أنا لم أقابل مصريا يكره الجزائر حتى الآن ، ولعل هذه الثقافة منتشرة بين شباب الكورة التافه فقط .
الأسبوع الماضي نظّمت جامعة القاهرة مؤتمرا علميا ، وكانت التحضيرات لهذا المؤتمر تجري على قدم وساق طوال عام مضى ، واجتمع للمؤتمر نخبة من أعضاء هيئة التدريس في مصر والعالم العربي كله .. وكنت أنا مسئولا عن لجنة الإعداد للمؤتمر على مدار هذا العام .
قبل انعقاد المؤتمر بأيام أرسل أخ جزائري يعمل أستاذا جامعيا بكلية العلوم – جامعة فرحات عباس – سطيف - الجزائر .. يطلب من اللجنة التنظيمية مساعدته بعمل تخفيض لرسوم اشتراكه بالمؤتمر ..
وقد عرضت الأمر على نائب رئيس الجامعة بنفسي ، فسألني عن مقدار هذه الرسوم المقررة عليه ، فأجبته بأنها 400 دولار .. بخلاف مصاريف الإقامة والتنقلات .
كنت اتوقع أن يرفض نائب رئيس الجامعة عمل هذا التخفيض ، خاصة وأن الجامعة لم تقم بذلك من قبل طوال تاريخ انعقاد دورات هذا المؤتمر .
ولكنني فوجئت بقرار نائب رئيس الجامعة بإعفاء هذا الأخ الجزائري من الرسوم نهائيا ، واستضافته في إحدى الفنادق الشهيرة بالقاهرة على أن تتحمل جامعة القاهرة كامل المصروفات .
الأخ الجزائري أعجب جدا بهذا التصرف ، لدرجة أنه أتي بزوجته معه ، وقد رأيته أثناء انعقاد المؤتمر وهو يحاول جاهدا إقناع مسئول العلاقات العامة بأن يسمح له بتسديد رسوم حضور زوجته ومصاريف إقامتها ، حين أنها ليست من ضمن المشاركين بالمؤتمر .. ومسئول العلاقات العامة يرفض حيث جاءته التعليمات بعدم قبول أي مبلغ من هذا الأخ الجزائري .
كم ضحكت حين قال له الجزائري : "يعني أشارك في المؤتمر ببلاش وزوجتي تحضر جلسات المؤتمر ببلاش ، وأقعد في الفندق أنا وزوجتي ببلاش ؟ .. هذا مش معقول !! مافيش مؤتمرات كده"
فقال له المسئول : وتؤمر واحنا ننفذ ببلاش .. يكفينا إنك شرفتنا بالحضور .
فهذا نموذج صغير لما يربط الشعب المصري والجزائري من حب ومودّة ، فأما سفهاء الكورة ، فلا تلوموهم ، فكل إناء ينضح بما فيه .
المفضلات