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 312 ) بسند حسن .
2701" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 452 :
أخرجه البخاري في أول كتاب " النكاح - 18 " و مسلم ( رقم - 2741 ) و الترمذي ( 2781 ) و صححه , و ابن ماجه ( 3998 ) و أحمد ( 5 / 200 و 210 ) من طرق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن # أسامة بن زيد بن حارثة [ و سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل ] #عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , و قد رواه غير واحد من الثقات عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم , و لم يذكروا فيه : " عن سعيد بن عمرو بن نفيل " , و لا نعلم أحدا قال : " عن أسامة بن زيد و سعيد بن زيد " غير المعتمر " . قلت : فيه نظر , فإن مسلما بعد أن رواه من طريق المعتمر عن أبيه سليمان , أتبعه بأسانيد أخرى عن أبي خالد الأحمر , و هشيم و جرير قالوا : عن سليمان التيمي ( قال مسلم ) : بهذا الإسناد مثله . قلت : فقوله : " مثله " يستلزم أن تكون رواية هؤلاء الثلاثة مثل رواية المعتمر , أي عن التيمي عن النهدي عن أسامة و سعيد معا . و الله أعلم . تنبيه : الزيادة التي بين المعكوفتين عند مسلم و الترمذي كما يتضح من الكلام السابق , و خفي بعض هذا على صاحب " ذخائر المواريث " , فإنه لم يعزه لمسلم في " مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل " , و إنما عزاه للترمذي وحده ! و لعله يتبع في ذلك أصله : " تحفة الأشراف " , فليراجع فإن يدي لا تطوله الآن , فإني أكتب هذا في ( عمان ) , و لما أنقل مكتبتي إليها , أسأل الله أن ييسر لي ذلك بمنه و كرمه . ثم إني راجعته بحمد الله , فهو في ( 4 / 9 ) منه , رامزا لكونه عند مسلم و الترمذي . و عن أسامة وحده أخرجه ابن حبان أيضا ( 7 / 582 - 583 ) . 2702" أعندكم ما يغنيكم ? قال : لا . قال : فكلوها ( يعني الناقة ) و كانت قد ماتت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 453 :
أخرجه الطيالسي ( رقم - 1653 ) : حدثنا شريك عن سماك عن # جابر بن سمرة # : أن رجلا كانت له ناقة بـ ( الحرة ) فدفعها إلى رجل , و قد كانت مرضت , فلما أرادت أن تموت قالت له امرأته : لو نحرتها و أكلنا منها . فأبى , و أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم و ذكر له ذلك , فقال : فذكره , قال : فأكلنا من ودكها و لحمها و شحمها نحوا من عشرين يوما , ثم لقي صاحبها , فقال له : ألا كنت نحرتها ? قال : إني استحييت منك . و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 5 / 87 و 88 ) . قلت : و هذا إسناد جيد في المتابعات , و هو على شرط مسلم إلا أنه إنما أخرج لشريك متابعة , و قد تابعه جمع : الأول : حماد بن سلمة : حدثنا سماك به , و لفظه : أن رجلا كان مع والده بـ ( الحرة ) فقال له رجل : إن ناقة لي ذهبت , فإن أصبتها فأمسكها . فوجدها الرجل , فلم يجيء صاحبها حتى مرضت . فقالت له امرأته : انحرها حتى نأكلها . فلم يفعل حتى نفقت , فقالت امرأته : اسلخها حتى نقدد لحمها و شحمها . قال : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث مثله . أخرجه أحمد ( 5 / 96 و 104 ) و أبو داود ( 3816 ) و إسناده صحيح على شرط مسلم الثاني : أبو عوانة عن سماك بن حرب به مختصرا بلفظ : " بغل " مكان " ناقة " . أخرجه أحمد ( 5 / 89 و 97 ) - و قال ابنه عبد الله : الصواب : " ناقة " - , و الحاكم ( 4 / 125 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . 2703" كان يتوسد يمينه عند المنام , ثم يقول : رب قني عذابك يوم تبعث عبادك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 454 :
جاء من حديث # البراء بن عازب # رضي الله عنه , من طريق أبي إسحاق السبيعي , و قد اختلف عليه في إسناده على وجوه : الأول : عنه عن عبد الله بن يزيد عن البراء . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( رقم - 252 ) و النسائي في " عمل اليوم " ( 755 ) و أحمد ( 4 / 300 ) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن البراء به . أخرجه النسائي ( 758 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص - 167 ) و الترمذي في " السنن " ( 3396 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه . و روى الثوري هذا الحديث عن أبي إسحاق عن البراء لم يذكر بينهما أحدا . و رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة و رجل آخر عن البراء . و رواه شريك ( و في نسخة : " إسرائيل " , و هو الصواب لما تقدم ) عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء , و عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله " . الثالث : و هو رواية سفيان - و هو الثوري - عن أبي إسحاق عن البراء . و أخرجه النسائي ( 753 ) و أحمد ( 4 / 298 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 167 ) من ثلاث طرق عنه . و قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 115 ) : " و سنده صحيح " . الرابع : رواية شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة و رجل آخر عن البراء . أخرجه أحمد ( 4 / 281 ) : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ... و خالفه أبو داود الطيالسي , فقال ( 1247 - ترتيبه ) : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء . كذا قال , أسقط من الإسناد أبا عبيدة و الرجل الآخر , فلا أدري أهكذا وقعت الرواية للطيالسي , أم ذلك مما سقط من ناسخ " مسنده " ? و أيهما كان فرواية ابن جعفر أصح . الخامس : و قد تابعه يونس بن عمرو عن أبيه عن أبي عبيدة بن عبد الله , إلا أنه قال : عن أبيه قال : فذكره . فجعله من مسند أبيه عبد الله بن مسعود . أخرجه أبو الشيخ من طريق أبي يعلى , و هذا في " مسنده " ( 1682 ) عن يونس بن عمرو قال : قال أبي : و حدثني البراء - فأسقط الوسائط بينه و بين البراء - مثل رواية سفيان و زائدة . و أخرجه من طريق أبي يعلى هكذا ابن حبان أيضا ( 2350 ) و سنده جيد . ثم أخرجه ( 2351 ) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق .. قلت : فهذا اختلاف شديد على أبي إسحاق , و غالب الظن أنه منه نفسه , لأنه كان اختلط , لكن سفيان و شعبة رويا عنه قبل الاختلاط , فروايتهما أصح , و الراجح من روايتيهما رواية سفيان , لأنه قد تابعه عليها جمع , منهم يونس بن أبي إسحاق , و قد صرح في روايته بسماع أبيه عمرو من البراء . فاتصل الإسناد , و صح الحديث . و الحمد لله . و له شاهد من حديث سواء عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به . أخرجه أبو داود ( 5045 ) و النسائي ( 761 ) و إسناده حسن . و كذا ابن السني ( 733 و 734 و 337 ) . و آخر من حديث حذيفة به . أخرجه أحمد ( 5 / 382 ) و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 6314 ) دون ذكر " اليمنى " , و كذا الترمذي ( 3395 ) و قال : " حديث حسن صحيح " . و خفيت هذه الزيادة على الحافظ فلم يعزها لأحمد ! 2704" قوله : *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )* , *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )* , *( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )* , قال : هي في الكفار كلها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 457 :
أخرجه أحمد ( 4 / 286 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن # البراء بن عازب # عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و الحديث دليل صريح في أن المقصود بهذه الآيات الثلاث الكفار من اليهود و النصارى و أمثالهم الذين ينكرون الشريعة الإسلامية و أحكامها , و يلحق بهم كل من شاركهم في ذلك و لو كان يتظاهر بالإسلام , حتى و لو أنكر حكما واحدا منها . و لكن مما ينبغي التنبه له , أنه ليس كذلك من لا يحكم بشيء منها مع عدم إنكاره ذلك , فلا يجوز الحكم على مثله بالكفر و خروجه عن الملة لأنه مؤمن , غاية ما في الأمر أن يكون كفره كفرا عمليا . و هذه نقطة هامة في هذه المسألة يغفل عنها كثير من الشباب المتحمس لتحكيم الإسلام , و لذلك فهم في كثير من الأحيان يقومون بالخروج على الحكام الذين لا يحكمون بالإسلام , فتقع فتن كثيرة , و سفك دماء بريئة لمجرد الحماس الذي لم تعد له عدته , و الواجب عندي تصفية الإسلام مما ليس منه كالعقائد الباطلة , و الأحكام العاطلة , و الآراء الكاسدة المخالفة للسنة , و تربية الجيل على هذا الإسلام المصفى . و الله المستعان . و قد مضى الكلام على هذه المسألة الهامة بشيء من التفصيل المفيد إن شاء الله تعالى تحت الحديث المتقدم ( 2552 ) . 2705" كان يصلي قبل الظهر أربعا يطيل فيهن القيام و يحسن فيهن الركوع و السجود , فأما ما لم يكن يدع صحيحا و لا مريضا و لا غائبا و لا شاهدا , فركعتين قبل الفجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 458 :
أخرجه أحمد ( 6 / 43 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 7610 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 284 - 285 ) مختصرا من طريق قابوس عن أبيه قال : أرسل أبي امرأة إلى #عائشة #يسألها : أي الصلاة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يواظب عليها ? قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير قابوس - و هو ابن أبي ظبيان - و فيه لين كما في " التقريب " . لكنه قد توبع , فقال الطيالسي في " مسنده " ( رقم - 524 - ترتيبه ) : حدثنا قيس بن الربيع عن أبي ظبيان عن أم جعفر قالت : سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقالت : فذكره . قلت : و قيس هذا لين مثل قابوس , فأحدهما يقوي الآخر . و أم جعفر هذه , الظاهر أنها المرأة المذكورة في الرواية الأولى و لم أعرفها , و قد جاء في كنى النساء من " التهذيب " ( أم جعفر ) , ثم أحال إلى ترجمة أم عون . و قال هناك : " أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية , و يقال : أم جعفر زوجة محمد ابن الحنفية , و أم ابنه عون . روت عن جدتها أسماء بنت عميس , و عنها ابنها عون , و أم عيسى الجزار , و يقال الخزاعية " . و الحديث عندي صحيح , فإنه ثابت مفرقا من طرق عن عائشة , فصلاة الأربع في " صحيح مسلم " عنها , و قد خرجته في التعليق على " مختصر الشمائل " ( رقم - 280 ) و أما ركعتا الفجر , فقد صح عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدعهما , عند البخاري و غيره , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1179 ) . و زاد البخاري في رواية : " أبدا " . و أما إطالة القيام في الأربع , فقد وجدت له شاهدا من حديث علي بلفظ : " كان يصلي قبل الظهر أربعا , يصليها عند الزوال , و يمد فيها " . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 289 ) عن مسعر بن كدام عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عنه . و هذا إسناد حسن إن كان مسعر سمعه من أبي إسحاق - و هو السبيعي - فإنه كان اختلط . و قد أخرجه الترمذي و غيره من طريق شعبة و غيره عن أبي إسحاق به , دون قوله : " و يمد فيها " . انظر " الشمائل " ( رقم - 281 و 289 ) . 2706" بعثني إلى [ قومي ] ( باهلة ) , [ فانتهيت إليهم و أنا طاو ] , فأتيت و هم على الطعام , ( و في رواية : يأكلون دما ) , فرجعوا بي و أكرموني , [ قالوا : مرحبا بالصدي بن عجلان , قالوا : بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل . قلت : لا و لكن آمنت بالله و برسوله , و بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض عليكم الإسلام و شرائعه ] و قالوا : تعال كل . فقلت : [ ويحكم إنما ] جئت لأنهاكم عن هذا , و أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيتكم لتؤمنوا به , [ فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ] , فكذبوني و زبروني , [ فقلت لهم : ويحكم ائتوني بشيء من ماء فإني شديد العطش . قال : و علي عمامتي , قالوا : لا و لكن ندعك تموت عطشا ! ] , فانطلقت و أنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد . [ قال : فاغتممت , و ضربت رأسي في العمامة ] فنمت [ في الرمضاء في حر شديد ] فأتيت في منامي بشربة من لبن [ لم ير الناس ألذ منه , فأمكنني منها ] , فشربت و رويت و عظم بطني . فقال القوم : أتاكم رجل من خياركم و أشرافكم فرددتموه , فاذهبوا إليه فأطعموه من الطعام و الشراب ما يشتهي . فأتوني بطعام ! قلت : لا حاجة لي في طعامكم و شرابكم , فإن الله قد أطعمني و سقاني , فانظروا إلى الحال التي أنا عليها , [ فأريتهم بطني ] , فنظروا , فآمنوا بي و بما جئت به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , [ فأسلموا عن آخرهم ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 460 :
هو من حديث # أبي أمامة # رضي الله عنه يرويه عنه أبو غالب , و له عنه ثلاث طرق : الأولى : عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى باهلة .. الحديث . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8099 ) : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق حدثنا أبي حدثنا حسين بن واقد . قلت : و هذا إسناد حسن للخلاف المعروف في أبي غالب . الثانية : عن صدقة بن هرمز القسملي عن أبي غالب نحوه , و فيه الزيادة الأولى و الثانية , و الرواية الثانية و غيرها . أخرجه الطبراني ( 8073 ) و أبو يعلى أيضا كما في " الإصابة " , و سكت عليه , و الحاكم ( 3 / 641 - 642 ) و سكت عليه أيضا , و تعقبه الذهبي بقوله : " و صدقة ضعفه ابن معين " . قلت : و وثقه ابن حبان , فمثله يستشهد به . الثالثة : عن بشير بن سريج عن أبي غالب به نحوه . و فيه الزيادة الثالثة و الرابعة و الخامسة و غيرها . أخرجه الطبراني ( 8074 ) . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 387 ) : " و فيه بشير بن سريج و هو ضعيف " , و قال في الطريق الأولى و الثانية : " رواه الطبراني بإسنادين , و إسناد الأول حسن " . 2707" من كان ذبح - أحسبه قال - قبل الصلاة فليعد ذبحته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 461 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1205 - كشف الأستار ) : حدثنا محمد بن مرداس الأنصاري : حدثنا بكر بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم أضحى : .. فذكره , و قال : " لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه , و لا رواه عن محمد بن عمرو إلا بكر , و بكر مشهور بالسيرة , سمع من ابن إسحاق المبتدأ و المبعث " . قلت : قد روى عنه جمع من الثقات , فهو كما قال الذهبي : لا بأس به , و أقره العسقلاني , و ذكر أن ابن حبان ذكره في " الثقات " , و هو فيه ( 8 / 148 ) . و مثله محمد بن مرداس الأنصاري , فقد روى عنه جماعة من الأئمة , منهم البخاري في " جزء القراءة " , و ذكره أيضا ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 107 ) و من فوقهما معروفون , فالإسناد حسن , بل هو صحيح لأن له شواهد كثيرة , سأذكر بعضها إن شاء الله تعالى . و الحديث قال الهيثمي ( 4 / 24 ) : " رواه البزار , و فيه بكر بن سليمان البصري , وثقه الذهبي , و روى عنه جماعة , و بقية رجاله موثقون " . و من شواهده ما روى حماد بن سلمة : أنبأنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أن رجلا ذبح قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم عتودا جذعا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجزي عن أحد بعدك " , و نهى أن يذبحوا حتى يصلوا . أخرجه أحمد ( 3 / 364 ) و الطحاوي ( 4 / 172 - مصر ) و أبو يعلى ( 2 / 492 ) و عنه ابن حبان ( 1051 ) . و هو على شرط مسلم , لكن أبو الزبير مدلس , إلا أنه قد صرح بالتحديث في غير هذه الرواية , فقال الإمام أحمد ( 3 / 324 ) : حدثنا محمد بن بكر أنبأنا ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بالمدينة , فتقدم رجلان فنحروا و ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبله أن يعيد بنحر آخر , و لا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم . و تابعه عبد الرزاق : أنبأنا ابن جريج به مسلسلا بالتحديث و السماع . أخرجه عنه أحمد أيضا ( 3 / 294 ) . و أخرجه الطحاوي ( 4 / 171 ) من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج به . و رواه مسلم ( 6 / 77 ) من طريق ابن بكر فقال : حدثني محمد بن حاتم : حدثنا محمد ابن بكر به مسلسلا أيضا بالتحديث . و قد جاء الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من حديث البراء بن عازب و أنس بن مالك و جندب بن سفيان , و هي مخرجة في " إرواء الغليل " ( 4 / 366 - 368 ) , فليراجعها من شاء . ( فائدة و تنبيه هام ) : قوله : ( عتودا جذعا ) : العتود هو الصغير من أولاد المعز إذا قوي و رعى و أتى عليه حول , و الجمع : ( أعتدة ) . و ( الجذع ) من المعز ما دخل في السنة الثانية , و من الضأن ما تمت له سنته , و قيل أقل منها كما في " النهاية " . ففي حديث جابر الشاهد فائدتان : الأولى : ما في حديث الترجمة أنه لا يجوز أن يضحي قبل صلاة العيد , و أن من فعل ذلك فعليه أضحية أخرى . و الأخرى : أن الجذع من المعز لا يجوز في الأضحية , و هذا بخلاف الجذع من الضأن , فإنه يجزي لأحاديث صحيحة وردت في ذلك صريحة , خرجت بعضها في " الإرواء " , و " صحيح أبي داود " ( 2494 ) و غيرهما . و لا يعكر على ذلك حديث جابر الآخر بلفظ : " لا تذبحوا إلا مسنة , إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن " , لأنه من رواية أبي الزبير معنعنا عنه في كل الطرق , ليس في شيء منها تصريحه بالتحديث , و لا هو من رواية الليث بن سعد عنه كما كنت بينته في " الضعيفة " ( 65 ) , ثم في " الإرواء " ( 1145 ) , و أكدت ذلك أخيرا في " ضعيف أبي داود " ( 485 ) . و الذي أريد أن أنبه عليه هنا بهذه المناسبة أن بعض الطلبة الطيبين من الباكستانيين في مكة , كان كتب إلي بتاريخ ( 3 / 12 / 1399 ) خلاصة نقاش جرى بينه و بين أحد الأثريين في الباكستان , دار حول تضعيفي لحديث جابر هذا في المسنة في " الأحاديث الضعيفة " تحت الحديث ( 65 ) , فاحتج عليه الطالب بالعنعنة , و ما كنت نقلته عن العلماء و موقفهم من المدلسين . فرد عليه الأثري بأنه قد صرح بالتحديث في روايته عند أبي عوانة في " مسنده " ( 5 / 228 ) فإنه قال بعد أن أسند الحديث من طرق عن زهير عن أبي الزبير عن جابر : " رواه محمد بن بكر عن ابن جريج : حدثني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول .. فذكر الحديث " . أقول : و قد أجبت عن هذه الشبهة بأن هذا الإسناد الذي فيه تصريح أبي الزبير بالتحديث معلق منقطع لا تقوم به حجة . ذكرت هذا في " ضعيف أبي داود " ( 485 ) . ثم بدا لي شيء آخر هام جدا , فوجب التنبيه عليه , ألا و هو : أن هذا الإسناد المعلق - الذي اغتر به ذلك الأثري - ليس لهذا الحديث الذي ضعفته بالعنعنة , و إنما هو لحديث آخر عن جابر , و هو المتقدم آنفا شاهدا لحديث الترجمة من رواية محمد بن بكر .. بسنده المتصل عن أبي الزبير أنه سمع جابرا .. و إليك البيان : لقد ساق مسلم في " كتاب الأضاحي " ( 6 / 77 ) حديثين على التعاقب من رواية أبي الزبير عن جابر : الأول : حديثه في المسنة , و الآخر : حديثه في النحر المتقدم و من المعلوم عند النابغين العارفين بهذا الفن أن " مسند أبي عوانة " إنما هو مستخرج على " صحيح مسلم " , يخرج فيه أحاديثه بأسانيد له إلى شيخ مسلم أو من فوقه إذا تيسر له و هو الغالب , و هذا ما فعله أبو عوانة في الحديث الأول , فإنه أخرجه بأسانيد له عن زهير عن أبي الزبير عن جابر . و أما الحديث الآخر فليس له ذكر في مسنده , و المفروض أن يكون مخرجا فيه بإسناده عن أبي الزبير , أو عن ابن جريج عنه , فالظاهر أنه سقط من الناسخ أو الطابع , و بقي إسناده المعلق . و هو قوله : " رواه محمد بن بكر .. " إلخ , فرجع ضمير " رواه " إلى الحديث الأول : حديث المسنة , فوقع الإشكال ! و هو في الحقيقة ينبغي أن يعود إلى الحديث الآخر : حديث النحر , هذا هو الذي يقتضيه ما تقدم من البيان و التحقيق مما يحصل به غلبة الظن في سقوط الحديث من مطبوعة " مسند أبي عوانة " , و اليقين إنما يتحقق بالرجوع إلى المجلد الثامن المخطوط المحفوظ في ظاهرية دمشق ( حديث - 274 ) , فإن فيه كتاب الأضاحي , و لعلنا نحصل على صورة منه , فإن يدي لا تطوله الآن , فإني أكتب هذا و أنا في داري التي بنيتها منذ نحو سنتين في ( عمان - الأردن ) . 2708" إن في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح سائر جسده و إذا فسدت فسد سائر جسده , ألا و هي القلب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 465 :
أخرجه أبو داود الطيالسي في " المسند " ( 788 ) : حدثنا شعبة عن مجالد عن الشعبي عن # النعمان بن بشير # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا حديث صحيح , رجاله ثقات مشهورون من رجال الشيخين غير مجالد - و هو ابن سعيد - , و فيه ضعف من قبل حفظه , و هو صدوق في ذات نفسه , و قد توبع كما يأتي , فدل ذلك على أنه قد حفظه , فهو من صحيح حديثه . و قد رواه الطبراني في " الصغير " ( 890 - الروض ) من طريق أخرى عن شعبة . و قد توبع شعبة فيه , فقال أحمد ( 4 / 274 ) و الحميدي ( 2 / 409 ) : حدثنا سفيان قال : حدثنا مجالد قال : سمعت الشعبي يقول : سمعت النعمان بن بشير يقول : .. فذكره بلفظ : " [ إن ] في الإنسان مضغة .. " الحديث نحوه , و السياق للحميدي , و الزيادة لأحمد . و أما متابعة مجالد , فقال أحمد ( 4 / 270 ) : حدثنا يحيى بن سعيد عن زكريا قال : حدثنا عامر قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول : .. فذكره في آخر حديث : " إن الحلال بين , و الحرام بين .. " الحديث . و فيه : " ألا و إن في الإنسان مضخة إذا صلحت .. " الحديث . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه بتمامه بلفظ " الجسد " مكان " الإنسان " , و ما قبله مخرج في " غاية المرام " برقم ( 20 ) . و كان الحامل على تخريج حديث الترجمة هنا أمرين : الأول : أنني رأيت الحديث في " النهاية " بلفظ الترجمة , أورده في مادة ( مضغ ) مفسرا إياه بقوله : " يعني القلب لأنه قطعة لحم من الجسد " . فخشيت أن يكون غير محفوظ , لأن الثابت المعروف في الصحيحين و غيرهما إنما هو بلفظ " الجسد " كما تقدم , فتتبعت روايات الحديث في دواوين السنة حتى وجدت الحديث في " المسند " بلفظ الإنسان " , و هو شاهد قوي لحديث الترجمة , و بمعناه لفظ " الشيخين " : الجسد " , خلافا لأحد الأطباء المعاصرين كما يأتي بيانه . و الآخر : أنني اجتمعت مع أحد الأطباء هنا في ( عمان ) , فأخذ يحدثني ببعض اكتشافاته الطبية - و زملاؤه من الأطباء في ريب منها كما أفاد هو - منها أن بجانب السرة من كل شخص مضغة صغيرة هي سبب الصحة و المرض , و أنه يعالج هو بها الأمراض , و أنها هي المقصودة - زعم - بقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : " إذا صلحت .. " , فلما عارضته بقوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : " ألا و هي القلب " . قال : " هذه الزيادة غير صحيحة " . قلت : كيف و هي في الحديث عند البخاري ?! قال : هل البخاري معصوم ? قلت : لا , و لكن تخطئته لابد لها من دليل , ببيان ما يدل على ما ذكرت من ضعفها . قال : هي مدرجة ! قلت : من قال ذلك من علماء الحديث , فإن لكل علم أهله المتخصصين به . قال : سمعت ذلك من أحد كبار علماء الحديث في مصر . و قد سماه يومئذ , و لم أحفظ اسمه جيدا . فقلت : إن كان قال ذلك فهو دليل على أنه ليس كما وصفته في العلم بالحديث , فإنه مجرد دعوى لم يسبق إليها , و لا دليل عليها . ثم قلت له : يبدو من كلامك أنك تفهم بالحديث أنه يعني الصلاح و الفساد الماديين ? قال : نعم . قلت له : هذا خطأ آخر , ألا تعلم أن الحديث تمام حديث أوله : " إن الحلال بين و الحرام بين .. " الحديث , و فيه : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه " الحديث , فهذا صريح في أنه في الصلاح و الفساد المعنويين . فلم يجب عن ذلك بشيء سوى أنه قال : لو أراد ذلك لقال : " ألا و إن في الإنسان .. " مكان " الجسد " ! قلت : هذا غير لازم , فإنهما بمعنى واحد , و بذلك فسره العلماء , فيجب الرجوع إليهم , و ليس إلى الأطباء ! و لم أكن مطلعا يومئذ على هذا اللفظ الذي أنكره , فبادرت إلى تخريجه بعيد وقوفي عليه , لعل في ذلك ما يساعده و أمثاله على الرجوع إلى الصواب . و الله الهادي . و قد جرنا الحديث إلى التحدث عن القلب و أنه مقر العقل و الفهم , فأنكر ذلك , و ادعى أن العقل في الدماغ , و أن القلب ليس له عمل سوى دفع الدم إلى أطراف البدن . قلت : كيف تقول هذا و قد قال الله تعالى في الكفار : *( لهم قلوب لا يفقهون بها )* , و قال : *( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور )* ?! فحاول تأويل ذلك على طريقة بعض الفرق الضالة في تعطيل دلالات النصوص , و قلت له : هذه يا دكتور قرمطة لا تجوز , ربنا يقول : *( القلوب التي في الصدور )* لا في الرؤوس ! و أقول الآن : من فوائد الحديث قول الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 1 / 128 - 129 ) : " و فيه تنبيه على تعظيم قدر القلب و الحث على صلاحه , و الإشارة إلى أن لطيب الكسب أثرا فيه , و المراد المتعلق به من الفهم الذي ركبه الله فيه . و يستدل به على أن العقل في القلب . و منه قوله تعالى : *( فتكون لهم قلوب يعقلون بها )* , و قوله تعالى : *( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب )* . قال المفسرون : أي عقل , و عبر عنه بالقلب لأنه محل استقراره " . ثم إن تلك الزيادة التي أنكرها الطبيب المشار إليه يشهد لها آيات كثيرة في القرآن الكريم , جاء فيها وصف القلب بالإيمان و الاطمئنان و السلامة , و بالإثم , و المرض و الختم و الزيغ و القسوة , و غير ذلك من الصفات التي تبطل دعوى أنه ليس للقلب وظيقة غير تلك الوظيفة المادية من ضخ الدم . فأسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من المرض و الزيغ , و اتباع جهل الجاهلين من الكفار و غيرهم . 2709" إني أمرت أن أغير اسم هذين , فسماهما حسنا و حسينا . قاله لما ولدا و سماهما علي : حمزة و جعفر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 469 :
أخرجه أحمد في " المسند " ( 1 / 159 ) و في " فضائل الصحابة " ( 2 / 712 / 1219 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 147 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 2780 ج1 ) و الحاكم ( 4 / 277 ) من طرق عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن # علي #قال : لما ولد الحسن سماه حمزة , فلما ولد الحسين سماه بعمه ( جعفر ) قال : فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره , و قال عقب قوله : ( هذين ) : فقلت : الله و رسوله أعلم " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : قال أبو حاتم : العلاء منكر الحديث " . قلت : هو الراوي للحديث عن عبيد الله بن عمرو عند الحاكم , لكنه قد توبع عند الآخرين كما أشرت إلى ذلك بقولي : " من طرق " , فالسند حسن , رجاله ثقات , و في ابن عقيل كلام لا يضر , و لذلك قال الهيثمي ( 8 / 52 ) : " .. و حديثه حسن , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و أخرجه البزار ( 2 / 415 / 1996 ) من طريق أخرى عن ابن عقيل به نحوه , و قال : " لا نعلمه بلفظه و لا معناه إلا عن ابن الحنفية عن علي " . قلت : و قد خالف الطرق كلها العلاء الرقي عند الحاكم فقال : " .. ابن عقيل عن أبيه " بدل قوله : " .. عن محمد بن علي " , و هو ابن الحنفية , و ذلك مما يدل على ضعف الرقي , لكن متن الحديث ثابت برواية الجمع كما ذكرنا , و صحح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " ( 4 / 351 ) و ذلك من تساهله الذي عرف به , ثم قال : " و لكنه يعارضه ما مضى ( 769 و 953 ) في تسميتهما , و لعل ما مضى أرجح " . يشير إلى حديث هانىء بن هانىء عن علي .. نحوه , و فيه : أنه سمى كلا منهما عند ولادتهما : ( حربا ) . و هذا الإسناد ضعيف عندي كما بينته في " الضعيفة " ( 3706 ) . فالراجح حديثنا هذا . و له شاهد من حديث سورة بنت مشرح تكلمت عليه في المصدر المذكور .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 298 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 4904 ) من طريق الجراح بن مخلد : أخبرنا اليمان بن نصر صاحب الدقيق قال : أخبرنا عبد الله بن سعد المدني قال : أخبرنا محمد بن المنكدر قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن # أبي سعيد الخدري # قال : رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة , و كأن الشجرة تقرأ *( ص )* : فلما أتت على السجدة سجدت , فقالت في سجودها : " اللهم اكتب لي بها أجرا , و حط عني بها وزرا , و أحدث لي بها شكرا , و تقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته " . فلما أصبحت غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك , فقال : سجدت أنت يا أبا سعيد ? فقلت : لا , قال : ( فذكره ) , فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة *( ص )* حتى أتى على السجدة , فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها . و قال الطبراني عقبه - و السياق له - : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد , تفرد به اليمان بن نصر " . قلت : أعله به الهيثمي فقال ( 2 / 285 ) : " قال الذهبي : مجهول " . قلت : هو تابع في ذلك لابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 311 ) عن أبيه . لكن قال الحافظ في " اللسان " : " و ذكره ابن حبان في " الثقات " فقال : الكعبي , من أهل البصرة , يروي عن شيخ عن محمد بن المنكدر . روى عنه يعقوب بن سفيان . و ذكر ابن أبي حاتم في الرواة عنه محمد بن مرزوق و الجراح بن مليح " . قلت : ليس في ابن أبي حاتم ذكر الجراح هذا . فالله أعلم . و قد روى عنه عمرو بن علي هذا الحديث مختصرا جدا في " تاريخ البخاري " ( 1 / 1 / 147 ) . و أقول : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى لرواية ثلاثة من الثقات عنه , فإعلاله بمن فوقه أولى , كشيخه عبد الله بن سعد المدني , فإني لم أجد له ترجمة , و قد وقع اسمه في ترجمة اليمان من " الجرح و التعديل " : " عبد الله بن أبي سعيد المدني " , و قال المعلق عليه : " ك " سعد " خطأ " . و لعل ما خطأه هو الصواب لمطابقته لما في الكتابين : " مسند أبي يعلى " , و " المعجم الأوسط " . و شيخ شيخه " محمد بن عبد الرحمن بن عوف " أورده البخاري في " التاريخ " , و ابن أبي حاتم في كتابه برواية ابن المنكدر و ابنه عبد الواحد عنه , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " من روايتهما عنه . قلت : فعلة هذا الإسناد عندي عبد الله . لكن للحديث طريق أخرى و شاهد يتقوى بهما إن شاء الله تعالى . أما الطريق فقال عبد الرزاق في " المصنف " ( 3 / 337 / 5869 ) : عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن بكر بن عبد الله المزني : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! رأيت كأن رجلا يكتب القرآن و شجرة حذاءه , فلما مر بموضع السجدة التي في *( ص )* سجدت , و قالت : " اللهم أحدث لي بها شكرا , و أعظم لي بها أجرا , و احطط بها وزرا " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق من الشجرة " . و هذا إسناد صحيح مرسل , و قد جاء موصولا مختصرا من طرق عن حميد الطويل قال : حدثني بكر أنه أخبره : أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب *( ص )* , فلما بلغ إلى سجدتها قال : رأى الدواة و القلم و كل شيء بحضرته انقلب ساجدا , قال : فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم , فلم يزل يسجد بها بعد . أخرجه أحمد ( 3 / 78 و 84 ) من طريق يزيد بن زريع و ابن أبي عدي , و الحاكم ( 2 / 432 ) من طريق حماد بن سلمة , ثلاثتهم عن حميد به . سكت عنه الحاكم , و قال الذهبي : " على شرط مسلم " . قلت : هو كذلك بل هو على شرط الشيخين لولا أن ظاهره الإرسال لقوله : أن أبا سعيد .. و يؤيد ذلك رواية هشيم : أنبأنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله قال : أخبرني مخبر عن أبي سعيد قال : فذكره , إلا أنه قال : فعدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته , فأمر بالسجود فيها . أخرجه البيهقي ( 2 / 320 ) . لكن يمكن أن يقال : إن هذه الرواية شاذة لمخالفتها لرواية الثقات الثلاثة , لكن هذه نفسها ليست متصلة كما ذكرنا . و الله أعلم . و أما الشاهد فالدعاء فيه بلفظ : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا و اجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا , و اقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود " . أخرجه الترمذي ( 579 و 3420 ) و ابن ماجه ( 1 / 325 ) و ابن حبان ( 691 ) من طريق ابن خزيمة , و الحاكم ( 1 / 219 ) و البيهقي ( 2 / 320 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11 / 149 / 11262 ) كلهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس قال : حدثني حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال : قال لي ابن جريج : يا حسن ! حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة , فرأيت كأني قرأت سجدة , فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي , فسمعتها و هي تقول : " اللهم اكتب ... " إلخ . قال ابن عباس : " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة , فسمعته و هو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة " . و السياق لابن حبان , و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح , رواته مكيون , لم يذكر واحد منهم بجرح " . و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من عجائبه , فإنه قال في ترجمة الحسن هذا من " الميزان " : " قال العقيلي : لا يتابع عليه . و قال غيره : فيه جهالة , ما روى عنه سوى ابن خنيس " . و قال في " الكاشف " : " غير حجة " . و أما الترمذي فقد قال في الموضعين : " حديث غريب , لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . لكن زاد في الموضع الأول في نسخة : " حسن " . و لعلها زيادة غير ثابتة , فإن الحافظ لم ينقل في ترجمة الحسن من " التهذيب " عن الترمذي إلا أنه استغربه , و كذلك فعل التبريزي في " المشكاة " ( 1036 ) و هو اللائق بحال إسناده كما عرفت , و يؤكده قول الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 114 ) : " و ضعفه العقيلي بالحسن بن محمد .. فقال : فيه جهالة " . و قد توبع ابن جريج على بعضه , فروى عبد الرزاق ( 5868 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 8 ) عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس سئل : في ( ص ) سجدة ? قال : نعم *( أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده )* . و سنده صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 3421 و 4807 ) و المصنفان أيضا , و البيهقي ( 2 / 219 ) من طريق مجاهد قال : سئل ابن عباس .. إلخ . و بالجملة , فحديث الترجمة حسن على أقل الدرجات بالطريق الأخرى و الشاهد , لاسيما و قد صحح شاهده الحاكم و غيره كما تقدم , بل و ذكر الحافظ في " التهذيب " عن الخليلي أنه قال فيه : " حديث غريب صحيح " . و لعله لذلك قال النووي في " المجموع " ( 4 / 64 ) : " رواه الترمذي و غيره بإسناد حسن " . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2711" ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد , فيستهل صارخا من مس الشيطان , غير مريم و ابنها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 475 :
أخرجه البخاري ( 3431 و 4548 ) و مسلم ( 7 / 96 ) و أحمد ( 2 / 233 و 274 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 3 / 160 - 161 ) من طريق سعيد بن المسيب عن #أبي هريرة #: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . ثم يقول أبو هريرة : *( و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم )* . و السياق للبخاري . و تابعه الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد , غير عيسى ابن مريم , ذهب يطعن فطعن في الحجاب " . أخرجه البخاري ( 3286 ) و أحمد ( 2 / 523 ) و ابن جرير ( 3 / 161 ) . و تابعه أبو يونس سليمان مولى أبي هريرة مرفوعا مختصرا نحوه . أخرجه مسلم , و ابن جرير . و تابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مختصرا بلفظ : " صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان " . رواه مسلم , و ابن جرير من طريق قيس عن الأعمش عن أبي صالح به , نحو رواية سعيد و تابعه عجلان مولى المشعل عن أبي هريرة به نحو رواية الأعرج , لكنه ذكر مريم ابنة عمران و ابنها عيسى عليها السلام , دون قوله : " ذهب يطعن .. " . أخرجه أحمد ( 2 / 288 و 292 و 319 ) و ابن جرير . و إسناده جيد . و تابعه عبد الرحمن أبو العلاء عن أبي هريرة بلفظ : " كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان بحضنيه إلا ما كان من مريم و ابنها , ألم ترو إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ ? قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : فذاك حين يلكزه الشيطان بحضنيه " . أخرجه أحمد ( 2 / 368 ) . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و تابعه يزيد بن عبد الله بن قسيط عنه مثل رواية سعيد . أخرجه ابن جرير . و رجاله ثقات . و تابعه أبو سلمة عن أبي هريرة مثل رواية أبي يونس . أخرجه ابن جرير . 2712" لم آتكم إلا بخير , أتيتكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له و تدعوا عبادة اللات و العزى , و تصلوا في الليل و النهار خمس صلوات , و تصوموا في السنة شهرا , و تحجوا هذا البيت , و تأخذوا من مال أغنيائكم , فتردوها على فقرائكم . لقد علم الله خيرا , و إن من العلم ما لا يعلمه إلا الله , خمس لا يعلمهن إلا الله : *( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 477 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1084 ) و أحمد ( 5 / 368 - 369 ) من طريقين عن منصور عن # ربعي بن حراش # قال : حدثني رجل من بني عامر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أألج ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية : " اخرجي فقولي له : قل : السلام عليكم , أأدخل , فإنه لم يحسن الاستئذان " . قال : فسمعتها قبل أن تخرج إلي الجارية , فقلت : السلام عليكم , أأدخل ? فقال : " و عليك , ادخل " . قال : فدخلت فقلت : بأي شيء جئت ? فقال : فذكر الحديث إلى قوله : " .. فقرائكم " قال : فقلت له : هل من العلم شيء لا تعلمه ? قال : " لقد علم الله .. " الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين غير الرجل العامري , و هو صحابي فلا يضر الجهل باسمه , فإن الصحابة عدول كما هو مذهب أهل الحق . و روى منه أبو داود طرفه الأول دون حديث الترجمة , و لذلك خرجته هنا , و قد مضت روايته في المجلد الثاني برقم ( 819 ) بلفظ : " اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان , فقل له : قل السلام عليكم , أأدخل ? " . و فيه دليل صريح على أن من أدب الاستئذان في الدخول البدء بالسلام قبل الاستئذان , و في ذلك أحاديث أخرى بعضها أصرح من هذا , تقدمت هناك ( 816 - 818 ) . و يؤيده ما رواه البخاري في " أدبه " ( 1066 ) بسند صحيح عن عطاء عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال : " لا يؤذن له حتى يبدأ بالسلام " . و في رواية له ( 1067 و 1083 ) بإسناد أصح عن عطاء قال : سمعت أبا هريرة يقول : إذا قال : أأدخل ? و لم يسلم , فقل : لا حتى تأتي بالمفتاح . قلت : السلام ? قال : نعم . و ما أخرجه أحمد ( 1 / 448 ) بسند صحيح عن رجل عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه قال : " إني بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار : السلام عليكم , آلج ? قلت : عليكم السلام , فلج . فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود .. " . ففي هذا تنبيه على أن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للعامري أدب الاستئذان ليس مقصودا بذاته قوله : " أألج ? " , و إنما هو عدم ابتدائه إياه بالسلام خلافا لما سمعته من بعض الخطباء الفضلاء . و يزيده تأييدا و قوة ما رواه عبد الرزاق ( 10 / 382 / 19427 ) بسند صحيح عن ابن سيرين قال : استأذن أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أدخل ? و لم يسلم : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أهل البيت : مروه فليسلم . فسمعه الأعرابي , فسلم , فأذن له . 2713" إنكم مدعوون [ يوم القيامة ] مفدمة أفواهكم بالفدام , ثم إن أول ما يبين ( و قال مرة : يترجم , و في رواية : يعرب ) عن أحدكم لفخذه و كفه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 479 :
أخرجه النسائي في " الكبرى " ( 6 / 439 ) و الحاكم ( 4 / 600 ) و أحمد ( 5 / 4 و 5 ) و السياق له , و كذا عبد الرزاق في " المصنف " ( 20 / 130 / 20115 ) و الحسن المروزي في " زوائد الزهد " ( 350 / 987 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 19 / 407 - 409 ) و البغوي في " التفسير " ( 7 / 25 ) من طرق عن بهز ابن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و قال ابن عبد البر في ترجمة حكيم بن معاوية : " الحديث صحيح , و الإسناد ثابت " . و لفظ " يترجم " لأحمد في رواية , و الرواية الأخرى له أيضا ( 4 / 446 - 447 و 5 / 3 ) و الحاكم ( 4 / 565 ) و الطبراني في " الكبير " ( 19 / 424 و 426 - 428 ) و في " الأوائل " ( ص 47 / 20 و 21 ) من طرق أخرى عن حكيم بن معاوية به . و الزيادة لأحمد في رواية . و كذا الطبراني . و أحد لفظيه في " الأوائل " : " أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة و يشهد عليه بعمله فخذه و كفه " . لكن شيخ الطبراني فيه إدريس بن جعفر العطار , قال الدارقطني : " متروك " . و للحديث شاهد من حديث عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه - فخذه من الرجل الشمال " أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) : حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم ابن زرعة عن شريح بن عبيد الحضرمي عمن حدثه عن عقبة . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , فهو صحيح لولا شيخ الحضرمي , فإنه لم يسم , و قد أسقطه هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش به عن شريح عن عقبة . أخرجه الطبراني ( 17 / 333 / 921 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 170 / 1 ) و ابن عساكر ( 8 / 32 / 1 ) و كذا ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 3 / 577 ) . لكن هشام بن عمار و إن كان احتج به البخاري , ففيه ضعف من جهة أنه كان يتلقن , لاسيما و قد خالف الحكم بن نافع , و هو ثقة ثبت محتج به في " الصحيحين " , فقول الهيثمي ( 10 / 351 ) : " رواه أحمد و الطبراني , و إسنادهما جيد " . فهو غير جيد . نعم , قد توبع هشام بن عمار , فقال ابن جرير في " التفسير " ( 23 / 17 ) : حدثني محمد بن عوف الطائي قال : حدثنا ابن المبارك عن ابن عياش به . دون الرجل الذي لم يسم . قلت : فهذا إسناد صحيح إن كان شريح سمعه من عقبة , فقد اختلفوا في سماعه من أحد من الصحابة كما تراه في " التهذيب " و غيره . و الله أعلم . ( تنبيه ) لقد قصر السيوطي في تخريج الحديثين تقصيرا فاحشا في " الجامع الكبير " و بخاصة حديث معاوية بن حيدة , فإنه عزاه ( 1 / 339 ) لابن عساكر فقط ! و قد عرفت أنه رواه جمع كل واحد أولى بالعزو إليه من ابن عساكر , فما بالك و هم جمع , و فيهم الحاكم في " صحيحه " ? و أما حديث عقبة , فعزاه ( 1 / 231 ) لأحمد و الطبراني فقط ! على أنه لا يصح سنده لما عرفت من الاختلاف فيه , و قد أشار الحافظ ابن كثير إلى ترجيح رواية الحكم ابن نافع , فإنه قال بعد أن ساق رواية هشام بن عمار و محمد بن عوف : " و قد جود إسناده الإمام أحمد رحمه الله فقال : حدثنا الحكم بن نافع .." إلخ . و بالجملة فلا تصح زيادة " الشمال " في حديث عقبة للاضطراب الذي في إسناده , و عدم ورودها في حديث الترجمة , و كذلك لم ترد في حديث آخر من رواية مسلم ( 8 / 216 ) من حديث أبي هريرة , و ورد خلافها من حديث أبي موسى الأشعري موقوفا بلفظ : " فإني أحسب أول ما ينطق منه الفخذ اليمنى " . رواه ابن جرير بسند صحيح عنه . و الله أعلم . و الفدام : ما يشد على الإبريق و الكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه , أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم , فشبه ذلك بالفدام . " نهاية ابن الأثير " ( 3 / 421 ) . 2714" إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم , و إن الله يعطي الدنيا من يحب و من لا يحب و لا يعطي الإيمان إلا من أحب , فمن ضن بالمال أن ينفقه و خاف العدو أن يجاهده و هاب الليل أن يكابده , فليكثر من قول : سبحان الله , [ و الحمد لله ] و لا إله إلا الله , و الله أكبر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 482 :
أخرجه الإسماعيلي في " المعجم " ( 114 / 1 ) : حدثنا عياش بن محمد بن عيسى أبو الفضل الجوهري - ببغداد - حدثنا أحمد بن جناب : حدثنا عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن # عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله على شرط مسلم كلهم , إلا الجوهري هذا , و قد وثقه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 279 ) و تابعه جمع عند الحاكم ( 1 / 33 ) و صححه . و وافقه الذهبي . و قد توبع عيسى بن يونس - و هو ثقة مأمون - في رفعه , من قبل سفيان بن عقبة - أخو قبيصة - , فرواه عن حمزة الزيات و سفيان الثوري عن زبيد به , و الزيادة له , و زاد في آخره : " فإنهن مقدمات مجنبات و معقبات , و هن الباقيات الصالحات " . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 348 - 349 ) من طريق الحاكم عن مهران بن هارون بن علي الداوودي : حدثنا سفيان بن عقبة .. و هو على شرط مسلم أيضا غير مهران هذا , فلم أجد من ترجمه . و بالرجوع إلى " المستدرك " تبين أنه سقط من " الشعب " راويان بين ابن عقبة و مهران ! و حمزة الزيات هو ابن حبيب القارىء , و هو صدوق ربما وهم , من رجال مسلم , فهو متابع قوي للثوري لو صح السند إليه , فالعمدة على رواية عيسى بن يونس . نعم قد خالفه محمد بن كثير عند البخاري في " الأدب المفرد " ( 275 ) و عبد الرحمن بن مهدي عند المروزي في " زيادات الزهد " ( 1134 ) , فروياه عن سفيان عن زبيد به موقوفا . و تابعه زهير قال : حدثنا زبيد به . أخرجه أبو داود في " الزهد " ( 164 / 157 ) . و تابعه أيضا محمد بن طلحة عن زبيد به موقوفا . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8990 ) و سنده صحيح . و قال الهيثمي ( 10 / 90 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . قلت : شيخ الطبراني علي بن عبد العزيز ليس منهم , و لكنه ثقة حافظ , و هو البغوي . فيظهر من هذا التخريج أن الأصح في إسناد الحديث أنه موقوف , لكن لا يخفى أنه في حكم المرفوع , لأنه لا يقال من قبل الرأي , لاسيما و طرفه الأول قد روي من طريق آخر عن مرة الهمداني به مرفوعا , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 19 ) و رواه أيضا الدولابي في " الكنى " ( 1 / 141 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 8 / 10 ) . و طرفه الآخر له شاهد يرويه القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7795 و 7800 و 7877 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 284 / 2 ) من طرق ثلاث عنه , و هو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , و هو حسن الحديث . و له شاهد ثان : يرويه أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " فليكثر من ذكر الله " . أخرجه ابن شاهين أيضا . و أبو يحيى هو القتات , لين الحديث , فيصلح للاستشهاد به . و شاهد ثالث : يرويه يوسف بن العنبس اليماني : حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به , و زاد في آخره : " فإنهن الباقيات الصالحات " . أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 76 / 2 - مصورة الجامعة الإسلامية ) . قلت : و يوسف اليماني لم أجد له ترجمة . 2715" أفضل العمل أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 485 :
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( 214 / 1 ) من طريق أحمد بن المبارك الإسماعيلي : حدثنا أبو موسى الهروي و أحمد بن جميل المروزي قالا : حدثنا عمار بن محمد الثوري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أفضل ? قال : أن تدخل .. إلخ . قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات معروفون من رجال التهذيب غير من دون عمار , فقد ترجمهم الخطيب في " التاريخ " , و وثقهم غير الإسماعيلي , فإنه لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , روى عنه ثقتان , و مات بالرقة سنة ( 263 ) . فهو مستور يقبل حديثه , لاسيما في الشواهد , و قد مضى أحدها من حديث ابن عمر برقم ( 906 ) . و أبو موسى الهروي اسمه إسحاق بن إبراهيم , و ترجمته في " التاريخ " ( 6 / 337 ) و أرخ وفاته سنة ( 233 ) . و أرخ وفاة قرينه المروزي سنة ( 230 ) . 2716" كان يصلي قائما [ تطوعا , و الباب في القبلة ] [ مغلق عليه ] , فاستفتحت الباب , فمشى على يمينه أو شماله , ففتح الباب ثم رجع إلى مكانه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 485 :
أخرجه النسائي ( 1 / 178 ) و ابن حبان ( 530 ) و البيهقي ( 2 / 265 ) و أحمد ( 6 / 183 و 234 ) و أبو يعلى ( 3 / 1088 ) و ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 64 / 2 و 128 / 1 ) و السياق له , و الزيادة الأولى للنسائي و ابن حبان , و الأخرى للبيهقي من طريق برد بن سنان أبي العلاء عن الزهري عن عروة عن # عائشة # قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير برد هذا , و هو ثقة على ضعف يسير . و قد وجدت له طريقا أخرى من رواية داود بن منصور : أخبرنا الليث عن عبد الرحمن عن يونس الأيلي عن الأوزاعي عن أم كلثوم بنت أسماء عن عائشة به . أخرجه أبو الشيخ في " الأقران " ( 1 / 2 - المصورة المصرية ) . و داود بن منصور صدوق يهم , و عبد الرحمن لم أعرفه لأن بعده في الأصل بياضا , و أم كلثوم بنت أسماء لم يذكروها . 2717" إنها تلهيني عن صلاتي , أو قال : تشغلني . يعني الخميصة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 486 :
أخرجه ابن راهويه في " المسند " ( 4 / 64 / 2 ) : أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام عن أبيه عن # عائشة # قالت : كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة , فأعطاها أبا جهم , فقيل : يا رسول الله إن هذه الخميصة خير من الأنبجامية . فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و أخرجاه , البخاري ( 4 / 93 / 1 - 2 ) و مسلم ( 2 / 78 ) من طرق أخرى عن هشام نحوه , و الشيخان أيضا من طرق عن عروة به . و كذلك رواه أبو داود و غيره . و علقه البخاري عن هشام بن عروة به نحوه مختصرا . و عزاه الحافظ ( 1 / 483 ) لأبي داود أيضا , و هو إنما وصله عن طريق ابن شهاب عن عروة . و سأتولى تخريجه في " كتاب اللباس " من " صحيح أبي داود " إن شاء الله تعالى . 2718" ما نفعنا مال [ أحد ] , ما نفعنا مال أبي بكر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 487 :
أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 80 / 1 ) : أخبرنا سفيان الثوري عن الزهري عن عروة - إن شاء الله - عن #عائشة #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قول الزهري : " إن شاء الله " لا يضر , لأن الراوي قد يشك أحيانا , و قد رواه غير واحد بدون شك , فأخرجه الحميدي ( 1 / 121 / 250 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1090 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1230 ) عن سفيان به . و سفيان هو ابن عيينة . و روى ابن حبان ( 2167 ) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : " أنفق أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفا " . و سنده صحيح . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به , و زاد : " قال : فبكى أبو بكر , و قال : و هل نفعني الله إلا بك ? و هل نفعني الله إلا بك ? و هل نفعني الله إلا بك ? " . أخرجه أحمد ( 2 / 366 ) : حدثنا معاوية قال : حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري - عن الأعمش عن أبي صالح عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و معاوية هو ابن عمرو الأزدي . و أبو إسحاق اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث . و قد تابعه أبو معاوية : حدثنا الأعمش به , إلا أنه قال : " و هل أنا و مالي إلا لك يا رسول الله ? " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 / 759 ) و أحمد ( 2 / 252 ) عنه , و كذا ابن ماجه ( 1 / 49 ) و ابن أبي عاصم ( 1229 ) و ابن حبان ( 2166 ) من طرق عنه . و هو صحيح أيضا كالذي قبله . و له طريق أخرى يرويه محبوب بن محرز القواريري عن داود بن يزيد الأموي عن أبيه عن أبي هريرة به . أخرجه الترمذي ( 3262 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . قلت : محبوب لين الحديث , و داود ضعيف , و أبوه عند ابن حجر مقبول , فقول الترمذي مقبول , لو لم يقل : " غريب .. " ! لأنه ينافي أنه أراد : حسن لغيره ! 2719" كان كاشفا عن فخذه , فاستأذن أبو بكر , فأذن له و هو على ذلك الحال , ثم استأذن عمر فأذن له و هو على تلك الحال , ثم استأذن عثمان فأرخى عليه من ثيابه , فلما قاموا قلت : يا رسول الله ! استأذن عليك أبو بكر و أنت على ذلك الحال .. ( و فيه ) فقال : يا عائشة ألا أستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 488 :
أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 108 / 1 ) : أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري أخبرنا عبد الله بن سيار مولى بني طلحة بن عبيد الله القرشيين قال : سمعت عائشة ابنة طلحة تذكر عن # عائشة # أم المؤمنين قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن سيار هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 76 ) من رواية مروان هذا , و القاسم بن مالك عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 17 ) . و رواية القاسم بن مالك أوردها البخاري في ترجمة عبد الله بن سيار بسنده المذكور بحديث آخر قد خرجته في " الضعيفة " ( 5272 ) لتفرد ابن سيار به , و عدم وجود الشاهد الذي يقويه و يأخذ بعضده . و أما هذا , فقد جاء من طريق أخرى و شاهدين كنت خرجتها كلها فيما تقدم تحت الحديث ( 1687 ) , و كنت خرجت هذا الطريق هناك من رواية أحمد , لكن وقع فيها ابن سيار هذا ( عبيد الله ) مصغرا , فلم أعرفه , و لا عرفه الحسيني و لا العسقلاني , فكشفت لنا رواية ابن راهويه هذه أنه تحرف اسمه عند أحمد , و أن الصواب فيه " عبد الله " مكبرا , و أنه معروف برواية اثنين من الثقات عنه , و لذلك أعدته بهذه الرواية العزيزة حفظها لنا الإمام ابن راهويه في " مسنده " جزاه الله و سائر الأئمة خيرا .
2720" السنة عن الغلام شاتان و عن الجارية شاة واحدة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 489 :
أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 109 / 2 ) : أخبرنا عبد الله بن إدريس : أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال : قالت امرأة عند عائشة : لو ولدت امرأة فلان نحرنا عنه جزورا , قالت #عائشة #: لا , و لكن السنة .. الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح إن كان عطاء - و هو ابن أبي رباح المكي - سمع ذلك من عائشة , فقد قال أحمد : " رواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا أن يقول : سمعت " . و الحديث صحيح , فإن له طرقا أخرى و شواهد مخرجة في " الإرواء " ( 1116 ) و إنما أوردته هنا لقصة المرأة مع عائشة , و قولها " لا " , فإنه صريح في أنه لا تجزي العقيقة بغير الغنم , و لهذا طريق آخر أخرجه البيهقي ( 9 / 301 ) و غيره من طريق ابن أبي مليكة قال : نفس لعبد الرحمن بن أبي بكر غلام , فقيل لعائشة رضي الله عنها : يا أم المؤمنين عقي عنه جزورا . فقالت : معاذ الله , و لكن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " شاتان مكافئتان " . و إسناده حسن كما بينته في " الإرواء " ( 4 / 390 ) . و أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 4 / 328 / 7956 ) و عنه ابن حزم ( 1 / 317 ) من طريق أخرى عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة . و فيه أن حفصة ولدت للمنذر بن الزبير غلاما , فقيل لها : هلا عققت جزورا على ابنك ? فقالت : معاذ الله ! كانت عمتي عائشة تقول : على الغلام شاتان , و على الجارية شاة واحدة . و إسناده صحيح , و قد أخرجه الترمذي و غيره مرفوعا دون ذكر الجزور و قولها معاذ الله . و هو مخرج هناك . ثم رأيت ابن راهويه قال في مكان آخر من " مسنده " ( 4 / 149 / 1 ) : أخبرنا يعلى بن عبيد أخبرنا عبد الملك عن عطاء عن أبي كرز عن أم كرز قالت : قالت امرأة من أهل عبد الرحمن بن أبي بكر : إن ولدت امرأة عبد الرحمن .. الحديث مثل رواية ابن إدريس . ثم ساقها أيضا عقب حديث يعلى هذا . فتبين به أنها منقطعة , بل معضلة , بين عطاء و عائشة أبو كرز عن أم كرز . و أم كرز ذكروها في الصحابيات بخلاف أبي كرز , فكأنه غير محفوظ . و الله أعلم . 2721" كان ناس يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود , فيقولون السام عليك ! فيقول : و عليكم . ففطنت بهم عائشة فسبتهم , ( و في رواية : قالت عائشة : بل عليكم السام و الذام ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه يا عائشة ! [ لا تكوني فاحشة ] فإن الله لا يحب الفحش و لا التفحش . قالت : فقلت : يا رسول الله إنهم يقولون كذا و كذا . فقال : أليس قد رددت عليهم ? فأنزل الله عز وجل : *( و إذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله )* إلى آخر الآية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 491 :
أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 168 / 1 ) : أخبرنا يعلى بن عبيد أخبرنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن # عائشة # قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه مسلم ( 7 / 5 ) من طريق ابن راهويه , و أحمد ( 6 / 229 ) : حدثنا أبو معاوية و ابن نمير قالا : حدثنا الأعمش به . و فيه الزيادة , و هي عند مسلم أيضا من طريق أخرى عن أبي معاوية وحده , و فيه الرواية الأخرى و هي عند ابن راهويه أيضا عن أبي معاوية , و من طريقه رواه ابن ماجه ( 2 / 397 ) مختصرا . و أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 6 / 482 / 11571 ) من طريق الفضل بن موسى قال : أخبرنا الأعمش به . و فيه الزيادة . ( تنبيه ) : عز الحديث السيوطي في " الدر المنثور " ( 6 / 184 ) لعبد الرزاق و سعيد بن منصور و عبد بن حميد و الشيخين و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه و البيهقي في " الشعب " عن عائشة رضي الله عنها . و في هذا نظر من وجهين : الأول : عزوه إياه لعبد الرزاق و البخاري . و هما إنما أخرجاه مختصرا من طريق أخرى عن عائشة نحوه , فليس فيه نزول الآية . فانظر "المصنف ( 10 / 392 / 19460 ) و كذا " تفسيره " ( 3 / 279 ) , " و صحيح البخاري " ( 2024 ) . و الآخر : أنه لم يعزه لابن ماجه و لا النسائي , بل و لا أحمد , و قد رواه بتمامه كما تقدم . و كذلك قصر الحافظ ابن كثير ( 4 / 323 ) تقصيرا أفحش , فلم يعزه إلا لابن أبي حاتم فقط ! و تبعه على ذلك المقلد الصابوني في " مختصره " ( 3 / 462 ) . ثم رأيت الحديث عند ابن راهويه ( 4 / 189 / 1 ) من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة بلفظ : إن اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك . فقال : و عليكم . فقالت عائشة : عليكم السام و غضب الله و لعنته أخوة القردة و الخنازير ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة عليك بالحلم , و إياك و الجهل " . فقالت : أولم تسمع ما قالوا ? قالوا : السام عليك ! فقال : " أوليس قد رددت عليهم , إنه يستجاب لنا فيهم , و لا يستجاب لهم فينا " . قلت : و هذه رواية عزيزة , و إسنادها هكذا : أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب [ عن ] ابن أبي مليكة . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و سقط من الأصل ( عن ) و السياق يقتضيه , فإن ابن أبي مليكة اسمه عبد الله بن عبيد الله المدني , معروف بالرواية عن عائشة , و عنه أيوب و هو السختياني , و عنه حماد بن زيد , و ليس في الرواة من اسمه أيوب بن أبي مليكة . و قد جاءت كلمة عائشة هذه التي في هذه الطريق في الرد على اليهود في مسند أحمد ( 3 / 134 - 135 ) من طريق محمد بن الأشعث عنها . و جاء قوله صلى الله عليه وسلم الذي في آخرها من حديث جابر بهذه القصة مختصرا , و فيه قوله صلى الله عليه وسلم : " بلى قد سمعت فرددت عليهم , و إنا نجاب عليهم , و لا يجابون علينا " . أخرجه مسلم ( 7 / 5 ) و أحمد ( 3 / 383 ) . ( فائدة ) : روى ابن راهويه عقب الحديث بإسناده الصحيح عن حسان بن عطية قال : لا بأس أن تؤمن على دعاء الراهب إذا دعا لك , فقال : إنه يستجاب لهم فينا , و لا يستجاب لهم في أنفسهم . 2722" إن وجدت رجلا صالحا فتزوجي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 493 :
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 625 - 626 ) و ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 266 / 1 - 2 ) من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق و عمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى # سبيعة بنت الحارث # يسألانها عن أمرها ? فكتبت إليهما : أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة و عشرين [ ليلة ] فتهيأت تطلب الخير , فمر بها أبو السنابل بن بعكك , فقال : قد أسرعت , اعتدي آخر الأجلين , أربعة أشهر و عشرا , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم , فقلت : يا رسول الله ! استغفر لي . قال : و فيم ذاك ? فأخبرته [ الخبر ] , فقال : و الزيادتان لابن راهويه . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه هو و البخاري و غيرهما من طرق أخرى عن سبيعة و غيرها من الصحابة مختصرا و مطولا , و خرجت أحدها في " الإرواء " ( 2113 ) و إنما آثرت هذه الرواية بالتخريج لأنها تفردت عن سائر الطرق بهذه الفائدة التي فوق هذا التخريج , حيث أمرها صلى الله عليه وسلم بأن تتزوج بالرجل الصالح إن وجدته . و قد وهم الحافظ رحمه الله فعزاها في " الفتح " ( 9 / 476 ) لرواية الأسود عن أبي السنابل نفسه عند ابن ماجه . و هذه رواية أخرى لابن ماجه ليس فيها هذه الفائدة , و هي عند ابن راهويه أيضا . و سبب الوهم - فيما يبدو لي و الله أعلم - أن هذه عند ابن ماجه قبيل حديث الترجمة , فكأنه انتقل بصره عند النقل عنه إليها . و الله أعلم . و في الحديث فوائد فقهية أخرى ساق الحافظ الكثير الطيب منها كقوله : " و فيه جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها , لأن في رواية الزهري عند البخاري : فقال : مالي أراك تجملت للخطاب , و في رواية ابن إسحاق : فتهيأت للنكاح و اختضبت . و في رواية معمر عن الزهري : و قد اكتحلت , و في رواية الأسود : فتطيبت و تصنعت ". قلت : فما رأي المتحمسين للقول بأن المرأة كلها عورة دون استثناء في هذا الحديث الصحيح , و ما ذكره الحافظ من الفائدة ?! لعلهم يقولون - كما هي عادتهم في مثل هذا النص الصريح - : كان ذلك قبل نزول آية الحجاب ! فنجيبهم : رويدكم ! فقد كان ذلك بحجة الوداع كما في " الصحيحين " *( فهل من مدكر )* انظر كتابي " جلباب المرأة المسلمة " ( ص 69 - الطبعة الجديدة ) . 2723" نهى أن يبال بأبواب المساجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 495 :
أخرجه ابن شبة في " تاريخ المدينة " ( 1 / 36 ) من طريق ابن جابر أنه سمع # مكحولا # رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم إلا أنه مرسل , لأن مكحولا تابعي شامي . لكن له شاهد من مرسل أبي مجلز : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يدع أحدا يبول في قبلة المسجد . أخرجه ابن شبة أيضا , و إسناده صحيح أيضا . و هذان المرسلان قد أخرجهما أيضا أبو داود في " المراسيل " ( 3 ) و ( 14 ) و إليه فقط عزاهما السيوطي في " الجامع الصغير " , لكن الثاني منهما عنده بلفظ : " نهى أن يبال في قبلة المسجد " . و قد تعقبه المناوي بقوله : " لفظ أبي داود عن أبي مجلز أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر أن ينهى أن يبال في قبلة المسجد " . قلت : و هكذا لفظه في " المراسيل " لأبي داود المطبوع بهذا العنوان ( ص 4 ) و هو في الحقيقة " مختصر المراسيل " لأنه محذوف الأسانيد , بل و المتون أيضا , و منها حديث مكحول هذا , فإنه ليس فيه . هذا و بعد الوقوف على إسنادي الحديث , و تبين كونهما صحيحين مرسلا , انقدح في النفس أن أحدهما يقوي الآخر , ذلك لأن الأول من رواية مكحول و هو شامي ثقة توفي سنة بضع عشرة و مائة , و الآخر من رواية أبي مجلز - و اسمه لاحق بن حميد - بصري ثقة أيضا مات سنة ست , و قيل تسع و مائة , فيكون شيوخ هذا غير شيوخ ذاك , فيغلب على الظن و الحالة هذه أن كلا منهما رواه عن شيخ غير شيخ الآخر , فيقوي أحدهما الآخر , كما أشار إلى ذلك الإمام الشافعي رحمه الله في " الرسالة " , و نقله عنه غير واحد منهم الحافظ ابن رجب الحنبلي في " شرح علل الترمذي " ( 1 / 299 ) , فليراجعه من شاء . و لذلك وجب نقل الحديثين من " ضعيف الجامع الصغير " ( 6015 و 6018 ) إلى " صحيح الجامع " , لاسيما و يشهد له الأحاديث الواردة بالأمر بتطهير المساجد و تنظيفها و تجميرها , و منها الحديث الآتي بعده . ثم رأيت الحديثين في " مراسيل أبي داود " المسندة ( رقم 3 و 14 ) باللفظين المذكورين عن ابن شبة . 2724" كان يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا و أن نصلح صنعتها و نطهرها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 496 :
أخرجه أحمد ( 5 / 371 ) من طريق ابن ( الأصل : أبي ! ) <1> إسحاق : حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن جده # عروة عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق , و هو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث كما هنا , و جهالة الصحابي لا تضر , على أنه يحتمل احتمالا قويا أنه عائشة رضي الله عنها خالة عروة بن الزبير , فقد رواه جمع عن هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظ : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور , و أن تنظف و تطيب " . و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما حققته في " صحيح أبي داود " ( 479 ) و له هناك شاهد من حديث سمرة بن جندب , و رواه البيهقي , و قال ( 2 / 440 ) : " و المراد بـ ( الدور ) قبائلهم و عشائرهم " .
