ودليل اخرعلى الهية المسيح فى القران
الوجيه في الدنيا والآخرة: لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة في سورة آل عمران 45.
وقال مفسروا الإسلام بالإجماع: "الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة": (البضاوي صفحة 99
)
رغم أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده حيث يقول "ولله الشفاعة جميعاً" سورة الزمر 44 . لكن القرآن في سورة آل عمران 45 يبين أن الشفاعة من امتيازات المسيح.. وهذا يدل أن هذا اللقب الذي منح المسيح هو لقب إلهي.
نبسط شبهة الضيف هداه الله ثم ننكّل بها.
·حسب قول ضيفنا الكريم فإن المفسرين(الرازي، الجلالان، الزمخشري، البيضاوي) قد أجمعوا على أن "الوجيه" تعني الشفاعة.
·الإسلام حسب قول القمص حرّم الشفاعة على غير الله تعالى.
·استنتج القمص بأن المسيح هو الله.
وحاول ضيفنا دعم كل نقطة من النقاط السابقة ببعض الشواهد. فهات نناقش مقدّمات ضيفنا الكريم ثم نناقش استنتاجه ونردّ عليه.
المقدمة الأولى حسب قول مرقس فإن المفسرين الذين ذكرهم قد أجمعوا على أن "الوجيه" تعني الشفاعة.
والحق أن الإجماع الذي ادعاه مرقس غير صحيح ويكفي أن نثبت أن الرازي خالف ذلك.
ورد في تفسير الرازي: واعلم أن الله تعالى وصف موسى صلى الله عليه وسلم بأنه كان وجيهاً قال الله تعالى : ﴿ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالذين ءَاذَوْاْ موسى فَبرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ الله وَجِيهاً ﴾الأحزاب 69ثم للمفسرين أقوال , الأول : قال الحسن : كان وجيهاً في الدنيا بسبب النبوة ، وفي الآخرة بسبب علو المنزلة عند الله تعالى والثاني : أنه وجيه عند الله تعالى.
ولكن الرازي في كلامه ذلك لا يتحدث عن عيسى عليه السلام بل يتحدث عن نبي الله موسى عليه السلام. فهل نرجو من جاهل لا يستطيع البحث في المراجع أن يأتي بصواب؟؟.
ثم يواصل الرازي إذ يقول وأما عيسى عليه السلام ، فهو وجيه في الدنيا بسبب أنه يستجاب دعاؤه ويحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص بسبب دعائه ، ووجيه في الآخرة بسبب أنه يجعله شفيع أمته المحقين ويقبل شفاعتهم فيهم كما يقبل شفاعة أكابر الأنبياء عليهم السلام والثالث : أنه وجهه في الدنيا بسبب أنه كان مبرأ من العيوب التي وصفه اليهود بها ، ووجيه في الآخرة بسبب كثرة ثوابه وعلو درجته عند الله تعالى .
نلاحظ من كلام الرازي أنه لم يرجّح بل ذكر بعض أقوال المفسرين. وبعضهم لم يقل بأن عيسى عليه السلام "وجيه" لأنه سيشفع في قومه يوم القيامة. بل بسبب علوّ منزلته عند الله.
وفي ختام الرد على هذه النقطة نقول: الثابت عندنا مسألتان: الأولى تدليس مرقس والثانية شفاعة عيسى يوم القيامة بإذن الله وسنزيد الأمر وضوحا إن شاء الله.
الإسلام حسب قول مرقس حرّم الشفاعة على غير الله تعالى.
وقول الله تعالى ﴿ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) ﴾ الزمر
أما الآية التي استدل بها مرقس ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)﴾الزمر
فسرها ابن كثير بقوله يقول تعالى ذاما للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله، وهم الأصنام والأنداد، التي اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان حداهم على ذلك، وهي لا تملك شيئا من الأمر، بل وليس لها عقل تعقل به، ولا سمع تسمع به، ولا بصر تبصر به، بل هي جمادات أسوأ حالا من الحيوان بكثير
وفسرها الرازي بقوله﴿أَمِ اتخذوا مِن دُونِ الله شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ﴾ وتقرير الجواب أن هؤلاء الكفار إما أن يطمعوا بتلك الشفاعة من هذه الأصنام أو من أولئك العلماء والزهاد الذين جعلت هذه الأصنام تماثيل لها والأول : باطل لأن هذه الجمادات وهي الأصنام لا تملك شيئاً ولا تعقل شيئاً فكيف يعقل صدور الشفاعة عنها والثاني : باطل لأن في يوم القيامة لا يملك أحد شيئاً ولا يقدر أحد على الشفاعة إلا بإذن الله ، فيكون الشفيع في الحقيقة هو الله الذي يأذن في تلك الشفاعة ، فكان الاشتغال بعبادته أولى من الاشتغال بعبادة غيره وهذا هو المراد من قوله تعالى : ﴿ قُل لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعاً﴾ ثم بين أنه لا ملك لأحد غير الله بقوله : ﴿لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ومنهم من تمسك في نفي الشفاعة مطلقاً بقوله تعالى : ﴿قُل لِلَّهِ الشفاعة جَمِيعاً﴾وهذا ضعيف لأنا نسلم أنه سبحانه ما لم يأذن في الشفاعة لم يقدر أحد على الشفاعة.
في الآية أيضا الردّ الحاسم على كفار مكة ومشركيها. فمن أين استنتج القمص تحريم الله الشفاعة على بعض خلقه بإذنه. لم يقل ذلك أحد من المسلمين الصادقين. وسنتحدث عن الشفاعة في موضعها بإذن الله.
·استنتج مرقس بأن المسيح هو الله.
والآن على كل صاحب عقل أن يحكم بنفسه. بأيّ وجه يمكن أن نناقش استنتاجا قائما على مقدّمات مغلوطة وبأيّ عين سننظر إلى ضيفنا الكريم ! والله إنه لَكالمرأة تصيح أنا نصف حامل.
اسمع –هديت الرشد- القول الفصل في الشفاعة :
يوم القيامة هو يوم المخاوف والأهوال، وهو أيضا يوم الرحمة بالنسبة للمؤمنين الذين تدركهم رحمة الله تعالى ، وتتجلى تلك الرحمة في إذنه سبحانه لمن شاء من عباده أن يشفعوا في العصاة ممن يرضى الله عنهم ، : ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ﴾ البقرة: من الآية 255 ، و : ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ الأنبياء :28 .
فالشفاعة في ذلك اليوم من أعظم الرحمات التي يتكرّم الله بها على عصاة المؤمنين فيدخلون الجنة بعد أن ظنوا أنهم واردوا النار أو يُخرجون من جهنّم ويُلحقون بإخوتهم في النعيم.
والشفاعة أنواع:
أعظمها ما خصّ به الله تعالى رسوله العدناني صلى الله عليه وسلم ومنها شفاعته في بدء الحساب للفصل بين العباد ، ذلك أن الخلق يطول بهم المقام في ساحة الحساب ، وتدنوا الشمس من رؤوسهم مقدار ميل ، ويبلغ بهم الجهد والعرق مبلغاً عظيماً ، فيجتمع رأيهم حينئذ على طلب الشفاعة من الأنبياء ، ليشفعوا لهم عند ربهم ، فيأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى وكلهم يـأبى عليهم ، ويذكر لنفسه ذنبا إلا عيسى بن مريم ، فلا يذكر لنفسه ذنبا ولكنه يأبى الشفاعة ويحيل الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فيأتونه ، فيقول أنا لها ، أنا لها ، فيشفع صلى الله عليه وسلم إلى ربه ليفصل بين عباده ويريحهم مما هم فيه.
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في استفتاح باب الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا أول شفيع في الجنة ) رواه مسلم .
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب ، فقد قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أغنيت عن عمك - يعني أبا طالب - فإنه كان يحوطك - يحميك - ويغضب لك ، قال : ( هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) متفق عليه .
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في عصاة المؤمنين.
وهذا النوع من الشفاعة يشاركه فيه سائر إخوانه من الأنبياء عليهم السلام ، والملائكة ، وصالحي الأمة وشهدائها ، وقد تواترت الأدلة في إثبات هذا النوع من الشفاعة ، فقد ثبت في صحيح البخاري أن المؤمنين الذين اجتازوا الصراط يقفون يجادلون في إخوانهم الذين دخلوا النار فيقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون ، فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم ، فيُخرجون خلقا كثيرا ، منهم من قد أخذته النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه . ثم يقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ، فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ، ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا ، فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط - أي مع إتيانهم بأصل التوحيد وأركانه - قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل - جانب - السيل . (وهناك أنواع أخرى يمكن أن تطلبها في بطون الكتب)
هذه هي الشفاعة, رحمة الله بعباده المؤمنين في ذلك اليوم العظيم ، الذي لم يغضب الله قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، ومع شدة غضبه سبحانه إلا أن رحمته سبقت غضبه فمنَّ على عباده بالشفاعة ، فيالها من رحمة ويالها من منة ، وتُدرك شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بأمور منها:
توحيد الله سبحانه حقاً ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )رواه البخاري.
الدعاء له بالمقام المحمود ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة )رواه البخاري.
الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم عشرا في الصباح وعشرا في المساء ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة )رواه الطبراني وحسنه الشيخ الألباني .
فالنبى محمد صلى الله عليه و سلم سيشفع لأمته و الأنبياء و الصالحون و الشهداء أيضا سيشفعون.
أما شروط الشفاعة فهي: رضاء الله عن الشافع ،ورضاه عن المشفوع له، وإذن الله للشافع أن يشفع
أبعد كل هذا لم تقتنع زميلي! أم تراك اقتنعت وتكابر؟ افتح قلبك للقمص إبراهيم لوقا واسأله لماذا وأين وكيف ومتى...
لماذا يقول مرقس بأن المسيح إله لأن القرآن قد وصفه بالوجاهة في حين أن القرآن وصف موسى عليه السلام أيضا بالوجاهة. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) ﴾الأحزاب.
يتبع بأذن الله تعالى
المفضلات