طيب الحمد لله ، لقد أغنيتنا عن شوط ليس بالهين ، أتفهم من كلامك أنك أقتنعت بأن الإسلام هو دين الله الحق دون شك وعلى يقين ؟ وأنك عدت الى الله بقلب راضى ؟ هذا الأمر مهم جدا فإن كان تطرقت الى ما سألتى عنه وأن لم يكن فلا تبخلى على نفسك بالإستزادة كما وضحت .
أما عن أى المذاهب تتبعين وكما تفضل الأخ الفاضل الحذر واجب ليس شرط أن تتبعى مذهبا ولكن الشرط أن تتبعى الأصل لأن المذاهب ما هى الا توضيح للأصل وكل إمام من أئمة أهل السنة والجماعة كأبو حنيفة ومالك والشافعي وبن حنبل إلا مجتهدين فى حدود النص وقد اتفقت الأمه على أن أجتهادهم لم يخالف منهج الرعيل الأول بل هو توضيح له ففي هذه الحالة لك أن تأخذى بهم جميعا او تأخذى ببعضهم أو تأخذي بأحدهم لأن الأصل هو ما أمر به الله رسوله الكريم وقد بلغه ولله الحمد على أكمل وجه وأعتنى به العلماء حتى وصل الينا كيوم نزل ، وإياك والزلات فالعالم لا يرتقى الى العصمة والأمة هى من تقرر له القبول من عدمه فإن زل أو أخطأ بين أهل العلم ما قد وقع فيه وهذا مشهور ، فلا عصمة فى ديننا لعالم وما العصمة الا للمعصوم صلى الله عليه وسلم فقط .
وفى مثل حالتك لك أن تضعى ثقتك فى من تلتمسين علمه وتستفتيه فى أمور دينك فيكون مذهبك هو مذهب من وثقتى فى علمه من أصحاب العلم أما أن كنت تودين طلب العلم فهذا شأن أخر فلم يقتصر طلاب العلم عل مذهب معين فمثلا يبدأ الطالب بدراسة كتاب الفقه على مذهب معين وما أن ينتهى حتى يطلبه فى أخر وفى النهاية يجمع بينهم وهذا حال جميع طلاب العلم فالأهم كما قلت لك هو أن تتبعي منهج أهل السنة والجماعة الذى يمتد الى الرسول الكريم ويتصرف فى حدود ما أمر به وعليه جميع المذاهب .
ودعينى أنقل هذه الفتوى بهذا الخصوص من موقع طرق الإسلام وهو مصدر ثقه :
وكان السؤال عن الأختلافات الفقهية بين المذاهب فأجاب الشيخ بالتالي :
الإجابة
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد :
الناس أمام معرفة أحكام الشرع ثلاثة أنواع:
النوع الأول: عامي وهذا هو الذي سألت عنه صاحبة السؤال، وهو شخص لا طالب علم شرعي ولا عالم بل مجرد مسلم عادي لا علاقة له بالعلم الشرعي كعلم حتى ولو كان مثقف دينيا، إلا أنه لا علاقة له بالعلم فيبقى عامي. هذا العامي ليس له إلا أن يسأل العلماء، ولا علاقة له بمذهب معين بل يسأل العلماء كما : {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}. ولا علاقة لهذا النوع بالتقيد بأي مذهب أبدًا، بل مذهبه مذهب من يفتيه. وعليه أن ينظر إلى أعلم من يستطيع الوصول إليه سواء بالمقابلة وجها لوجه أو بالاتصال الهاتفي أوعبرالشبكةالعالمية "الانترنت" فينظر إلى أعلم من يستطيع الوصول إليه، وأيضا أتقاهم، فيسأله ولا يبالي بأي فتوى تخالف ما أفتاه به الأول مادام أنه لم يتتبع الرخص بل نظر إلى أعلم وأتقى الموجود وسأله .
النوع الثاني: طالب العلم، فهذا يتعلم العلم عن طريق الجلوس لأحد علماء الفقه فيدرسه مذهب معين من الأربعة ثم يتسع معه ليدرسه الفقه على المذاهب الأربعة ثم يتوسع وهكذا حتى ينتقل ليكون من النوع الثالث .
النوع الثالث: مجتهد فهذا يجتهد في الوصول إلى الحكم الشرعي وليس مقيد بمذهب معين .
والله أجل وأعلم.
..........................................
ومن كلام الشيخ تبين لك أصل قولنا فى المداخلة الأولى بأنه يجب على كل من قال أن مسلم أن يتبع ، فقبل ظهور الائمة لم يكن هناك مثل هذه المسميات ولا مثل هذه الإختيارات فقد كان الكل يقتفى اثر الرسول الكريم كما ظهر من معايشته لأصحابة فالإمام أبو حنيفة رضى الله عنه تابعى أى عاصر الصحابة وكان طالب علم فى مدرستهم وكذالك الأمام أحمد بن حنبل كان طالب تحت يد الإمام الشافعي ، هل أدركتى مدى التوافق بينهم فكل منهم كان يقتفى الأثر فأى المذاهب أخترت فهو على منهج أهل السنة والجماعة منهم ولك أن تعلمى ان الخلاف بينهم ليس بالبين فالخلاف فى الأمور الإجتهادية أما الثوابت فلا خلاف عليها ولو خالف فيها أعلم أهل الأرض فقوله مردود غير مقبول .
نأتى للنقطة الأولى وقد جعلتها الأخيرة لأنها لن تأخذ الكثير وهي كيف تجددين أيمانك ، وهذا الأمر ما أيسره فما عليك الا التوبة والقلوع عما أسلفت والرجوع الى الله تعالى
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون )} الزمر: 53 – 54 .
و ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) البقرة : 222 . وقال سبحانه( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ) التوبة 104 .
وهذا كل شئ
المفضلات