السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم minasss
شاع بين الناس نظرية دوران الأرض حتى أصبحت وكأنما نزل بها قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بينما هي نظرية من النظريات المقبول فيها الخطأ كما يقبل الصواب.
يقول الكاتب انها نظرية قد تكون صحيحة وقد تكون لا ومع ذلك هو يفند صحتها وباستدلالت غريبة
وبما أنها نظرية لم تشاهد عيانا ولم تدرك حسا ولا
عقلا ولا تروي عن نبي من أنبياء الله الكرام عليهم الصلاة والسلام، ولم يقل بها عاقل من العقلاء الموثوق بقولهم أمثال لقمان الحكيم عليه السلام، أو العبد الصالح الذي علمه الله من العلم ما لم يعلم به نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، أو ذو القرنين الذي مكنه الله من الأرض وآتاه من كل شيء سببا حتى طاف بها من مطلع الشمس إلى مغربها أو من مغربها إلى مطلعها كما جاء في سورة الكهف المباركة، فإنها نظرية خطأ وغير مقبولة
الحقيقة التي يعتبرها الكاتب نظرية مغلوطة هي مدركة عقلاً بكثير من الأدلة العقلية يمكنك مراجعة علم الفلك في هذا ، ولو فرضنا عدم وجود أدلة من الشرع على دورانها فهذا لا يمنع أن تكون هذه حقيقة .
ولو كان الأمر بالمحسوس فكيف يؤمن الكاتب بكروية الأرض ؟
ولو سئلت الجن وهم كانوا يجوسون بين السماء والأرض صعوداً وهبوطاً لقالت بخطأ من يقول بدوران الأرض،
نعم فهذا هو العلم الحديث .. يجب أن نسأل الجن لنعرف الحقائق ، أي قول هذا ؟!!
كما أن السماء لا تدور والله تبارك وتعالى يقول وهو أصدق القائلين واقدر القادرين (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولأن زالتا إن امسكهما من أحد بعده)
انا أرد على هذا الموضوع على استحياء لما فيه من أدلة هشة بعيدة كل البعد عن العلم
يريد الكاتب أن يقول أنه إن كانت الأرض تدور حول نفسها فكيف يمكن رؤية النجوم في السماء كل ليلة فالسماء ثابتة ؟ وهنا يجب أن نسأل سؤال
لماذا لا نرى النجم القطبي في النصف الجنوبي ولا نراه إلا في النصف الشمال من الكرة الأرضية العاقل يعقل فقط .!
وسوف نضع درس علمي لعل الكاتب يهتدي
لماذا يكون النجم القطبي ثابت (تقريبا في السماء)؟
يكون اي جسم ثابت في السماء اذا
ا-ثبتت الزاوية الافقية
ب-ثبتت الزاوية الراسية
ولا تحدث هذة الحالة بالنسبة للنجوم الا اذا كان النجم
يقع علي امتداد محور الارض او بمعني اخر يقع علي
القطب الشمالي في الكرة السماوية
نحن نعرف ان الاجسام البعيدة ترسل اشعة متوازية
ولذلك فان الاشعة الساقطة من النجم القطبي تكون
متوازية مع بعضها وموازية لمحور الارض
وهذة الحالة الفريدة هي التي تجعل النجم القطبي لة
الخصائص التالية
ا-زاوية الارتفاع =دائرة عرض الراصد
ب-الزاوية السمتية(الافقية) للنجم =صفر
ا-النجم ثابت تقريبا بالنسبة للراصد من علي دائرة عرض ثابتة
تحديد عرض المكان بواسطة النجم القطبي
الزاوية أ م ب = درجة عرض مكان الراصد.
الزاوية شَ ب ص = زاوية ارتفاع النجم القطبي عن خط الأفق.
الزاوية بَ ب شَ = زاوية انحراف النجم القطبيعن سمت الراصد.
الزاوية بَ ب شَ = الزاوية ب م ش بالتناظر ( ب م ش هي الزاوية المتممة لعرض الراصد).
الزاوية شَ ب ص + الزاوية بَ ب شَ = الزاوية أ م ب + الزاوية ب م ش = 90ْ
إذن الزاوية بَ ب شَ = الزاوية ب م ش
إذن الزاوية أ م ب = الزاوية شَ ب ص ، أي أن زاوية ارتفاع النجم عن خط الأفق = درجة عرض المكان.
و تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل لا يتم إلا في نصف الكرة الشمالي حيث تتعذر رؤية النجم القطبي في نصف الكرة الجنوبي.
ويخطئ من يستدل على دوران الأرض بقول الحق تبارك وتعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) لأن هذه الآية صفة للجبال
نعم هي صفة للجبال ولكن أن لم تكن تدور الجبال مع دوران الأرض فكيف لهذه الصفة أن تتحقق في الجبال ؟
على الكاتب أن يجد لنا تفسير لحركة لمرور الجبال مر السحاب
: (يوم تمور السماء موراً وتسير الجبال سيرا) وليست هي صفة لدوران الأرض في دنيانا الحاضرة، وذلك بدليل ما جاء قبلها وبعدها من سورة النحل المباركة يقول تعالى قبل ورود هذه الآية (يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين). ثم تأتي: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء). وتأتي بعدها: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون).
تلبيس حق بتأويل وهو مرفوض
(يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) آيتان من سورة الطور وهما يصوران مشهد يوم القيامة أما في سورة النمل
(وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
فهل الليل والنهار من علامات الساعة أم من آيات الله في الخلق وصنعه وفضله علينا ؟
فهذا يبطل تأويلك أن الجبال تمر مر السحاب هو يوم القيامة فالوصف الخاص بالجبال يوم القياما انها تسير سيرا أي تذهب فتصير هباءً منبثاً وينسفها ربي نسفا وتكون كالعهن المنفوش ولو أن الربط بين الآيتين جاء به المفسرون من قبل فهذا لعدم وجود تفسير علمي لهذا فحملوها على انها يوم القيامة وتفسير العلماء غير ملزم لفهم الآية فهماً صحيحاً وتفسيرها دون تأويل .. فنكمل قول الله تعالى في سورة النمل
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)
الواضح من الآيات أن التفسير هو أنها كذلك قبل يوم القيامة فهي آية أخرى كالآيات التي سبقتها الخاصة بالليل والنهار
نكمل ..
إذن فهو استدلال مخطئ لنظرية مغلوطة بقصد أو بغير قصد الله أعلم بنية قائلها، وإن كنت أكاد أجزم خطأ بأنها نظرية مغالطة مقصودة وذلك لما قرأت في ملحق الرسالة الصادر يوم الجمعة 25 من شهر صفر الخير عام 1430هـ الموافق 20 فبراير عام 2009م في مقال للدكتور محمد عمارة بعنوان (الإمكانات الهائلة للتنصير) يقول فيها: (كان المنصر الأمريكي صومئيل زويمر 1867 -1952م من أشهر المنصرين الأمريكان الذين عملوا في الشرق الإسلامي للعصر الحديث وهو صاحب المقولة الشهيرة (إذا لم نستطيع تنصير المسلمين فعلينا أن نشككهم في دينهم ولو كان هذا التشكيك بالنظريات -المغلوطة- والفلسفات اللا دينية الرافضة لكل الأديان) ثم سرد في نفس المقالة ما أعد للتنصير من الإمكانيات الهائلة ومن يطلع عليها يصاب بالدوار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهذه صورة مرفقة منها للاطلاع عليها ويمكرون ويمكر الله بهم والله خير الماكرين.
( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
وللقارئ الكريم أن يطلع على كتاب: فتاوى أركان الإسلام للشيخ بن عثيمين رحمه الله ليجد فيه سؤال برقم 16 يقول هل الشمس تدور حول الأرض؟ فيجيب فضيلته على هذا السؤال بما يرضي الله تعالى ويزيل الشك من صدور المتشككين فيقول: إن ظاهرة الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليس لنا أن نتجاوز هذه الأدلة إلا بدليل واضح وقوي يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها.
هذه النقطة وضحها الأخ ميجو أعلاهوإن كان الموضوع للإثبات فيجب عرض الأدلة وليا نقول أن فلان أكد وفلان أٌر فليس هذا من المنهج العلمي إطلاقاً .
يقول تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) ثم استقرت كما يقول تعالى (أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله) وحاشى جلال الله أن يكون معه إله وهو على ما يشاء قدير.
استقرت أي تهيأت لمعيشة الإنسان
ثم يقول تعالى (خلق السماء بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) كما يقول تعالى (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) والميد من الدوران
الميد هو الميوع وعدم الاستقرار كأن نضع زيت على الماء فيميع والجبار رواسي تمنع الأرض أن تميع وليس تمنعها من الدوران ، وكيف يثبل عاقل أن تمنع الجبال الأرض من الدوران فمثلا ضع ثلاثة أوراق فوق بعضها البعض وقم بتدبيسهم في بعضهم هل هل ستنززلق الأوراق ؟ بالطبع لا ولكنك يمكن أن تحرك الأوراق كلها مع بعضه البض وتقلبها كيف تشاء دون أن تنزلق الأوراق فوق بعضها وتتحرك .. فتفسير الميد بالدوران تفسير خاطئ
(وهو الذي جعل النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) فكيف نهتدي بالنجوم إذا كانت الأرض تدور؟ أليس دورانها يناقض نص هذه الآية الكريمة المنزلة من رب العالمين وحاشى جلال الله أن يكون كلامه متناقضاً وهو القوي المتين. ثم يقول تعالى (وعلامات وبالنجم هم يهتدون).
راجع الدرس الخاص بالنجم القطبي
كما أن البشر يسافرون إلى كل الجهات ووسيلة النقل المعروفة حالياً هي الطائرات وفيها من أجهزة القياس قياس المسافات وقياس الأوقات ما يحسب بالسنتمتر ويحسب بالدقيقة ومع ذلك لم يقال لنا أن بعض هذه الرحلات سواء في الذهاب أو الإياب أن إحداهما كانت أقصر أو أطول من الأخرى في أي اتجاه نتيجة لسرعة دوران الأرض -المزعومة- فأين ذهبت هذه السرعة وكيف تلاشت بحيث لم تسجلها أجهزة القياس المذكورة؟
ببساطة لأن الغلاف الجوي تابع لجاذبية الأرض ويدور معها ولذلك لن يتأثر كل من هو داخل الغلاف الجمي بحركة الأرض سواء كان في اتجاه دورانها أو عكسه
كذلك رحلات رواد الفضاء التي يتجاوزون فيها نطاق جاذبية الأرض لم يقال لنا أن بعض هذه الرحلات هبطت في بلد خلاف بلد الإقلاع الذي صعدت منه نتيجة سرعة دوران الأرض المغلوطة وهو ما كان سيحدث حتما لو أن الأرض تدور
وسؤال أوجهه للكاتب
لماذا يتم ضبط الأقمار الصناعية في الفضاء بأن تسير بسرعة دوران الأرض وفي اتجاه حركتها ؟
الإجابة : حتى تحافظ على مكانها مقابل مكان معين على سطح الأرض ، فعلى حسب قولك عندما نثبت القمر الصناعي فيجب أن نحصل على نفس الصورة باستمرار ولكن هذا لا يحدث فعندما نثبت القمر الصناعي نرى بكل بساطة أن الصورة التي يلتقطها القمر تتغير باستمرار
الحاصل أن دوران الأرض حول نفسها لا يمارِ فيه إلا جاهل فهو حقيقة ومن المسلمات العقلية
والله أعلم ..
فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
المفضلات