صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 31
 
  1. #11
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في العقيدة الطحاوية ([7]) :
    «ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه
    تفضيلاً له وتقديمًا على جميع الأمة
    ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
    ثم لعثمان رضي الله عنه
    ثم لعلي رضي الله عنه ».

    قال ابن أبي العز رحمه الله في شرح هذه الجملة:
    «أي: ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رحمه الله، لما قتل عثمان، وبايع الناس
    عليًا صار إمامًا حقًا واجب الطاعة،وهو الخليفة في زمانه خلافة النبوة،كما دل عليه حديث سفينة،أنه قال:

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (خلافة النبوة ثلاثون سنة،
    ثم يؤتي الله ملكه من يشاء) ([8])

    وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر
    وخلافة عمر عشر سنين ونصفًا
    وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة
    وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر
    وخلافة الحسن ابنه ستة أشهر.


    وبناء على الحديث السابق:
    فالحسن ([9]) خامس الخلفاء الراشدين،ولو أن مدته كانت قصيرة.

    وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه ،
    وهو خير ملوك المسلمين،
    لكنه إنما صار إمامًا حقًا
    لما فوض إليه الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة...» ([10]) .


    فتأمل كيف أن أهل السنة
    يثبتون الخلافة من أبي بكر إلى تنازل الحسن وصلحه مع معاوية
    وأن الملك يبدأ من تولي معاوية الحكم سنة أربعين من الهجرة
    وهذا بناءً على الحديث السابق.


    =================
    ([7]) وعقيدة الإمام الطحاوي وهو من كبار علماء الحنفية
    من أهم أصول عقائد أهل السنة التي يدرسونها في جامعاتهم ومعاهدهم الشرعية.
    وهي المقررة في جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله،
    وفي جامعة أم القرى وغيرها.

    ([8])أبو داود (ح: 4646)، أحمد (5/220، 221)، ابن حبان (ح: 6657).

    ([9])من أحسن من كتب عن سيرته الدكتور علي الصلابي في كتابه:
    خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين:
    الحسن بن علي بن أبي طالب، شخصيته وعصره.

    ([10])شرح العقيدة الطحاوية (ص: 722) تأمل في النص وهو في كتاب عقيدة؟!





  2. #12
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    ثم قال ابن أبي العز رحمه الله
    بعد أن ساق خلاف علي مع معاوية رضي الله عنهما:
    «والحق مع علي رضي الله عنه
    فإن عثمان رضي الله عنه لما قتل
    كثر الكذب والافتراء على عثمان
    وعلى من كان بالمدينة من أكابر الصحابة
    كعلي وطلحة والزبير
    وعظمت الشبهة عند من لم يعرف الحال،
    وقويت الشهوة في نفوس ذوي الأهواء والأغراض
    ممن بعدت داره من أهل الشام،
    ومحبي عثمان تظن بالأكابر ظنون سوء،
    وبُلغَ عنهم أخبار، منها ما هو كذب،
    ومنها ما هو محرف، ومنها ما لم يعرف وجهه...» ([1]).



    فتأمل!
    كيف أن أهل السنة يرون أن الحق مع علي رضي الله عنه
    لأنهم لا يجاملون أحدًا لكن يقولون الحق.
    وأيضًا هم يعتذرون لجميع الصحابة
    سواءً كان عليًا أو معاوية أو غيرهما رضي الله عنهم أجمعين.

    ثم إنهم يقولون:
    إن ما ينسب لعلي رضي الله عنه أو غيره من الصحابة
    لا يخلو من أحد أربعة أمور:
    الأول: إما أنه كذب عليهم رضي الله عنهم.
    الثاني: وإما أنه محرف عن حقيقته،
    فزيد فيه أو نقص، وغُيِّر عن وجهه.
    الثالث: وإما أن له سببًا لم يعرف.
    الرابع: وإما أنهم مخطئون فيه باجتهاد
    والله هو الذي سيحاسبهم وليس نحن.

    ثم قال رحمه الله عما جرى من الفتن في عهد علي رضي الله عنه:
    «والفتن التي كانت في أيامه قد صان الله عنها أيدينا
    فنسأل الله أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه» ([2]) .


    =================
    ([1]) المصدر السابق: (ص: 723). وانظر: مجموع الفتاوى (3/406).
    ([2])شرح العقيدة الطحاوية (ص: 724-725).





  3. #13
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    وقـفـــة
    من المغالطات الكبرى التي صدقها كثير من الاثني عشرية
    وانتشرت واستقرت كحقيقة مسلمة في أذهانهم
    بلا برهان ولا دليل بينهم
    -وصف أهل السنة بأنهم نواصب.
    ولم يفرقوا بينهم وبين الخوارج،
    وقد جرى بيني وبين بعض مثقفي الشيعة


    بل بعضهم من مدرسي الحوزة:
    حديثاً عن الإباضية([1]) ، فلم يعرفوهم
    وجعلوهم من أهل السنة!!!
    ومن له معرفة بكتب أهل السنة
    يجد نقدهم للنواصب صريحًا واضحًا
    وكذلك تبديعهم للخوارج
    بل جعلهم من رؤوس الضلال.

    واقرأ معي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي رُمي بالنصب حيث يقول رحمه الله:
    «وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله

    أو رضي بذلك فعليه لعنة الله

    والملائكة والناس أجمعين» ([2]).


    وانظر إلى كلامه في نفس المرجع حول هذه القضية.
    ويقول الألوسي في حق النواصب
    المنكرين لخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :


    «والأدلة كثيرة من الطائفتين ([3])
    على من ينكرها من النواصب
    عليهم من الله ما يستحقون» ([4]) .


    ويبين محمد صديق حسن خان القنوجي
    معتقد أهل السنة في الصحابة وآل البيت فيقول:


    «ويتبرؤون من طريقة الروافض والشيعة
    الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم،وطريقة النواصب والخوارج

    الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل» ([5]) .


    =================
    ([1]) الإباضية: إحدى الفرق الأربع الكبرى من فرق الخوارج،
    توافق الخوارج في أغلب الأصول، ومذهبهم هو المذهب الرسمي لدولة عُمان.
    انظر: فرق معاصرة. د. غالب العواجي (1/106-160)،
    الموسوعة الميسرة (1/62-68)،
    الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام. د. ناصر العقل (ص: 61-109).

    ([2])مجموع الفتاوى (4/387).
    ([3])أي: أهل السنة والشيعة.
    ([4])روح المعاني (18/205).
    ([5])قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (1/97).





  4. #14
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    حقوق آل البيت
    عليهم السلام

    لآل البيت عليهم السلام عند أهل السنة والجماعة حقوق وواجبات،

    ومنها ما يلي:


    - أولاً:

    حق الموالاة والمحبة،

    فتجب محبتهم لإيمانهم،
    وتجب محبتهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
    حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    «أذكركم الله في أهل بيتي» ([1]) ؛

    ولحديث:
    «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي» ([2]) ،

    ولقوله تعالى:
    { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }
    [الشورى: 23].


    وهذه الآية لها معنيان:
    أحدهما السابق،والآخر:
    أن تحبوني لقرابتي فيكم؛
    فإنه لا يخلو بطن في قريش إلا وله صلة قرابة به صلى الله عليه وسلم .


    - ثانيًا:

    حق الدفاع والذب عنهم؛

    فيجب منع ما يؤذيهم ورفعه عند وقوعه،

    وقد تقدَّم أنَّ من عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت

    تحريم إيذائهم أو الإساءة إليهم بقول أو فعل،
    فقد روى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:


    «والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة،

    إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ:

    أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق» ([3]) .


    وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه :

    «أنه اشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم

    أن بعض قريش يجفو بني هاشم،

    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    والذي نفسي بيده لا يؤمنون

    حتى يحبوكم لله ولقرابتي» ([4]) .
    =================
    ([1]) تقدم تخريجه.
    ([2])تقدم تخريجه.
    ([3])رواه مسلم (ح: 78).
    ([4])تقدم تخريجه.





  5. #15
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    - ثالثاً
    حق تبرئة ساحتهم
    مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا،
    وهذا من المطالب العالية.

    فإن الدفاع عنهم لا يعني مجرد الرد على من يسبهم وتعزيره وتأديبه،بل يشمل ذلك
    ويشمل الرد على من غلا فيهم، وأنزلهم فوق منزلتهم؛

    فإن ذلك يؤذيهم
    وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    كتابه الكبير (منهاج السنة) في الرد على من غلا فيهم.
    ومما يؤكد أن الغلو فيهم يؤذيهم:
    ما جاء في رجال الكشي([1])
    عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين

    عليهما السلام حيث قال:
    «إن اليهود أحبوا عزيرًا حتى قالوا فيه ما قالوا،
    فلا عزير منهم ولا هم من عزير،
    وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا،
    فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى
    وإنا على سنة من ذلك
    إن قومًا من شيعتنا سيحبوننا
    حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير،
    وما قالت النصارى في عيسى بن مريم،
    فلا هم منا ولا نحن منهم» ([2]) ([3]) .

    - وقد أنكر جمع من علماء الشيعة على الغلاة منهم
    وذكروا أشياء كثيرة من الغلو،لكن مع مضي القرون
    أصبح هذا الغلو من ضروريات مذهب الاثنى عشرية وعقائدهم حتى قال أحد كبار علمائهم
    – عبد الله محمد المامقاني أكبر شيوخهم في علم الرجال في هذا العصر –

    قال: «إن القدماء – يعني من الشيعة –
    كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب الشيعة غلوًا وارتفاعًا
    وكانوا يرمون بذلك أوثق الرجال
    كما لا يخفى على من أحاط خبرًا بكلماتهم» ([4]) .


    =================
    ([1]) أهم وأقدم كتب الرجال عند الشيعة،
    ألفه أبو عمرو محمد بن عمر الكشي من شيوخهم في القرن الرابع الهجري،
    وقد هذبه شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتابه (اختيار معرفة الرجال)
    وهو المتداول المشهور.
    ([2])رجال الكشي (ص: 111).
    ([3])وانظر أيضًا الروايات عن أئمة آل البيت التي تبين تأذيهم من الغلو فيهم (ص: 51-52).
    ([4])تنقيح المقال (3/23) في علوم الرجال،
    وله عدة مؤلفات، ولد عام: 1290 ت 1351
    انظر الأعلام للزركلي (4/79).





  6. #16
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    _ رابعًا:
    مشروعية الصلاة عليهم

    وذلك عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة،
    وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ...
    فقد جاء في هذا عدة نصوص؛

    كقوله تعالى:
    { إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
    صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب: 56]

    وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم
    عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؛ قال:
    ( قولوا:اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت
    على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد،كما
    باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم ) ([1])

    فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛
    لأن ذلك مما تقرُّ به عينه
    ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.

    وقد ألف ابن القيم رحمه الله كتابًا مستقلاً
    في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سماه:
    «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام
    على محمد خير الأنام»

    وقد بين فيه أن الصلاة على آل البيت حق لهم دون سائر الأمة،بغير خلاف بين الأئمة ([2]) .

    لكن قد يورد البعض مسألتين:
    الأولى:
    أن أهل السنة كثيرًا ما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر (الآل)
    فيقولون: صلى الله عليه وسلم.

    والثانية:
    أن أهل السنة إذا صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم
    في بداية الكلام يضيفون مع الآل الأصحاب،
    فيقولون: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

    والجواب عن المسألة الأولى أن يقال:
    الأمر في ذلك واسع؛فقد أمر الله في القرآن
    بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الآل؛
    كما قال سبحانه:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة الأحزاب: 56]

    فإن ذكر الآل فأمر حسن،وإن لم يُذكروا فالأمر فيه سعة.
    وأما الجواب عن المسألة الثانية:
    فإن الله أمر نبيه بالصلاة على أصحابه في قوله:
    {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ }[التوبة: 103]،

    ونحن مأمورون بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم ،
    فذكرهم في الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه سعة
    وهو من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .


    =================
    ([1]) مسلم: كتاب الصلاة،
    باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/305) رقم (405).
    وقد وردت الصلاة الإبراهيمية بعدة روايات بينها بعض الاختلافات اليسيرة.
    انظر المصدر التالي.
    ([2])جلاء الأفهام (1/224).





  7. #17
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    - خامسًا:
    حقوق آل البيت عليهم السلام
    عند أهل السنة حقهم من الخُمس ([1])


    لقوله تعالى:
    { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىوَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ }
    [الأنفال: 41]


    ولما نزلت هذه الآية تورع بعض الصحابة رضي الله عنهم عن الغنائم فأنزل الله تعالى بعدها:
    { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا }

    أي: غنمتم في الحرب،وقوله تعالى
    { مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ[الحشر: 7].


    وثبت في السنة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
    ( سمعت عليًا يقول:
    ولّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم خُمس الخُمس
    فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وحياة أبي بكر، وحياة عمر فأُتي بمال فدعاني، فقال: خذه،

    فقلت: لا أريده، قال: خذه؛ فأنتم أحق به،
    قلت: قد استغنينا عنه.
    فجعله في بيت المال )
    رواه أبو داود ([2]) .


    ففي الخمس سهم خاص بذي القربى
    وهو ثابت لهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وهو قول جمهور العلماء، وهو الصحيح ([3]) .


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
    «فآل بيت النبي صلى الله عليه وسلملهم من الحقوق ما يجب رعايتها
    فإن الله جعل لهم حقًا في الخمس والفيء،وأمر بالصلاة عليهم
    مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم» ([4]) .


    لكن أهل السنة – بخلاف الشيعة – يقولون:
    إنهم يعطون من خمس الغنائم
    وليس من خمس الأموال
    فليس في الإرث خمس
    وكذا في المسكن والسيارة وغيرها؛لأن الله يقول:
    { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ }
    [الأنفال: 41]

    فقال: { أَنَّمَا غَنِمْتُمْ }
    ولم يقل: من أموالكم.

    وقد اضطربت الاثنا عشرية
    بعد غيبة الإمام الثاني عشر
    اضطرابًا كبيرًا بسبب الخمس،
    حيث ظهرت مشكلة:
    إلى من يسلم الخمس،
    وماذا يصنع به؟
    يبين هذا الاضطراب الشيخ المفيد([5]) حيث يقول:
    «قد اختلف قوم من أصحابنا في ذلك – أي: الخمس – عند الغيبة،وذهب كل فريق إلى مقال
    فمنهم من يسقط إخراجه لغيبة الإمام،
    وما تقدم من الرخص فيه من الأخبار.
    وبعضهم يوجب كنزه – أي: دفنه –
    ويتأول خبرًا ورد
    «إن الأرض تظهر كنوزها عند ظهور الإمام،وأنه (ع)
    إذا قام دلَّه الله على الكنوز فيأخذها من كل مكان.

    وبعضهم
    يرى صلة الذرية وفقراء الشيعة على طريق الاستصحاب.

    وبعضهم
    يرى عزله لصاحب الأمر،فإن خشي إدراك الموت قبل ظهوره
    وصى به إلى من يثق به في عقله وديانته
    حتى يسلم إلى الإمام إن أدرك قيامه،
    وإلا وصَّى به إلى من يقوم مقامه في الثقة والديانة»
    ثم على هذا الشرط إلى أن يظهر إمام آخر الزمان.

    ثم قال بعد ذلك:
    «وإنما اختلف أصحابنا في هذا الباب لعدم ما يُلجأ إليه من صريح الألفاظ...»([6]) .

    فالقول الوحيد المستند إلى الأخبار الواردة عن الأئمة
    من بين كل الأقوال التي استعرضها الشيخ المفيد

    هو القول الأول
    الذي يسقط إخراج الخمس.
    فهذا القول الذي تؤيده الروايات وهي كثيرة تدل على سقوط الخمس،ويمكن الرجوع إلى أصول الكافي (1/408)
    ومن لا يحضره الفقيه (2/22).


    =================
    ([1]) أي خمس الغنيمة والفيء،
    وهي ما غنمه المسلمون من الكفار من أموال، سواء بحرب أو بدونها،
    ولا يدخل فيه ما اكتسبه المسلمون من غير هذا الطريق.
    قال في لسان العرب (12/446):
    (وقد تكرر في الحديث ذكر الغنيمة والمغنم والغنائم،
    وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون الخيل والركاب).

    ([2])أبو داود (2983)، والحاكم (2/140).
    ([3])انظر: المغني (9/288)،
    كما توجد رسالة صغيرة لشيخ الإسلام ابن تيمية
    في حقوق آل البيت اعتنى بها أبو تراب الظاهري.
    ([4])مجموع الفتاوى (3/407).
    ([5])إمام الشيعة في زمانه. محمد بن محمد بن النعمان،
    له نحو مائتي مصنف. ص: 413. انظر الأعلام للزركلي (7/21)،
    وسير أعلام النبلاء (17/344).
    ([6])المقنعة للشيخ المفيد (ص: 46).





  8. #18
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    - سادسًا
    اليقين الجازم


    بأن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته
    هو أشرف أنساب العرب قاطبة؛

    فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
    «إن الله اصطفى بني إسماعيل،واصطفى من بني إسماعيل كنانة،واصطفى من كنانة قريشًا،واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

    - سابعًا:
    ومن هذه الحقوق:
    تحريم الزكاة والصدقة عليهم؛
    وذلك لكرامتهم
    وتنزيههم عن الأوساخ

    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد»([1]).


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    «وأما تحريم الصدقة فحرَّمها عليه وعلى أهل بيته تكميلاً لتطهيرهم، ودفعًا للتهمة عنه؛كما لم يورث، فلا يأخذ ورثته درهمًا ولا دينارًا» ([2]) .


    هذه هي أهم الحقوق
    التي أوجبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
    لآل بيت النبي عليهم السلام
    اقتصرنا فيها على ما اشتهر نصه وذاع أمره
    خشية الإطالة وحرصًا على الاختصار
    فالواجب على كل مسلم مراعاتها ومعرفتها
    واتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم تجاهها
    فضلاً عن محبتهم وتوقيرهم.


    =================
    ([1])صحيح مسلم (ح: 1072).
    ([2])مجموع الفتاوى (19/30).






  9. #19
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    أما شروط من يستحق هذه الحقوق من آل البيت
    فهو من تحقق فيه شرطان، وهما:

    أولاً: الإسلام:
    فلا يستحق الكافر تلك الحقوق ولو ثبت نسبه،
    لأن المعيار والمقياس
    في دين الإسلام هو التقوى، لا النسب،يقول تعالى:

    { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات: 13]،

    وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتماد على النسب تحذيرًا بليغًا

    فقال:
    «يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله
    لا أغني عنكم من الله شيئًا،يا عباس بن عبد المطلب!

    لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية!
    عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    لا أغني عنكِ من الله شيئًا،يا فاطمة بنت محمد!
    سليني من مالي ما شئت،لا أغني عنك من الله شيئًا» ([1])

    وقال:
    «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد،وإن أباكم واحد،
    ألا لا فضل لعربي على أعجمي،ولا لعجمي على عربي،
    ولا لأحمر على أسود
    ولا أسود على أحمر
    إلا بالتقوى» ([2])

    ومعلوم ما نزل في أبي لهب من الدعاء عليه
    بالحسرة والندامة بسبب كفره وطغيانه.

    ثانيًا: ثبوت النسب
    فلا يجوز الانتساب إلى آل البيت إلا بحق
    وقد جاء الوعيد الشديد لمن انتسب إلى غير أبيه
    أو ادعى قومًا ليس له فيهم نسب،ففي الصحيح ([3])
    عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
    سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

    (ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله
    ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار).

    فالواجب على من ينتسب إلى أهل البيت المطهر واللائق به
    أن يكون من أولى الناس حظًا بتقوى الله وخشيته،
    واتباع طريقة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قولاً وعملاً، باطنًا وظاهرًا
    فإنه بذلك تجتمع فيه الفضيلتان

    – وأنعم بهما من فضيلتين -:
    فضيلة الإيمان والتقوى
    وفضيلة الانتساب
    إلى بيت النبوة عليهم السلام.


    =================
    ([1]) صحيح البخاري (ح: 2602)، صحيح مسلم (ح: 206).
    ([2])رواه أحمد (5/411)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
    ([3])صحيح البخاري (ح: 3317)، صحيح مسلم (ح: 61).





  10. #20
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    إذًا:
    من الحقوق التي اعتقدها أهل السنة والجماعة

    لآل البيت عليهم السلام:

    - حق الموالاة والمحبة
    - حق الدفاع والذب عنهم.
    - حق تبرئة ساحتهم مما ينسب إليهم كذبًا وزورًا.
    - مشروعية الصلاة عليهم.
    - حقهم من الخمس.
    - اليقين الجازم بأن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته هو أشرف الأنساب.
    - تحريم الزكاة والصدقة عليهم.





 

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف تعالج نفسك بنفسك بالرقية الشرعية
    بواسطة abbadi في المنتدى الطب النبوي والتداوي بالأعشاب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-01-17, 06:10 PM
  2. الدورة التعليمية في العلوم الشرعية
    بواسطة المشتاقة لرضي ربها في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-12-05, 01:23 AM
  3. عالج مريضك بالرقية الشرعية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-04-19, 06:48 PM
  4. الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية
    بواسطة way_2_islam في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-01-11, 12:43 PM
  5. البكاء وأنواعه ومنهم الذين تبكي عليهم السماء
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2008-09-05, 07:13 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML