صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 35
 
  1. #11
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    و هنا أثبت لهذا الجاهل نبوة إسماعيل عليه السلام وأرد على قوله " وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا ( الأنبياء 21 : 85-86 )
    تحدث القرآن في هذه الآيات عن إسماعيل نبيا كما أنه تحدث عن ذرية اسحق ، يعقوب والأسباط أما إسماعيل لم يذكر عن ذريته شيئا كما تحدث عن إسماعيل وإدريس وذا الكفل فقال أدخلناهم في رحمتنا أي هو شئ جانبي لكن هناك آيات ألغت دور إسماعيل نهائيا . "


    هنا استوقف كلامه لحظة لأبين التناقض الفظيع الذي أوقع نفسه فيه فهنا يقول أن الله أدخل إسماعيل عليه السلام في رحمته ... فهل يكون من في رحمة الله ظالم ؟!!!!! .. كلامي هذا خارج الرد ولكن هو وقفة وجب التعرض لها لتبيان التناقض الذي يقع فيه المدلس .. ونعود لنكمل قوله حيث قال " رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم ….( القصص 28 :46 )
    لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ( السجدة 32 : 3 )
    ما أتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ( سبأ 34 : 44 )
    أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو انزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم (الانعام6: 156-157)
    من الملاحظ في هذه الآيات أن العرب لم يأتهم نذير قبل محمد ولم يكن لهم كتاب قبله ونزل كتاب الله فقط على طائفتين هم اليهود والنصارى وبذلك يكون ألغى دور إسماعيل نبيا ولم ينزل عليه شئ ، ولو تمسكنا بدور إسماعيل نبيا وأنزل إليه لسلمنا بخطأ الآيات التي تقول ُ لم يأتهم نذير قبلك وليس لهم كتب يدرسونها قبلك كما أنه في الآية الأخيرة الغي كل الأنبياء الذين ذكرهم القرآن خارج الطائفتين اليهودية والنصرانية ."


    وسبحان الله الذي جعل هذا الجاهل يرد على نفسه قائلاً "وللعقل وقفة إسماعيل هو ابن إبراهيم العبراني وأمه هاجر الجارية المصرية فكيف يكون عربي أو ينتمي إليه العرب حتى لو تزوج منهم؟ "

    النقطة الأولى هي إثبات أن إسماعيل عليه السلام كان نبياً وهذا واضح في آيات الله عز وجل فلا كلام بعد النص الصريح .. في سورة مريم الأية 54 (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ( 55) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)

    وفي سورة البقرة الآيى 136 ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)

    وفي سورة النساء الآية 163 (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)
    قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ...

    النقطة الثانية ...... كونه لم يكن هناك نبي عربي غير محمد صلى الله عليه وسلم من نسل إبراهيم ، فأنصحك أيها الكاتب بالإلمام بالموضوع قبل كتابته فأنت تحتاج الى درس في التاريخ قبل الخوض في مثل هذه الأمور ولكن لا بأس ... فنحن مثلك نبحث عن الحقيقة ..
    ينقسم العرب إلى ثلاثة أقسام : عربٌ بائدة ، وعربٌ عاربة ، وعربٌ مستعربة .

    1- أما العرب البائدة : فهم مثل أقوام عاد ، وثمود ، وجديس ، وعبيل ، وجُرهُم ، أطلق عليهم اسم " البائدة " لقدمهم النسبي ، ولاندثارهم قبل الإسلام .

    2- وأما العرب العاربة فهم القحطانيون ، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، كما يذكر ذلك أكثر النسابين .

    3- وأما العرب المستعربة أو المتعربة ، ويقال لهم " العدنانيون " ، أو " النزاريون " ، أو " المعديون " ، وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، الذي تزوج من رعلة الجرهمية ، فتكلم بالعربية ، بعد أن كان يتكلم بلغة أبيه التي كانت الآرامية ، أو الكلدانية ، أو العبرانية على بعض الأقوال .
    فسموا المستعربة ، وصار نسلهم من العرب ، واندمجوا فيهم ، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام

    فأين القائل بأن اسماعيل عليه السلام كان عربياً ؟!!!
    بل كان جد العرب

    كأن نقول إبراهيم عليه السلام كان جد اليهود ولم يكن منهم


    أما عن تفسير الآية (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)سورة السجدة الآية 3 قال المفسرون: هم أهل الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام. ومثلها في سورة القصص..وأما الآية (أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) سورة الأنعام الآية 156 . فهي تعني يعني لينقطع عذركم كما جاء في تفسير بن كثير " قال ابن جرير معناه وهذا كتاب أنزلناه لئلا تقولوا "إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا" يعني لينقطع عذركم كقوله تعالى "ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك" الآية. وقوله تعالى "على طائفتين من قبلنا" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هم اليهود والنصارى وكذا قال مجاهد والسدي وقتادة وغير واحد وقوله "وإن كنا عن دراستهم لغافلين" أي وما كنا نفهم ما يقولون لأنهم ليسوا بلساننا ونحن في غفلة وشغل مع ذلك عما هم فيه. "

    ويقول المدلس في نهاية الفصل الثاني
    " أخيرا إليك ما جاء في التوراة :
    أجاب الرب ( إبراهيم ) أن سارة زوجتك التي تلد لك أبنا وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدي معه ومع ذريته من بعده عهدا أبديا ( تكوين 17 : 19 ) ."


    وأنا أكمل لك النص

    (التكوين)(Gn-17-20)(واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه.ها انا اباركه وأثمره واكثره كثيرا جدا.اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة 21 ولكن عهدي اقيمه مع اسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآتية.)
    أمسك نفسي عن الضحك حيث أني أستغرب في هذا الذي يقول أنه يبحث عن الحقيقة ، لماذا أخى باقى النص التوراتي
    في النص تأكيد أن هناك نبوة ستخرج من نسل إسماعيل لم يحن وقتها بل في هذا الوقت النوبة في نسل إسحاق الذي تلده سارة والدليل على ذلك أن إبراهيم عليه السلام ختن إسماعيل عليه السلام في نفس الوقت وهذا ما نجده في نفس الإصحاح

    (التكوين)(Gn-17-22)(فلما فرغ من الكلام معه صعد الله عن ابراهيم 23 فاخذ ابراهيم اسماعيل ابنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من اهل بيت ابراهيم وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله 24 وكان ابراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته.)

    قد يقول القارئ وما معني هذا ؟!


    هنا أترك يوسف تادرس المالطي يجيب : (( في دراستنا لسفر التكوين رأينا التزام كل ذكر ابن لإبراهيم أن يُختتن، علامة العهد المقدَّس مع الله ودخوله إلى العضويّة في الجماعة المقدَّسة (تك 15). وكل من لا يُختتن تُنزع نفسه من وسط الشعب المقدَّس.(راجع تفسير العدد21 من الإصحاح الثاني لإنجيل لوقا) ...))

    اذاً ختن ابراهيم ولده استعداداً للنبوة ..



    يتبع






    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  2. #12
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    الفصل الثالث

    نبي أم نذير


    نبدأ بعون الله مع الفصل الثالث من الكتاب ويتحدث الكاتب في هذا الفصل عن أن محمد صلى الله عليه وسلم كان نذيراً في مكة نبياً في المدينة

    وعلى الرغم من هذا القول لا يحتاج للرد لأن الكاتب الدجال يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن نبي ويستشهد بالقرآن وهذا مرفوض ..

    فمن إستشهد بالقرآن لابد أن يكون مؤمن به ..وإذا كان هاذا المدلس لا يومن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يؤمن بصحة القرآن ليستدل به ؟!!

    ومع ذلك سوف أثبت لكل من قرأ كتابي هذا أن الكذب والتدليس كان شعار هذا الدجال ...

    بداية دعونا نسأل ما هي وظائف الرسل ؟

    وظائف الرسل فهي التبشر والإنذار

    تبشير من ؟ .. تبشير من يتبعوا الرسول فيما يبلغ عن ربه
    وإنذار من ؟ .. إنذار من يعصوا ما أتى به من وحي سماوي

    وما هو الوحي السماوي ... هوالأمانة التي يبلغها الرسول عن ربه إن أمره الله بتبليغها والدعوة إلى الله وبالتالى يكون الله قد أقام عليهم الحجة فلا عذر لديهم : (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) سورة النساء الآية 165

    وعلى هذا يكون الطاعة والعصيان
    فمن سمع وأطاع بُشر ومن سمع وعصا أُنذر

    ولكي نؤكد أن التبشير والإنذار هي وظيفة الرسل والنبيين وفي الآية حرف إلا الذي يستخدم للحصر على حد قول الكاتب نرجع إلى قول الله تعالى في سورة الأنعام الآية 48 (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

    وأضاً سورة الكهف الآية 56 (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا)

    وكلا الآيتين مكيتان ...

    ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة البقرة الآية 213

    وهذه الآية مدنية

    وعن قول الكاتب بأن القرآن المكي خلا تماماُ من الإشارة إلى ان محمد صلى الله عليه وسلم كان نبياً وهذا خطأ وقع فيه الكاتب إما جهلاً منه ولا أعتقد ذلك أو قاصداً التدليس ليضل القارئ .. وهذه بعض الآيات التي فيها إشارة لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي مكية

    (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) سورة النجم الآيات 3-5

    هل يوحي الله لأيٍ كان ؟!!!

    (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا) سورة الفرقان الآية 41
    ترى ماذا يكون هذا الاستنكار ؟!! أليس رداً من الكفار على قوله أنه رسول ؟!!

    (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة يوسف الآية 109

    وما أرسلنا من قبلك الا رجال نوحي إليهم أليس هذا دليل على أنه مرسل مثلهم ؟!!!

    ومثلها ( (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) سورة الأنبياء الآية 25



    والجدير بالذكر أن القرآن لم ينزل جملة واحدة ولكن نزل متفرقاً وقد تم ترتيبه من النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله وعرضه عليه جبريل عليه السلام ووصلنا كما عرضه النبي صلى الله عليه وسلم ...

    وقد احتاج الوحي في الفترة المكية أن يكون على اسلوب يختلف عن الفترة المدنية فالقرآن المكي له عدة خصائص فهو يهتم بقضايا ثلاث: إثبات توحيد والربوبية والألوهية لله. وذكر صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم . والبعث والنشور وأهوال اليوم الآخر.

    أما القرآن المدني:فإن أكثره تشريع وأحكام وفقهيات كما في سورة البقرة وآل عمران، وحديث عن السير والغزوات التي كانت في أيامه صلوات الله وسلامه عليه في المدينة

    ومما لا يخفى على أحد أن الرسول فى العهد المكي وبداية الدعوة كان يدعوا قريشاً وهم وثنيون وهم أهل اللغة فكانت السور تبدأ بالقسم أو بحروف الإعجاز لهذا كانت تتسم الآيات بشدة الخطاب وقوة المحاجة لأن أكثرهم مستكبرون معاندون ومشاقون وكانت أغلب أياتها تأتي بيا أيها الناس وليس يا أيها المؤمنون كما في السور المدنية التى تنادي المؤمنين وتبين لهم التشريع والأحكام الفقهية ونجد فيها سهولة الخطاب لأن أغلبهم مقبلون منقادون.. ولهذا كان إسلوب الفترة المكية أشد من الفترة المدنية ..


    وخلاصة القول إن كون الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً لا ينافي إطلاقاً كونه نبي فكما وضحنا أن هذه هي وظيفة الرسل وجاء في قول الله تعالي هذا التوضيح (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) سورة الأحزاب الآية 45 .
    والأشارات بالوحي والرسالة فى العهد المكي أكثر مما يتخيل ذلك المدعي وقد أشرنا إلى بعضها على سبيل الماثل لا الحصر ..

    قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. وبان دجل الكاتب وامانيه

    يتبع ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  3. #13
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    والأن دعوني استعرض بعض ما قال في تساؤلاته في هذه النقطة وللقارئ أن يحكم إن كان هذا الكاتب على بينة من أمره أم أنه يتبع هواه وإن كان بالفعل باحثاً عن الحقيقة أم يهاجم الإسلام بفكر إستشراقي حاقد..

    يقول الدكتور هانز " الذين يتبعون النبي الأمي ( الجاهل ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل .... قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... فأمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلمته ( ! )( الأعراف 7 : 157-158 )"

    يفسر هذا العالم القدير كلمة أمي بأنها جاهل كما ترون .. فهل ترادف كلمة أمي كلمة جاهل؟!! طبعا هنا يتضح الحقد وليس البحث عن الحقيقة ..

    وقد وضع المفسرون ثلاثة معاني لهذه الصفة، هي:
    1- الأمي: الذي لا يقرأ ولا يكتب.
    2- الأمي: نسبة إلى أم القرى، فكل من كان من أم القرى فهو أمي، وأما الذين من غير أم القرى فهم ليسوا أميين.
    3- الأمي: مفرد أميين، وهم الذين لم ينـزل عليهم كتاب أو الذين لا يعلمونه.

    فلا أرى في التفسيرات لا لغة ولا اصطلاحاً تفسيرها بالجاهل يا أيها الجاهل

    نقطة أخرى " المتأمل في كل تلك الآيات المكية يجد أن القرآن حصر أن محمدا فقط نذير وليس له كما للأنبياء "

    وليته يجيبني ما هو لأنبياء ولم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟!! وقد وضحنا انهم كلهم مبشرين ومنذرين


    ويتابع مسترسلاً قوله "حتى أنه تارة لا يعرف إذا كان يسير في الضلالة أم في الهدى فيقول إن ضللت فعلى نفسي وإن إهتديت فبما يوحي إلى ربي "
    وهذا اجتهاد من الجاهل في تفسير الآية 50 من سورة سبأ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)

    يكاد الجهل يقفز من أذنيه وهو يأتي بهذا التفسير ويدعي أنه متعلم .. فمن تفسير القرطبي "قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي" وذلك أن الكفار قالوا تركت دين آبائك فضللت. فقال له: قل يا محمد إن ضللت كما تزعمون فإنما أضل على نفسي "وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي" من الحكمة والبيان "إنه سميع قريب" أي سميع ممن دعاه قريب الإجابة. وقيل وجه النظم: قل إن ربي يقذف بالحق ويبين الحجة، وضلال من ضل لا يبطل الحجة، ولو ضللت لأضررت بنفسي، لا أنه يبطل حجة الله، وإذا اهتديت فذلك فضل الله إذ ثبتني على الحجة إنه سميع قريب.

    ويقول الكاتب المدلس في نقطة أخري "وتارة يتحلل من صنع المعجزات التي تؤيد الأنبياء لا لشئ إلا لأنه فقط نذير"

    لقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف معجزة وأما الآية التي يستدل بها الكاتب فهي لآية 50 من سورة العنكبوت ( وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)

    وهل هذا الأمر ينافي كونه رسول ؟!!

    تابع معي عزيزي القارئ قول الله تعالى في سورة الإسراء وهي مكية (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ) فبماذا يكون رد الرسول ؟ ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا)


    يطلبون المعجزات من محمد صلى الله عليه وسلم تحدياً فيكون جوابه بليغ بأنه ليس من يأتي بهذه المعجزات فما هو إلا بشر رسولاً.. حيث يكون هذا الأمر لله وليس للبشر.
    فلماذا لم يأتي الله بهذه المعجزات التي طلبوها ؟!! نذكر قول الله تعالى (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) سورة الإسراء الآية 59

    وما بعد المعجزات إلا الوعد وهذا ما تدل عليه الآيات وقد جاء الله بالرد عليهم بالتذكير بناقة صالح كمثال

    ويقول أيضاً "وتارة لا يعلم الغيب مثل الأنبياء "

    وهل يعلم الأنبياء الغيب إلا ما شاء الله ؟!!!!

    إن كانت هذه حجته فلما لم يعلم ربهم المدعوا يسوع الغيب من قبل ؟!! وليست قصة شجرة التين عنا ببعيد (انجيل مرقص)(Mk-11-13)(فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين * فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعون)

    أليس من الأوجب أن يعلم الرب الغيب أولاً ؟!! ولن أتشعب في هذا لأذكر الكثير والكثير من خرافات الكتاب المسمى بالمقدس ولكن أكتفي بأن أخرج أذنيك من تحت القبعة لتنهق بحرية وأقول لك .. لا يعلم الغيب إلا الله وحده ....

    ويقول أيضاً " ولا يملك دفع السوء عن نفسه "

    ومن يملك دفع السوء عن نفسه ؟!! فعجباً يقول هذا الجاهل
    لماذا لم يدفع السوء اليسوع عن فسه وهو يهان ويُركل ويُضرب ويُبصق في وجهه ؟!!

    ويقول أيضاً "وقد جزم كل شراح القرآن والمفسرين أنهما مدنيتين ووضعتا في السورة المكية وذلك من فعل الذين وضعوا القرآن ورتبوه بعد موت محمد . "
    عزيزي القارئ :
    إن أبسط باحث يستغرق في بحثه ايام يمكن أن يعرف ان القرأن لم يتم ترتيبه بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو على ما رتبه الرسول بوحي من الله وكما عرضه عليه جبريل عليه السلام كما أشرنا سابقاً ... وهكذا بينا كذب هذا الباحث في إدعاءه أنه أمضي السنون في البحث ...


    يتبع ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  4. #14
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    وتحت عنوان الذكر والذكرى:

    كتب الجاهل المدلس "نعم كل منذر لا يأتي بجديد لكن يذكر الناس بأشياء وأخبار وأحداث وأقوام وكتب سابقه ، والقارئ المدقق بفهم وروية وتعقل يجد أن أغلب آيات الذكر والتذكرة والذكرى هي آيات مكية "

    بل ما أكثر ما جاء من آيات الذكر في السور المدنية فلا تدعي أيها الجاهل مالم تحظ به علماً ... هذه نقطة
    أما النقطة الثانية هو أخذ لفظ ذكر على أنه التذكير فقط وعليه نبين جهل الكاتب في إستخدام هذه الكلمة على معنى واحد ..فنطرح سؤال ونقول ما هو الذكر ؟ ... قال العلامة محمد متولى الشعراوي رحمه الله ..الذكر هو الإخبار بشيء ابتداء ، والحديث عن شيء لم يكن لك به سابق معرفة ، ومنة التذكير بشيء عرفته أولا ، ونريد أن نذكرك به ، كما في قوله تعالى : {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "55"} (سورة الذاريات)
    ويطلق الذكر على القرآن : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "9"} (سورة الحجر)
    وفي القرآن أفضل الذكر ، وأصدق الأخبار والأحداث كما يطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله ، كما جاء في قوله تعالى : {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "43"} (سورة النحل)
    والذكر هو الصيت والرفعة والشرف ، كما في قوله تعالى : {وإنه لذكر لك ولقومك .. "44"} (سورة الزخرف)
    وقوله تعالى : {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم .. "10" } (سورة الأنبياء)
    أي : فيه صيتكم وشرفكم ، ومن ذلك قولنا : فلان له ذكر في قومه . ومن الذكر ذكر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة ، وذكر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى {فاذكروني أذكركم .. "152"} (سورة البقرة) .... انتهى


    وما هذا إلا بعض ما تؤخذ عليه كلمة ذكر فيمكن أخذ كلمة ذكر على حسب موقعها وسياقها في الآية على معانٍ أحصاها بعد العلماء في ست عشرة معنى وهم :

    1 * الذكر يعني الطاعة والعمل كما في قول الله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) سورة البقرة 152 .. يعني اذكروني بالطاعة أذكركم بالخير

    2 * الذكر باللسان (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) سورة النساء الآية 103 ..باللسان ومثله (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) سورة البقرة الآية 200 ..يعنى باللسان

    3 * الذكر بالقلب (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران الآية 135 .. أي ذكروه في أنفسهم

    4 * الذكر بمعنى الإبلاغ عنه كقوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) سورة مريم الآية 16 .. وهي مقابل للنسيان كما في قول الله (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) سورة الكهف الآية 63

    5 * الذكر يعني الحفظ (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة الآية 63 ... أي أحفظوا ما فيه من أوامر ونواهي

    6 * الذكر يعنى العظة كقول الله تعالى (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) سورة يس الآية 19 .. يعنى أَئِنْ وعظتم أو على قوله جل وعلا (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) سورة ق الآية 45 ... أى عظ بالقرآن

    7 * الذكر يعنى الصيت والشرف كقوله تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) سورة الزخرف الآية 44 ..يعني صيت وشرف لك ولقومك وعلى مثله (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) سورة الأنبياء الآية 10 .. مخاطبا قريش فيه شرفكم .

    8 * الذكر بمعنى الخبر (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) سورة الأنبياء الآية 24 ... يعني خبرهم وقوله (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا).. يعني خبرا.

