1141 - " من أكل فشبع ، و شرب فروي ، فقال : الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني ، و سقاني
فأرواني ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/278 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 467 ) : أخبرنا أبو يعلى : حدثنا
محمد بن إبراهيم السامي : حدثنا إبراهيم بن سليمان : حدثنا حرب بن سريج <1> عن
حماد بن أبي سليمان قال :
" تغديت عند أبي بردة ، فقال : ألا أحدثك ما حدثني به عبد الله بن قيس رضي
الله عنه ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير حرب بن سريج ، قال الحافظ في "
التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" فيه ضعف " .
قلت : و خفي ذلك على المنذري فسكت عليه في " الترغيب " ( 3/129 ) و عزاه لأبي
يعلى . و أغرب منه قول الهيثمي ( 5/29 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه من لم أعرفه " .
و ليس فيهم من لا يعرف إطلاقا ، فلعله تحرف عليه بعض أسماء رواته .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] بالمهملة و الجيم . كذا قيده الحافظ ، و وقع في ابن السني " شريح " و هو
خطأ . اهـ .
1
(3/140)
________________________________________
1142 - " يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة العذاب ما يتمنى أنه لم يقض بين
اثنين في تمرة قط " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/279 ) :
ضعيف .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1546 ) : حدثنا عمر بن العلاء اليشكري قال :
حدثني صالح بن سرج من عبد القيس عن عمران بن حطان قال : سمعت عائشة تقول ،
و ذكر عندها القضاة ، فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. و من طريق الطيالسي أخرجه أحمد ( 6/75 ) و أبو بكر المروزي في " أخبار الشيوخ
" ( 1/27/2 ) و ابن أبي الدنيا في " الأشراف " ( 2/73/2 ) و البيهقي ( 10/96 )
كلهم عن الطيالسي به .
و أخرجه ابن حبان ( 1563 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 2781 - مصورتي )
و البيهقي أيضا من طريقين آخرين عن عمر بن العلاء به ، إلا أن ابن حبان قال : "
عمره " بدل " تمرة " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه علتان :
الأولى : صالح بن سرج أورده الذهبي في " الميزان " و لم يزد فيه على قوله :
" قال أحمد بن حنبل : كان من الخوارج " .
و أورده في " الضعفاء " و قال :
" مجهول " .
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 6/460 ) .
و الأخرى : عمر بن العلاء . كذا وقع في المصادر المتقدمة إلا المسند فوقع فيه "
عمرو " بفتح أوله . قال الحافظ في " التعجيل " :
" و هو قول الأكثر " .
و ذكر في ترجمته أنه روى عنه جماعة من الثقات ، و لم يذكر فيه توثيقا فهو مجهول
الحال . والله أعلم .
قلت : فقول الهيثمي في " المجمع " ( 4/193 ) :
" رواه أحمد و إسناده حسن " .
غير حسن ، لما بينا من حال الرجلين .
(3/141)
________________________________________
1143 - " أول من يكسى حلة من النار إبليس ، يضعها على حاجبيه ، و هو يسحبها من خلفه ،
و ذريته من خلفه ، و هو يقول : يا ثبوراه ! و هم ينادون : يا ثبوراهم ، حتى يقف
على النار ، فيقول : يا ثبوراه ! فينادون : يا ثبوراهم ، فيقال : *( لا تدعو
اليوم ثبورا واحدا ، و ادعوا ثبورا كثيرا )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/280 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 3/152 و 153 - 154 و 249 ) و البزار ( 4/183 ) و الطبري في "
تفسيره " ( 18/141 ) من طريق حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن زيد عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف ، كما في " التقريب " .
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/392 ) و قال :
" رواه أحمد و البزار ، و رجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد و هو ابن جدعان
ضعيف ، كما في " التقريب " .
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/392 ) و قال :
" رواه أحمد و البزار ، و رجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد و قد وثق " !
و ذكره ابن الجوزي في تفسيره " زاد المسير " ( 6/76 ) <1> دون عزو فقال :
" روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
فجزم برواية أنس له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يحسن ، و كم فيه من
أحاديث ضعيفة و واهية يسكت عنها ، و لا يبين وهنها ، بل ربما أوهم صحتها ، كهذا
، و قد تولى بيان حال الكثير منها الأستاذ المعلق عليه ، و لكنه سكت أيضا عن
غير قليل منها كهذا الحديث ، فإنه خرجه و لم يبين حال إسناده ، بل و أقره على
جزمه !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قام بطبعه المكتب الإسلامي بدمشق ، جزاه الله خيرا . اهـ .
1
(3/142)
________________________________________
1144 - " كل [ باسم الله ] ، ثقة بالله ، و توكلا عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/281 ) :
ضعيف .
رواه أبو داود ( 3925 ) و الترمذي ( 1/335 ) و ابن ماجه ( 3542 ) و ابن السني
في " عمل اليوم و الليلة " ( 457 ) و أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( ق
192/2 ) و الحاكم ( 4/136 - 137 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 428 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( 396/2 ) و أبو عبد الله الدقاق في " معجم مشايخه " ( ق 4/1 )
و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 49/1 ) من طريق المفضل
بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم ، فأدخلها معه في القصعة فقال " .
فذكره . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث المفضل بن فضالة ، و هو شيخ بصري ،
و المفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا و أشهر ، و روى شعبة هذا الحديث عن
حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة : أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم ، و حديث شعبة أثبت
عندي و أصح " .
قلت : و حديث شعبة وصله العقيلي من طريق سعيد بن منصور قال : حدثنا عبد الرحمن
ابن زياد قال : حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد قال : سمعت عبد الله بن بريدة
يقول :
" كان سلمان يعمل بيديه ، ثم يشتري طعاما ، ثم يبعث إلى المجذومين فيأكلون معه
" .
قلت : فجعل سلمان مكان ابن عمر ، و لعله الصواب ، فإن إسناده صحيح ،
و عبد الرحمن بن زياد هذا هو الرصاصي ، قال أبو حاتم :
" صدوق " . و قال أبو زرعة : " لا بأس به " .
و قال العقيلي عقب روايته :
" هذا أصل الحديث ، و هذه الزيادة أولى به ، و المفضل ليس بمشهور بالنقل ، قال
يحيى : ليس هو بذاك " .
و قال ابن عدي :
" و لم أر في حديثه أنكر من هذا الحديث ، و باقي حديثه مستقيم " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" مقارب الحديث ، لا يحتج به . قاله الترمذي " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
قلت : فقول الحاكم : " حديث صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي مما لا يخفى بعده عن
الصواب ، و نحوه قول المناوي في " التيسير " : " إسناده حسن " مغترا بما نقله
في " الفيض " عن ابن حجر أنه قال : " حديث حسن " !
قلت : و قد وجدت له متابعا ، يرويه عبيد الله بن تمام عن إسماعيل المكي عن محمد
ابن المنكدر به .
أخرجه ابن عدي ( 8/2 و 237/1 ) و قال في الموضع الأول :
" إسماعيل هذا أحاديثه غير محفوظة ، إلا أنه ممن يكتب حديثه " .
و قال في الموضع الآخر :
" و هذا قد روي من غير هذا الطريق عن محمد بن المنكدر ، و عبيد الله في بعض ما
يرويه مناكير " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 2/386 ) من الوجهين عن محمد بن
المنكدر .
(3/143)
________________________________________
1145 - " ملعون من لعب بالشطرنج " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/283 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي ( 4/63 ) عن عباد بن عبد الصمد عن أنس رفعه .
قلت : و هذا موضوع ، آفته عباد هذا قال البخاري : " منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" روى عن أنس نسخة كلها موضوعة " .
و قال الحافظ السخاوي في " عمدة المحتج في حكم الشطرنج " ( 9/1 ) :
" و قد سئل عنه النووي ؟ فقال : لا يصح " .
و نحوه ما أورده السيوطي في " الجامع " من رواية عبدان و أبي موسى و ابن حزم عن
حبة بن مسلم مرسلا به و زاد :
" و الناظر إليها كالآكل لحم الخنزير " .
قال المناوي :
" و حبة هذا تابعي لا يعرف إلا بهذا الحديث ، و في " الميزان " : إنه خبر منكر
" .
قلت : و هو من رواية ابن جريج عن حبة ، و قال في أصح الطريقين عنه - و كلاهما
ضعيف - :
" حدثت عن حبة بن مسلم " .
فله علتان : الإرسال و الانقطاع .
(3/144)
________________________________________
1146 - " إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون الأزلام : الشطرنج و النرد و ما كان من اللهو
، فلا تسلموا عليهم ، فإن سلموا عليكم فلا تردوا عليهم ، فإنهم إذا اجتمعوا
و أكبوا عليها ، جاء إبليس أخزاه الله بجنوده فأحدق بهم ، كلما ذهب رجل يصرف
بصره عن الشطرنج لكز في ثغره ، و جاءت الملائكة من وراء ذلك فأحدقوا بهم ، و لم
يدنوا منهم ، فما يزالون يلعنونهم حتى يتفرقوا عنها حين يتفرقون كالكلاب اجتمعت
على جيفة ، فأكلت منها ، حتى ملأت بطونها ثم تفرقت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :
موضوع .
أخرجه الآجري في " كتاب تحريم النرد و الشطرنج و الملاهي " ( ق 43/2 ) من طريق
سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته سليمان بن داود اليمامي قال الذهبي في "
الميزان " :
" قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قد مر لنا أن
البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه . و قال ابن حبان
: ضعيف . و قال آخر : متروك " .
و كتب الحافظ ابن المحب المقدسي بخطه على هامش كتاب الآجري :
" هذا حديث ضعيف " .
قلت : بل هو موضوع ، و علامات الوضع عليه لائحة ، و آفته اليمامي المذكور ،
فإنه متهم عند البخاري كما عرفت . والله أعلم .
(3/145)
________________________________________
1147 - " إذا مررت عليهم ( يعني أهل القبور ) فقل : السلام عليكم يا أهل القبور من
المسلمين و المؤمنين ، أنتم لنا سلف ، و نحن لكم تبع ، و إنا إن شاء الله بكم
لاحقون . فقال أبو رزين : يا رسول الله و يسمعون ؟ قال : و يسمعون ، و لكن لا
يستطيعون أن يجيبوا ، أو لا ترضى يا أبا رزين أن يرد عليك [ بعددهم من ]
الملائكة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/284 ) :
منكر .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 369 ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 92
: 2 ) عن النجم بن بشير بن عبد الملك بن عثمان القرشي حدثنا محمد بن الأشعث عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
" قال أبو رزين : يا رسول الله : إن طريقي على المقابر ، فهل من كلام أتكلم به
إذا مررت عليهم ؟ قال : " فذكره . و قال العقيلي و الزيادة له :
" محمد بن الأشعث مجهول في النسب و الرواية ، و حديثه هذا غير محفوظ ، و لا
يعرف إلا بهذا الإسناد . و أما " السلام عليكم يا أهل القبور " إلى قوله "
و إنا إن شاء الله بكم لاحقون " فيروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح ، و سائر
الحديث غير محفوظ " .
و النجم بن بشير أورده ابن أبي حاتم ( 4/1 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : فهو بهذه الزيادة منكر ، لتفرد هذا المجهول بها ، و أما بدونها فهو حديث
صحيح أخرجه مسلم من حديث عائشة و بريدة ، و هو مخرج في كتابي " أحكام الجنائز
و بدعها " .
و هذه الزيادة منكرة المتن أيضا ، فإنه لا يوجد دليل في الكتاب و السنة على أن
الموتى يسمعون ، بل ظواهر النصوص تدل على أنهم لا يسمعون . كقوله تعالى :
*( و ما أنت بمسمع من في القبور )* و قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه و هم في
المسجد : " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة ، فإن صلاتكم تبلغني ... " فلم يقل
: أسمعها . و إنما تبلغه الملائكة كما في الحديث الآخر : " إن لله ملائكة
سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " . رواه النسائي و أحمد بسند صحيح .
و أما قوله صلى الله عليه وسلم : " العبد إذا وضع في قبره ، و تولى و ذهب
أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه ، فيقولان له .. " الحديث
رواه البخاري فليس فيه إلا السماع في حالة إعادة الروح إليه ليجيب على سؤال
الملكين كما هو واضح من سياق الحديث .
و نحوه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر حينما سأله عن مناداته لأهل قليب بدر : "
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " هو خاص أيضا بأهل القليب ، و إلا فالأصل أن
الموتى لا يسمعون ، و هذا الأصل هو الذي اعتمده عمر رضي الله عنه حين قال للنبي
صلى الله عليه وسلم : إنك لتنادي أجسادا قد جيفوا ، فلم ينكره الرسول صلى الله
عليه وسلم بل أقره ، و إنما أعلمه بأن هذه قضية خاصة ، و لولا ذلك لصحح له ذلك
الأصل الذي اعتمد عليه ، و بين له أن الموتى يسمعون خلافا لما يظن عمر ، فلما
لم يبين له هذا ، بل أقره عليه كما ذكرنا ، دل ذلك على أن من المقرر شرعا أن
الموتى لا يسمعون . و أن هذه قضية خاصة .
و بهذا البيان ينسد طريق من طرق الضلال المبين على المشركين و أمثالهم من
الضالين ، الذين يستغيثون بالأولياء و الصالحين و يدعونهم من دون الله ، زاعمين
أنهم يسمعونهم ، والله عز وجل يقول : *( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ، و لو
سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير )* .
و راجع لتمام هذا البحث الهام مقدمتي لكتاب " الآيات البينات في عدم سماع
الأموات عند الحنفية السادات " للآلوسي .
(3/146)
1148 - " أربع من سعادة المرء : زوجة صالحة ، و ولد أبرار ، و خلطاء صالحون ، و معيشة
في بلده " .
________________________________________
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/286 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/166 - مختصره للحافظ ابن حجر ) منة
طريق سهل بن عامر البجلي : حدثنا عمرو بن [ جميع ] عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، و له آفتان :
الأولى : عمرو بن جميع كذبه ابن معين ، و قال الدارقطني و جماعة :
" متروك " .
و قال ابن عدي :
" كان يتهم بالوضع " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و الأخرى : سهل بن عامر البجلي ، كذبه أبو حاتم . و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/202 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث ، روى أحاديث بواطيل ، أدركته بالكوفة ، و كان يفتعل الحديث " .
(3/147)
________________________________________
1149 - " لا يحل أكل لحوم الخيل و البغال و الحمير " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/286 ) :
منكر .
أخرجه أبو داود ( 3790 ) و النسائي ( 2/199 ) و ابن ماجه ( 3198 ) و الطحاوي في
" شرح المعاني " ( 2/322 ) و البيهقي ( 9/328 ) و أحمد ( 4/89 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( ص 188 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 3862 ) و الواحدي
في " الوسيط " ( 2/127/2 ) كلهم من طرق عن بقية بن الوليد : حدثني ثور بن يزيد
عن صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال العقيلي :
" صالح بن يحيى فيه نظر . و قد روي عن جابر قال : أطعمنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحوم الخيل ، و نهانا عن لحوم البغال و الحمير . و روي عن أسماء ابنة
أبي بكر قالت : ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه .
و إسنادهما أصلح من هذا الإسناد " .
و قال البيهقي :
" فهذا إسناد مضطرب ، و مع اضطرابه مخالف لحديث الثقات " .
ثم روى عن موسى بن هارون أنه قال :
" لا يعرف صالح بن يحيى و لا أبوه إلا بجده ، و هذا ضعيف " .
قلت : فللحديث أربع علل :
الأولى : ضعف صالح بن يحيى كما أشار إلى ذلك البخاري بقوله فيه :
" فيه نظر " .
أو أنه مجهول كما يشعر كلام موسى بن هارون المذكور ، و هو الذي جزم به الذهبي
في " الضعفاء " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" لين " .
و أما ابن حبان فأورده في " أتباع التابعين " من " الثقات " ! و اغتر به الحافظ
المنذري فقال في " الترغيب " ( 3/134 ) :
" و في صالح بن يحيى كلام قريب لا يقدح " !
الثانية : جهالة يحيى بن المقدام بن معدي ، كما في كلام موسى بن هارون المتقدم
، و اعتمده الذهبي ، فقال في " الميزان " :
" لا يعرف إلا برواية ولده صالح عنه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
الثالثة : الاضطراب الذي أشار إليه البيهقي و بينه بقوله :
" و رواه محمد بن حمير عن ثور عن صالح أنه سمع جده المقدام . و رواه عمر بن
هارون البلخي عن ثور عن يحيى بن المقدام عن أبيه عن خالد " .
و محمد بن حمير ثقة و قد تابعه سليمان بن سليم أبو سلمة و هو ثقة أيضا ، عن
صالح بن يحيى بن المقدام عن جده المقدام عن خالد قال :
" غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر .. الحديث ، و فيه : و حرام
عليكم لحوم الحمر الأهلية و خيلها و بغالها .. " .
أخرجه أحمد .
و متابعة أبي سلمة عند الطبراني ( 3827 ) ، لكنه قال : عن صالح عن أبيه عن جده
عن خالد . يعني مثل إسناد ثور بن يزيد برواية بقية عنه .
نعم رواه سعيد بن غزوان عن صالح عن جده عن خالد ..
رواه الطبراني ( 3828 ) .
الرابعة : النكارة و المخالفة كما تقدم في كلام البيهقي . و يعني بذلك أمرين
اثنين :
الأول : قوله عن خالد : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنه صلى الله
عليه وسلم قال الحديث في هذه الغزوة . قال الحافظ في " الفتح " ( 9/561 ) :
" و تعقب بأنه شاذ منكر ، لأن في سياقه أنه شهد خيبر ، و هو خطأ ، فإنه ( يعني
خالدا ) لم يسلم إلا بعدها على الصحيح ، و الذي جزم به الأكثر أن إسلامه كان
سنة الفتح .. ، و أعل أيضا بأن في السند راويا مجهولا " .
و الآخر : أنه صح برواية الثقات أنه صلى الله عليه وسلم رخص في لحوم الخيل .
أخرجه الشيخان و غيرهما من حديث جابر بن عبد الله ، و له عنه طرق و ألفاظ
ذكرتها في " الصحيحة " فلتطلب من هناك .
و أما ما روى عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال :
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر و الخيل و البغال " .
فقد أورده الحافظ في " الفتح " من رواية الطحاوي و أبي بكر الرازي و ابن جزم ،
و قال الحافظ :
" قال الطحاوي : و أهل الحديث يضعفون عكرمة بن عمار . قلت : لا سيما في يحيى بن
أبي كثير ، فإن عكرمة و إن كان مختلفا في توثيقه ، فقد أخرج له مسلم ، لكن إنما
أخرج له من غير روايته عن يحيى بن أبي كثير ، و قد قال يحيى بن سعيد القطان :
أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة . و قال البخاري : حديثه عن يحيى مضطرب ..
و على تقدير صحة هذه الطريق ، فقد اختلف على عكرمة فيها ، فإن الحديث عند أحمد
و الترمذي من طريقه ليس فيه للخيل ذكر ، و على تقدير أن يكون الذي زاده حفظه ،
فالروايات المتنوعة عن جابر المفصلة بين لحوم الخيل و الحمر في الحكم ، أظهر
اتصالا ، و أتقن رجالا و أكثر عددا " .
