أولاً : بما أنك تقر و تعترف بأن هذه الأمثلة لا تعبر عن شرح دقيق لعقيدة الثالوث فلم تضعها لنا ؟؟؟؟
ثانياً : هذا المثال لا يقرب لنا فهم الثالوث كما زعمت لأنه مطابق تماماً لبدعة سابيليوس المحروم من الكنيسة ، راجع كتاب عصر المجامع صفحة 90 و الذي كان يعتقد بأن الثالوث أقنوم واحد ظهرفي العهد القديم كآب و حين الخلاص كابن و حين الحلول على الرسل كروح قدس ، فالأقانيم عنده مجرد تسميات لجوهر واحد هو الله ومثالك يا أنطونيوس مطابق لهذا فالثلج و الماء و البخار هي مسميات لجوهر واحد هو الماء . و لا تشكل بأي حال من الأحوال و هي مجتمعة جوهر واحد كما هو الحال بالنسبة للأقانيم ، فأنتم تقولون جوهر واحد ثلاثة أقانيم و بدعة سابيليوس التي تطابق المثال تقول جوهر واحد أقنوم واحد له ثلاث تسميات .
كلامك صحيح ولهذا لم اُرِد اعطاء امثلة! لان الامثلة تضل محدودة والله ليس بمحدود...
لان الامثلة تضل مادية محسوسة تُقاس والله ليس بمادي ولا يقاس!
فاسحب امثلتي ..واكتفي بالقول ان لا امثلة مادية يمكن طرحها مطابقة لمعتقدنا في الثالوث الذي هو فريد ليس مثله شيء! ولكني لا اعارض طرح امثلة تقريبية في الموضوع ان كان الوضع مناسباً
ثانياً : جوابك هذا لا علاقة له بسؤالي فأنا لم أسالك هل الأقانيم قديمة أم محدثة حتى تقول أنها قديمة غير مخلوقة . فالسؤال واضح جداً و الجواب يجب أن يكون نعم هذه الأقانيم قائمة بذاتها أو هي قائمة بغيرها .
وكان جوابي ايضاً واضحاً بان الاقانيم الثلاثة قائمة بذاتها المفرد! ولا اعرف لماذا تحاول ايهام القارئ بان كلامي مبهم!
ثالثاً : قولك ((الأقانيم ليست صفات قائمة بالموصوف)) هو قول مخالف لأقوال كثير من علماء النصرانية الذين نقلنا لك جمعاً من أقوالهم في المشاركة رقم 86 و الذي رحت تبرره بأنه قول دخيل على النصرانية يستخدم لتبرير العقائد أمام المسلمين دون أن تضع أي اثبات على هذا مع ما في هذا الكلام من طعن صريح في أئمة النصرانية بحيث لا يظهرون عقائدهم كما هي بل كما يتقبلها المسلمون .
لا طعن ولا هم يحزنون....من ظَن ان الاقانيم مجرد صفات قائمة بموصوف فعنده خلل كبير في دينه وعليه ان يراجع نفسه! اما ادعائك من ان ائمة النصرانية يقولون بذلك هو كلام غير واقعي...وما نقلته انت يتمحور حول مصطلح "صفات ذاتية" والمقصود بذاك المصطلح هو عكس ما تقول به من ان الاقانيم صفات قائمة بموصوف...بل ان دلالة المصطلح اللغوية هو انها قائمة بذاتها "ذاتية" !!
