أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل " mego650" المُحترم
....... ....
ودفاعناانما عن ثبوت حديث سالم وليس عن رضاع الكبير كمصطلح لأن الراجح في المسألةأنها كانت حالة خاصة بسالم أو من له نفس حال سالم
. أخي الفاضل لماذا تُدافع عن ثبوت حديث سالم ، هل أنكرته أنا ، فالحديث ثابت والواقعه حدثت ، فهو الموضوع الذي طرحته للنقاش ، وأكدت إيماني بصحته ، وصحة وقوع هذه الحادثه والحدث ، ولكن النقاش حول فهم ما دار من حوار في هذه الحادثه .
.....
{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة233
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى }الطلاق6
فالرضاعه التي يتحدث عنها الله سُبحانه وتعالى هي رضاعة الطفل الرضيع والمولود الذي يعتمد على حليب من تُرضعه ، وذلك ضمن المُده المُحدده للرضاعه
وبعد أن سجل العلم الحديث الإعجاز الهائل في أمر الرضاعه التي وردت في كتاب الله وفي أحاديث نبيه الكريم ، في إمهاتكم من الرضاعه ، وأخواتكم وإخوانكم من الرضاعه ، وأنحُرمة الرضاعه التي سجلها هذا القُرآن العظيم ، وبالتالي سُجلت لهذا الدينالكريم ، وبعد أن رد أعداء هذا الدين على بعضهم البعض ، وللأسف أن من ردمنهم وفيهم ، عندما استهزءوا بالرضاعه في الإسلام ظناً منهم أن العمليه فقط عملية غذاء للطفل وسد حاجه و جوع .
وبينوا وفندوا من هُم أصحاب الإختصاص والأبحاث والتجارب منهم ، ما ادعاه أغبياءهم ، وبأن العمليه ليست كما يفهمون غذاء وسد جوع ونمو جسم ، ولكن العمليه توجد إخوه وأمومه فعليه ، بما يكتسبه الطفل من إكتساب للصفات الوراثيه والجينيه "DNA"وتلك البصمه الورائيه ، والأبحاث موجوده وموثقه ومُبهره ، ولذلك جاء قولُ رسولنا الأكرم لتأكيد هذا
.....
" بأنه لا تكفي المصه ولا المصتان "
....
وقصد رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم هو شبع الطفل من حليب من أرضعته ، حتى أوجد هذا الحليب تكوينات وراثيه جينيه في جسمه أكتسبها ممن أرضعته ، بالإضافه لوالدته إن كانت والدته تُرضعه .
سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول لعائشة : والله ! ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغنى عن الرضاعة. فقالت : لم ولكن الرضاع معناه التقام الثدي.
.......
أين هذا الكلام من كلام من أول تلك الواقعه وتلك الحادثه ، وأين المصه والمصتان من حادثة سالم
روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : -
(لا رضاع إلا ما أنشز العظم , وأنبت اللحم) رواه أبو داود.
وقوله صلى اللهُ عليه وسلم " فإنما الرَضاعةُ من المجاعه "
****************************
ولذلك فهل الكبير أو الكبار ومن ضمنهم سالم ينشز عندهم العظم ، وينبت اللحم ، وفيهم المجاعه ، حتى يكون لهم رضاعه
ولذلك جاء في قول جمهور الفقهاء ، بأنه لا يثبت التحريم برضاع الكبير وإنما الرضاع المعتبر ما كان في الحولين .
وقد روى الترمذي (1072) وابن ماجه (1936) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : -
( لَا يُحَرِّمُ مِنْ الرِّضَاعَةِ إِلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ فِي الثَّدْيِ ، وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ )
هل ما ورد سابقاً ينطبق على سالم
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الرَّضَاعَةَ لَا تُحَرِّمُ إِلَّا مَا كَانَ دُونَ الْحَوْلَيْنِ ، وَمَا كَانَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ الْكَامِلَيْنِ فَإِنَّهُ لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا . والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى البخاري رحمه الله (2453) ومسلم (1455) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : -
دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي رَجُلٌ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ . قَالَ : ( يَا عَائِشَةُ ، انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ ) .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " وَالْمَعْنَى : تَأَمَّلْن مَا وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ هَلْ هُوَ رَضَاع صَحِيح بِشَرْطِهِ : مِنْ وُقُوعه فِي زَمَن الرَّضَاعَة , وَمِقْدَار الِارْتِضَاع ، فَإِنَّ الْحُكْم الَّذِي يَنْشَأ مِنْ الرَّضَاع إِنَّمَا يَكُون إِذَا وَقَعَ الرَّضَاع الْمُشْتَرَط .
قَالَ الْمُهَلَّب : مَعْنَاهُ : اُنْظُرْنَ مَا سَبَب هَذِهِ الْأُخُوَّة , فَإِنَّ حُرْمَة الرَّضَاع إِنَّمَا هِيَ فِي الصِّغَر حَتَّى تَسُدّ الرَّضَاعَة الْمَجَاعَة .
قَوْله ( فَإِنَّمَا الرَّضَاعَة مِنْ الْمَجَاعَة ) فِيهِ تَعْلِيل الْبَاعِث عَلَى إِمْعَان النَّظَر وَالْفِكْر , لِأَنَّ الرَّضَاعَة تُثْبِت النَّسَب وَتَجْعَل الرَّضِيع مُحَرَّمًا . وَقَوْله " مِنْ الْمَجَاعَة " أَيْ الرَّضَاعَة الَّتِي تَثْبُت بِهَا الْحُرْمَة وَتَحِلّ بِهَا الْخَلْوَة هِيَ حَيْثُ يَكُون الرَّضِيع طِفْلًا لِسَدِّ اللَّبَن جَوْعَته , لِأَنَّ مَعِدَته ضَعِيفَة يَكْفِيهَا اللَّبَن ، وَيَنْبُت بِذَلِكَ لَحْمه فَيَصِير كَجُزْءٍ مِنْ الْمُرْضِعَة ، فَيَشْتَرِك فِي الْحُرْمَة مَعَ أَوْلَادهَا .
فَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا رَضَاعَة مُعْتَبَرَة إِلَّا الْمُغْنِيَة عَنْ الْمَجَاعَة ، أَوْ الْمُطْعِمَة مِنْ الْمَجَاعَة"
فهل أنطبق ما ورد سابقاً على سالم ، وهل كان سالم طفلاً ، وهل كان في فترة رضاعه ، وهل كان سالم في مجاعه ، أم أن في الأمر ما يؤكد أن أم سلمى قد أرضعته وهو طفل ، أو أنه خجلت من هذا الذي طرحته على رسول الله ، وأعتبرت من كلام رسول الله وكأنها أرضعته ، وبالتالي وكأنه إبنها .
ما جاء عن أبي عطية الوادعي قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : إنها كانت معي امرأتي فحُصر لبنها في ثديها فجعلت أمصه ثم أمجُّه فأتيت أبا موسى فسألته ، فقال : حرمت عليك . قال : فقام وقمنا معه حتى انتهى إلى أبي موسى فقال : ما أفتيت هذا ؟ فأخبره بالذي أفتاه فقال ابن مسعود ، وأخذ بيد الرجل : أرضيعاً ترى هذا ؟ إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم ، فقال أبو موسى : لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحَبْر بين أظهركم . رواه عبد الرزاق في المصنف (7/463 رقم13895) .
ورواه أبو داود (2059) عن ابن مسعود بلفظ : (لا رضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم . فقال أبو موسى : لا تسألونا وهذا الحَبْر فيكم )
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
هذا الحبر إبن مسعود رضي اللهُ عنهُ يفصل في الأمر ، بأنه لا رضاعة إلا للرضيع ، الذي تُسبب لهُ الرضاعه ما ينبت لحمه ودمه ، أو يشد بالرضاعه عظمه وينبت لحمه .
....... وأخيراًفنُرحب بأخينا في الله " الصارم الصقيل " حيث لم نرى مُداخلته الطيبه إلاهذه اللحظه ، ونستأذن أخانا في الله " ميغو 650 " بالتوضيح بشأنها وهي قوله .
......
ما وجه رفض الحديث من جهة الدلالة و الثبوت؟
......
أخي القاضل الصارم الصقيل وكأنك لم تُتابع ما طرحناه ، أين ورد رفضي للحديث وللواقعه والحدث الوارد ، من ناحية الثبوت ، أما الدلاله فهذه تٌفهم من الواقعه ومن سابقاتها ومُجرياتها ، ووما ورد في كتاب الله لتحليلها وإخضاعها لهُ ، ومما ورد عن نبينا الأكرم وخضوعها لنصوص قطعية الثبوت والدلاله .
................
عمر المناصير.......................... 10 شوال 1431 هجريه
المفضلات