بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي حبيبي وسيدي وقرة عيني محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن آمن به واتبع هداه
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا شكرا أخي في الله على هذا الموضوع الحبيب إلى نفس كل مسلم
فالمسلم يرى أنَّ أعظم و أغلى خلق الله هو سيد البشرية المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله :salla:
ولا يوجد مسلم إلا ويرى أن حبيبه محمد رسول الله :salla: أحب إليه من نفسه وعياله وأمه وأبيه وماله
ومن الماء البارد على الظمأ ومن الدنيا ومن فيها وما فيها
حتى إن قصر فهمه عن التفسير والتعبير الحقيقي عن هذا الحب
وربما إن سألت مسلما لم تحب النبي :salla: نظر إليك شذرا كيف تسأل هذا السؤال ؟ أولست تحب الحبيب :salla: ؟ وربما أجابك هو فيه حد في الدنيا ما يحبش النبي :salla:
بل بلغ حب النبي :salla: منهم مبلغا - رغم قلة فقههم - أن صار قسمهم بالنبي :salla: تعبيرا عن مدى الحب والتعظيم والتوقير للحبيب محمد :salla:( وهذا محرم لا يجوز ويجب محاربته لأنه من الشرك الذي حاربه النبي :salla: )
ومن الكلام الدارج في مصر مثلا
صل على الحبيب :salla: قلبك يطيب
نماذج من رحمة المبعوث رحمة للعالمين :salla:
موضوعك أخي ذكرني بشيخ فاضل من المعلمين في المسجد النبوي الشريف
شيخنا أبي بكر الجزائري
صاحب كتاب السيرة النبوية الذي أسماه
هذا الحبيب :salla: يا محب
كان الشيخ يبدأ درسه في السيرة بقوله نحن الآ في هذا المجلس الذي نشرف بالحديث فيه عن الحبيب :salla: وتحفنا فيه الملائكة
أنا أحدثكم وكلما ذكر النبي :salla: شاركنا الملائكة في الصلاة والسلام عليه
وقد ثبت أنَّ من صلى على الحبيب :salla: صلاة صلى الله عليه بها عشرا
أخي الفاضل أسألك سؤالا ماذا لو لم يتحمل الحبيبب محمد رسول الله :salla:الأذى ولم يصبر ولم يجاهد ويقاوم الظلمة الفجرة الذين نذروا أنفسهم وأموالهم لمنعه من تبليغ الرسالة ؟
هل يمكن أن نتخيل حجم المشقات التي يتحملها فرد واحد يقف حاملا لواء دعوة جديدة هدفها تغيير معتقدات المجتمع وعاداته وأسلوب حياته صغيرها وكبيرها ؟
كم تحمل الحبيب :salla: ليثبت ويقاوم وينتصر ؟ ولماذا فعل هذا ولمن فعل هذا ؟
أما والله لقد ثبت وقاوم لأنَّه على الحقِّ المبين ولأنَّه رحمة للعالمين فقط
ولا يبغي من أحد غير الله تعالى جزاءا ولا شكورا
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ
بعض نماذج الرحمة من سيرة خير المرسلين الحبيب محمد :salla:
وتقتصر على رحمته بغير المؤمنين
( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف)
من تفسير ابن كثير نطالع [
يَقُول تَعَالَى مُسَلِّيًا لِرَسُولِهِ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ فِي حُزْنه عَلَى الْمُشْرِكِينَ لِتَرْكِهِمْ الْإِيمَان وَبُعْدهمْ عَنْهُ
كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَا تَذْهَب نَفْسك عَلَيْهِمْ حَسَرَات " وَقَالَ وَلَا تَحْزَن عَلَيْهِمْ
وَقَالَ " لَعَلَّك بَاخِع نَفْسك أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " بَاخِع أَيْ مُهْلِك نَفْسك بِحُزْنِك عَلَيْهِمْ
وَلِهَذَا قَالَ " فَلَعَلَّك بَاخِع نَفْسك عَلَى آثَارهمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث "
يَعْنِي الْقُرْآن أَسَفًا يَقُول لَا تُهْلِك نَفْسك أَسَفًا قَالَ قَتَادَة : قَاتِل نَفْسك غَضَبًا وَحُزْنًا عَلَيْهِمْ
وَقَالَ مُجَاهِد جَزَعًا وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب أَيْ لَا تَأْسَف عَلَيْهِمْ بَلْ أَبْلَغَهم رِسَالَة اللَّه
فَمَنْ اِهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلّ عَلَيْهَا وَلَا تَذْهَب نَفْسك عَلَيْهِمْ حَسَرَات
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَ الدُّنْيَا دَارًا فَانِيَة مُزَيَّنَة بِزِينَةٍ زَائِلَة وَإِنَّمَا جَعَلَهَا دَار اِخْتِبَار لَا دَار قَرَار . ]
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليَّ))، قلت: ءأقرأ عليك وعليك أنزل؟!
قال :salla: : ((فإني أحب أن أسمعه من غيري))،
فقرأت عليه :salla: سورة النساء،حتى بلغت:
{فَكَيْفَ إِذَاْ جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا}،
قال :salla: : ((أمسك))، فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه واللفظ للبخاري
هل تعلم لماذا بكى الحبيب :salla: ؟
لأنَّه :salla: علم أن لا مناص من شهادته عليهم وهو :salla: يعلم يقينا مصيرهم
بكى الحبيب :salla: على غير المؤمنين - رغم قسوتهم عليه وآذاهم له وتربصهم به حيا وميتا وإلى الأبد - بكى :salla: رحمة بهم مع أنهم هم لم يرحموا أنفسهم
نعم أخي إنَّ الحبيب المصطفى :salla: أرحم بغير المؤمنين من أنفسهم بأنفسهم
أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا :salla: رسول الله .
رحمته باليهودي :
كان للحبيب محمد :salla: جار يهودي مؤذ ,
كان يأتي كل يوم بقمامته ويضعها أمام بيت الرسول :salla: والحبيب يعامله برحمة ورفق ولا يقابل إساءته بالإساءة أبدا
بل كان يأخذ القمامة ويرميها بعيدا عن بيته دون أن يخاصم اليهودي ،
وذات يوم لم يجد الحبيب :salla: القمامة أمام بيته ,
فذهب الحبيب محمد :salla: يسأل عن اليهودي فوجده مريضا , فلاطفه بالكلام واطمأنّ على حاله .
إنّه نبل الأخلاق وسموّ النفس بل قل عظمة العظماء .
اندهش اليهودي من زيارة الرسول :salla: له وعلم أنّه رسول الله حقَّا فلم يملك إلاّ أن يؤمن به ويدخل في دين الإسلام
أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا :salla: رسول الله .
كان هناك غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض الغلام يومًا فذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يزوره، فقعد عند رأسه، وقال له: (أسلم).
فنظر الغلام إلى أبيه، فقال له أبوه: أطع أبا القاسم.
فأسرع الغلام قائلا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فرحًا مسرورًا بإسلام الغلام، وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار) [البخاري].
أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا :salla: رسول الله .
رحمته بالأسرى
وَأَخْرَجَ مُسْلِم هَذِهِ الْقِصَّة مُطَوَّلَة مِنْ حَدِيث عُمَر ذَكَرَ فِيهَا السَّبَب " هُوَ أَنَّهُ قَالَ مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْر : أَرَى أَنْ نَأْخُذ مِنْهُمْ فِدْيَة تَكُون قُوَّة لَنَا , وَعَسَى اللَّه أَنْ يَهْدِيَهُمْ . فَقَالَ عُمَر : أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا مِنْهُمْ فَنَضْرِب أَعْنَاقهمْ , فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْكُفْر . فَهَوَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْر " الْحَدِيث
الرفق بالأسرى والإحسان إليهم وإكرامهم:
هذا ما أمر به رسول الله -:salla: - بقوله في أسرى غزوة بدر: (استوصوا بالأسارى خيراً)
وقال الحسن: (وكان رسول الله - :salla:- يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المحسنين،
فيقول: أحسن إليه. فيكون عنده اليومين والثلاثة، فيؤثره على نفسه)
وروي أنّ النبي - :salla:- قال لأصحابه في أسرى بني قريظة بعدما احترق النهار في يوم صائف
"أحسنوا إلى أسراكم وقَيِّلوهم واسقوهم"
قيلوهم: أي ساعدوهم بالقيلولة وهي راحة نصف النهار عند حرّ الشمس.
وقال: (لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح).
ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول :salla:
والحبيب :salla: نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل واقف على رأسه الشريف والسيف في يده
قال المشرك للحبيب :salla: " من يمنعك مني "
فقال له :salla: بلسان التوكل واليقين " الله "
فسقط السيف من يده فأخذه الحبيب :salla: وقال للرجل " من يمنعك مني "
قال " كن خير آخذ " فتركه الحبيب محمد رسول الله :salla: وعفا عنه
فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".
عن أبي هريرة أنه قال خرجت خيل لرسول الله :salla: فأخذت رجلا من بني حنيفة لا يشعرون من هو
حتى أتوا به رسول الله:salla: فقال أتدرون من أخذتم ، هذا ثمامة بن أثال الحنفي ،
أحسنوا إساره .
ورجع رسول الله :salla: إلى أهله فقال اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه
وأمر بلقحته أن يغدى عليه بها ويراح فجعل لا يقع من ثمامة موقعا ويأتيه رسول الله :salla: فيقول : أسلم يا ثمامة
فيقول إيا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن ترد الفداء فسل ما شئت ،
فمكث ما شاء الله أن يمكث
ثم قال النبي :salla: يوما : أطلقوا ثمامة
فلما أطلقوه خرج حتى أتى البقيع ، فتطهر فأحسن طهوره
ثم أقبل فبايع النبي :salla: على الإسلام
ثم خرج معتمرا ، فلما قدم مكة ، قالوا : أصبوت يا ثمامة ؟
فقال لا ، ولكني اتبعت خير الدين دين محمد :salla:
ولا والله لا تصل إليكم حبة ( قمح ) من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله :salla: .
ثم خرج إلى اليمامة ، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئا ،
فكتبوا( كفار قريش ) إلى رسول الله :salla: إنك تأمر بصلة الرحم
فكتب الحبيب :salla: إلى ثمامة أن لا يمنع عنهم شيئا
هذا غيض من فيض رحمته بمن عصاه
فما ظنُّكخي الفاضل في رحمته بمن أطاعه ؟
فبالله عليك هل يملك إنسان سوي إلا أن يحبه ؟
رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
اللهم اشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك
أنِّي أشهد أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت
وأنَّ محمدا عبدك ورسولك
اللهمَّ أصل وسلم على سيدى وحبيبى وشفيعى وقائدى ونبي محمد :salla:
خير خلق الله اجمعين
اللهمَّ نَسأَلُكَ يا رَحمنُ أَنْ تَرْزُقَنا شَفَاعَتَهُ وَأَن تورِدْنا حَوْضَهُ
وَاسْقِنا مِن يَدَيْهِ الشَّريفَتينِ شَرْبَةً هَنيئَةً مَريئَةً لا نَظْمَأُ بَعدَها أَبَداً
اللَّهمَّ كما آمَنَّا بِهِ وَلم نَرَه.. فَلا تُفَرِّق بَيْنَنا وَبَينَهُ حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه
بِرحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمين
المفضلات