بارك الله فيك أستاذنا الفاضل وأخي في الله خالد فريد
أريد إضافة شئ مهم لا يشعر به ضيفنا ويشعر به المسلم
ولكم الحق في حذفها حال عودة المحاور واستكماله للمناظرة إن شاء الله فقد غاب عنا ما يقارب شهراً ونصف
ما غاب عنك يا ضيفنا هو أن المسلم يستغفر الله حتى وهو يفعل الحسنات والخيرات والعبادات
المسلم يستغفر الله وهو في حالة الضيق وفي حالة الفرج في الحزن والفرح
كيف ذلك؟
هل تتخيل يا ضيفنا أن المسلم الذي يقيم الصلاة على أكمل وجه بقدر ما استطاع
يخرج من صلاته هذه يستغفر الله؟
لأننا كمسلمين نعرف ونتيقن من شئ مهم جداً
وهو أننا مهما بلغنا من الأفعال الحسنة ومهما بلغت درجة عبادتنا لله فنحن مقصرين تجاهه
فالملائكة يا ضيفنا التي خلقها الله تعالى لا تعصيه أبداً ويفعلون ما يؤمرون يسبحون الله ليل نهار وله ملائكة ساجدين منذ أن خُلِقوا إلى يوم القيامة ساجدين
فسيرفعون رؤوسهم يوم القيامة قائلين لله
سبحانك ما عبدناك حق عبادتك برغم أنهم لم يرتكبوا ذنب واحد
المسلم ينتهي من صلاته يا ضيفنا ويستغفر الله ثلاث مرات لأنه بكل تأكيد لن يستطيع تأديتها على أكمل وجه فنحن مهما اجتهدنا مقصرين لم نصل إلى درجة الكمال في العبادة التي يستحقها الله منا
أرأيت؟ إستغفار عقب الصلاة مباشرة والتي المفروض أنها تكفر السيئات وتتساقط سيئاتك كما يتساقط الورق عن الشجر
فممَ يستغفر المسلم عقب صلاته وهو لم يرتكب ذنباً إنما يقف بين يدي الله؟
المسلم إذا خرج من الخلاء يا ضيفنا يستغفر الله ثلاث
ويقول غفرانك غفرانك غفرانك رغم أنه كان في الخلاء يفعل شيئاً طبيعاً لاستكمال دورة حياته الطبيعية
أتدري لماذا يستغفر عقب الخلاء؟
لأنه مر من عمره لحظات لم يذكر فيها الله وهو في الخلاء احتراماً وتقديساً للذات الإلهية
فالاستغفار عندنا يا زميل ليس مشروطاً بكبيرة من الكبائر أو ذنب من الذنوب نرتكبها حتى نستغفر
أما عن قولك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر من ذنب
فأحب أن اقول لك أن المسلمون في الماضي وبخاصة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كانوا يعتبرون ترك صلاة السُنّة كبيرة من الكبائر في حق الله
رغم أنها ليست بفرض وتركها لا يوجب العقوبة
وإنما من شدة حبهم لله ولرسوله كانوا حريصين كل الحرص على تأدية واتباع وتقليد القرآن الذي كان يمشي على الأرض الذي هو حبيب الله صلى الله عليه وسلم
فما نعتبره نحن صغير كانوا يعتبرونه هم كبير
إذا سَرح أو سَها أحدهم في صلاته كان يعتبرها ذنب كبير فيستغفر الله له فيعيد صلاته
إذا نام عن ورده اليومي للقرآن أو صلاة قيام الليل التي ليست بفرض وإنما سُنة
كان يستغفر الله على ذلك ويعتبرها تقصير منه في حق الله
فما بالك بخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم
فهو أولى الناس بهذه العبادة وأكثر الناس تواضعاً لله
فلم يتكبر على الله وإنما كان دائم الشعور بالتقصير والتواضع تجاه خالقه
فكيف يقيمون هم هذه العبادة الرائعة عبادة الاستغفار ويتركها هو؟
فهو برغم أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فإنه يستغفر الله حباً في الله وإحساساً بالتقصير في حق الله
ولا تنسى أن نبينا الكريم بشر وليس من الملائكة
فكان يفرح ويحزن
يضحك ويبكي
يرضى ويغضب
فنبينا يعتبر الغضب في حد ذاته يستوجب الاستغفار
عليك أن تقرأ أولاً في معنى الاستغفار في الإسلام وجوانبه يا ضيفنا قبل أن تسأل عن تلك الشبهة الواهية
أولم يقل يسوع لماذا تدعوني صالحا . ليس احد صالحا الا واحد وهو الله. (مرقس 10 : 17 - 1 8)
هل نفسر ذلك بأنه كان من العصاة مرتكبي الكبائر؟
وشكراً وجزاكم الله خيراً إخواني الكرام على إتاحة المشاركة
المفضلات