----------------------------------------------------------- [1] و هو على الصواب في " أطراف المسند " ( 11106 ) . اهـ . 2725" من طاف بالبيت [ سبعا ] و صلى ركعتين كان كعدل رقبة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 497 :
أخرجه ابن ماجه ( 2989 - تحقيق الأعظمي ) من طريق العلاء بن المسيب عن عطاء عن # عبد الله بن عمر # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير شيخ ابن ماجه علي ابن محمد - و هو الطنافسي - و هو ثقة عابد كما قال الحافظ . و لذا قال البوصيري في " زوائد ابن ماجه " ( 182 / 2 ) : " هذا إسناد رجاله ثقات " . و عطاء هو ابن أبي رباح , و قد توبع , فرواه عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أباه يقول : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا و فيه الزيادة . أخرجه الترمذي ( 959 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2753 ) و ابن حبان ( 1003 ) و أحمد ( 2 / 3 و 95 ) و أبو يعلى ( 3 / 1365 و 1364 ) و الطبراني في " الكبير " ( 13440 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 7 / 129 / 1916 ) من طرق يزيد بعضهم على بعض كلهم عن ابن السائب به . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن , و روى حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن ابن عبيد بن عمير عن ابن عمر نحوه , و لم يذكر فيه ( عن أبيه ) " . قلت : وصله النسائي ( 2 / 36 ) و الطبراني ( 13447 ) من طريقين عن حماد به دون ذكر الأب . و لعل هذا هو الصواب , فإن حماد بن زيد روى عن عطاء قبل الاختلاط , و تابعه على ذلك في متن آخر سفيان بن عيينة عند الإمام أحمد ( 2 / 11 ) و هو ممن سمع منه قبل الاختلاط أيضا , و لعله لذلك قال البخاري : " لم يسمع من أبيه شيئا , و لا يذكره " . و لا ينافي ذلك أن عبد الرزاق رواه في " المصنف " ( 5 / 29 / 8877 ) عن معمر و الثوري عن عطاء بن السائب .. فقال : ( عن أبيه ) لاحتمال أن يكون سياق الإسناد لمعمر , و هو ممن سمع منه بعد الاختلاط بخلاف الثوري , فيكون عبد الرزاق أو راوي كتابه حمل روايته على رواية على معمر ! و الله أعلم . و إن من غفلة المعلق عليه أنه أعل المتن المشار إليه عند أحمد باختلاط ابن السائب ! و هو عنده من رواية ابن عيينة كما سبق , و إن كان خفي عليه أنه سمع منه قبل الاختلاط , فكيف خفي عليه أيضا أن الثوري روى عنه قبل الاختلاط , و روايتهبين عينيه في الكتاب . ثم رأيت رواية الثوري هذه عند ابن حبان ( 1000 ) من طريق محمود بن غيلان : حدثنا عبد الرزاق : أنبأنا سفيان به مثل رواية معمر . فالظاهر أن عبد الله بن عبيد كان يذكر أباه أحيانا في الإسناد . و الله أعلم . هذا و قد حسن حديث الترجمة الإمام البغوي , و تعقبه المعلق عليه باختلاط ابن السائب , و فاته طريق ابن ماجه الصحيح ! كما فاته شاهد له من حديث محمد بن المنكدر عن أبيه كما سأذكره , و لا غرابة في ذلك , لأنه في بعض المصادر التي ليست من مراجعه على أقل تقدير , و إنما الغرابة أن يفوته طريق ابن ماجه ! ثم إنه عزا رواية الثوري المتقدمة لأحمد رحمه الله , و هو وهم أو غفلة عن كون الإمام لم يدرك الثوري , فظن أنه حين قال : " حدثنا سفيان " و لم ينسبه , أنه الثوري كما تقدم . ( تنبيه ) : لم يورد الحافظ المزي في " تحفة الأشراف " في ترجمة " عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي عن ابن عمر " ( 5 / 474 ) رواية النسائي المتقدمة عنه و لا هو أشار إليها في ترجمة أبيه عبيد بن عمير ( 6 / 7 ) و فات الحافظ ابن حجر أن يستدرك ذلك عليه في " النكت الظراف على الأطراف " , فجل من أحاط بكل شيء علما . ثم وجدت للحديث شاهدا كنت أودعته في الكتاب الآخر , و الآن بدا لي نقله إلى هنا لشواهده بعد أن استخرت الله تبارك و تعالى , و هو بلفظ : " من طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه , كان له كعدل رقبة " . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 35 ) و الفسوي في " المعرفة " ( 2 / 115 - 116 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 200 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 360 / 845 ) عن حريث بن السائب - مؤذن لبني سلمة - عن محمد ابن المنكدر القرشي التيمي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره , و اللفظ للبخاري , و قال المخلص : " و ذكر الله " بدل : " لا يلغو " . و قال المنذري ( 2 / 121 ) و تبعه الهيثمي ( 3 / 245 ) : " و رجاله ثقات " ! كذا قالا , و له عندي علتان : الأولى : الإرسال , فإن المنكدر هذا - و هو ابن عبد الله بن الهدير التميمي - و إن أورده الطبراني و غيره في الصحابة , فإنه لم يثبت ذلك , فقال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 406 ) : " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا تثبت له صحبة , و عن عمر بن الخطاب " . و قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " ( 4 / 1486 ) : " حديثه مرسل عندهم , و لا يثبت له صحبة , و لكنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم " . و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 3 / 265 ) . قلت : فالعجب من الحافظ ابن حجر كيف سكت عن هذه الحقيقة , فلم يتعرض لبيانها في ترجمة المنكدر من " الإصابة " بعد ما ذكر أن الطبراني و غيره ذكره في الصحابة . و الثانية : جهالة المنكدر هذا , فإن ابن أبي حاتم لم يذكر له راويا عنه غير ابن أخيه عبد الله بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير . و ابن حبان قال : " روى عنه ابنه محمد بن المنكدر " , و لم يزد . فهو تابعي مجهول الحال , فالحديث مرسل , لكن لا بأس به في الشواهد , فإن بقية الرجال ثقات على ضعف في حريث بن السائب , فقد وثقه ابن معين و ابن حبان , و قال أحمد و أبو حاتم و غيرهما : " ما به بأس " . بل قال الفلاس : " شيخ ثبت لا بأس به " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى إذا لم يخالف , و قد روى حديثا منكرا خرجناه و بينا من خالفه في الكتاب الآخر ( 1063 ) . و شاهد آخر يرويه أبو حفص الجمحي : حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا القعنبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي عن محمد بن حبان عن أبي سعيد الخدري قال : " من طاف بهذا البيت سبعا لا يتكلم فيه إلا بتكبير أو تهليل كان عدل رقبة " . أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 5 / 85 ) . و رجاله ثقات غير أبي حفص - و في نسخة : أبي جعفر - الجمحي , فلم أعرفه . و محمد بن حبان , هو ابن يحيى بن حبان نسب لجده . و يشهد لجملة : " لا يلغو فيه " حديث ابن عباس مرفوعا و موقوفا : " الطواف حول البيت مثل الصلاة , إلا أنكم تتكلمون فيه , فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير " . و قد صح مرفوعا , و صححه جمع , و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 121 ) . 2726" عق عن نفسه بعدما بعث نبيا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 502 :
روي من طريقين عن # أنس # رضي الله عنه : الأولى : عن عبد الله بن المحرر عن قتادة عنه . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 4 / 329 / 7960 ) و من طريقه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 33 ) و البزار في " مسنده " ( 2 / 74 / 1237 - كشف الأستار ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 209 / 1 ) و قال : " عبد الله بن محرر رواياته غير محفوظة " . و قال البزار : " تفرد به عبد الله بن المحرر , و هو ضعيف جدا , إنما يكتب عنه ما لا يوجد عند غيره " . و أورده الذهبي في ترجمته من " الميزان " على أنه من بلاياه ! و عزاه الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 147 ) للبيهقي , و قال : " و قال : منكر , و فيه عبد الله بن محرر , و هو ضعيف جدا , و قال عبد الرزاق : إنما تكلموا فيه لأجل هذا الحديث . قال البيهقي : " و روي من وجه آخر عن قتادة , و من وجه آخر عن أنس , و ليس بشيء " . قلت : أما الوجه الآخر عن قتادة فلم أره مرفوعا , و إنما ورد أنه كان يفتي به , كما حكاه ابن عبد البر , بل جزم البزار و غيره بتفرد عبد الله بن محرر عن قتادة , و أما الوجه الآخر عن أنس فأخرجه أبو الشيخ في " الأضاحي " , و ابن أعين في " مصنفه " , و الخلال من طريق عبد الله بن المثنى .. " . قلت : و هي الطريق الآتية , و قد أخرجها جمع آخر أشهر ممن ذكر كما يأتي . و التفرد الذي حكاه عن قتادة سيأتي رده من كلام الحافظ نفسه . و الطريق الأخرى : عن الهيثم بن جميل : حدثنا عبد الله بن المثنى بن أنس عن ثمامة بن أنس عن أنس به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 461 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 55 / 2 رقم 976 - بترقيمي ) و ابن حزم في " المحلى " ( 8 / 321 ) و الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق 71 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ممن احتج بهم البخاري في " صحيحه " غير الهيثم ابن جميل , و هو ثقة حافظ من شيوخ الإمام أحمد , و قد حدث عنه بهذا الحديث كما رواه الخلال عن أبي داود قال : سمعت أحمد يحدث به . كما في " أحكام المولود " لابن القيم ( ص 88 - دمشق ) , و من العجيب أنه أتبع هذه الطريق بالطريق الأولى , و قال : " قال أحمد : منكر , و ضعف عبد الله بن محرر " . و لم يتعرض لهذه الطريق الأخرى بتضعيف ! و كذلك فعل الطحاوي و ابن حزم , فيمكن اعتبار سكوتهم عنه إشارة منهم لقبولهم إياه , و هو حري بذلك فإن رجاله ثقات اتفاقا غير عبد الله بن المثنى و هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك , فإنه و إن احتج به البخاري فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا , كما ترى في " التهذيب " و غيره , و ذكره الذهبي في " المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد " ( 129 / 190 ) , فهو وسط . و أفاد الحافظ ابن حجر في " مقدمة الفتح " ( ص 416 ) أن البخاري لم يحتج به إلا في روايته عن عمه ثمامة , و أنه إنما روى له عن غيره متابعة . قلت : فلعل ذلك لصلة عبد الله بعمه , و معرفته بحديثه , فهو به أعرف من حديث غيره , فكأن البخاري بصنيعه هذا الذي أشار إليه الحافظ يوفق بين قول من وثقه و قول من ضعفه , فهو في روايته عن عمه حجة , و في روايته عن غيره ضعيف . و لعل هذا هو وجه إيراد الضياء المقدسي للحديث في " المختارة " , و سكوت من سكت عليه من الأئمة , كما أشرت إليه آنفا . و أما الحافظ ابن حجر فقد تناقض كلامه في هذا الحديث تناقضا عجيبا , فهو تارة يقويه و تارة يضعفه في المكان الواحد ! فقد نقل في " الفتح " ( 9 / 594 - 595 ) عن الإمام الرافعي أن الاختيار في العقيقة أن لا تؤخر عن البلوغ , و إلا سقطت عمن كان يريد أن يعق عنه , لكن إن أراد أن يعق عن نفسه فعل , فقال الحافظ عقبه : " و كأنه أشار بذلك إلى أن الحديث الذي ورد : " أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة " لا يثبت , و هو كذلك " . ثم أخرجه من رواية البزار الضعيفة , ثم قال : " و أخرجه أبو الشيخ من وجهين آخرين : أحدهما : من رواية إسماعيل بن مسلم عن قتادة عن أنس . و إسماعيل ضعيف أيضا , فلعله سرقه من عبد الله بن محرر . ثانيهما : من رواية أبي بكر المستملي عن الهيثم بن جميل .. و الهيثم ثقة , و عبد الله من رجال البخاري . فالحديث قوي الإسناد , و قد أخرجه ابن أعين .. و الطبراني في " الأوسط " .. فلولا ما في عبد الله بن المثنى من المقال لكان هذا الحديث صحيحا " . ثم ذكر أقوال العلماء فيه ممن وثقه و ضعفه , ثم قال : " فهذا من الشيوخ الذين إذا انفرد أحدهم بالحديث لم يكن حجة " . قلت : و هذا الإطلاق فيه نظر , يتبين لك من شرحنا السابق لتفريق البخاري بين رواية عبد الله بن المثنى عن عمه , فاحتج بها , و بين روايته عن غيره , فاعتبر بها , و هو مما استفدناه من كلام الحافظ نفسه في " المقدمة " , فلعله لم يستحضره حين كتب هذا الإطلاق . على أن ابن المثنى لم يتفرد بالحديث , بدليل متابعة قتادة عند إسماعيل بن مسلم - و هو المكي البصري - و هو و إن كان ضعيفا فإنه لم يتهم , بل صرح بعضهم أنه كان يخطىء . و قال أبو حاتم فيه - و هو معدود في المتشددين - : " ليس بمتروك , يكتب حديثه " . أي للاعتبار و الاستشهاد به , و لذلك قال ابن سعد : " كان له رأي و فتوى , و بصر و حفظ للحديث , فكنت أكتب عنه لنباهته " . قلت : فمثله يمكن الاستشهاد بحديثه فيقوى الحديث به . و أما قول الحافظ المتقدم فيه : " لعله سرقه من ابن المحرر " . فهو مردود بأن أحدا لم يتهمه بسرقة الحديث مع كثرة ما قيل فيه . و الله أعلم . و مما سبق يظهر لك أن الوجه الآخر عن قتادة مما أشار إليه البيهقي في كلامه المتقدم نقلا عن الحافظ في " التلخيص " و قال هذا فيه : " لم أره مرفوعا " , قد رآه بعد و ذكره في " الفتح " , و هو رواية إسماعيل هذه . و بالله التوفيق . و إذا تبين لك ما تقدم من التحقيق ظهر لك أن قول النووي في " المجموع شرح المهذب " ( 8 / 431 - 432 ) : " هذا حديث باطل " . أنه خرج منه دون النظر في الطريق الثاني و حال راويه ابن المثنى في الرواية , و لا وقف على المتابعة المذكورة , و الله أعلم , و قد قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رجال الطبراني رجال " الصحيح " , خلا الهيثم بن جميل , و هو ثقة , و شيخ الطبراني أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ليس هو في الميزان " . قلت : يشير إلى تمشيته , و قد تابعه جمع من الثقات منهم الإمام أحمد كما تقدم . و الحديث قواه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " , و قد ذهب بعض السلف إلى العمل به , فروى ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 235 - 236 ) عن محمد بن سيرين قال : " لو أعلم أنه لم يعق عني لعققت عن نفسي " . و إسناده صحيح إن كان أشعث الراوي له عن ابن سيرين هو ابن عبد الله الحداني أو ابن عبد الملك الحمراني , و كلاهما بصري ثقة . و أما إن كان ابن سوار الكوفي فهو ضعيف , و ثلاثتهم رووا عن ابن سيرين , و عنهم حفص - و هو ابن غياث - و هو الراوي لهذا الأثر عن أشعث ! و ذكر ابن حزم في " المحلى " ( 8 / 322 ) من طريق الربيع بن صبيح عن الحسن البصري : " إذا لم يعق عنك , فعق عن نفسك و إن كنت رجلا " . و هذا إسناد حسن . 2727" من قال : أستغفر الله ... الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ثلاثا غفرت له ذنوبه و إن كان فارا من الزحف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 506 :
جاء من حديث # عبد الله بن مسعود و زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر الصديق و أبي هريرة و أبي سعيد الخدري و أنس بن مالك و البراء بن عازب # . 1 - أما حديث ابن مسعود فيرويه محمد بن سابق عن إسرائيل عن أبي سنان عن أبي الأحوص عنه مرفوعا به و زاد " العظيم " مكان النقط , و يأتي بيان ما فيه . أخرجه الحاكم ( 1 / 511 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و أقره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 269 ) , ثم الذهبي في " التلخيص " , لكنه قال : " قلت : أبو سنان هو ضرار بن مرة لم يخرج له البخاري " . يعني أنه من أفراد مسلم , و هو كما قال , و هو ثقة كسائر رجاله , و هم مترجمون في " التهذيب " غير شيخ الحاكم : بكر بن محمد الصيرفي , و هو المروزي الدخمسيني , و هو لقبه , و كان فاضلا عالما , و له ترجمة جيدة في " أنساب السمعاني " , و وصفه الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " بأنه محدث مرو , و ذكر وفاته سنة ( 345 ) . و شيخه في هذا الحديث ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4 / 250 - 251 ) برواية جمع من الحفاظ الثقات عنه , و قال : " و كان ثقة أمينا , توفي سنة تسع و سبعين و مائتين " . ثم رأيت الحاكم قد أخرجه في مكان آخر ( 2 / 117 - 118 ) من طريق محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا إسرائيل به دون لفظ " العظيم " , و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أقره النووي في " الرياض " ( 664 / 1882 ) . 2 - و أما حديث زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيرويه بلال بن يسار ابن زيد عن أبيه عن جده مرفوعا به دون قوله : " ثلاثا " . أخرجه أبو داود و الترمذي و ابن أبي خيثمة في " التاريخ " ( 250 - مصورة الجامعة الإسلامية ) و ابن سعد ( 7 / 66 ) و استغربه الترمذي , و جود إسناده المنذري , و فيه جهالة كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 1358 ) و لكنه صحيح بما قبله , و ما بعده . 3 - و أما حديث أبي بكر فيرويه عروة بن زهير البجلي عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك عنه به . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 260 / 1 ) و قال : " عروة هذا لا أعرف له غير هذا الحديث . و قال البخاري : لا يتابع عليه " . و نقل العقيلي ( 3 / 364 ) عن البخاري أنه قال : " منكر الحديث " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 7 / 288 ) ! 4 - و أما حديث أبي هريرة , فيرويه بشر بن رافع عن محمد بن عبد الله عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 303 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن رافع . و محمد بن عبد الله لم أعرفه , و من المحتمل أنه محمد بن عبيد الله مصغرا و هو محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم , فإن لأبيه رواية عن أبي هريرة , فإن يكن هو فهو ضعيف أيضا . 5 - و أما حديث أبي سعيد الخدري فيرويه عثمان بن هارون القرشي : حدثنا عصام بن قدامة عن عطية العوفي عنه مرفوعا به , إلا أنه قال : " غفر له ذنوبه و لو كانت عدد رمل عالج , و غثاء البحر , و عدد نجوم السماء " . أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( 1784 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14 / 353 / 1 - 2 ) . قلت : و عطية العوفي ضعيف . و عثمان بن هارون القرشي لم أجد له ترجمة . و تابعه أشعث بن شعبة عند الطبراني , و هو لين . 6 - و أما حديث أنس فيرويه دينار بن عبد الله عنه به مرفوعا . أخرجه ابن عساكر ( 14 / 358 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف بمرة , دينار بن عبد الله , تالف متهم كما قال الذهبي , و قال ابن حبان ( 1 / 295 ) : " شيخ , كان يروي عن أنس أشياء موضوعة , لا يحل ذكره في الكتب و لا كتابة ما رواه إلا على سبيل القدح فيه " . قلت : فلا يجوز الاستشهاد به و لا كرامة . 7 - و أما حديث البراء فيرويه عمرو بن الحصين بإسناد له واه عنه به , إلا أنه زاد : " في دبر كل صلاة " . و هي زيادة باطلة تفرد بها ابن الحصين هذا , و هو و شيخه متروكان , و لذلك خرجت حديثهما في " الضعيفة " ( 4546 ) , فلا داعي لإعادة تخريجه . و بالجملة فالحديث من طريق ابن مسعود صحيح , و طرقه الأخرى غالبها واهية , و ما بقي منها إن لم يزده قوة , فلا يضره . و قد عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " بلفظ الترمذي المتقدم لابن عساكر عن أنس , ش عن ابن مسعود و جابر موقوفا عليهما . و لم أقف على إسناد جابر . و أما ( ابن مسعود ) , فأخرجه في " المصنف " ( 10 / 300 / 9499 ) من طريق إسماعيل عن أبي سنان بإسناده المتقدم عنه , لكن أوقفه , و لا يضر المرفوع لأنه في حكمه . و قد وجدت له شاهدا مختصرا جدا , من رواية داود بن الزبرقان عن الوراق عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه : " قولوا : سبحان الله و بحمده مائة مرة , من قالها مرة كتبت له عشرا و من قالها عشرا كتبت له مائة و من قالها مائة كتبت له ألفا , و من زاد زاده , و من استغفر الله غفر له " . رواه الترمذي ( 3466 ) و قال : " حديث حسن غريب " . كذا قال , و أقره الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 237 و 254 ) ! و فيه نظر من وجهين : الأول : مطر الوراق , قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و الآخر : داود بن الزبرقان , قال الحافظ : " متروك , و كذبه الأزدي " . لكن قد أفاد الحافظ المزي في " التحفة " ( 6 / 232 ) أن النسائي أخرجه في " اليوم و الليلة " من طريق روح بن القاسم و المثنى بن يزيد عن مطر به نحوه . و روح ابن القاسم ثقة من رجال الشيخين , لكن لا أدري إذا كان في روايته موضع الشاهد منه , و هو قوله في آخره : " و من استغفر الله غفر له " . فإن الكتاب المذكور : " اليوم و الليلة " للنسائي لم يتيسر لي بعد أن أحصل على نسخة منه , و قد طبع حديثا , فإن وجد فيها فهو شاهد لا بأس به على اختصاره , و إلا فلا يصلح للاستشهاد به , لشدة ضعف ابن الزبرقان به . و الله أعلم . ( تنبيه ) : لفظة ( العظيم ) المشار إليها بنقط في حديث الترجمة لم ترد عند السيوطي في " الجامع الكبير " , و قد عزاه للحاكم , فينبغي التثبت منها , لاسيما و لم أرها في شيء من الروايات الأخرى على ضعفها . ثم وقفت على كتاب " عمل اليوم و الليلة " للنسائي بتحقيق الدكتور فاروق حمادة , فرأيت حديث مطر فيه ( 212 / 160 ) بلفظ : " اذكروا عباد الله , فإن العبد إذا قال : سبحان الله و بحمده , كتب الله له بها عشرا و من عشر إلى مائة , و من مائة إلى ألف , فمن زاد زاد الله له " . و ليس فيه جملة الاستغفار كما ترى . قلت : و مطر - و هو الوراق - مختلف فيه , و قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . هذا . و أما لفظة " العظيم " , فقد بدا لي أنها مقحمة من بعض النساخ للأمور التالية : أولا : أنها لم تذكر في " الجامع الكبير " كما تقدم . ثانيا : لم تذكر أيضا في " الرياض " , و قد عزاه للحاكم كما تقدم . ثالثا : أنها لم تذكر أيضا في الموضع الثاني من " المستدرك " . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2728" إن الله لينادي يوم القيامة : أين جيراني , أين جيراني ? قال : فتقول الملائكة : ربنا ! و من ينبغي أن يجاورك ? فيقول : أين عمار المساجد ? " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 512 :
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 16 / 1 ) : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني : حدثنا معتمر بن سليمان عن فياض بن غزوان عن محمد بن عطية عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير فياض بن غزوان , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 87 ) برواية جمع من الثقات عنه , و روى عن الإمام أحمد أنه قال فيه : " شيخ ثقة " . و كذا هو في كتاب " العلل و معرفة الرجال " للإمام أحمد ( 1 / 351 / 2309 ) . و وثقه ابن حبان أيضا , فأورده في أتباع التابعين من كتابه " الثقات " . و محمد بن عطية أورده في " ثقات التابعين " , و قال : " يروي عن أبيه - و له صحبة - عداده في أهل اليمن , روى عنه عروة " . و كذا ذكر البخاري و ابن أبي حاتم أنه روى عنه عروة , فلم يذكروا له راويا غيره , و كأنه لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " تفرد بالرواية عنه ولده الأمير عروة " . و يرده هذا الحديث , فإنه من رواية فياض عنه كما ترى , و السند إليه صحيح على شرط مسلم , و هذه فائدة هامة لا تجدها في كتب الرجال المعروفة حتى و لا في " التهذيب " , و مع ذلك قال في " التقريب " : " صدوق " ! فعض عليها بالنواجذ , و قد توبع محمد بن عطية في روايته عن أنس لكن بلفظ : " إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل " . لكن في إسناده ضعف , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر برقم ( 1682 ) . 2729" كان لا يخيل على من رآه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 513 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10 / 264 / 10510 ) : حدثنا محمد بن عبدوس ابن كامل : حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا المطلب بن زياد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # عبد الله بن مسعود # قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " غير ابن عبدوس , و هو ثقة , و له ترجمة جيدة عند الخطيب في " التاريخ " ( 2 / 381 ) و في المطلب بن زياد خلاف لا يضر إن شاء الله تعالى , و قد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله فيه في " التقريب " : " صدوق ربما وهم " . و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 182 ) : " رواه الطبراني , و رجاله ثقات " . قلت : و قد صح من قوله صلى الله عليه وسلم من طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ : " من رآني في المنام , فأنا الذي رآني , فإن الشيطان لا يتخيل بي " . أخرجه الإمام أحمد ( 1 / 450 )0 : حدثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم به . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , فهو صحيح لولا أن زكريا - و هو ابن أبي زائدة - سمع من أبي إسحاق - و هو عمرو بن عبد الله السبيعي - في حالة اختلاطه . لكن قد تابعه سفيان عن أبي إسحاق به , إلا أنه قال : " .. لا يتمثل بي " . أخرجه أحمد ( 1 / 375 و 400 و 440 ) و الترمذي ( 2277 ) و ابن ماجه ( 3946 ) و الدارمي ( 2 / 123 - 124 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و سفيان هو و الثوري , و قد سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط , فالحديث صحيح على شرط مسلم . و رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 67 / 2 رقم 1244 ) من طريق الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق به . و له شاهد من حديث عبد الله بن عباس مرفوعا بلفظ : " من رآني في المنام فإياي رأى , فإن الشيطان لا يتخيل بي . و في لفظ : لا يتخيلني " . أخرجه أحمد ( 1 / 279 ) من طريق جابر عن عمار عن سعيد بن جبير عنه . و رجاله ثقات رجال مسلم غير جابر و هو الجعفي , و هو ضعيف . لكن جاء من طريق أخرى من رواية عوف بن أبي جميلة عن نذير الفارسي - و كان يكتب المصاحف - قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام زمن ابن عباس , فقلت له : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم , فقال ابن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن الشيطان لا يستطيع لا يستطيع أن يتشبه بي , فمن رآني في النوم فقد رآني " هل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيته في النوم ? قال : نعم , أنعت لك رجلا بين الرجلين , جسمه و لحمه أسمر إلى البياض , أكحل العينين , حسن الضحك , جميل دوائر الوجه , قد ملأت لحيته ما بين هذه إلى هذه , قد ملأت نحره - قال عوف : و لا أدري ما كان مع هذا النعت - فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا . أخرجه أحمد ( 1 / 361 ) و الترمذي في " الشمائل " ( 347 - " مختصر الشمائل " بقلمي ) , و إسناده جيد في المتابعات . و شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " .. فإن الشيطان لا يتمثل بي . و قال ابن فضيل مرة : يتخيل بي " . أخرجه أحمد ( 2 / 332 ) عنه عن عاصم بن كليب عن أبيه عنه . و في رواية أخرى له ( 2 / 342 ) من طريق عبد الواحد بن زياد : حدثنا عاصم بن كليب به باللفظ الأول لابن فضيل , و زاد : " قال عاصم : قال أبي : فحدثنيه ابن عباس , فأخبرته أني قد رأيته . قال : رأيته ? قال : أي والله لقد رأيته . قال : فذكرت الحسن بن علي , قال : إني والله قد ذكرته و نعته في مشيته . قال : فقال ابن عباس : إنه كان يشبهه " . و أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( رقم - 346 ) من هذا الوجه , و كذا الحاكم ( 4 / 393 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و كذا العسقلاني , فإنه قال في " فتح الباري " ( 12 / 384 ) بعد أن عزاه للحاكم : " و سنده جيد " . و لفظه عنده : " قال : قلت لابن عباس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام . قال : صفه لي . قال : ذكرت الحسن بن علي فشبهته به , قال : قد رأيته " . قلت : و لم أره في " مستدرك الحاكم " بهذا اللفظ . و الله أعلم . و له شاهد ثالث من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " من رآني في المنام فقد رآني , فإن الشيطان لا يتخيل بي " . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 349 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 218 / 2 / 3906 ) و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 6994 ) بلفظ : " .. لا يتمثل بي " , و المعنى واحد , قال المناوي في " شرح الشمائل " : " ( لا يتخيل بي ) أي لا يمكنه أن يظهر لأحد بصورتي , فمعنى ( التخيل ) يقرب من معنى التصور " . و اعلم أن الحديث قد جاء في الصحيحين و غيرهما بألفاظ أخرى مثل : " لا يتزايا بي " و " لا يتراءى بي " و " يتكونني " , و كلها متساوية المعاني , كما بينه الحافظ في " الفتح " ( 12 / 386 ) و هو بالجملة حديث متواتر و قد خرجته في " الروض النضير " عن عشرة من الصحابة تحت الحديث ( 995 ) , و في الباب عن جمع آخر منهم خرج أحاديثهم الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 181 - 182 ) و عن البراء بن عازب , و في حديثه فائدة مثل ما تقدم عن ابن عباس , و لذلك فمن المفيد أن أسوقه , لاسيما و هو في مصدر عزيز من كتب السنة , و هو " مسند الروياني " , أخرجه ( 21 / 2 ) من طريق يحيى بن أبي بكير : أخبرنا علي - و يكنى أبا إسحاق - عن عامر بن سعد البجلي قال : لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام , فقال : إن رأيت البراء بن عازب فأقرئه السلام , و أخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار , و إن كاد الله أن يسحق أهل الأرض منه بعذاب أليم . قال : فأتيت البراء فأخبرته , فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رآني في المنام فقد رآني , فإن الشيطان لا يتصور بي " . و هكذا أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 101 ) في ترجمة علي أبي إسحاق هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لا وجدت له ترجمة في شيء من كتب التراجم المعروفة , فالله أعلم به . ( فائدة ) : في هذه الأحاديث أنه من الممكن أن يرى الرائي النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته , و لو لم يكن معاصرا له , لكن بشرط أن يراه على صورته التي كان عليها صلى الله عليه وسلم في برهة من حياته , و إلى هذا ذهب جماعة من العلماء كما في " فتح الباري " ( 12 / 384 ) , و هو قول ابن عباس في رواية يزيد الفارسي و كليب والد عاصم , و كذا البراء كما تقدم , و علقه البخاري عن محمد بن سيرين إمام المعبرين , و قد وصله القاضي بسنده الصحيح عن أيوب قال : " كان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : صف لي الذي رأيته , فإن وصف له صفة لا يعرفها قال : لم تره " . و به قال العلامة ابن رشد , فقال كما في " الاعتصام " للإمام الشاطبي ( 1 / 355 ) : " و ليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من رآني فقد رآني حقا " أن كل من رأى في منامه أنه رآه , فقد رآه حقيقة , بدليل أن الرائي قد يراه مرات على صور مختلفة , و يراه الرائي على صفة , و غيره على صفة أخرى , و لا يجوز أن تختلف صور النبي صلى الله عليه وسلم , و لا صفاته , و إنما معنى الحديث : من رآني على صورتي التي خلقت عليها فقد رآني , إذ لا يتمثل الشيطان بي , إذ لم يقل صلى الله عليه وسلم : من رأى أنه رآني فقد رآني , و إنما قال : " من رآني فقد رآني " , و أنى لهذا الرائي الذي رأى أنه رآه على صورته الحقيقية أنه رآه عليها , و إن ظن أنه رآه ما لم يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها , و هذا ما لا طريق لأحد إلى معرفته " . قال الحافظ : " و منهم من ضيق الفرض في ذلك , فقال : لابد أن يراه على صورته التي قبض عليها , حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لم تبلغ عشرين شعرة . و الصواب التعميم في جميع حاله بشرط أن تكون صورته الحقيقة في وقت ما , سواء كان في شبابه أو رجولته أو كهولته , أو آخر عمره .. " . و قال الشيخ علي القارىء في " شرح الشمائل " ( 2 / 293 ) : " و قيل إنه مختص بأهل زمانه صلى الله عليه وسلم , أي من رآني في المنام يوفقه الله تعالى لرؤيتي في اليقظة . و لا يخفى بعد هذا المعنى , مع عدم ملاءمته لعموم ( من ) في المبنى , على أنه يحتاج إلى قيود , منها : أنه لم يره قبل ذلك , و منها أن الصحابي غير داخل في العموم .. " . قلت : و لا أعلم لهذا التخصيص مستندا إلا أن يكون حديث أبي هريرة عند البخاري ( 6993 ) مرفوعا بلفظ : " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة , و لا يتمثل الشيطان بي " . فقد ذكر العيني في " شرح البخاري " ( 24 / 140 ) أن المراد أهل عصره صلى الله عليه وسلم , أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه و التشرف بلقائه صلى الله عليه وسلم .. " . و لكنني في شك من ثبوت قوله : " فسيراني في اليقظة " , و ذلك أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الجملة : " فسيراني في اليقظة " , فرواه هكذا البخاري كما ذكرنا , و زاد مسلم ( 7 / 54 ) : " أو فكأنما رآني في اليقظة " . هكذا على الشك , قال الحافظ ( 12 / 383 ) : " و وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة : " فقد رآني في اليقظة " , بدل قوله : " فسيراني " . و مثله في حديث ابن مسعود عند ابن ماجه , و صححه الترمذي و أبو عوانة . و وقع عند ابن ماجه من حديث أبي جحيفة : " فكأنما رآني في اليقظة " . فهذه ثلاثة ألفاظ : " فسيراني في اليقظة " . " فكأنما رآني في اليقظة " . ( انظر ما تقدم برقم 1004 ) . " فقد رآني في اليقظة " . و جل أحاديث الباب كالثالثة إلا قوله في ( اليقظة ) " . و كلها في تأكيد صدق الرؤيا , فاللفظ الثاني أقرب إلى الصحة من حيث المعنى , فهو فيه كحديث ابن عباس و أنس المتقدم : " فقد رآني " , و آكد منه حديث أبي سعيد الخدري بلفظ : " فقد رآني الحق " . أخرجه البخاري ( 6997 ) و أحمد ( 3 / 55 ) و هو لابن حبان ( 6019 و 6020 ) عن أبي هريرة .
أخرجه مسلم ( 7 / 190 ) و ابن حبان ( 2314 - موارد ) و أحمد ( 4 / 420 و 423 و 424 ) و اللفظ له , و الروياني في " مسنده " ( 30 / 19 / 1 ) من طرق عن مهدي بن ميمون : حدثنا أبو الوازع [ جابر بن عمرو الراسبي ] قال : سمعت # أبا برزة # قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا إلى حي من أحياء العرب في شيء - لا يدري مهدي ما هو ? - قال : فسبوه و ضربوه , فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : فذكره . و ( عمان ) بضم العين و تخفيف الميم : مدينة بالبحرين كما قال النووي . و قد روي الحديث بلفظ آخر نحوه في حي العرب في ( عمان ) , لكن بإسناد آخر فيه انقطاع , و بلفظ ثالث مغاير لهذين فيه فضل الحجة منها , و هو ضعيف أيضا , و لذلك خرجتهما في " الضعيفة " ( 5173 و 5174 ) . 2731" يا عائشة ! إياك و محقرات الذنوب , فإن لها من الله طالبا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 521 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 303 ) و ابن ماجه ( 2 / 560 - التازية ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2797 ) و أحمد ( 6 / 70 و 151 ) و الحارث في " مسنده " ( ق 128 / 2 - زوائده ) من طرق عن سعيد بن مسلم بن بانك قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول : حدثني عوف بن الحارث عن # عائشة # قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : قال البوصيري في " زوائد ابن ماجه " ( ق 262 / 1 ) : " هذا إسناد صحيح رجاله ثقات , رواه أبو بكر بن أبي شيبة و أبو يعلى في مسنده , و النسائي في ( الرقاق ) .. " . قلت : و رجاله رجال مسلم غير ابن بانك بفتح النون , و هو ثقة كما في " التقريب " , و لما ذكر في " الفتح " ( 11 / 329 ) تصحيح ابن حبان إياه , سكت عليه و أقره . و للحديث شاهدان أتم منه من حديث سهل بن سعد و عبد الله بن مسعود , حسن إسناد الأول منهما الحافظ , و قد سبق تخريجه برقم ( 389 ) , و الآخر مخرج في " الروض النضير " برقم ( 351 ) . ( تنبيه ) : في مطبوعة الدارمي زيادة : " مالك " في السند , و هي خطأ . 2732" إن الله عز وجل ( و في لفظ : لعل الله ) اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 521 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 265 - التازية ) و ابن حبان ( 2220 - موارد ) و الحاكم ( 4 / 77 - 78 ) و ابن أبي شيبة ( 12397 ) و أحمد ( 2 / 295 - 296 ) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : فذكره مرفوعا . و في لفظ لأبي داود : " لعل الله .. " , و هو لفظ ابن حبان , و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , و لم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين : " إن الله اطلع عليهم فغفر لهم " , و إنما أخرجاه على الظن : ( و ما يدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر " . و وافقه الذهبي . قلت : اللفظ الذي أخرجاه هو من حديث علي رضي الله عنه , و قد رواه غيرهما عنه , و صححه الترمذي , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2381 ) , و قد جاء عن غيره من الصحابة , منهم ابن عباس عند أحمد ( 1 / 331 ) و ابن عمر عنده ( 2 / 109 ) و جابر أيضا ( 3 / 350 ) و صححه على شرط مسلم , و وافقه الذهبي , و كلهم ذكروه في قصة حاطب بن أبي بلتعة , خلافا لحديث أبي هريرة , فإنه ذكر فيه قصة أخرى فقال : " إن رجلا من الأنصار عمي , فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن تعال فاخطط في داري مسجدا أتخذه مصلى , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم و اجتمع إليه قومه , و بقي رجل منهم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين فلان ? " , فغمزه بعض القوم فقال : إنه و إنه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس قد شهد بدرا ? قالوا : بلى يا رسول الله ! و لكنه كذا و كذا , فقال : لعل الله .. " . هكذا رواه ابن حبان بسنده الصحيح عن حماد بن سلمة . و كذلك رواه الدارمي ( 2 / 313 ) دون ما قبل قوله : " أين فلان .. " , فإن كان محفوظا فهي قصة أخرى , لكني في شك من ثبوتها في هذا الحديث لأمرين : الأول : أنها لم ترد في حديث أهل بدر عند من ذكرنا من الصحابة , إلا من حديث أبي هريرة عند من ذكرنا , و فيه عاصم بن أبي النجود , و هو متكلم في حفظه , و قد قال الذهبي و العسقلاني : " صدوق يهم " . فمثله حسن الحديث إذا لم يخالف , و أما مع المخالفة - كما هنا - فلا . و الآخر : أن قصة الأعمى و اسمه عتبان قد جاءت في " الصحيحين " و غيرهما عن عتبان نفسه , و فيها غمز الصحابة للرجل , دون حديث البدريين , و قال بديله : " أليس يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ? .. " الحديث . انظر " صحيح مسلم " ( 1 / 45 - 46 ) . و قد خالف عاصم مخالفة أخرى , و ذلك قوله : " إن الله اطلع .. " , بينما قال غيره من الثقات الذين رووا الحديث عن الجمع المشار إليهم من الصحابة : " لعل الله اطلع .. " على الظن كما تقدم عن الحاكم . لكن الخطب في هذه المخالفة سهل لأمرين أيضا : الأول : أن عاصما لم يثبت عليها , بل إنه وافق الثقات في لفظهم في بعض الطرق عنه كما تقدم , فلا شك أن هذا أصح . و الآخر : أنه رواه بالمعنى , و هذا منه , فقد ذكر الحافظ في " الفتح " ( 7 / 305 - السلفية ) عن العلماء : أن الترجي في كلام الله و كلام رسوله للوقوع . 2733" والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا , فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن عليه المال فلا يقبله , ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 524 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1552 ) : حدثنا أحمد بن عيسى أخبرنا ابن وهب عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع # أبا هريرة # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي صخر - و هو حميد ابن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده , و قد تكلم فيه بعضهم , و صحح له ابن حبان و الحاكم و البوصيري , و مشاه المنذري , فانظر الحديث ( 83 ) من كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 39 ) . و الحديث قال الهيثمي ( 8 / 211 ) : " رواه أبو يعلى , و رجاله رجال الصحيح " . و قد أخرجه البخاري ( 3448 ) , و مسلم ( 1 / 93 - 94 ) و غيرهما من طريق سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة دون قوله : " و ليصلحن ذات البين , و ليذهبن الشحناء " . و الفقرة الثانية منهما عند مسلم و غيره من حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة و الجملة الأخيرة لها طريق أخرى عنه بلفظ : " .. و ليأتين قبري حتى يسلم علي , و لأردن عليه " . أخرجه الحاكم . و صححه الذهبي و غيرهما من المتأخرين , و فيه علتان بينتهما في " الضعيفة " تحت الحديث ( 5540 ) , لكن لعله يصلح شاهدا للطريق الأولى . ( تنبيه ) : قوله : " لأجبته " كذا في " مسند أبي يعلى " , و النسخة سيئة , لكن كذلك وقع أيضا في نقل الهيثمي عنه , و قد ادعى الشيخ أبو غدة في تعليقه على " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " ( ص 245 ) أنه تحريف , و أن الصواب : " لأجيبنه " , و هو محتمل <1> . و الله أعلم .
----------------------------------------------------------- [1] ثم رأيته كذلك في " المطبوعة " ( 11 / 462 / 6584 ) و كذا في " المطالب العالية " ( 4 / 23 ) . اهـ . 2734" إن الله يجعل مكان كل شوكة ( يعني من شجرة الطلح في الجنة ) مثل خصية التيس الملبود - يعني المخصي - فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لونه لون الآخر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 525 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 17 / 130 / 318 ) و في " مسند الشاميين " ( ص 91 ) عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن #عتبة بن عبد السلمي #قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ! أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها , يعني الطلح , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله .. قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخاري غير حبيب بن عبيد , فهو من رجال مسلم . و قال الهيثمي ( 10 / 414 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح " . و للحديث شاهد من رواية سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا نحوه . أخرجه الحاكم ( 2 / 476 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و رواه ابن أبي الدنيا نحوه , و حسن المنذري سنده في " الترغيب و الترهيب " ( 4 / 260 ) .( تنبيه ) : سقط من " المعجم الكبير " طرف من الحديث , ففسد المعنى , و قريب منه في " المجمع " , فليستدرك من هنا رواية " المسند " . 2735" أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و إن كان عبدا حبشيا , فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي , عضوا عليها بالنواجذ [ و إياكم و محدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 526 :
أخرجه الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 136 ) من طريقين , و في " المعجم الكبير " ( 18 / 248 / 623 ) من أحدهما عن أرطاة بن المنذر عن المهاصر بن حبيب عن # العرباض بن سارية # قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون , و وجلت منها القلوب , فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع , فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات كما بينته في " ظلال الجنة " ( رقم 28 و 29 ) و هو في تخريج " كتاب السنة " لابن أبي عاصم , و الزيادة له , و قد أخرجها هو و أصحاب السنن و غيرهم من طرق كثيرة عن العرباض رضي الله عنه , فانظرها في " الظلال " ( 26 - 34 و 1037 - 1045 ) , و " مسند الشاميين " ( ص 237 و 276 و 403 ) و إنما آثرت هذه بالتخريج هنا لعزتها , و شهرة تلك , و بعضها في " الشاميين " ( ص 154 ) . و الحديث من الأحاديث الهامة التي تحض المسلمين على التمسك بالسنة و سنة الخلفاء الراشدين الأربعة و من سار سيرتهم , و النهي عن كل بدعة , و أنها ضلالة , و إن رآها الناس حسنة , كما صح عن ابن عمر رضي الله عنه . و الأحاديث في النهي عن ذلك كثيرة معروفة , و مع ذلك فقد انصرف عنها جماهير المسلمين اليوم , لا فرق في ذلك بين العامة و الخاصة , اللهم إلا القليل منهم , بل إن الكثيرين منهم ليعدون البحث في ذلك من توافه الأمور , و أن الخوض في تمييز السنة عن البدعة , يثير الفتنة , و يفرق الكلمة , و ينصحون بترك ذلك كله , و ترك المناصحة في كل ما هو مختلف فيه ناسين أو متناسين أن من المختلف فيه بين أهل السنة و أهل البدعة كلمة التوحيد , فهم لا يفهمون منها وجوب توحيد الله في العبادة , و أنه لا يجوز التوجه إلى غيره تعالى بشيء منها , كالاستغاثة و الاستعانة بالموتى من الأولياء و الصالحين *( و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )* . ( تنبيه ) : هذا الحديث الصحيح مما ضعفه المدعو ( حسان عبد المنان ) مع اتفاق الحفاظ قديما و حديثا على تصحيحه , ضعفه من جميع طرقه , مع أن بعضها حسن , و بعضها صحيح كما بينته في غير ما موضع , و سائر طرقه تزيده قوة على قوة . و مع أنه أتعب نفسه كثيرا في تتبع طرقه , و تكلف تكلفا شديدا , في تضعيف مفرداته , و لكنه في نهاية مطافه هدم جل ما بناه بيده , و صحح الحديث لشواهده , مستثنيا أقل فقراته , منها : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي " , و ذلك في آخر كتيبه الذي سماه " حوار مع الشيخ الألباني " , و مع أنه لم يكن فيه صادقا و منصفا , فقد كان يدلس على القراء و يكتم الحقائق , و يطعن في الحفاظ المشهورين , و يرميهم بالتساهل و التقليد , إلى غير ذلك من المخازي التي لا مجال الآن لبيانها , و لاسيما و قد قمت بشيء من ذلك بردي الجديد عليه , متتبعا تضعيفه للأحاديث الصحيحة التي احتج بها الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " إغاثة اللهفان " الذي قام المذكور بطبعه و تخريج أحاديثه , فأفسده أيما إفساد بأكثر مما كان فعله من قبل بكتاب الإمام النووي : " الرياض " ! و المقصود الآن بيان جهله و طغيانه في تضعيفه لهذه الطريق الصحيحة , فأقول : لقد أعله في " حواره " بالانقطاع بين مهاصر بن حبيب و العرباض بن سارية , مع أنه نقل ( ص 57 - 58 ) عن أبي حاتم و ابن حبان أن ( مهاصرا ) روى عن جماعة من الصحابة , ذكر منهم أبو حاتم ( أبو ثعلبة الخشني ) . و ابن حبان ( أسد بن كرز ) , و أما هو فلا يسلم لهذين الحافظين , و يجزم ( ص 59 ) بأنه لم يسمع منهم , بناء على أنه تبنى قول بعض المتقدمين بشرطية ثبوت اللقاء , و ليس المعاصرة فقط , و مع أن هذا الشرط غير مسلم به عند الإمام مسلم و جماهير المحدثين و الفقهاء كما هو معلوم في كتب المصطلح , فهو عند التحقيق شرط كمال , و ليس شرط صحة كما حققته في مقدمة الرد المشار إليه آنفا , و مع ذلك , فإن هذا الجاني على السنة لم يكتف بالتبني المذكور - إذن لهان الأمر بعض الشيء - بل زاد عليه أن يشترط ثبوت السماع من الراويين , و لو كان اللقاء ثابتا في الأصل , فهو يضعف لذلك أحاديث كثيرة صحيحة . و قد بينت تمسكه بهذا الشرط الذي لا يقول به الأئمة حتى البخاري بأمثلة ذكرتها في تلك المقدمة . و المقصود أن الرجل منحرف عن ( الجماعة ) تأصيلا و تفريعا , فلا قيمة لمخالفاته البتة , و لا غرابة في تباين أحكامه عن أحكام علمائنا , و هاك المثال تأصيلا و تفريعا , فقد أعل أحاديث ( المهاصر ) عن الأصحاب الثلاثة الذين تقدم ذكرهم , و منهم ( أسد بن كرز ) بالانقطاع المنافي للصحة , و هذا هو الحافظ ابن حجر قد حسن إسناد حديث المهاصر عن ( أسد بن كرز ) في ترجمة هذا من " الإصابة " , و قد خرجته في " الصحيحة " ( 3138 ) , و قد بينت هناك أنه قد تحرف اسم ( مهاصر ) إلى ( مهاجر ) في عدة من المصادر , فليعلم . 2736" إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 529 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 163 ) و الطبراني في " الكبير " ( 18 / 358 ) و " الأوسط " ( 1 / 49 / 842 ) موصولا عن سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن خالد بن يزيد عن # عرباض بن سارية # قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , فقمت إليها فسقيتها و أخبرتها بما سمعت . و أخرجه أحمد ( 4 / 128 ) : حدثنا أبو جعفر - و هو محمد بن جعفر المدائني - : أخبرني عباد بن العوام عن سفيان بن الحسين عن خالد بن سعد عن العرباض بن سارية به . و أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 115 ) من طريق سعيد بن سليمان قال : حدثنا عباد عن سفيان بن حسين عن خالد بن شريك عن عرباض بن سارية به . و قال مشيرا إلى انقطاعه و تفرد خالد هذا به : " لا يتبين سماعه منه , لا يتابع عليه , و ليس يحفظ له غيره " . قلت : فهذا اضطراب شديد في اسم هذا الرجل . و قد ترجمه الحافظ في " التهذيب " تبعا لأصله باسم خالد بن زيد . قال : " و قيل ابن يزيد - و هو وهم - أبو عبد الرحمن الشامي . أرسل عن العرباض بن سارية و شرحبيل بن السمط .. " . و ترجمه في " اللسان " باسم خالد بن شريك عن العرباض بن سارية و عنه سفيان بن حسين بحديث : إذا سقى .. و قال : " قال الأزدي : لا يتابع عليه " . و بالجملة فهذه الترجمة من المشكلات ليس من السهل الاهتداء فيها إلى الصواب , و لكن الحديث ضعيف لانقطاعه بين خالد هذا و العرباض , مع التردد في شخصية خالد . و الله أعلم . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى موصولة يمكن تقويته بها . فقال الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 328 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق : حدثنا محمد بن إسماعيل ابن عياش : حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن العرباض بن سارية قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره مع قول العرباض : فقمت .. إلخ . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و رجاله موثقون غير محمد بن إسماعيل بن عياش , قال أبو داود : " لم يكن بذاك " . و قال أبو حاتم : " لم يسمع من أبيه شيئا " . و قال الحافظ في " التقريب " : " عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع " . و قال الذهبي في " الكاشف " : " بينهما رجل " . قلت : قد صرح في هذا الإسناد بالسماع من أبيه , لكن الراوي عنه عمرو بن إسحاق - و هو ابن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي - لم أعرفه , و قد أخرج له في " المعجم الصغير " حديثا ( 542 - الروض ) , و أربعة أحاديث أخرى في " الأوسط " ( 2 / 304 / 2 - 305 / 1 / 5039 - 5042 ) , و أكثر عنه في " مسند الشاميين " قبل هذا الحديث و بعده إلى ( ص 331 ) <1> , و في كلها صرح محمد بن إسماعيل بالتحديث عن أبيه , و كذلك ( ص 334 ثم ص 335 ) , و تابعه في رواية التحديث عنه هاشم بن مرثد الطبراني عنده ( ص 331 و 334 ) . فلعله من ثقات شيوخ الطبراني , و لعله لذلك لم يورده الذهبي في " الميزان " . و الله أعلم . و إن مما يقوي الحديث ما أخرجه الشيخان و غيرهما عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها , حتى ما تجعل في في امرأتك " . الإرواء ( 899 ) .
[1] قلت : و مع هذا كله فهو مما فات صديقنا الشيخ الفاضل حمادا الأنصاري , فلم يذكره في كتابه الفريد : " بلغة القاصي و الداني في تراجم شيوخ الطبراني " , و لا هو عند ابن عساكر . اهـ . 2737" من رأى مبتلى فقال : " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا " , لم يصبه ذلك البلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 531 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 25 / 1 / 5457 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال : أخبرنا زكريا بن يحيى الضرير قال : أخبرنا شبابة بن سوار , قال المغيرة ابن مسلم : عن أيوب عن نافع عن # ابن عمر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " لم يروه عن أيوب إلا مغيرة بن مسلم , و لا عن المغيرة إلا شبابة , تفرد به زكريا بن يحيى " . قلت : و هو مستور لم يعرفه الهيثمي , فقال عقب الحديث ( 10 / 138 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير , و لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " . و كذا قال في أحاديث أخرى منها الحديث الآتي بعده , و قد فاته أنه معروف عند الخطيب البغدادي , فقد ترجمه في " تاريخ بغداد " ( 8 / 457 - 458 ) برواية جمع من الثقات الحفاظ عنه , منهم يحيى بن صاعد و القاضي المحاملي , و يضم إليهم الحافظ محمد بن أحمد بن أبي خيثمة , فقد روى له الطبراني في " الأوسط " أحاديث أخرى عن زكريا هذا , و هذه أرقامها فيه ( 5489 و 5490 و 5530 و 5536 ) , فمثله قد جرى عمل العلماء على الاعتداد بحديثهم و لو في حدود الاستشهاد على أقل تقدير , إذا كان من دونه و من فوقه من الثقات , كما هو الشأن في هذا الحديث , فإن من فوقه كلهم ثقات من رجال " التهذيب " , و الراوي عنه ابن أبي خيثمة من الحفاظ الثقات المشهورين , فهو صدوق . و قد كنت خرجت هذا الحديث من رواية أبي هريرة فيما تقدم ( 602 ) بسند فيه ضعف , فقويته بطريق أخرى عن ابن عمر من رواية الوليد ابن عتبة عن محمد بن سوقة عن نافع به . فلما وقفت على هذه المتابعة من المغيرة بن مسلم عن أيوب عن نافع بادرت إلى إخراجها هنا تأكيدا لصحة الحديث . و الله ولي التوفيق و الهداية . ثم رأيت ابن القطان قد أورد الحديث في كتابه " النظر في أحكام النظر " ( ق 72 / 1 ) فقال : قال البزار : أخبرنا زكريا بن يحيى به . و قال ابن القطان : " المغيرة بن مسلم مشهور ليس به بأس , فهو إسناد حسن " . ( تنبيه ) : هذا الحديث لم يعزه الهيثمي للبزار , و له حديث آخر من حديث علي في حمده صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يكره , و إذا رأى ما يسره , لم يذكره الهيثمي أيضا , و قد سبق ذكره تحت الحديث ( 265 / التحقيق الثاني ) , فتأكدت من صحة ما جاء في " الرسالة المستطرفة " للكتاني ( ص 51 ) أن للبزار مسندين : الكبير المعلل و هو المسمى " بالبحر الزخار " , و الصغير , فألقي في النفس أن الذي ينقل الهيثمي منه هو الصغير , لكن يعكر على هذا أنه ذكر في فاتحة كتابه أن مرجعه إنما هو " مسنده المسمى بالبحر الزخار " , فلست أدري هل نسخ هذا " البحر الزخار " مختلفة , فيوجد في بعضها ما لا يوجد في النسخ الأخرى , فإن الحديث الآخر المشار إليه آنفا مع عدم ذكر الهيثمي له , لم يرد في نسخة " البحر الزخار " المطبوعة حديثا , فالأمر يحتاج إلى مزيد من التحقيق . و حديث أبي هريرة - المشار إليه آنفا - قد أخرجه البزار أيضا ( 4 / 29 / 3118 - كشف الأستار ) إلا أنه زاد في آخره : " فإنه إذا قال ذلك كان شكر تلك النعمة " . مكان قوله هناك : " لم يصبه ذلك البلاء " . كما في حديث ابن عمر هنا , و هو الصواب , لأنه شاهد قوي له , و في إسناد البزار شيخه ( عبد الله بن شبيب ) , و هو واه , مع مخالفته للثقات فيه , و إن كان طريقهم جميعا ينتهي إلى العمري كما تقدم ثمة , و قال البزار عقبه : " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد , و عبد الله بن عمر قد احتمل أهل العلم حديثه " . ثم رأيته في " معجم الطبراني الصغير " ( 140 - هندية ) و " الأوسط " أيضا ( 7 / 363 / 4599 - مجمع البحرين ) من طريق غير ( ابن شبيب ) , فانحصرت العلة في العمري , و مع ذلك قال الهيثمي ( 10 / 138 ) : " إسناده حسن " ! 2738" ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين ? قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر فتن الليل و النهار و من كل طارق إلا طارق يطرق بخير , يا رحمن ! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 534 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 31 / 5547 ) بإسناد الذي قبله عن المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسان عن جبير عن # خالد بن الوليد # قال : كنت أفزع بالليل , فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى شيئا إلا ضربته بسيفي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا المغيرة بن مسلم , تفرد به شبابة " . قلت : و هو ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " , و كذا من فوقه , فإنهم ثقات من رجال " التهذيب " إن كان شيخ هشام بن حسان ( جبيرا ) فإن اسمه غير واضح في النسخة المصورة , و يمكن أن يقرأ ( حميد ) , و لكل من الاحتمالين ما يرجحه , فـ ( جبير ) - و هو ابن نفير - له رواية عن خالد بن الوليد عند أبي داود , و ( حميد ) - و هو ابن هلال - روى عنه هشام بن حسان عند مسلم و أبي داود كما في " تهذيب المزي " , و سواء كان هذا أو ذاك فهو ثقة , لكن يحتمل أن ( حطم ) , و هو " شيخ " كما في " ثقات ابن حبان " ( 4 / 193 ) و لعله أراده الهيثمي بقوله ( 10 / 126 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني , و لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " . قلت : قد عرفه الخطيب حين ترجمه برواية جمع من الحفاظ عنه كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله , فالسند حسن على الاحتمال المذكور , لاسيما و له طريق أخرى من رواية المسيب بن واضح : حدثنا معتمر بن سليمان : حدثنا حميد الطويل عن بكر ابن عبد الله المزني عن أبي العالية عن خالد بن الوليد : أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أجد فزعا بالليل , فقال : ألا أعلمك .. الحديث بتمامه , و زاد : " و من شر ما ذرأ في الأرض و ما يخرج منها , و من شر فتن الليل .. " إلخ . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 4 / 135 / 3838 ) : و في " الدعاء " ( 2 / 1307 / 1083 ) عن شيخين له ثقتين قالا : حدثنا المسيب بن واضح .. قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير المسيب هذا , فهو ضعيف , لكن ضعفه من قبل حفظه , فيمكن الاستشهاد به , و بخاصة أنه قد توبع , فرواه البيهقي في " الدلائل " ( 7 / 96 ) من طريق حفصة بنت سيرين عن أبي العالية به . و رجاله ثقات غير شيخه و شيخ شيخه " أبو حامد أحمد بن أبي العباس الزوزني : حدثنا أبو بكر محمد بن خنب ( ! ) " فإني لم أعرفهما . و لبعضه شاهد يرويه أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان : أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كان يورق , أو أصابه أرق , فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه , و من شر عباده , و من همزات الشياطين و أن يحضرون . أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 746 ) . و رواه أحمد ( 4 / 57 ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 185 ) و كذا ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 10 / 362 - 363 ) , و ابن عبد البر في " التمهيد " ( 24 / 109 ) من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان به , إلا أنه قال : عن الوليد ابن الوليد أنه قال : يا رسول الله ! إني أجد وحشة . قال : إذا أخذت مضجعك فقل : فذكره . و زاد في آخره : " فإنه لا يضر , و بالحري أن لا يقربك " . فهذا خلاف رواية أيوب بن موسى لأنه قال : " الوليد بن الوليد " , و هو أصح , و هو أخو خالد بن الوليد . و رجال إسناده ثقات رجال الشيخين , لكنه منقطع , قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 263 ) : " و محمد لم يسمع من الوليد " . و كذا قال الحافظ في " الإصابة " , و لفظه : " و هو منقطع , لأن محمد بن يحيى لم يدركه " . و هذا معنى قول البيهقي عقبه : " هذا مرسل " . ( تنبيه ) : ثم قال الحافظ عقب قوله المتقدم : " و قد أخرجه أبو داود من رواية ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان الوليد بن الوليد يفزع في منامه , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فذكر الحديث " . كذا قال ! و الحديث عند أبي داود في " كتاب الطب " ( 3893 ) من الوجه المذكور بلفظ : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات .. " فذكرها , ليس للوليد بن الوليد فيه ذكر , و كذلك أخرجه الترمذي ( 3519 ) و حسنه , و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 765 ) , و الحاكم ( 1 / 548 ) و البيهقي ( ص 185 - 186 ) , و " الآداب " ( 993 ) له و ابن السني ( 744 ) و أحمد ( 2 / 181 ) و ابن أبي شيبة ( 10 / 364 ) كلهم عن ابن إسحاق به معنعنا . نعم علقه البخاري في " أفعال العباد " ( ص 88 - هندية ) على شيخه أحمد بن خالد - و هو الكندي أبو سعيد - : حدثنا محمد بن إسحاق به , و لفظه : " كان الوليد بن الوليد رجلا يفزع في منامه .. " إلخ . و هو رواية للنسائي و ابن عبد البر . فلعل عزوه لأبي داود سبق قلم , و الله أعلم . ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا مرسلا من رواية مصعب بن شيبة عن يحيى بن جعدة قال : " كان خالد بن الوليد يفزع من الليل حتى يخرج و معه سيفه .. " الحديث نحوه , و زاد في آخره : " فقالهن خالد , فذهب ذلك عنه " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 8 / 60 و 10 / 363 ) . قلت : و مصعب هذا لين الحديث كما في " التقريب " . و رواه مالك في " الموطأ " ( 3 / 125 - 126 ) عن يحيى بن سعيد قال : بلغني أن خالد بن الوليد قال : فذكره مختصرا . و قال ابن عبد البر في " التمهيد " عقبه : " و هذا حديث مشهور مسندا و غير مسند " . ثم رواه من بعض الطرق المتقدمة , ثم قال : " و في هذا الحديث دليل على أن كلام الله عز وجل غير مخلوق , لأنه لا يستعاذ بمخلوق " . ثم ذكر أن معنى قوله في بعض الطرق المتقدمة : " و أن يحضرون " : " و أن يصيبوني بسوء , كما في قوله تعالى : *( و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون )* " . ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي رافع أن خالد بن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه وحشة يجدها , فقال له : فذكره بنحوه . أخرجه عبد الرزاق ( 11 / 35 / 19831 ) و من طريقه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4 / 175 / 4710 ) . و رجاله ثقات غير ( إسحاق بن إبراهيم ) و هو الدبري , و فيه كلام معروف . و قد جاءت هذه الاستعاذة في قصة تحدر الشياطين على النبي صلى الله عليه وسلم , و محاولة أحدهم حرقة بشعلة من نار , فأمره جبريل بها فطفئت نارهم و هزمهم الله تعالى , أخرجه أحمد و غيره , و قد خرجته في هذا المجلد برقم ( 2995 ) , و مختصرا في المجلد الثاني ( 840 ) . 2739" قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني , فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية و شر , فجاءنا الله بهذا الخير [ فنحن فيه ] , [ و جاء بك ] , فهل بعد هذا الخير من شر [ كما كان قبله ? ] . [ قال : " يا حذيفة تعلم كتاب الله و اتبع ما فيه , ( ثلاث مرات ) " . قال : قلت : يا رسول الله ! أبعد هذا الشر من خير ? ] . قال : " نعم . [ قلت : فما العصمة منه ? قال : " السيف " ] . قلت : و هل بعد ذلك الشر من خير ? ( و في طريق : قلت : و هل بعد السيف بقية ? ) قال : " نعم , و فيه ( و في طريق : تكون إمارة ( و في لفظ : جماعة ) على أقذاء , و هدنة على ) دخن " . قلت : و ما دخنه ? قال : " قوم ( و في طريق أخرى : يكون بعدي أئمة [ يستنون بغير سنتي و ] , يهدون بغير هديي , تعرف منهم و تنكر , [ و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين , في جثمان إنس ] " . ( و في أخرى : الهدنة على دخن ما هي ? قال : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه " ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ? قال : " نعم , [ فتنة عمياء صماء , عليها ] دعاة على أبواب جهنم , من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا , و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [ يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ? قال : " تلتزم جماعة المسلمين و إمامهم , [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك , فاسمع و أطع ] " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ? قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها , و لو أن تعض بأصل شجرة , حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . ( و في أخرى ) : " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة , فالزمه و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك , فإن لم تر خليفة فاهرب [ في الأرض ] حتى يدركك الموت و أنت عاض على جذل شجرة " . [ قال : قلت : ثم ماذا ? قال : " ثم يخرج الدجال " . قال : قلت : فبم يجيء ? قال : " بنهر - أو قال : ماء و نار - فمن دخل نهره حط أجره و وجب وزره , و من دخل ناره وجب أجره و حط وزره " . [ قلت : يا رسول الله : فما بعد الدجال ? قال : " عيسى ابن مريم " ] . قال : قلت : ثم ماذا ? قال : " لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة " ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 541 :
قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته , ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم , و شتت شملهم , و أذهبت شوكتهم , فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم , مصداق قوله تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* . و قد جاء مطولا و مختصرا من طرق , جمعت هنا فوائدها , و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة للسياق , و هو للإمام البخاري في " كتاب الفتن " . الأولى : عن الوليد بن مسلم : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول : سمعت # حذيفة بن اليمان # يقول : فذكره . أخرجه البخاري ( 3606 و 7084 ) و مسلم ( 6 / 20 ) و أبو عوانة ( 5 / 574 - 576 ) و الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 109 / 1 ) و الداني في " الفتن " ( ق 4 / 1 ) و ابن ماجه ببعضه ( 2 / 475 ) . و لمسلم منه الزيادة السادسة و التاسعة . و لأبي عوانة منه الزيادة الثانية و السادسة . الثانية : عن معاوية بن سلام : حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال : قال حذيفة : .. فذكره مختصرا . أخرجه مسلم , و فيه الزيادة الأولى و ما في الطريق الأخرى , و الزيادة السابعة و العاشرة . و قد أعل بالانقطاع , و قد وصله الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 162 / 2 / 3039 ) من طريق عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة بالزيادة التي في الطريق الأخرى و السابعة و العاشرة . و ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " ( 4 / 361 ) أتم منه من رواية ابن عساكر . الثالثة : عن سبيع - و يقال : خالد - بن خالد اليشكري عن حذيفة به . أخرجه أبو عوانة ( 5 / 476 ) و أبو داود ( 4244 - 4247 ) و النسائي في " الكبرى " ( 5 / 17 / 8032 ) و الطيالسي في " مسنده " ( 442 و 443 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 11 / 341 / 20711 ) و ابن أبي شيبة ( 15 / 8 / 18960 و 18961 و 18980 ) و أحمد ( 5 / 386 - 387 و 403 و 404 و 406 ) و الحاكم ( 4 / 432 - 433 ) من طرق عنه لكن بعضهم سماه خالد بن خالد اليشكري , و هو ثقة , وثقه ابن حبان و العجلي , و روى عنه جمع من الثقات , فقول الحافظ فيه : " مقبول " غير مقبول , و لذلك لما قال الحاكم عقب الحديث : " صحيح الإسناد " , وافقه الذهبي . و أما قول الشيخ الكشميري في " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " بعد أن عزاه ( ص 210 ) لابن أبي شيبة و ابن عساكر : " و بعض ألفاظه يتحد مع ما عند البخاري , فهو قوي إن شاء الله تعالى " . فمما لا وزن له عند العارفين بطرق التصحيح و التضعيف , لأن اتحاد بعض ألفاظه بما عند البخاري لا يستلزم تقوية الحديث برمته , بل قد يكون العكس في كثير من الأحيان , و هو المعروف عندهم بالحديث الشاذ أو المنكر , و يأتي الإشارة إلى لفظة منها قريبا , و قد خرجت في " الضعيفة " نماذج كثيرة من ذلك , يمكن لمن يريد التحقيق أن يتطلبها في المجلدات المطبوعة منها , و في المجلد الثاني عشر منها نماذج أخرى كثيرة برقم ( 5513 و 5514 و 5527 و 5542 و 5543 و 5544 و 5547 و 5552 و 5553 و 5554 ) . و مثله قول الشيخ عبد الله الغماري في " عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام " ( ص 102 ) و نقله الشيخ أبو غدة في تعليقه على " التصريح " : " و هو حديث صحيح " ! أقول : لا قيمة لهذا أيضا لأنه مجرد دعوى يستطيعها كل أحد مهما كان جاهلا بهذا العلم الشريف , و قد رأيت الغماري هذا واسع الخطو في تصحيح ما لا يصح من الحديث في كتابه الذي سماه : " الكنز الثمين " , و قد تعقبته في كثير من أحاديثه , و بينت ضعفها و وضع بعضها في المجلد المشار إليه من " الضعيفة " برقم ( 5532 و 5533 و 5534 و 5535 و 5536 و 5537 و 5538 و 5539 ) , و في غيره أمثلة أخرى . و الله المستعان . و قد بينت لك آنفا أن إسناد الحديث صحيح لمجيئه من طرق صحيحة عن سبيع , و لأن هذا ثقة , و لأن أبا عوانة صححه أيضا بإخراجه إياه في " صحيحه " , و هو " المستخرج على صحيح مسلم " , و تصحيح الحاكم أيضا و الذهبي , و إنما رددت قول الحافظ فيه : " مقبول " لأنه يعني عند المتابعة , و إلا فهو لين الحديث عنده , كما نص عليه في مقدمة " التقريب " . و كأنه لم يستقر على ذلك , فقد رأيته في " فتح الباري " ( 13 / 35 - 36 ) ذكر جملا من هذه الطريق لم ترد في غيرها , فدل ذلك على أن سبيعا هذا ليس لين الحديث عنده , لأن القاعدة عنده أن لا يسكت على ضعيف . و الله أعلم . قلت : و في هذه الطريق الزيادات الأخرى و الروايات المشار إليها بقولي : " و في طريق .. " مما لم يذكر في الطرق المتقدمة , موزعة على مخرجيها ,و فيها أيضا الزيادة الثلاثة . و في بعض الطرق رواية مستنكرة بلفظ : " خليفة الله في الأرض " تقدم الكلام عليها تحت حديث صخر بن بدر عن سبيع برقم ( 1791 ) . الرابعة : عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة مختصرا . أخرجه النسائي في " الكبرى " ( 5 / 18 / 8033 ) و ابن ماجه ( 2 / 476 ) و الحاكم ( 4 / 432 ) عن أبي عامر صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و هو من أوهامهما , فإن عبد الرحمن بن قرط مجهول كما في " التقريب " , و أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان " : " تفرد عنه حميد بن هلال " . و صالح بن رستم صدوق كثير الخطأ , و أخرج له مسلم متابعة , و قد خالفه في إسناده من الثقات سليمان بن المغيرة فقال : عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم الليثي قال : أتينا اليشكري .. الحديث . فجعل نصر بن عاصم مكان عبد الرحمن بن قرط , و هو الصواب . أخرجه أبو داود و أحمد و غيرهما , و هو الطريق التي قبلها . الخامسة : عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب عن حذيفة مختصرا , و فيه : " هدنة على دخن , و جماعة على أقذاء فيها " . و الزيادة الثامنة , و قوله : " و لأن تموت يا حذيفة عاضا على جذع خير من أن تستجيب إلى أحد منهم " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 202 / 2 / 3674 ) و قال : " لم يروه عن عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد الدالاني " . قلت : و هو صدوق يخطىء كثيرا , و كان يدلس كما في " التقريب " , فمن الممكن أن يكون أخطأ في إسناده , و أما المتن فلا , لموافقته بعض ما في الطريق الثالثة . غريب الحديث : 1 - " السيف " أي تحصل العصمة باستعمال السيف . قال قتادة : المراد بهذه الطائفة هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن خلافة الصديق رضي الله عنه . ذكره في " المرقاة " ( 5 / 143 ) و قتادة أحد رواة حديث سبيع عند عبد الرزاق و غيره . 2 - " بقية " أي من الشر أو الخير , يعني هل يبقى الإسلام بعد محاربتنا إياهم ? 3 - " أقذاء " قال ابن الأثير : جمع قذى و ( القذى ) جمع قذاة , و هو ما يقع في العين و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك . أراد اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم , فشبه بقذى العين و الماء و الشراب . 4 - " دخن " أي على ضغائن . قاله قتادة , و قد جاءت مفسرة في غير طريقه بلفظ : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه " كما ذكرته في المتن . 5 - " جذل " بكسر الجيم و سكون المعجمة بعدها لام , عود ينصب لتحتك به الإبل . كذا في " الفتح " ( 13 / 36 ) . 6 - " فلوها " قال ابن الأثير : الفلو : المهر الصغير . فائدة هامة : قال الحافظ ابن حجر عن الطبري : " و في الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا , فلا يتبع أحدا في الفرقة و يعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر , و على ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث , و به يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها " . ( تنبيه ) : وقع للحافظ و غيره بعض الأوهام فوجب التنبيه عليها . أولا : قال : زاد مسلم في رواية أبي الأسود عن حذيفة : " فنحن فيه " . و الصواب ( الأسود ) فإنه يعني رواية أبي سلام عنه , و هي الطريق الثانية . و أبو سلام اسمه ممطور , و لقبه الأسود . و على الصواب وقع في " عمدة القاري " ( 24 / 194 ) و من الغريب أنه تكرر هذا الخطأ في " الفتح " في صفحة أخرى أربع مرات , مما يدل أنه ليس خطأ مطبعيا . ثانيا : قال : و في رواية أبي ( ! ) الأسود : يكون بعدي أئمة يهتدون بهداي و لا يستنون بسنتي " . كذا , و هو خطأ ظاهر لا أدري كيف تابعه عليه العيني ! و الصواب " لا يهتدون .. " كما يدل عليه السياق , و كما في " صحيح مسلم " .
2740" لولا أن تكون سنة , يقال : خرجت فلانة ! لأذنت لك و لكن اجلسي في بيتك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 547 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 270 / 4604 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 362 / 2 ) عنه , و ابن حجر في " تخريج المختصر " ( ق 137 / 1 ) من طريق عبد الله بن زيدان البجلي قال : أخبرنا محمد بن طريف البجلي قال : أخبرنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن بن صالح عن الأسود بن قيس قال : حدثني سعيد بن عمرو القرشي عن # أم كبشة # - امرأة من بني عذرة - أنها قالت : يا رسول الله ! إيذن لي أن أخرج مع جيش كذا و كذا . قال : لا . قالت : يا نبي الله ! إني لا أريد القتال , إنما أريد أن أداوي الجرحى و أقوم على المرضى . قال : فذكره , و ليس عند الطبراني : " في بيتك " , و قال : " لا يروى عن أم كبشة إلا بهذا الإسناد , تفرد به الحسن بن صالح " . قلت : و هو ثقة من رجال مسلم , و مثله محمد بن طريف البجلي , و لم يتفرد به كما أشار إليه الطبراني , فقد تابعه أبو بكر بن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 526 / 15500 ) : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي به . و أخرجه عنه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 308 ) و ابن أبي عاصم في" الآحاد و المثاني " ( 3473 ) و الطبراني في " الكبير " ( 25 / 176 / 431 ) و غيرهم . قلت : و هذا إسناد صحيح , و قال الحافظ عقبه : " هذا حديث حسن غريب , أخرجه الحسن بن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حميد بن عبد الرحمن , لكن صورة سياقه مرسل , و له شاهد من حديث أم ورقة أنها قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر , قلت : يا رسول الله ! ائذن لي أن أغزو معك . قال : قري في بيتك .. الحديث . أخرجه أبو داود .. " . قلت : و هذا إسناده حسن كما حققته في " صحيح أبي داود " ( 605 ) , لكن قوله : " لكن صورة سياقه مرسل " غير ظاهر عندي , لأن قول القرشي : " عن أم كبشة " في حكم قوله لو قال : " حدثتني أم كبشة " ما دام أنه غير معروف بالتدليس أو الإرسال , فلعله يعني بذلك خصوص رواية الحسن بن سفيان عن ابن أبي شيبة , و لكنه لم يسق لفظها لننظر فيها . و الله أعلم . هذا و لفظ الحديث عند ابن سعد : " اجلسي , لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 323 - 324 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجالهما رجال ( الصحيح ) " . فائدة : ثم قال الحافظ عقب الحديث في " الإصابة " : " و يمكن الجمع بين هذا و بين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي , أن هذا ناسخ لذاك لأن ذلك كان بخيبر , و قد وقع قبله بأحد كما في ( الصحيح ) من حديث البراء بن عازب , و هذا كان بعد الفتح " . قلت : و يشير بما تقدم إلى ما أخرجه الخطيب في " المؤتلف " عن الواقدي عن عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة عن أمها قالت : " لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج إلى خيبر قلت : يا رسول الله ! أخرج معك أخرز السقاء , و أداوي الجرحى .. الحديث , و فيه : فإن لك صواحب قد أذنت لهن من قومك و من غيرهم , فكوني مع أم سلمة " . قلت : و الواقدي متروك , فلا يقام لحديثه وزن , و لاسيما عند المعارضة كما هنا . نعم ما عزاه لـ ( الصحيح ) يعارضه و هو من حديث أنس بن مالك - لبس البراء بن عازب - قال : " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : و لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر و أم سليم و أنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنقزان - و قال غيره : تنقلان - القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم , ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم " . أخرجه البخاري ( 2880 و 2902 و 3811 و 4064 ) , و انظر " جلباب المرأة المسلمة " ( ص 40 ) - طبعة المكتبة الإسلامية . و له شاهد من حديث عمر رضي الله عنه : " أن أم سليط - من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم - كانت تزفر ( أي تحمل ) لنا القرب يوم أحد " . أخرجه البخاري ( 2881 ) . و لكن لا ضرورة - عندي - لادعاء نسخ هذه الأحاديث و نحوها , و إنما تحمل على الضرورة أو الحاجة لقلة الرجال , و انشغالهم بمباشرة القتال , و أما تدريبهن على أساليب القتال و إنزالهن إلى المعركة يقاتلن مع الرجال كما تفعل بعض لدول الإسلامية اليوم , فهو بدعة عصرية , و قرمطة شيوعية , و مخالفة صريحة لما كان عليه سلفنا الصالح , و تكليف للنساء بما لم يخلقن له , و تعريض لهن لما لا يليق بهن إذا ما وقعن في الأسر بيد العدو . و الله المستعان . 2741" إن الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن , [ فقال : مه ] , قالت : هذا مقام العائذ [ بك ] من القطيعة , قال : [ نعم ] , أما ترضين أن أصل من وصلك و أقطع من قطعك ? [ قالت : بلى يا رب ! ] قال : فذاك [ لك ] . قال أبو هريرة : [ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] اقرءوا إن شئتم *( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )* " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 550 :
أخرجه أحمد ( 2 / 330 ) : حدثنا أبو بكر الحنفي حدثني معاوية بن أبي مزرد قال : حدثني عمي سعيد أبو الحباب قال : سمعت # أبا هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجاه كما يأتي . و أبو بكر الحنفي اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد البصري . و قد خالف الإمام أحمد أبو مسعود أحمد بن الفرات فقال : أخبرنا أبو بكر الحنفي بلفظ : " لما خلق الله آدم فضل من طينه فخلق منه الرحم .. " الحديث نحوه . أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في " الحجة في بيان المحجة " ( ق 58 / 1 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم المقريء : أخبرنا أبو مسعود .. إلخ . قلت : و هو بهذا اللفظ شاذ أو منكر , و الخطأ فيه من أبي مسعود أحمد بن الفرات , فإنه مع كونه ثقة حافظا من شيوخ أبي داود , فقد ذكر الحافظ في " التهذيب " أن أبا عبد الله بن منده قال في " تاريخه " : " أخطأ أبو مسعود في أحاديث و لم يرجع عنها " . قلت : و هو مغتفر في جانب حفظه , لكن إذا خالف الإمام أحمد لم تطمئن النفس للاحتجاج بمخالفته , لاسيما و مع الإمام جمع من الرواة الثقات لم يذكروا في الحديث هذا اللفظ المنكر كما يأتي . و من المحتمل احتمالا قويا أن يكون الخطأ فيه من الراوي عنه عبد الله بن إبراهيم المقريء , فإنه ليس مشهورا بالثقة و الضبط , فقد أورده أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 83 ) و سمى جده الصباح المقريء , و ساق له ثلاثة أحاديث برواية ثلاثة عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لا وفاة , فتعصيب الخطأ به أولى . و الله أعلم . و قد توبع أبو بكر الحنفي من قبل جماعة من الثقات كلهم لم يذكروا ذاك اللفظ المنكر . الأول : عبد الله بن المبارك , و له الزيادة الأخيرة و الثالثة . أخرجه البخاري ( 8 / 580 / 4832 و 10 / 417 / 5987 ) و النسائي في " الكبرى " . الثاني : حاتم بن إسماعيل , و عنده الزيادة الأخيرة . رواه البخاري ( 4831 ) و مسلم ( 8 / 7 ) . الثالث : سليمان بن بلال , و الزيادة الأولى له و الثانية و الرابعة و الخامسة أخرجه البخاري ( 13 / 465 / 7502 ) و في " الأدب المفرد " ( 23 / 50 ) . و تابع أبا الحباب محمد بن كعب أنه سمع أبا هريرة به مختصرا . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 27 / 65 ) و ابن حبان ( 2035 و 2036 ) و أحمد ( 2 / 295 و 383 و 406 و 455 ) و في إسناده جهالة , و قواه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 226 ) , فلعله لشواهده . 2742" لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا , ذلك بأن الله رأى ضعفنا و عجزنا فطيبها لنا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 552 :
أخرجه أحمد في " المسند " ( 2 / 317 ) و السلمي في " صحيفة همام " ( رقم 87 ) و من طريقه أبو القاسم الأصبهاني في " الحجة " ( ق 43 / 2 ) و البيهقي ( 6 / 290 ) من طريق عبد الرزاق : حدثنا معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا به # أبو هريرة # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر أحاديث كثيرة هذا أحدها و هو في " مصنف عبد الرزاق " ( 5 / 241 / 9492 ) بإسناده هذا مطولا , و هذا طرفه الأخير منه . و هو رواية لأحمد ( 2 / 318 ) و السلمي ( 123 ) عنه . و كذلك أخرجه مسلم ( 5 / 145 - 146 ) من طريق محمد بن رافع , و ابن حبان ( 4788 ) عن إسحاق بن إبراهيم قالا : حدثنا عبد الرزاق به . و تابعه ابن المبارك عن معمر به مطولا . أخرجه البخاري ( 6 / 220 / 3124 ) و مسلم أيضا , و لم يسق لفظه . ( تنبيه ) : عزاه الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المصنف " للبخاري فقط , و هذا تقصير فاحش , لأنه يوهم أولا أن مسلما لم يخرجه . و ثانيا : أن مسلما أخرجه من طريق عبد الرزاق و غيره فكان عزوه إليه أولى . و ثالثا : ليس عند البخاري : " فطيبها لنا " ! و للحديث طريق آخر , يرويه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن نبيا من الأنبياء غزا بأصحابه .. " الحديث بطوله , و في آخره : " إن الله أطعمنا الغنائم رحمة رحمنا بها , و تخفيفا خففه عنا , لما علم من ضعفنا " . أخرجه بتمامه ابن حبان في " صحيحه " ( 7 / 149 / 4787 ) و كذا النسائي في " الكبرى " ( 5 / 8878 و 6 / 352 / 11208 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قد مضى لفظه بتمامه , و تخريجه بأتم مما هنا في المجلد الأول ( رقم 202 ) . 2743" يبايع لرجل بين الركن و المقام , و لن يستحل البيت إلا أهله , فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب , ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا , و هم الذين يستخرجون كنزه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 553 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 15 / 52 - 53 ) و الحاكم ( 4 / 452 - 453 ) و الأزرقي " تاريخ مكة " ( 1 / 278 ) و البغوي في " الجعديات " ( 2 / 1005 / 2911 ) و عنه الذهبي في " سير الأعلام " ( 2 / 146 ) و الطيالسي ( 2373 ) و أحمد ( 2 / 291 و 312 و 328 و 351 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال : سمعت #أبا هريرة #يحدث أبا قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان , و هو ثقة كما في " التقريب " . و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " لابن أبي شيبة و ابن عساكر فقط , و اقتصر الحافظ في " الفتح " ( 3 / 461 ) على عزوه لأحمد , و سكت عليه , فهو عنده حسن أو صحيح , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : ما خرجا لابن سمعان شيئا , و لا روى عنه [ غير ] ابن أبي ذئب , و قد تكلم فيه " . قلت : لم يتكلم فيه غير الأزدي , و لذلك رده الحافظ في " التقريب " : " ثقة , لم يصب الأزدي في تضعيفه " . قلت : و الأزدي عنده تشدد في التضعيف , نبه على ذلك الذهبي نفسه في بعض التراجم , و ابن سمعان وثقه النسائي و الدارقطني و ابن حبان . و أما قوله : " و لا روى عنه ابن أبي ذئب " أظن سقط من قلمه أو الناسخ لفظ " غير " , فقد أثبت هو نفسه روايته عنه في " الكاشف " ! و قرن معه آخر !! و قد جاء من طريقين آخرين عن أبي هريرة مختصرا مرفوعا بلفظ : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " . الطريق الأولى : عن الزهري عن سعيد بن المسيب عنه . أخرجه البخاري ( 1596 ) و مسلم ( 8 / 183 ) و أحمد ( 2 / 310 ) و الداني في " الفتن " ( ق 69 / 2 ) و ابن أبي شيبة ( 15 / 47 ) و الأزرقي ( 1 / 276 ) . الثانية : عن عبد العزيز عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عنه . أخرجه مسلم أيضا , و أحمد ( 2 / 417 ) و البزار كما في " تاريخ ابن كثير : النهاية " ( 1 / 187 ) , و فاته عزوه لأحمد . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " كأني أنظر إليه أسود أفحج ينقضها حجرا حجرا . يعني الكعبة " . أخرجه البخاري ( 1595 ) و أحمد ( 1 / 228 ) و السياق له , و هو أتم , و الطبراني في " الكبير " ( 11238 ) . و شاهد آخر من حديث ابن عمرو مرفوعا مثل حديث أبي هريرة عند الشيخين و زاد : " و يسلبها حليتها و يجردها من كسوتها , و لكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته و معوله " . أخرجه أحمد ( 2 / 220 ) عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه . و قال ابن كثير : " و هذا إسناد جيد قوي " , و سكت عنه الحافظ . قلت : فيه عنعنة ابن إسحاق كما ترى , فلعل تقويته إياه بالنظر لشواهده المتقدمة . و الله أعلم . 2744" كيف أنتم إذا مرج الدين [ و سفك الدم و ظهرت الزينة و شرف البنيان ] و ظهرت الرغبة و اختلفت الإخوان و حرق البيت العتيق ?! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 555 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 15 / 47 ) - و عنه الطبراني في " الكبير " ( 24 / 26 / 67 ) - و أحمد في " المسند " ( 6 / 333 ) قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا سعد بن أوس عن بلال العبسي عن #ميمونة #قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : فذكره . و تابعه عبيد الله بن موسى عن سعد بن أوس به . و فيه الزيادة . أخرجه الطبراني ( 14 ) . قلت : و هذا إسناد صحيح , سعد و بلال - و هو ابن يحيى - ثقتان . و قال الهيثمي ( 7 / 320 ) بعد عزوه للطبراني و أحمد : " و رجال أحمد ثقات " . قلت : لا داعي لذكر أحمد دون الطبراني , و قد عرفت أنه عنده من طريق ابن أبي شيبة من الوجه الأول . و كذلك رجاله من الوجه الآخر الذي فيه الزيادة , و هي من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية , و بخاصة منها قوله : " و ظهرت الزينة " , فقد انتشرت في الأبنية و الألبسة و المحلات التجارية انتشارا غريبا , حتى في قمصان الشباب و نعالهم , بل و نعال النساء ! فصلى الله على الموصوف بقوله تعالى : *( و ما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى )* . و ( الرغبة ) : قال ابن الأثير : " أي قلة العفة و كثرة السؤال " . 2745" لقد حكم فيهم [ اليوم ] بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات . يعني سعد بن معاذ في حكمه على بني قريظة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 556 :
أخرجه النسائي في " مناقب الكبرى " ( 5 / 62 - 63 / 8223 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 426 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 124 - هندية ) و الحاكم ( 2 / 124 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 25 / 1 - 2 ) و من طريقه العسقلاني في " تخريج المختصر " ( ق 237 / 1 ) و البزار ( 2 / 301 - البحر الزخار ) من طرق عن محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : سمعت عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : لما حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن يقتل من جرت عليه الموس , و أن تقسم أموالهم و ذراريهم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال العسقلاني : " هذا حديث حسن , و محمد بن صالح التمار مدني صدوق , و قد خالفه عياض بن عبد الرحمن فقال : عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده . و خالفهما شعبة - و هو أحفظ منهما - فقال : عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة بن سهل عن أبي سعيد الخدري . و من طريق شعبة خرج في " الصحيحين " و لفظه في آخره : " لقد حكمت فيهم بحكم الملك " , و لم يذكر ما بعده " . قلت : لكن للزيادة التي أشار إليها - و فيها إثبات الفوقية لله تعالى - شاهدان مرسلان ذكرتهما في " مختصر العلو " ( 87 / 15 ) و كأنه لذلك صححه الذهبي في " تلخيص المستدرك " , و في " العلو " أيضا , و المرسل الأول : رواه ابن إسحاق في " سيرة ابن هشام " ( 3 / 259 ) : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة " . و هذا إسناد جيد فهو شاهد قوي للموصول , و قال الحافظ : " رجاله ثقات , و ( الأرقعة ) جمع ( رقيع ) بالقاف و العين , و هو من أسماء السماء " . 2746" كان يكتحل وترا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 558 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ق 280 / 2 - كشف الأستار ) : حدثنا محمد بن أبي الوليد الفحام حدثنا الوضاح بن يحيى حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن #أنس #قال : فذكره مرفوعا . و قال : " لا أعلم رواه إلا أبو الأحوص عن عاصم " . قلت : و هما ثقتان من رجال الشيخين , و أبو الأحوص اسمه سلام بن سليم الحنفي الكوفي , و عاصم هو ابن سليمان الأحول , و علة الحديث من الوضاح بن يحيى , و به أعله الهيثمي , فقال في " مجمع الزوائد " ( 5 / 96 ) : " رواه البزار , و فيه وضاح بن يحيى , و هو ضعيف " . و محمد بن أبي الوليد نسب إلى جده , فإنه محمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام البغدادي , و هو من شيوخ النسائي , و قال فيه : " لا بأس به " . قلت : و أنا أخشى أن يكون وهم في إسناده , فقد خالفه فيه من هو أوثق منه , فقال ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 2 / 99 / 1251 ) حدثني محمد ابن إسحاق قال : حدثنا وضاح بن حسان الأنباري , قال : حدثنا سلام أبو الأحوص عن عاصم بن سليمان عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك به و زاد : " و كان ابن سيرين يكتحل مرتين في كل عين , و يقسم بينهما واحدة " . و محمد بن إسحاق هذا هو الصنعاني , و هو ثقة ثبت من شيوخ مسلم و الأربعة , و قد خالف الفحام في موضعين من إسناده : الأول : أنه زاد فيه " عن حفصة بنت سيرين " بين عاصم و أنس . و الآخر : قال : وضاح بن حسان الأنباري , مكان : وضاح بن يحيى . و قد تابعه محمد بن سعد العوفي عليهما , فقال : حدثنا وضاح بن حسان الأنباري به أخرجه الخطيب في ترجمة الأنباري هذا من " تاريخ بغداد " ( 13 / 496 ) برواية جمع آخر من الثقات , و ذكر عن العوفي أنه قال في الوضاح : " كان عابدا " . و عن يعقوب بن سفيان - و هو الفسوي - أنه كان مفضلا , و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 41 ) جرحا و لا تعديلا . و قال الحافظ في " اللسان " : " و أشار ابن عدي في ترجمة جارية بن هرم إلى أنه كان يسرق الحديث " . و الزيادة الموقوفة على ابن سيرين , قد صحت عنه , فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 599 / 5686 ) : أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين به نحوه . و بهذا الإسناد عن عاصم عن حفصة عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثا في كل عين . و قد روي هذا من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف جدا , و هو مخرج في " الإرواء " ( 76 ) , و زدت لضعفه بيانا في " الصحيحة " ( 2 / 215 - 227 ) رددت فيه على تصحيح الشيخ أحمد شاكر إياه و توثيقه لراويه عباد بن منصور بما لا تجده في كتاب آخر . و الزيادة الموقوفة على ابن سيرين قد رواها بعض الضعفاء مرفوعة , ألا و هو عمر ابن حبيب قال : حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال : سألت أنسا عن كحل النبي صلى الله عليه وسلم ? فقال : " كان صلى الله عليه وسلم يكتحل في اليمنى ثنتين , و في اليسرى ثنتين , و واحدة بينهما " . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 244 / 2 ) و قال : " لا أعلم يرويه عن ابن عون غير عمر بن حبيب , و هو حسن الحديث , يكتب حديثه مع ضعفه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . هذا , و لحديث الترجمة شاهد من حديث عقبة من فعله صلى الله عليه وسلم . و آخر من قوله , و قد مضيا في المجلد الثالث ( رقم 1260 ) . و له بعض شواهد أخرى , فيها بيان أن الإتيان ثلاثا في اليمنى , و اثنتين في اليسرى , تقدم تخريجها في المجلد الثاني برقم ( 633 ) , و ذكرت تحته كشاهد حديث الترجمة هذا من رواية البزار , فلما وجدت الاختلاف بين إسناده و إسناد ابن جرير و الخطيب رأيت أنه لابد من تخريجه من جديد , و تحرير القول فيه على النحو الذي سبق بيانه . و الله الموفق . و حديث عقبة المشار إليه , قد ذكرت هناك أن إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة و سوء حفظه , و قد وجدته الآن من رواية ابن وهب عنه بإسناده المتقدم مرفوعا من قوله صلى الله عليه وسلم . أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 2 / 99 / 1249 ) . فصح بذلك الحديث و الحمد لله , لأن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة , و ابن وهب منهم و مثلهم قتيبة بن سعيد كما سيأتي نقله عن الحافظ الذهبي تحت الحديث ( 2843 ) . ثم أخرجه ابن جرير ( 2 / 100 / 1253 ) من طريق ابن وهب أيضا قال : أخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة و الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير عن عقبة مرفوعا من فعله صلى الله عليه وسلم . و هذا إسناد صحيح أيضا , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة , و قد عرفت أنه صحيح الحديث برواية ابن وهب عنه . و تقدم هناك من غير هذه الرواية عن ابن لهيعة , و لم يقرن الحارث بن يزيد مع ابن هبيرة . و بالجملة فهذا شاهد قوي لحديث الترجمة : فالحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد من فضله , و أن يدخلني الجنة برحمته إنه رحيم غفور . 2747" إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم , فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 561 :
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 2 / 106 / 1277 ) : حدثني موسى بن سهل الرملي قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز قال : حدثنا سليمان بن حبان قال : حدثنا حميد الطويل عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و أشار ابن جرير فيما بعد إلى صحته ( ص 116 ) و هو غير بعيد عن الصواب , فإن رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد العزيز - و هو الرملي - فإنه من رجال البخاري , و موسى الراوي عنه ثقة بلا خلاف , و لولا أن ابن عبد العزيز فيه كلام من قبل حفظه , لجزمت بصحته , و قد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله في " التقريب " : " صدوق يهم , و كانت له معرفة " . و أشار في ترجمته في مقدمة " فتح الباري " ( ص 441 - المنيرية ) إلى أن البخاري أخرج له حديثين متابعة , فأرجو أن يكون الحديث حسنا , لاسيما و قد روي من طريق أخرى عن أنس بلفظ : " إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة , لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله " . و صححه الحاكم , و وافقه الذهبي , لكن فيه كذاب و غيره , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر برقم ( 2331 ) . و وجدت له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " استعينوا في شدة الحر بالحجامة , فإن الدم ربما تبيغ بالرجل فقتله " . لكن فيه كذاب آخر , و لذلك خرجته هناك أيضا برقم ( 2363 ) . و الأحاديث في الحض على الحجامة كثيرة , قد تقدم تخريج بعضها في هذا الكتاب , فانظر مثلا رقم ( 622 و 1847 ) , و إنما خرجت هذا لشطره الثاني , و قد وجدت له طريقا ثالثا عن أنس مرفوعا بلفظ : " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر .. و لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " . لكن إسناده ضعيف جدا كما بينته هناك ( 1864 ) بيد أن له شاهدا لا بأس به في الشواهد خرجته هناك ( 1863 ) . فالحديث به صحيح إن شاء الله تعالى . ( تنبيه ) : هذا الحديث مما فات السيوطي في " الجامع الكبير " و غيره . ( تبيغ ) : في " القاموس المحيط " : " ( البيغ ) ثوران الدم , و تبيغ الدم : هاج و غلب " . و في " الهادي إلى لغة العرب " : " باغ الدم : ثار و هاج كما يكون الحال عند من به ارتفاع في ضغط الدم " . 2748" صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض : القدرية و المرجئة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 563 :
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 156 ) و الطبري في " التهذيب " ( 2 / 180 / 1472 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 949 ) و اللالكائي في " شرح السنن " ( 4 / 142 / 1157 ) عن بقية قال : حدثنا سليمان بن جعفر الأزدي عن #محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده #مرفوعا به . و قال العقيلي : " سليمان بن جعفر مجهول بنقل الحديث , و لا يتابع على حديثه " . ثم ساق له هذا الحديث , و قال : " و لا يتابع إلا ممن هو مثله أو دونه " . قلت : و لعله يشير إلى حديث أنس مرفوعا به , إلا أنه زاد : " و لا يدخلان الجنة " . أورده الهيثمي ( 7 / 207 ) و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " غير هارون بن موسى الفروي , و هو ثقة " . و مما ينبغي أن يعلم أن هذا القول من الهيثمي - و هو كثير التكرار له - لا ينفي التضعيف الذي أشار إليه العقيلي , ذلك لأن ثقة رجال الإسناد , لا يستلزم صحته كما لا يخفى على الممارس لهذا العلم الشريف , فقد يكون فيه تدليس أو انقطاع - أو يكون أحد رواته مضعفا و لو كان من رجال " الصحيح " , لاسيما إذا كان مقرونا عنده , أو معلقا , إلى غير ذلك من العلل في صحة الإسناد , فتأمل . ثم وقفت على إسناد الطبراني في " الأوسط " فقال ( 1 / 253 / 1 ) : حدثنا علي بن عبد الله الفرغاني قال : أخبرنا هارون بن موسى الفروي قال : أخبرنا أبو ضمرة أنس بن عياض عن حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أمتي لا يردان الحوض و لا يدخلان الجنة : القدرية و المرجئة " . و في لفظ له : " القدرية و المرجئة مجوس هذه الأمة , فإن مرضوا فلا تعودوهم , و إن ماتوا فلا تشهدوهم " . و قال الطبراني : " لم يرو هذين الحديثين عن حميد الطويل إلا أنس بن عياض , تفرد بهما هارون بن موسى الفروي " . قلت : و هو ثقة كما قال الهيثمي , و قال الحافظ في " التقريب " : " لا بأس به " . و من فوقه من رجال الشيخين . بقي أن نعرف حال الفرغاني شيخ الطبراني , أورده " الخطيب " في " تاريخ بغداد " ( 12 / 4 - 5 ) و قال : " علي بن عبد الله بن عبد البر أبو الحسن الوراق يعرف بـ ( الفرغاني ) . حدث عن أبي حاتم الرازي و عبد الله بن أحمد بن حنبل , روى عنه القاضي الجراحي و محمد ابن المظفر و أبو يعلى الطوسي الوراق و ابن شاهين و يوسف القواس : حدثنا البرقاني قال : قرأت على أبي يعلى الوراق - و هو عثمان بن الحسن الطوسي - حدثكم علي بن عبد الله بن عبد البر , وراق ثقة . مات سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة " . قلت : فالظاهر أنه هذا , و يؤيده أن المزي ذكره في الرواة عن شيخه هنا : هارون الفروي . و ذكر الطبراني في " الصغير " ( 941 - الروض ) أنه سمع منه بمصر فلعله كان رحل إليها و لقبه بـ ( طغك ) , و كذلك وقع في الحديث الأول من أحاديثه التي ساقها عنه في " الأوسط " رقم ( 4353 ) . و على ذلك فالإسناد جيد و ليس فيه ما يمكن أن يعل به من علة من تلك العلل التي سبقت الإشارة إليها , اللهم إلا ما قيل في حميد - و هو ابن أبي حميد الطويل - من التدليس عن أنس , لكن ذكر غير واحد من الأئمة أنه سمعه من ثابت عن أنس , فلا يضر تدليسه , كما أشار إلى ذلك الحافظ العلائي و غيره . و لعل هذا هو السر في كثرة أحاديثه في " الصحيحين " عن أنس معنعنة , و قد رأيت المنذري حسن إسناد حديث آخر رواه الطبراني بهذا الإسناد , تقدم تخريجه برقم ( 1620 ) . و بعد تحرير القول في إسناد حديث أنس هذا , و تبين أنه قوي , وجب إيداعه في هذه السلسلة " الصحيحة " , و نقله من " ضعيف الجامع " - و هو فيه معزو إلى " الضعيفة " برقم ( 3785 ) - و الذي فيه حديث آخر فيه لعن المرجئة , فاقتضى التنبيه , و الله تعالى هو المسؤول أن يسدد خطانا , و يهدينا إلى ما يرضيه من القول و الفعل . 2749" إذا ذهبتم إلى الغائط فاتقوا المجالس على الظل و الطريق , خذوا النبل <1> و استنشبوا على سوقكم و استجمروا وترا " .
[1] بضم النون و فتح الباء : هي الحجارة الصغار التي يستنجى بها . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 565 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 16 / 2 رقم 5331 ) : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال : حدثنا مخلد بن خالج قال : أخبرنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال : أخبرنا رباح بن زيد عن معمر عن سماك بن الفضل عن أبي رشدين عن # سراقة بن مالك بن جعشم # : أنه كان إذا جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قومه و علمهم , فقال له رجل يوما - و هو كأنه يلعب - : ما بقي لسراقة إلا أن يعلمكم كيف التغوط ?! فقال سراقة : إذا ذهبتم .. الحديث . قلت : و هذا إسناد حسن كما قال الهيثمي ( 1 / 204 - 205 ) , و بيان ذلك : أولا : أبو رشدين هذا اسمه زياد الجندي كما في " تاريخ البخاري " ( 2 / 1 / 353 ) , و " جرح ابن أبي حاتم " ( 1 / 2 / 550 ) برواية سماك هذا و النعمان الجندي . و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 4 / 454 ) و قال : " روى عنه النعمان [ و غيره ] " . ثانيا : و سائر رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير محمد بن عبدوس بن كامل , و هو أبو أحمد السراج , و له ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 2 / 381 - 382 ) برواية جماعة من الحفاظ عنه . قال ابن المنادي : " كان من المعدودين في الحفظ و حسن المعرفة بالحديث , أكثر الناس عنه لثقته و ضبطه , و كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل . توفي سنة ثلاث و تسعين و مائتين " . و أورده الذهبي في " تذكرة الحفاظ " . و شيخه مخلد بن خالد هو الشعيري , من شيوخ مسلم في " صحيحه " . ثالثا : و ظاهر سياق المتن و إن كان موقوفا فهو في حكم المرفوع , لسببين اثنين : الأول : أن سراقة ذكره بعد أن جاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم متحديا لقول ذاك الرجل : " ما بقي لسراقة إلا أن يعلمكم كيف التغوط ?! " . و الآخر : أنه قد جاء مرفوعا في أحاديث متفرقة , فهي شواهد قوية له , بل روي بتمامه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 36 - 37 ) : " سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن ثابت ( فرخويه ) عن عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل عن أبي رشدين الجندي عن سراقة بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أتى أحدكم الغائط , فلا يستقبل القبلة , و اتقوا مجالس اللعن و الظل و الماء و قارعة الطريق , و استمرخوا الريح , و استشبوا على سوقكم , و أعدوا النبل " ? قال أبي : إن ما يروونه موقوف , و أسنده عبد الرزاق بآخرة " . قلت : كأنه يشير إلى حديث الترجمة , و قد عرفت أنه في حكم المرفوع , ثم إنه أعله بعبد الرزاق , و أنه رفعه في آخر عمره , يعني و قد كان تغير حفظه , مع أن الراوي عنه ( فرخويه ) متهم , فقد قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 44 ) : " سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول : كانوا لا يشكون أن ( فرخويه ) كذاب " . قلت : فلعل أبا حاتم لم يعله به لأنه قد توبع من غيره , فرواه عن عبد الرزاق مرفوعا كما رواه فرخويه , و لذلك عصب العلة بعبد الرزاق , و عليه فهذه متابعة قوية من عبد الرزاق لرباح بن زيد الثقة . و الله أعلم . و إليك الآن بعض الشواهد المشار إليها آنفا : 1 - عن سلمان قال : قال لنا المشركون : إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة ! فقال : أجل , إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه , أو يستقبل القبلة .. الحديث . رواه مسلم و أبو عوانة في " صحيحيهما " , و هو مخرج في " الإرواء " ( 1 / 81 - 82 ) و " صحيح أبي داود " ( 5 ) و هو شاهد قوي لسبب رواية سراقة لحديث الترجمة . 2 - عن أبي هريرة مرفوعا : " اتقوا اللعانين . قالوا : و ما اللعانان يا رسول الله ? قال : الذي يتخلى في طريق الناس , و في ظلهم " . أخرجه المذكوران آنفا . و هو مخرج في المصدرين المذكورين . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترا .. " الحديث . أخرجه البخاري , و مسلم , و أبو عوانة في " صحاحهم " , و غيرهم من طرق عن أبي هريرة , و قد خرجت بعضها في " صحيح أبي داود " برقم ( 128 ) . و له شاهد من حديث جابر مرفوعا به . أخرجه مسلم ( 1 / 147 ) و أحمد ( 3 / 294 ) من طريق أبي الزبير أنه سمع جابرا به . ثم رواه أحمد ( 3 / 400 ) من طريق أبي سفيان عن جابر بلفظ : " .. فليستجمر ثلاثا " . و إسناده صحيح على شرط مسلم . و زاد ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 155 ) : " يعني يستنجي " . و مضى تخريجه ( 1295 ) , و يأتي برقم ( 2749 ) . 4 - ما رواه بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اتقوا الملاعن , و أعدوا النبل " . أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 12 / 2 ) : حدثناه محمد بن الحسن عن عيسى ابن أبي عيسى الحناط عن الشعبي عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , آفته عيسى هذا الخياط , و يقال فيه ( الحناط ) و ( الخباط ) بائع الخبط , كان قد عالج الصنائع الثلاثة , قال الذهبي في " الكاشف " : " ضعفوه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و محمد بن الحسن - هو الشيباني صاحب أبي حنيفة - , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال : " ضعفه النسائي من قبل حفظه " . لكن الآفة من شيخه المتروك , و قد رواه عنه ابن قتيبة أيضا في " إصلاح غلط أبي عبيد " ( ق 52 / 2 - مخطوطة الظاهرية ) . و علقه الخطابي في " غريب الحديث " ( 1 / 221 ) و من قبله ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( مسند علي ص 116 ) , و أشار إلى تضعيفه بتصديره إياه بقوله : " روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " . و قال محققه الأستاذ الأديب محمود شاكر : " لم أجد إسناده , و لم يسنده أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث 1 : 79 " . قلت : الظاهر أنه سقط إسناده من المطبوعة التي أشار الأستاذ إليها , و ها أنا ذا قد قدمته إلى القراء الكرام , نقلا عن مخطوطة " غريب أبي عبيد " و مخطوطة " إصلاح خطئه " لابن قتيبة , و يؤسفني أنني لم أجد في مسودتي التي منها نقلت الحديث بإسناده من " غريبه " مصدرها من المكتبات العامة . و في المطبوعة ما يشير إلى الإسناد , فقد عرفت أن أبا عبيد رواه من طريق شيخه محمد بن الحسن الشيباني , فقد قال بعد أن نقل عن الأصمعي ضبطه للفظة ( النبل ) بضم النون و فتح الباء : " قال محمد بن الحسن : يقول : النبل حجارة الاستنجاء " . ثم إن الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " بلفظ : " أبعدوا الآثار إذا ذهبتم إلى الغائط و أعدوا النبل و اتقوا الملاعن , لا يتغوط أحدكم تحت الشجرة ينزل تحتها أحد - و لا عند ما يشرب منه , فيدعون عليكم " . و عزاه لعبد الرزاق مرسلا . و لم أره في " المصنف " لعبد الرزاق , و لعله في القسم الأول الذي لم يطبع لأنه لم يعثر عليه محققه الشيخ الأعظمي . و الله أعلم . و بالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح بلا ريب . و الحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد من كرمه و فضله . ثم رأيت الحافظ قد عزا لعبد الرزاق جملة من حديثه عن ابن جريج عن الشعبي مرسلا . فانظر " التلخيص " ( 1 / 107 ) .
المفضلات