الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى و آله المستكملين شرفا و بعد :
: " قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ " الانبياء 112
عوده مره اخرى زميلتنا مارى و عذرا على الغياب , و اتمنى ان يكون حورانا على مستوى المسئوليه من كلا الطرفين ليخرج فى النهايه بالصوره التى يتمناها كلينا منه , حوارا بناءا و هادفا و محترما . و ادعو الله عز و جل ان يبارك عملنا هذا و ان يهدينا الى صراطه المستقيم .
لي طلب يا زميلنا العزيز ( بهذه الحاله سيكون زميلنا المهندس أحمد أمام ) بشرح الوجه الذي تتصل فيه هذه الايه مع الموضوع, وليكن شرحا كافيا ووافيا لو سمحت, لأنني قمت بقراءه الايه من عدة أوجه وعدة مرات ولست متأكده بما تفيدنا هنا وطبعا في حوار موضوعي بين العقلاء لكل ذكر مجال, ولكل حادث حديث. وكلي ثقه بأنك كمشرف على الاقل تحرص على الموضوعيه وتسعى للمحافظه عليها .
وأذكرك يا زميلنا بموافقه المشرف ذو الفقار الذي يدير هذا الحوار على شروطي في دخول هذا الحوار. وان أي أخلال بهذه الشروط سيعتبر تهرب وأنسحاب من الطرف الاخر. وما دخلت هذا الحوار سوى تجديدا لاملي في حسن أخلاقكم وتصرفاتكم بعد أن تركت أحدى مواضيعكم وحرمت نفسي من الدخول اليها وقراءتها . وأرجوا أن يكون أملي هذا في محله او على الاقل مقياسا وأثباتا لمقدرتكم على الايفاء بالوعود والالتزام بالشروط. وفي انتظار شرح هذه الايه والطريقه التي ترتبط بها بموضوعنا.
لم ارك ضيفتنا المحترمه قد علقتى على كتابه اخى الحبيب للصلاة و السلام على النبى محمد صلى الله عليه و سلم , و لم ارك ايضا تعلقين على دعائه لك و له بخير الهدايه , فكل هذه الامور خارج الموضوع كما تعتقدين , بل و لم ارك تعلقين على بدئك للحديث بالتسميه باسم إلاهك و على كل , كما تريدين , سأجيبك سيده مارى , الجواب بسيط :
مقدمه و مدخل للموضوع
اما عن شرح الايه فقد علمناك عالمه بالتفسير كما نرى فى الموضوع محل النقاش فيمكنك اخراج تفسير الايه من اي كتاب من كتب التفسير تسهيلا علينا فى هذا الامر , و يا حبذا لو تقومين بإعرابها ايضا علنا نستفيد منك فى هذا الامر . و كلى ثقه فى حسن تفهمك للموضوع .
من المصداقيه أن نذكر أن العلماء أختلفوا كثيرا في تفسير هذه الايه, وليست هذه الشروحات الوحيده طبعا نذكر على سبيل المثال لا الحصر :
ليس العبره فى الامر بقدر اختلاف العلماء فقد اختلفوا فى
كثير و اتفقوا فى
الكثير, المهم هو ان ما قيل ان هذا ما ذهب اليه بعض السلف و معنى هذا ان هناك من قال بغير ذلك , و هو ما يعنى حدوث الاختلاف , و انت بهذه العباره التى كتبتها ضيفتنا الحترمه لم تثبتى الا انه هناك اختلاف بين العلماء و نحن ما قلنا بعكس ذلك انما ذكرنا ما ذكره بعض السلف فى تفسيراهم للآيه . و عليه فأنت لم تأتى بجديد فى مداخله ربما اتخذت منك عدة ايام فى كتابتها و استخراجها و فى نهاية الامر فسرتى الماء بالماء و اثبتى ما هو مثبت اصلا و هو اختلاف العلماء فى هذا الامر , و هو ما قاله جل المفسرون لهذه الايه , فتأتى ضيفتنا اليوم لتخبر كل المسلمين ان المسلمين مختلفين فى تاويل هذه الايه .
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
...
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين النصوص وبين رأي سفيه
...
كلا ولا نصب الخلاف جهالة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
...
كلا ولا رد النصوص تعمدا ... حذرا من التجسيم والتشبيه
...
حاشا النصوص من الذي رميت به ... من فرقة التعطيل والتمويه
و قال القرطبى رحمه الله فى " الجامع لاحكام القران " :
قلت:
مثل هذا لا يدرك بالرأي والاجتهاد، وإنما يؤخذ: توقيفا، فإن صح فالقول به يجب ويوقف عنده، وإلا فتكون الآية عامة في جميع الأشياء، وهو الأظهر والله أعلم؛ وهذا يروي معناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن مسعود وأبي وائل وكعب الأحبار وغيرهم، وهو قول الكلبي.
زميلتى المحترمه و حتى لا يتشتت منك الحوار : بدأتى حديثك بان اللوح المحفوظ من الممكن ان يبدل فيه و يتغير !! و هو ما ذكره البعض و اختلف معه البعض الاخر و هو ما قلناه , و ذكرنا ما قاله بعض السلف . فما رددتى على ادلتنا , و انما خضتى فى امر اخر تماما غير غايتك التى تريدين و كانك اقتنعتى بان رأى العلماء الذين ذكرناهم هو الاصوب , و انما ذهبت تحاولين اثبات اختلاف العلماء فى تأويل الايه و هو مثبت اصلا من قبل .
اما بخصوص ما ذكرتيه فى كتاب فتح القدير :
فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ فيكون كالعدم، ويثبت ما يشاء مما فيه فيجري فيه قضاؤه وقدره على حسب ما تقتضيه مشيئته، وهذا لا ينافي ما ثبت عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: «جفّ القلم»،
وذلك لأن المحو والإثبات هو من جملة ما قضاه الله سبحانه.
وقيل: إن أم الكتاب هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق.
فلا يسعنى الا ان اضع خط تحت العبارات التى لم تقرئيها و هى ما ادت لفهمك الخاطئ للمره الثانيه للموضوع برمته . اتمنى ان تكونى فهمتى ما اقصد و إلا سيكون الامر عسيرا لايصال فكره فى غاية السهوله .
المفزع فى الامر حقا انك حين ذكرتى ما قاله القرطبى فى كتابه و ذكرتى انه تخبط كما تعتقدين, كان ما يذكره هو اختلاف العلماء و ذكر بعدها القول الراجح , فهناك قول راجح و آخر مرجوح
فقال القرطبى رحمه الله :
وقيل: أم الكتاب اللوح المحفوظ الذي لا يبدل ولا يغير. وقد قيل: إنه يجري فيه التبديل. وقيل: إنما يجري في الجرائد الأخر.
وسئل ابن عباس عن أم الكتاب فقال: علم الله ما هو خالق، وما خلقه عالمون؛ فقال لعلمه: كن كتابا، ولا تبديل في علم الله، وعنه أنه الذكر؛ دليله قوله تعالى(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر)الأنبياء: 105 وهذا يرجع معناه إلى الأول؛ وهو معنى قول كعب. قال كعب الأحبار: أم الكتاب علم الله تعالى بما خلق وبما هو خالق.
يقول شيخ المفسرين الطبري في تفسيره :
وَأَوْلَى الْأَقْوَال الَّتِي ذُكِرَتْ فِي ذَلِكَ بِتَأْوِيلِ الْآيَة , وَأَشْبَهَهَا بِالصَّوَابِ , الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ الْحَسَن وَمُجَاهِد ; وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه ـ تَعَالَى ذِكْره ـ تَوَعَّدَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآيَات بِالْعُقُوبَةِ وَتَهَدَّدَهُمْ بِهَا وَقَالَ لَهُمْ : { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه لِكُلِّ أَجَل كِتَاب } يُعْلِمهُمْ بِذَلِكَ أَنَّ لِقَضَائِهِ فِيهِمْ أَجَلًا مُثْبَتًا فِي كِتَاب هُمْ مُؤَخَّرُونَ إِلَى وَقْت مَجِيء ذَلِكَ الْأَجَل , ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ الْأَجَل يَجِيء اللَّه بِمَا شَاءَ مِمَّنْ قَدْ دَنَا أَجَله وَانْقَطَعَ رِزْقه أَوْ حَانَ هَلَاكه أَوْ اِتِّضَاعه , مِنْ رِفْعَة أَوْ هَلَاك مَال , فَيَقْضِي ذَلِكَ فِي خَلْقه , فَذَلِكَ مَحَوْهُ . وَيُثْبِت مَا شَاءَ مِمَّنْ بَقِيَ أَجَله وَرِزْقه وَأَكْله , فَيَتْرُكهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فَلَا يَمْحُوهُ .
أذا حسب نزول الايه, فالنص لا يتحدث عن الناسخ والمنسوخ في القرآن بل عن الارزاق و تخويفا لقريش !!!
هناك قواعد فى التفسير ضيفتنا الفاضله يجب ان نفطن لها جيدا , ومن هذه القواعد والتى تجهليها طبعا والا لما قلت مثل هذه الكلام
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.أي: إذا وردت الآية على سبب خاص فإنها لا تُقصَر عليه، بل يُنظر إلى عموم لفظه. و ما جاء فى القرطبى قبل قليل ابلغ مثال .
فنرى القرطبى رحمه الله يقول فى " الجامع لاحكام القران " :
قلت: مثل هذا لا يدرك بالرأي والاجتهاد، وإنما يؤخذ: توقيفا، فإن صح فالقول به يجب ويوقف عنده، وإلا فتكون الآية عامة في جميع الأشياء، وهو الأظهر والله أعلم .
قال ابن الجوزى رحمه الله فى كتابه " نواسخ القرآن " :
قال الله عز وجل ما ننسخ من آية أو ننسها وأخبرنا المبارك بن علي قال أخبرنا أحمد بن قريش قال أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق قال بنا عبد الله بن داود وقال حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم عن أبيه عن نشهل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت قال في الناسخ والمنسوخ , قال ابن داود وحدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يمحو الله ما يشاء ويثبت ويقول يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وما يبدل وما يثبت وكل ذلك في كتاب , قال ابن أبي داود وحدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبي داود وقال حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ينسخ الآية بالآية فترفع وعنده أم الكتاب أصل الكتاب , قال وحدثنا علي بن حرب ومصعب بن محمد ويعقوب بن سفيان قالوا حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب في قوله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت قال نزلت في الناسخ والمنسوخ , قال وحدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبي قال بنا يونس بن عبيد وهشام ابن حسان جميعا عن محمد بن سيرين يمحو الله ما يشاء يرفعه ويثبت ما يشاء يدعه مقرا له , قال وحدثنا موسى بن هرون قال حدثنا الحسين قال ثنا شيبان عن قتادة ومنه آيات محكمات قال المحكمات الناسخ الذي يعمل به , قال وحدثنا محمد بن معمر قال ثنا روح قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان عن عامر ابن الفرات عن أسباط عن السدي يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء من المنسوخ ويثبت من الناسخ , قال وحدثنا منه آيات محكمات قال لم تنسخ ورواه سفيان عن سلمة عن الضحاك قال المحكمات الناسخ , أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال حدثنا
عبد الله ابن أحمد بن حنبل رضي الله عنه قال حدثني أبي قال حدثنا وكيع عن سلمة بن نبيط عن الصحابة قال المتشابه ما قد نسخ والمحكمات ما لم ينسخ وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي أعلمنا بالمنسوخ .
وابلغ مثال على ذلك هو حديث بن عباس في قوله : { ما ننسخ من آية أو ننسها ، نأت بخير منها أو مثلها } ، وقال : { وإذا بدلنا آية مكان آية ، والله أعلم بما ينزل } الآية ، وقال : { يمحو الله ما يشاء ، ويثبت وعنده أم الكتاب } . فأول ما نسخ من القران القبلة ، وقال : { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ، ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن } إلى قوله : { إن أرادوا إصلاحا } . وذلك بأن الرجل كان إذا طلق امرأته فهو أحق برجعتها ، وإن طلقها ثلاثا ، فنسخ ذلك وقال : { الطلاق مرتان ، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3556
خلاصة الدرجة: حسن صحيح.
هذا بالطبع الى جانب ان جملتك الاخيره هذه و باستدلالك بشرح الطبرى رحمه الله لها يثبت انك غير عالمه باصول التفسير اولا و يثبت انك استدللتى بها اولا بغير علم باصول التفسير و انما كان استدلالا ظاهريا لا اكثر . شكرا لك ضيفتنا المحترمه .
يقول زميلنا أن بعض الايات الت نسخت احكامها وتلاوتها ليست مثبته في اللوح المحفوظ لكن ....
ااااااااااااااه , هذا يعد تدليس و خداع , و عار عليك ان تزورى فى النقل عن الزميل و تحاولى خداع القارئ بفهمك القاصر لما كتبه اخى الحبيب ,. انت لم تزورى فى الكلام و انما فى مقصود الكلام و الذى هو واضح تماما لا اقول لكل من يفم العربيه , انما اقول لكل من يفهم على عموم القول .
فإن الله ينسخ الشرائع والاحكام وصحف الملائكة الكرام كما ذهب بعض السلف فى تفسير هذه الآيه.
فيكون المعنى( كما جاء فى شرح العقيده الطحاويه) وتفسير ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ): أن الله سبحانه وتعالى ينزل آيات في القرآن، ثم يمحوها وينسخها،وينزل آيات أخرى في نفس الكتاب، وعنده أم الكتاب،
فالقرآن الذي في اللوح المحفوظ لا تغيير فيه، لكن بعض الآيات التي نسخت أحكامها وتلاوتها، أو تلاوتها هذه ليست مثبتة في اللوح المحفوظ،
ولا تغيير في اللوح المحفوظ، هذا هو القول الذي ذهب ومال إليه بعض السلف .
و الله عار عليك هذا التدليس و التزوير و انتظر منك اعتذارا على هذا , فانت قد أكلتى رؤسنا منذ بداية الحوار بطلباتك و احترام عقليتك و احترام عقيدتك و ها انت الان لا تحترمى لا عقولنا و لا عقل القارئ و تدلسين و تزورين و تكذبين متعمده على اخينا الحبيب .
نزل القرآن من اللوح المحفوظ جمله ألى بيت العزة. أذا فالمفروض انه يحتوي على الناسخ والمنسوخ !!! وألا فمن أين أتت الايات المنسوخه " والتي لم تثبت في القرآن" ؟؟؟
الرد بسيط
اتت من اوامر المولى عز وجل
كما قال شيخ الاسلام (يمحو الله ما يشاء ويثبت مما في صحف الحفظة ليوافق ما في اللوح المحفوظ،)
وذلك لأن القرآن إذا تكلم الله به وسمعه منه جبرائيل فنزل به على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وهذا كما قلت يوافق عقيدة اهل السنه والجماعه فى ان جبريل يسمع كلام الله وينزل به الى قلب نبينا عليه افضل الصلاة والسلام , لأن هناك فرق اخرى والتى تنفى صفة الكلام عن المولى عز وجل تقول ان جبريل كان ينقل من اللوح المحفوظ - دون الدخول فى تفاصيل - وهذا خطأ .
نهاية الامر نرجو من ضيفتنا وضع ما تريد قوله فى قالب سءال محدد لانه وضح تشتيتك للموضوع و مناقضتك لنفسك فى كثير من العبارات , لذا وجب عليك وضع ما تريدين قوله فى سؤال محدد تقولين فيها ما تريدين الوصول اليه وما هو ماخذك على قضية النسخ فى القرآن . ناقشه ثم أسأل انا ايضا ما يجول بخاطرى و بعدها نأخذ نقطه اخرى , حتى لا ترهقى نفسك و تشتيين الموضوع كما انت الان .
تحياتى .
المفضلات