صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 20 من 20
 
  1. #11

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    قصة أصحاب الغار في باب الإخلاص و التوسّل بالأعمال الصالحة



    - عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( انطق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلي غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار؛ فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله - تعالي- بصالح أعمالكم.
    قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلها أهلا ولا مالا. فناي بي طلب الشجر يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما عبوقهما، فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلها أهلا أو مالا، فلبثت -والقدح علي يدي- أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر- والصبية يتضاغون عند قدمي- فاستيقظا، فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.
    قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ىبنة عم، كانت أحب الناس إلي - وفي رواية؛ (( كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء)) - فأردتها على نفسها، فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار؛ على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها- وفي رواية:(( فلما قعدت بين رجليها)) - قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.
    وقال الثالث: اللهم أستأجرت أجرأء وأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: (( يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت: كل ما تري من أجرك : من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزي بي ‍! فقلت: لا استهزيء بك فأخذه كله،فاستاقه، فلم يترك منه شيئاً اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجههك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون))(46) ( متفق عليه).



    الشرح

    قوله: (( انطلق ثلاثة نفر )) أي: ثلاثة رجال.
    (( فآواهم المبيت فدخلوا في غار)) يعني : ليبينوا فيهن والغار: هو ما يكون في الجبل مما يدخله الناس يبيتون فيه، أو يتظللون فيه عن الشمس، وما أشبه ذلك. فهم دخلوا حين آواهم المبيت إلي هذا الغار ، ولم يستطيعوا أن يزحزهوها؛ لأنها صخرة كبيرة.فرأوا أن يتوسلوا إلي الله - سبحانه وتعالي - بصالح أعمالهم.
    فذكر أحدهم بره التام بوالديه، وذكر الثاني عفته التامة، وذكر الثالث ورعه ونصحه.
    أما الأول: يقول إنه كان له أبوان شيخان كبيران(( وكنت لا أعبق قبلهما أهلاً ولا مالاً)) الأهل: مثل الزوجة والأولاد ، والمال : مثل الأرقاء وشبهه.
    وكان له غنم، فكان يسرح فيها ثم يرجع في آخر النهار، ويجلب الغنم، ويعطي أبويه- الشيخين الكبيران - ثم يعطي بقية أهله وماله.
    يقول : (( فنأي به طلب الشجر ذات يوم)) أي: أبعد بي طلب الشجر الذي يرعاه. فرجع ، فوجد أبويه قد ناما، فنظر ، هل يسقي أهله وما له قبل أبويه، أو ينتظر حتى برق الفجر؛ أي حتى طلع الفجر- وهو ينتظر استيقاظ أبويه-، فلما استيقظا وشربا اللبن أسقي أهله وما له.
    قال: (( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه)) ومعناه : اللهم إن كنت مخلصاً في عملي هذا- فعلته من أجلك- فافرج عنا ما نحن فيه.
    وفي هذا دليل على الإخلاص لله - عز وجل- في العمل، وأن الإخلاص عليه مدار كبير في قبول العمل، فتقبل الله منه هذه الوسيلة وانفرجت الصخرة؛ لكن انفراجاً لا يستطيعون الخروج منه.
    أما الثاني: فتوسل إلي الله عز وجل - بالعفة التامة؛ وذلك أنه كان له ابنة عم، وكان يحبها حباً شديداً كاشد ما يحب الرجال النساء(( فأرادها على نفسها)) أي أراداها- والعياذ بالله- بالزنا؛ ليزني بها، ولكنها لم توافق وأبت، فألمت بها سنة من السنين، أي: اصابها فقر وحاجة فاضطرت إلي أن تجود بنفسها في الزنا من أجل الضرورة، وهذا لا يجوز، ولكن على كل حال؛ هذا الذي حصل، فجاءت إليه، فأعطاها مائة وعشرين دينارً، أي: مائة وعشرين جنيهاً؛ من أجل أن تمكنه من نفسها، ففعلت من أجل الحاجة والضرورة، فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته على أنه يريد أن يفعل بها، قالت له هذه الكلمة العجيبة العظيمة: (( اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه)).
    فخوفته بالله- عز وجل- وأشارت إليه إلي إن أراد هذا بالحق فلا مانع عندها، لكن كونه يفض الخاتم بغير حق، هي لا تريده، تريه أن هذا من المعاصي؛ ولهذا قالت له: اتق الله، فلما قالت له هذه الكلمة- التي خرجت من أعماق قلبها- دخلت في أعماق قلبه، وقام عنها وهي أحب الناس عليه، يعني ما زالت رغبته عنها، ولا كرهها، بل حبها في قلبه، لكن أدركه خوف الله -عز وجل- فقام عنها وهي أحب الناس إليه، وترك لها الذهب الذي أعطاها - مائة وعشرين ديناراً، ثم قال: (( اللهم إن كنت فعلت هذا لأجلك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، إلا أنهم لا يستطيعون الخروج)) وهذا من آيات الله؛ لأن الله على كل شي ء قدير، لو شاء الله تعالي لانفرجت عنهم بأول مرة.
    ولكنه- سبحانه وتعالي- أراد أن يبقي هذه الصخرة؛ حتى يتم لكل واحد منهم ما أراد أن يتوسل به من صالح الأعمال.
    وأما الثالث: فتوسل إلي الله - سبحانه وتعالي- بالأمانة والإصلاح والإخلاص في العمل ، فإنه يذكر أنه استأجر أجراء على عمل من الأعمال؛ فأعطاهم أجورهم، إلا رجلاً واحداً ترك اجره فلم يأخذه فقام هذا المستأجر فثمر المال، فصار يتكسب به بالبيع والشراء وغير ذلك، حتى نما وصار منه إبل وبقر وغنم ورقيق وأموال عظيمة.
    فجاءه بعد حين ، فقال له: يا عبد الله أعطني أجري. فقال لهك كل ما تري فهو لك؛ من الإبل والبقر والغنم والرقيق.فاقل: لا تستهزيء بي، الأجرة التي لي عندك قليلة، كيف لي كل ما أري من الإبل والبقر والغنم والرقيق؟ لا تستهزيء بي. فقلت: هو لك، فأخذه واستاقه كله ولم يترك له شيئاً.
    اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجللك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وانفتح الباب، فخرجوا يمشون)) لأنهم توسلوا إلي الله بصالح أعمالهم التي فعلوها إخلاصاً لله عز وجل.
    ففي هذا الحديث من الفوائد والعبر: فضيلة بر الوالدين؛ وأنه من الأعمال الصالحة التي تفرج بها الكربات، وتزال بها الظلمات.
    وفيه: فضيلة العفة عن الزنا، وأن الإنسان إذا عف عن الزنا- مع قدرته عليه- فإن ذلك من أفضل الأعمال، وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أن هذا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله)) .
    فهذا الرجل مكنته هذه المرأة التي يحبها من نفسها، فقام خوفاً من الله عز وجل، فحصل عنده كمال العفة، فيرجي أن يكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
    وفي هذا الحديث أيضاً: دليل علي فضل الأمانة وإصلاح العمل للغير، فإن هذا الرجل بإمكانه- لما جاءه الأجير- أن يعطيه أجرته، ويبقي هذا المال له، ولكن لأمانته وثقته وإخلاصه لأخيه ونصحه له؛ أعطاه كل ما أثمر أجره.
    ومن فوائد هذا الحديث: بيان قدرة الله - عز وجل- حيث إنه تعالي أزاح عنهما الصخرة بإذنه، لم يأت آله تزيلها، ولم يأت رجال يزحزحونها، وإنما هو أمر الله عز وجلن أمر هذه الصخرة أن تنحدر فتنطبق عليهم ثم أمرها أن تنفرج عنهم، والله سبحانه- على كل شيء قدير.
    وفيه من العبر: أن الله تعالي سميع الدعاء ؛ فإنه سمع دعاء هؤلاء واستجاب لهم.
    وفيه من العبر: أن الإخلاص من أسباب تفريج الكربات؛ لكن كل واحد منهم يقول: (( اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فأفرج عنا ما نحن فيه)).
    أما الرياء- والعياذ بالله- والذي لا يفعل الأعمال إلا رياء وسمعة، حتى يمدح عند الناس؛ فإن هذا كالزبد يذهب جفاء، لا ينتفع منه صاحبه، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص له؛ فالإخلاص هو كل شيء لا تجعل لأحد من عبادتك نصيباً، اجعلها كلها لله وحده، عز وجل- حتى تكون مقبولة عند الله؛ لأنه ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالي أنه قال: (( أنا أغني الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) والله الموفق.

    شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.





  2. #12

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    ما قال العارفون عن الإخلاص



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله بكرة و أصيلا و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا محمد

    أخواتي في الله...إن الإخلاص أمر واجب في كل تحركاتنا وأعمالنا,لهذا واجب أن نجاهد أنفسنا من أجل تحصيله..حتى لا تصبح أعمالنا هباءاً منثورا...و إليكم ما قال العارفون عن الإخلاص حتى تُصححوا رؤيتكم و تُقبل أعملكم.

    الجنيد : الإخلاص سر بين الله و العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه و لا شيطان فيفسده و لا هوى فيميله .

    قيل لسهل : أي شىء أشد على النفس ؟ فقال : الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .

    قيل: الإخلاص التوقي من ملاحظة الخلق حتى عن نفسك و ( الصدق) هو التنقي من مطالعة النفس ، فالمخلص لا رياء له ، و الصادق لا إعجاب له ، و لا يتم الإخلاص إلا بالصدق ، و لا الصدق إلا بالإخلاص ، و لا يتمان إلا بالصبر .


    من كلام الفضيل: ترك العمل من أجل الناس رياء ، و العمل من أجل الناس شرك ، و الإخلاص أن يعافيك الله منهما .


    قيل : من شهد في إخلاصه الإخلاص احتاج إخلاصه إلى إخلاص ؛ فنقصان كل مخلص في إخلاصه بقدر رؤية إخلاصه ، فإذا سقط عن نفسه رؤية الإخلاص صار مخلِصاً مخلَصاً .


    يعقوب المكفوف : المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .

    قال الحواريون لعيسى بن مريم : ما الإخلاص لله ؟ قال : الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده عليه أحد من الناس .

    الإمام البنا : الإخلاص هو قصد المسلم بقوله و عمله و جهاده كله وجه الله و ابتغاء مرضاته و حسن مثوبته ، من غير نظر إلى مغنم أو منفعة أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر ليكون المخلص جندي فكرة و عقيدة لا جندي غرض أو منفعة ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين ) أخلص العمل لله أي صفّاه من كل شائبة حسيةً كانت أو معنوية ، و بذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم ( الله غايتنا) و ( الله أكبر و لله الحمد ) .

    قيل : الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر و الباطن ، و الرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه ، و الصدق في الإخلاص أن يكون باطنه أعمر من ظاهره .

    قيل : الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق ، و من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله .

    قال ابن تيمية: حد الإخلاص كقول بعضهم: المخلِص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز و جل ، و لا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله .

    أبو عثمان المغربي : الإخلاص ما لا يكون للنفس فيه حظ بحال .

    ذو النون المصري : الإخلاص لا يتم إلا بالصدق فيه و الصبر عليه.

    و حتى التوسل بصالح الأعمال عند الدعاء قالوا فيه أنه لا يجب الجزم فيه بأن الأعمال خالصة و إنما إحالتها إلى الله لينظر فيها بأن تقول: اللهم أن كنتَ تعلم أني فعلت كذا و كذا خالصا لوجهك..

    .قال السبكي الكبير: ظهر لي أن الضرورة قد تلجئ إلى تعجيل جزاء بعض الأعمال في الدنيا وأن هذا منه، ثم ظهر لي أنه ليس في الحديث رؤية عمل بالكلية لقول كل منهم " إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك " فلم يعتقد أحد منهم في عمله الإخلاص بل أحال أمره إلى الله ، فإذا لم يجزموا بالإخلاص فيه مع كونه أحسن أعمالهم فغيره أولى ، فيستفاد منه أن الذي يصلح في مثل هذا أن يعتقد الشخص تقصيره في نفسه ويسيء الظن بها ويبحث على كل واحد من عمله يظن أنه أخلص فيه فيفوض أمره إلى الله ويعلق الدعاء على علم الله به، فحينئذ يكون إذا دعا راجيا للإجابة خائفا من الرد فإن لم يغلب على ظنه إخلاصه ولو في عمل واحد فليقف عند حده ويستحي أن يسأل بعمل ليس بخالص، قال وإنما قالوا: " ادعوا الله بصالح أعمالكم " في أول الأمر ثم عند الدعاء لم يطلقوا ذلك ولا قال واحد منهم أدعوك بعملي، وإنما قال: " إن كنت تعلم، ثم ذكر عمله انتهى ملخصا.



    اللهم خذ بنواصينا للإخلاص لك في كل قول و عمل





  3. #13

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الإخلاص.. سلاحنا الغائب *
    محمد فهمي

    في زمن نحن أحوج فيه إلى القوة؛ يغيب عن أذهاننا سلاح هام، يحتاج إلى ضبط للنوايا، ورفع للهمم، وقصد لوجه الله تعالى في كل أمورنا، فبيده النصر، وهو القادر على العون والمدد.
    فسلاح المؤمن هو الإخلاص، وهو سلاح واقٍ، يحميه من الهم والحزن واليأس والضياع والضعف والخيبة، ويجلب له السعادة وصلاح البال، : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح: 18).
    لقد علم الله ما في قلوبهم من الإخلاص، وصدق النية والوفاء، {فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}، والسكينة هي الطمأنينة، والثبات على ما هم عليه من دينهم، وحسن بصيرتهم بالحق الذي هداهم الله له.



    يُثمر الإخلاص السكينة


    وقد ضرب الله مثلاً لحال الموحدين المخلصين، وبين سبحانه كيف يُثمر الإخلاص في نفوسهم اطمئناناً وسكينة وراحة، فلو أن هناك عبدين، الأول له سيد واحد، عرف ما يرضيه وما يسخطه، فجعل هذا العبد كل همّه في إرضاء سيده واتباع ما يحبه، والآخر عبد يملكه شركاء غير متفقين، كل واحد يأمره بخلاف ما يأمره به الآخر، وكل واحد يطلب منه غير ما يطلبه الآخر، فهو في حيرة أيرضي هذا أم يرضي ذاك.
    فهل يستوي هذان العبدان في راحة النفس والبدن وسكينة القلب، لا يستويان؛ لأن الأول له سيد واحد لا يستمع لغيره ولا يسعى إلا في رضاه، والذي له سادة متعددون سيشقى في محاولة إرضائهم، ويتشتت قلبه وتهلك قوته في طاعة أوامرهم المتضادة.
    : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُـونَ} (الزمر: 29).
    وكلما قل الإخلاص في القلب قلت السكينة وضاعت الطمأنينة، حتى تجد أكثر القلوب ضياعاً وأشدها ظلاماً قلوب المهرولين وراء الدنيا والمرائين والمنافقين والمشركين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".





  4. #14

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    كتب عمر بن الخطاب إلى موسى الأشعري – رضي الله عنهما :

    من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه و بين الناس و من تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله عز وجل فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقة و خزائن رحمته.





  5. #15

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    وينبغي أن تعلم أنه لا يُرفع شيء من الأرض إلى السماء أعظم من الإخلاص

    ولا ينفذ شيء من السماء إلى الأرض أعظم من التوفيق




    عم انه الاخلاص الذي يجعل للاعمال قيمة عند الله ...

    من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح من أشدِّ الناس خوفاً على أعمالهم من أن يخالطها الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى .
    ولذلك لما حدَّث يزيد بن هارون بحديث عمر رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات ) والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد : يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى.
    وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشدّ عليَّ من نيتي لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .
    وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
    وقال بعض السلف : من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته حتى باللقمة يأكلها
    قال سهل بن عبدالله التستري : ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
    وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .
    وهذا خالد بن معدان رحمه الله إذا عظمت حلقته من الطلاب ، قام خوف الشهرة والرياء.
    وهذا محمد بن المنكدر يقول : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على طاعة الله.
    وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه .
    وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام..
    وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي.
    كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه إلا لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى .
    وقال أبو حازم :لا يحسن عبدٌ فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ، ولا يعوِّر ما بينه وبين الله إلا أعوَّر الله ما بينه وبين العباد ، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها.
    هذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله .. كان له دكَّان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به ، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به ، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله ...
    أربعين سنة وهم لا يدرون بصيامه .
    وكان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به زوجته .
    سبحان الله..انظر كيف ربّوا أنفسهم على الإخلاص وحملوها على إخفاء الأعمال الصالحة..

    اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك





  6. #16

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    معاني الإخلاص و ميادينه :

    الإخلاص في التوحيد يحرًٍم العبد على النار

    الإخلاص في النية

    الإخلاص في النية و لو لم يعمل إذا لم يستطع ذلك

    الإخلاص في الحب في الله

    الإخلاص في الصدق

    التوبة مرضاةً لله عز و جل و ابتغاء وجهه

    الإخلاص في الاستغفار

    الإخلاص في التوكل

    الإخلاص في الحب

    الإخلاص في الزيارة في الله

    الإخلاص في طاعة الوالدين

    الإخلاص في ترك المنكر لله

    الإخلاص في أداء الأجر

    الزهد ابتغاء وجه الله

    الإخلاص في التواضع

    الصبر ابتغاء وجه الله

    بناء المساجد لوجه الله

    الإخلاص في زيارة مسجد الرسول - عليه الصلاة و السلام - للتعلم و التعليم

    اتباع جنازة المسلم احتساباً

    الإخلاص في إطعام الطعام

    الإخلاص في الورع

    الإخلاص في الدعاء

    في الصبر على المرض

    في التعامل مع الخلق

    في التربية

    فتح أبواب السماء للمخلِص في التوحيد

    تحريم النار على من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله

    كتب الحسنات و حط السيئات و رفعة الدرجات( للسجود بإخلاص)

    غفران ما تقدم من الذنوب ( الإخلاص في قيام رمضان و في قيام رمضان و في قيام ليلة القدر)

    رفعة الدرجات و حط الخطايا ( الإخلاص في الخروج من البيت للمسجد)

    في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( إخفاء الصدقة )

    في سبيل الله ( للمقاتلة لغرض علو كلمة الله)

    حلاوة الإيمان و محبة الله ( للإخلاص في محبة المرء لله و زيارته)

    القرب من الله بتحقيق الإخلاص

    بناء مسجد في الجنة ( للإخلاص في بناء مسجد)

    منزلة المجاهد في سبيل الله (زيارة مسجد الرسول عليه الصلاة و السلام )

    قيراطان من الأجر ( اتباع الجنازة )

    الغفران و الشكر من الله ( الزانية التي سقت الكلب بإيمان خالص )

    أداء الأمانة ، و العفة

    من ابتلي بعينيه فصبر - المصائب عموماً - أعمال عدة : العدل في الإمامة ، الصلاح في الشباب ، التعلق بالمساجد ، المحبة في الله ، الصدقة سراً ، البكاء عند ذكر الله في الخلوة

    سيد الاستغفار - دفع الصدقة بإخلاص يطفئان غضب الرب سبحانه و تعالى - الدعاء للميت بإخلاص ينفع الميت

    من تعلم القرآن و تعلمه بإخلاص كان من الخيار - من صلى على رسول الله صلى الله عليه و سلم بإخلاص ، صلى الله عليه بها عشراً و رفعه عشر درجات ، و كتب له عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات





  7. #17

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي







  8. #18

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي







  9. #19

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية زهراء
    زهراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 100
    تاريخ التسجيل : 26 - 12 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,711
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلانية
    واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ...

    بارك الله فيكِ أختنا عزتي بديني :p015:
    جعل الله لكِ بكل حرف في مواضيعك ألف ألف حسنة...




    أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، وأن نقدم لأنفسنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله
    (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بقلب سليم)

  10. #20

    عضو ماسي

    الصورة الرمزية عزتي بديني
    عزتي بديني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 104
    تاريخ التسجيل : 10 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,031
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : في رحمة الله
    الوظيفة : "من كان يطلب العزة فليطلبها بطاعة الله بالكلم الطيب والعمل الصالح". ابن القيم
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    شكرا غاليتي زهراء

    بارك الله فيكم ورزقكم الاخلاص في العمل

    اطلال مبارك عزيزتي





 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإخلاص
    بواسطة جمال المر في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2011-01-07, 10:52 AM
  2. الإشراقة الثالثة : (الإستغفار)
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 2010-04-17, 10:46 PM
  3. الإشراقة الخامسة ( الحياء )
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 2009-05-25, 10:23 AM
  4. الإشراقة الرابعة (الإيثار)
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 2008-12-14, 01:41 PM
  5. الإشراقة الأولى (الابتلاء)
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 2008-09-08, 12:20 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML