خامسا : حرب كوسوفو:-
الحرب فى كوسوفو قد بدأت عمليا فى 28/2/1998 حين ردت القوات الصربية على اغتيال كومندس البانى رجلين من الشرطة فاستمرت الصدمات اثرها على منطقة دري###ا ( وسط البلاد) عدة ايام كان حصيلتها نحو 70 قتيلاً و 6500 مشردا
ولم يكن اقليم كوسوفو لدى دوائر الخارجية فى واشنطن يشكل قضية خاصة بل كان ملفاً ثانوياً يتابعه ويعالجه مكتب فى دائرة الشؤون الاوربية
وفي 9/3/1998 كان ستة وزراء خارجية (فرنسا ،المانيا،بريطانيا،روسيا ،ايطاليا،الولايات المتحدة) يجتمعون فى وزارة الخارجية البريطانية (لندن) وفاجئت الجميع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت بصرامة ارائها حين أعلنت ((فلنتذكر ان الضغوط الوحيدة التى يفهمها الرئيس ميلوسيفيتش هي تلك التى تجعل سلوكه المرفوض يكلفه غاليا ،لانريد تكرار ما حصل عام 1991 حين لم تتحرك المنظومة الدولية ضده بالحزم الكافى لتعاقب اغتصابه معايير حقوق الانسان ، هاميلوسيفيتش يلعب بالنار مرة أخرى والتاريخ يتطلع ألينا وأمامنا فرصة لتصيح أخطاء أقترفناها))
وكانت مادلين أولبرايت متأثرة بصور للمجازر فى دري###ا ظهرت فيها اجسام الضحايا محروقة ومشوهة
وفي 31/3/1998 أصدر مجلس الامن فى الامم المتحدة قراره رقم 1160 بفرض عقوبات اقتصادية على بلغراد وأعلن الرئيس كلينتون تجميد الودائع اليوغسلافية فى الولايات المتحدة . وظل القرار بدون تأثير عملي مباشر على ميلوسيفيتش
وفى مطلع يونيو 1998 فشلت المباحثات بين بلغراد والقادة القوميين الالبان ،فيما ازداد تدهورا الوضع العسكري فى كوسوفو بمضاعفة المواجهات الطاحنة بين القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو . حتى ذلك الحين كان 15000 لاجئ كوسوفي قد عبروا الحدود الالبانية
فى ذلك الشهر نفسه عقد وزير الدفاع الامريكي (وليم كوهين ) لقاءات مع نظرائه فى حلف شمال الاطلسي طالباً اليهم السماح للجنة العسكرية فى حلف شمال الاطلسي بالتخطيط لتدخل عسكري فى كوسوفو ، ناقلا اليهم ان الرئيس كلينتون موافق على اى تحضيرات عسكرية يقررها الحلف الا ان حزب شمال الاطلسى كان يتحرك ببطء شديد ولم يقم بأي خطوات فعلية لنجدة كوسوفو
الا ان ما حدث في كوسوفو 1999م قد جعل حلف شمال الاطلسي يتخذ خطوات ايجابية تجاه كوسوفو حيث ظهر بشريط فيديو ألبان يتعرضون لمجزرة في راتشاك (جنوبي كوسوفو)، وحسب المنظمات الإنسانية الغربية فإن القوات الصربية في راتشاك أعدمت 45 مدنيا ألبانيا في 15 يناير/كانون الثاني 1999م، حيث وجدت الجثث مشوهة ومعظمها لمسنون فى ملابس العمل ومن بينهم طفل صغير وقد اردتهم رصاصات فى عيونهم او جماجمهم وقد أدت هذه الإعدامات إلى تعبئة الرأي العام والحكومات الغربية ضد بلغراد
وبعد مفاوضات سلمية عديدة لم تسفر عن نتائج ايجابية و بعد اخفاق جهود الوساطة السلمية والتي كان آخرها مفاوضات "رامبوييه" مطلع عام 1999م.
وفى 24 مارس 1999 وعلى إثر معارضة الصرب لتوقيع اتفاقية سلام قامت منظمة حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بشن حملة جوية على القوات الصربية في يوغوسلافيا,
وبعد حملات سلاح الجو التابع لحلف الاطلسي، وبدرجة رئيسية للقوات الجوية الامريكية، في مارس/ آذار من نفس السنة لتدخل بعدها قوات الاطلسي البرية كوسوفو في التاسع من يونيو/حزيران،
و دخل الاقليم مرحلة الادارة المدنية الدولية المؤقتة باشراف الأمم المتحدة مدعومة بقوة تابعة للحلف قوامها نحو 16 ألف جندي.
سادسا :الجرائم الصربية فى كوسوفو:-
بدأت هذه الجرائم الصربية بالتصفيات الجسدية، وتدمير المساجد، والمنازل، واغتصاب المسلمات، وأخذت هذه الجرائم تتوالى على المسلمين فوفقا لإحصائيات لجنة حقوق الإنسان الكوسوفية فإنه قد تم:
1- قتل أكثر من 12 ألف ألباني (العدد كل فترة يتزايد باكتشاف المزيد من المقابر الجماعية، حيث اكتشف منها أكثر من 550 مقبرة، كل واحدة منها تضم ما بين خمسين و150 قتيلا، وبين هذه المقابر ما يضم رفات 170 عائلة قتل جميع أفرادها)
2- تدمير وإحراق 128 ألف بيت.
3 - فقدان حوالي 3200 ألباني لا يعرف لهم أثر حتى الآن.
4 - اغتصاب أكثر من 3000 فتاة وسيدة.
5- تعذيب عشرات الآلاف في معسكرات جماعية
هذا غير ما قاموا به من افعال اجرامية اخرى منها:-
6- تم إبعاد اللغة الألبانية عن كل تعامل رسمي، ومُنعت منعاً باتا في المدارس والجامعات
7- وطرد كل ألباني مسلم من وظيفته العمومية والمراكز الحساسة كالأمن والجيش
8- وقتل أكثر من (100) جندي مسلم خلال خدمتهم العسكرية في الجيش اليوغسلافي الصربي، وجرح أكثر من (600) آخرين في حالات اعتداءات متكررة استهدفت طرد المسلمين من الجيش لمنع المقاومة المسلحة ضد (الصرب).
9 - قامت السلطات الصربية في سنة (1990م) بوضع السم القاتل في خزانات مياه المدارس بمدن (كوسوفا)، فتسمم منها أكثر من سبعة آلاف طفل من أطفال المسلمين، وكانت الحادثة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحقد الصليبي الصربي ضد أطفال المسلمين.
10- أغلقت القوات الصربية جميع المدارس الابتدائية والثانوية الألبانية، وأتبعتها بجامعة (بريشتينا) الألبانية، وقامت بطرد جميع طلابها.
11- أغلقت المكتبات المركزية في جميع مناطق (كوسوفا)، وصادرت الكتب العلمية النادرة، ونقلتها بواسطة الشاحنات العسكرية إلى مصانع الورق، لإعادة تصنيعها ورقا عاديا!!.
* ولا يزال القوم يواصلون اعتداءاتهم وجرائمهم البشعة ضد الشعب المسلم في (كوسوفا)، ولعل أبشعها المذبحة الأخيرة التي حدثت في (رمضان 1419هـ) في قرية (راتشاك) والتي قتل فيها أهل القرية جميعًا
المصادر:-
1- موقع قصة الاسلام بأشراف الدكتور راغب السرجانى http://www.islamstory.com
2- كتاب حرب كوسوفو (الملف السري)،اريك لوران ،
3- مواقع اخبارية
المفضلات