اما عن تاريخية المصطلح فهو فعلاً دخيل على المسيحية لا وجود له قبل القرون الوسطى والعصر الاسلامي ولا وجود له بغير العربية ولو كان عندك دليل على عكس كلامي لاظهرته ولكنك تفتقر اليه وهذا يثبت صحة كلامي..اما عن ما اسميته طعناً مني في خوفهم من الاسلام....فاعلم بأني صاحب قضية ولن انافق امامك لارضي احد! وادين حتى اليوم كل من ماشى الاسلام والمسلمين خوفاً !! ونعم للاسف..كثيرون وقعوا به واخرون مشوا على نهج من سبقهم دون تدقيق!! لنعد قليلا ونذكر كيف انك تنكرت للمدارس المعطلة والمشبهة معللاً بانها ليست من السلف في شيء؟ وقلت ان اقوال البشر ترد وتؤخذ؟ هكذا نفس المنطق نسير عليه هنا ..ليس المصطلح هذا من السلف في شيء فاستخدامه ليس بحجة علي! مع انه -وانا اخالف استعماله- يفسروه بنفس طريقة تفسير الاقنوم بشكل مطابق وانا اتكلم عن مدارس اللاهوت الحديث..قبطية كانت او غيرها...ولكن المشكلة التي تاتي من استعماله..هو امثالك يا اخ ابو جاسم ..من اُناس يرون لفظ "صفات" فيعتقدون في ذلك دعوى تناقض! وحقيقة الامر ان الامر عبارة عن خلاف لفظي لا اكثر ,لا يتعداه لان يكون عقائدي ابداً!! فمنكر الثالوث ليس مسيحياً بل هو مهرطق خارج عن الملة..والقول بان الاقانيم صفات لموصوف هو انكار للثالوث ..وحاشا ان يكون العلماء ممن نقلت عنهم مهرطقين يؤمنون بذلك بل هم مؤمنون بالثالوث الذي اشرح لك عقيدتنا فيه كما هي..وليس صفات !!
جوابك هذا يثبت أن هذه الأقانيم قائمة بغيرها فأنت تعترف أنها قائمة بالجوهر الواحد فهذا الجوهر الواحد هو ما قام بذاته و الأقانيم قائمة به لا قائمة بنفسها و هذا ينقض زعمك بأن هذه الأقانيم ليست صفات قائمة بموصوف فلو كانت قائمة بنفسها لكانت ذوات مستغنية عن غيرها و لكان كل أقنوم منها جوهر وحده و أنت تعترف بأن الأقنوم ليس بجوهر بل هو قائم بالجوهر ، و الجوهر هو ما قام بذاته و استغنى عمن سواه .
ما هذا التفلسف ؟؟
اقول له قائمة بذاتها يقول لي اذن تعترف انها قائمة بغيرها !!!!!!! ركز يا ابا جاسم
الاقانيم قائمة بذاتها وليس بغيرها! وهي فعلاً مستغنية عن غيرها ولا يستلزم من ذلك ما تدعيه من انفصال الجوهر او وجود جوهر لكل اقنوم والا فعندها ستقول بنفس فلسفتك الهشة هذه بان الجواهر الثلاثة قائمة بذاتها والاقانيم قائمة بموصوفها والذي هو الجواهر الثلاثة ونصير في حلقة مفرغة!
الاقانيم قائمة بذاتها=الاقانيم قائمة بجوهرها اي كيانها الذاتي ..اذن..الاقانيم ليست قائمة بغيرها لان غيرها هو غير ذاتها, الجوهر والذات معنى واحد فقولك "الجوهر قائم بذاته" هو كلام غير مفهوم! الثلاثة اقانيم يا زميل هي الجوهر والجوهر هي!! ولكنه ليس احدها والفرق واضح! وبذلك فحجتك بتعدد الجواهر باطلة, كما حجتك بالاستغناء!
ثلاث شخوص قائمة بذاتها الواحدة
خامساً : الزميل يناقض نفسه تماماً فهو يعترف بأن هذه الأقانيم قائمة بالجوهر الإلهي و مع هذا فهي عنده ليست صفات بالرغم من أن الصفات تقوم بالجوهر الإلهي أيضاً . فالزميل يعلم تماماً ان هذا الإلزام لا محيد لهم عنه فهم إن أقروا بأن هذه الأقانيم ذوات قائمة بنفسها فقد اعترفوا بأنها ثلاثة جواهر لا جوهر واحد كما يزعمون و إن قالوا أنها صفات قائمة بالجوهر الإلهي أي قائمة بغيرها فعلى هذا يلزمهم الاقرار أن هذه الأقانيم صفات ، و الصفات لا تخلق و لا ترزق و لا تتجسد كما يزعمون بحق هذه الأقانيم و إنما الذي يخلق و الذي يرزق هو الذات الإلهية المتصفة بالصفات .
للمرة الالف: الاقانيم ليست صفات ومن يقول بذلك (ان وجد) فليس مسيحيا او ناقص معرفة!
بل هي شخوص "تعينات اللاهوت" قائمة بذاتها الواحدة ولا يلزم تعدد الجواهر ...
