أخي قاصف تعقيب بسيط أردت بيانه
نقلي لكلام الشيخ الفوزان لم يكن من باب ترجيح رأي على أخر بل لأبين لك أن العلماء يعتبرون هذه المسألة من المسائل الخلافية و إن كان رأي الجمهور على عدم فناء النار و تقرير أن المسألة خلافية ليس للشيخ الفوزان فقط فقد سبقه العلاّمة ابن أبي العز الحنفي في شرحه على الطحاوية ، و أما استغرابك لكلام الفوزان فليس في محله فهو يعلم تماماً أن بعض العلماء قد قال بفناء النار فقط لا فناء الجنة و النار كما استنكرت و نقلت عن الإمام ابن حزم بقولك ((حسب علمي المتواضع أستغرب كلام العلامة الفوزان لقول إبن حزم رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ). ))
فهناك فرق كبير بين المسألتين فقول الجهمية بفناء الجنة و النار مرده المنع لحوادث لا أول لها في الماضي و حوادث لا انتهاء لها في المستقبل و الذي يترتب عليه نفي الصفات الفعلية الإختيارية لله .
أما القول بفناء النار فقط و الذي ذهب إليه بعض العلماء كالإمام ابن القيّم فهو يُنسب للسلف بعكس قول الجهم الذي لا سلف له كما أن هذا الرأي نشأ لتعلّقه بصفات الله تعالى حيث أن صفة الرحمة ملازمة لذات الله تعالى مما يترتب عليه دوام الجنة و لكن صفة الغضب صفة فعلية إختيارية و ليست صفة ذاتية و هذا يترتب عليه فناء النار لأن دوامها يلزم منه دوام صفة الغضب بحيث تصبح صفة ذاتية و هذا ما وضّحه الإمام ابن القيم في صواعقه المرسلة فراجعه غير مأمور .
هذا ما أحببت توضيحه مع التأكيد على أنني سأتابع الحوار بينكما للاستفادة و التعلم .
المفضلات