    9 * الذكر يعني الوحي (أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) سورة ص الآية 8 ... يعنى أأنزل عليه الوحي من بيننا (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) سورة الصافات الآية 3 ..تعني الوحي

    10 * الذكر يعني القرآن (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) سورة الأنبياء الآية 50.. أي قرأن (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر الآية 9 ..أي القرآن

    11* الذكر يعني التوراة (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة النحل الآية 43.. قال بن عباس الذكر هي التوراة

    12 * الكتب تعني الكتب السماوية (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) سورة الأنباء الآية 115... قال مجاهد من بعد اللوح المحفوظ

    13 * الذكر يعني البيان (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) سورة الأعراف الآية 63.. أي بيان من ربكم وقوله تعالى (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ) سورة ص الآية 1 ...أي ذي البيان

    14 * الذكر يعني التفكير (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ) سورة يس الآية 69 .. أي تفكر للعالمين وقرآن مبين

    15 * الذكر يعنى الصلوات الخمس (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة الآية 239 ... أي الصلاة

    16 * الذكر تعني صلاة واحدة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة الجمعة الآية 9 ..فهنا تعني صلاة الجمعة وقوله العزيز الحكيم في سورة ص الآية 32 ..(فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) أي عن الصلاة .


    وبعد هذا التبيان لم يبقى لهذا المدلس حجة ولا بيان ....

    ويقول أخيراً " نعم القرآن ما هو إلا تذكرة ليس إلا وهى قصص الأولين ."

    فينطبق عليه قول الله تعالى (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) سورة الأنعام الآية 25

    (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ * قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) سورة النحل الآيات 24-26 .


    انتهى الفصل الثالث ويتبع في الفصل الرابع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  5. #15
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    الفصل الرابع


    يعنون صاحب الكتاب هذا الفصل بعنوان النبي والجن كعنوان رئيسي وتحتها ينصب كم من المعلومات التي تؤكد تماماً عدم فهم الباحث - إن كان باحثاً - لما يكتب حوله وعلى ما يبدوا أنه لم يكلف نفسه عناء البحث بل والإستدلال الخاطيء الذي يحاول من خلاله تضليل القاريء عن الحكم بإنصاف على ما بين يديه من معلومات ..

    فلكي نختصر المسافة على القاريء في هذا الباب سوف نقوم أولاً بوضع بعض التعريفات لبعض المصطلحات الهامة معرفتها، والتي كان من الأوجب أن يعرفها لنا الكاتب هانز قبل تعرضه لما كتب، ولكن هذا إن دل فإنما يدل على عدم فقهه بأبسط قواعد البحوث العلمي..ففي أولى إستفساراته يقول " لكن ما الفارق بين الجن ، إبليس ، الشيطان والعفاريت ؟"

    نبدأ التعريف بالجن : وهو جنس مكلفون خلقهم الله لعبادته فكما خلق الله الإنس خلق الجان وكلهما مُكلف بالعبادة وكلمة جان هي عموم ولفظ شامل يفيد جنس من الخلق صفتهم التخفي وعدم الظهور ويندرج تحت هذا العموم خصوص وهم ( الشياطين ، والمردة ، والعفاريت ،والجن المسلم ))

    والشيطان : لغة مصدرها الإستشاطة من الغضب كأن نقول .. إستشاط فلان أي تحرق من شدة الغضب
    فالشياطين: جمع شَيطانُ، وهو كل عاتٍ متمرد سواء من الإنس أو الجن أو الدواب، وعليه فالشياطين ليسوا سوى عتاة الجن ومردتهم . ونستدل بقول الله تعالى ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)) سورة البقرة الآية 102

    وقوله تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)) سورة الأعراف الآية 27

    أما الإستدال على وجود شياطين الإنس فهو قول الله تعالى (( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)) سورة الناس. و قال بعض أهل العلم: بأن الشيطان الإنسي أخطر من الشيطان الجني، وأكثر ضرراً، وأشد فتكاً.


    والمارِد : نوع من الشياطين التي هي نوع من الجن ، وهو من عُتاة الشياطين ، كما في قوله تعالى (( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ [الصافات الآية 6، 7 ]. أي هو خصوص من الشياطين التي هي خصوص من الجن
    قال الإمام السمعاني في تفسير الآية : أي مُتَمَرِّد ، والشيطان كل مُتمرد عاتٍ من إنس أو جن . وقال ابن كثير في تفسير الآية : يعني المتمَرِّد العاتي .
    و يقول ابن منظور في تفسير كلمة مارد هو العاتي الشديد.

    أما إبليس فهو من الجن إستناداً لقول الحق (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) (الكهف:50)


    يتبع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  6. #16
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    وبعد هذه التعريفات التي لو قرأها الكاتب لما كلف نفسه عناء بحثه التافه نعود إلى ما كتب لنراه يستدل بالقرآن ليثبت لنا أمور نحن نؤمن بها تماماً كأن يريد إثبات أن الجن خُلق من نار، وأن إبليس خُلق من نار، وأن الشياطين من نار، وهذا لم نختلف معه فيه فكما ذكرنا أن هذه المسميات تدخل في عموم اسم الجنس (( الجن )) وأن كل منها يختلف عن الآخر في قدرته وفي إيمانه أو طغيانه وتمرده ،ولكنه بغباء يثبت لنا جهله فيقول

    " في حوار سليمان والجن : قال عفريت من الجن أنا أتيك به ( عرش ملكة سبأ ) قبل أن تقوم من مقامك .... قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( النمل 27 : 39-40 )
    وهنا العفريت واحد من الجن كما إبليس وعند العفاريت علم من الكتاب ، ترى أي كتاب ذلك الذي تعرفه العفاريت ؟ "

    إنتهى كلامه


    السؤال هنا .. هل الذي عنده علم من الكتاب هو العفريت ؟ على من يعود الضمير فى كلمة عنده ؟ هل يعود على العفريت أم يعود على متكلم آخر ؟!! إما أن يكون جهلاً وهذا طامة أو يكون تدليساً فتكون الطامة أكبر فالآية الكريمة تقول

    " (قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ *قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) "


    فالذي رد على العفريت كما قال أكثر أهل التفسير اسمه آصف بن برخيا وكان صديقا صالحا، وكان قريبا لسليمان؛ قيل إنه ابن خالته، وقيل إنه سليمان نفسه ، وهو الذي رد على العفريت .. والله أعلم .


    ويقول الكاتب أن لإبليس ذرية في القرآن فلا نختلف في ذلك لقول الله تعالى
    "( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) سورة الكهف الآية 50

    ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزاوج أو غيره ، لا دليل عليها من نص صريح.
    ويرجع مرة أخرى ليقول

    " يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم ( أصدقائهم ) من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغت آجالنا الذي أجلت (الأنعام 6 : 128)
    وهنا نرى المتعة متبادلة بين الإنس والجن ، لكن لم يوضح أي نوع من المتعة "

    الغريب أنه يفسر كلمة أوليائهم بأنهم أصدقائهم ، ثم يأتي بنتيجة ويقول ان هناك متعة متبادلة بين الجن والإنس متناسياً أن من خصتهم المتعة هم أولياء الجن وليس الإنس فمن هنا نقول ..من الذي إستمتع بالجن ؟ هل هم الإنس أم أولياء الجن من الإنس ؟ للعاقل الجواب .


    ودعونا نفسر هذه الآية حتى لا نترك مجال للارتياب تقول الآية الكريمة "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) سورة الأنعام الآية 128
    هذا فيه أن الله -سبحانه وتعالى- إذا حشر الشياطين يوم القيامة وحشر الكهان وعملاء الشياطين يوبخهم: " يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ" يعني: أهلكتم كثيرا من الإنس وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ يعني: الكهان والسحرة وكل من يتعامل مع الشياطين " رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ" هم خدمونا ونحن خدمناهم في الدنيا " وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا" الآن وقفنا بين يديك يا ربنا، فيقول: " النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ" هذا مآل السحرة والكهان مع أوليائهم من الشياطين .

    وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى أيضاً (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) سورة الشعراء (221-223)


    يتبع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  7. #17
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    عودة لكلام الدكتور هانز في كتابه الضال الذي يقول فيه متابعاً ..
    " أن نهاية الجن والشياطين وإبليس واحدة جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار"

    ويذكر قول المولى عز وجل (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة ص الآية 84-85

    (وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) سورة السجدة الآية 13

    وبهذا يمكن القول بأنه يتساءل عن مصير الجن فنجيبه بأن مصير الجن المؤمن الجنة ومصير غيره العذاب الأليم .. في سورة الاحقاف الآيات 29-31 (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)


    من قال أن القرآن لا يحتوي على دلالة دخول الجن الجنة فهو مدعي كاذب أشر فالآيات السابقة تدل على أن الله يغفر لمؤمنين الجن ذنوبهم ويجرهم من عذاب أليم وتدل هذه الآية الكريمة على نجاة المؤمنين من الجن من النار والعذاب الأليم وإذا وقفنا عند هذا الحد نقول أن الآية لم تفيد دخولهم الجنة ولكن مع وجود الشواهد تسقط النفي وتبرز الحجة فقد قال الله تعالى في سورة الرحمن الآية 46 (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)

    قال بن كثير " فقد أمتن الله على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، ولقد قابلت الجن هذا بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا : ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد فلم يكن الله تعالى لتمن عليهم جزاء لا يحصل لهم وأيضاً كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى"

    وقد اتفقنا فيما سبق بأن الجن مخلوقات مُكلفة امتثالا لقول الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات الآية 56 وما التكليف إلا الإيمان بالله والعمل الصالح فيقول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) سورة الكهف الآية 107

    والجن منهم الصالح ومنهم الفاسد ومنهم المؤمن ومنهم الكافر، : " وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا "[الجن:11]. أي منا المؤمن والكافر: "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا، و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا "[الجن:15]. والقاسطون هم الجائرون عن الحق الناكبون عنه.

    واستدل ابن كثير رحمه الله بقوله تعالى: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "[الرحمن:56]. فقال (أي بل هن أبكار عرب أتراب لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن وهذه أيضا من الأدلة على دخول الجن الجنة، قال أرطأه بن المنذر، سئل حمزة بن حبيب: هل يدخل الجن الجنة؟ قال: نعم وينكحون: للجن جنيات وللإنس إنسيات) ابن كثير مجلد 4 ص 278 .

    ويقول جل وعلا (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) سورة الجن الآية 16 ... فنقول أين يمكن أن يكون هذا الماء ؟!! هل يكون في الجنة أم سواها

    بالطبع القارئ يعلم الآن أن مصير الجن ليس سواء، فمنهم من يدخل الجنة ومنهم من يُعذب في النار

    أما الإستدال بالآية (وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) سورة السجدة الآية 13
    هل نهم من الآية أن كل الإنس أيضاً في النار ؟!! بالطبع لا والدلائل كثيرة وإن هذه الآية دليل على أن الجن محاسبون كما الإنس محاسبون لا أنهم كلهم سيدخلون النار ..

    أما الإستدلال بالآية (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) فهذا ليس به أي دليل على قوله فما تعنيه الآية هو أن الله سيعذب إبليس وكل من تبعه وهنا إشارة بسيطة لك عزيزي القاريء نبين فيها وجه من أوجه جهل الكاتب حيث أن الحديث في قوله عز وجل "وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ " قد جاء نتيجة لقول ابليس بأنه سوف يغوي بني آدم بعد أن طلب من الله أن يمهله إلى يوم الدين قليس هناك علاقة للإستدلال بالنيجة التي يخرج بها هذا المدلس

    يتبع إن شاء الله ...




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  8. #18
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    بعد أن بينا أعلاه أن الجن مخلوقات مُكلفة وأنهم منهم المسلم ومنهم الكافر وأن الكافرين مصيرهم النار والعذاب الأليم والمؤمنين جزاءهم مغفرة وجنة ونجاة من العذاب .. جاء أبو جهل ليقول

    "يقسم علماء المسلمين الجن إلى الجن العلوي المؤمن بمحمد وقرأنه والجن السفلي الكافر‎، ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرأنه ؟"


    هل يمكن لباحث أراد الحقيقة معتمداً على القرآن أن يقول مثل هذا القول دون دليل ؟!! ..
    لا يا سيدي قولك مرفوض فليس هناك أصلاً لهذه المسميات لا علوي ولا سفلي فلم يرد في القرآن ولا السنة النبوية هذه المسميات وهذا هو مرجعنا الأساسي ..أما عن القول ترى ماذا يفيد الجن إيمانه بمحمد وقرآنه فقد بيناه فيما سبق .


    ونبين للقاريء أن جنس الجن كجنس الإنس فيهم الذكور والإناث، : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (الجن: 6) . وفي حديث زيد بن أرقم أن رسول الله - صلى الله علية وسلم - قال: ( إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاءَ فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) والخُبُث – بضم الخاء والباء -: ذكور الجن، والخبائث: إناثهم.

    وفي أستفسار الكاتب عن الآية
    (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام الآية 112

    نأتي له بإحدى التفاسير ..

    فمن تفسير الطبري " قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مسلِّيَه بذلك عما لقي من كفرة قومه في ذات الله, وحاثًّا له على الصبر على ما نال فيه: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًّا)، يقول: وكما ابتليناك، يا محمد، بأن جعلنا لك من مشركي قومك أعداء شياطينَ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول، ليصدُّوهم بمجادلتهم إياك بذلك عن اتباعك والإيمان بك وبما جئتهم به من عند ربّك، كذلك ابتلينا من قبلك من الأنبياء والرسّل, بأن جعلنا لهم أعداءً من قومهم يؤذُونهم بالجدال والخصومات. يقول: فهذا الذي امتحنتك به، لم تخصص به من بينهم وحدك, بل قد عممتهم بذلك معك لأبتليهم وأختبرهم، مع قدرتي على منع من آذاهم من إيذائهم, فلم أفعل ذلك إلا لأعرف أولي العزم منهم من غيرهم. يقول: فاصبر أنتَ كما صبر أولو العزم من الرسل ."


    فمعني " يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ "
    يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل، ويزخرفون له العبارات حتى يجعلوه في أحسن صورة، ليغتر به السفهاء، وينقاد له الأغبياء، الذين لا يفهمون الحقائق، ولا يفقهون المعاني، بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة، والعبارات المموهة، فيعتقدون الحق باطلا والباطل حقا.

    ونريد الإشارة أن للجن منذرين و للإنس رسل وأنهم لهم عباداتهم التي تتفق معنا في أمور وتختلف في الأمور التي تتماشى مع طبيعتهم كجنس مختلف عن بني البشر يقول تعالى " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ" سورة الأنعام الآية 130
    فَالْمُرَاد بالرسل مِنْ مَجْمُوع الْجِنْسَيْنِ فَيَصْدُق عَلَى أَحَدهمَا وَهُوَ الْإِنْس

    أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يبعث رسله من الإنس فيسمعهم الجن كمثل الجن الذين سمعوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولوا إِلَى قومهم منذرين، فيكون النذر من الجن، والرسل من الإنس: وهذا الذي قال به ابن عباس ومجاهد وابن جريج وهو قول أكثر السلف .

    ونجد الكاتب يقول مستنكراً "لكن ترى من غير محمد وأتباع محمد يؤمنون بالجن ؟"وينسى بل ويتناسى أنهم أيضاً يؤمنون بالجان كما سيأتي التوضيح في نهاية الفصل ولكن لا ضير أن أذكر له من سفر اللاويين(Lv-20-27)(واذا كان في رجل او امرأة جان او تابعة فانه يقتل بالحجارة يرجمونه.دمه عليه)


    فترى ما المقصود بالجان هنا ؟!! وما هذا الهقاب الفظيع !!


    يتبع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  9. #19
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    يقول الكاتب "لم يطالعنا القرآن في كل سوره عن رسول أو نبي آمنت به الجن وعن كتاب وثقوا به وأمنوا وصدقوا ما جاء فيه ودعوا إلى إتباعه إلا محمد وقرأنه ."

    وهذا نتفق فيه .. فذلك خصوص أخصه الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم فقد أعطي رسولنا خمس لم يعطين لأحد من قبله.. ففي الحديث الذي أخرجه البخاري (335) ومسلم (521) وغيره عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلٍ من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة"، وفي لفظ عند البزار: "وبعثت إلى الإنس والجن" قال ابن عبد البر -رحمه الله-: لا يختلفون ـ أي أهل العلم ـ أنه – صلى الله عليه وسلم- بعث إلى الإنس والجن، وهذا مما فضل به على الأنبياء

    فقد بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم للمكلفين إنسهم وجنهم عامة

    ويقول الكاتب مستشهداًً يالآية 30 من سورة الأحقاف (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) " ترى أي كتاب ذلك الذي يؤمن به الجن؟ .. كتابا من بعد موسى هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ "

    وضحنا فيما سبق أن الجن مكلفون بالعبادة ...وكان النبي يُبعث إِلَى قومه من الإنس، فيدعو قومه من الإنس، ويدعو معهم طائفة من الجن أو قوماً من الجن أو كان منذرون الجن يستمعون إلى الأنبياء فيذهبوا إلى قومهم يتذرونهم فلهذا منهم من هو مؤمن بالتوراة ومنهم من هو مؤمن بالإنجيل ومنهم من آمن بالقرآن .. وقد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعامة الإنس وعامة الجن دون تخصيص ...

    ولهذا قالت الجن حين سمعت القرآن " إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى "
    ونجيب على سؤال الكاتب " هل لم يسمعوا بعد عن زابور داود أو إنجيل المسيح؟ "

    ألم يأتي في كتابكم أن عيسى عليه السلام قال أنه جاء ليتمم الناموس ؟!!..

    (انجيل متى)(Mt-5-17)(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.)

    إذا قد جاء عيسى عليه السلام ليكمل والذي أحب أن أوضحه للقارئ أن شريعة الأنبياء من بعد موسى هي التوراة أمل الإنجيل والزبور مواعظ وحكم وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم، وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة،فنقول أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها .

    يقول الله تعالى (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) سورة آل عمران الآية 50

    وهكذا قال ورقة بن نوفل حين أخبره النبي – صلى الله عليه وسلم- بقصة نزول جبريل – عليه السلام- فقال " بخ بخ هذا الناموس الذي نزل الله على موسى" رواه البخاري (4) ومسلم (160) من حديث عائشة – رضي الله عنها

    يتبع إن شاء الله




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  10. #20
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    وأكاد أقول أن زكريا بطرس وهذا الكاتب وجهان لعملة واحدة حين أقرأ الشبهة التالية من شبهات الكاتب المدعي فيقول
    " لأن اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( الإسراء 17 : 88 )
    لقد جاء الجن بمثل القرآن بل جاء به نفسه حيث السور السابقة هي موجودة في القرآن ويقرأها الجميع على أنها من عند الله بينما هي في الحقيقة كلام الجن "


    نجيب على هذا الجاهل أن القول يختلف عن حكاية القول فقد حكى لنا القرآن عن الجن وعن الأنبياء وعن النملة والهدهد ... فهل كان هؤلاء يتكلمون اللغة العربية ؟ بالطبع لا ولكن جاء القول في القرآن بلسان عربي مبين فما الذي حدث ..

    لقد أخذ القرآن المعاني التي كان يقصدها المتكلم ( والذي جاء القول على لسانه ) بكل صدق وهو أعلم بها وأفصح عنها بالسان العربي الفصيح الذي طابق بكل دقة ما قصدوه ..محيطا بكل ما قالوه في لغتهم الأصلية... ويتجلى هنا قمة الأعجاز والتحدي.

    فمهما كانت بلاغة البشر بلغتهم لا يمكن أن يأتوا بالتعبير الذي عبر به القرآن ونحب الإشارة إلى أن القرآن معجز في لفظه ومعناه وهو من عند الله ولا يمكن لإنس أو جان أن يأتي بمثله إبداً (( تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )) سورة السجدة الآية 2

    وبهذا فإن كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات كما هو وإنما ينقل لنا المعنى العميق الذي أراده المتحدث بلغة أحسن وأكمل من مراد المتكلم نفسه ، فلا يضر حينئذٍ عدم نقل كلام الآخر بحروفه ما دام أنه قد نُقل بأحسن و أفضل مما كان ..



    يتبع إن شاء الله ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



 

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ذروة التفكير في الرد على التكفير للأخ ذو الفقار الآن لتحميل
    بواسطة abcdef_475 في المنتدى كتب وأبحاث بأقلام فرسان البشارة الإسلامية
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 2011-10-06, 07:24 AM
  2. دعوة إلى الصدق
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 124
    آخر مشاركة: 2011-04-18, 03:24 AM
  3. التكفير ضبط وتحذير
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2011-02-10, 09:21 PM
  4. العلمانيون وجماعة التكفير الأرثوذكسية
    بواسطة جمال المر في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-03-23, 05:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML