1181 - " إن في جهنم واديا يقال له : هبهب ، حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/328 ) :
ضعيف
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 49 ) و ابن لال في " حديثه " ( 123/1 ) و ابن
عدي في " الكامل " ( 1/420 ) و الحاكم ( 4/596 ) و ابن عساكر ( 5/58/1 ) و كذا
أبو يعلى و الطبراني من طريق الأزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن أبي بردة بن
أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعا . و قال الحاكم و وافقه الذهبي :
" تفرد به أزهر بن سنان " !
قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لذلك لم يصححه الحاكم و لا
الذهبي ، بل أورده في " الميزان " و قال :
" قال ابن عدي : ليست أحاديثه بالمنكرة جدا ، أرجو أنه لا بأس به ، و قال ابن
معين : ليس بشيء " .
ثم ساق له أحاديث مما أنكرت عليه هذا أحدها .
و قد خالفه هشام بن حسان فقال : " عن محمد بن واسع قال : بلغني أن في النار جبا
يقال له : جب الحزن ، يؤخذ المتكبرون فيحملون في توابيت من نار فيجعلون في ذلك
البئر فيطبق عليهم جهنم من فوقهم " .
أخرجه العقيلي و قال :
" و هذا حديث أولى من حديث أزهر " .
قلت : فتبين من رواية هشام بن حسان - و هو ثقة - أن أزهر بن سنان قد أخطأ في
رفع الحديث و في لفظه ، و أن الصواب الوقف . والله أعلم .
و من ذلك تعرف أن قول المنذري في " الترغيب " ( 3/139 ) :
" رواه الطبراني بإسناد حسن و أبو يعلى و الحاكم و قال : صحيح الإسناد " .
و قول الهيثمي ( 5/197 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
فيه أمران :
الأول : أنه ضعيف غير حسن كما تقدم .
و الآخر : أن الحاكم - مع تساهله المعروف - لم يصححه . والله أعلم .
(3/180)
________________________________________
1182 - " صحة با أم يوسف ! قاله لما شربت بوله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/329 ) :
ضعيف
قال في " المواهب اللدنية " ( 4/231 ) بشرح الزرقاني ) :
" و عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من
عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها
: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في
القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي
ماتت فيه . رواه عبد الرزاق في " مصنفه " . و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج
عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة " .
قلت : إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله : فجاء إلخ . و سنده موصول حسن ،
و لذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 19 ) ، و قد أخرجه بتمامه موصولا
البيهقي في " سننه " ( 7/67 ) لكن ليس عنده : " صحة .. إلخ " و كذلك أورده
الهيثمي في " المجمع " ( 8/271 ) ، و زاد بدلها : " فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : لقد احتظرت من النار بحظار " و قال :
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة
و كلاهما ثقة " .
و هو في " كبير الطبراني " ( 24/205/527 ) .
قلت : فدل هذا على ضعف هذه الزيادة : " صحة " ; لشذوذها و إرسالها .
(3/181)
________________________________________
1183 - " خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال : يا محمد ! و الذي بعثك بالحق إن لله
عبدا من عبيده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه و طوله ثلاثون
ذراعا في ثلاثين ذراعا ، و البحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية و أخرج
الله تعالى له عينا عذبة بعرض الإصبح تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل ،
و شجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء
و أخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن
يقبضه ساجدا و أن لا يجعل للأرض و لا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله
و هو ساجد ، قال : ففعل ، فنحن نمر عليه إذا هبطنا و إذا عرجنا فنجد له في
العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا
عبدي الجنة برحمتي فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي
فيقول : بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي : فيقول : يا رب بل
بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول
الله عز وجل للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه و بعمله ، فتوجد نعمة البصر قد
أحاطت بعبادة خمسمائة سنة و بقيت نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي
النار ، قال : فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة ، فيقول : ردوه
، فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي من خلقك و لم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب ،
فيقول : كان ذلك قبلك أو برحمتي ؟ فيقول : بل برحمتك ، فيقول : من قواك لعبادة
خمسمائة عام ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة و أخرج
لك الماء العذب من الماء المالح ، و أخرج لك كل ليلة رمانة و إنما تخرج مرة في
السنة ، و سألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب ، فقال الله
عز وجل : فذلك برحمتي ، و برحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد
كنت يا عبدي ، فيدخله الله الجنة . قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة
الله تعالى يا محمد " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/331 ) :
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( 133 - 134 ) و العقيلي في " الضعفاء " (
165 ) و تمام في " الفوائد " ( 265/2 - 266/1 ) و ابن قدامة في " الفوائد " (
2/6/1 - 2 ) و كذا الحاكم ( 4/250 - 251 ) من طريق سليمان بن هرم عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج علينا النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . كذا قال ! و تبعه ابن القيم في " شفاء العليل " ( ص 114 ) ،
و هو منه عجيب ن فإن سليمان هذا مجهول كما يأتي عن العقيلي ، و قول الحاكم عقب
تصحيحه المذكور : " و الليث لا يروي عن المجهولين " مجرد دعوى لا دليل عليها ،
و الحاكم نفسه أول من ينقضها فقد روى في " المستدرك " ( 4/230 ) حديثا آخر من
رواية الليث عن إسحاق بن بزرج بسنده عن الحسن بن علي ، و قال عقبه :
" لولا جهالة إسحاق لحكمت للحديث بالصحة " !
و هذا مناقض تمام المناقضة لدعواه السابقة ، و لذلك تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : لا والله ، و سليمان غير معتمد " .
و ذكر في ترجمة سليمان هذا من " الميزان " :
" قال الأزدي : لا يصح حديثه " .
و قال العقيلي :
" مجهول و حديثه غير محفوظ " .
ثم قال الذهبي عقبه :
" لم يصح هذا ، و الله تعالى يقول : *( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )* و لكن
لا ينجي أحدا عمله من عذاب الله كما صح ، بل أعمالنا الصالحة هي من فضل الله
علينا و من نعمه لا بحول منا و لا بقوة ، فله الحمد على الحمد له " .
و حديث ابن بزرج المشار إليه خرجته في آخر الجزء الثاني من " تمام المنة في
التعليق على فقه السنة " ( صلاة العيد / التحقيق الثاني ) و لعله ييسر لنا
إعادة طبعه مع الجزء الأول إن شاء الله تعالى .
(3/182)
________________________________________
1184 - " من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره ، و من فطر صائما فله مثل أجره ، و من دل
على خير فله مثل أجر فاعله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :
ضعيف
أخرجه الخطيب ( 11/353 ) من طريق أبي حجية علي بن بهرام العطار : حدثنا عبد
الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
الأولى : جهالة أبي حجية هذا فقد ترجمه الخطيب و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
و الأخرى : عنعنة ابن جريج فإنه مدلس .
و الفقرة الثانية و الثالثة قد جاءتا من طرق ثابتة ، و إنما أوردته من أجل
الفقرة الأولى ، فإنها غريبة منكرة .
(3/183)
________________________________________
1185 - " ارفع إلى السماء ، و سل الله السعة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/332 ) :
ضعيف
رواه الطبراني ( رقم - 3842 ) : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي : نا يعقوب بن
حميد : نا عبد الله بن عبد الله الأموي : حدثني اليسع بن المغيرة عن أبيه عن
خالد بن الوليد :
أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه ، فقال : فذكره .
ثم رواه ( رقم - 3843 ) بهذا السند عن ابن حميد : نا عبد الله بن الحارث عن
الربيع بن سعيد عن اليسع بن المغيرة عن خالد بن الوليد مثله .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من الوجهين فإن مدارهما على اليسع بن المغيرة و هو لين
الحديث كما في " التقريب " .
و مثله الراوي عنه في الطريق الأولى عبد الله بن عبد الله الأموي .
و في الطريق الأخرى الربيع بن سعيد و هو النوفلي أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/462
) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و يعقوب بن حميد ثقة ، لكن في حفظه ضعف يسير ، فيحتمل أن روايته الحديث
بالطريقين مما لم يضبطه ، فاضطرب فيه . و الله تعالى أعلم .
و قد روي الحديث مرسلا عن اليسع بن المغيرة قال :
شكا خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيق منزله ، فقال :
" اتسع في السماء " .
رواه أبو داود في " المراسيل " ( ص 52 ) و لم نقف على سنده ، لأنه محذوف من
النسخة ككل أحاديثها ، لكن الظاهر أنه من طريق الربيع المذكور كما يشير إلى ذلك
قول ابن أبي حاتم في ترجمته :
" روى عن اليسع بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، روى عنه عبد الله
ابن الحارث المخزومي ، مرسل " .
ثم تأكدت مما استظهرت ، فالحديث في نسخة مصورة من " المراسيل " ( ق 26/1 ) .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/93/2 ) بلفظ :
" ارفع البنيان إلى السماء ، و اسألوا الله السعة " و قال :
" رواه الطبراني في " الكبير " و الخطيب و ابن عساكر عن اليسع بن مغيرة به "
و قال :
" قال الخطيب : في اليسع نظر " .
و أورده في " الجامع الصغير " باللفظ الذي نقلته عن الطبراني إلا أنه زاد فيه
لفظة : " البنيان " و ليست عنده .
و مما سبق من التحقيق تعلم أن قول الهيثمي ( 10/169 ) :
" رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن " ; ليس بحسن . و قلده الغماري في "
الإتقان " ( 127 ) ! و مثله قول المناوي عقب ذلك :
" و به تعرف أن رمز المصنف لضعفه غير سديد " .
فإن رمز السيوطي لضعفه هو بلا شك عمل رشيد ، و تعقب المناوي عليه هو الأحق
بقوله : " غير سديد " سيما و قد أتبعه بقوله :
" نعم ، قال العراقي : في سنده لين . و كأن كلامه في الطريق الثاني " .
قلت : بل هو في الطريقين معا فإن مدارهما على اليسع و هو ليس الحديث كما سبق
بيانه .
(3/184)
________________________________________
1186 - " من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غلب عدله جوره ، فله الجنة ، و من غلب
جوره عدله فله النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3575 ) و عنه البيهقي ( 10/88 ) من طريق موسى بن نجدة عن جده
يزيد بن عبد الرحمن و هو أبو كثير قال : حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، موسى بن نجدة ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
و قال الحافظ :
" مجهول " .
(3/185)
________________________________________
1187 - " خالقوا الناس بأخلاقهم ، و خالفوهم بأعمالهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/334 ) :
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 455 - 456 ) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد
: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع : حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهودهم ، و مرجت أماناتهم ، و صاروا حثالة
هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا : كيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : صبرا صبرا ،
خالقوا ... " . و قال :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق صالح " .
ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا ، و روى عن البخاري أنه قال :
" عنده مناكير " .
قلت : و في ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " و قال :
" و قال أبو داود و غيره : ضعيف ، و قال النسائي : متروك " .
و قد انقلب اسمه في " المستدرك " إلى " ربيعة بن يزيد " ، و جعله من مسند " أبي
ذر " لا من مسند " ثوبان " ! و لست أدري أذلك من المؤلف أم الراوي أم الناسخ ،
فقد أخرجه ( 3/343 ) من طريقين عن عثمان بن سعيد الدارمي : حدثنا أبو توبة
الربيع بن نافع : حدثنا ربيعة بن يزيد عن أبي الأشعث النهدي عن أبي ذر قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أبا ذر كيف أنت .. " الحديث . و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" ابن يزيد لم يخرجوا له ، قال النسائي و غيره : متروك " .
