وكان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري
أعلن في أكثر من مناسبة عدم مسئوليته من مخاطر استيراد لقاحات وأمصال ضد إنفلونزا الخنازير، مؤكدا ان وزارته غير مسئولة عن الآثار الجانبية التي قد تحدث للأشخاص الذين سوف يتعاطون المصل الجديد الخاص بالمرض والذي سيتم توريده لمصر خلال منتصف شهر أكتوبر الحالي.
وأضاف الجبلي أن الشركة المنتجة لهذا المصل طلبت أخذ إقرار علي كل من يحصل علي المصل الجديد لعدم تأكدها من آثاره الجانبية.
وحسبما ذكرت جريدة "الوفد" المصرية المعارضة، أكد الدكتور محمد حسن خليل عضو "الدفاع عن الحق في الصحة" أن العالم في ورطة لأن أي مصل جديد لابد أن يمر بثلاث مراحل هي: الدراسة علي الحيوانات ثم المتطوعين ثم مرحلة الدراسة البدائية علي المرضي، لكننا في سباق مع الزمن إذا تمت مراجعة المصل خلال 6 شهور سيكون الوباء قد انتشر ويصبح المصل لا فائدة منه.
اضاف: الشركات تأخذ إقراراً علي كل من يحصل علي المصل بمسئوليته الشخصية عن الأضرار الجانبية حتي تخلي مسئوليتها ولا يعود عليها أحد بدعاوي وقضايا، وبالتالي لم يعد أمامنا سوي الاختيار بين نارين ألا نأخذ المصل ونصبح معرضين للإصابة بالمرض أو نأخذ المصل مع احتمال وجود مخاطر وهذا واقع فيه العالم كله.
من جانبه، قال الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين أن المشكلة أن السعودية أصرت علي تطعيم إجباري للحجاج والمصل لن يبدأ استخدامه إجبارياً إلا السنة القادمة بعد تجربته وخلوه من الآثار الجانبية.
وأضاف: تصريحات الجبلي خاصة بالأفراد الواجب عليهم أخذ التطعيم مبكراً قبل أن يكون هناك وقت كاف للاطمئنان من خلوه من الآثار الجانبية.
وأشار السيد الى ان هناك اطمئناناً نسبياً من قبل المنظمات الدولية تجاه المصل وأنا ما يشاع من تحذيرات مضادة له ليس صحيحاً لأنه لم يستخدم حتي الآن.
بدوره، أكد الدكتور عبدالمنعم عبيد وكيل وزارة الصحة سابقاً
أنه لا يجب أن ننتظر حتي تحدث الأعراض الجانبية بل ينبغي الاستعداد السريع من مراكز البحث وكليات الطب في مصر لإجراء بحوث علي هذا المصل بمجرد الحصول عليه ولا مانع من المشاركة مع الهيئات العلمية لإخضاع المصل للبحث العلمي.
وأضاف عبيد لابد من توقع الآثار الجانبية للمصل ومحاولة معالجتها مبكراً، وأشار إلي أن كل الأدوية بصفة عامة لها آثار جانبية والمهم ألا تكون هذه الآثار مساوية لخطورة المرض فيصبح المصل فائدته أقل من عدمه.
وطالب عبيد إذا كان من الضروري أخذ هذه الأمصال فيجب المتابعة الكاملة لكل من أخذ هذه الأمصال في الخارج والمشاركة في البحوث من الآن وأن نقيم مشروعاً لإنتاج أمصالنا بأنفسنا.
من ناحيته، أكد مصطفي أورخان مدير مركز العلوم للمصل واللقاح أنه لا يجب علينا إعطاء تطعيم للمواطنين قبل أن تنتهي الشركة المنتجة من جميع التجارب الإكلينيكية ومعرفة الآثار الجانبية للمصل لأنه عند طرح أي لقاح لابد أن يرافقه نشره بآثاره الجانبية وليس عقلاً الأخذ من شركة لم تنته من دراساتها وأقول: أنا غير مسئول، وكأنني أقوم بتجارب علي البشر.
وأضاف أورخان أن هذه الإنفلونزا ليست مخيفة لدرجة أخذ مصل بدون معرفة آثاره الجانبية، فهي مثل الإنفلونزا العادية يغشي منها علي ضعاف الصحة ومرضي القلب والسكر والحساسية الصدرية.
قلق دولي
كانت منظمة "هيلث كروسيدرز"، المعنية بمحاربة أخطاء الممارسات الطبية لشركات الأدوية العالمية، شككت في أهداف برامج التطعيم ضد الفيروس، لافتة إلى أن الفيروس ربما لا يوجد من الأساس، أوأنه تم تخليقه مخبرياً لتنفيذ أجندة سرية عالمية للسيطرة على تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية.
وجاء تشكيك المنظمة في إطار حملة يشنها أطباء وصيادلة وأخصائيون في الكيمياء الحيوية ضد لقاح الفيروس، الذي عهدت بإنتاجه منظمة الصحة العالمية إلى ثلاث شركات دوائية هي: "نوفارتس"، "وروشه"، و"باكستر"، ومن المتوقع أن تنتج كميات كبيرة منه في غضون الأسابيع المقبلة.
وانضمت إلى الحملة صحف ومجلات عالمية، سعت إلى التشكيك في أهداف الشركات العالمية، في حين قابلت المنظمة كل ذلك بصمت كامل، ولاسيما "التاريخ الأسود" لشركة "باكستر".
كما يأتي تشكيك المنظمة بعد أيام قليلة من القنبلة المدوية التي فجرتها صحفية نمساوية متخصصة في الشؤون العلمية والتي قالت ان ما بات يعرف بفيروس أنفلونزا الخنازير، الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسبما ذكر موقع "الامارات اليوم" الالكتروني، تساءل خبير الأمصال الدولي الدكتور أيه تروت، والذي يقود حملة دولية لمعارضة برامج التطعيم الإجباري، عن الكيفية التي تمكّن بها الفيروس من تغيير تركيبه الجيني ليضم مكونات من فيروس أنفلونزا الطيور "إتش5 إن1"، وفيروس أنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى المكونات البشرية لفيروس الأنفلونزا العادية "إتش3 إن1"، مشيراً إلى أن هذا التحوّر لا يمكن أن يتم بصورة عادية في الطبيعة، ويحتاج إلى تجارب مخبرية معقدة لحدوثه.
وقال تروت إنه تلقى نسخة من خريطة التركيب الجيني للفيروس، التي تم رسمها باستخدام برمجيات كمبيوتر متطوّرة، وأظهرت أن ست سلالات، من بين ثماني سلالات رصدها، تعرضت لنحو 66 تحوّراً جينياً مخبرياً، لتغيير التركيب الكروموسومي للفيروس حتى يتمكن من إصابة بلازما الخلايا البشرية.
واعتبر تروت أنه "لا توجد أدلة طبية تثبت أن الفيروس له فاعلية تبرر تطعيم مليار شخص في مختلف أنحاء العالم بصورة متزامنة ضد فيروس لا تزيد خطورته على خطورة البرد العادي".
ولفت إلى أن "51 دراسة مخبرية أُجريت على نحو 294 ألف طفل في مختلف أنحاء العالم أثبتت أن المصل ليس له أي تأثير في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات"، مشيراً إلى أن "المصل يحمل أخطاراً شديدة على الأطفال المصابين بالربو والأزمات التنفسية".
وحذّر تروت من الأخطار التي تنطوي عليها برامج الأمصال الإجبارية التي تشمل فشل الأعضاء والخلايا، ومرض التوحّد لدى الأطفال، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، وفقدان الذاكرة، والحكة الجلدية، والإجهاد المزمن، وتساقط الشعر.
المفضلات