انت تحاول ان تُمنطِق اللامحدود بعقلك المحدود ظاناً انك -ولسبب مجهول- تستطيع تحديد حدود لللامحدود اسميتها في موضع اخر محارات العقول وهذا امر غريب غير مقبول فلسفياً....ولا طريق لاثباته وسياتي تفصيله في حينه
و الحقيقة أن لازم قولكم في الأقانيم أنها ذوات قائمة بنفسها اثبات ثلاث ذوات لا ذات واحدة كما تزعمون فأنتم تعتقدون بثالوث من الذوات و إن كنتم تقولون بخلاف ذلك لفظاً .
لا ليس لازماً!!!! نسيت ان الله ليس كمثله شيء؟ من انا ومن انت لنقعد نُحدّد لوازماً على الله غير المحدود تُحدّده؟؟ صدقني بدأت أمل من كثرة تكرار هذه النقطة بالذات!
يا رجل لا نعتقد وللمرة كذا..بثلاثة ذوات او ثلاث جواهر او ثلاث الهة...لا يهمني كم مرة تكررها او تحاول اقناع نفسك او القارئ بها...لانها ستضل بنظري خارجة عن ايماني الشخصي كفرد..وعن ايمان كنسيتي كشعب واكليروس وعقيدة! وليس ذلك لفظاً فحسب بل اعتقاداً وايماناً كاملاً..! فنحن نعتقد بثلاث اقانيم قائمة بذات واحدة...لاهوت واحد فرد
طيب ممكن أن تخبرنا ما معنى التعين ؟؟؟؟ و هل هذا التعين قائم بذاته أم قائم بغيره ؟؟؟؟
مصطلحات عوض سمعان الفلسفية لا تفيد في هذا المقام . على كلٍ نحن بالانتظار لنعلم ما معنى التعين .
التعين باختصار معناه شخوص متمايزة غير منفصلة! اقانيم ,مرادف كما يستعملها عوض سمعان هنا...
اما انتقائيتك في استعمال كلام عوض حيناً لما يروق لك استخدامه ورفضه لما يروق لك رفضه فهو تخبط في موقفك لا تبرير له!
أولاً : يا زميل أنا أعلم أنكم تقولون جوهر واحد و لكن العبرة بالحقيقة لا بالقول فقط فأين الدليل على كلامك و عقيدتك تحوي هذه الكم من المتناقضات و التي تحاول تبريرها بزعمك أني لا أفهمها .
ماذا تقصد بـ ما الدليل؟؟ أنت بنفسك نقلت الادلة في ما اسميته تفنيدات !!
عموماً...دعنا نزيد ولو بشيء بسيط وهو من شرح مار اثناسيوس الرسولي للثالوث عله يعينك او احد القراء على الفهم...ويمكنك عد هذا دليل ورد على اتهامك بالتعارض, يقول:
يجب علينا ألا نتصور وجود ثلاثة جواهر منفصلة عن بعضها البعض فى الله -كما ينتج عن الطبيعة البشرية بالنسبة للبشر- لئلا نصير كالوثنيين الذين يملكون عديداً من الآلهة. ولكن كما أن النهر الخارج من الينبوع لا ينفصل عنه، وبالرغم من ذلك فإن هناك بالفعل شيئين مرئيين واسمين. لأن الآب ليس هو الابن، كما أن الابن ليس هو الآب، فالآب هو أب الابن، والابن هو ابن الآب. وكما أن الينبوع ليس هو النهر، والنهر ليس هو الينبوع، ولكن لكليهما نفس الماء الواحد الذى يسرى فى مجرى من الينبوع إلى النهر، وهكذا فإن لاهوت الآب ينتقل فى الابن بلا تدفق أو انقسام. لأن السيد المسيح يقول "خرجت من الآب" وأتيتُ من عند الآب. ولكنه دائماً أبداً مع الآب، وهو فى حضن الآب. وحضن الآب لا يَخْلُ أبداً من الابن بحسب ألوهيته
مترجم عن:
Schaff & H. Wace, N. & P.N. Fathers, series 2, P. 84,85.
ثانياً : أين ردك على هذا الكلام ((و كما قلنا لا يساوي الجوهر إلاً جوهر مثله و إلا فلا يصح القول أنهم متساوون في الجوهر بل يقال مشتركون في الجوهر مع نفي كمال الجوهر عن كل أقنوم ليصح القول أنهم واحد في الجوهر ))
كررت الرد على هذا اكثر من مرة! عموماً..
الاب والابن متساويان في الجوهر الواحد...والمعنى انه لا تفضيل لاقنوم على اخر جوهرياً لوحدة الاقانيم جوهراً! اما القول "مشتركون" فهو رمي لله بالتركيب والله تعالى منزه عنه! ولا يصح نفس كمال الجوهر لان الكامل لا ينقص!
فالله هو الجوهر و لكنكم تجعلونه مساوٍ للأقنوم بقولكم أن الآب هو الله و الابن هو الله و الروح القدس هو الله ، و بما أن الله هو الجوهر عندكم فما يساويه لا بد ان يكون جوهراً كذلك و للتوضيح دعنا نضع بعض المصطلحات التوضيحية :
الله هو الجوهر
الآب هو الأقنوم
الابن هو الأقنوم
الروح القدس هو الأقنوم
طيب عبارة ( الآب هو الله ) نضع بدلاً من كل مصطلح ما يعبر عنه فتصبح العبارة
( الأقنوم هو الجوهر ) فهل الجوهر هو الأقنوم عندك يا أنطونيوس ؟؟؟؟ فهل علمت الآن من أين قلت لك أن لكل أقنوم جوهر ؟؟؟؟ و هل عملت الآن من أين يأتي التناقض ؟؟؟ فهذه هي حقيقة قولكم ،
جميل, الخلل هنا لفظي مرة اخرى!!
يقول مار باسيليوس:
فى عبادتنا لإله من إله، نحن نعترف بتمايز الأقانيم (الأشخاص)، وفى نفس الوقت نبقى على المونارشية (التوحيد). نحن لا نقطِّع اللاهوت إلى تعدد منقسم، لأن شكلاً واحداً، متحداً فى اللاهوت غير المتغير، يُرى فى الله الآب وفى الله الابن الوحيد. لأن الابن هو فى الآب، والآب فى الابن، لأنه كما الأخير هكذا هو الأول، وكما هو الأول هكذا هو الأخير، وبهذا تكون الوحدة. حتى أنه وفقاً لتمايز الأقانيم (الأشخاص)، فإن كليهما هما واحد وواحد، ووفقاً لوحدة الطبيعة فإنهما واحد.
الجوهر هو الاقانيم وليس الاقنوم..والاقانيم هي الجوهر..فليس للاب وحده منفصلاً ذاتاً منفصلة ولاهوت منعزل! وكما نقلت لك عن مار اثناسيوس "فإن لاهوت الآب ينتقل فى الابن بلا تدفق أو انقسام" ومن هنا فاللاهوت في الاقانيم بلا تدفق ولا انقسام فيصح القول : الاب هو الله الابن هو الله الروح القدس هو الله..
أما أن تزعموا أن الٌاقانيم متساوية في الجوهر و الجوهر واحد مع ذلك فحقيقة هذا القول أن هذا الجوهر الإلهي مركب من ثلاثة أقانيم مشتركة في الجوهر الإلهي بنسب متساوية ، و هذا عين التركيب و التجزئة التي تنكرونها دوماً .
لا تركيب في الله ولا تجزئة والكيفية نجهلها كبشر! وسنوضح لاحقا بطلان اللزوم الذي تدعيه
صحيح هو لم يصرح بالتركيب و لكنه لازم قوله و هذا ما اعترف به عوض سمعان بأن القول بأن الله ذوات في ذات كما قال داود رياض هو التركيب بعينه و هذا قول عوض سمعان ((و لا يراد به أنه ذات في ذوات أو ذوات في ذات ، كلا لأنه تعالى ذات واحدة لا تركيب فيها بحال )) فمعنى هذا أننا لو قلنا أن الله ذوات في ذات كما قال داود رياض فقد أثبتنا التركيب في ذات الرب . فهل علمت من أين أتيتك بجملتي هذه ؟؟؟؟
لم يقل احد ان الله ذوات في ذات!! دعني استغل الفرصة لأوضح للقارئ الكريم كم ان قص النصوص يوقع بمشاكل جمة!! لماذا لم تكمل قراءة ذات الصفحة يا ابا جاسم لما يقول داود رياض:
(فتلك الاقانيم الثلاثة هي صلات ذاتية كيانية -لا محض صفاتية- وهي قائمة في الجوهر الالهي الفرد)
بل وأُزيدكم عِلماً..وهذه مفاجئة صغيرة انا شخصيا لم اكن اتوقع ان يقع فيها محاوري..
اني لما رجعت للكتاب وجدت ان العبارة التي اعترض عليها الزميل ابو جاسم ناسباً اياها لداود رياض هي في الحقيقة جزء من نص مقتبس عن شخص يدعى "عبد الفادى" وليست لداود رياض وبالحقيقة فانا اجهل تماماً من يكون هذا العبد الفادي وما اعتقاده! ولكني اعتقد بان تعبيره في الجملة التي اعترض عليها ابو جاسم هو تعبير ركيك غير مقبول برأيي والجملة كانت :
"فليست الأقانيم الثلاثة في الله ذوات قائمة بأنفسها ، إنما ذوات قائمة في جوهر الله الواحد"
والسبب هو انه نفي قيام الاقانيم بانفسها هو خطأ ليس بالسهل مع ان النص يُظهِر نية غير هرطوقية ل"عبد الفادي" ولكنه فشل في التعبير عن قصده بوضوح ..ويبدو لي انه ينفي قيامها بذوات منفصلة..وهذا نقر به!
والصحيح هو " ان الاقانيم الثلاثة قائمة بذاتها الفرد(الجوهر)" وهي عبارة شبه مطابقة لما نقلناه عن داود رياض معنىً والى هنا نستنتج ان داود رياض لا يؤمن بذوات في ذات او العكس..ولكنه اقتبس عن رجل خانه تعبيره! وانت نقلت لنا الكلام على انه لرياض الامر غير الامين! على اية حال, لا تركيب في ذات الله باية حال كما قال سمعان عوض!
هل المعاني الاصطلاحية تنافي المعاني اللغوية ؟؟؟ أم أنها تأتي مصدقة لها ؟؟؟
لا تنافيها ولكنها لا تطابقها 100% بالضرورة ايضاً!!! الا توافق؟
ما نقلته أنا من تعريف الأقنوم إنما هو قول علمائكم و كان من باب نقل عقائدكم كما هي و هنا كلامي للتبيين لكل منصف أن المعنى اللغوي لكلمة أقنوم قد يأتي بمعنى الذات أو الجوهر أو الكائن الحقيقي القائم بذاته و الذي في الأصل يجب أن يأتي موافقاً للمعنى اللاهوتي و لكن علماء النصارى لم يعترفوا بأن هذه الأقانيم ذوات خوفاً من وقوعهم في الشرك مما أوقعهم في هذا التناقض بين المعنى اللغوي و المعنى اللاهوتي .
لا يوجد تناقض! فأول معنى "حرفي" مما نقلته انت بنفسك كان (شخص) ونحن لم نتنكّر للمعنى الحرفي كلياً كما تريد ان تصوّر! فانا قلت واكرر ان الاقانيم هي شخوص متمايزة غير منفصلة فإذن نحن اصطلحنا على المعنى الحرفي ولم ننقضه كما تدّعي!
وجيّد انك تعرف اننا حريصون على عدم الوقوع في الشرك...(ابتسامة)
نأتي الآن لمناقشة كلام الأنبا بيشوي الموجود في مشاركتي رقم 86
الكلام عن تعدد الجواهر والتركيب تم تكرار الرد عليه في اكثر من موضع من ردنا ولا داعي لاعادته مرة اخرى..منعاً للاطالة والملل نوجه القارئ لردودنا السابقة في هذا المحور المتكرر الذي فيه الاجابات الشافية على اعتراضات الاخ ابو جاسم
بل كلامك غيرالصحيح فالأنبا بيشوي لم يقل كما تدّعي أن الآب عاقل بالابن فأين أجد هذا في كلامه ؟؟؟؟ هو قال و بالحرف ((وكذلك العقل ليس قاصراً على الابن وحده،لأن الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل ،لأن هذه الصفة هى من صفات الجوهر الإلهي ))
كلامك لا يتوافق مع كلام الأنبا بيشوي لأنه يعني أن العقل محصور في الابن و أن الآب يعقل بواسطة الابن و بيشوي يقول أن صفة العقل هي من صفات الجوهر الواحد التي يشترك فيها الأقانيم الثلاثة ، و لا يجوز تخصيص العقل بالابن و عليه فإن كنا نعتقد أن أقنوم الابن هو العقل و هو الوجود و هو الحياة و اعتقدنا هذا في الأقنومين الأخرين فإننا نثبت هنا عدد لا حصر له من الآلهة كما وضحنا ذلك في كلامي المنقول آنفاً و الموجود أصلاً في مشاركة 86 .
لم أقل ابداً ان العقل محصور او قاصر على اقنوم واحد!
بل ان صفات الاقانيم ذاتها متطابقة عدا ابوة الاب وبنوة الابن وانبثاق الروح..لنفس السبب الذي صرح به الانبا بيشوي ومختصره ان الجوهر واحد! وبالتاكيد لا يوجد حصر للصفات والخواص!
(( الآب موجود بذاته ناطق بكلمته حيبروحه )) فهي تنسب الوجود فقط للآب فمن أين لك أن تقول أنها للابن و للروح القدس ؟؟؟؟ فأنا أريد أن تستخرج لنا هذا من هذه العبارة .
لما يكون الاقانيم الاب والابن والروح القدس واحد جوهراً فهو يقتضي وجود الابن والروح وعقل الاب والروح وحياة الاب والابن!
فالصفات كما قلنا سابقاً لا تتجزأ لوحدة الجوهر وفردية اللاهوت..ويقول مار اثناسيوس شارحاً لهذا الموضوع:
ولأن اللاهوت واحد فى الآب والابن، فإنه نشأ عن ذلك بالضرورة أن كل الصفات التى تقال عن الآب قيلت هى بعينها عن الابن، إلا صفة واحدة وهى أن الآب أب.. لأن الابن نفسه يقول عن ذاته (مخاطباً الآب) "كل ما هو لى فهو لك، وما هو لك فهو لى" (يو17: 10).. ثم لماذا تنسب صفات الآب للابن؟ إلا لكون الابن هو نبع من الآب.
وبهذا يتوضح امر الكينونة والعقل والحياة, فوحدوية اللاهوت في الاقانيم يقتضي القول بتساويها في الصفات وذلك هو ايماننا. والاستثناء الوحيد هو ابوة الاب وبنوة الابن وانبثاق الروح.فالاب هو اقنوم الوجود ولكن لانه واحد جوهراً مع الابن فكان الابن ايضاً موجوداً وكذا الروح فلا تخصص ولا تعدد,انما توحيد حقيقي ..
معلش فقد تعودت على أسلوب عنزة و لو طارت ، أنا أعلم أن نصوص العلماء المنقولة لك و التي تقول أن الأقانيم صفات ذاتية تشكل لك غصة في الحلق فأصبح حالك كمن علقت عظمة في حلقه لا يستطيع أن يبلعها و لا أن يخرجها . مسكين الله يعينك .
مهلاً مهلاً, عدم فهمك لما تنقل لا يجعلني انا مسكيناً, بل انت من يبدو بمظهر المسكين!
بل لو عُدت بنفسك لمشاركتك لرأيت ان ما اقوله هو عين ما نقلته انت!!
لناخذ مثلا هذا الاقتباس:
"إنما الله واحد في ذاته مثلث في صفاته أو صلاته الذاتية أي أقانيمه الثلاثة"
يا سلام! اذن الكاتب يعتقد أن
صلات ذاتية = اقانيم
ولكنك وبطريقة غريبة فهمت النص على انه يصف الاقانيم بالصفات القائمة بموصوف!!!! والانكى انك تاتي بعد ذلك وتقول لي "عنزة ولو طارت"!!! وتقول عني مسكين !!
وكان اقتباسان اخران في نفس الموضوع من كتاب داود رياض "من هو المسيح" ونقلنا وبينّا للقراء انه لا يقول انها مجرد صفات بل انه قال بصريح العبارة "فتلك الاقانيم الثلاثة هي صلات ذاتية كيانية -لا محض صفاتية- وهي قائمة في الجوهر الالهي الفرد" في نفس الكتاب
والاقتباس التالي الذي وضعته جاء في نصه :
(hypostasisو معناها خاصية أو صفة ذاتية في الله ، أي صفة أو خاصية تقوم بها الذات الإلهية ، و بدونها ينعدم قيام الذات الإلهية و على ذلك في الجوهر الإلهي ثلاث خواص أو صفات ذاتية
)بدونها ينعدم قيام الذات الالهية هو ما يقوله الرجل! ولكنك فهمتها على انه صفات قائمة بموصوف!!
والغريب انك وبعد ان شرحت لك المعنى الصحيح وقلت لك ان فهمك مخطأ ما زلت مصراً على خطأك الفادح مع انه واضح جداً لتجعل الكلام عن العنزات والعظام والمسكنة!! يعني بجد منهج واسلوب غريبين تتبعهما في كلامك!
يعني "كل" ما نقلت من نصوص جاء مطابقاً -كما قلت انا سابقاً- لمعنى كلمة اقنوم! وعندما رأيت ان الحجة اقيمت عليك قمت تتهجم على شخصي وفهمي قائلاً "و لكنك للأسف لا تعي ما تقول و لا تجيد إلا كيل الاتهامات الفارغة ." وساتوقف هنا
يا رجل أهذه المنهجية العلمية التي وعدتنا بها ؟؟؟ فالنقولات تقول بكل وضوح أن هذه الأقانيم عبارة عن صفات ذاتية فتأتي بعدها لتقول لنا أن قولهم صفات ذاتية يعني أنها ليست بصفات . فماذا تعني إذن ؟؟؟؟ و من أين لك هذا الزعم الباطل؟؟؟
انت نقلت معناها ولكن فاتك ان تقرأه؟
احدى التعريفات التي انت نقلتها لمعنى "صفة ذاتية" كان:
( أي صفة أو خاصية تقوم بها الذات الإلهية ، و بدونها ينعدم قيام الذات الإلهية )
ما رأيك ان نرتضي بهذا التعريف الذي ينفي بوضوح وصرامة كونها قائمة بغيرها او صفة لموصوف؟
اي تعريف انت اتخذت يا تُرى؟
يا زميل أنت تقول أن الأقانيم ليست صفات و العلماء يقولون أن الأقانيم صفات ، فمن نصدق يا ترى ؟؟؟؟ و بناءً عليه يبقى السؤال قائماً .
لا انا ولا العلماء نقول بانها صفات قائمة بغيرها لموصوف!! هذا من وحي خيالك الخصب فقط لا وجود له على ارض الواقع ولا في الاباء ولا فيما نقلت انت نفسك لنا ولا غيره حتى!!!
أولاً : كلامك هذا لا يتضمن جواباً صريحاً على السؤال .
بل اجبته اجابة صريحة جداً ربما فاتتك مع انك اقتبستها؟!!
المسيح قال "عمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس" فقط! وهكذا نعمل نحن فقط بما علمنا اياه الوحي المقدس!
القوة والقدرة والسمع ليست اقانيم وانما صفات!
وهذا كان جواب صريح لسؤالك عن سبب عدم اقنومية السمع والبصر والقدرة وما الى ذلك!
ثالثاً : بما أن الله حي بروحه و ناطق بكلمته كما تقولون فما الذي يمنعنا أن نقول هو قوي بقدرته سميع بسمعه و هكذا ؟؟؟؟ فمن أين لكم هذا التفريق و الحصر ؟؟؟؟؟
الوحي المقدس المتمثل بالكتاب المقدس هو الحكم الفاصل!
رابعاً : من المعلوم ببداهة العقول أن الكلام و الحياة ليست سوى صفات قائمة بالذات المتصفة بالصفات
هل لك مصدر يؤكد ان بداهة العقول تقول بهذا الذي اسميته معلوماً ام انك وضعت نفسك ونصبت ايمانك حكماً على العقول لتجعل ما يوافقه بداهة وما يعارضه مخالفة؟
لا العقل والحياة ليسا مجرد صفات كما تدعي!
تجسّد اقنوم الكلمة دليل ساطع على ذلك"كان الكلمة الله" و "الكلمة صار جسدا" و وليس للصفات ان تتجسد وهذا يثبت كينونة الابن وانه ليس مجرد صفة لموصوف, وكذا حلول الروح القدس يثبت انها ليست مجرد صفة لموصوف فتكون حجتك مردودة بالوحي المقدس!
فاالقدرة و الإرادة و السمع و البصر كلها قائمة بالموصوف ( الذات الإلهية )و كما هو معلوم أيضاً أن الكلام و الحياة قائمة بالموصوف فلم نرد هذه الصفات إلى الكلام و الحياة و لا نرده للموصوف أي للذات المتصفة بالصفات ؟؟؟؟؟؟؟
يمكنك القول بان الاقانيم او هيبوستاسيس: ما يقوم عليه الجوهر وهي قائمة بذاتها (الواحدة).. اما ما ذكرته من صفات اخرى فهو قائم بموصوف وليس يقوم عليه جوهر لانه قائم بغيره وليس بذاته!
المفضلات