بداية بالنسبة لقول الحافظ صدوق يهم :
فالذي أعلمه عكس ما تفضلتم به مما نص عليه علماء منهم :
1- الشيخ أبو عمرو الصياح :
بالنسبة للفظة ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ) وردت في كلام بعض النقاد المتقدمين-مثل البخاري، والساجي(وهو أكثرهم استعمالا للفظة"صدوق يهم")- على قلة،
وظهر لي أنهم يعنون بها من يحسن حديثه لذاته غالبا.
قال البخاري عن عمران بن دَاوَر- بفتح الواو بعدها راء- العَمِّيُّ، :((صدوق يهم))، وقال البخاري أيضا عن يزيد بن عبد الرحمن، أبي خالد الدَّالانيُّ ((صدوق، يهم في الشيء)) وحديثهما لا ينزل عن درجة الحسن كما هو ظاهر أقوال النقاد.
وقال : أنّ أكثر من استعمل مصطلح ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ) الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب، وجعل هذين اللفظين في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل فقال:
الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً ، وإليه الإشارة بـصدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو له أوهام ، أو يخطئ ، أو تغير بأخرة . ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم ، مع بيان الداعية من غيره.
وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر-.
وقال :أنّ المقدمات السابقة مهمة جدا للناظر في أقوال النقاد، ومنها نقول أنّ هناك فرقا خفيفا بين ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ) فالثانية تشعر بكثرة أوهامه فهي صفة ثابتة له نزل من أجلها إلى مرتبة الصدوق الذي
يحسن حديثه.
ولفظة "صدوق له أوهام" تدل على أنّ له بعض الأوهام فهي أقل من الأولى ولا شك أن أصحاب درجة "الصدوق" متفاوتون كما هو الحال في أصحاب درجة :الثقة".
http://www.hadiith.net/montada/showt...6%DE+%ED%E5%E3
2- الدكتور : د. عبد العزيز بن سعد التخيفي
سادسا : قولهم عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).
من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان، ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي؛ لأنه لا يسلم أحد من ذلك.
فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا, فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ.
وإذا كثر الخطأ في حديث الراوي لكن لم يغلب على رواياته فإن جمهور الأئمة الحفاظ يحتجون بحديثه أيضا، والمراد أنهم يحتجون بما تبين لهم أنه حفظه من حديثه, ويجتنبون ما علموا أنه غلط فيه.
وأما من كان الغالب على حديثه الخطأ ولم يتهم بالكذب، وكان مرضيا في عدالته فهذا يكتب من حديثه في الفضائل، ومثله يتقوى حديثه بالمتابعات، ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
وقد ينتقي بعض الجهابذة الحفاظ مثل البخاري ومسلم والترمذي بعض الأحاديث من مرويات هؤلاء, فيخرجونها في الصحاح, أو يحكمون بصحتها.
وهؤلاء الأئمة وأمثالهم لا يمكن رد قولهم في مثل هذه الأحوال إلا ببرهان معتبر,
وقد وردت صيغة (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم) في كلام الأئمة الحفاظ في عدد من التراجم, لكن استعمالهم لمثل هذه الصيغ لم يكن كثيرا، وإنما أكثر من استعمال هاتين الصيغتين الحافظ ابن حجر في كتابه [التقريب].
وقد تبين لي من خلال دراسة أحوال الراوة الذين وصفهم ابن حجر بذلك أن معظمهم محتج بحديثهم.
وقد سمعت فضيلة والدنا وشيخنا
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ونفعنا بعلمه - وقد سئل عمن قال عنه ابن حجر : صدوق له أوهام أو صدوق يهم -
فذكر ما حاصله أن حديث هؤلاء محتج به.
أقول: لذلك فالظاهر لدي أن القيد في قوله: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم) قيد يستعمله ابن حجر في مواضع كثيرة لبيان الواقع، وهو أنه ما من راو موثق إلا وله بعض الأوهام.
وقد يستفاد من وصف الراوي الصدوق بأنه "يهم" أن له أوهاما متعددة، كما تشعر بذلك صيغة الفعل المضارع "يهم", لكن هذه الأوهام ليست غالبة على حديثه, وإلا لانحط الراوي إلى رتبة دون هذه, مثل ضعيف أو سيئ الحفظ .
والله أعلم
http://www.islammessage.com/articles...d=137&aid=2053 .
قلت : هذا مع استبعادنا لما جرى عليه الشيخ الألباني عمليا ..
وعلى كل أظنكم وأنتم أساتذتي تعلمون أنه ليس من الضروري أن يصيب الحافظ في كل ما يصل إليه من حكم نهائي وكذلك الظاهر أن العلماء إختلفوا في المرتبة الخامس فأنتم تقولون ما لم يتابع يضعف حديث وأنا لا أعلم من نص على ذلك وأرجوا إفادتي .
ولو سلمنا له فدعونا نخرج من الخلاف ونذهب إلى التحقيق :
أولا : ننظر في حال حميد بن زياد أبو صخر الخراط :
الموثقون :
1- العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد :
4126 - سئل أبي عن أبي صخر فقال ليس به بأس
2- سؤلات البرقاني للدراقطني :
93 - قلت حميد بن صخر أبو صخر فقال هو حميد بن زياد مدني ولكن كذا يقال وهو ثقة
3- ذكره ابن حبان في الثقات :
7303 - حميد بن زياد أبو صخر الخراط من أهل المدينة
4- العجلي في الثقات :
362 - حميد بن زياد أبو صخر ثقة
5- قال ابن عدي في الكامل :
حدثنا محمد بن علي المروزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين عن حميد بن زياد الخراط فقال ليس به بأس وفي موضع آخر قلت ليحيى فأبو صخر قال ثقة .
وقال وأبو صخر هذا حميد بن زياد له أحاديث صالحة وهو عندي صالح الحديث وانما أنكرت عليه هذين الحديثين المؤمن مؤالف وفي القدرية اللذين ذكرتهما وسائر حديثه أرجو ان يكون مستقيما .
قلت والحديثين هما :
1- المؤمن مؤالف
2- لا تجالسوا القدرية
6- ونقل الحافظ عن البغوي في كتاب الصحابة
ان حاتم بن اسماعيل وهم في قوله حميد بن صخر وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر وهو مدني صالح الحديث .
7- قال الشيخ الألباني في الصحيحة :
حديث رقم 2733 : قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير أبي صخر - و هو حميد ابن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده , و قد
تكلم فيه بعضهم , و صحح له ابن حبان و الحاكم و البوصيري , و مشاه المنذري ,
فانظر الحديث ( 83) .
وقال في الحديث الذي نحن بصدده : و هذا إسناد حسن ، و رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن منصور - و هو
الرمادي من شيوخ ابن ماجة - و هو ثقة ، و لولا أن في أبي صخر - و اسمه حميد بن
زياد - بعض الكلام من قبل حفظه لصححته .
المضعفون :
1- يحي بن معين في رواية عنه .
2-النسائي وكما قلت من قبل أن النسائي من المعرفين بالتعنت في التجريح .
قلت : فكيف نهمل كلام جماعة من الموثقين وبينهم الإمام أحمد ونجزم بتضعيف حديثه ولو قلنا مختلف فيه فلا نستطيع الجزم أن إسناده الذي يتفرد به يكون ضعيف هكذا بالجزم فما الفرق إذا بينه وبين من قيل فيه سيئ الحفظ !!!
أعتقد أن الصواب هو مراجعة حديثه الذي تفرد به فإذا وجد من أنكره عليه فيضعف وإلا فمستقيم ..
ثانيا : ناحية أكثر عملية :
الحديث الذي بين أيدينا :
يرويه ابن حبان :
7111 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني حيوة أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن عروة عن عائشة أنها قالت : .. الحديث
ومن أول ابن وهب إلى آخر الإسناد على شرط مسلم .
ويرويه اللالكائي في شرح أصول الإعتقاد :
2268 - أنا محمد بن أبي بكر ، نا محمد بن مخلد ، نا أحمد بن منصور ، حدثني هارون بن معروف ، نا ابن وهب ، قال : وقال حيوة : أخبرني أبو صخر ، عن ابن قسيط ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، أنها قالت : .. الحديث
ومن أول هارون بن معروف إلى آخر الإسناد على شرط مسلم .
وذكرت ذلك لأوضح ما يلي :
أن تمشية أحاديث تفرد بها أبو صخر ولم تنكر عليه هو ما جرى عليه الأئمة في اعتقادي في تصحيحهم لأحاديث له في صحيح مسلم قد تفرد بها ولم يتابع .
أما لو جرى الكلام على ما تفضلتم به للزمنا تضعيف ما تفرد به أبوصخر في صحيح مسلم ..
ومنها :
1- ما ذكره الدراقطني في الإلزامات والتتبع قال :
(72) وأخرج مسلم حديث ابن وهب ، عَن أبي صخر ، عَن أبي حازم ، عَن سهل : وصف الجنة. ولم يتابع عليه .
2- ما رواه مسلم في صحيحه قال حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ حَيْوَةُ أَخْبَرَنِى أَبُو صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ فِى سَوَادٍ وَيَبْرُكُ فِى سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِى سَوَادٍ فَأُتِىَ بِهِ لِيُضَحِّىَ بِهِ فَقَالَ لَهَا «
يَا عَائِشَةُ هَلُمِّى الْمُدْيَةَ ».
ثُمَّ قَالَ «
اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ ». فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ «
بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ». ثُمَّ ضَحَّى بِهِ.
وهذا يرويه أصلا وليس في المتابعات ...
هذا الحديث يرويه مسلم (5203) وأبو عوانة (6274) وأبو داود (2794) ورواه أحمد (24491) والطبراني في الدعاء (948) والبيهقي في السنن (19519) وابن حبان (5915) وقال شعيب الأرنؤوط على أبو صخر صدوق وقال إسناده قوي على شرط مسلم .
كلهم من طريق حيوة عن أبي صخر به سواء .. ولم يُتابع ولم يُنتقد .
وهذا وقد وجدت ما يقوي ما ذهب إليه العلماء في تحسين هذا الحديث في نظري:
وهو مارواه الطبراني في الدعاء برقم (1458) دثنا بشر بن موسي ثنا أبو عبد الرحمن المقرىء ثنا عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم حدثني مسلم بن يسار أنه بلغه ان نبي الله دخل على عائشة رضي الله عنها"
فقال يا عويش ما لي أراك قد أشرق وجهك فقالت وما لي لا أفعل ذلك وقد دعوت لي فقلت اللهم اغفر لعائشة مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر لها خطيئة فقال رسول الله ما من يوم ولا ليلة إلا وأنا أدعو بهذه الدعوة لجميع أمتي ."
وفيه علتان :
1- ضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ويعرف بعبد الرحمن الأفريقي .
2- الإرسال ومسلم بن يسار تابعي .
أما الحديث الذي أنكره الإمام الذهبي فالمتأمل يرى أنه إسناد غير الذي نحن بصدده والمتن أيضا غير الذي نحن بصدده .
المفضلات