ثم ذكر أن الطبري أخرجه من طريق يحيى بن أبي كثير أيضا عن رجل من أهل حمص قال :
كنا مع خال فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية
و خيلها و بغالها . و قال :
" و أعل بتدليس يحيى و إبهام الرجل " .
قلت : و أنا أظن أن هذا الرجل هو يحيى بن المقدام بن معدي كرب المتقدم في
الطريق الأولى فإنه حمصي و هو مجهول كما سبق ، فلا يذهبن و هل أحد إلى أنه يمكن
تقوية تلك الطريق بطريق الطبري هذه ، لأن مدارهما على مجهول . والله أعلم .
(3/148)
________________________________________
1150 - " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قلت : يا رسول الله و ما رياض الجنة ؟ قال :
المساجد ، قلت : و ما الرتع يا رسول الله ؟ قال : سبحان الله ، و الحمد لله ،
و لا إله إلا الله ، و الله أكبر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/289 ) :
ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2/265 ) من طريق يزيد بن حبان أن حميد المكي مولى ابن علقمة
حدثه أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ! و حميد المكي قال البخاري كما في " الميزان " :
" لا يتابع على حديثه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
قلت : فأنى لحديثه الحسن ؟ !
و يزيد بن حبان ، كذا في النسخة المطبوعة من " الترمذي " في بولاق ، و أظنه
محرفا ، و الصواب : زيد بن حبان ، فإنهم لم يذكروا غيره في ترجمة حميد المكي .
والله أعلم .
و زيد بن الحباب من رجال مسلم ، و فيه خلاف ، قال الحافظ :
" صدوق يخطىء في حديث الثوري " .
و قد روي الحديث من طريق أخرى و هي مع ضعفها فإنه مختصر و لفظه :
" إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا : و ما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر
" .
أخرجه الترمذي ( 2/265 ) و أحمد ( 3/150 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 329/1 )
من طريق محمد بن ثابت البناني قال : حدثني أبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب من حديث ثابت عن أنس " .
قلت : و القول فيه كالذي قبله ، فإن محمد بن ثابت البناني متفق على تضعيفه و قد
تفرد به عن أبيه ، فقال ابن عدي عقبه و قد ساق له أحاديث أخرى :
" و هذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكره عامتها مما لا يتابع محمد بن ثابت عليه
" .
و أورده الذهبي في " الميزان " فقال :
" قال البخاري : فيه نظر ، و قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال النسائي ضعيف " .
ثم ساق له مما أنكر عليه حديثين ، هذا أحدهما .
و قد وجدت له طريقا أخرى عن أنس ، و لكنها واهية ، لأنها من رواية زائدة بن أبي
الرقاد : حدثنا زياد النميري عن أنس به .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/268 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، و له علتان : زياد النميري و زائدة بن أبي الرقاد قال
الذهبي في " الميزان " :
" ضعيفان " .
و قال الحافظ في الأول منهما :
" ضعيف " .
و في الآخر :
" منكر الحديث " .
و بهذا جرحه البخاري ، و هو بهذا التعبير عنده يعني أنه متهم . و قد قال
النسائي :
" ليس بثقة " .
و وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر به .
أخرجه أبو نعيم أيضا ( 6/354 ) : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله
المقدسي : حدثنا محمد بن عبد الله بن عامر : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا مالك
عن نافع عن سالم عنه . و قال :
" غريب من حديث مالك ، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر " .
قلت : و لم أعرفه ، و أخشى أن يكون قد وقع في اسمه تحريف .
و شيخ أبي نعيم علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي لم أجد له ترجمة ، و هو على
شرط ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ، و لكنه لم يورده .
ثم وجدت لحديث أبي هريرة المختصر شاهدا من حديث جابر في مستدرك الحاكم ، و لذلك
أخرجته في " الصحيحة " برقم ( 2562 ) .
(3/149)
********************************
يتبع ان شاء الله.......v]: hgsgsgm hgqudtm
المفضلات