بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى فى الحديث القدسى ( كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت الخلق فبى عرفونى )
ويقول المولى عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
أما الزمان والمكان فقد خلقا لتحديد ماهية الاشياء وقد جعلهما الخالق سبحانه وتعالى على مرتبتين
أولا - الغيب : وقد أحتجب خلف الستار بمعنى أن الإنسان لا يرى الله ولا الملائكة ولا الشياطين وخلافهم من الغيبيات
ثانيا – الشهادة : فهو يستدل على حقيقة وجود الله من تصاريف قدرته فى الخلق والكون وحسب الإنسان أن ينظر فى نفسه ليستيقن من وجود خالقه
وقد سبق خلق الله للملائكة والجن والحيوانات والطير خلق الإنسان وكمثال من القرءان الغراب الذى علم إبن آدم كيف يوارى سوئته
يقول الله ( هو الذى خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجلا مسمى عنده )
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ....)
( هو الذى خلقكم من تراب ثم من نظفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا )
يقول الله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم مالا تعلمون – وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين – قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم – قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )
والواضح أن الله خلق آدم ليكون خليفة له فى الأرض – أى خلق آدم للأرض وخلقه منها وخلق زوجته منه من ضلعه وقدر لهما التناسل لعمل ذرية وهذه الذرية لها أجل يحدده الله
الملائكة كانت تعتقد أن الله لا يحتاج لخليفة فى الارض فهم يعبدوه كما يريد ولا يعصون له أمرا ورأت أن الخليقة وذريته سيفسدون فى الأرض – ولكن الله أعلمهم أنه ميز آدم بميزة العقل والإدراك الذى يتعلم به فيميز الخبيث من الطيب ولذلك سيفرق بين الخير والشر
يقول الله تعالى (إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين – فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين – فسجد الملائكة كلهم أجمعين – إلا إبليس أستكبر وكان من الكافرين – قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين – قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين – قال فاخرج منها فإنك رجيم – وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين – قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون – قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم – قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين – إلا عبادك منهم المخلصين – قال فالحق والحق أقول – لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين )
الشيطان لم يعجبه الموقف ولم يعجبه أن يخلق الله خلقا أفضل منه ومن الطبن ويتميز عليه ويسجد له فعصى وإستكبر على أمر الله له بالسجود لخليفته على الأرض وبرر موقفه لله تعالى وكأنه يقول لو صح التعبير يا الله أنت مخطئ هو من طين وأنا من نار أنا الأفضل
ولإستكباره وعصيانه لأمر الله تعالى وبعدما بين الله للملائكة كلهم مميزات آدم وعقله وقدرته على التعلم والتمييز بين الأشياء لعنه الله تعالى وطرده من السماء وجعل لعنة الله تحل عليه إلى يوم الدين والشيطان كان يعيش مع الملائكة إذا فهو واحد ممن لم يستطيعوا إنباء الله بالأسماء التى عرفها آدم ولو كان أفضل لعرف الأسماء التى تعلمها آدم ولكنه الإستكبار والحقد
طلب الشيطان من الله أن ينظره حرا ليثبت أنه أفضل من آدم بأن يضل ذريته عن عبادة الله وهو تحدى لآدم وذريته ليوم الدين فقد علم أنه من أصحاب الجحيم
وعد الله أن يملأ النار من كل تابعى الشيطان من ذرية آدم
آسف للإطالة ولكن كل ما سبق كان فى السماء وقبل أن يخطئ آدم – النتبجة
1 – خلق الله آدم من الأرض ليكون خليفته على الأرض وميزه بالعقل والقدرة على التعلم والتمييز بين الأشياء
2 – ميزه على كل المخلوقات وحتى الملائكة وأمرهم بالسجود له تقديرا له
3 – رفض الشيطان السجود لآدم ورأى أنه أفضل منه مما أدى لأن يطرد من السماء ومن العيش بين الملائكة ويكون من الملعونين إلى يوم الدين
4 – إستجاب الله لطلب الشيطان بأن يعطيه حرية الوسوسة والإضلال لآدم وذريته وتوعد آدم وذريته إلا الصالحين منهم بالإضلال وأن يكون مصيرهم الجحيم مثله وهم السبب فى طرده و لعنة الله له
والأهم من هذا كله أن طبيعة خليفة الله على الأرض وذريته هى عدم رؤيته للغيبيات ولكنه سيستدل عليها بعقله
ومن ذلك كله كان موقف آدم فى الجنة الأرضية أو السماوية هى آخر موقف تعليمى له بالخير والشر والأمر والنهى والوسوسة والذتب والتوبة وذلك قبل بدءه فى المهمة التى خلقه الله من أجلها
المفضلات