و أقول : ليس في الرواة : ربيعة بن يزيد سوى واحد ، و هو أبو شعيب الإيادي
الدمشقي القصير ، و هو أعلى طبقة من يزيد بن ربيعة الرحبي ، فإنه روى عن غير
واحد من الصحابة ، و عنه جماعة من التابعين و غيرهم منهم يزيد بن ربيعة هذا ،
كما في " التهذيب " مات سنة ( 123 ) ، فليس هو من هذه الطبقة ، كيف و الراوي
عنه أبو توبة الربيع بن نافع ، و قد مات سنة ( 241 ) فبينهما نحو ثمانين سنة ؟
و لذلك فأنا أقطع بأن ما في " المستدرك " : " ربيعة بن يزيد " خطأ لا أدري
منشأه ، و من الغرائب قول الذهبي في تعقبه السابق :
" ابن يزيد .. " .
و إنما هو يزيد بن ربيعة الرحبي ، و هو الذي يصح فيه قول الذهبي :
" لم يخرجوا له .. " إلخ .
و من طريقه رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7/283 )
.
و لا أستبعد أن يكون هذا الخطأ من الحاكم نفسه ، فإن له في كتابه هذا أوهاما
كثيرة ، يعرفها أهل العلم بالحديث و رواته ، و قد اعتذر بعضهم له ; بأنه مات
قبل أن يبيض كتابه . والله أعلم .
و أما قول العقيلي فيما تقدم :
" هذا يروى بغير هذا الإسناد .. " .
فكأنه يعني ما روى حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه قال : قال عبد الله :
" خالطوا الناس و زايلوهم ، و صافوهم بما تشتهون ، فدينكم لا تكلمونه " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/46/1 ) و البيهقي في " الزهد الكبير " ( 21/2
) .
قلت : و إسناده صحيح لولا عنعنة حبيب ; فإنه مدلس .
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/280 ) هكذا موقوفا و قال :
" رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات " .
قلت : و علقه البخاري في " الأدب " من " الصحيح " ( 10/436 - فتح ) و قال
الحافظ :
" وصله الطبراني من طريق عبد الله بن باباه عن ابن مسعود قال : ... و أخرجه ابن
المبارك في " كتاب البر و الصلة " من وجه آخر عن ابن مسعود ، و عن عمر مثله ،
لكن قال : و انظروا لا تكلموا دينكم " .
و قال البيهقي عقبه :
" روي عن علي رضي الله عنه . و أسنده بعض الضعفاء عن عبد الله ، و ليس بشيء " .
قلت : و قد أخرجه الدارمي ( 1/92 ) عن علي موقوفا بلفظ :
" خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم و قلوبكم ، فإن للمرء
ما اكتسب ، و هو يوم القيامة مع من أحب " .
قلت : و إسناده حسن .
و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 2/17/2 ) و " المنتخب " ( 1/132 )
للعسكري في " الأمثال " عن ثوبان .
نعم قد صح الحديث مرفوعا بلفظ :
" خالطوهم بأجسادكم ، و زايلوهم بأعمالكم " .
و هو مخرج في " الصحيحة " رقم ( 452 ) .
(3/186)
________________________________________
1188 - " الخلافة بالمدينة و الملك بالشام " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/337 ) :
ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/2/16 ) و الحاكم ( 3/72 ) و البيهقي في "
الدلائل " ( 6/447 - طبع بيروت ) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي
سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : سليمان و أبوه مجهولان " .
و قال في " الميزان " :
" سليمان لا يكاد يعرف " .
و في " المنتخب " لابن قدامة ( 10/206/1 ) :
" قال مهنا : و سألت يحيى ( يعني ابن معين ) عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه
العوام بن حوشب عن أبي هريرة ( فذكر الحديث ) فقال : لا نعرف هذا يعني سليمان
بن أبي سليمان . و قال لي أحمد : أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم " .
و في " الجامع الكبير " ( 1/340/1 ) :
" رواه البخاري في " تاريخه " و الحاكم و تعقب ، و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
و نعيم بن حماد في " الفتن " عنه موقوفا " .
(3/187)
________________________________________
1189 - " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا ، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في
الغار ، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) :
منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " : نا والدي و قال : أنا أحبها منذ سمعت شيخي
أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي و المطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان
قالا : إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن جعفر الصوفي قال :
أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد ببلخ قال : أنا
أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه قال : أنا أحبها منذ سمعت
من عبد الله بن موسى السلامي قال : أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال
: أنا أحبها منذ سمعت من أحمد بن العباس الحصري قال : أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال : أنا أحبها منذ سمعت ابن عون قال : أنا أحبها
منذ سمعت من محمد بن سيرين قال : أنا أحبها منذ سمعت من أبي هريرة قال : أنا
أحبها منذ سمعت من أبي بكر الصديق يقول : لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها و قال : فذكره . قال الديلمي : و أنا أحبها
منذ سمعت والدي يقول هذا الحديث .
قلت : أما أنا فلا أحبها و لا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا ، و إن سكت عليه السيوطي في
" الجامع الكبير " ( 3/146/1 - 2 ) ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه
الخطيب ( 10/148 - 149 ) و قال :
" في رواياته غرائب و مناكير و عجائب " .
ثم روى عن أبي سعد الإدريسي الحافظ أنه قال :
" كان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب و درج من المجهولين و أصحاب الزوايا .
قال : و كان أبو عبد الله بن منده سيىء الرأي فيه ، و ما أراه كان يتعمد الكذب
في فضله " .
و قال الذهبي :
" روى حديثا ما له أصل ، سلسله بالشعراء ، منهم الفرزدق " .
قلت : و الحديث المشار إليه رواه الخطيب ( 3/98 - 99 ) .
و شيخه إبراهيم بن محمد لم أعرفه ، و لعله من شيوخه المجهولين الذين أشار إليهم
الخطيب فيما تقدم .
و في من دونه جماعة لم أعرفهم .
و اعلم أنه لا يصح حديث في عنكبوت الغار و الحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في
بعض الكتب و المحاضرات التى تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
، فكن من ذلك على علم . و قد مضى منها ثلاثة أحاديث ( ص 259 - 263 ) .
(3/188)
________________________________________
1190 - " حب قريش إيمان ، و بغضهم كفر ، و حب العرب إيمان ، و بغضهم كفر ، و من أحب
العرب فقد أحبني ، و من أبغض العرب فقد أبغضني " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/339 ) :
ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 451 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 2306 ) عن
معقل بن مالك قال : حدثنا الهيثم بن جماز قال : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا .
و قال الطبراني :
" لم يروه عن ثابت إلا الهيثم " .
و قال العقيلي :
" حديثه غير محفوظ ، قال ابن معين : ضعيف " .
و قال النسائي في " الضعفاء و المتروكين " ( 30 ) :
" متروك الحديث " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/23 ) :
" رواه البزار ( و في مكان آخر 10/53 : الطبراني في " الأوسط " ) ، و فيه
الهيثم بن جماز و هو متروك " .
و أخرج الحاكم ( 4/87 ) منه قوله :
" حب العرب إيمان ، و بغضهم نفاق " . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : الهيثم متروك ، و معقل ضعيف " .
قال في " الفيض " :
" قال العراقي في " القرب " : لكن له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الكبير
" للطبراني " .
قلت : و هو ضعيف ، و مع ضعفه فلا يؤثر في المشهود له لشدة ضعفه كما هو معروف ،
ثم إن شهادته قاصرة ، فإن لفظه :
" لا يبغض العرب مؤمن ، و لا يحب ثقيفا إلا مؤمن " .
(3/189)
***********************************
يتبع ان شاء الله...
المفضلات