و الآن نستعرض أقوال الآباء الأولين في عصمة العذراء
و تنزيهها عن الخطيئة الأصلية
العلامة العظيم القديس أوريجانوس وقد قال في كتاب (موسوعة الآباء اليونانيين MG مجلد 13 عمود 1815 ) :
( إن تحية الملاك السلام عليك يا ممتلئة نعمة وفي النص الأصلي اليوناني "المكونة بالنعمة " لا تليق إلا بمريم دون سواها ,لأنها ما تدنست أبداً من لدغة الحية المسممة )
القديس أمبروسيوس (في تفسيره للمزمور 118 العظة 22) :
عندما هاجم البعض من البروتستانت موضوع بتولية العذراء قد قامت الكنيسة وقد دافع عن السيدة مريم القديس أمبروسيوس وقال ( إنها _أي العذراء مريم_ بمفعول النعمة ,كانت طاهرة ونقية من كل دنس وخطيئة).
القديس أغسطينوس ( كتاب مريم العذراء وقضايا العصر للمطران عبده خليفة صفحة 184 . وأيضا كتاب خلاصة اللاهوت المريمي ص 77 ) وقد قال :
( إن والدة السيد المسيح قد استمرت عذراء لا في جسدها وحسب بل وفي روحها أيضاً فإنها وإن كانت اشتركت مع الجنس البشري بالولادة إلا أنها لم تشترك معهم في الخطيئة)
وقد قال أيضاً القديس أغسطينوس في كتابه (الطبيعة للقديس أغسطينوس فصل 36 .) الآتي :
(على البشر أن يعرفوا أنفسهم بأنهم خطاةباستثناء العذراء مريمالتي هي أبعد من أن يدور الكلام عليها في موضوع الخطيئة بسبب شرف المسيح)
الأسعد هبة الله أبو الفرج بن العسال و نقل عنه كتاب ( السنية في الميامر والعجائب المريمية طبعة س 27 صفحة 8 للقمص عبد المسيح سليمان اللآلي .وأيضا راجع ميخائيل شحاتة :مريم العذراء القاهرة سنة 1934 ص 47-50 ) وقال :
(وقضت العذراء مريم هذه المدة في عواطف روحية ومعجزات إلهية . في هذه الأضواء الروحانية في هذا التدرج من القداسة كان الله يقودها لمجد الأمومة الإلهية)
القديس إيدلفونسيوس وقد قال في عظمة مريم( في عظته عن مريم نقلاً عن كتاب (مريم المنزهة عن الخطيئة الأصلية ) للقمص باسيلي فانوس صفحة 37 )الأتي :
( إن الطوباوية مريم قد وجدت بريئة من وصمة الخطيئة الأصلية فقد نبتت كفرع مقدس ونجت من جرثومة الطبيعة البشرية الفاسدة لأن إبن الله سبق فاختارها من بين سائر الأجيال لتكون أما له وصانها بريئة من العيوب ومعصومة من كل خطيئة )
القديس فوتيوس( كتاب مريم العذراء وقضايا العصر للمطران عبده خليفة صفحة 56 ) وهو يقول :
( تقدست مريم تمام القداسة من أحشاء أمها , لتكون هيكلاً حياً لربها)
القديس يوستينوس ( موسوعة الآباء اليونانيين MG مجلد 6 العمود رقم 710 )الذي قُتل في روما في القرن الثاني وقد قال :
( إن الذي صار إنساناً من عذراء بتول اختار لذاته أن يسلك الطريق الذي سلكه في بدء الخليقة " أي أن يولد من عذراء بلا خطيئة ليحررنا من الخطيئة)
القديس أمبروزيوس أسقف ميلان (374 ـ 397) (تفسيره للمزمور 118 عدد 14 ) وقد قال :
(" إن مريم العذراء كانت على الدوام رهناً للمسيح وخاصته حتى وهي في أحشاء أمها " فهي إذن نقية بالنعمة بريئة من كل خطيئة)
القديس سابا (439-532) يخاطب العذراء قائلاً (كتاب مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية للقمص باسيلي فانوس صفحة 78 ) :
( أنت التي لم تعرفي الخطيئة أبداً أنت رجائي وليس أحد غيرك منزهٌ ً عن الدنس أنت البريئة من كل خطيئة )
القديس ديونيسيوس البطريرك الإسكندري سنة 265م (راجع رسالته إلى بولس السمسياطي وأجوبته على أسئلته العشر) وهو يقول :
(واحدة وحيدة هي العذراء إبنة الحياة على خلاف بقية الأنفس اللائي يولدن بالخطيئة للموت فإنها منزل لم تصنعه الأيدي البشرية)
القديس كيرلس الأورشليمي وهو يتكلم عن المسيح وتجسده
( أقدم النصوص المسيحية ,سلسلة النصوص الليتورجية , الجزء الثاني ,عظات القديس كيرلس الأورشيمي ,تعريب الآب جزرج نصور سنة 1982,العظة الثانية عشر ,فقرة 25 الميلاد العذري صفحة 201 )يقول :
(في الواقع كان ملائماً للطاهر ومعلم الطهارة أن يخرج من أخدار طاهرة )
القديس يوحنا ذهبي الفم
وهو يتكلم عن تجسد الكلمة في مريم النقية والتي طردت الموت(الخطيئة الأصلية) منذ كانت في أحشاء أمها وقد قال (راجع كتاب الدفنار اليوم الحادي والعشرين من شهر توت المبارك طبعة القس دوماديوس البراموسي بإذن البابا كيرلس الخامس سنة 1922 .وراجع ايضاً البوق الإنجيلي للروم الأرثوذكس الجزء الثاني صفحة 234 ) الآتي:
( إذهب إلى السماء الجديدة التي على بسيطة الأرض
إمض إلى المسكن النقي المستحق لحلول كلمتي .....
ويخاطب العذراء قائلاً : إفرحي يا من طردت الموت(الموت هنا المقصود به هو الخطيئة الأصلية أي أن مريم طردت الخطيئة الأصلية وهي في جسد أمها أي منزهة عنها) إلى العمق منذ كانت في أحشاء أمها . . القريبة من اللاهوت الأزلي والثالوث العنصري ,الفائفة العلو على المواكب الشاروبيمية , العالية السمو على الصفوف الساروفيمية)أ هــ .
القديس كيرلس الاسكندري مدافعاً عن مريم ( العدد السادس من أعمال المجمع الأفسسي . او كتاب مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية صفحة 83 . ) يقول :
( إننا جميعاً نُولد بالخطيئة الأصلية ونأتي إلى العالم حاملين هذا العار الذي ورثناه عن أبينا آدم ماعدا العذراء القديسة التي جاءت لنا بالإله المتجسد )
القديس بروكليوس تلميذ يوحنا ذهبي الفم يقول الآتي :
(إن نفسها بريئة من كل دنس الخطيئة )( راجع عظته السادسة عن العذراء عدد 1,16,17 . وايضا موسوعة الآباء اليونانيين MG مجلد65 عمود 751,75)
ثم يكمل كلامه عن يوسف قائلاً ( لم يكن يوسف ليذكر أن مريم التي صنعت من تربة طاهرة كانت معُدة لأن تصير هيكلاً لله فهي التي سوف يتجسد منها آدم الثاني)
( العدد السادس من أعمال المجمع الأفسسي . او كتاب مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية صفحة 83 )
القديس ثيودوسيوس أسقف مدينة أنقرة 430م يقول( موسوعة الآباء الشرقيين MG مجلد 19 صفحة 329_331) :
( لقد إختار لنا الله عوضاً عن حواء التي صارت أداة موت عذراء ممتلئة نعمة نالت حظوة في عينيه لترد لنا الحياة عذراء صُنعت بطبيعة المرأة ولكن بدون خطيئة المرأة عذراء طاهرة بريئة من كل عيب كاملة الطهر منزهة عن كل خطيئة قديسة نفساً وجسداً )
القديس أبيفانيوس (القرن الخامس) أسقف مدينة كونستانسيا في جزيرة قبرص ( موسوعة الآباء اليونانيينMG مجلد 42 عمود 728 ) :
( إن آدم الأول خُلق وجُبل من أرض طاهرة لذا كان يجب على آدم الثاني أن يولد من عذراء طاهرة بريئة من كل عيب ثم يقابل بين الأرض والعذراء فكلاهما طاهرين نقيين وكما كانت الأرض طاهرة قبل أن تتدنس بخطيئة آدم كذلك فإن مريم لم تخضع للعنة الإلهية لأنها تسمو على جميع الخلائق وتتنزه من كل عيب)
لعلامة يوحنا الموصلي وهو في أوائل القرن الثالث عشر يقول (كتاب المرشد الروحي للعلامة يوحنا الموصلي صفحة 252,257) :
(من يستطيع أن يتخيل في عقله أو يصف بلسانه الطاهرة العفيفة البارة العذراء الدائمة البتولية التي تبررت منذ الحبل بها وتقدست منذ كانت في البطن)
ننتقل الآن لأقوال الآباء المعاصرين في عصمة العذراء
و تنزيهها عن الخطيئة الأصلية
كتاب خلاصة اللاهوت المريمي ( خلاصة اللاهوت المريمي للأب أوغسطين دوبرة لاتور .صفحة 82 ) يشهد بتنزيه مريم من الخطيئة الأصلية :
وكما رأينا آباء الكنيسة الأولى وبعضاً من المعاصرين يشهدون بتنزيه العذراء مريم من الخطيئة الأصلية
وعصمتها ويرد على من يدعي غير ذلك ..
القمص باسيلي فانوس يؤكد الإيمان( كتاب مريم المنزهة عن الخطيئة الأصلية . للقمص باسيلي فانوس صفحة 13 ) :
يرد على من قال بأن مريم وُلدت من أب وأم وقد ورثت الخطيئة الأصلية
القديس مار يعقوب السروجي المتوفي سنة521 إيمانه أن مريم طاهرة من كل دنس مثل حواء
وهذا القديس هو قديس أرثوذكسي ترجع إليه الكنيسة في كثير من كتاباته وهو يقول في السيدة مريم الآتي ( كتاب ميامر عن والدة الإله. صفحة 22 .تعليق ومراجعة القمص تادرس يعقوب ملطي . تعريب /ناهد فؤاد ) :
بغض النظر عن محاولة القمص تادرس يعقوب ملطي لتبرير كلام القديس و لكن كلامه واضحاً جداً فهو يقول مريم مثل حواء وآدم قبل خطيئتهما وقبل أن تأكل من الشجرة المملوءة بالموت و قبل أن تتكلم مع الحية و هذا معناه أن العذراء مثل حواء قبل الخطيئة الأصلية و هل كانت حواء قبل الخطيئة بخطية جدية ؟؟
وبدراسة ونظرة سريعة على بعض أقوال الآباء الذين لهم قدرهم في التقليد .
وبدراسة كتب الدارسين والباحثين المسيحيين والقساوسة .
يؤكدوا جميعاً أن مريم منزهة عن الخطيئة الأصلية .
نتأكد أن مريم في إيمان الكتاب المقدس وإيمان الآباء والقساوسة والعلماء منزهة عن الخطيئة الأصلية بحسب مفهوم الإيمان المسيحي .
وبالرغم من إيمان المسيحيين بأن المعصوم فقط هو الله وأن المنزهة عن الخطيئة الأصلية هو المسيح فقط نجد أن مريم قد اتصفت بهاتين الصفتين في المسيحية .
وبما أن الكاثوليك يقولون على مريم أنها منزهة عن الخطيئة الأصلية وأنها معصومة فإن البعض يهاجم الكاثوليك لهذا السبب مدّعين بأن أتباع هذه الطائفة تعبد مريموبما أن إثبات هذه العقيدة موجود في الإيمان المسيحي بأكملهِ من حيث التقليد الذي توارثه الآباء فنجد أن صفات الألوهية من منظور مسيحي تنطبق على السيدة مريم مثلها مثل المسيح
فإذا كانت صفات المسيح تجعله إلهاً إذن مريم إله ..!
يتبع بإذن الله
المفضلات