القرضاوي يحمِّل الأنظمة مسؤولية إحراق الشباب أنفسهم
الدوحة - الشرق - 18 يناير 2010 م :
حمّل فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأنظمة الجائرة والطاغية في الدول العربية مسؤولية إقدام بعض الشباب العربي على إحراق أنفسهم احتجاجا على الأوضاع السيئة التي وصلت إليها البلاد.
وقال فضيلته في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة مساء أمس الأول ردا ًعلى سؤال عما إذا كانت حالة الشاب محمد البوعزيزي الذي فجر إحراقه نفسه ثورة الشعب التونسي وغيره من الشباب العربي الذين أقدموا على إحراق أنفسهم وسيلة من وسائل مقاومة الظلم أم أنها نوع من أنواع الانتحار؟
قال فضيلته: لا شك أن الذي ينظر للأمر برمته وملابساته المختلفة يجد أن هناك عذرا لهذا الشاب وأمثاله، لأن هؤلاء (المسؤولين) جعلوا هذا الشاب يعيش في أزمة نفسية عميقة، ونستطيع اعتباره لم يكن حرا في اتخاذ هذا القرار، فقد كان يغلي داخليا، لأنه حصل على شهادة جامعية ولم يجد عملا، ويحتاج إلى القوت ولا يجده، وقد قال سيدنا أبو ذر رضي الله عنه: "عجبت لمن لم يجد القوت كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، وهذا الشاب أعتبره كان في حالة غير مالك لإرادته، وأنا أتضرع إلى الله تعالى أن يمنحه العفو والمغفرة، فهو سبحانه وتعالى أهل للعفو وأهل للمغفرة، وأدعو جميع المسلمين والشعب التونسي على وجه الخصوص أن يدعو الله تعالى أن يعفو عن هذا الشاب، لأنه تسبب في إنقاذ الأمة التونسية من الظلم والطغيان الذي عانت منه كثيرا.
واستدل فضيلة العلامة القرضاوي بحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه أن أحد الناس قطع براجمه (أصابعه) وشخبت يداه دما حتى مات، ولأنه كان مهاجرا إلى الله تعالى فقد عفا سبحانه وتعالى عنه، ورآه بعض الصحابة في رؤيا أنه في الجنة، غير أنه يغطي يديه، فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال:
" يارب وليديه فاغفر" فرآه صاحبه وقد غفر الله له وأزال
ما على يديه من غطاء.
استنساخ البوعزيزي
وردا على سؤال عن محاولة بعض الشباب العرب استنساخ حالة الشاب محمد البوعزيزي احتجاجا ًعلى أوضاعهم المأساوية في بلادهم، قال فضيلة العلامة القرضاوي إننا نرجو من الشباب المسلم أن يلتزموا بتعاليم الإسلام في الإحتجاج
على الأوضاع السيئة، ففي الإسلام وسائل كثيرة للتعبير عن الاحتجاج على الظلم، حددتها السنة النبوية المشرفة.
المسؤولية تقع على الظالمين
وحمّل فضيلته المسؤولين الفاسدين والظالمين مسؤولية إقدام هؤلاء الشباب على إحراق أنفسهم احتجاجا على الظلم، قائلا إن في الإسلام وسائل كثيرة للاحتجاج على الظلم، غير أن هؤلاء الظالمين لا يسمعون لأحد ولا يهتمون بأحد، " اللي يروح ، يروح في داهية "، فهؤلاء الشبان اضطروا أن يسمعوا صوتهم إلى العالم بإحراق أنفسهم، وأنا أرى أن هذه الأنظمة الجائرة والطاغية هي المسؤولة عن مثل هذا الأمر.
تونس الخضراء
وكان فضيلة العلامة القرضاوي قد بدأ برنامج الشريعة والحياة بتوجيه تحية إلى الشعب التونسي العظيم الذي استطاع بصبره وثباته أن يزيح الظلم عنه، داعيا إياه إلى وحدة الكلمة والهدف حتى تعود تونس إلى تونس الخضراء لأهلها ولكل من حولها، وليست تونس الذابلة أو الجافة، فتونس بلد عقبة بن نافع مؤسس القيروان، وبلد الزيتونة جامعا وجامعة.
لصوص الثورات
ووجه العلامة القرضاوي وصية للشعب التونسي بأن يحرص على مكاسبه التي تحققت له بدماء الأحرار من أبنائه، فلا يجوز أن يضلله أو يضحك عليه لصوص الثورات، فهناك أناس يسرقون الثورات من أصحابها، وهنا أنبه الشعب التونسي أن يكون في غاية اليقظة لهؤلاء، وأن يستعجل جني ثمار هذه الثورة المباركة، داعيا الرئيس المؤقت إلى الإفراج عن سجناء الرأي، وإعطاء الحرية للجميع، فالحرية مقدمة على تطبيق الشريعة، فيجب إطلاق الحريات، إذ كيف يسقط الطاغوت ويظل أتباعه يحكمون.
وحذر القرضاوي من إقصاء بعض القوى السياسية أو استثناء بعضها، فالكل يجب أن يساهم في بناء تونس الجديدة، ما عدا من لطخت أيديهم بدم الأبرياء، فهؤلاء يجب أن ينالوا عقابهم، أمام محاكم مدنية طبيعية وليست عسكرية
.
المصدر : جريدة الشرق القطرية
_______________
تعليقنـــــــــا :
لاحول ولا قـــــــوة إلا بالله
صحيح أن النظام التونسي البائد قد إرتكب الكثير من الظلم والطغيان من ظلم/سجن/قتل/اغتيال/سحل/تعذيب/منع لمساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه/محاربة الحجاب/تسهيل أسباب الرذيلة/ محاربة الفضيلة/ نشر الربا/الثراء الحرام/ الرشوة/ المحسوبية/.....إلخ
ولا أحد عاقل يا فضيلة الشيخ يجيز الأعمال البشعة التي ارتكبها طاغية تونس وغيره من الطغاة .....
ولكن ....الانتحار بغض النظر عن نية صاحبها فهو محرم وكبيرة من الكبائر.
ويختلف عن غيره من الكبائر أنه لا مجال لأن يتراجع المنتحر عن ذنبه أو أن يتوب، لأنه يكون قد غادر الحياة حيث انتهى عمله ولا عمل فى الحياة الآخرة حيث الحساب ولا عمل.
الكثيرون يظنون أن بو عزيزي هو الذي أشعل الانتفاضة التونسية، هو لم يكن أكثر من شرارة، مجرد القطرة التي أفاضت الكأس، لو لم يحرق نفسه لجاء حدث آخر ليشعل الإنتفاضة.
من أراد تغيير الوضع في بلده فهنالك ألف طريقة وطريقة، وحرق النفس ليست منها، ولو مات أو قتل وهو يسعى لتغيير الوضع فسيكون شهيداً (ولا نزكي على الله أحداً)، أما أن يحرق نفسه فهو منتحر نسأل الله أن يعافينا وإياكم .
الانتحار من كبائر الذنوب ...
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل
ما قتل نفسه به .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 )
ومسلم ( 109 ) .
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )
ونقول مرارا ًوتكرارا ًبأنك إذا غضبت فاغضب لله ولدين الله وفي دين الله فقط ....
أن تغضب لدنيا تصيبها وامراة تنكحها فغضبك لما غضبت له ....
ورجـــاء حـــارلشيخنا الجليل د. يوسف القرضاوي
بأن يوجه نصيحة عاجلة لشبابنا المسلم المتهور الذين يسارعون بحرق أنفسهم تعبيرا ًعن رفضهم لفساد الأنظمة الحاكمة وسوء الظروف الإقتصادية.
اللهم بلغت ... اللهم فاشهد .
منقول للأهمية
المفضلات