الفصل العاشر
سرجون ينتهي في قمران
يقول النص :
(الفانديك)(اشعياء)(Is-21-16)(فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار)
والجزء الملون باللون الأحمر مهم جداً في هذا النص ، فالنصارى يقولون أن هذه هي نبوءة واضحة عن هجوم سرجون على أرض العرب ، والذي قد تحقق بعد أن قيل هذا الكلام بسنة . [1]
والفقرة في النص الماسوري :
כִּי-כֹה אָמַר אֲדֹנָי, אֵלָי: בְּעוֹד שָׁנָה כִּשְׁנֵי שָׂכִיר, וְכָלָה כָּל-כְּבוֹד קֵדָר.
وترجمته الحرفية :
(כִּי) (كي) لذلك (כֹה) ( كوه) هكذا (אָמַר) (إمَر) قال (אֲדֹנָי) (أدوناي) سيد (אֵלָי) (إلي) لي (ב ) (بَ) في (עוֹד) (عود) أقصى (שָׁנָה) (شنا) سنة ... إلى آخر النص .
وكما يقول المثل الشائع
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
فتأتي المفاجأة من مخطوطات قمران التي طالما تشدق النصارى بأنها من أكبر البراهين التي تعضد صحة من بين أيدينا من أسفار .
فلو نظرنا لهذا النص في أقدم مخطوطة على الاطلاق لسفر اشعياء والمعروفة بـ 1QIsa :
فنجد أكثر من فارق بين النص الماسوري وبين نص المخطوطة :
والشيء الأهم في كل هذا هو أن المخطوطة لم تتكلم عن زمن معين ، وإنما قالت ثلاث سنوان " שׁלושׁ שנים " شلوش شنيم .
وجاءت فوقها علامة غير معروفة قد تكون تصحيحاً لخطأ ما أثناء نساخة المخطوطة ، وربما سبب ذلك أن الناسخ قد أختلطت [2] عليه هذه الفقرة :
(الفانديك)(اشعياء)(Is-16-14)(والآن تكلم الرب قائلا في ثلاث سنين كسني الاجير يهان مجد موآب بكل الجمهور العظيم وتكون البقية قليلة صغيرة لا كبيرة)
ومما يُعضدد كلامنا ويؤكد أن الفقرة لا تقول سنة وإنما سنين ويؤكد أن العلامة فوق كلمة " ثلاثة " في مخطوطة اشعياء هي للتصحيح , هو ترجوم يوناثان للفقرة الذي قال [3] :
For thus hath the Lord said unto me: at the end of the years, as the years of an hireling …
وهذا كافي لدحض دعوة من أراد تحريف هذه النبوءة وقال أنها عن مهاجمة سرجون لبلاد العرب لصرف هذه النبوءة عن مرادها الحقيقي وبشارتها بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام .
فالحق أن يكون النص : " في سنين كسنين الأجير يفنى كل مجد قيدار "
وهذه الفقرة والفقرة التي تليها :
(الفانديك)(اشعياء)(Is-21-17)(وبقية عدد قسي ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم)
بشارة عن تحقيق وعد الله الذي وعد به بإنتشار هذا الدين :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 55 ) النور
وعن هذا سيكون مدار حديثنا في الفصل القادم – الأخير- من المصادر الإسلامية
لتكون مسك الختام إن شاء الله .
_______________________
[1] السنن القويم في تفسير العهد القديم ج 8
[2] راجع كلام اوريجانوس وغيره عن أخطاء النساخ .
[3] The chaldee paraphrase on the prophet Isaiah. Translated by REV. C. W. H. PALI.
P 66 .
المفضلات