ألخص ما فهمته و أسمع تعليقاتكم قبل الانتقال لسؤال آخر :
كل الكائنات قد خلقت للطاعة فقط عدا الإنسان و الجن فقد تُرك لهم الخيار بين طريق الحق و طريق الضلال مع علم الله مسبقاً بما سوف يفعله كل شخص لأنه يعلم الغيب بالطبع و هو ييسر طريق الحق لمن أراده و طريق الضلال لمن أراده، أي أن الإنسان في الأصل مخير و لكن الله يعلم ما سوف يفعل فالانسان يفعل ما يعلمه الله و لكن دون اجبار منه أو دفعه الى طريق دون آخر.
هل ما فهمت صحيح ؟
نعم صحيح ما فهمته ضيفتنا الفاضلة ... ويمكنني أن ألخص لك ذلك في قوله تعالى:
لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
وما جاء به الأخ من إعجاز علمي شيء رائع جدا وأرجو أن تقرئيه بتأن وتدبر
والقرآن لم يقتصر على الإعجاز العلمي فحسب ... بل شمل حتى الإعجاز الرياضي والعددي فإليك على سبيل المثال ما يلي:
المعجزة الرياضية في سورة الكهف
سورة الكهف وهي السورة رقم (18) في ترتيب المصحف الشريف ، وقد جاء بسورة الكهف عدد 4 قصص وهي :
-
قصة أهل الكهف .
-
قصة الرجلين .
-
قصة موسى والعبد .
-
قصة ذو القرنين .
ومن العجيب أن قصة أهل الكهف وهي القصة الأولى جاءت في عدد (18) آية قرآنية حصرا وذلك في قوله تعالى ابتداء من الآية (9) وحتى الآية (26) من سورة الكهف :
-
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً {9}
-
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً {10}
-
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11}
-
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً {12}
-
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13}
-
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14}
-
هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15}
-
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً {16}
-
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17}
-
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18}
-
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19}
-
إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً {20}
-
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً {21}
-
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22}
-
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23}
-
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {24}
-
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً {25}
-
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {26}) الكهف .
عدد أهل الكهف والإعجاز الرياضي :
أما عن عدد أهل الكهف والذي جاء فيه قول ربنا سبحانه وتعالى في الآية (22) من سورة الكهف قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً) .
وقد جاء بالآية الكريمة عدد (3) إحتمالات في عدد أهل الكهف . . . وهي :
-
أن عددهم (3) ورابعهم كلبهم .
-
أن عددهم (5) وسادسهم كلبهم .
-
أن عددهم (7) وثامنهم كلبهم .
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة . . الإعجاز الرياضي التالي :
-
الأعداد التي جاءت في الآية الكريمة هي (3) ، (4) ، (5) ، (6) ، ( 7) ، (8) . . . ومجموعها = (33) .
-
عدد كلمات الآية الكريمة يساوي (33) كلمة أيظا (انظر الرابط الأول) .
-
أي أن مجموع الأرقام التي وردت في الآية الكريمة يساوي عدد كلمات الآية الكريمة . أي أن كل كلمة تساوي واحد . . . وهذا ما سوف نستخدمه فيما بعد .
ولكن عدد أهل الكهف كيف يمكن استنتاجه من الآية :
-
عدد اهل الكهف هو العدد الأخير الذي ذكره الله تعالى في الآية (22) (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ٌ) أي أن عددهم = 7 .
-
وبالتالي يكون كلبهم هو ثامنهم (8) .
-
وتبدأ قصة أهل الكهف من الآية رقم (9) .
-
أي ان عدد أهل الكهف (7) وكلبهم (8) .
-
وأول آيات القصة {الآية (9)} و عدد كلماتها = (10) كلمات . . . .
-
الفرق بين ترتيب الآية في القصة وترتيبها في السورة ابتداء من (1) (9) إلى (18) (26) = (8) وهو إشارة إلى صحة الاحتمال الثالث أن عدده (7) وثامنهم كلبهم والله أعلم .
مدة ما لبث أهل الكهف والإعجاز الرياضي :
يقول تعالى في الآية (25) من سورة الكهف : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا)ً .
وكما سبق أن أوضحنا في عمر نوح عليه السلام . . . إليك عزيزي المتابع الآتي :
هناك في اللغة "سنة" . . . و"عام" ولا يمكن أن يكون المراد بهما شيء واحد . . . فبالطبع هما شيئين مختلفين .
وقلنا أن السنة المقصود بها السنة الميلادية في التاريخ الإفرنجي والنة هي طول المدة التي تستغرقها الأرض لتقطع دورة كاملة في مدارها حول الشمس وتستغرقها في 365.25 يوما .
ولذلك هناك في السنين الميلادية نوعان :
أ - سنة بسيطة : وهي السنة التي طولها 365 يوما .
ب - سنة كبيسة : وهي السنة التي طولها 366 يوما .
والسنة البسيطة تأتي لمدة ثلاث سنوات متتالية ثم تأتي السنة الرابعة السنة الكبيسة وذلك نتيجة تجميع 0.25 يوم الفرق كل 4 سنوات لتعطي يوما كاملا لتصبح السنة الكبيسة (366 يوما) .
4. أما العام فهو العام الهجري في التاريخ العربي وهو طول المدة التي يقطع فيها القمر (12) دورة شهرية حول الأرض ، وطول العام 354.367 يوما .
5. وبالتالي يكون الفرق بين السنة والعام 10.89 يوما والعامة يقولون أن الفرق بين السنة والعام = 11 يوما تقريبا .
6. وبفرض أن الفرق بينهما = 11 يوما إذن كل 30 سنة يكون الفارق = 11 × 30 = 330 يوما .
7. وبالتالي يكون الفارق كل 32 سنة = 330 + (2 × 11) = 352 يوما .
8. أي انه طول 32 عاما لا يكتمل فارق =354 يوما (طول العام الهجري) .
9. وبالتالي فإنه فقط يكتمل عام كامل بين التاريخ الميلادي والتاريخ الهجري كل 33 سنة .
10. إذن يكتمل 3 أعوام كل 100 سنة .
11. إذن يكتمل 9 أعوام كل 300 سنة .
12. وهذا هو نص الآية الكريمة : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا)ً .
13. أي أنهم لبثوا 300 سنة ميلادية . . وهذه المدة تعطي (9) أعوام هجرية زيادة وبالتالي يكون مدة ما لبث أهل الكهف في الكهف = 300 + 9 = 309 عاما قمريا .
الإعجاز الرياضي :
كما قلنا أن قصة أهل الكهف تبدأ في سورة الكهف في الآية (9) في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً {9} .
وأن مدة ما لبث أهل الكهف جاءت في الآية (25) في قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً {25} .
والآن . . إذا بدأنا نعد عدد كلمات قصة أهل الكهف في سورة الكهف ابتداء من الآية رقم (9) . . . فإن كلمة "أم" تكون الكلمة رقم (1) وكلمة "حسبت" تكون الكلمة رقم (2) . . وكلمة "أن" تكون الكلمة رقم (3) . . وهكذا حتى نهاية الآية الأولى نجد أن كلمة "عجبا" هي الكلمة رقم (10) كما هو واضح في نص الآيات أعلاه . . . وهكذا حتى أول الآية رقم (25) .
في الآية رقم (25) نجد أن كلمة "ولبثوا" تكون هي الكلمة رقم (306) وأن كلمة "في" تكون هي الكلمة رقم (307) . . وأن كلمة "كهفهم" تكون هي الكلمة رقم (308) . . .
وبالطبع سوف تكون كلمة "ثلاث" هي الكلمة رقم (309) .
وبالطبع فإن الرقم (309) لا يمكن وصفه في كلمة عربية واحدة . . ولكن يوصف في عبارة "ثلاث مائة وتسعة" وقد وصفه الله تعالى بقوله : (ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا) كما تم شرحه سابقا .
هذا الرقم (309) بالطبع الكمية الأكبر فيه هي (300) وليست (9) .
وبالطبع فإن الرقم (300) يوصف بأنه "ثلاث مائة" ولا يمكن وصفه بأنه (ثلثمائة) لأن ذلك يعني (1/3) مائة وليس ثلاث مائة .
والكمية الأكبر في ثلاث مائة هي "الثلاث" وليس "المائة" لأن الثلاث هي 300 وليست مائة واحدة .
إذن الكلمة الوحيدة في قوله تعالى التي تفيد المدة التي لبثوها (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) هي كلمة "ثلاث" .
وإذا حسبنا أن كل كلمة في قصة أهل الكهف تساوي عام (كما إتضح لنا سابقا تحت العنوان أعلاه {عدد أهل الكهف والإعجاز الرياضي}) . . فإن عدد الكلمات حتى كلمة "ثلاث" في الآية (25) = 309 . . وهو إشارة إلى المدة التي لبثوها والتي تساوي 309 عاما وهذا هو ما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر عنه وليس أن يخبر أنهم لبثوا 300 سنة . . لأنه لو كان الأمر كذلك لاكتفى سبحانه وتعالى بقوله (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ) فقط .
المصدر: سلسلة (موسوعة معجزة القرآن الكريم الرياضية) .
المؤلف : الأستاذ الدكتور / عبد الله محمد البلتاجي - هاتف 5763807 / 03 - الإسكندرية - جناكليس - 10 / شارع محمد باشا محسن - مصر .
أرجو أن نكون عند حسن ظنك ضيفتنا الفاضلة ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات