صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 36
 
  1. #11

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي







  2. #12

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    تكملة القبطان
    اقتباس:
    وبناء على علم الإحتمال الرياضي حاول فزيايئان بريطانيان فريد هويلو شنادرا ويكرامسينج تطبيق الحساب الاحتمالي الذي قام به كابلان على حدوث الحياة فيكوكب الأرض ، وارتكزا على معلوماتهما الفزيائية فدرسا نشوء الحياة في الأرض فوصلاإلى استحالة تصور العقل حدوث ما حدث لكوكب الأرض صدفة ،لأن رقم أحتمال هذا الحدوثغير قابل للتصور فانتهيا إلى التأكيد على أن الإجابة المعقولة ليست هي الأجابةالألحادية ،بل هي الأجابة المؤمنة بوجود قوة خالقة مريدة عاقلة.
    فريد هويل لم يكن يؤمن بوجود أي تسبب من خارجالطبيعة، وإنما انتقاده طال آليات الصدفة حسبما حسبها، وحسب فهم خاطئ للإصطفاءالدارويني كما أظهر مؤلفون آخرون.

    بالمقابل فهويل كان مؤيدي نظرية الكونالمستقر، لرفضه لفكرة الخلق الدينية..

    لذلك أقترح التمهل قبل نسب "الإجابةالمؤمنة" له..
    اقتباس:
    وهو ما يؤكده أيضا عالم الفزياء النظرية المعاصر [بول دفيز عندمايقول ثمة دليل أكيد على أن وراء حدوث الكون كائن قام بتصميمه.
    بينما بول ديفيز، بعد عدة تقلبات في رأيه، ينطلقاليوم من نظرية الأكوان المتعددة.

    وهذه تدعم فكرة الصدفة من جديد، لأن حظنا هوأننا موجودون في الكون المناسب..

    على أي حال، فكل فرضيات الاحتمال إنماتدافع عن الجهل اليوم.

    أي أنها تنسب ما لا نعرفه اليوم إلى عمل كائن خفي.

    ومع ازدياد المعرفة يتقلص دور ذلك الكائن الخفي (إله الفجوات الذي ذكرته فيالمداخلة الأولى).
    اقتباس:
    إنه فعل الصدفة، بل أقول بكل بساطة إنه تطبيق عملي لتفكير إلحادييثق في الصدفة ويجعلها مصدر النظام والانتظام!! فقلت في نفسي دعني أضغط كيفما اتفقلعل دليلا إلحاديا جديدا يحصل بالصدفة !!

    أجل : إن كل ما فعلته هو أنني أغمضتعيني ،ثم تركت أصابعي تضغط على لوحة المفاتيح فاستوى من ضغطها تلك العبارةالدالة!!!

    أكيد لا دلالة في تلك الأسطر و لا معنى ، فهل تقبلون أن تكون الصدفةصانعة هذا الانتظام الكوني ؟
    لست أدري هدف هذهالمناورة الخطابية، فهي لا تقدم ولا تؤخر.

    طيب إليك واحدة تشبهها:

    [
    ]
    المساحة الفارغة بين القوسين (الأقواس من عندي، وكذلك الأسطرالجديدة)، هي ما كتبه الإله.

    انتظرته كثيرا ليعبر عن إرادته العاقلة، ولكن شيئالم يحصل.

    فهل تصدق أن إلها كهذا قام بكل ما تنسبه إليه؟
    اقتباس:
    إذا كان الملحد يتصور وجود الكون بكل انتظاماته المذهلة صدفة،فإننا نفسره بوجود قوة عاقلة (الله) مفارقة للكون قامت بخلقه وتنظيمه.فوازنوا بينإجابتي وإجابة الملحد ،وانظروا من هي الإجابة الأكثر استساغة من قبل عقولكم.
    لا شك في أنك تناشد العقول التي اعتادت علىالتربية الدينية، وليس على العمل العلمي.

    لأن في إجابتك تعليق للعقل والتفكيروالبحث عن الظواهر وعلاقاتها ببعضها.

    فمن اعتاد على البحث عن "آليات"،و"انتظامات"، و"نماذج رياضية" ليصف بها الطبيعة، ثم يتحقق من هذه النماذج عبرالتجربة والملاحظة، لن يقتنع بهذه السهولة بفكرة القوة العاقلة.
    اقتباس:
    فالذي يقول بأزلية المادة ليس كالذي يقول بأزلية الله.فالفرق كبير بين توقيف وجود الوجود عند علة عاقلة ،وتوقيفه عندعلة مادية غير عاقلة.

    ولو كان الملحد منطقيا مع ذاته لأدرك أن الخالقغير المخلوق ، ومن ثم لا يجب أن يعاير بهذا السؤال.
    من أين جاء الفرق؟
    بالأحرى، من أين لك أنتعرف بوجود أي فرق؟
    المادة هي ما نتعامل معه ضمن هذا الكون، وحتى هذه لانعرف جميع صفاتها وخصائصها.

    ولا نستطيع منطقا، حتى تعميم ما نعرفه عنها علىمجمل الكون.

    أما خصائص العلة العاقلة، فهي لا تزيد عن كونها ألعاب لفظيةوتكهنات لا دليل عليها.
    اقتباس:
    لكن نواجهك بالسؤال مرة أخرى : من خلق ذلك الثالث ؟ الرابع ..ومنخلق الرابع الخامس .. سادس ...سابع ..ثامن ؟؟؟

    ستضطر للوقوف بالسلسلة إلى كائنما هو الذي خلق الجميع . وهذا ما نطلبه فهو الله الخالق.
    طبعا عندما يطرح هذا السؤال، إنما هو من مبدأ "ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم".

    ولكن مع ذلك، فكيف تصل إلى أي استنتاجاتفي عالم الغيب؟
    هل من صفات ذلك الإله الثالث أنه خلق الكون؟ أو يكترث بما يحدثفيه؟
    كيف ربطت هذه بتلك؟
    قد يكون الإله الثامن غير عاقل، بينما الإلهالسابع غير أزلي، والعقل والإرادة من صفات الإله السابع..الخ
    اقتباس:

    وإذا لم تقل بالتسلسل ستقول بالدور وكلاهما محال عقليا.

    لذا أقول :

    إن الخالق غير حادث ،وبالتالي من غير المعقول الاستفهام بخصوصه (من خلقه؟). فهو أصلا ليس حادثا حتى يحتاج إلى خالق يحدثه ويوجده. تماما كهذهالصفحة البيضاء التي أمامي لا يصح لك أن تسألني من كتبها؟؟
    ماذا يعني هنا محال عقليا؟
    نحن نتحدث عنظواهر طبيعية، فإن كان هناك تسلسل أو دور فعلا، فعلينا تغيير منطقنا العقليالمعتاد.

    قمنا بذلك مرات كثيرة مع كل مكتشف علمي، ولا شيء يمنع القيام بذلك هناأيضا.
    اقتباس:

    لماذا ؟

    لأنها أصلا بيضاء فلايصح السؤال عن كاتبها،كذلك لا يصح السؤال عن خالق الله من هو ؟ لأنه اللهالخالق لا المخلوق .
    طبعا من الممكن أن يكونهناك اختلاف بين الظواهر والكينونات على مستويات مختلفة.

    ولكن كيف وصلت إلى هذهالمعرفة؟
    هنا يبدو أن العملية التي تمت هي مجرد عملية "تعريف" لذلك الاختلاف [5]، ثم توقيف عملية التفكير نفسها دون مبرر واضح.
    اقتباس:
    وختاما أقول :

    إن الموقف الألحادي موقف ينقصه الحكمة ،بل إنهموقف غير حكيم بالمرة مادام يجعل البحث عن سبب العالم وسبب الوجود أمرا غير ذيأهمية !!

    لعل الأقرب إلى الحكمة مقولة "رحم اللهامرأ عرف حده فوقف عنده".

    الموقف الحكيم يتطلب الاعتراف بحدود المعرفة الحاليةوطرق الحصول عليها.

    كما يتطلب الاتعاظ من دروس الماضي.

    وفي ذلك الماضيرأينا أن إلحاق الصفات العاقلة بظواهر الطبيعة، والتعامل معها كتعبير عن إرادةأشخاص يقفون وراءها، كان الطريقة التي استخدمها البشر في محاولتهم للفهم.

    واليوم نعرف أن ذلك يعبر عن آليات نفسية، ونبحث عن تفسيرات طبيعية للظواهر.

    وهذا حقق تقدما هائلا في المعرفة، لم يكن متوفرا عند التفكير بالطريقةالمشخصنة.

    يقول عالم الإجتماع أوغست كومت:

    "
    هناك ثلاثة مراحل فيالمعرفة تمر بها كل العلوم أثناء البحث عن الفهم.

    المرحلة الدينية، أي مرحلةالتفسير بنسب الأحداث والظواهر إلى إرادة وقصد يشبه قصد الإنسان وإرادته (روحانيةالطبيعة، وحتى الأديان التوحيدية).

    ثم تأتي المرحلة الميتافيزيقية، أي تفسيرالأشياء بجوهرها، بأسباب وآليات غير شخصية، ولا محل للإرادة أو القصد فيها.

    فيالمرحلة الأخيرة يصبح هدف البحث العلمي هو وصف التشابه والتتالي دون الحاجة إلىافتراض أي جوهر خفي".

    يبدو أن حوارنا هو بالدرجة الأولى عن الانتقال منالمرحلة الأولى إلى الثانية.

    =============================
    [1]
    قام الزميل حاتم3، ربما من فرط حماسه، باستخدام عبارات لا تدعم الحجة،ربما كان بإمكانه الاستغناء عنها.

    (
    الملحد المشاكس، الذي لا يحترم عقله، الجوابالمستهتر، الغير حكيم..الخ)

    هذا يعبر عن التعالي الخطابي، ليس إلا.

    الملحدغير حكيم، بينما المؤمن في قمة الحكمة. يا سلام!

    طبعا من الممكن أن أقول أنالمؤمن هو إنسان بدائي يرى آلهته حيث يخاف، وأن عليه أن ينضج قليلا.

    ولكندعنا في ساحة مقارعة الحجج وليس الحكم على الأشخاص.

    فالحكمة برأيي هي فيالالتفات إلى الحياة المباشرة والبحث عن المعنى في العلاقة مع البشر الآخرينوالطبيعة حولنا، وليس وراءها.

    فإن كان هناك إله أم لا، فجميعنا يبحث عنالانتماء إلى المجتمع حولنا وعن الحب والصداقة والتعاون..

    [2]
    هوكنج

    So long as the universe had a beginning, we could suppose that it had a creator. But if the universe is really completely self-contained, having no boundary or edge, it would have neither beginning nor end: it would simply be. What place, then, for a creator?
    [3]
    أتكنز

    The only way of explaining the creation is to show that the creator had absolutely no job at all to do, and so might as well not have existed
    [4]
    هوكنج 1987

    In general relativity, time ... does not have any meaning outside the spacetime manifold. To ask what happened before the universe began is like asking for a point on the Earth at 91 north latitude; it just is not defined. Instead of talking about the univers being created, and maybe coming to an end, one should just say: The universe is.
    However, the use of the word "create" would seem to imply that there was some concept of time in which the universe did not exist before a certain instant and then came into being. But time is defined only within the universe, and does not exist outside it.
    [5] you cannot define things into existence





  3. #13

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي







  4. #14

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي







  5. #15

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي







  6. #16
    الإشراف العام
    سيل الحق المتدفق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2004
    تاريخ التسجيل : 27 - 3 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 33
    المشاركات : 2,460
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 34
    البلد : ثغر الاسكندرية - مصر
    الاهتمام : علم الحديث - مقارنة الأديان - الدعوة الى الله
    الوظيفة : طالب طب أسنان
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    أخي الكريم

    المناظرة رائعة ، ولكن هناك مشاركات فارغة
    ربما يكون السبب هو كثرة المحتوى فأدى الى اخفاءها

    الرجاء أن تعيد هذه المداخلات بعد تقسيمها على أكثر من مرة


    وجزاكم الله خيرا




    قال الامام الدارقطني رحمه الله : " يا أهل بغداد، لا تظنوا أن أحدا يقدر أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حي"[ فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/320) للسخاوي ]

    اللهم أهدي قلبي ، وأجمع علي أمري ، وتوفني ساجدا بين يديك .




  7. #17

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    شكرا أخي " سيل الحق المتدفق " ، و هو كذلك فإن المحتوى لا يظهر لي أنا أيضا ، و لذلك كنت أعاود في كل مرة استنساخ الرد ، و عليه سأعمل بتوجيهكم التقني ، بعد حين ، شكرا





  8. #18

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الرد الثانى لحاتم3
    --------

    بعد تحديدات و تعريفات أولية للإلحاد والأيمان انتقل الزميل القبطانإلى مناقشة وجود الله. ونحن ننتقل معه إلى هذه المناقشةدون الوقوف عند هذه التحديدات مع أن لدينا فيها رأيا،وذلك احتراما لطريقة ومنهج الزميل القبطان في طرح موضوعه فهو نفسه لم يركز علىإشكالية التحديد ويؤسسه على منظور محدد ، حيث قال في معرض تعريفه للألحاد:
    اقتباس:

    لا يهمني في هذا السياق الأصل اللغوي للكلمة، أو التعريفاتالمتباينة لها، علاقتها بمدارس فكرية مختلفة، أو أن كلمات أخرى أقل شيوعا قد تكونأكثر دلالة



    هذا وإن كنت منهجيا أطلب من زميليومن كل ملحد أو مؤمن أن يعتني بموقفه ويعطي لأمر التحديد الدلالي قيمة فيبنيهويؤسسه على تصور واضح مقنع ...
    لنتابع نقدنا لمداخلة الزميل

    قصور المنهجية الحسية في التفكير في قضايا الألوهية
    يقول الزميل القبطان
    اقتباس:

    سنختار لهذا الحوار الاعتقاد الشائع بوجود الله..
    الزعم بوجودإله أو آلهة، هو زعم استثنائي بكل المقاييس.
    فلم ير أحد منا إلها في حياتهاليومية، ولا يعرف أحد شكل مثل هذا الإله، ملمسه، أو يستطيع التخاطب معه للتأكد منأفكاره حوله.



    وأرى أنه :
    بغض النظر عما فيكلام الزميل من نزوع نحو تسفيه موضوع الألوهية بقوله "لمير أحد منا إلها في حياته"،وكأن الرؤية بجهازالعين تصلح أن تكون دليلا للاعتقاد أو عدمه، أقول : لو اعتمد مثل هذاالاستدلال حتى في المجال العلمي لتم شطب البناء المفاهيمي العلمي من أساسه،فلا أحد من العلماء رأى الجاذبية و لا أحد منهم رأي الألكترونولا الأثير ، ولا الطبيعة التموجية للضوء ، ولا طبيعته الذرية... و لا ...و... لا .. الخ
    ولكن إذا كان الزميل القبطان في مبتدأ كلامه يرتكز على منظورمنهجي وليس فقط على مجرد كلمة أطلقها عفويا ، فلا بد من مناقشة هذا المنظور المنهجي، ومن حقه تبنيه ومن واجبنا نقاشه فيه. لذا عليه أن يعلن هذا المنظور في مستقبلمداخلاته وعندها سأفصل القول في شأنه ،،،
    لكن يكفيني هنا أن أشير إلى فساد هذاالمنهج في التفكير بمصير الوضعية المنطقية عند أمثالفتجنشطينالذي انطلق من مفهوم المطابقة الحسية للمفاهيمفانتهى إلى ما انتهت إليه حلقة فيينا معكارناب ورايشنباخحيث تم شطب قضايا الألوهية ،بل ومجمل البناء المفاهيم لثقافة البشرية بدءا بالحقوالعدل وانتهاء بالجمال، وذلك بدعوى كونها ليس لها مدلول في الواقع الحسيتنطبق عليه ، ومن ثم فهي مفاهيم لغو يجب انتزاعها من المعجم !!! ولكن نعرف جميعاالمأزق الذي خلصت إليه الوضعية المنطقية حتى أسقطها في مواقف ساذجة مثيرة للسخريةفي الوسط الفلسفي ، وهذا ما وعاه فتجنشطين بذكاء الأمر الذي جعله يتراجع عن هذاالمنظور الحسي في التعامل مع المفاهيم،وإن لم يخلص به ذاك إلى الأيمان.
    لكن إذأذكر بهذا أود أيضا الأشارة إلى أن هذا المنهج منهج الرؤية والحس في قياس المفاهيموالنظر إلى الوجودهو منهج فاسد. لايقول به اليوم لا الفلاسفة ولا العلماء . ومن ثمفالقول بأن الله لم يره أحد ولم يلمسه أحد ليس بدليل يحتجبه ، لا فلسفيا و لا علميا ،فضلا عن دينيا.




    اقتباس:

    ولذلك فهذا الإعتقاد بحاجة إلى أدلة استثنائية لتبريره.
    .......
    على المؤمن بإله أو آلهة أن يبرر إيمانه بأدلة استثنائية.




    وهنا كنت أتمنى أن يعطي زميلي معنى الدليلالأستثنائي الذي يطالبنا بالأتيان به.
    فما معنى الدليل الاستثنائي ؟
    ثملنفترض :إذا كان ما جاء به الموقف الأيماني لم يرق إلى الدليل الاستثنائي ،فهل ماجاء به الموقف الألحادي يرقى إلى هذا النوع من الأدلة؟
    أو أن الأدلةالأستثنائية هي أدلة ضعيفة مهزوزة ، وأدلة الملحد غير استثنائية؟؟؟؟
    تساؤلاتنحتاج إلى أن نستعلم من زميلنا القبطان موقفه لكي نناقشه فيه عن بينة.
    لكن قبلذلك أقول في سياق الحديث عن الأدلة :
    إن كان للموقف الأيماني أدلة – بغض النظرعن نوعها وقيمتها الابستمولوجية– فإن الموقف الألحادي ليس له أدلة على الأطلاق ،فهوفي مسلكه عادة ما ينحصر في نقد أدلة الأيمان.
    وهذا ما سنجد الزميل القبطان يقومبه هو أيضا ،لننصت إليه يقول :



    اقتباس:

    ويكفي لتبرير الموقف الإلحادي، أن أظهر ضعف هذه الأدلة وعدمتماسكها.
    بينما ليس من الضروري لتبرير الإلحاد بالمعنى الذي أقصده أن أبرهن علىعدم وجود هذه الآلهة.
    أو حتى تقديم تفسيرات بديلة.
    (
    البعض يسمي هذا الموقف "الإلحاد السلبي"، أو اللاأدرية المعرفية مع الإلحاد العملي)




    وجوابي :
    إن الكلام السابق هو بحدذاته دليل على ضعف الموقف الألحادي ،لأنه لا يقدم دليلا ،بليقتصر على نقد أدلة الايمان. وهو اعتراف ضمني بوجود أدلة على الأيمان وعدموجودها على الالحاد.


    مفهوم المعجزة

    لنر هذا النقد لأدلة الأيمان واحدا تلو آخر :

    أول فكرة طرحها زميليهي المعجزة ، وإن كنت لم أجد مبررا كافيا لطرحها لأنها خارجة عن موضوع الأيمانبالله على الأقل في لحظة حوارنا هذا.

    حيث يقول :
    اقتباس:

    المعجزات والكوارث الطبيعية والظواهر الخارجة عن المألوف:
    هذاهو الدليل الأكثر رواجا في المعتقدات الشعبية لتبرير فكرة النبوة (القرآن معجزةمحمد)، أو تجسد الآلهة (المسيحية، الهندوسية).
    وهي أهم دليل على الإهتمامالمفترض الذي توليه الآلهة بالجنس البشري، والتخاطب معه والتدخل في مجرى حياتهوالتعامل مع سلوكه بالرضى أو الغضب.

    ولكن يكفيني عدم اعتراف المعتقدين بدينبمعجزات الأديان الأخرى، لكي نرى التأثير "المحلي جدا" لهذه المعجزات.




    عندي على ما سبقنقد منهجي،حيث أرى فيه اختلالا لأنه من حيث التصنيفالعلمي الدقيق ليس نقدا لدليل وجود الله ،بل هو نقد لدليل النبوة.فالمعجزة دليل علىالنبوة أكثر منها دليلا على الألوهية.
    والنبوة ليست موضوعنا ،بل إن موضوعنا هوإثبات وجود إله لهذا الكون، وعندما نكمله لنا أن نفتح موضوعا جديدا نعنونه ب"هلالقرآن كلام الله ؟" أو "هل محمد رسول الله؟ " أو نناقش مبتدأ الأمر ،أقصد "ماالحاجة إلى النبوة أصلا؟"

    نقد نقد أدلة الأيمان: مفهوم السببية
    لكن بعد هذا الانحراف نحو موضوع النبوة يدخل الزميلالقبطان في سياق الموضوع (نقد أدلة الأيمان) فيقول بادئا بنقد :
    اقتباس:

    العلة الأولى:
    "
    نظرا لأن لكل شيء سبب، فلا بد لهذه الأسباب أنتلتقي في سبب أول، هو الله".
    نقطة الضعف الأساسية هي أن افتراض وجود "سبب أول" ينقض الفرضية الأولى، وهي أن "لكل شيء سبب".
    بعد ذلك تبدأ دوامة طويلة، لتبريرالرغبة في استثناء الله من هذه السببية.
    فيصبح البرهان دائريا.
    أي عوضا عنالانطلاق من فرضية عامة، إلى استنتاج خاص.
    يتم تفصيل البرهان ليناسب النتيجةالتي يريد المؤمن التوصل إليها.



    وتعليقي على ماسبق هو :
    1-
    أولا :
    إذا كنت تعيب على المؤمن استثناء وجود الله من سبب وجودفأنتم تستثنون وجود الكون /العالم من سبب وجود.
    إذن فأنتم تتساوون مع المؤمن فياستثناء كائن من السؤال عن خالق له.
    المؤمن يستثني الله.
    وأنتم تستثنونالعالم.
    إذن فتلك الدوامة الطويلة التي تعيبونها على الموقف الأيماني لأستثناءالله من المخلوقية تسقطون فيها أنتم أيضا.
    فلماذا تستعجبون ؟
    2-
    ثانيا :
    يقوم نقد الزميل القبطان لمبدأ العلة الأولى على نقد مبدأ السببية لذا سنفصلالقول فيه على النحو التالي :
    2-1
    إن التعبير الذي عبر به زميلي أي قوله :

    "نظرا لأن لكل شيء سبب"

    فيهاختلال في لغة الأصطلاح ،فنحن لا نقول "لكل شيء سبب" حتى يتم الرد علينا بالقول،فلماذا تستثنون الله من انطباق قانون السببية عليه؟
    بل نقول :"لكل حادث سبب ". وإذا قلنا "لكل شيء سبب"فمعناه لكل شيء حادث سبب.
    فالحادث أي الذي لم يكن منقبل ثم كان هو الذي يحتاج إلى من يحدثه ويخرجه من اللاوجود إلى الوجود.
    وأرى أنهذا الخطأ في التعبير هو ما سقط فيه بول دفيز نفسه ، وهو معذور كفزيائي في عدممعرفته بعلم اللاهوت واستدلالاته ولغته الاصطلاحية الخاصة ،ولعل هذا الخطأ فيالتعبير انتقل إلى الزميل القبطان من كتابات بول دفيز أو من غيره من الكتاب. وبولدفيز ، بالمناسبة ، هو الذي زعم زميلي أنني أخطأت فهمه في تعقيبه علي ، وسأوضحالأمر في التعقيب الثاني مستدلا بأقوال بول دفيز نفسه.
    إذن ثمة خطأ في الصيغةالتعبيرية لمفهوم العلة الأولى التي طرحها وانتقدها الزميل.
    ثالثا :
    منالمعلوم لكل قارئ مهتم بتاريخ الفلسفة أن الاستهانة بمبدأ السببية وإنكاره يرجع إلىدفيد هيوم ، وقد ركز هيوم كثيرا على نقد استثناء الله من قانون العلية.
    لكنمشكلة دفيد هيوم هي أصلا مشكلة في مفهومه للسببية/العلية ،قبل أن تكون مشكلة في فهممدلول الألوهية . فهو لا يعتقد بكينونة وجودية للسببية بلهي مجرد اقتران ، أو عادة ذهنية. وهي الفكرة التي سينزلق إليها كانط أيضافيحول السببية إلى مقولة عقلية.
    وهنا يجب أن ننبه إلى أن في فلسفة دفيد هيومهشاشة واضحة لمقولة السببية التي هي عنده مقولة فكر لا مقولة وجود. بمعنى أنهاقانون ذهني لا قانون ينتظم الموجودات في صيغ تعالقها الأنطلوجي.( وفلسفيا ثمة فارقبين منظور الغزالي للسببية ومنظور دفيد هيوم ليس هذا مقام بسط القول فيه).
    ويمكنني أن أفهم عدم اهتمام دفيد هيوم بالسببية وعدم احترامه وتقديره لها. لكنلا يمكن أن نستسيغ من فزيائي عدم تقديره للسببية مثل بول دفيز.
    ولا أقول إندفيز لم يقدر مفهوم السببية إنما أقول إنه لم يفهمها فلسفيا . بل تجده ينطلق مماانطلق منه الزميل القبطان " لكل شيء سبب" ، ويحسب أن هذا هو الصيغة التي يطرح بهافي علم الكلام أو في الاستدلال الكوسمولوجي. وهذا خطأ منه.
    وقد كرره القبطان فيمداخلته ،حيث نجده يعيد عبارة لكل شيء سبب أكثر من مرة ويحسب أنها هي القاعدة التيينطلق منها الاستدلال على وجود الله. بينما القاعدة هي" لكل حادث سبب".
    قد يقال فما الفرق ؟


    أولا لكل علم لغتهواصطلاحه ، وعندما يخطئ أحد في الاصطلاح عند أهل العلم والاختصاص ،فإنهم يعدونه منخارج العلم ولا يدرك لغته فضلا عن الاقتدار على نقده. فلو قلت مثلا إن "الحدس" هومعرفة مباشرة بلاوساطة من تجربة حسية ولا من استلالات وأقيسة عقلية. فهذا تعريفاصطلاحي دقيق ومقبول ،ويمكن أن ينطبق على مختلف الفلاسفة القائلين بالحدوسأوالمحددين لمدلولها. لكن تأمل معي لو قلت في وسط فلسفي وفي معرض الحديث عن كانطالعبارة التالية" إن الحدس معرفة مباشرة بلا وساطة من تجربة حسية..." ؟؟؟؟
    ماذاسيكون حالي عند أهل الأختصاص الفلسفي ؟؟ إنهم بكل بساطة سيكشفون أنني لا أعرف كانطالبتة ،لأنني أخطأت مصطلحيا خطأ فادحا في التعبير ،فالحدس عند كانط هو معرفة حسية.
    وهكذا تلاحظ أن الارتكاز على القول "إن لكل شيء سببا" هو مزلق في التعبيرالاصطلاحي.
    هذا من حيث الخطأ في التعبير و الاصطلاح . وللأمانة نقول إن كثيرامن الإخوة الدينيين يسقطون هم أيضا فيه.
    أما الخطأ من حيث معرفة معنى الاستدلالفأبينه بما يلي :
    عندما نتفق عن كون الكون حادث ، وعندما نرى العلم يشتغلبمقولة السببية ، وعندما يشتغل الملحد كما المؤمن في حياته اليومية وفق مقولةالسببية ،فإننا يجب علينا نحن جميعا مؤمنين وملحدين أن نحترم عقولنا ونعمل وفق مبدأالسببية ،فنتساءل : ما سبب الكون ؟ أي من أوجد هذا الكون الحادث؟
    الأجابةالمؤمنة إجابة عقلانية في تقديري ،فهي لا تقول بكون الكون أوجد نفسه وأحدث ذاته ،بلتقول بأنه أوجده خالق مريد .
    هنا يطرح الفكر الالحادي اعتراضه :
    من خلق الله؟ويريد أن يطبق مبدا السببية عليه. وقد أجبتفي مداخلتي الأولى عن هذا السؤال.وأكتفي هنا فقط بالتذكير بأننا نقول لكل حادث سبب، وليس لكل شيء سبب. وبما أن الله ليس حادثا فهو ليس له سبب.
    وإذا اعترض الملحدبالقول "وما أدرانا أن الله ليس حادثا" ،نرد إذااعتبرناه حادثا فسنحتاج عندئذ إلى خالق له ، وإذا اعتبرنا هذا الخالق مخلوقا محدثاسنكون مضطرين للبحث عمن أحدثه وخلقه ،وهكذا دواليك حتىنصل إلى سبب أول غير حادث تقف عنده سلسلة العلل. وبذلك فقط نتجنب التسلسلالمرفوض عقل ، كما نتجنب الدور المرفوض عقلا.

    ولم أقرأ بعد أي نقد إلحاديمعقول لدليل الأحتياج إلى العلة الأولى. ولقد قرأت مراراكتاب "الدين الطبيعي" لدفيد هيومولم أزدد إلا اقتناعابدليل الأيمان ووجوب علة أولى لهذا الكون.
    واختلال النقد الإلحادي للأيمان واضححتى من ذاته سواء عند هيوم أو غيره من الفلاسفة مثل شوبنهور.

    يتبع ....





  9. #19

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    يتبع الرد الثاني لحاتم3

    وسيتضح لنامظهر من مظاهر هذا الاختلال في نقد زميلي القبطان لمبدأ السببية ،لننصت إليه يقول:



    اقتباس:

    ناهيك عن أن قاعدة "لكل شيء سبب" إنما استنتجناها من ملاحظاتناللظواهر ضمن الكون.
    وهذا يدخلنا في مشكلة الاستقراء، حيث قد نكتشف ظاهرة جديدةليس لها مسبب، فتسقط القاعدة وجميع استنتاجاتها.



    يكفي ما سبق دليلا على ضعف النقد الألحادي
    تأمل قوله
    اقتباس:

    "قد نكتشفظاهرة ليس لها مسبب"



    إذن فرفض مبدأ نسيرعليه كلنا في يوميات حياته موقوف على احتمال ظني خلاصته قد نكتشف ظاهرة ليس لهاسبب؟؟؟

    وهنا أقول :
    إلى حين اكتشافها يبقىالواجب هو الاشتغال بمبدأ السببية ويبقى التفكير المؤمن هو التفكير المنسجم ، معالعقل ومع كينونة الوجود..فمن الذي يقوم بالتفكير وفق أصول عقلانية ، هلالذي يستنتج من حدوث الوجود محدث له وفق قانون السببية أم الذي يرفض ذلك بدعوىاحتمالية مفادها " حيث قد نكتشف ظاهرة جديدة ليس لها مسبب، فتسقط القاعدة وجميعاستنتاجاتها. "؟؟؟؟ !!!!


    ثم لما يحس الموقف الالحادي بضعف نقده لوجوبالعلة الأولى يريد أن يسلم بها ، لكن مع إلصاقها بكائن آخر غير الأله الخالق ، وهذابحد ذاته دليل على قوة الدليل الأيماني
    لنتأمل ما قاله محاوري:



    اقتباس:

    ولكن حتى في حال الموافقة جدلا على العلة الأولى (رغم عدم خبرتنابأي "علة أولى" حولنا)، فلا يوجد أي مبرر لافتراض أن "الله" هو تلك العلة الأولى.
    فالعلة الأولى كما يتم استنتاجها لا تظهر صفات أخرى تزيد عما يحتاجه ذلكالبرهان، فهي ليست بالضرورة واعية، عالمة أو مطلقة القدرة..الخ
    فقد يكون الكون،أو ظاهرة طبيعية أخرى، هو تلك العلة الأولى.



    أليس هذا أيضا دليل كاف على ضعف الموقف الألحادي؟
    فالعلة الأولى يتم نقدها بمجرد القول
    اقتباس:

    " قد لا تكون هذه العلة الألوى هي الله ، قد تكون هي الكون أوظاهرة طبيعية أخرى‍..."

    ؟؟؟؟؟؟

    فهل من المعقولنقد الاستدلال اللأيماني على العلة الأولى القائم على منطق محكم يتم به استبعادالتسلسل والدور المحال منطقيا بمجرد هذا القول ؟؟؟؟
    لكن رغم ذلك أجيب :

    إذا كان الموقف الألحادي يرفض أن تكون العلة الأولى التي أوجدت الكون هيخالق قادر مريد (الله)
    أرجو تحديد ماهية هذه العلة الأخرى البديلة حتى يصار إلىبحثها .
    لكن أعرف مسبقا لماذا يتم استبعاد التحديد ،لأن أي علة أخرى غير اللهتسقط الفكر الألحادي في مآزق .
    فالقول بأن الكون او الطبيعة علة ذاتها يسقطالفكر الألحادي في مأزقين اثنين :
    أولا إرجاع وجود الكون إلى ذاته.
    فيصبحأمام الفكر الألحادي سؤالا عصيا :
    كيف أوجد الكونذاته من عدم ؟
    وهنا أريد من قارئي أن يتنبه جديا لهذا السؤال ليحسبمقدار اختلال الموقف الألحادي :
    لنستبعد وجود الله ، أي وجود الخالق.
    يبقىأمامنا هذا الوجود / الكون.
    هنا يجد الموقف اللاحادي المعاصر بعد اهتزازالنظرية الفزيائية القائلة بأزلية المادة أمام مأزق جديد ،حيث يصطدم فلسفيا بمقولةالعدم . فتخيلوا عدما مطلقا ثم وجد من هذا العدم وجود هائل هو هذا الكون.
    هليعقل هذا ؟؟؟ كيف ينبثق الكون من العدم ؟؟؟؟ كيف يوجد وجود من لاوجود؟؟؟
    أليساليونانيون في أقدم القدم كانوا حكماء عندما أعلنوا "لاشيء من لاشيء"؟؟؟؟
    قديقال إن مقولة اليونانيين هذه كانت مرتكزا للقول بقدم الهيولى.
    على فرض صحةمفهوم قدم الهيولى ،بل دعنا نساعد الموقف اللحادي فنقول له لنفترض أن الكون قديم،أي انفجر ثم تكرر الأنفجار على نحو لانهائي :
    إن المأزق الثاني الذي سيسقط فيهالموقف اللألحادي هو :كيف انتظم الكون مع أنه مادة غير عاقلة بذاتها؟
    ثم كيفوجدت الحياة من مادة سديمية غير حية؟
    ثم كيف من مادة غير عاقلة سينبثق العقلوالفكر (الأنسان)؟؟؟؟
    أسئلة ليس للموقف الألحادي أي جواب .


    دلالة التحولات الأبستملوجية المعاصرة:فزياء الكوانطا ونقدمفهوم الحتمية

    ولكي يتخطى الزميل القبطان إشكالية السببية ، ومأزقرفض العلة الأولى ينتقل إلى الأستعانة بالتطور العلمي والتحولات الأبستمولوجية التيمست مفاهيم العلم حيث يقول :
    اقتباس:

    في بداية القرن العشرين أظهرت التجارب الفيزيائية والنظرياتالحديثة لتفسيرها (النسبية، الكم)، تناقضات جوهرية مع المفاهيم المعتادة، طالتمفهوم السببية، ومفاهيم الزمان والمكان.
    بذلك أصبحت مقولة "لكل شيء سبب"، هيمجرد تعبير عن عادة فكرية من الحياة اليومية، ولكن لا يمكن تطبيقها بهذه البساطةعلى جميع الظواهر في الكون.


    وتعليقي على ما سبقألخصه في مجموعة من النقط النقدية :

    أولا إن الزميل القبطان في كلامه هذايخلط بين السببية والحتمية ، وسأوضح الأمر بشيء من التفصيل مع استحضار مواقفالعلماء واتجاهاتهم
    :
    أولا بالنسبة لنظرية الحتمية فإن البعض يطرحها وكأنهامسألة منفية من العلم الفزيائي المعاصر ،وكأن كل من قالبالحتمية فهو ينتمي إلى الفزياء الكلاسيكية ، الفزياء الجاليلية / النيوتونية ،وهذا ليس تصورا صحيحا ، ويكفيني هنا للتنبيه فيما يخص الخلاف حول الحتمية فيالفزياء المعاصرة أن أستحضر خلاف أينشتين وهوكنج.ثم إلى جانب الفزيائيينالذين يرفضون وجود حتمية في الظواهر الكونية مثل هيزنبرغ ولوي دوبروي في أبحاثهالأولى ،يمكن أن نضيف إليهم بعض الفلاسفة مثل إرنست ماخ و بريدجمان وديطوش ،نجدفزيائين وفلاسفة آخرين يرون أنه رغم التحولات التي مست مفاهيم الفزياء أن ثمة حتميةفي الكينونة الطبيعية ، مثل أينشتين وبياجيه وفاطاليت... الخ وهنا ينبغي أن نذكربالصخب الذي أثارته الميكرو- فزياء ، بل وللرفض الذي جوبهت به مفاهيمها من قبلعلماء الفزياء أنفسهم. فأينشتين كلما سئل عن فزياء الكم إلا وأجاب " إن الله لا يلعب النرد" رافضا فكرة العشوائية رفضاشديدا. مؤكدا أننا نحن الذين " أسأنا فهم الطبيعة" .


    والقائلونبالحتمية يقولون إن الكينونة الطبيعية حتى داخل الذرة فيها حتمية ناظمة ،غير أننالم نصل بعد إلى الإمساك بها نتيجة ضعف أدوات القياس العلمي.ومن بين هؤلاء نجد لويدوبروي الذي قال مع هيزنبرغ باللاحتمية سنة 1925 سيتراجع عن قوله هذا في أخرياتحياته ويقول بوجود الحتمية .

    لكن قبل أن نقف عند الخلط بين السببيةوالحتمية ،لنتحدث أولا عن المجال الذي تنتفي منه الحتمية حسب بعض الفزيائيين ، وذلكحتى لا يبقى الأنطباع الخاطئ الذي يريد الموقف الإلحادي أن يوحيه لقارئه بأنالفزياء نفت الحتمية تماما.

    فأقول :
    عندما تنتقد الحتمية في الفزياءالمعاصرة فينبغي هنا أن نفهم محدودية مجال هذا النقد ودلالته.
    بالنسبة لمحدوديةمجال هذا النقد فأقصد به العالم الميكروسكوبي ، والعالم الأكبر ، ومن ثم فإن فزياءالكم لا تعطينا فهما لكل مجالات الكون ، وهنا أحيل على تجربة epr ( تجربة أينشتينوبولداسكي و رووزن ) التي جعلت إينشتين يقول بحق إن فزياء الكم لا تقدم فهما عاماوكاملا عن الوجود .
    وأعود إلى فزياء الكم ولنستحضر تجربة هيزنبرغ في إشكال موقعالألكترون وسرعته. لأقول :
    لقد أثارت ميكا###ا الكم كما هو معلوم انقلابا فيالأبستملولجيا الفزيائية ، فقد طرحت فزياء هيزنبرغ نقاشا مستفيضا في مبادئ الفزياءالنيوتونية وخاصة في مبدأ الحتمية. فأمام إشكالية قياس سرعة الالكترون وتحديد موقعهلم يجد هيزبرغ سوى تطبيق مبدأ اللاتعين. لأنه كلما اقتربنا من تحديد موقع الألكترونكلما ابتعدنا عن تحديد سرعته.
    لكنالخطأ الكبير الذييرتكبه الفكر الألحادي في رده على مقولة السببية التي يستدل بها المؤمن على وجودمنظم للكون هو اعتباره أن مبدأ اللاحتمية يفيد انتفاء القوانين والسببية من حركةالطبيعة.
    وهنا أعود إلى شرودنجر وإلى هيزنبرج في حساب حركة الألكترونوموقعه. فأقول :
    هل بإمكان العلم اليوم تحديد موقع الألكترون ؟
    أقول : لا .
    إذن هل يجب الآن تطبيق نظرية العشوائية وقرينها الميتودولوجي أي لغة الأحصاء ؟
    أقول: نعم.
    لكن بعد هذا أقول :
    عندي سؤالثالث:
    هل عشوائية قياسناواحتماليته في تحديد موقع الإلكترون يعني انتفاء السببية من البناء الذري ؟ هل يعنيعدم معرفتنا بدقة كاملة لقوانين انتظام الحركة الثاوية في الذرة أنها ليست لهاقوانين ؟
    بالتأكيدلا،فالذرة كينونةمنظمة ، ونظرتنا إليها هي التي تفتقر إلى الانتظام ولو كانت غير منظمة ما انتظم مايتكون منها وهو كل هذه البناء الفيزيائي.
    إن النظرية العشوائية لا تعني انتفاءالسببية من الكون .

    النتيجة
    لذايبقى الإستدلال بمقولة السببية استدلال معقول ، والأحتجاجعليه بتطورات الفزياء المعاصرة احتجاج مردود يخفي اختلاله بالتباس مفهومي حيثيخلطها بالنقد الذي وجه لمبدأ الحتمية.





  10. #20

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    تكملة رد حاتم3
    ---------
    ولكي أوضح - لأي قارئمهما كان تكوينه المعرفي بعيدا عن حقل الفزياء - معنى الخلط الذي وقع فيه زميلي بينالحتمية والسببية ،سأفسر دلالة الحتمية وانتفائها من المجال الكمومي ، ثم أنتقل إلىخارج هذا المجال بمثال واضح أستمده من الظاهرة المناخية لأبرهن أن نقد الحتمية لايعني نقد السببية فأقول :

    أولا ما مدلول الحتميةفي الفزياء:
    إن الحتمية ترتبط بالتوقع أو التنبؤ. فعندما تجتمع هذهالعوامل لابد حتما وأن تحدث هذه الظاهرة. فالحتمية في االعمق مدخل للتنبؤ. هذا هوالتعريف المقبول فيزيائيا. رغم كونه يثير عند التطبيق الكثير من الاشكالات.
    أرجو أن نحتفظ بهذا المعنى ولننتقل إلى ما يلي:
    على مستوى الأجراء والتطبيقنرى أن مبدأ الحتمية صعب إجرائيا ، وذلك لأن بنية الكون مترابطة. وكما يقوللوي دوبروي"إن حركة أصغر الذرات يمكن أن تتأثر بحركةأبعد الكواكب" ومادام الأمر كذلك " فان التوقع الصارم بظاهرة ما تقع مستقبلا قديقتضي مبدئيا معرفة حالة الكون الراهنة معرفة تامة ، وهذا ما لا يمكن تحقيقه ."
    بمعنى أن الحتمية في تطبيقها الفزيائي مسألة تحوطها صعوبات ،ليست آتية من كونالعالم لا ينتظم بأسباب بل لأنه منظم على نحو جد معقد تتداخل فيه عوامل أكثر من أنتعد أو تحصى ، لذا فنحن نجهل مكونات وطرائق هذا النظام. أي هو بينة مترابطة متأثربعضها ببعض ، ونحتاج من ثم لفهم ظاهرة معينة أن نفهم مجموع البنية وهذا ما لم يصلإليه العلم اليوم.
    وفي حقل الكوانطوم يصعب علينا في الظرف الراهن لتطور العلمأن نصل إلى تطبيق الحتمية ،بل ربما لن يصل العلم نتيجة التركيب الخاص للذرة وتعقدهاإلى ذلك في الأفق القريب لتطور الفيزياء. والذي يبدو هو أن نظام الذرة يخالف تماماالمقاييس والمفاهيم التي اشتغلت بها الفيزياء لحد الآن. ولذا لا مناص عند العلماءمن اعتماد علاقات الارتياب عند هيزنبرغ ، ونظرية العشوائية.

    لكن يجب الوقوفعند هذه العشوائية . لنتساءل : هل الطبيعة في مجالهاالكمومي تسلك وفق اللامبدأ أو لنقل تسلك عشوائيا بدون أسباب ؟
    أولا فيالمجال الكمومي لم نستطع بعد تطبيق مبدأ الملاحظة بمدلوله القائم على حياد الذات ( أشير هنا فقط إلى أن معرفة الألكترون تحتاح إلى تدخل الذات / العالم بإثارته كهربياوهنامس بحيادية الذاتبمدلولها الجاليلي أيضا ،أي الشرط الإبستمولوجي الكلاسيكي للموضوعية). كما أن طبيعة مكونات المجال الكموميمجهولة ، فلحد الآن لا نعلم هل نأخذ بالطبيعة التموجية أم بالطبيعة الذرية المنفصلة، وأعجب من هذا أن كلا الفرضيتين (التموجية أو الذرية ) تنطبق في المجال الأجرائي ،الأمر الذي أشعر الفزيائيين بغرابة الموضوع المدروس وشدة تعقيده !!!!
    إنالعشوائية هي حسب بعض الاجتهادات المطروحة في حقل إبستمولوجيا علم الفزياء هي نتاجلعدم معرفة مزدوجة :
    فهي نتاج عدم الأحاطة بالمجال المدروس بكافة متغيراته ،ومن أهم أسبابها ضعف أدوات القياس والملاحظة.
    والسبب الثاني هو عدم القدرة علىالأمساك بالمنطق الذي تشتغل به الطبيعة الكونية في هذا المجال. فالفزياء اليوم لاتزال تتلمس الطريق إلى منهج في التفكير والمقاربة ينسجم مع المجال الكمومي .
    ونفس الازدواجية تطرح على المجال الأكبر أيضا .


    وهذا ما يدفعالفزياء المعاصرة إلىالتخلي عن مفهوم الحتمية في المجالالكمومي، والاستعاضة عنه بمنظورات منهجية بديلة تقوم على حساب الاحتمالوعلاقات الارتياب.
    لكن هنا نطرح السؤال حتى يتضح لنا بجلاء الخلط الذي وقع فيهالزميل القبطان :
    هل يعني غياب الحتمية انهيار مفهومالسببية ؟؟
    لا أبدا.
    وأوضح :
    لنأخذ التجربة المناخيةنموذجا :
    من المعروف أنالتنبؤ بحالة الطقسيعتمد على استحضار أسباب وتوقع حركة التيارات المناخية.
    لكن لا زال علمالمناخ إلى الآن لا يستطيع أن يضع تنبؤا حتمي الوقوع ،لذا فلا حتمية في علم المناخ. ولا نستطيع أن نقول بأن التنبؤ العلمي هو حتمي وذلك لكثرة المجاهيل . لكن حتى لوأحصيناها فإننا سنضطر وقتها أيضا لاصطناع لغة الاحتمال :
    لأنه مهما كانت هذهالمجاهيل معروفة فإن فعلها غير متوقع تماما ،فكما يقاللورفرفت فراشة في اليابان فإن الاهتزاز البسيط الذي تحدثه في الهواء قد يحدث إعصارافي جزر الكرايبي،أي أن مقدار ذلك الأهتزاز هو تلك النقطة التي ستفيض الكأس،أي ينضاف ذلك الاهتزاز البسيط فينتج الاعصار.
    فهل لا وجود للحتمية في علمالمناخ؟
    نعم لا وجود لها.
    لكن السؤال الذي يطرح هوهل يعني هذا غيابا للسببية؟ هل يعني هذا أن الأمطارتنزل بدون أسباب ؟ هل إذا عجزنا عن استجماع جميع المتغيرات والتنبؤ بحركتها ، معناهأن الطبيعة لا تسلك وفق السببية ؟؟؟
    لا ،أبدا إنالطبيعة خاضعة لقوانين وأسباب، ولكننا نحن العاجزون عن حساب جميع متغيراتها بدقةلتكتمل لنا شروط تحقيق التوقع بمعناه الحتمي.
    وهكذا نلاحظ أن ارتكازالزميل القبطان على التحولات التي مست مفهوم الحتمية مع فزياء الكم لنقد مفهومالسببية ارتكاز يقوم علىخلط والتباس.


    دفاع عن دليل الغائية والنظام

    ثم ينتقل إلى نقد دليل النظام والغائية فيقول :
    اقتباس:

    الغائية:
    أو حجة التصميم.. الانتظام في حركة كواكب المجموعةالشمسية، مناسبة الأرض للحياة البشرية، تناسب أعضاء الجسم الإنساني ليعيش حياته.
    ألا يظهر ذلك قصدا وإرادة لتتلائم هذه الأمور بهذا الشكل؟
    وما هو البديل؟

    مشكلة الغائية هو أنها دليل قائم على التشابه. يرى المؤمن الانتظام فيالكون، فيقارنه بالانتظام الذي تحققه الأدوات التي اخترعها الانسان لتناسب حاجته،فيقوم بتصميمها حرفي حاذق، يضع مخططا وتصورا في تفكيره، قبل أن ينفذه مستخدمامهارته اليدوية.
    فيستنتج من ذلك أن إلها قام بعمل مشابه، .......


    يبدو دليل الغائية مجرد حالة من "الإسقاط النفسي"، ومن بقايا "روحانيةالطبيعة" التي ترى في كل الجمادات روحا، يمكن للإنسان مخاطبتها والتعامل معهاباستجداء رضاها وتجنب غضبها.




    وأتسائل :
    هل حقا الغائية مجرد إسقاط نفسي ؟ أم لها وجود في الواقع ؟
    هل هي مجردتفكير خرافي أم استدلال عقلي منطقي ؟؟

    إن جوابي على كلام الزميل القبطانيتلخص في مسلكين استدلاليين :
    الأول :
    البرهنةعلى أن الغائية تقوم على تفكير عقلي . وليس على الاسقاط النفسي ، فمفهومالأسقاط هنا قد يحيل إلى نوع من الأنيميزم أو حتى الأنثربومورفيزم ، وهو إيحاء يريدبه زميلي القبطان أن يجعل التفكير بالغائية تفكيرا غير عقلاني بل هو تفكير خرافي.
    والثاني : هو أن الغائية موجودة داخل كينونة العالم ، وتفسيرها من قبلالموقف الألحادي يجعله هو الذي يسقط في الأنيميزمبكل ماتدل عليه من خرافية !!!


    وأوضح مع البرهنة والاستدلال :
    من خلالكلام الزميل القبطان نلاحظ مسلكا في التفكير الألحادي خلاصته التهرب من المجال الذيللعلم فيه قول أقرب إلى اليقين- بمدلوله العلمي لا بمدلوله الوثوقي -إلى مجالات أدقكمجال الميكروفيزياء التي لا تزال معطياتها مجهولة ولا تزال محط بحث ومراجعةواحتمال ثم يبني على المجهول موقفا معلوما وهو انتفاء الغائية ومن ثم القولبالالحاد،
    بينما يكفي لوضع الدليل أن يتساءل المؤمن تجاه ما يلاحظ من ظاهرةالنظام في الكون : من فاعل هذا النظام؟؟؟
    من هو مصمم الكون؟؟؟
    ومن حقالمؤمن أن يطلب من الملحد إجابة معقولة.
    ومن حق المؤمن أن يرفض الاجابة الملحدةالقائلة بأن هذا الانتظام الكوني نتج صدفة ،لأنها بكل بساطة إجابة غير معقولة. لأنالصدفة لا تنتج نظاما .
    وهنا نحن أمام أمر يحتاج إلى تأمل لأدراك استحالةالصدفة . أو لنقل لأدراك لامعقوليتها.
    لقد قرأت لأحد الزملاء الملحدين قوله أنالإنفجار الكوني بكل صدفويته هو الذي خلق النظام الكوني .
    هذا القول المستغربيحتاج إلى أن نقتنع به أن يجيبني الملحد على أكثر من استفهام نقتصر على التساؤلالتالي:
    1-
    كيف وجدت مادة الكون التي حدث فيهاالأنفجار ؟؟؟؟ما أو من الذي أوجدها ؟
    2-
    إن أمر وجود النظام والحياة فيالكون صدفة أمرغير معقول البتة، لأنه قد نقبلوجود شيء مفرد بالصدفة ، ولكن الظاهرة الكونية هي أكبر من أن تكون ظواهر معدوداتانتظمت صدفة.


    أما مسألة الصدفة كخالقة للنظام والحياة بفعل انفجاريفهذا أمر غير مقبولحتى بالنسبة لأولى لحظات تكون الكون،أي للحظة بدايته ،بل إن العلم يتحدث عن الثانية الأولى للأنفجار بوصفه كانلحظة حرجة تحتاج إلى نظام دقيق . ففي الثانية الأولى للأنفجار كان لابد من حسابمسبق لسرعة التمدد ،فلو كانت هذه السرعةأقل من جزء من مليون مضروب في مليارجزءلانهار الكون حول نفسه . ولو كان التسارع أعلى مما كان عليهلتناثرت المادة الألولية للكون ولما انتظمت منها كواكب ومجرات ... فهل من الصدفة أنيحدث من فعل الإنفجار هذه الدقة المتناهية إلىدرجة لو أن سرعة التفجير كانت أقل منجزء واحد مضروب في مليار جزء لأنهار الكون؟؟؟؟؟

    هذا عن فعل الانفجار أما لودخلنا في حساب احتمالات تخلق ADN ووجود الماء وانبثاق الحياة فالأمر لايحتملهالحساب الرياضي أصلا!!!!!

    إذنإن التفسيرالإيماني الذي يقول بوجود خالق عالم مريد هو الذي صمم هذا الكون تفسير معقول ومقبولعقلا ،بينما التفسير الألحادي الذي يرجع ظهور الكون وانتظامه المذهل إلى فعل الصدفةتفسير لامعقول.
    هذا فيما يخص البرهنة على كون مبدأ النظام والغائية يقومعلى تفكير عقلي. لا على إسقاط نفسي.
    أما استدلالي الثاني فهو الاستدلال على كونالموقف الألحادي هو الذي يجعل القائل به يسقط في الأنيميزم أو الأنثربومورفيزم.
    وأشرح المصطلح قبل بلورة الدليل:
    إن الأنيميزم هو إسقاط الوعي والشعور علىالظاهرة الطبيعية. أو بعبارة أخرى إنه أنسنة الطبيعة.والأنيميزم هوحالة طفولةالوعي البشري.فالطفل عندما يسقطه الكرسي يقوم بضربه. وهو يعتقد أنهأن الكرسي يحس بالضرب والتأنيب !!!!
    وعلى الرغم من كون بعض علماء الأديانيرجعون بعض الديانات البدائية إلى نزعة الأنيميزم،فإننيأجد الألحاد المعاصر في تعليله لظاهرة الغائية والتنظيم في الكون يسقط مضطرا في هذهالنزعةحتى يتخلص من القول بوجود خالق عالم مريد .
    كيف ذلك ؟
    مادليلي على كون الموقف الألحادي ينزلق إلى الأنيميزم ، أي إلى هذهالحالة الطفولية في التفكير؟



    إن إنكاروجود الخالق يجعل العالم الملحد يسقط في مأزق التفكير الخرافي رغما عنه ، وذلكعندما يصطدم بدلائل الغائية في الوجود ويحاول تفسير هذه الغائية ،لنتأمل مثلا تفسيرلامارك لظهور القرون في بعض الحيوانات :

    لقد فسر لامارك ظهور قرون عند بعضالحيوانات بوجود شعور داخلي يسكن الكائن الحيواني ،شعور يسكن كينونته العضوية. فيجعل هذه الكينونة تفرز وتكون من الأعضاء ما يحتاجها الكائن !!!
    أنظر كتابه (Philosophie zoologique, , p.234).
    كيف ظهرت قرون فوق رؤوس بعض الحيوانات؟
    ليس الجواب عند لامارك أنه مجرد فعل صدفوي بل ثمة وعي يسكن العضوية الحيةيجعلها تفرز ما تفرزه !!! شعور أدرك الحاجة إلى تخلق القرون فتم إفراز مادة تكوينهافي موضع الرأس بالضبط وليس في موضع آخر!

    أليس هذا نوع من الأنيميزم ، أليسهذا إضفاء للوعي على الظاهرة المادية والعضوية؟؟ أليس هذا تعبيرا عن سقوط في الوعيالطفولي ؟ ألا يتساوى هذا التفكير "العلمي" مع تفكير الطفل الذي يضرب الكرسيويؤنبه؟
    إن السلوك الغائي لظواهر الوجود نفسرها بوجود خالق عالم نظمها ،واستثناء وجود الخالق يجعل بعض التوجهات الإلحادية مضطرة لتفسير الغائية بوجود وعيساكن داخل كينونة الوجود.
    لنأخذ مثالا آخر قد يبدو مبتذلا ،لأنه يعرفه الجميع ،لكنني أكتب مداخلتي هذه ليستفيد منها الجميع، وبالتالي أحرص على إيضاح نقاطهابأمثلة متداولة.
    المثال الذي أقصد هو سلوك الدجاجة في تفريخها للبيض ،ففي هذاالمثال البسيط ما يكفي لنفهم مأزق الموقف الألحادي في محاولته تفسير الغائيةالملحوظة في ظواهر الكون والحياة.
    وأوضح :
    من بين الحدوس العلمية ما خطرلأحد العلماء فيي القرن التاسع عشر حين تساءل لماذا نترك الدجاجة تحتضن البيضبطريقتها الطبيعية ؟ لماذا لا نسرع عملية الأنتاج فنستفرخ البيض بلا حضانة الدجاجوذلك بوضع البيض تحت نفس الحرارة التي يحصل عليها عندما تجلس عليه الدجاجة .
    وكذلك كان ، فوضع البيض تحت التجربة ففشلت ولم تفقس بيضة واحدة.
    وهنا نبههأحد المزارعين العاملين في المزرعة بأنه لم يستحضر كل عناصر التجربة فالدجاجة خلالالحضانة لا تعطي الحرارة للبيض فقط ، بل تقوم أيضا بحركة غريبة وهي قلب البيضبرجليها بين لحظة وأخرى .
    وفي الوهلة الأولى رفض العالم أن يقوم بقلب البيض ؟لأن الدجاجة حسب تصوره تقلب البيض من أجل إعطاء الحرارة لكل ناحية فيها ، أما هوفلا يحتاج لذلك لأنه أصلا أحاط البيض بجهاز يشع بحرارة ثابتة تشمل كل أجزاء البيضة . واستمر هذا العالم في إعادة التجربة مرات ، وينتهي إلى الفشل في كل مرة ، ثم كانأن حدث أحد زملائه بالتجربة ،فحدس هذا الأخير سبب الفشل في كونه إذا لم يقلب البيضفسيموت الكتكوت لأن الجاذبية الأرضية تجذب الغذاء/الحرارة ، فتترسب المواد الغذائيةفي الجزء الأسفل من جسم الفرخ ، فإذا ظل دون قلب و تحريك فإن أوعيته تتمزق.
    فتلك العملية الغربية التي تقوم بها الدجاجة هي الطريقة الوحيدة لتخطي مشكلالجاذبية .
    وأعاد التجربة وقام بقلب البيض فنجحت حيث تم تفقيس البيض بنجاح. ومنه نتج لنا هذا الدجاج الأبيض...
    فهل يمكن إنكار الغائية في سلوك الدجاجة هذه؟
    وهل بإمكاننا أن نفسر : من أين للدجاجة أن تفهم جاذبية نيوتن؟

    نحنأمام تفسيرين :
    التفسير الألحادي : وهو أن الدجاجةتسلك صدفة.
    لكن هذا التفسير لا يقبله العقل،لأن الصدفة لا تتكرر على هذا النحو المنتظم والدائم.
    ولا يمكن القول بأن الدجاجة واعية بما تفعل وإلا سيسقط الموقف الألحادي في موقفمضحك . وهو ما أسميته بموقف الأنيميزم التي ينزلق إليها الإلحاد.
    ثم كيف تعيالدجاجة ما تفعل ونحن لا نرى طريقة اكتسابها لهذا الوعي ، فالدجاجة حتى ولو لم ترغيرها من الدجاج يقوم بهذا السلوك فإنها تهتدي إليه بذاتها تلقائيا ودون تجربة ولا "تفكير".
    يبقى التفسير المعقول :
    هو أن ننسب هذه الغائية في سلوك الدجاجةإلى وجود خالق مريد عالم وضع الكون وصممه ونظمه . وهيأ لاستمرار الحياة شروطاوعوامل وقوانين محكمة.
    يتبع ...





 

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بيان من "الدعوة السلفية" بشأن "30 سبتمبر"، و"6 أكتوبر"
    بواسطة الهزبر في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2011-09-28, 10:56 PM
  2. تسجيل منسوب للقس داوود لمعي يصف فيه "يعقوب" و"يسوع" بأنهما "أشقياء
    بواسطة جمال المر في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-04-14, 01:42 AM
  3. بعد أزمة "وثيقة يهوذا" التي تخالف الأناجيل المتداولة.. حواس "يصالح" الأقباط
    بواسطة أسد هادئ في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-04-02, 02:17 PM
  4. صفحة للتعليق على مناظرة الضيفة "ماري" والاخ "المهندس احمد إمام"
    بواسطة صل على الحبيب في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 2008-10-29, 05:10 PM
  5. صفحة للتعليق على مناظرة الضيفة "كويتية وأفتخر" والاخ "أبو حمزة السيوطي"
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 2008-10-28, 04:11 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML