بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال جيد أختي دانة يدل على متابعتك الجيدة للموضوع ، وقد أجابب الأخ جزائري مسلم فأحس جواباً .
ملاحظة : لست بالشيخ يا أخي الكريم وإنما طالب علم لا أكثر .
لا يُفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الترتيب وخصوصاً أن هناك احاديث صحيحة أتت بالآيات على غير هذا الترتيب ، ولكن التتابع في سرد القة يُفهم من الحديث الثاني الذي بينا فيه أن خروجهم يأتي بعد نزول المسيح عليه السلام .
قصة يأجوج ومأجوج كالتالي :
هما أمتان لا نعرف سماتهم ولا مكانهم من نسل نوح عليه السلام كانوا يُغيرون على قوم من البشر بهمجية لا مثيل لها بكثرتهم وقوتهم فيعثون فيهم فساداً ويلحقون بهم الضرر الكبير ، وعندما وصل ذو القرنين إلى هؤلاء القوم المتضررون من أذى يأجوج ومأجوج وجدهم لا يكادون يفقهون قولاً ، وهذا يفيدنا أنهم كانوا في منأى عن الناس فلا يعرفون من اللغة إلا ما فهمهم به ذو القرنين ، فعند رؤيتهم لذو القنرين طلبوا منه أن يبني لهم سداً يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج على أن يجعلوا له خرجاً على ذلك أي مالاً وما إلى ذلك ، ولكن ذو القرنين - ولا نعرف إن كان نبياً أم رجلاً صالحاً ولكنه جال الأرض طولاً وعرضاً ومكنه الله فيها - أجابهم أنه لا يريد منهم ذلك قائلاً " قَالَ مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ " وقد أرجع الفضل إلى الله وطلب منهم العون ولم يكن العون مالاً كي لا يناقض نص الآية ولكن كان جهداً .. كأن يكون هو المهندس المشرف على المشروع ويحتاج إلى العمالة لذلك - ولا نعلم سبب طلب ذو القرنين هذا منهم هل لكونه أراد أن يبنوا السد بأنفسهم أم لسبب آخر والله أعلم - " فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا " والردم يختلف عن السد فالردم محكم ليس فيه منافذ مطلقاً وهو أشد لكونه متراكماً فوق بعضه البعض أما السد فقد يكون فيه نوافذ أو سهاريج أو خلاف ذلك
كيفية بناء السد
إن المنفذ الذي يأتون منه يأجوج ومأجوج هو مكان محصور بين سدين ولهذا طلب ذو القرنين أن يأتوا بقطع الحديد الضخمة ويضعوها بين السدين ردماً فوق بعضها البعض حتى وصل إرتفاعها إرتفاع الصدفين " آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ " وبعد ذلك أشعل تحته ناراً وقال انفخوا حتى ينصهر الحديد بعضه فوق بعض فيتلاحكم ثم أذاب النحاس وأفرغه على الحديد المتلاحم فأصبح ملساً صلباً صلداً " قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا " .
عودة يأجوج ومأجوج بعد أن حال الردم بينهم وبين البشر
عند عودة يأجوج ومأجوج وجدوا الرد قد أحال بينهم وبين غزوهم فأخذوا يحاولوا اختراق هذا السد بطريقتين .. الأولى أن يظهروه أي يعتلوه وينزلون من الجهة الأخرى فما اسطاعوا ذلك فجربوا الطريقة الثانية وهي النقب وما استطاعوا أيضاً ذلك ..
إعجاز قرآنية في قوله تعالى" فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " نشير إليه
من البديهي أن اعتلاء الردم والنزول من الجهة الثانية أسهل وأسرع من نقب الردم والخروج منه ولهذا جاء اللفظ القرآن " اسْطَاعُوا" من غير تاء لبيان أن الأمر أسرع وأسهل وجاء اللفظ " اسْتَطَاعُوا " مع النقب لأنه أبطئ وأصعب .
أما عن تصرفهم بعد ذلك فيخبرنا الحدث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه أبو هريرة رضي الله عنه
" إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فسنحفره غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع عليها الدم الذي اجفظ فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم " صحيح بن ماجة .
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الحسن البصري رضي الله عنه وذُكر في تفسير الطبري
" بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة العسرة ، ومعه أصحابه بعد ما شارف المدينة قرأ : ?يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها? . . . الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون أي يوم ذاكم ؟ قيل : الله ورسوله أعلم ، فذكر نحوه ، إلا أنه زاد : وإنه لم يكن رسولان ، إلا كان بينهما فترة من الجاهلية ، فهم أهل النار ، وإنكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الأرض ، إلا كثروهم ، وهم يأجوج ومأجوج ، وهم أهل النار ، وتكمل العدة من المنافقين "
فهاتين الأمتين كلهم في النار والله أعلم .
أما عن نهايتهم فيمكن معرفتها من الحديث المروي في المداخلة رقم 13
س : هل جاء وعد ربي وخرج يأجوج ومأجوج أم لا ؟
ج: لقد دلت الأحاديث الصحيحة ان يأجوج ومأجوج لم يخرجوا بعد ولن يخرحوا قبل نزول عيسى عليه السلام وان خروجهم من علامات الساعة الكبرى وتدل بعض الإشارات أيضاً على ذلك ومنها ..
في الحديث الصحيح الذي رواه النواس بن سمعان الكلابي
" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين " صحيح بن ماجة
فهل حدث ذلك ؟
عند خروجهم يعثون في الأرض الفساد فما الذي يمنعهم الآن ؟
عند خروجهم يشربون بحيرة طبرية ولم تحدث هذه قط حتى في هجوم التتار لعتهم الله
إنتهى بحمد الله وفضله ..
إن كان هناك أسئلة تدور في رأس القارئ فيسرنا مشاركتكم أفكاركم
حياكم الله
حقوق النشر محفوظة لكل مسلم حتى دون ذكر المصدر
ذو الفقار
المفضلات