1481 - " لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/673 ) :
ضعيف
أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في " تاريخ داريا " ( ص 90 - 91 ) : حدثنا
محمد بن أحمد بن عمارة : حدثنا المسيب بن واضح : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن
يزيد بن السمط عن النعمان بن المنذر عن مكحول قال :
" كثر المستأذنون إلى الحج في غزوة تبوك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، المسيب بن واضح . قال الدارقطني :
" ضعيف " . و بين سببه أبو حاتم فقال :
" صدوق يخطىء كثيرا " . و مثله قول الجوزجاني :
" كان كثير الخطأ و الوهم " .
و سائر رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير محمد بن أحمد بن عمارة و قد ترجمه
ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/334/2 ) ، و ذكر أنه توفي سنة 323 عن 96 سنة .
و جاء وصفه في بعض الأسانيد عنده بأنه :
" الثقة الأمين كرم الله وجهه و أسكنه جنته " .
(3/480)
________________________________________
1482 - " إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله ، و أن تحمدهم على رزق الله ، و أن
تذمهم على ما لم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص ، و لا يرده
كره كاره ، و إن الله تعالى بحكمته و جلاله جعل الروح و الفرج في الرضا ، و جعل
الهم و الحزن في الشك و السخط " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :
موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/41 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات
الصوفية " ( ص 68 - 69 ) من طريق أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل البصري المعروف
بابن الحمصي قال : حدثنا علي بن جعفر البغدادي ، قال : قال أبو موسى الدؤلي
( و في الطبقات : الديبلي ) : حدثنا أبو يزيد البسطامي : حدثنا أبو عبد الرحمن
السدي عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال أبو نعيم :
" و هذا الحديث مما ركب على أبي يزيد ، و الحمل فيه عبى شيخنا ابن الحمصي فقد
عثر منه على غير حديث ركبه ! " .
قلت : و في " الميزان " :
" قيل : يتهم بوضع الحديث . قاله الضياء " .
ثم أخرجه أبو نعيم ( 5/106 ) من طريق علي بن محمد بن مروان و هو السدي : حدثنا
أبي : حدثنا عمرو بن قيس الملائي به . و قال :
" حديث غريب من حديث عمرو ، تفرد به علي بن محمد بن مروان عن أبيه " .
قلت : و محمد بن مروان السدي متهم بالكذب ، معروف به .
و أما ابنه علي فلم أعرفه ، و قد ذكره في " التهذيب " في جملة الرواة عن أبيه ،
فهو آفته أو أبوه ، و هو الأقرب . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " ( 1/152 - 153 ) أخرجه من طريق أخرى عن أبي
عبد الرحمن السدي ، و من طريق علي بن محمد بن مروان ، حدثنا أبي به .
فتأكدنا من أن الآفة من أبي عبد الرحمن محمد السدي .
(3/481)
________________________________________
1483 - " آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :
ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 6/118 ) من طريق محمد بن فضيل : حدثنا
الربيع بن بدر ، و من طريق معلى بن أسد العمي : حدثنا حماد بن الربيع بن بدر عن
أبي الزبير عن جابر قال :
" استأجرت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى ( جرس
) ، كل سفرة بقلوص " .
هذا لفظ حديث المعلى ، و لفظ ابن فضيل هو المذكور أعلاه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لأن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه . و لفظ الترجمة ضعيف
جدا ، لأن الربيع بن بدر متروك ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لا سيما قد
خالفه في المتن حماد و هو ابن مسعدة و هو ثقة - فقال : " سفرتين ، كل سفرة
بقلوص " .
و قد أخرجه الحاكم أيضا ( 3/182 ) بهذا اللفظ عن حماد و الربيع و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
و كأنه لم يتنبه لعنعنة أبي الزبير ، و كذلك صنع ابن القيم في أول " الزاد "
و ابن كثير في " البداية " ( 2/295 ) ، فإنهما أعلاه بالربيع ، و فاتهما أنه
متابع من قبل حماد بن مسعدة ، و لا سيما و ابن القيم أورده بلفظه و ليس بلفظ
الربيع ! ! و عكس ذلك المعلق على " زاد المعاد " ، فأعله بأبي الزبير فقط
للمتابعة فأصاب ، و لكنه لم يتنبه للفرق بين لفظيهما !
(3/482)
________________________________________
1484 - " آية الكرسي ربع القرآن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/675 ) :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/221 ) : حدثنا عبد الله بن الحارث قال : حدثني سلمة بن وردان أن
أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال : أي فلان هل تزوجت
؟ قال : لا ، و ليس عندي ما أتزوج به ، قال : أبي معك *( قل هو الله أحد )* ؟
قال : بل ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( قل يا أيها الكافرون )* ؟ قال
: بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا زلزلت الأرض )* ؟ قال : بلى
، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا جاء نصر الله )* ؟ قال : بلى ، قال
: ربع القرآن ، قال : أبي معك آية الكرسي : *( الله لا إله إلا هو )* ؟ قال :
بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : تزوج ، تزوج ، تزوج . ثلاث مرات " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلمة بن وردان قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و من طريقه أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 170/2 ) أورده في جملة ما أنكر على
سلمة من الأحاديث ، و تبعه الذهبي ، و قال :
" و قال الحاكم : " رواياته عن أنس أكثرها مناكير " ، و صدق الحاكم " .
و مما يدل على نكارة الحديث أنه مخالف لحديث الصحيحين و غيرهما عن جماعة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا : " *( قل هو الله أحد )* تعدل ثلث
القرآن " . و قد أخرجه الترمذي ( 2/147 ) من طريق أخرى عن سلمة بن وردان به دون
ذكر آية الكرسي و قال في روايته : " *( قل هو الله أحد )* ثلث القرآن " ثم قال
: " حديث حسن " !
و حديث الترجمة ، أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
كتاب الثواب " عن أنس و زاد عليه المناوي : " و الطبراني " ، و فاتهما " المسند
" ! ثم أعله بسلمة فقال :
" أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قد حسنه المؤلف ، و لعله
لاعتضاده " .
قلت : رحم الله من قال : اجعل لعل عند ذاك الكوكب ! أو كما قال ، فإن الحديث لم
نره إلا من هذه الطريق الواهية ، و السيوطي معروف بالتساهل ، على أن تحسينه
و كذلك تصحيحه و تضعيفه إنما هو بالرمز بحرف ( صح ) و ( ح ) و ( ض ) مما لا
يوثق به لغلبة تحريف النساخ كما قال المناوي نفسه ( 1/41 ) .
( تنبيه ) : قوله : " *( قل يا أيها الكافرون )* ربع القرآن ; ثابت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمجموع طرقه ، و قد خرجت طائفة منها في الكتاب
الآخر ( 588 ) .
(3/483)
________________________________________
1485 - " آدم في السماء الدنيا ، تعرض عليه أعمال ذريته ، و يوسف في السماء الثانية ،
و ابنا الخالة يحيى و عيسى في السماء الثالثة ، و إدريس في السماء الرابعة ،
و هارون في السماء الخامسة ، و موسى في السماء السادسة ، و إبراهيم في السماء
السابعة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/676 ) :
منكر
رواه ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا كما في " الجامع الصغير " ،
و قال شارحه المناوي :
" و إسناده ضعيف ، لكن المتن صحيح ، فإنه قطعة من حديث الإسراء الذي خرجه
الشيخان عن أنس ، لكن فيه خلف في الترتيب " .
قلت : ليس عند الشيخين قوله : " تعرض عليه أعمال ذريته " ، و لم أره في أحاديث
الباب ، لا عندهما ، و لا عند غيرهما ; فهي زيادة منكرة ، و أما المخالفة في
الترتيب ; فهي كما قال المناوي ، فإن الحديث قطعة من حديث الإسراء ، و هو عند
البخاري ( 7/160 - 172 - فتح ) و مسلم ( 1/103 ) و النسائي ( 1/76 - 77 )
و غيرهم من حديث صعصعة بن مالك مرفوعا بطوله ، و فيه أنه رأى في السماء الثانية
يحيى و عيسى ، و في الثالثة يوسف . و كذا وقع في حديث أنس عند مسلم ( 1/99 -
101 ) و النسائي ( 1/77 - 78 ) و غيرهما ، خلافا لبعض الأحاديث الأخرى التي
أشار إليها الحافظ في " الفتح " ، و قال في حديث صعصعة و أنس :
" و هو أثبت " .
(3/484)
________________________________________
1486 - " آمروا النساء في بناتهن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/327 ) و عنه البيهقي ( 7/115 ) من طريق إسماعيل بن أمية :
حدثني الثقة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة " الثقة " ، فإن مثل هذا التوثيق لشخص مجهول
العين عند غير الموثق غير مقبول كما هو مقرر في " الأصول " ; و لذلك فرمز
السيوطي لحسنه غير حسن إن صح ذلك عنه ، فإن المناوي قد نص في مقدمة " فيض
القدير " على ما يجعل الواقف على الرموز لا يثق بها ، و مع ذلك فكثيرا ما يقول
: كما قال في هذا الحديث : " و رمز المؤلف لحسنه " ! و يقره و هو غير مستحق له
، كما ترى ، بل قلده فيه في الكتاب الآخر فقال في " التيسير " :
" .. بإسناد حسن " !
(3/485)
________________________________________
1487 - " آمين خاتم رب العالمين ، على لسان عباده المؤمنين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :
ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2432 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/76 ) عن مؤمل بن عبد الرحمن : حدثنا أبو أمية بن يعلى عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال ابن عدي :
" لا يرويه عن أبي أمية بن يعلى - و إن كان ضعيفا - غير مؤمل هذا ، و عامة
حديثه غير محفوظ " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامعين " لابن عدي و الطبراني في " الدعاء "
و قال المناوي في " الفيض " :
" و فيه مؤمل الثقفي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، عن أبي أمية بن يعلى
الثقفي ، لا شيء . و من ثم قال المؤلف ( السيوطي ) في " حاشية الشفاء " :
إسناده ضعيف . و لم يرمز له هنا بشيء " .
قلت : و لذلك جزم بضعف إسناده الشيخ زكريا الأنصاري في " فتح الجليل " ( ق 14/2
) ، و قال الحافظ ابن حجر في " مختصر الديلمي " :
" قلت : أبو أمية ضعيف " .
( تنبيه ) : قول المناوي : " و لم يرمز له هنا بشيء " يدلنا على أن نسخة "
الجامع الصغير " المطبوعة في أعلى " فيض القدير " ليس هي النسخة التى اعتمد
عليها شارحه المناوي ، لأنه وقع فيها الرمز بالضعف لهذا الحديث ، و عليها يعتمد
المعلقون على " الجامع الكبير " في رموز الأحاديث تصحيحا و تحسينا و تضعيفا دون
أن ينتبهوا إلى ما نبهنا عليه مرارا تبعا للمناوي أنه لا يجوز الاعتماد عليها
لما وقع فيها من التحريف و غيره ، و هكذا فعلوا في هذا الحديث فقالوا في
تعليقهم عليه ( 1/1/26 ) :
" و هو في " الصغير " برقم 20 ، و رمز له المصنف بالضعف " . دون أن يرجعوا إلى
كلام المناوي المصرح بأنه لم يرمز له بشيء . و كذلك يفعلون في كل أحاديث الكتاب
يعتمدون على رموزه كما ذكرنا دون أن يتثبتوا من صحة نسبة الرمز إلى المصنف أولا
، و لمطابقة الرمز للنقد العلمي ثانيا . والله المستعان .
(3/486)
________________________________________
1488 - " آمين قوة للدعاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/678 ) :
ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 83/2 ) عن عبد الله بن بزيع عن الحسن بن عمارة : حدثني الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا و فيه علتان :
الأولى : ابن عمارة ، قال الحافظ : " متروك " ، بل قال الإمام أحمد :
" كان منكر الحديث ، و أحاديثه موضوعة " .
الثانية : عبد الله بن بزيع فإنه ضعيف ، و قال ابن عدي عقب الحديث :
" إنه غير محفوظ " .
و الحديث من الأحاديث التي خلا منها الجوامع الثلاثة : " الجامع الكبير "
و " الجامع الصغير " للسيوطي و كذا " الزيادة عليه " له و " الجامع الأزهر "
للمناوي !
(3/487)
________________________________________
1489 - " يا حرملة ! ائت المعروف ، و اجتنب المنكر ، و انظر ما يعجب أذنك أن يقول لك
القوم إذا قمت من عندهم فأته ، و انظر الذي تكرهه أن يقول لك القوم إذا قمت من
عندهم فاجتنبه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/679 ) :
ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 222 ) و ( ق 20/2 من المخطوطة ) و ( ص 34
) من الهندية ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1/320 - 321 ) من طريق عبد الله بن
حسان العنبري قال : حدثنا حبان بن عاصم - و كان حرملة أبا أمه - فحدثتني صفية
ابنة عليبة و دحيبة ابنة عليبة - و كان جدهما حرملة أبا أبيهما - أنه أخبرهم [
عن ] حرملة بن عبد الله :
" أنه خرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان عنده حتى عرفه النبي
صلى الله عليه وسلم ، فلما ارتحل ، قلت في نفسي : والله لآتين النبي صلى الله
عليه وسلم حتى أزداد من العلم ، فجئت أمشي ، حتى قمت بين يديه ، فقلت : ما
تأمرني أعمل ؟ قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد في ثبوته نظر من وجهين :
الأول : أن عبد الله بن حسان العنبري مجهول الحال ، لم يوثقه أحد ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و قد توبع ، لكن مع المخالفة في إسناده كما
يأتي .
الآخر : أن نسخ " الأدب المفرد " مختلفة في إثبات حرف ( عن ) قبل ( حرملة ) فقد
ثبت في النسختين المطبوعتين المشار إليهما ، و لم تثبت في المخطوطة ، و لذلك
وضعته بين المعكوفتين ، و السند ، يختلف الحكم عليه باختلاف النسخ ، فعلى
إثباته يكون الحديث من رواية ابنتي عليبة عن عليبة عن حرملة . و على حذفه يكون
من روايتهما عن جدهما حرملة .
و على الإثبات يكون الحديث معلولا بالجهالة ، فإن عليبة هذا مجهول العين ،
أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3/2/40 ) و لم يزد على قوله :
" روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . روى عنه ابنه ضرغامة " .
و على حذفه فهل سمع ابنتا عليبة من جدهما ؟ ليس عندنا ما يثبت ذلك ، إلا هذا
الإسناد ، و مداره على عبد الله بن حسان ، و قد عرفت أنه مجهول الحال فلا تقوم
الحجة به ، و لا سيما قد خولف في إسناده فقال أبو داود الطيالسي في " مسنده " (
1207 ) : حدثنا قرة قال : حدثنا ضرغامة قال : حدثني أبي عن أبيه قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي ، فلما أردت الرجوع قلت : يا
رسول الله أوصني قال :
" اتق الله ، و إذا كنت في مجلس و قمت منه ، و سمعتهم يقولون ما يعجبك ، فأته ،
فإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته " .
و أخرجه ابن سعد ( 7/34 ) من طريقين آخرين عن قرة .
فهذا الإسناد يشهد أن الحديث من رواية عليبة عن حرملة لأن ضرغامة هذا هو ابن
عليبة بن حرملة العنبري كما في كتاب ابن أبي حاتم ( 2/1/470 ) ، فعليه فيمكن
القول بأن النسخة التي أثبتت ( عن ) أرجح من الأخرى ، فيكون الإسناد متصلا
معللا بالجهالة ، على أن ضرغامة هذا يشبه أباه في الجهالة ، فإن ابن أبي حاتم
لم يزد فيه على قوله :
" روى عن أبيه ، روى عنه قرة بن خالد السدوسي " .
و مما يرجح نسخة الإثبات و الوصل ، أن الذين ترجموا لحرملة هذا في " الصحابة "
كابن عبد البر و غيره كلهم ذكروا أن الحديث من رواية صفية و دحيبة عن أبيهما
عنه ، و قد عزاه أحدهم للأدب المفرد و الطيالسي ، و هو الحافظ ابن حجر <1> ،
و تبعه السيوطي ، فقال في " الجامع الكبير " ( 1/4/1 ) :
" رواه البخاري في " الأدب " و ابن سعد و الباوردي و البغوي و البيهقي في "
شعب الإيمان " من طريق صفية و دحيبة ابنتي عليبة بن حرملة بن عبد الله بن أوس
عن أبيهما عن جدهما رضي الله عنه . قال البغوي : و لا أعلم له غيره " .
و لكن يعارض هذا أن ابن أبي حاتم قال في ترجمة حرملة من كتابه ( 1/2/272 ) :
" بصري له صحبة ، روى عنه صفية و دحيبة ابنتا عليبة ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال
أبو محمد : روى عنه حبان بن عاصم " .
و على هذا جرى الحافظ في " التهذيب " و غيره ، خلافا لصنيعه في " الإصابة " كما
سبقت الإشارة إليه ، و لا أعلم مستندا لهذا سوى رواية عبد الله بن حسان هذه ،
و هي مضطربة كما رأيت ، و لعل ذلك منه ; فإنه غير معروف بالضبط و الحفظ ، و لا
سيما قد خولف من ضرغامة كما سبق .
و جملة القول : أن الحديث ضعيف لا يثبت ، لأنه منقطع أو مجهول .
فقول الحافظ في " الإصابة " :
" و حديثه في " الأدب المفرد " للبخاري و " مسند أبي داود الطيالسي " و غيرهما
بإسناد حسن " .
فهو غير حسن ، كيف و هو الذي قال في عبد الله بن حسان : " مقبول " كما تقدم ؟ !
فإن قيل : إنما حسنه بمجموع الطريقين أحدهما عند البخاري و الآخر عند الطيالسي
.
قلت : يمنع من ذلك الاختلاف الذي بينهما ، كما سبق شرحه ، و تلخيص ذلك أن رواية
ابن حسان إن كان المحفوظ فيها إسقاط عليبة من الإسناد ، فقد خالفه ضرغامة ،
و ليس فيهما حافظ ليصار إلى ترجيح رواية أحدهما على رواية الآخر ، و إن كان
المحفوظ فيها إثبات عليبة فهو مجهول ، فمن أين للإسناد الحسن ؟ ! والله سبحانه
و تعالى أعلم .
هذا ما وصل إليه علمي ، *( و فوق كل ذي علم عليم )* فمن كان عنده شيء نستفيده
منه قدمه إلينا إن شاء الله ، و جزاه الله خيرا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " الاستيعاب " ( 1/139 ) و " أسد الغابة " ( 1/397 ) و " الإصابة " (
2/2 ) . اهـ .
1
(3/488)
________________________________________
1490 - " جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تحق ؟ لا تنبغي الصنيعة إلا لذي حسب أو دين ،
و جئتم تسألوني عن الرزق و ما يجلبه على العبد ؟ فاستجلبوه و استنزلوه بالصدقة
، و جئتم تسألوني عن جهاد الضعفاء ؟ فإن جهاد الضعفاء الحج و العمرة ، و جئتم
تسألوني عن جهاد النساء ؟ و إن جهاد المرأة حسن التبعل ، و جئتم تسألوني عن
الرزق ؟ و من يأتي ؟ و كيف يأتي ؟ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا
يعلم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/682 ) :
منكر
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99/1 ) و من طريقه القضاعي في "
مسند الشهاب " ( ق 48/1 ) : نا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى بن
عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد التجيبي : نا جدي حرملة قال : حدثني عمر بن
راشد المدني قال : حدثني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :
" احتج أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح ، فتماروا في شيء ، فقال لهم علي :
انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وقفوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال : جئنا يا رسول الله نسألك عن شيء ، فقال : إن شئتم فاسألوا ،
و إن شئتم أخبرتكم بما جئتم له ، قالوا : أخبرنا ، قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمر بن راشد المدني ; هو أبو حفص الجاري : قال أبو
حاتم :
" وجدت حديثه كذبا و زورا " . و قال العقيلي :
" منكر الحديث " .
و أحمد بن طاهر ، قال الدارقطني :
" كذاب " . قال الذهبي :
" و أتى بحديث منكر متنه ( أبى الله أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم ) " .
قلت : و أخرجه الحاكم في " تاريخه " بإسناده عن عمر بن خلف المخزومي : حدثنا
عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما جالسا في مجلسه ، فاطلع علي بن أبي
طالب .. " .
قلت : فذكره ، و قال الحاكم :
" هذا حديث غريب الإسناد و المتن ، و عبد الرحمن بن حرملة المديني عزيز الحديث
جدا " .
قلت : هو مختلف فيه ، و إنما الآفة من عمر بن راشد ، و قد عرفت حاله ، و من
طريقه أخرج الديلمي ( 1/1/80 ) الجملة الأخيرة منه .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/152 - 153 ) من طريق ابن حبان ، و هذا
في " الضعفاء " ( 1/147 ) بسنده عن أحمد بن داود بن عبد الغفار عن أبي مصعب قال
: حدثني مالك عن جعفر بن محمد به ، و قالا :
" موضوع ، آفته أحمد بن داود بن عبد الغفار " .
و قال السيوطي عقبه في " اللآلي " ( 2/71 ) :
" و قال ابن عبد البر : هذا حديث غريب من حديث مالك ، و هو حديث حسن ، لكنه
منكر عندهم عن مالك ، لا يصح عنه ، و لا أصل له في حديثه " .
ثم ذكر له السيوطي طريقا أخرى عن علي و فيها هارون بن يحيى الحاطبي ، ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و قال ابن عبد البر :
" لا أعرفه " . و قال البيهقي :
" لا أحفظه على هذا الوجه ، إلا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف بمرة " .
(3/489)
***********************************
يتبع ان شاء الله ....
المفضلات