زاد الله من علمك يا اخىبارك الله فيكم اخت ايمان هندسة
واستكمالا للموضوع حتى لا يأتى من يحتج علينا بقول من وثق الواقدى من امثال الجاهل البابلى الذى احتج بمن وثقوه
قال الحافظ يرد على مغلطاي : (( وقد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه ووثقه ، وسكت عن ذكر من وهاه واتهمه ، وهم أكثر عددا وأشد إتقانا ، وأقوى معرفة به من الأولين . ومن جملة ما قواه به : أن الشافعي روى عنه . وقد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه . ولا يقال : فكيف روى عنه ؟! لأنا نقول : رواية العدل ليست بمجردها توثيقا ، فقد روى أبو حنيفة عن جابر الجعفي ، وثبت عنه أنه قال : ما رأيت اكذب منه )) أ ه .
ومع وضوح كلام الحافظ وقوته ، فقد رد عليه التهانوي الحنفي في (( قواعده )) ( 347 - 35. ) فقال : (( هذا ، ولم يتعصب مغلطاي للواقدي بل استعمل الإنصاف !! فان الصحيح في أمر الواقدي التوثيق !! . قال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في (( الإمام )) : جمع شيخنا أبو الفتح الحافظ في أول كتابه : (( المغازي والسير )) أقوال من ضعفه ، ومن وثقه ، ورجح توثيقه ، وذكر الأجوبة عما قيل . وهذا يردُّ على النووي والذهبي قولهما : الواقدي ضعيف باتفاقهم أو : استقر الإجماع على وهنه . وأين الإجماع من الاختلاف في ترجيح توثيقه وتضعيفه ؟! )) . أ ه .
= لكن من المعلوم لدى كل من لديه علم بهذا العلم اى الجرح والتعديل ان الجرح مقدم على التعديل إن كان مفسرا ، وجرح الواقدي مفسر وظاهر ، فقد كذبه أحمد بن حنبل ، والشافعي ، والنسائي ، وابن المدني ، وأبو داود ، ومحمد بن بشار .
واتهمه أبو حاتم ، وابن راهويه بالوضع وكذا الساجي . وتركه أحمد ، وابن المبارك ، وابن نمير ، وإسماعيل بن زكريا ، والبخاري ، وأبو زرعة والعقيلي والدولابي وغيرهم .
وهذا هو الذي حدا بالنووي أن يقول : (( الواقدي ضعيف باتفاقهم )) .
والمقصود من عبارته باتفاق النقاد العارفين ، لأن الذين وثقوه لا يرقون في النقد إلى مستوى الجارحين.
فمن قيل فيه هذا كيف يقال : الراجح فيه التوثيق ؟!! أو : هو حسن الحديث عندنا !!
وقد قال الكوثري - وهو حنفي جلد - في (( مقالاته )) ( 41- 44) بعد ذكر حديث : (( اتقوا خضراء الدمن - . )) قال : (( انفرد به من كذبه جمهرة أئمة النقد بخط عريض . فقال النسائي : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة : الواقدي بالمدينة .. وقال البخاري : قال أحمد : كذاب - .. ثم قال : وجرح هؤلاء مفسر ، لا يحتمل أن يحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل الوهم كما ترى ، وإنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث الصناعة الحديثية هو انفراد الكذاب ، أو المتهم بالكذاب ، أو الفاحش الخطأ ، لا النظر إلى ما في نفس الأمر ، لأنه غيب ، فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال الرجال . واحتمال أن يصدق الكذاب في هذه الرواية مثلاً ، احتمال لم ينشأ من دليل ، فيكون وهما منبوذاً .. )) . أ ه .
قال الذهبي في (( السير )) ( 9/ 469) : (( وقد تقرر أن الواقدي ضعيف ، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج ، وأما في الفرائض ، فلا ينبغي أن يذكر . فهذه الكتب الستة ، ومسند أحمد ، وعامة من جمع في الأحكام ، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء ، بل ومتروكين ، ومع هذا لا يخرجون لمحمد ابن عمر شيئاً . مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه ويروي ، لأني لا أتهمه بالوضع . وقول من أهدره ، وفيه مجازفة من بعض الوجوه ، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه ، كيزيد ، وأبي عبيد ، والصاغاني ، والحربي ، ومعن ، وتمام ، عشرة محدثين ، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة وأن حديثه في عداد الواهي ، رحمه الله )) . أ ه .
وقول الذهبي - رحمه الله - : (( ... مع ضعفه يكتب حديثه ويروي .... الخ )) فيه نظر ، ولعل الدافع إلى هذا القول هو أن الواقدي كان واسع العلم في المغازي كما صرح الذهبي في مطلع كلامه ، فيحتاج إليه . ولكن كلام أئمة النقد لا يساعد عليه . ثم كيف يكتب حديث الواقدي مع ضعفه = =الشديد ؟! والحاصل أنه لا يُحتج به إذا انفرد ، ولا يصلح أيضاً في الشواهد ولا المتابعات . فعلى أي أساس يكتب حديثه ؟!
إلا أن يقال : يكتب حديثه على سبيل التعجب !!
وزعم الشيخ عبد الغني عبد الخالق في تعليقه على (( مناقب الشافعي )) لابن أبي حاتم ( 2/ 220) : (( أن الإجماع استقر على وهن الواقدي كما قال الذهبي ، ولكن في غير السير والمغازي ، فهو فيها ثقة بالإجماع)) !!
نعم قال الذهبي في (( السير )) ( 9/454 - 455 ) : (( وجمع فأوعى ، وخلط الغث بالسمين ، والخرز بالدر الثمين ، فاطرحوه لذلك ، ومع هذا فلا يستغني عنه في المغازي ، وأيام الصحابة وأخبارهم )) .
فكلام الذهبي هذا فسره هو فيما نقلته عنه سابقاً وهو قوله : (( نورد آثاره من غير احتجاج )) .
والله معلومات رائعة
جوزيت خيرا
المفضلات