الإضــــــــاءه الســــابعة:
يحبها الله ويحب من يحبها
" وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر "
الكلام الخفي
" وأخفى "
من السر ، الذي في القلب ، ولم ينطق به ، أو السر : ما خطر على القلب
" وأخفى "
: ما لم يخطر ، يعلم تعالى أنه يخطرفي وقته ، وعلى صفته . المعنى : أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء ، دقيقها ، وجليها ، خفيها ، وظاهرها ، فسواء جهرت بقولك أو أسررته ، فالكل سواء ، بالنسبة لعلمه تعالى . فلما قرر كماله المطلق ، بعموم خلقه ، وعموم أمره ونهيه ، وعموم رحمته ، وسعة عظمته ، وعلوه على عرشه ، وعموم ملكه ، وعموم علمه ، نتج من ذلك ، أنه المستحق للعبادة ، وأن عبادته هي الحق التي يوجبها الشرع ، والعقل ، والفطرة . وعبادة غيره باطلة ، فقال :
" الله لا إله إلا هو "
أي : لا معبود بحق ، ولا مألوه بالحب والذل ، والخوف والرجاء ، والمحبة والإنابة والدعاء ، إلا هو .
" له الأسماء الحسنى "
أي : له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى ، من حسنها ، أنها كلها ، أسماء دالة على المدح ، فليس فيها ، اسم لا يدل على المدح والحمد ، ومن حسنها ، أنها ليست أعلاما محضة ، وإنما هي أسماء وأوصاف . ومن حسنها ، أنها دالة على الصفات الكاملة ، وأن له من كل صفة ، أكملها ، وأعمها ، وأجلها ، ومن حسنها ، أنه أمر العباد أن يدعوه بها ، لأنها وسيلة مقربة إليه ، يحبها ، ويحب من يحبها ، ويحب من يحفظها ، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها ، :
" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "
ابن السعدي
المفضلات