أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
...........
الأخ الفاضل " أبو السعود محمود " المُحترم
...............
جزاك الله خير على هذا المجهود الطيب منك ، وعلى هذه العقلانيه ، فنحنُ مُتفقون بإذن الله على نسبه عاليه مما طرحته .
.........
نشكرك على تصغيرك لكلمة " كبير " وهي تستحق أن تُصغر بل وتُصغر أكثر وأكثر بجانب كلمة رضاعة، لأنه عنوان مُخجل ومُزري ، ولأنه لا وجود لهُ ولا عنوان في قاموس هذا الإسلام العظيم ، لأنه لا رضاعة لكبير ، عُلماء الخصوم يدرسون ويبحثون ، ويكتشفون الإعجاز الهائل بما ورد في كتاب الله وأحاديث رسوله الأكرم بهذا الخصوص ، ونحنُ نتجادل حول رضاعة....
........
لكن صدقني أخي الفاضل ، أنه تم صُنع من الحبه قُبه ، وتم فهم هذه الحادثه على غير ما رمى إليه رسولُنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم ، وعلى غير ما فهمتها سهله وعلى غير ما فهمها أبو حُذيفه وعلى غير ما فهمها من حضروا الواقعه ، وعلى غير ما فهمها الصحب الأخيار الأطهار ، ولذلك كانت إستشهاداتك حقائق تؤكد ذلك ، وبعد ذلك وبعد رحيل رسولنا للرفيق الأعلى فُهم الأمر على غير محله ، وظن من ظن وتوقع من توقع وتخيل من تخيل ، وحاول التطبيق من حاول...ممكن....يجوز....ربما.....لعله.. ، ومن توقع ذلك المسعط وتخيل ذلك الإناء.....
.......
ولا ندري بأي زمن حيكت تلك المؤامره على أُمنا الطاهره بذلك الذي أُلصق بها ، والذي لا مثيل لهُ إلا حديث الإفك
..........
فعندما ينطق رسولنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم كلمتان فقط " صوموا تصحوا " فهاتان الكلمتان من رسول الله تحتاج إلى كُتب لشرحها وبيانها وبيان ما ورد فيهما من إعجاز .
.....
فالإبتسامه تُغني عن كلام كثير ، فكيف إذا كانت هذه الإبتسامه من رسول الله ، وكيف إذا ضحك وما يضحك رسولنا الأكرم من قليل ، والعرب أهل فهم وذكاء وفطنه ولماحون ، واللبيبُ من الإشارةِ يفهمُ ، ولا زال العرب يحملون نفس الطبائع ، ويفهون على بعضهم البعض بمثل تلك الإشارات والإختصارات ، ولا يقدر على فهم ذلك إلا صاحب العقل الغليظ ، وهُم كُثرٌ هذه الأيام .
........
أخي الكريم سأضرب لك مثلاً حتى نصل إلى نقطه مُشتركه
....
نفرض أن لأحد الأشخاص إبن يجلب لوالده المشاكل مع المجاورين وفي الشارع وفي المدرسه ، واينما ذهب ، ويأتيه من المُتضررين الأول والثاني والثالث يشكون منه ، ويحل المُشكله خلف المُشكله ، سيصل إلى مرحله اليأس من كُثر مشاكل هذا الولد ، وقد يأتيه شخص كررالمُشكله مع إبنه لأكثر من مره ، فيأتي هذا الرجل يستشيط غضباً ويُهدد ويقول سأقتل إبنك الهامل وأُخلصك منهُ .
.......
فهو سيرد عليه ليُخفف من غضبه وليأسه من هذا الولد ، فيكون رده " يا أخي روح إذبحه أو أقتله وأرحنا وخلصنا منهُ " هل يُعني ذلك أن والد هذا الولد جاد في ما قاله ، وأن ذلك الرجل سيفهم الأمر كما قال لهُ والد الولد ، لن يحدث هذا .
........
فوالد الولد تكلم بهذا لتطييب خاطر هذا الرجل الغاضب ، وليوصل لهُ رسالة عجزه عن هذا الولد وأنه ضد ما يتصرف به إبنه ، وليُعذره عن تصرفات هذا الولد ، لدرجة أنه ربما يتمنى لهُ الموت من كُثر ما جلب لهُ من مشاكل ، والتمني لن يكون حقيقي ، لأنه لا والد يتمنى لإبنه الموت مهما كان ، وذلك الرجل سيتفهم الأمر ويحس بمُعاناة هذا الرجل مع ولده ، ويفهم رسالة هذا الرجل ، ولربما إذا كان يود رفع شكوى يعدل عن ذلك الأمر لأجل قولته هذه لهُ .
****************
يا أخي الكريم سهله جاءت تطرح أمر غير منطقي وغير مقبول بناءً على ظن ، هي تظن ، وفي روايه ترى أن في وجه أبي حُذيفه ، وبالتالي الموضوع قائم على ظن وتوقع ، وأبي حُذيفه لم يبدر منهُ شيء ، وعلى أقصى ما يمكن هي ترى في وجهه ، ومثل هذه الأمور لا يُبنى عليها وقائع وحلول .
.......
فرسولنا الأكرم يعلم الأمر كُله وفهم ما هو في نفس سهله ، واستغرب الأمر كُله ، ولنتحدث بلغةٍ سهله ، ولا يُحسب الكلام عليهم ، ولكن علينا لنفهم تلك الواقعه .
.......
فالرسول صلى الهُ عليه وسلم يعلم أنها ربت سالم وهو كإبن لها ، وأبو حُذيفه كذلك الأمر ، ولا عُلاقة لهذه الحادثه بالتبني ، وبالتالي حتى لو سالم إبتعد عنهم ، فدخوله عليهم في أي وقت هو كدخول الإبن على أهله وأُمه وابيه ، لأن حالة سالم لا يندرج عليها التبني ، فهو تربى كإبن لهم وهُم عاملوه كولد لهم .
........
وكُل ما في الأمر أن الرسول الكريم تبسم من إستغرابه لما طرحته سهله بعد كُل هذا الوقت من وجود سالم بينهم ، فكان رده أرضعيه ، بمعنى شو رأيك لو تُرضعيه ، وهي لم تفهم جيداً ما الذي عناه النبي صلى اللهُ عليه وسلم للوهلة الأُولى ، فكان ردها إنه رجل وشاب أو كبير ، فكان إستغرابه أكثر هذه المره ، فقال لها " ما دام أنك تعرفين أنه رجل كبير وشاب ، كيف صدقت أنني أطلب منك فعلاً أن تُرضعيه ، بما معناه هل تتوقعين أن هُناك رضاعه للكبير .
.......
فَرَجَعَتْ
.......
رجعتْ إلى ماذا هي لم ترجع إلى بيتها ، هي لا زالت تقف في حضرة رسول الله ، رجعت الى نفسها ، ما هذا الذي جاءت من أجله ، ما هذا الذي طرحته على رسول الله ، مما دعاه للتبسم أو الضحك من قولها ، وجعله يقول لها ما رأيك أن تُرضعيه أو شو رأيك لو تُرضعيه ، وبالتالي كيف يُرضع الكبير ، أو كيف تُرضع سالم بعد هذه السنين ، وبالتالي قول رسول الله هذا فيه تأنيب لها وبأن تعود إلى رشدها هي وزوجها وعن هذا الذي جاءت لأجله ، وهذا الذي تطرحه ، وبالتالي وصلتها رسالة الرسول الأكرم كاملةً ، بأنه لا داعي لهذا الذي جاءت لأجله وهو أصلاً في نفسها هي ، ولا دليل على وجوده في نفس أبي حُذيفه إلا ظنها وأنها تظن ، وأنها ترى ذلك في وجه ابي حُذيفه .
.........
فكان جوابها أرضعته يا رسول الله ، أي إعتبرني يا رسول الله وكأني أرضعته ، خلاص أنا آسفه واعتبر أن الأمر سيُصبح وكأني أرضعته .
......
فبالتالي ما عاد في ظنها وما تراه شيء في نفسها أو في نفس أبي حُذيفه ، فذهب الذي في نفس أبي حُذيفه تلقائياً ، والذي أصلاً لا داعي ولا مُبرر لهُ
.........
والحال الثاني أنه ربما سقط حرف الألف أو الياء من كلمة " أرضعيه " فيكون أن رسول الله سألها " أرضعتيه " فرجعت إلى ذاكرتها وتذكرت أنها أرضعته فعلاً وهو صغير ، فقالت يا رسول الله أرضعته ، وفي هذه الحاله سيذهب الذي في نفس أبي حُذيفه والمُسقط في نفسها تلقائياً ، لأنه سيُصبح والده وهي أمه بالرضاعه .
......
صدق أخينا في الله أن الأمر ما زاد عن هذا ، وإن ماتم فيما بعد هو تحميل للأمر فوق ما يحتمل ، وحملت الواقعه على غير ما تحتمل ، وهذا يتوقع وهذا يحتمل ، وذاك يستدل....إلخ
..........
أخيك في الله : - عمر المناصير.......................... 13 شوال 1431 هجريه
المفضلات