صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24
 
  1. #11

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الرسول يستعير السلاح من مشرك

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد
    فإن الله بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام وأمره أن يبلغ رسالة ربه وقال له : (( يأيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ))
    وصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أمره ربه تنفيذاً لقوله تعالى :
    (( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )) واشتدت عداوة المشركين لهذا الدين الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكان من عتاة الجبارين الذين آذوا رسول الله ومن آمن معه ثلاثة تملكتهم حمية الجاهلية فكانوا حرباً على الإسلام والمسلمين وهم : أبو سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، وصفوان بن أمية ، وقد دعا عليهم الرسول في صلاته فأنزل الله عليه قوله تعالى :
    (( ليس لك من الأمر شيء ، أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ))
    وكف الرسول عن الدعاء عليهم . ولما أعز الله دينه ونصر رسوله وتم فتح مكة ، قال عمر : لئن أمكنني الله من هؤلاء لأعرّفنّهم ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم وقال لهم : ( مثلى ومثلكم كما قال يوسف لإخوته : (( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )) . ) قال عمر : فانفضحت حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قال أهل السير : ولما فتح الله مكة على رسوله أطاعت له قبائل العرب كلها وأسلموا إلا هوازن وثقيف قصدوا محاربة المسلمين واجتمعوا على ذلك فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيش يبلغ اثني عشر ألفاً ، وكان في حاجة إلى بعض السلاح فذكر له أن صفوان بن أمية يملك أدرعاً وسلاحاً فأرسل إليه – وهو يومئذ مشرك – فقال : يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا نلقى به عدونا . فقال : أغصباً يا محمد ؟ قال : بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك . قال صفوان : ليس بهذا بأس . فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح .
    وهكذا تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صفوان قبل إسلامه تعاملاً لا إكراه فيه وهو المنتصر الظافر ، وهدى الله صفوان إلى الإسلام فكان من خير الأصحاب فيما بعد . ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .





  2. #12

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    شجاعة بدّلت الهزيمة نصراً



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في أعلى درجات الشجاعة ، وله مواقف كثيرة تشهد بشجاعته ورباطة جأشه وثقته في نصر الله له ولدينه الذي أرسله به ، ومن أعظم مواقفه الشجاعة موقفه في غزوة حنين ، فقد حدث بعد أن فتح الله مكة على المسلمين في السنة الثامنة من الهجرة ، أن امتنعت بعض القبائل الشرسة القوية المتغطرسة عن الاستسلام وفى مقدمة هذه القبائل هوازن وثقيف واجتمع بطون من نصر وجشم وسعد بن بكر وناس من بني هلال وقد رأت هذه البطون من نفسها عزاً وأنفة أن تخضع لانتصار المسلمين في فتح مكة ، واجتمعت إلى قائدها مالك بن عوف واستعدت للقتال ، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم السبت السادس من شهر شوال في السنة الثامنة من الهجرة وكان عدد جيش المسلمين اثني عشر ألفاً ، ونظر بعضهم إلى هذا الجيش معجباً بكثرته وقال : لن نهزم اليوم من قلة .

    وكان من أمر مالك بن عوف أن سبق المسلمين إلى وادي حنين وفرق كمائنه – جمع كمين – في الطرق والمداخل والشعاب والمضايق فلما وصل المسلمون إلى الوادي وشرعوا ينحدرون فيه فاجأهم الرماة بالنبال تمطر عليهم من كل جانب وقد شدت كتائب العدو عليهم شدة رجل واحد ، وكان للمفاجأة أثرها فتفرق جيش المسلمين وولى جنوده مدبرين وكانت البداية توحي بالهزيمة في هذه المعركة .

    وهنا تجلّت شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تفرق جيشه ولم يبق معه إلا عدد قليل من المهاجرين وأهل بيته . فلم تهزه المباغتة ولم يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً ، فأخذ يدفع بغلته نحو العدو معلناً عن نفسه قائلاً :

    أنا النبي لا كذب – أنا ابن عبد المطلب

    وأمر عمه العباس أن ينادى على الناس وكان جهير الصوت فلما سمعوا نداءه قالوا : لبيك يا لبيك وعادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتدم القتال وكتب الله النصر للمؤمنين وغنموا غنائم كثيرة من الإبل و الأغنام والأموال والسبايا ، وأعز الله دينه بثبات رسوله وشجاعته في هذا الموقف العصيب وسجل القرآن ذلك في قول الله تعالى : (( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذّب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )) .

    وهكذا تبدلت الهزيمة نصراً بهذا الموقف الشجاع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنصر الله لعباده المؤمنين .





  3. #13
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم على الموضوع الرائع وحفظ الله الشيخ عبد الرحمن العدوي










  4. #14

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الرسول يعلم خادمه

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن شباب الأمة هم عدتها وعتادها ومعقد آمالها في سلامة الحاضر وعظمة المستقبل ، والعناية بالشباب هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الحضارات وتقدم العلوم وازدهار النمو والتقدم في كل المجالات ولذلك عنى الإسلام عناية كبيرة بتربية الشباب من وقت مبكر والمحافظة عليهم من الوقوع في حبائل الشيطان وغوايته ، فإن الإنسان في هذا الوقت من العمر أقرب ما يكون من الاستجابة للشهوات والسعي لتحقيق الملذات ، وهو لذلك في حاجة إلى حمايته ومساعدته على اجتياز هذه المرحلة في أمان وبعد عن الموبقات والمهلكات ورذائل الأخلاق .


    والله سبحانه وتعالى يقرر في كتابه الكريم أن السمع والبصر والفؤاد وسائل العلم والمعرفة والتكوين النفسي والعاطفي للإنسان فيقول جل شأنه :

    (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) وهو سبحانه يحذرنا من الانحراف بهذه الأجهزة ويخبرنا بأنه سائلنا عنها وعن استخداماتها وكيفية الانتفاع بها فيقول :

    (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً )) ولذلك فإن واجب من بيدهم التوجيه والتربية أن يحفظوا هذه الوسائل من التأثر بملوثات البيئة أو الصحبة أو مغريات الفساد التي تقتحم السمع والبصر والفؤاد وتؤثر فيهن تأثيراً ضاراً . فقد علمنا الله تعالى أن نحفظ أسماع أولادنا وأبصارهم منذ الصغر فلا يسمع الطفل هجراً من القول ولا ينظر إلى عورة محرمة وذلك بتعليم الأطفال الاستئذان في ثلاثة أوقات لها حساسيتها في السمع والبصر وفى التفكير كذلك .

    (( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم )) حتى إذا كبر الطفل وبلغ مبلغ التكليف وجب عليه الاستئذان في كل الأوقات . وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم أنساً خادمه أن يستأذن .

    يقول أنس : كنت خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم أدخل بغير استئذان فجئت يوماً فقال : ( كما أنت يا بني – فإنه قد حدث بعدك أمر لا تدخلنّ إلا بإذن ) وكان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي يركب وراءه على الدابة – فجاءت امرأة تستفتيه وجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل الرسول يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ويقول : ( رأيت جارية حدثه وغلاماً حدثاً فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان ) .

    هذه مواقف تعلمنا أن نصون الشباب ونربيه على الفضائل ونمنع عنه المؤثرات التي تفسد فطرته التي فطره الله عليها .





  5. #15

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    هذا الدرس لا ينسى



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيادته لدولة الإسلام كان يربى أصحابه على تعاليم الإسلام الفاضلة ، ويأخذهم بها قولاً وعملاً ، وإذا حدث من أحدهم انحراف عن هذه التعاليم أو إهمال لبعضها سارع الرسول العظيم إلى المنبر وجعلها موعظة عامة تصحح الخطأ وترد النفوس إلى الصواب الذي يرضى الله ورسوله ، وكان صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواعظ لا يشهّر بأحد ولا يذكر المخطئ باسمه أو لقبه أو كنيته حتى لا يفضحه على رؤوس الأشهاد ، وذلك من الأدب الإسلامي الرفيع الذي يجب التمسك به والحرص عليه في حياتنا .

    وكان من بين حاجات الدولة أن يبعث الرسول عمالاً إلى القبائل والبطون يجمعون الصدقات التي فرضها الله على الأغنياء وجعلها حقاً ثابتاً للفقراء وحدد مصارفها وامتدح الذين يؤدون زكاة أموالهم وجعلهم من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة .

    فقال جل شأنه (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون )) وقال سبحانه : ((والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ))

    وكان من تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يرسلهم لجمع الصدقات ألا يأخذوا من الناس كرائم أموالهم ونفائس مقتنياتهم التي يعتزّون بها ويفرحون بتملكهم إياها فيقول لعامله في جمع الصدقة ( وإياك و كرائم أموالهم ) أي احذر أن تأخذ النفيس من أموال دافعي الزكاة فإن ذلك يوغر الصدور ويخرج الأضغان ، ويجعل العطاء ثقيلاً على قلب المتصدقين ، وكان يأمر عماله كذلك ألا يأخذوا لأنفسهم شيئاً من أموال الصدقة إلا ما يعطيه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مما خصصه الله لهم من سهم ( العاملين عليها ) أي أجور الذين يجمعونها ويحفظونها ويعملون على صيانتها وتوصيلها إلى رسول الله يوزعها على مستحقيها . وكان الذين يختارهم الرسول لجمع هذه الأموال من الأمانة بالدرجة التي يطمئن بها إلى سلامة تصرفهم وحسن أدائهم وخشيتهم من الله .

    غير أنه حدث ذات مرة أن أحد الذين بعثهم الرسول لجمع الصدقة أخذ بعض الأموال بحجة أنها هدية أهديت إليه وهو يظن أنها من حقه وأن قبولها لا يخدش أمانته في شيء .

    ولنستمع إلى راوي الحديث يذكر لنا تفاصيل هذه القصة وهو يقول :

    استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على الصدقات يقال له ( بن اللتبية ) فلما قدم بها قال : هذا لكم ، وهذا أهدى إلىّ ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد .. فإني استعمل الرجل منكم على العمل فيأتي ويقول : هذا لكم وهذه هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه أو أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً – والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة ، فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر – ثم رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يقول : اللهم هل بلّغت . رواه البخاري

    إن هذا الدرس لا ينسى ، وإن الوعيد فيه شديد لأولئك الذين يباشرون وظائف الدولة ويأخذون من أصحاب المصالح هدايا أو أموالاً يحسبونها حلالاً لهم و بئس ما يصنعون .





  6. #16

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي




    سلامة الصدور مطلب إسلامي


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ القمة العليا في مكارم الأخلاق وقد امتدحه الله تعالى بقوله : (( وإنّك لعلى خلق عظيم )) وهى شهادة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بعظمة أخلاقه ، وقد بعثه الله تعالى معلماً للإنسانية كلها فإن رسالته عامة لخلق الله جميعاً (( قل يا أيها النّاس إني رسول الله إليكم جميعاً )) ومما علمه الرسول للناس حسن الخلق والمحافظة على العلاقات بين الأفراد سليمة من كل شوائب الكراهية أو الحقد أو الغضب الذي يبعثه تأثر النفس وانفعالها لسبب ترى أن فيه إساءة إليها .

    وفى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على سلامة نفوس الناس بعضهم مع بعض نجده يعالج كل الأسباب التي قد تدعو إلى نفور الناس من بعضهم أو تشككهم في علاقاتهم فيقول صلى الله عليه وسلم ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) وهو بذلك يعالج موقفاً قد يحدث من بعض الناس دون انتباه لما يتركه هذا الموقف من الحزن أو الشك أو الهواجس في نفس رفيقهما الذي تركاه وتحدثا بعيدا عنه في سرية لا يسمع ما يقال فيها .

    ومن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية إلى المحافظة على سلامة نفوس الناس بعضهم مع بعض ، وإبعاد عوامل الكراهية والضغينة عن علاقاتهم نجده ينهى أن يخطب الخاطب على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له

    فإن الإنسان إذا تقدم لخطبة فتاة وأظهر لأهلها الرغبة في الزواج بها ، وكان منهم قبول وميل إلى إتمام هذا الاقتران ، فإنه لا يجوز لشخص آخر يعلم بهذا الأمر أن يسارع قبل إتمامه ويخطب هذه الفتاة مزاحماً الخاطب الأول ، وقد يكون فيه ميزات تجعل أهل الفتاة ينقضون وعدهم للأول ويرغبون الخاطب الثاني .

    هذا العمل وهو الخطبة على خطبة أخيه مما يبعث الضغينة في النفوس ويؤدى إلى العداوة والخصومة وقد تزداد العلاقة بينهما سوءاً فيحدث من المآسي ما لا تحمد عقباه . ولذلك جاء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخطب المرء على خطبة أخيه إلا إذا ترك الخاطب الأول وعدل عن رغبته في الاقتران أو أذن للثاني في أن يتقدم إليها ، وهذا الإذن دليل الرضا فحينئذ يجوز للثاني أن يتقدم دون خوف من حدوث العواقب السيئة .

    ومثل ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم أن يبيع الرجل على بيع أخيه أو يشترى على شراء أخيه ، وذلك يحدث من بعض الناس دون نظر إلى العواقب السيئة التي تترتب على هذا العمل ، فبعدما يتفق البائع مع المشترى على ثمن سلعة معينة ويتراضيا على ذلك يتدخل بائع آخر ويقول للمشترى أنا أبيعك هذه السلعة بثمن أقل مما اتفقتما عليه ، وهذا هو البيع على بيع أخيه .

    أما الشراء على شراء أخيه فصورته أن يتفق المشترى على شراء سلعة معينة بثمن معين فيتدخل شخص آخر ويقول للبائع أنا أشتريها منك بثمن أكثر ويفسد على المشترى الأول صفقته .

    وفى كلا الحالين يحدث النزاع والشقاق وغضب النفوس ، ولذلك جاء الإسلام بمكارم الأخلاق يعلم الناس كيف يحافظون على سلامة نفوسهم وحسن علاقاتهم حتى تكون حياتهم سعيدة هنيئة آمنة من كل سوء .





  7. #17

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    الرسول ينزل على رأى أصحابه

    بعد غزوة أحد وما أصاب المسلمين فيها ظن اليهود أن الفرصة سانحة للقضاء على المسلمين في حرب أخرى تتجمع فيها أحزاب الشرك والكفر وتهاجم المدينة لاستئصال شأفة المسلمين نهائياً ، ودبر اليهود هذا الأمر فخرج عشرون رجلاً من زعمائهم و سادات بني النضير إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو الرسول صلى الله عليه وسلم ويوالونهم عليه ووعدوهم بنصرتهم فأجابتهم قريش إلى ما طلبوا ، ثم خرج هذا الوفد إلى غطفان فدعوهم إلى مثل ما دعوا إليه قريشاً فاستجابوا لذلك ونجح ساسة اليهود وقادتهم في تأليب أحزاب الكفر من قريش وكنانة وحلفائهم من أهل تهامة ومن قبائل غطفان وهم بنو فزارة وبنو مرة وبنو أشجع كما خرجت بنو أسد وغيرهم وهاجم الأحزاب المدينة وفوجئوا بحفر الخندق حولها ولم يكن ذلك معروفاً في حروب العرب وإنما أشار به سلمان الفارسي وحفره المسلمون ، وجرت محاولات من المشركين لاقتحام الخندق وصدهم المسلمون واشتدت المراماة بينهم وقتل رجال من الجيشين ، وفى مواجهة هذه الشدائد في المعركة نقض بنو قريظة عهدهم وانضموا إلى المشركين وقاموا فعلاً ببعض عمليات الحرب وهددوا النساء و الذرارى في المدينة والمسلمون في شغل عنهم بالجيش الزاحف الذي يريد المدينة ومن فيها 0 وعرف الرسول والمسلمون موقف بني قريظة وغدرهم وتحرج الموقف وصار كما صوره الله تعالى بقوله : (( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )) وأشفق الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين من هذا الهول فأراد أن يخفف عنهم وفكر في أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفا بقومهما وتدب الفرقة في صفوف الأحزاب . واستشار الرسول في ذلك سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رئيسي الأوس والخزرج فقالا : يا رسول الله : إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً وطاعة ، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه ، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى – ضيافة – أو بيعاً . فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزنا بك نعطيهم أموالنا ؟ والله لا نعطيهم إلا السيف ، فصوب الرسول رأيهما وقال : إنما هو شيء أردت أن أصنعه لكم ، ولا نعطيهم إلا السيف .

    وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه وهكذا ظهرت قوة الإيمان أمام الشدائد الطاحنة واستحق المؤمنون نصر الله الذي هزم الأحزاب وحده .





  8. #18

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    من مواقف أمهات المؤمنين

    لا والله لا يخزيك الله أبدا

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فبهذه العبارة المطمئنة الباعثة على الثقة الطاردة للقلق والفزع استقبلت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجها الحبيب محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد جاءها ذات يوم يرجف فؤاده ، وتسرع دقات قلبه ، وهو يقول : زملونى زملونى ، فإن الخائف يشعر بالبرد في أطرافه وأعضاء جسمه ويكون في حاجة إلى الدفء الذي يعيد إليه هدوء نفسه، ولكن محمداً (صلى الله عليه وسلم ) وجد عند زوجه خديجة دفئاً من نوع فريد ، ليس دفء الغطاء والوسائد لكنه دفء نفسي جاء في كلمات حانية معبرة عن الثقة في حماية الله وعونه لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي لم تعهد منه إلا الخير ، ولم تر في عشرتها معه غير مكارم الأخلاق على مستوى لا يرقى إليه غيره من أهل بيئته فانطلق لسانها معبراً عما تكنه في نفسها من محبة واحترام وتقدير لهذا الزوج العظيم الكريم : ( لا . والله لا يخزيك الله أبدا ) .

    كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يتجهز للتعبد في غار حراء ليالي عدة ثم يعود فيتجهز لمثلها وقد حبب إليه البعد عن الناس والتعبد على دين إبراهيم عليه السلام وهو دين الوحدانية والتعظيم لله خالق السموات والأرض . وبينما هو في خلوته ذات ليلة من ليالي رمضان في غار حراء إذ فاجأه ما ليس في حسبانه ، وإذا بالملك جبريل يظهر له ويقول يا محمد اقرأ . ويجيب محمد صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ أي لست ممن يعرف القراءة ، فيأخذه الملك ويحتضنه في قوة أجهدته ثم أرسله وقال : اقرأ . قال : ما أنا بقارئ يقول محمد صلى الله عليه وسلم : فأخذني الثانية و غطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ ، فأخذني الثالثة و غطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني وقال :

    (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم )) .. واضطرب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وخاف من هول المفاجأة وأسرع إلى بيته لتلقاه زوجه خديجة وهو يقول : لقد خشيت على نفسي . ولم تفزع خديجة وهى ترى زوجها الحصيف الهادئ الرزين وقد تملكه الخوف ، فكان ثباتها هو المرفأ الآمن الذي استقرت عليه نفس محمد ( صلى الله عليه وسلم ) الذي جاءه الملك بالنبوة اصطفاءً من الله واختياراً له دون كسب أو سعى منه لها ، وجاءت كلمات خديجة في هذا الموقف باعثة للهدوء والطمأنينة في نفس النبي محمد صلى الله عليه وسلم قالت ( لا والله لا يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ) فكأنها بهذا تقيم الدليل على يقينها بأن الله لا يخزى محمداً أبدا ، فمن كانت هذه صفاته ، فكيف يخزيه الله العادل ، أو يمسه بسوء ، أو يتخلى عنه وتأكيداً لقولها المنبعث عن فطنة ورباطة جأش وسلامة فكر وثقة بعدل الله تعالى ، أخذت زوجها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وهو شيخ كبير قرأ كتب الأولين وعرف كغيره من أحبار أهل الكتاب أن نبي آخر الزمان قد آن وقت بعثته وأنه قد أظلهم زمانه ، وقالت خديجة : يا ابن العم ، اسمع من ابن أخيك . وقص محمد النبي ما جرى له في غار حراء ، واستمع ورقة ، وما لبث أن قال : أبشر يا ابن أخي فإنك نبي هذه الأمة الموعود به في كتب أهل الكتاب وإن ما رأيته هو الناموس الذي أنزل الله على موسى ، وليتني أكون فيها جذعاً إذ يخرجك قومك ، إذاً لنصرتك نصراً مؤزراً – وتعجب محمد النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : أو مخرجي هم ؟ قال ورقة : ما أتى أحد بمثل ما أوتيت به إلا أوذي . أي أن هذا شأن الأنبياء من قبلك ، فكن مستعداً لما يصيبك من قومك .

    وهدأت نفس محمد صلى الله عليه وسلم وأيقن أن الله قد اصطفاه نبياً ورسولاً

    وكان موقف أم المؤمنين خديجة بنت خويلد هو الدفء الذي أشاع في نفسه الهدوء وطرد عنه خوف المفاجأة . وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها بعد وفاتها بكل خير ، ويبدى من ضروب الوفاء لها ما كان مثار العجب عند بعض زوجاته ، فقد كانت أول من صدقه و آمن به ورزقه الله منها الولد ونزل جبريل عليه السلام يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئها السلام من ربها .

    سلام على خديجة من رب العالمين .





  9. #19

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    أم حبيبة وموقفها من أبيها


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فقد هاجرت أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب في الهجرة الثانية إلى الحبشة عندما اشتد إيذاء مشركى مكة لكل من دخل في دين الإسلام ، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة وقال عن النجاشي : إنه ملك لا يظلم عنده أحد .

    وكان مع أم حبيبة في هذه الهجرة زوجها عبيد الله بن جحش الذي ارتد عن الإسلام واعتنق النصرانية ، وصارت أم حبيبة وحيدة في أرض غير أرضها ، منقطعة عن قرابتها في مكة . فأبوها مشرك على دين قريش لم يدخل في الإسلام بعد ، وقد تأخر إسلامه إلى السنة الثامنة من الهجرة عند فتح مكة ، وزوجها انفصل عنها أو انفصلت عنه فما يحل للمسلمة أن تكون زوجة لغير المسلم .

    ولكن أم حبيبة كانت قوية الإيمان ثابتة اليقين بأن هذا الدين هو الحق الذي لا حق سواه ، وأن محمداً رسول الله وخاتم أنبيائه ، وأن الدين عند الله الإسلام ، فثبتت على إيمانها رغم المحن المتوالية ؛ محنة العذاب الذي لقيته في مكة ، ومحنة شرك أبيها وأهلها وعدم اهتدائهم إلى الإسلام ، ومحنة الهجرة إلى بلد بعيد ليس لها فيه أنيس ، ومحنة ارتداد زوجها وقد كان أنيسها الوحيد في هذه الغربة .

    رأت أم حبيبة ذات ليلة فى منامها أن قائلاً يقول لها : يا أم المؤمنين .

    قالت ففزعت ثم أولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني . وقد كان ، فقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي الذي أسلم يطلب إليه أن يزوجه إياها فأرسل إليها النجاشي يخبرها بما طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لها : وكلى من يزوجك فوكلت خالد بن سعيد بن العاص .

    وكان يوماً بهيجاً اجتمع فيه كل المسلمين بالحبشة وخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ، وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم عليه السلام .

    أما بعد .. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلىّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبى سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصدقتها أربعمائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، ودعاهم إلى طعام فأكلوا وتفرقوا .

    وقدمت أم حبيبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقبت ( أم المؤمنين ) وهو لقب أزواج النبي رضي الله عنهم . وفى السنة الثامنة من الهجرة قدم أبوها أبو سفيان إلى المدينة يسعى فى أن يزيد رسول الله فى مدة هدنة الحديبية . وكانت قريش قد نقضت عهدها فلم يقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام ودخل على ابنته أم حبيبة فلما هم بالجلوس طوت عنه فراش النبي صلى الله عليه وسلم وسألها : لماذا طويت الفراش عنى ؟ قالت : إنك مشرك نجس لا تجلس على فراش رسول الله . وكان موقفاً تجلت فيه قوة الإيمان وعدم موادة من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم .

    وتلك صفة المؤمنين بالله واليوم الآخر كما ذكرها الله تعالى فى قوله

    (( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه )) .





  10. #20

    عضو مجتهد

    بن الإسلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2284
    تاريخ التسجيل : 12 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 117
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    أم المؤمنين صاحبة الهجرتين


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه .. وبعد

    فقد كان لأبى سلمة وزوجه هند إلى جانب النسب العريق ماض مجيد فى الإسلام ، فقد كانا من السابقين الأولين ، وهاجرا مع العشرة الأولين إلى الحبشة ، ثم قدما مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة الظالمة التي حبست بها قريش المسلمين فى شعب أبى طالب وقاطعتهم مقاطعة تامة لا بيع ولا شراء ولا مودة ولا مكالمة ولا أي نوع من المعاملة ، وبقى هذا العناء القاسي ثلاثة أعوام عجاف حتى قيض الله من نقض هذه الصحيفة التي كانت معلقة فى الكعبة .

    عاد أبو سلمة وزوجه هند من هجرة الحبشة ثم أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى يثرب ، فأجمع أبو سلمة أمره على الهجرة بأهله ، فكانت قصة خروجهما مأساة من مآسي الظلم والطغيان الذي كان يباشره أهل مكة مع المؤمنين بهذا الدين الجديد . فعندما حمل أبو سلمة زوجه وابنه على بعير لهم وأراد الخروج من مكة تعرض له أهل زوجه وانتزعوها منه وجاء أهله وقالوا لا ندع ابننا معها وقد أخذها أهلها فتجاذبوا ( سلمة ) حتى خلعوا يده ، وانطلق به رهط أبيه . وبهذا صار أبو سلمة مهاجراً إلى المدينة ، وزوجه عند أهلها ، وابنهما الصغير عند رهط أبيه ، وظلت الزوجة تخرج كل يوم إلى الأبطح ( جبل بمكة ) تبكى زوجها وابنها حتى تمسى ، سنة أو قريباً منها ، وأخيراً رق لها أحد أقربائها وقال لأهلها ألا ترحمون هذه المسكينة ، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ، وما زال بهم حتى قالوا لها : إلحقي بزوجك إن شئت . فخرجت وحيدة مهاجرة تريد اللحاق بزوجها فى يثرب ومعها وليدها ( سلمة ) ووصلت دار الهجرة الثانية واجتمع شمل الأسرة المعذبة فى دين الله ، وتفرغت أم سلمة لتربية أولادها وتفرغ زوجها للجهاد فى سبيل الله ، وكانت أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة ، كما كانت من المهاجرين الأولين إلى الحبشة .

    وشهد أبو سلمة غزوة بدر وشهد أحداً ورمى فيه بسهم أصاب عضده ، ثم عقد له الرسول لواء سرية بعد أحد فقاد معركة ظافرة وعاد بأصحابه إلى المدينة سالمين غانمين قد أعادوا بعض ما ضيعت ( أحد ) من هيبة المسلمين ، وانتكأ جرح أبى سلمة وتضاعف أثره حتى مات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة .
    وترملت أم سلمة ذات الهجرتين الصابرة فى دين الله ومعها من الأولاد أربعة : سلمة وعمر وزينب ودرة . وفى سبيل مواساتها فى فجيعتها خطبها أبو بكر فردته فى رفق ، وخطبها عمر بن الخطاب فكان حظه كصاحبه ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها فأشفقت ألا تكون جديرة ببيت النبوة وقد كبرت سنها ومعها عيال صغار فأرسلت تعتذر بذلك وبأنها ذات غيرة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أكبر منك سناً ، وأما الغيرة فيذهبها الله عنك وأما العيال فإلى الله ورسوله . وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت الصابرة ذات الهجرتين أمّاَ للمؤمنين .





 

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تآمر أقباط مصر على اسلامية مصر
    بواسطة ismael-y في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2011-02-12, 01:09 PM
  2. قصص اسلامية كرتون للاطفال
    بواسطة جمال المر في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-07-08, 08:39 AM
  3. مواقع اطفال اسلامية
    بواسطة ansary في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-01-01, 12:28 AM
  4. مواقع اسلامية مفيدة
    بواسطة رحيق في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2008-05-08, 02:57 PM
  5. ..العدوى بين الطب النبوي و الطب الحديث.............
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2008-04-02, 03:05 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML