اخــوتي الأفــاضـل
إن كنــتم باحــثين عن المعــنى فهــو في قــوله تعــالى في آية فصـّـلت ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
وهي من باب رد الإســاءة بالإحســان في ســبيل الدعــوة إلى الله بالحـســنى وذلك في التجــاوز عن الردود في الســباب و وصــل القــاطع و الإحســان إلى المســيء وهــو مــا فعــله صــلى الله عليــه وســلم مع جــاره اليهــودي الذي كان يلقــي بالقــاذورات عــلى بابه فلمــا مــرض عــاده في بيتــه يســأل عن حــاله وكان ذلك ســببا في إســلام ولــد اليهــودي و موافقــة والده الذي قال له ( أطــع أبــا القــاسـم ) ، ولكن بفعــل تحــريف كتــاب النصــارى جــاءت العـبــارة غــير لائقــة فهــي من قــول البشــر ،
أمــا قــولهم من ضــربك عــلى خــدك الأيمن فأدر له الآخــر فمعنــاه في قـوله تعــالى في آية المــائدة ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)
فالله تعــالى قــرر لهــم حـقــوقهم في القصــاص والإقتصــاص و حثــهم عــلى العفــو وجعــلها كفــارة لهم فهــو أكرم الأكــرمــين ، وأقــول أيضــا إن التحــريف النــاتج عن القصــد تارة وعن الخطــأ وعـدم الدقـة في الترجمــة تــارة جعــل العبــارات غـير دقيـقــة الدلالة فــأنــزل الله تعــالى القــرآن العظــيم تبــيانا لكل أمــر ،
المفضلات