المتأمل لأسلوب (وليد الحسيني) في الطرح، يلحظ أنَّه يلبس الحقَّ بالباطل؛ لعلَّ وعسى أن يصمد خطله وتهافته أمام النقاش العلمي الرصين، فبعد استخفافه بالمؤمنين لإيمانهم لا لشيء آخر، تجده يملي مغالطات، متناسيًا أنَّ للقارئ عقلا كفيلا في إدراك الغث من السمين، ولعله بقي سادرا في غيه بغياب أسلوب يكشف أسلوبه، وهذه هي سياستي في دحض باطله، وكشف خطله.
فالقوانين الطبيعية (الفيزيائية) حسب زعمه:" وصف بشري للظواهر الكونية والطبيعية". فما دخل الوصف البشري للظواهر بكيفية حدوث الظواهر؟ الوصف البشري ليس هو القانون، بل طريقة حدوث الظواهر هو القانون. وعليه: فقانون الطبيعة:" هو جعل المادة في نسبة معينة أو وضع معين".
وأضرب مثلا للتوضيح: مبدأ عمل السيارة يتمثل بالقانون الذي بحسبه تشغل السيارة، أي بالكيفية، وهي: خطوات يقوم بها المرء من شأنها تشغيل السيارة. ومثالك عن الصحفي غير منطبق على الواقع، فلا دخل له بالموضوع!
الظواهر الكونية والطبيعية تحدث وفق أسس وقواعد_ وهي القوانين _؛ فالماء يغلي عند درجة حرارة 100، إذن: درجة غليان الماء هي 100، وهذا قانون غليان الماء، فما دخل الوصف البشري؟ وسؤال آخر: كون الماء لا يغلي إلا عند درجة 100، هو قانون، والغليان لا يحصل إلا به، فهل يستطيع الماء أن يغلي عند درجة 30، وهل تستطيع درجة حرارة 30 غلي الماء؟ الجواب: قطعا لا. إذن: هذا قانون مفروض على الماء والحرارة، أي على المادة، فمن فرضه؟
إذن، كون الماء يغلي هو سلوك للماء؛ لأنه خاصية من خواصه، ولكن كونه يغلي عند درجة حرارة معينة ليس سلوكا للماء؛ لأنه لا يملك تغييره، ولا يملك التخلف عنه، أي: لا يغلي الماء تحت درجة أقل من 100، ولا يتوقف عن الغلي إذا بلغت حرارته درجة 100، وهذا كاف لإثبات أن غلي الماء خاضع لقانون أوجده من جعل للماء خاصية الغليان. فتأمل.
المفضلات