حتى التخيل يفضح كذبهم ...
والله إن هذه الحقيقة وحدها كفيلة لأن يؤمن أي عاقل منهم
فحينما نتحدث لأحد النصارى ونقول له أنتم تشركون بالله .. يرد وكلة غضب بل أنتم لا تفهمون .. نحن موحدون بالله ..
ثم يبدأ جاهدا في محاولة شرح فكرة أن الله هو نفسه الأبن هو نفسه الروح القدوس .. ويصبح كالمتعثر في صحراء يقع ويقوم .. تارة يقول إنه مثل الشمس وضوئها وحرارتها .. وحينما نقول له إن هذه صفات للشمس . كأن تقول أحمد طويل وشعره أجعد وقوي البنية .. فهل يمكن لاحد ان يقول إن صفات أحمد كل واحدة منها هي في ذاتها أحمد آخر منفصل أو حتى متحد مع احمد ام هي مجرد صفات له ..
فإذا قام من هذه المشكلة وقع في مشكلة اتحاد الجوهر أو انفصالة فلو قال انهما اتحدا ولم ينفصلا أبدا بعد ذلك لوقع في اشكالية إذا من كان يصعد وينزل الناسوت أم اللاهوت أم كلاهما .. ولو قال لم بل هما جوهران منفصلان .. فمن صلب على الصليب .. ولو قام من هذه العثرة لتعثر فيما بعد الفداء الآن أين الناسوت هل عاد فاتحد باللاهوت أم هو جالس بجانب الرب .. كما توضح تلك الصورة
إذا كانت الصور توضح الإيمان وتؤكدة ربما أبلغ من الكلام المكتوب (كما يقول البابا نفسه).. فهذه الصورة توضح لنا ما يدور في خلد أي مسيحي وقتما يذكر الآب والإبن والروح القدس .. ثلاثة شخصيات الآب الشيخ الوقور ذو الذقن البيضاء .. الإبن الشاب الجميل الملامح والروح القدس حمامة تطير .. (كما قال الشيخ احمد ديدات رحمه الله)
هذا ما يدور وما يتخيله أي مسيحي بسيط .. فهو لا يفهم ولا يريد ان يفهم حقيقة جوهر واحد ام عدة جواهر منفصلة .. هو فقط ولد مسيحي وهو مؤمن بأن يسوع هو المخلص وكفى ... وسواء كان كاثوليكي او ارثوذوكسي أو غيرها فهذه الصورة المرسومة هي فعلا ما يدور في خيال كل منهم طوال الوقت
والله إنهم يكذبون علينا وعلى أنفسهم .. ثم ومن كذبهم إنهم سيحلفون لله كما يحلفون لنا .. سوف ينسون كل تلك الافتراءات على الله وما كانوا يقولون من خرافات وتشبيه الله مرة بأن له ذيول وأن الله يمشي حافيا وعريانا يولول ويرقع بالصوت الحياني ويندم ويتعب ويتشكل في صورة انسان يصارع تارة يعقوب فيصرعه .. يقول له اتركني .. ويأبى يعقوب إلا بعد ان يغفر له .. وتارة يندم واخرى يتعب ويستريح بعد خلق الدنيا .. سيضل عنهم كل هذا الإفك وينسون ما كانوا يقولون .. وكيف سيبررون هذه الأقوال أمام خالقهم ولن يتذركوها فقط سيحلفون له كما يفعلون الآن معنا ...
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)
يعني حتى قدام ربنا يوم القيامة سيرددون نفس الكذب .. ولكن هذه المرة أمام الواحد الأحد ...
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)
نقول للعاقل منهم اقرأ لعلك تنجو بنفسك ولا تستمع لمن يأمرونكم بعدم القراءة ولا تسمع لشيطانك الذي يأمرك بالشرك بالله
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)
أخلص النية لله وحده ولا تشرك به شيئا .. والله سوف يتبرأ منك أبائك وقساوستك .. لن ينفعك احد .. ولن ينفعك الندم ..
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
سبحانه وتعالى علوا كبيرا عما يصفون الحمد لله على نعمة الإسلام .. هو بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
ربنا يجازيكم عنا خير .. وربنا يهدي اليهود النصارى للحق ..
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المفضلات