بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب العقد الفريد
قال لقمان لإبنه يعظه :إذا أتيتَ مجلس قوم فارمهم بسهم السلام ثم إجلس
فإن أفاضوا في ذكر الله فاجعل سهمك مع سهامهم، وإن أفاضوا في غير
ذلك فتخلَّ عنهم وإنهض ،وقال :يا بني إستعذ بالله من شرار الناس
وكن من خيارهم على حذر
وقال :لا تركن إلى الدنيا ،ولا تشغل قلبك بها,فانك لم تخلق لها , وما خلق الله خلقا أهون عليه منها, فانه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين ,ولا
بلاءها عقوبة للعاصين.يا بني لا تضحك من عجب ، ولا تمش من غير
أرب، ولا تسأل عما لا يعنيك ، ولا تُضيِّع مالك وتصلح مال غيرك،
فإنما لك ما قدمت ولغيرك ما تركت ،يا بني إنه من يرحم يُرحم، ومن يصمت يسلم ومن يقل الخير يغنم ، ومن يقل الباطل يأثم ، ومن لم يملك لسانه يندم، يا بني زاحم العلماء بركبتيك وأنصت إليهم بأُذنيك ؛فإن القلب
يحيا بنور العلماء كما تحيا الأرض الميتة بالمطر
وقال أكثم بن صيفي:إحذر الأمين ولا تأتمن الخائن ،فإن القلوب بيد غيرك
وقال حكيم لبنيه: يا بني؛ إياكم والجزع عند المصائب ؛ فإنه مجلبةٌ للهم؛
وسوء ظن بالرب ، وشماتةٌ للعدو .وإياكم أن تكونوا بالأحداث مُغترين
،ولها آمنين ، فإني والله ما سخرت من شيئ إلا نزل بي مثله ،فاحذروها
وتوقعوها، فإنما الإنسان في الدنيا غرض تتعاوره السهام ، فمجاوز ومقصر
عنه ،وواقع عن يمينه وشماله، حتى يصيبه بعضها، واعلموا أن لكل شيء
جزاء ،ولكل عمل ثواب، وقد قالوا:كما تدين تدان، ومن بَرّ يوماً بُرَّ به
المفضلات