صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15
 
  1. #11
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    كما سبق القول ، كانت الشعوب الافريقية جنوب الصحراء الكبرى _ابان القرن الخامس عشر تسير على طريق النمو الذاتى بصورة طبيعية مثل غيرها من القارات الاخرى
    و مارست تلك الشعوب الأفريقية نشاطا متنوعا يتناسب مع ظروف وتكنولوجيا العصر ولا يختلف كثيرا عن غيره فى وسائله وطرقه.
    الا ان هذا النمو الذاتى اخذ يتعرض منذ القرن السادس عشر الى هزات عنيفة لم تلبث ان اضعفته حتى بات عند الربع الاخير من القرن التاسع عشر عاجزا عن الحركة [1].
    وعلى الرغم من ان تجارة الرقيق كان لها دور كبير فى تدهور احوال القارة الا ان احوال القارة الاقتصادية اخذت فى التدهور حتى فى مرحلة التجارة المشروعة
    وعصر التجارة المشروعة يطلق على الفترة التى نمت فيها العلاقات بين اوروبا وافريقيا بعد الغاء تجارة الرقيق . (أي تمييزاً لها عن التجارة غير المشروعة فى الرقيق[2]).
    وحتى نستطيع ان نفهم اسباب تدهور القارة اقتصاديا فى هذه المرحلة علينا ان نتعرف على احوال القارة الاوربية
    واثر الثورة الصناعية بها و نتعرف على اثر العلاقات التجارية بين اوروبا وافريقيا فى هذه المرحلة واثر كل هذا على اقتصاد القارة الافريقية.


    أولا: أثرالتفوق التكنولوجى والسيطرة التجارية لأوروبا على اقتصاد القارة الافريقية:-
    وجدت بين اوروبا الغربية وافريقيا علاقة ادت الى نزوح الثروة من افريقيا الى اوروبا ولم تكن عملية النزح هذه ممكنة الا بعد ان
    اصبحت التجارة عالمية بالفعل ويعود ذلك الى اواخر القرن الخامس عشر الميلادي حيث دخلت افريقيا وأوربا فى علاقات مشتركة لأول مرة ومع أسيا والأمريكتين أيضا
    وقد كان هناك أتصال مستمر بين الأجزاء المتطورة والمختلفة من القسم الرأسمالي الراهن من العالم على امتداد الأربعة قرون الماضية ونصف قرن الماضية
    ونزعم هنا أن افريقيا قد ساعدت على تطور أوروبا على امتداد تلك الفترة بالقدر نفسه الذي أسهمت فيه أوروبا فى تخلف أفريقيا.
    ويتمثل الشئ الهام الاول فيما يتعلق بأكتساب التجارة طابعا دوليا فى القرن الخامس عشر الميلادي ان الاوربيين اخذوا زما م المبادرة وانطلقوا الى انحاء العالم الاخرى[3]

    والواقع ان اوربا لم تتمتع حتى نهاية القرن الخامس عشر بتقدم تكنولجي أو نظام انتاجي متفوق مقارنة بأحوال أسيا وافريقيا . لكنها تميزت عنها بأمرين :-
    الاول:- التفوق فى مجال صناعة السفن وطرق الشحن البري والملاحة البحرية
    الثاني:- التفوق فى مجال صناعة واستخدام الاسلحة النارية بأنواعها المختلفة .

    وكان التميز فى هذين الامرين كفيلا بان يعطي اوربا مفتاح السيطرة على التجارة الدولية فأصبحت تتحكم فيما تتطلبه من سلع ومواد ومنتجات
    دون ادنى تدخل من جانب الافارقة ، وكان من الطبيعي ان توظف هذه السيطرة لخدمة مصالحها دون غيرها[4].
    ونجد ان ما يسمى التجارة الدولية ليس سوى امتداد المصالح الاوروبية عبر البحار ! فان الاستراتيجية الكامنة وراء التجارة الدولية وكذك الانتاج الذي
    يعززها كانا تحت السيطرة الكاملة للاوروبيين وبوجه خاص تلك الامم التى تعبر سفنها بحر الشمال حتى البحر الابيض المتوسط ، وقد أستخدم الاوربيون
    تفوق سفنهم ومدافعهم لتحقيق السيطرة على كافة الممرات المائية فى العالم
    وفى القرنيين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين قام البرتغاليين بنقل معظم عاج شرق افريقيا لتسويقه فى الهند كما قام البرتغاليون والهولنديون
    والفرنسيون والانجليز
    ببيع المنسوجات والخرز الهندي فى شرق افريقيا وغربها ومن ثم فأنه عن طريق السيطرة على البحار تمكنت اوروبا من اتخاذ
    الخطوات الاولى نحو تحويل اجزاء عديدة من افريقيا واسيا الى مناطق تابعة اقتصاديا.


    وقد كانت اوروبا تصدر الى افريقيا سلعا سبق انتاجها واستخدمها ،في اوروبا ذاتها ، ومثال ذلك نسيج الكتان الهولندي ،والحديد الاسباني ،
    والقصدير الانجليزي والنبيذ البرتغالي والبراندي الفرنسي والبنادق الالمانية والخرز الزجاجي من البندقية

    كما كان فى استطاعة الاوربيين ان يشحنوا الى قارة افريقيا السلع التى اصبحت غير قابلة للبيع فى اوروبا
    وهكذا وجدت مواد مثل الاقمشة البالية والملابس القديمة والاسلحة العتيقة من الزاوية التكنولوجيا ، وكميات ضخمة من البقايا التى وجدت سوقا في افريقيا [5].

    -------------------------------------------------------------------
    [1] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق، ص82

    [2] أ . ج . هوبكنز ، المرجع السابق ، ص251

    [3] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص111

    [4] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص83

    [5] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص112،113




    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

  2. #12
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    ثانياً :- الثورة الصناعية فى اوربا وأثرها على القارة الافريقية:-

    ومنذ نهاية عصر تجارة الرقيق دخلت أوربا مرحلة الثورة الصناعية ،
    وأستثمرت ارباح تجارة الرقيق فى الأنتاج الصناعي ، وأخذت تستفد من علاقاتها التجارية العادية مع القارة الافريقية وغيرها من القارات ،
    فنمت قدراتها التكنولوجية ، وتفوقت صناعياً وزادت طاقاتها الانتاجية[1]
    وأوجدت الثورة الصناعية فى أوربا حوافز جديدة دفعت عجلة الاستعمار الأوربي
    فهذه الثورة أدت الى الانتاج الكمي Mass production)) الذي يترتب عليه التخفيض فى تكلفة الانتاج ،

    وذلك بدلاً لسد الحاجات الضرورية للمواطنيين فحسب ، فأصبحت الحاجة ماسة الى المواد الخام ثم الاسواق لتصريف الفائض من الانتاج.
    ووجدت الدول الصناعية فى أفريقيا مجالا طيباً حيث تتوافر المواد الخام الزراعية والمعدنية بالأضافة الى السوق الواسعة لتصريف الفائض من منتجاتها من الانتا ج وذلك بعكس الوضع فى اوربا[2].

    ومنذ عام 1880م كان التكالب للحصول على الاسواق للمنتجات الاوربية فى افريقيا من اهم دوافع التى دفعت الدول الاوربية لاستعمار اجزاء من القارة
    وقد برزت منطقة حوض الكنغو والنيجر بمثابة الممرات الطبيعية نحو الاسواق الداخلية التى كان رجال الصناعة فى اوربا يبحثون عنها لتصريف فائض رأس المال[3]

    وقد استطاعت اوربا ان تهدم الصناعات المناظرة لها فى افريقيا وتحل محلها ما تنتجه مصانعها فى فى نهاية الامر .

    فعلى سبيل المثال ، لم يكتفِ الاوربيون بقدرتهم العالية على المنافسة فى مجال صناعة الاقمشة بل قاموا بغلق اسواق وتوزيع الاقمشة الافرىقية المصنعة محلياً فى منطقة ساحل غانا اواخر القرن الثامن عشر واغرقوا هذه الاسواق بالاقمشة المصنعة لديهم وأَطر المنتجون الافارقة الى التخلي عن مهنتهم ، وانتهت بذلك صناعة كان يمكن ان يكتب لها التقدم لولا ما صادفته من عقبات سببها المنافسة الاوربية.
    __________________________________________________ ___________________

    [1] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص83

    [2] شوقي الجمل وعبدالله عبد الرازق ابراهيم ،المرجع السابق ، ص56

    [3] عبد الله عبد الرازق ابراهيم و شوقي الجمل ، درسات فى تاريخ غرب افريقيا الحديث والمعاصر ، ص47




    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

  3. #13
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي



    ثالثاً: المحاولات الاقتصادية فى القارة الافريقية:-



    ورغم ان معظم المجتمعات الافر يقية لم تكن مهيأة لاستيعاب التكنولوجيا الغربية وأضفاء طابع الذاتية عليها ،
    فأن ذلك لم يمنع حكاماً افارقة أدركوا ان بلادهم تستطيع أن تستوعب نماذج تكنولوجية أوربية معينة ،

    ان يطلبوا مثلها من اجل التطوير الداخلي ، ولكن الاوربيين تجاهلوا عن عمد الطلبات الافريقية وهناك محاولتين بارزتين فى هذا الشأن[1]:-



    أ - المحاولة الاثيوبية فى القرن السادس عشر :-


    كانت مملكة أثيوبية* هي احدى الدول الافريقية التى اتجهت الى محاولة الاستفادة من التكنولوجيا الاوربية الحديثة فى وقت مبكر .
    فقد وصلت بعثة تجارية رسمية برتغالية الى البلاط الاثيوبي عام 1520م وبعد ان فحص الامبراطور ليبنا دينجل السيوف والبنادق والاقمشة والكتب وسلع برتغالية اخرى ،
    شعر بالاحتياج الى ادخال المعرفة التقنية فى اثيوبيا ، وقد كانت هناك أيضا مراسلات بين الامبراطور وحكام اوربيين ، مثل عمانويل الاول ، وجون الثالث من ملوك البرتغال ، والبابا ليو العاشر ،
    طلب خلالها مساعدة اوربية للصناعة الاثيوبية وظلت الطلبات الاثيوبية بهذا الخصوص ، تتكرر حتى وقت متأخر فى القرن التاسع عشر ، دون ان تلقى الا قليلا من النجاح او لا تلقى اى نجاحاً مطلقاً[2].



    ب - محاولتا مملكتى داهومي وأشانتي فى القرن الثامن عشر:-



    خلال القرن الثامن عشر كانت داهومي وأشانتى من الممالك الافريقية الكبرى فى ساحل غانا .

    وقد انتقلت المملكتان من نظام الملكية المشاعة أو الملكية الجماعية لوسائل الانتاج الرئيسية وهي الارض الى مرحلة الملكية الفردية

    وتميز تاريخ المملكة خلال هذه الفترة بالتدرج الاجتماعي والاقتصادي ، وعلاوة على التخصص فى كثير من اوجه النشاط مثل : صياغة الذهب ، تصنيع الحديد وتشكيله ، صناعة الاقمشة[3].


    وبالنسبة لمملكة داهومي* فعندما سعى "أجاجا ترودو" حاكم داهومي الى أيقاف تجارة الرقيق وقام بتوجيه نداء الى الحرفيين الاوربيين وأرسل سفيراً الى لندن لهذا الغرض .

    كما ان أحد الاوربيين الذين يعيشون فى بلاط داهومي فى أواخر عشرينات القر الثامن عشر قد خبر مواطنيه بأنه ( أذا اراد أي خياط او نجار او حداد او اى صاحب حرفة اخرى من الرجال البيض ،

    الذين يملكون حريتهم ، الحضور الى هنا فأنه سوف يلقى تشجيعاً عظيماً) ،وفي حوال عام 1804 وصلت الجسارة بالملك "اداندوزان" حاكم داهومي الى حد ان يطلب مصنعا للاسلحة النارية ،

    وفى ذلك التاريخ كانت اجزاء عديدة من غرب افريقيا تنهمك فى حروب بأسلحة نارية اوربية وبارود اوربي ، وانتشر فى داهومي مثل يقول : ( ان من يصنع البارود يكسب الحرب )وهو ما يمثل رؤية
    بعيدة النظر بأن الافارقة لابد ان يسقطوا امام تفوق الاوربيين فى ميدان تكنولوجيا التسلح ، وقد ادرك الاوربيين بدورهم ادراكاً كاملا بالطبع ، ان تكنولوجيا التسلح لديهم كانت حاسمة .

    ولم يكن هناك ادنى فرصة لان يوافقوا على ان يتعلم الافارقة صناعة الاسلحة النارية والذخائر


    وكذلك فى اوائل القرن التاسع عشر قام احد ملوك كالابار "فى شرق نيجيريا " بالكتابة الى البريطانيين من اجل أقامة معمل لتكرير السكر [4].



    أما مملكة الاشانتي ، فقد بدات فى عهد الملك " أوبو كووير "(1720 – 1750م) قدرة على التوصل الى ابتكارات ،

    مثل : معالجة الحرير وخلطه بالقطن وأنتاج أقمشة من نوع جديد . وقد احتاجت هذه الصناعة النامية الى اقامة مصانع ومعامل للتقطير , لكنه لم يجد أستجابة من الجانب الاوربي.




    واضح مما سبق ان الدول الافريقية كانت تدرك طبيعة الخلل الكامن فى العلاقات مع أوربا .
    ذلك الخلل الذي أفضى الى تدمير القدرة الانتاجية ،

    وفقدان فرص التنمية .

    وأبدت حرصاً على أقامة علاقات متوازنة تقوم أوربا من خلالها بنقل جزء من خبراتها وأمكانياتها التكنولوجية ، بالقدر الذي يساعد على النهوض بالاقتصاد الوطنى[5].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

    [1] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص83



    [2] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص 155

    [3] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص84



    [4] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص 155،156

    [5] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص85




    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

  4. #14
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    يتبع فى الفصل الرابع والاخير ان شاء الله






    (أثر العلاقات الاوربية - الافريقة على تخلف القارة الافريقية)






    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

  5. #15
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي



    فى القرون السابقة على الحكم الاستعمارى زادت اوروبا من طاقتهاالاقتصادية بسرعة كبيرة بينما بدا وكأن افريقيا ساكنة تقريبا.

    ان الاختلاف الضئيل الى كان قائما عندما ابحر البرتغاليون الى غرب افريقياعام 1444م
    قد أصبح فجوة ضخمة حينما جلس رجال الدولة اللصوص الاوربيون فى برلين بعد ذلك بحوالي 440 عاما لتحديد من الذي يسرق هذا الجزء او ذاك من افريقيا[1] .


    ولم يكتف الرجل الابيض بسرقةالسكان بل والطبيعة ايضا فقانونه هو امتصاص زبد الاقليم حتى يتركه غثاء احوى

    حتى الزراعة الاستعمارية ، الابعاديات التى هى مشروع صناعي بقدر ماهى عملية زراعية ، وصفت بأنها زراعة تعدينية ,اى تجريبية هدمية ببساطة.
    وكان الرجل الابيض ينظر الى المداريات على انها اقاليم تكميلية تكمل عروضه المعتدلة ومن ثم مجال حيوي لاوربا [2]

    وتمثل القرون الاربعة الاولى من التجارة الافريقية الاوربية جذور تخلف افريقيا بالمعنى الحقيقى ،
    وقد ازدهر الاستعماربسرعة من الزاوية الاوربية وذلك نظرا لان العديد من سماته قد جرى غرسها بالفعل فى افريقيا فى الفترة السابقة[3].

    والحقيقة ، ان من اهم الاثار التى نتجت عن الصلات التجارية العادية مع اوربا ، أن اغلب النشاط الافريقي تركز فى
    التجارة الاستهلاكية دون التجارة فى الاجهزة والمعدات الثقيلة التى تساعد على تطوير الانتاج الزراعي والصناعي .
    واصبح اكثر الافارقة نشاطاً مجرد وكلاء لتوزيع الواردات الاوربية او لتصدير الواد الخام الافريقية مثل : القطن واخشلب الكامبي والعاج ،
    والاقل درجة اتجهوا الى زراعة الحاصلات النقدية واستخراج المواد الخام اللازمة للصناعة الاوربية .
    ولم يكن هذا النوع من النشاط الاخير بحاجة الى توافر ألات او مهارات فنية عالية .
    ولايمكن لهذا الوضع ان يؤدي الى اقتصاد محلي متكامل او الى ادخال تحسينات تكنولوجية او ينمي روح الابتكار .

    وبذلك نرى ان العلاقات الاوربية الافريقية سواء من الناحية التجارية او من ناحية التنصير كانت مجرد
    تمهييد لدخول الاستعمار فى البلدان الافريقية وان كل الكلام الذي كان يقال للافارقة عن الدخول فى المسيحية
    ما هو الا مخدر حتى يسرق الاوربيين منهم الارض ويتركوهم شعب بلا هوية.

    وقد خرجت القارة الافريقية من هذه المرحلة بنتائج سلبية خطيرة ،
    أثرت على مستقبلها تأثيراً مباشراً لا سيما فى المرحلة التالية التى شهدت تكالبا اوربيا محموما على استعمار القارة ونهب ثرواتها .


    ويمكن ذكر هذه السلبيات فيما يلي:-

    1- المعاناة من التفكك والضعف العام ، حلول التخلف القوي محل النمو الذاتى .
    2-عجز البناء السياسي والاجتماعي الافريقي عن الصمود فى وحه الاستعمار الغربي .
    3- سقوط القارة صريعة للنهب الاستعمارى خلال مرحلة الاستعمار الحديث[4].

    ويقول الدكتور جيمس دفي عن مساوئ المستعمرات البرتغالية الافريقية " انها كانت مسرحاً لاعذب الكلمات عن النوايا الطيبة وفى الوقت نفسه تجرى
    على خشبته احط انواع الاستغلال البشري وأقسى أنواع التفرقة العنصرية وأشد حوادث الاضهاد للافريقيين"[5]

    وأختم هذه النقول بما ورد فى خطاب كينيث كاوندا _ رئيس جمهورية زامبيا السابق _ الى رئيس احدى الارساليات التنصيرية ،
    ذلك ايام كفاح كاوندا ضد الاستعمار البريطاني :
    ( حينما يريد رجل انجليزى سوقاً جديدة لبضائعه الفاسدة التى صنعها فى مانشستر ،
    فأنه يرسل مُنصراً لتعليم الاهلى بشارة السلام ، ويقتل الاهالى المُنصر ، فيهب الانجليزى الى حمل السلاح
    دفاعاً عن المسيحية ويحارب من اجلها ، ثم يستولى على السوق مكافأة من السماء)![6]


    ___________________________________

    [1] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص196،195
    [2] جمال حمدان، استراتيجية الاستعمار والتحرير ص 118،117
    [3] والتر رود ني ،المرجع السابق ،ص205
    [4] محمد بهاء الدين متولي،المرجع السابق،ص83
    [5] جيمس دفي و روبرت از مانزر ، افريقيا تتكلم ، ترجمة عبد الرحمن صالح ،ص 105
    [6] عبد الرزاق عبد المجيد ألارو، المرجع السابق، ص37


    ♥♥♥♥♥♥♥♥♥
    انتهى ولله الحمد





    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML