ثانيا: دورة حياة الطفيل داخل الانسان(الدورة اللاجنسية او النسيجية - Tissue asexual cycle)
الدورة الكبدية في الإنسان (الدورة النسيجية Tissue cycle)
أو ( الدورة خارج كرات الدم الحمراء Primary Exoerythrocytic cycle)
عند لدغ بعوضة أنوفليس معدية إنساناً فإنها تنفث بعض اللعاب الملوث بالاسبوروزويتات في الجرح الذي تحدثه بالجلد .. ويسبب لعاب البعوضة احتقان دموي في منطقة اللدغ ويمنع حدوث تجلط الدم لتتمكن البعوضة من أخذ وجبتها وتسبح الاسبوروزويتات مع اللعاب في دم الإنسان حيث تخترق خلايا الكبد وتختفي من الدم في خلال نصف الساعة وفي خلايا الكبد Parynchymal liver cells تتكور السبورزويتات وتنمو وتنقسم النواة عدة مرات حتي يصل عددها ما بين 800 إلى 40 ألف نوية (على حسب نوع الطفيل وأكثرها في البلازموديوم فالاسيبرم وأقلها في البلازموديوم مالاري) .. وتتطور الاسبوروزويتات في نفس الخلايا المصابة إلى اسبوروزويت وتروفوزويت ثم شيزونت ناضج وشيزونت منقسم وهذه الدورة تحدث في جميع الأنواع الأربع للطفيل الملاريا وتستمر لمدة 5 أيام وتنتهي بانفجار خلية الكبد المصابة وخروج الميروزويتات من الشيزونت النسيجي الناضج إلى مجري الدم .
الدورة النسيجية الثانوية Secondary exo erhtrocytic cycle
في حالة طفيل الملاريا فيفاكس والأوفال وربما الملاري (وليس في ملاريا الفالسيبارم) فإن بعض الميروزويتات النسيجية لا تدخل مجرى الدم ولكن تصيب الخلايا الكبدية المجاورة وتبقي كامنة لمدة تصل إلى ستة أشهر ثم تبدأ في النمو والإنقسام ويتبع ذلك إنفجار خلايا الكبد المصابة ودخول الميروزويتات الناتجة عن هذه الدورة في مجرى الدم محدثة ما يعرف بنكساب الملاريا (Relapses)
الدورة الخضرية اللاجنسية : Asexual exo-erythrocytic cycle
إذا ما هاجمت الميروزويتا كرات الدم الحمراء في الإنسان فإنها تلتصق بها وتحتضنها كرات الدم الحمراء بداخلها وتبدأ الدورة اللاتناسلية الثانية في كرات الدم الحمراء (Asexual erythrocytic cycle) وتjطور الميروزويتات في خلال 48 إلى 72 ساعة إلى أطوار التروفوزويت والشيزونت الناضج والشيزونت المنقسم وبعد ذلك تنفجر الخلية وتخرج الميروزويتات لتهاجم كرات الدم الحمراء .. وبانفجار الشيزونت الناضج وخروج الميروزويتات يبدأ حدوث نوبة مرض الملاريا والتي تشمل (الرعشة والحمى والعرق) حيث يسببها وجود بقايا كرات الدم الحمراء والطفيل الذي يتعرف عليه الجهاز المناعي كجسم غريب أو (Pyrogen) وبعد حدوث النوبة يشعر المريض بالخلاص من الأعراض الشديدة ويبقى منهكاً حتى تعاوده النوبة التالية (كل 36 ساعة في حالة الفالسيبرم و 48 ساعة في حالة الملاريا الثلاثية الحميدة وكل 72 ساعة في حالة الملاريا الرباعية الحميدة)
الدورة الدموية الجاميتية
تتخلق الجاميتوسايت من ميروزويت مبرمج على أن يصبح جاميتوسايت وينمو السيتوبلازم والكروماتين فيها بدون أي انقسام حتي يكتمل نموها وتسمى عندئذ الجاميتوسايت الذكر والأنثى التي تتطور في جسم أنثى بعوضة الأنوفيليس فقط .
مصدر العدوي:
الإنسان الذي يحمل في دمه الأطوار التناسلية (الميكروجاميتات) بأعداد وفيرة سواء كان مريضاً أو كان حاملاً لهذه الأجسام فقط وحتى ينتشر المرض يجب أن يصل إلى عدد مصادر العدوى إلى حد معين يسمح بالإنتشار.
طريقة العدوي :
لدغ أنثى بعوضة الأنوفيليس المحملة بالطور المعدي أو نقل دم ملوث
لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
تنتقل الملاريا بواسطة أنثى بعوض أنوفيلس التي تنقل الطفيل المسبب للمرض (parasite plasmodium) و تمر دورة حياة الطفيل بعدة مراحل نمو في الإنسان والبعوض الذي ينقله من شخص لديه عدوى الملاريا عن طريق لدغ أنثى بعوضة من نوع أنوفيلس ِAnopheles عادة لشخص مصاب بالملاريا حيث يمتص الطفيل المسبب للملاريا من دم الإنسان المصاب ولابد لهذا الطفيل أن ينضج في القناة الهضمية للبعوض ولمدة أسبوع أو أكثر ليكون قادراً علي إصابة شخص سليم ينتقل بعدها إلي الغدد اللعابية للبعوضة ويسمي هذا الطور بإسم سبوروزايت Sporozoite وعندما تلدغ هذه البعوضة شخصاً سليماً فإن الطفيل ينتقل إلي دم الإنسان في كل مرة تمتص فيها دمه. يهاجر الطفيل مباشرة إلي كبد الإنسان ويدخل خلاياه وينمو فيها متكاثراً وفي خلال هذة الفترة التي يتواجد فيها الطفيل داخل الكبد لايشعر الإنسان بأعراض المرض.
وبعد فترة تتراوح بين 8 أيام إلى عدة شهور ينتقل الطفيل من الكبد ليدخل كرات الدم الحمراء حيث ينمو ويتكاثر بداخلها ثم تنفجر الكرات ليخرج منها أعداداً كبيرة من الطفيل تهاجم كرات دم جديدة ويخرج من الكرات أيضاً سموم هي التي تؤدي إلي الشعور بالمرض وفي هذة الفترة إذا تمكن البعوض من لدغ الإنسان المصاب فإنه يمتص الطفيل من الدم ليظل في جسمه لمدة أسبوع أو أكثر بعدها يصبح قادراً علي نقل المرض لشخص آخر. حيث يمتص دمه ليصيب شخصاً سليماً بالمرض عن طريق بث لعابه بعد لدغ جلده . واللعاب به إسبيروزريتات (sporozoites) التي تعيش في الغدد اللعابية للبعوض ثم تتجه عبر الدم لكبد الشخص المصاب حيث تنقسم الاسبيروزيتات في خلاياه إلى آلاف الميروزيتات (merozoites) التي تنساب في مجرى الدم لتهاجم خلاياه الحمراء وتنقسم بها وتورمها وتكسرها ويتكاثر الطفيل داخل خلايا الدم الحمراء التي تتكسر خلال 48 – 72 ساعة ليصيب خلايا دم حمراء جديدة بالجسم
باختصار
عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصاً سليماً، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار اسبروزيتات sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات شيزونات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من أطوار ميروزويتات merozoites. ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الاسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار الميروزويتات merozoites، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى أطوار تروفوزويتات trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها ...
أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها ...
الدورة الدموية والدورة الكبدية لطفيل الملاريا داخل جسم الانسان
وهكذا تستمر الدورة ......
لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
لو نظرنا إلى طفيل الملاريا من ناحية انتقاله من الانسان إلى البعوضة أو العكس, نجد أنه لا حيلة له فى ذلك بل يعتمد فى كل ذلك على آليات العائل وميكا###ياته الداخلية وتصميم خريطته التشرحية وحركة السوائل فى نطاقها ونوع غذائها وكيفية حصولها عليه وطريقة تناوله وإن دل ذلك فإنما يدل على البرمجة والترتيب المسبق والتوجيه والمقصود فى إطار إرادة عليا وقدرة فائق .. فلا يمكن أن يجتمع ذلك وذلك مع البعد والإختلاف والتعقيد وتعدد المراحل سوى بإرادة خارجة عن الكائن والعوائل تتصف بالعلم الكامل والمحيط (ويمكن لأى إنسان أن يتخيل ولو لم تلدغ البعوضة الانسان ماذا كان سوف يجرى ؟ ثم يسأل نفسه من الذى رتب لهذه اللدغة ؟!).
ومع يقيننا الكامل بعدم وجود أي خلفيات علمية أو عملية لدى الطفيل عن الأساس التشريحي والبنائي للعوائل التي سوف يتطفل عليها والتي يقوم على أساسها بفعل ما فيه قوامه وصلاحه وذلك لعدم وجود أي مصادر لهذه المعلومات .. بالرغم من كل ذلك تبدر منه ومفرداته أفعال غاية فى الحكمة والصلاح تتكامل مع الأساس التشريحى للبعوضة والإنسان وآلياتهما الداخلية وكميائيتهما الحيوية ..
إذا بحثنا عن تفسير فلن نجد سوى العلم المغروس فى حواشيها الفطرية تحت مسمى الغريزية الحيوانية
من أين جاء هذا العلم؟! .......
لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
لقد ظهر لنا فى الكلام عن دورة حياة البلهارسيا (فيما يتعلق باستقلال الخلق) أن الطفيل تم خلقه بكل مفرداته من ديدان ويرقات فى نفس الوقت بالتوازي مع التوزيع على العوائل .. مفردات هنا ومفردات هناك تتقابل وتتكامل فيما بينها (بترتيب وتخطيط إلهي مسبق لتصبح شىء واحد) ..
أما فى دورة حياة طفيل الملاريا فيظهر استقلال الخلق لهذا الكائن بوضوح وجلاء أكثر فالطفيل يمكث داخل جسم الحشرة بضعة أيام أو ساعات قبل أن ينتقل عن طريق اللعاب إلى جسم الإنسان (وهذا بالطبع عندما تلدغ الحشرة جسم الإنسان) , ليمكث به فترة ليست بالطويلة قبل أن يرجع إلى الحشرة مرة أخرى ليعيد تكرار السيناريو .. مع الانتباه الى ان الطفيل لن يستطيع الانتقال من جيل للبعوضة الى جيل اخر و من ثم مواصلة واستئناف مراحل تطوره عبر تلك الاجيال الا من خلال عائل اخر (الانسان) نظرا لكونه لا ينتقل عن طريق الجينات او يخضع فى انتقاله لقوانين الوراثة الخاصة بالعوائل التى يتطفل عليها , فى نفس الوقت الذى لن يستطيع فيه ان يتردد فى تطفله ودورة حياته بين عائلين , او بمعنى اخر يضيف عائل اخر لدورة حياته الا من خلال التطور , لانه يحتاج فى ذلك (الجمع بين عائلين ) الى تطوير ذاته واجهزته والياته , ومقومات حياته , واساليبة فى التناسل والتكاثر , وقدراته على التكيف والتعايش , الى الدرجة التى تجعله يتوافق ويتعايش مع عائلين لا عائل واحد , تلك الرحلة التطورية التى سوف تبدأ من العائل الاول (من طرق انتقال الطفيل بين العوائل يظهر لنا بوضوح شديد ان العائل الثانى لا محالة هو الانسان وذلك يعنى ان الطفيل بدأ تطفله من البعوضة ) وتنتهى فى الثانى تحتاج الى عدة ملايين من السنين بينما المدى الزمنى المتاح للطفيل ليتم هذه الرحلة هو عمر البعوضة فقط الذى لا يتعدى اكثر من عدة ايام , وتلك الايام القلائل لا تكفى لاحداث طفرة او تغير لصفة ؟ , فما البال اذا كان الامر يحتاج الى تغيرات كاملة فى الاعضاء والاجهزة و اليات التكيف واساليب التكاثر وتناول الغذاء , ليتوافق الكائن كما قلنا سابقا من النواحى الجنسية والمعيشية مع الخريطة التشريحية للعائل الثانى مع حفاظه على توافقه مع الخريطة التشريحية للعائل الاول ..
وبالتالى إن لم يكن الطفيل مخلوق من البداية بكل ما يتمتع به الآن من مقومات حياة وتراكيب معقدة ومحتوى جيني متكامل وآليات للتكاثر و التكيف تمكنه من إتمام دورة حياته بالصورة التي نراه بها الآن , فإن العمر القصير للبعوضة لن يمهله أو يعطيه فرصة للتطور .. فيصل لشكله الحالى , فبموت البعوضة سوف يموت الطفيل قبل الارتقاء لاى درجة من درجات التطور ..مما يحتم أن يكون الطفيل مخلوق كما هو الآن بشكله الحالي بكل ما ذكرناه سابقا من آليات وبرامج من لحظة وجوده على سطح الأرض بأعداد كبيرة داخل كلا العائلين , مفردات هنا ومفردات هناك فى نفس الوقت وبلا ترتيب .
لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
ها هى دورة حياة الملاريا .. تتجلى فيها كل مظاهر عناية الخالق بمخلوقاته وقيامه لهم بالإمداد والرعاية فهى ظاهرة -بلا جهد أو مشقة- لمن أراد أن يبحث عن الحقيقة أو يجعل لشكه نهاية.
حقاً .. فقد جسدت هذِه المخلوقات الصغيرة كل أدلة الرعاية والخلق الدقيق بشكلٍ محسوس ومُبهِر .. ويَكفي أنها أظهرت الإلهام الصارخ .. وفيها يظهر استقلال الخلق دالاً على الخلق والإيجاد، وفيها يظهر الترتيب المسبق دالاً على العلم الكامل والمحيط، ومن يريد أكثر من ذلك.
برغم أن الشك فى بعض الاحيان يعمي البصر والبصيرة ويجعل الإنسان يشك فى كل شىء حتى المسلمات والبدهيات .. إلا أنه لا يمكن أن يصمد أمام تضافر الأدلة.
فمن تخلى عن عقله وشك فى كون دورة حياة البهارسيا وليدة الإتفاقات والمصادفات .. فلن يُمكِن لمن تبقى له مسحات من العقل أن يقبل بأن تتكرر هذه المصادفات والإتفاقات مرة أخرى لنفس المخلوق أو تتكرر بشكل مختلف في مخلوق آخر .. ناهيك أن تتكرر لعشرات الكائِنات تتباين في الشكل وأساليب الغِذاء وطرق التكاثر وكيفية التطفُل وتجمع بين اكثر من عائل فى نفس الوقت داخل ذلك العالم (عالم الطفيليات)، مما يجعل كل منهم حالة مستقلة يمكن أن نصل بالتفكر فيها إلى النتائج السابقة (استقلال الخلق – الالهام الصارخ).
إن أضفنا لهذا الكم الهائل من الكائنات بعض أنواع الفطريات ممن تحدث دورات حياتها فى إطار سيناريوهات مشابهة للبلهارسيا والملاريا كفطر Pilobolus crystallinus او قاذف القبعة فسوف يكون لدينا أعداد أخرى لا حصر لها من المخلوقات الغنية بالإشارات والدلالات الداحضة للتطور والدالة على الخالق .. تقف أمام جميع من غيبوا عقلهم وتركوه ليقتنعوا بما هو تقرر عقلاً استحالته من تتكرر المصادفات بهذا الشكل وبهذه الدقة وبهذا الإنفصال في الدورة نفسها إلى التكرار لنفس المخلوق بنفس الكيفية تماما
فى الإلهام والرعاية الأمر يتسع أكثر من ذلك، حيث نجد أن الأمر لا يقتصر فقط على الطفيليات والفطريات .. بل يمتد ليشمل كافة المخلوقات على ظهر الأرض حتى الخلايا والأجهزة والأنسجة والأعضاء لها نصيب من ذلك .. ويتجسد هذا كله في الإنسان في عدة أمور منها الرضاعة ومنها أيضاً عدة مشاهد تظهر بصورة غير تقليدية في خروج بويضة الأنثى من الحويصلة أو الجسم الأصفر وتنتهى بحدوث المخاض ..
عندما نتفكر فى هذه المشاهد العجيبة نجد أمامنا الكثير من الأسئلة وعلامات التعجب (!!) .. والتي لا يُمكن تفسيرها بأي حال من الأحوال بالمصادفة أو العشوائية أو الإتفاقات والإنتقاء في الطبيعة والحياة بشكل عام
فهى إن دلت فإنما تدل فقط -وذلك لأصحاب العقول- على أن هناك صانع مُبدِع خالق خلق هذه المخلوقات ولم يتركها هكذا بل اعتنى بِها بكل دِقة واهتمام وخلقها بشكل مُعجِز تعجز عن تداركه العقول وتقف حائرة عاجزة عن الإتيان بمِثله مع كل ما توفر من معلومات وتكنولوجيا .....
المفضلات