الشبهة الرابعة وجود عالم بالاسفار فى مكة:يتردد هذا السؤال كثيرا حتى ان احد كبار الضالين وهو الملحد سيد القمنى قد اخترع قصة من عقله اسمها الحزب الهاشمى واقنع العلمانيين الحمقى انها السيرة.ورغم ان القمنى نفسه قد جاء بالاعتراف بأن اليهود قد بشروا بنبى يخرج من الجزيرة ولم يستطع رغم الحاده تجاوز هذه الحقيقة الا انه لا يبحث عن الحق فأغمض عينيه.السؤال عن سبب عودة ورقة بن نوفل الى مكة هو سؤال عن الغيبولكن قد عاد صاحبه ورفيقه زيد بن عمرو فلم لا يعود هو؟خصوصا أن كل الدراسات الاسلامية والاستشراقية تثبت ان عقيدة ورقة كانت مهرطقة بالنسبة للكنيسة الحاكمة فليست له فرصة ان ينال حظوة عند قيصر كما هو الحال مع عثمان بن الحويرث كما ان الثابت ان مثله لا يتمتع بشخصية ثورية تمكنه من التغرب بعيدا عن قومه وهناك احتمال قوى تؤيده بشدة كتب السيرة بل مرويات منسوبة لورقة نفسه ان يكون بحكم معاشرته للاحبار والرهبان انه قد علم بقرب ظهور نبى .قال الله تبارك وتعالى فى سورة الاعرافالَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)فكل ما فعله ورقة بن نوفل هى انه كان ينفذ اية الاعراف تماما وهذا يعنى بالتأكيد انه قرء البشارة بمحمد صلى الله عليه واله وسلم ويعنى بقليل من الاستنتاج ان علم ورقة بالنصرانية جعله يدرك ان النبى القادم هو من الجزيرة فلا ننسى ماقاله الراهب لسلمان الفارسى رضى الله تبارك وتعالى عنه"أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل"واذا كانت البشارة بمحمد صلى الله عليه واله وسلم قد وصلت الى رجل مثل النجاشى حتى انه اقنع عمرو بن العاص وهو من قيادات قريش ان يدخل فى الاسلام [52]وهو رجل سياسة لا علم ونلاحظ بأن كلام النجاشى يشبه كلام ورقة ووصلت البشارةالى رجل مثل هرقل وقد اخبر ابى سفيان انه كان على علم مسبق بخروج نبى وكان يتوقع انه من الروم[53]ونضيف باذن الله جل وعلا بأن البشارة الى تحدث عنها هرقل وتصور بسببها ان النبى القادم سيكون روميا لا زالت موجودة الى الان فى رسالة متى وفى كلام بولس [54]وهو ايضا ليس من رجال الكهنوت فالاولى ان يعرفها رجل مثل ورقة بن نوفل كثر اختلاطه بالاحبار والرهبان.وما يجعلنا نعضد هذا الرأى هو مااوردته الاثار الاسلامية عن عبد الله بن سلام[55] وعن الحبر اليهودى ابن الهيبان المهاجر من الشام الى يثرب ومات قبل البعثة وكان سبب اختياره يثرب هو انتظار نبى اخر الزمان صلى الله عليه واله وسلم [56]وكذلك كعب الاحبار الذى اسلم بسبب البشارة ولم يقابل النبى صلى الله عليه واله وسلم[57] بل حتى عوام اليهود كانوا ينتظرونه ويهددون به الاوس والخزرج قبل الاسلام [58] بل ان احد عوام اليهود أمر ابنه بطاعة النبى صلى الله عليه واله وسلم باعتناق الاسلام [59]فطبيعى جدا ان يعرف ورقة بن نوفل والقائمة لا تزال تتسع لكل باحث عن الحق [60]لينجو من الهلكوت الى دين الله تبارك وتعالى الحق ورحمته الواسعة وهو الاسلام.وعند الحديث عن عقيدة ورقة سنعرف باذن الله تبارك وتعالى سبب عودته الى مكة مع زيد بن عمرو.[53]الرواية عند البخارى رحمه الله تبارك وتعالى:أن أبا سفيان بن حرب أخبره : أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشأم ، في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش ، فأتوه وهم بإيلياء ، فدعاهم في مجلسه ، وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بترجمانه ، فقال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : فقلت أنا أقربهم نسبا ، فقال : أدنوه مني ، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل عن هذا الرجل ، فإن كذبني فكذبوه ، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه . ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب . قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت : لا . قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا . قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقلت : بل ضعفاؤهم . قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون . قال : فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا . قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا . قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها . قال : ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة . قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم . قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منا وننال منه . قال : ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول : اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة . فقال للترجمان : قل له : سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب ، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها . وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فذكرت أن لا ، فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله ، لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله . وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فذكرت أن لا ، قلت : فلو كان من آبائه من ملك ، قلت رجل يطلب ملك أبيه . وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فذكرت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله . وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ، فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك أيزيدون أم ينقصون ، فذكرت أنهم يزيدون ، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم . وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فذكرت أن لا ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب . وسألتك هل يغدر ، فذكرت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر . وسألتك بما يأمركم ، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وينهاكم عن عبادة الأوثان ، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه ، لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه . ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى ، فدفعه إلى هرقل ، فقرأه ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان : فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب ، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا ، فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر ابن أبي كبشة ، إنه يخافه ملك بني الأصفر . فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام . وكان ابن الناطور ، صاحب إيلياء وهرقل ، أسقفا على نصارى الشأم ، يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء ، أصبح يوما خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هيئتك ، قال ابن الناطور : وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود ، فلا يهمنك شأنهم ، واكتب إلى مداين ملكك ، فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم ، أتى هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر . ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ، وكان نظيره في العلم ، وسار هرقل إلى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه نبي ، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم اطلع فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد ، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم ، وأيس من الإيمان ، قال : ردوهم علي ، وقال : إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم ، فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل .__________[52]كان النجاشى قبل الاسلام مؤمنا بالفكر الاريوسى على الارجح فلما سمع سورة مريم وقول المسيح انى عبد الله اسلم على الفور واخفى اسلامه وقد قابل عمرو بن العاصصديقه المقرب واقنعه بان هذا النبى مثل موسى نقرء فى الرواية التى جاءت من طريق ابن اسحاق من طريق راشد مولى حبيبولها شواهد من طرق اخرى فى امر معرفة النجاشى بالبشارة بمحمد صلى الله عليه واله وسلم.من مسند احمد رحمه الله تبارك وتعالى:حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن راشد ، مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي ، عن حبيب بن أبي أوس ، قال : حدثني عمرو بن العاص من فيه ، قال : لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق ، جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ، ويسمعون مني ، فقلت لهم : تعلمون ، والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا كبيرا ، وإني قد رأيت رأيا ، فما ترون فيه ؟ قالوا : وما رأيت ؟ قال : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده ، فإن ظهر محمد على قومنا ، كنا عند النجاشي ، فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد ، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا ، فلن يأتينا منهم إلا خير ، فقالوا : إن هذا الرأي . قال : فقلت لهم : فاجمعوا له ما نهدي له ، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم ، فجمعنا له أدما كثيرا ، فخرجنا حتى قدمنا عليه ، فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال : فدخل عليه ثم خرج من عنده ، قال : فقلت لأصحابي : هذا عمرو بن أمية ، لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه ، فضربت عنقه ، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد ، قال : فدخلت عليه ، فسجدت له كما كنت أصنع ، فقال : مرحبا بصديقي ، أهديت لي من بلادك شيئا ؟ قال : قلت : نعم أيها الملك ، قد أهديت لك أدما كثيرا ، قال : ثم قدمته إليه ، فأعجبه واشتهاه ، ثم قلت له : أيها الملك إني قد رأيت رجلا خرج من عندك ، وهو رسول رجل عدو لنا ، فأعطنيه لأقتله ، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا ، قال : فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أن قد كسره ، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه ، ثم قلت : أيها الملك ، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه ، فقال : أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله ؟ قال : قلت : أيها الملك أكذاك هو ؟ فقال : ويحك يا عمرو ، أطعني واتبعه ، فإنه والله لعلى الحق ، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده ، قال : قلت : فبايعني له على الإسلام ، قال : نعم ، فبسط يده وبايعته على الإسلام ، ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه ، وكتمت أصحابي إسلامي ، ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم ، فلقيت خالد بن الوليد ، وذلك قبيل الفتح ، وهو مقبل من مكة ، فقلت : أين يا أبا سليمان ؟ قال : والله لقد استقام المنسم ، وإن الرجل لنبي ، أذهب والله أسلم ، فحتى متى ؟ قال : قلت : والله ما جئت إلا لأسلم ، قال : فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم خالد بن الوليد فأسلم و بايع ، ثم دنوت ، فقلت : يا رسول الله ، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ، ولا أذكر وما تأخر ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عمرو ، بايع ، فإن الإسلام يجب ما كان قبله ، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها " ، قال : فبايعته ثم انصرفت قال ابن إسحاق : " وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما " *الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7ويقول الرب موضحاً صفة أخرى من صفات الأمة الجديدة التي ستنال ميراث البركة والنبوة من بني إسرائيل: "فرأى الرب ورذل من الغيظ بنيه وبناته، وقال: أحجب وجهي عنهم، وانظر ماذا تكون آخرتهم، إنهم جيل متقلب، أولاد لا أمانة فيهم، هم أغاروني بما ليس إلهاً، أغاظوني بأباطيلهم، فأنا أغيرهم بما ليس شعباً، بأمة غبية أغيظهم" (التثنية 32/19-21)، إن الأمة المصطفاة، الأمة التي كانت مرذولة، هي الأمة الجاهلة أو الغبية التي يغيظ الله بها بني إسرائيل، وقد قال الله تعالى عن محمد e وأصحابه الكرام: } ليغيظ بهم الكفار {(الفتح: 29). وقد كاد بنو إسرائيل لهذه الأمة الجديدة فقالوا: " بأمة غبية أغيظهم " مع أن وصف الغباء لا توصف به الأمم، وإن وصفت بالجهل أو القسوة، فمن هذه الأمة الجاهلة أو الغبية التي ينتقم الله بها من بني إسرائيل؟ إنها أمة العرب } هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين { (الجمعة: 2).لكن بولس يخطأ ويجعل هذه الأمة الغبية أمة اليونان، فيقول مؤكداً انتقال الملكوت عن بني إسرائيل، لكنه يخطئ في تعيين الأمة الوارثة للملكوت: "لا فرق بين اليهودي واليوناني، لأن رباً واحداً للجميع، غنياً لجميع الذين يدعون به ... لكني أقول: ألعل إسرائيل لم يعلم، أولاً موسى يقول أنا أغيركم بما ليس أمة، بأمة غبية أغيظكم، ثم إشعياء يتجاسر ويقول: وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهراً للذين لم يسألوا عني، أما من جهة إسرائيل فيقول: طول النهار، بسطت يديّ إلى شعب معاند ومقاوم" (رومية 10/12-21)، فهو يؤمن بانتقال الملكوت عن بني إسرائيل، لكنه يجعل الأمة الجديدة أمة اليونان الذين توجه لدعوتهم، وقد آمنوا به كما آمن كثير غيرهم، فلا وجه لخصوصهم به، والمعنى الذي يقصده للملكوت هو الاستجابة لدعوته، وهو معنى يضيق كثيراً عما نذكره من صفات أمة الملكوت العظيمة. وأيضاً لا يصح أن تكون أمة اليونان هي الأمة الغبية التي ترث الملكوت، لأن اليونان أمة حضارة وعلم، وبولس نفسه يقول عن اليونانيين: "لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة" (كورنثوس (1) 1/22)، فكيف يوصف طلاب الحكمة بالغباء أو الجهل؟! فالأمة الجديدة هي - ولا ريب - أمة العرب الموعودة بالبركة دون سائر الأمم، وقد جاء في كلام إشعيا متنبئاً بالنبي الذي يظهر منها، فذكر أنه يهرب من قومه، ثم ينتصر عليهم، ويفني مجدهم بعد برهة، ليبدأ بعدها مجد جديد، وهو النبي الذي تسقط على يديه دولة بابل الفارسية، وتنكسر عند قدميه آلهتها المنحوتة فيقول: "قال لي السيد: اذهب أقم الحارس، ليخبر بما يرى، فرأى ركاباً أزواج فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد: أيها السيد أنا قائم على المرصد دائماً في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي، وهوذا ركاب من الرجال، أزواج من الفرسان. فأجاب وقال: سقطت، سقطت بابل، وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض. يا دياستي وبني بيدري، ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به، وحي من جهة دومة.صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس ما من الليل، يا حارس ما من الليل. قال الحارس: أتى صباح وأيضاً ليل، إن كنتم تطلبون فاطلبوا. ارجعوا تعالوا، وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان، يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم من السيوف قد هربوا ... قال لي السيد: في مدة سنة كسنة الأجير، يفنى كل مجد قيدار " (إشعيا 21/ 6 - 16). والنص بعد حديثه عن سقوط فارس يعود ليتحدث إلى الددانيين من أهل تيماء، ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد برهة بسيطة.
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [54]ينقل انجيل متى منسوبا الى المسيح قوله لبنى اسرائيل فى مت2142. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟43. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44. وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».45. وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.فيتنبىء المسيح بأن الملكوت سيعطى لامة اخرى غير بنى اسرائيل وأن هذه الامة هى امة ضعيفة حضاريا حيث شبهها المسيح بالحجر الذى ليست له اهمية ويقول الدكتور منقذ السقار فى كتابه "هل بشر الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم":[55]قصة اسلام عبد الله بن سلام رضى االله تبارك وتعالى عليه فى الصحيحينأقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر ، وأبو بكر شيخ يعرف ، ونبي الله شاب لا يعرف ، قال : فيلقى الرجل أبا بكر فيقول : يا أبا بكر ، من هذا الرجل الذي بين يديك ، فيقول : هذا الرجل يهديني السبيل . قال : فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق ، وإنما يعني سبيل الخير . فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم ، فقال : يا رسول الله ، هذا فارس قد لحق بنا . فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم اصرعه ) . فصرعه الفرس ، ثم قامت تحمحم ، فقال : يا نبي الله ، مرني بما شئت ، قال : ( فقف مكانك ، لا تتركن أحدا يلحق بنا ) . قال : فكان أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وكان آخر النهار مسلحة له ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرة ، ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فسلموا عليهما ، وقالوا : اركبا آمنين مطاعين . فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وحفوا دونهما بالسلاح ، فقيل في المدينة : جاء نبي الله ، جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأشرفوا ينظرون ويقولون : جاء نبي الله ، جاء نبي الله ، فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب ، فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام ، وهو في نخل لأهله يخترف لهم ، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها ، فجاء وهي معه ، فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم رجع إلى أهله . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( أي بيوت أهلنا أقرب ) . فقال أبو أيوب : أنا يا نبي الله ، هذه داري وهذا بابي ، قال : ( فانطلق فهيئ لنا مقيلا ) . قال : قوما على بركة الله ، فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال : أشهد أنك رسول الله ، وأنك جئت بحق ، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم ، وأعلمهم وابن أعلمهم ، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت ، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في . فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر اليهود ، ويلكم ، اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا ، وأني جئتكم بحق ، فأسلموا ) . قالوا : ما نعلمه ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، قالها ثلاث مرار ، قال : ( فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام ) . قالوا : ذاك سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا . قال : ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم ، قال : ( يا ابن سلام اخرج عليهم ) . فخرج فقال : يا معشر اليهود اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأنه جاء بحق . فقالوا : كذبت ، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3911خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [56]وردت قصة بن الهيبان باربعة اسانيد مختلفة حيث اوردها ابن سعد والاصبهانى والبيهقىوابن هشام فى قصة اسلام اليهودى عمرو بن سعدى وهى فى الطبقات الكبرى360 أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أن إسلام ثعلبة بن سعيد وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان أبي عمير قدم ابن الهيبان يهودي من يهود الشام قبيل الإسلام بسنوات ، قالوا : وما رأينا رجلا لا يصلي الصلوات الخمس خيرا منه ، وكان إذا حبس عنا المطر احتجنا إليه نقول له : يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا ، فيقول : لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة ، فنقول : وما نقدم ؟ فيقول : صاعا من تمر ، أو مدين من شعير عن كل نفس ، فنفعل ذلك ، فيخرج بنا إلى ظهر وادينا ، فوالله لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا ، ففعل ذلك بنا مرارا ، كل ذلك نسقى فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة ، فقال : يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ؟ قالوا : أنت أعلم يا أبا عمير قال : إنما قدمتها أتوكف خروج نبي ، قد أظلكم زمانه ، وهذا البلد مهاجره ، وكنت أرجو أن أدركه فأتبعه ، فإن سمعتم به فلا تسبقن إليه ، فإنه يسفك الدماء ، ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعكم هذا منه ، ثم مات ، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة ، قال لهم ثعلبة وأسيد ابنا سعية وأسد بن عبيد فتيان شباب : يا معشر يهود ، والله إنه الرجل الذي وصف لنا أبو عمير بن الهيبان فاتقوا الله واتبعوه قالوا : ليس به ، قالوا : بلى والله ، إنه لهو هو ، فنزلوا وأسلموا ، وأبى قومهم أن يسلموا *[57]اخرج ابن سعد فى الطبقات الكبرى بسنده الحسن9315 أخبرنا يزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال العباس لكعب : " ما منعك أن تسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد عمر ؟ فقال كعب " : " إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ، ودفعه إلي ، وقال : اعمل بهذا ، وختم على سائر كتبه ، وأخذ علي بحق الوالد على ولده أن لا أفض الخاتم ، فلما كان الآن ، ورأيت الإسلام يظهر ، ولم أر بأسا قالت لي نفسي : لعل أباك غيب عنك علما كتمك ، فلو قرأته ، ففضضت الخاتم ، فقرأته ، فوجدت فيه صفة محمد وأمته ، فجئت الآن مسلما " ، فوالى العباس [58]اخرج الطبرىوابن ابى حاتم وابن اسحاق رحمهم الله تبارك وتعالى مرويات من طرق بهذا الامر اصحها هذه عند ابن ابى حاتم ولها شواهد من رواية عاصم بن عمر بن قتادة وحديث سلمة بن سلامة بن وقش ومرويات اخرى عند اصحاب السير فى بيعة العقبة وغيرها:حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : في قوله { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } قال : " يستظهرون يقولون : نحن نعين محمدا عليهم ، وليسوا كذلك يكذبون " وروي عن أبي العالية ، والربيع بن أنس : " يستنصرون به على الناس[59]كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار . أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1356
خلاصة حكم المحدث: [صحيح][60]لازالت البشارة بمحمد صلى الله عليه واله وسلم فى الاسفار الكتابية الى الان ولازال فى عصرنا من يعتنق الاسلام بسببها مثل عبد الاحد داوود واستاذ اللاهوت البروتستانتى ابراهيم خليل فلوبوس اقرءhttp://islamstory.com/ar/قصة-اسلام-استاذ-اللاهوت-ابراهيم-خليل-فلوبوس
المفضلات