......
ونضيف للتحريفات أيضا اخطأ علمية كونية فلو أن الشمس أظلمت لأصبحت الكرة الأرضية في شتاء قارص لا يطيقة حتي الدب القطبي وينتج عنه إنعدام الحياة علي كوكب الأرض وكان لا حاجة للمسيح ان يقول لهم صلوا لكي لا يكون هروبكم في الشتاء لأن لإظلام الشمس وحده كفيل بجعل الشتاء كصيف شديد الحرارة مقارنة به , وايضا نجد أن كاتب هذا النص وبخصوص موضوع نجوم السماء التي ستتساقط فهذا النص يبين جهل الكاتب بنجوم السماء وأحجامها فالنص قد يصور في مخيلة الناس أن نجوم السماء بحجم حبات البرتقال أو الليمون مثلا وانها ستتساقط علي الأرض ولا يعلم أن فيها ما هو أكبر من الأرض الآلاف المرات وبالطبع فكل من يسمع هذا الكلام ليس عليه أن ينتظر لا عودة المسيح ولا عودة الحياة نفسها فأي من إظلام الشمس او تساقط النجوم كفيل بمنع المسيح نفسه عن الآتيان الذي لم ولن يحدث أولا لتدمير الكوكب وثانيا لعدم وجود حياة علي سطح الأرض في حالة إستمرار وجودها وهو ما اعتبره من باب الخيال العلمي .
وبهذا نجد ان نص " السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول " لا علاقة له بحفظ الكتب التي يقدسها اليهود او النصاري ولا يعتد به في الرد من قيب أو من بعيد .
ولعل النص التالي من رؤيا يوحنا ( 22: 18 – 19 )هو خير دليل علي إمكانية التحريف والحذف وإضافة في كتب اليهود والنصاري والنص يقول :
" لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب . "
البديهي والمعروف أن أي تشريع سماوي أو قانون أرضي حتي يوضع لتجنب حدوث حالة أو فعل قابل للحدوث من الناس أو المواطنين ووجود هذا النص يثبت أن الرب يتوعد الذين سيقومون بتحريف كتابه بعقوبات شديدة مما يؤكد إمكانية تحريفه ولمزيد من الإيضاح دعونا نتخيل مثلا دولة ما أو حكومة ما تصدر قانونا بأن كل من سيسرق تنين سيعاقب بالسجن عشر سنوات أو أن كل من يقتل ملاك يعدم سيكون قطعا قانون أقل ما يوصف به من وضعه أنه مجنون أو متخلف عقليا وذلك لإستحالة حدوث الشياء التي سن من أجلها القانون وسيتم رفع القانون لعدم نفعه وإستحالة حدوث ما صدر من أجله وبالتالي يكون النص السابق من رؤيا يوحنا إما أن يكون دليلا علي إمكانية تحريف الكتب أو ان من وضعه أبله ولا يعي ما يقول .
قد يقول قائل منهم أن المقصود في هذا النص بقوله " و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة " هو الكتاب الموجود به النص فقط فهو هنا يثبت علي الأقل إمكانية تحريف سفر الرؤيا . وتظل باقي الأسفار الأخري في العهدين القديم والجديد بلا تعهد من الرب بحفظها .
وقد يخطر الآن علي بال القارئ السؤال التالي : وماذا عن القرآن هل تعهد الله بحفظه فنقول له نعم أقرأ سورة [الحجر : 9] إذ يقول المولي عز وجل :
وقد يقول قائلهم الآن وماذا يعني الذكر هنا ولماذا يعني القرآن فقط أليس كل كلام الله يعتبر ذكرا ايضا والإجابة في الآيات السابقة لهذه الآية إذ يقول الله سبحانه وتعالي مخبرا عن ما قاله الكفار عن الرسول :
والخطاب هنا كان من مشركي مكة للرسول علية الصلاة والسلام يقولون له فيه يا من إنزل عليه القرآن أنت مجنون ومن سياق الآيات يتضح وبلا ادني شك أن المقصود هنا هو القرآن والقرآن فقط .وقد كان لي بحث كامل في هذا الموضع سوف أنشره بعد الإنتهاء من اثبات تحريف كتب النصارى واليهود ان شاء الله
وربما يآتي احدهم بسؤال أخر ويقول هل يوجد في القرآن أي تحذير من تحريفه مثل الموجود في سفر رؤيا يوحنا فنقول لهم أن الله سبحانه وتعالي كونه تعهد بحفظه كما اوضحنا في الآية السابقة لم يكن له حاجة أن يضع اي عقاب لمن يحاول فعل هذا لأنه أمر مستحيل ضمنه الله عز وجل .
وبهذا نكون قد اثبتنا أن الرب لم يتعهد بحفظ كتبه علي الإطلاق وأنه أعلن عن عقوبة لمن يحرفه وهو ما يدلل كما أثبتنا من قبل علي إمكانية تحريفه.
:p015::p015::p015::p015::p015:
تحليل رائع وممتاز يا سيف البشارة .
(( قد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها.))
بما ان جميع المخطوطات لا تشمل على النسخ الاصلية التي ضاعت واتلفت ولا يعرف عنها النصارى اي شيئ فكتابهم اذن محرف طبعا انا عارفة انو محرف فاي انسان عاقل يطلع على نصوص الكتاب المدنس سيلتفت الى تلك الاخطاء الموجودة فيه وخصوصا من الناحية العلمية كما يقول جان غيتون :"ان الاخطاء العلمية في الكتاب المقدس هي اخطاء بشرية وهي تشبه اصلا اخطا الطفل الذي لم يتعلم بعد "
وللمزيد من الأثبات نجد ان بولس نفسه صاحب النصيب الوافر في تأليف ما يدعي بالعهد الجديد لا يبدأ كلامه ولا يحيي أحد بأسم الثالوث المقدس أو الآب والأبن والروح القدس ولكنه غالبا ما يقول : " نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح " ولا يذكر الأقنوم الثالث
كنت اظن بان بولس اليهودي هو من ابتدع خرافة الثالوث (الاب ،الابن ،الروح القدس )
تابع اخي جزاك الله خيرا :p01sdsed22:
...
لمزيد من الدلائل حول تحريف ما يسمي بالكتاب المقدس نعرض عليكم الإصحاحات التاية التي تصرخ بأن هذا الكتاب تم تحريف عدة مرات علي مر العصور فلن أعتمد علي النصوص الواضحة التي يحرفها الكهنة تحريف معنوي ولكن سوف أنسف اي إدعاء من جذوره ونبدأ بطرح السؤال التالي :
ماذا تعني توراة موسي التي أنزلها الله عليه ؟
يتفق المسلمون واليهود والنصاري أنها اللوحين اللذان كتبهم الرب وأعطاهم لموسي في جبل حوريب .
ونسأل هل ما كان فب اللوحين كافيا لملء337 صفحة بالخط المنمنم كالذي نجدهم مثلا في نسخة الكتاب المدعو مقدسا ؟ هل هذا يعقل ؟
وللرد علي هذا السؤال يا فرسان البشارة أستوقفكم لحظة لنبحر مع هذا البحث القيم للدكتور حمدي عبد العال من كتاب " كتاب الملة والنحلة في اليهودية والمسيحية والاسلام" والذي انقله بتصرف للتدليل علي حجم التوراة الفعلي وإنه يختلف تمام الإختلاف مع كل هذه الكتب الخمسة المدعوة زورا بأنها التوراة الأصلية وستكون جميع الشواهد من الكتاب نفسه أي كما يقال من فمك أدينك يقول الباحث :
ان مسألة تحريف الكتاب المقدس قد انتهى الجدل فيها بين الثقاة من العلماء والباحثين ، ولم يعد بينهم خلاف يذكر حول تحريف الكتاب المقدس ، والتفاوت بينهم ، إنما هو من حيث الكم والكيف فيما يقدمونه من أدلة ، ونحن فيما نقدمه هنا من أدلة . ليس إلا إضافة أو تذكير بما أقاموه من أدلة :
· تضخم التوراة بفعل اليهود :
وسنعتمد في هذا على التوراة نفسها ، فالتوراة التي بين أيدينا الآن . لا يمكن أن تكون كلماتها بنفس الكم الذي نزلت به ، فنحن نرى أسفارها الخمسة تملأ 379 صفحة بالحروف الصغيرة تزيد أو تنقص بحسب نسخها المختلفة، بينما التوراة نفسها تحدد لنا الصورة التي نزلت بها ، بشكل لا وجه فيه للمقارنة بين حجمها الحالي وحجمها الذي نزلت به ، حيث يذكر سفر الخروج [ 24 : 12 ] ، أن موسى تلقي التوراة مكتوبة على لوحين من حجر :
وقد يتبادر إلى الذهن ، أنه لا مانع عقلاً من أن يكون اللوحان من العظم والاتساع ، بحيث يملأ المسطر عليها 379 صفحة من الورق كما نراها الآن وهو مالا يتماشي مع النص السابق من كون ان موسي حمل بيديه لوحي الشهادة منحدرا من الجبل ولكنا دعونا نري ما يقوله الكتاب نفسه حول ذلك :
نجد ان التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال ولا تعطي أي أمل لمؤيديه حين تحدد حجم اللوحين بالتابوت الذي أمر الله موسى أن يصنعه ويحفظ فيه التوراة :
فقد جاء في سفر الخروج [ 25 : 10 ، 16 ] :
( تابوتاً من خشب طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك )
ولأن طول المقياس المسمي بالذراع يختلف طوله من زمن إلي زمان ومن مكان إلي مكان فمثلا الذراع الملكي طوله 52.3 سم بينما الذراع العادي يساوي 45 سم أما الذراع المقود في النص السابق والذي كان يعتمد اليهود عليه فطوله 17.5 بوصة أو ما يعادل 44.5 سم . والفروق كما هو واضح بين الثلاثة طفيف بالذات غن الأشياء التي سنقيسها في النص لا تزيد عن ذراعان ونصف فتكون أبعاد التابوت الذي كان يحتفظ فيه باللوحين كالتالي : ( 111.25 سم X 66.75 سم X 66.75 سم ) أو ( 43.75 بوصة X 26.25 بوصة X 26.25 بوصة ).
مما يعني أنه كان في حجم صندوق متوسط الحجم يمكن لطفل صغير أن يجلس بداخله .
وقد يرد على الذهن احتمال أن ما كتب على اللوحين ، بلغت حروفه حداً من الصغر ، بحيث إذا نقلت كلماته على الورق ، ملأت صفحات عديدة ، ونحن نرى الآن القرآن الكريم يكتب في صفحة واحدة لا تزيد كثيراً عن ذراع في ذراع وبالرغم من إستحاله حدوث هذا لأنها لن تمكن القارئ من قراءتها . نجد التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال ، حين تحدد لنا الزمن الذي يستغرقه كتابتها وقراءتها ، بحيث لا يبقى لدينا أدنى شك في تقدير حجمها ، وأنها لا تزيد عن كلمات لا تملأ أكثر من بضع ورقات فيقول كاتب سفر التثنية [ 31 : 9 ]
ويحدد لنا سفر يشوع [ 8 :32 ] الزمن بدقة أكثر ، حين يذكر أن يشوع نقش نسخة من التوراة على الحجر وتلاها على الشعب في جلسة واحدة :
( وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى . وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة ، البركة واللعنة ، حسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل ) .
أليس من الجائز أن يكون موسى عليه السلام قد تلقى مع اللوحين نصوص أخرى ، وأن المجموع هو ما يطلق عليه التوراة .
ولكن هذا الاحتمال الأخير نجد ما يرده من سفر الملوك الأول [ 8 : 9 ] حيث يذكر بوضوح أن سليمان حين نقل التابوت إلى المعبد الذي بناه ، لم يكن فيه سوى اللوحين :
وأخيراً فإن التوراة تحدد لنا على لسان موسى عليه السلام قبل موته مضمون التوراة ، بأنه عبارة عن الوصايا العشر ، وهي فقط ما كتب في اللوحين وهو ما نجده يقال علي لسان موسي في التثنية ( 5 : 1 - 22 ) :
" و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم اسمع يا اسرائيل الفرائض و الاحكام التي اتكلم بها في مسامعكم اليوم و تعلموها و احترزوا لتعملوها . الرب الهنا قطع معنا عهدا في حوريب . ليس مع ابائنا قطع الرب هذا العهد بل معنا نحن الذين هنا اليوم جميعا احياء . وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار . انا كنت واقف بين الرب و بينكم في ذلك الوقت لكي اخبركم بكلام الرب لانكم خفتم من اجل النار و لم تصعدوا الى الجبل فقال . انا هو الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية . لا يكن لك الهة اخرى اقامي . لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق و ما في الارض من اسفل و ما في الماء من تحت الارض . لا تسجد لهن و لا تعبدهن لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الاباء في الابناء و في الجيل الثالث و الرابع من الذين يبغضونني . و اصنع احسانا الى الوف من محبي و حافظي وصاياي . لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا . احفظ يوم السبت لتقدسه كما اوصاك الرب الهك . ستة ايام تشتغل و تعمل جميع اعمالك . و اما اليوم السابع فسبت للرب الهك لا تعمل فيه عملا ما انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و ثورك و حمارك و كل بهائمك و نزيلك الذي في ابوابك لكي يستريح عبدك و امتك مثلك . و اذكر انك كنت عبدا في ارض مصر فاخرجك الرب الهك من هناك بيد شديدة و ذراع ممدودة لاجل ذلك اوصاك الرب الهك ان تحفظ يوم السبت . اكرم اباك و امك كما اوصاك الرب الهك لكي تطول ايامك و لكي يكون لك خير على الارض التي يعطيك الرب الهك . لا تقتل . و لا تزن . و لا تسرق . و لا تشهد على قريبك شهادة زور . و لا تشته امراة قريبك و لا تشته بيت قريبك و لا حقله و لا عبده و لا امته و لا ثوره و لا حماره و لا كل ما لقريبك . هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار و السحاب و الضباب و صوت عظيم و لم يزد و كتبها على لوحين من حجر و اعطاني اياها " .
أي أن التوراة المنزلة علي موسي عليه السلام والتي كتبت علي اللوحين لا تعدو أن تكون حوالي صفحة واحدة من الحجم الصغير A4 وتصبح أقل بعد حذف الأعداد الخمسة الأولي لأنها مقدمة بدأ بها موسي عليه السلام ليروي لبني إسرائيل عن التوراة والعدد الأخير الذي يؤكد لهم موسي فيها بكل وضوح إن هذه هي الكلمات التي كلم الرب موسي بها فقط ولم يزد عنها ولو حرف .
أما باقي ما يسمي بالأسفار الخمسة المنسوبة إلي موسي فهي من تأليف الكهنة وما أنزلها الله بل أفتروها .
........
أما العهد الجديد الذي يؤمن به النصاري وحدهم ويقول اليهود بانه مزيف فله قصص أخري فنحن لا نجد مثلا ايا من كتبة الأناجيل يخبرنا بانه يكتب بوحي الله أو بأمر من الله ولكننا نجد مجرد قصص عن حياة المسيح مملؤة بالتناقضات كما سنوضح بل إننا نجد أحد الكتاب المنسوب لهم إنجيل مرقص يقول في مقدمة الإنجيل المنسوب له :
" اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا . كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة . رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس . لتعرف صحة الكلام الذي علمت به ."
لم يقول لوقا المنسوب له انجيل إن صحت نسبته إليه أن الله اوحي له ولكنه علي النقيض تماما يقول أنه رأي ايضا أن يكتب مثله مثل الكثيرون الذين كتبوا من قبله ولا ندري من هم ولا اين كتاباتهم والأرجح أنها التي أحرقت وحرم علي العوام قراءتها بعد إنعقاد مجمع نيقية 325 م.
المهم عودة إلي المدعو لوقا نجد أنه في نهاية النص يقول انه يكتب إلي العزيز ثاوفليس أي أنه وببساطة لم يقل أنه يكتب لليهود أو الأممين ليخبرهم ولكنه يخبرنا أنها رسالة منه موجهة إلي صديق له يدعي ثاوفليس فقط ولكن التحريف المعنوي كما عودنا الكهنة والذي يستخدمونه دائما في حالة نسيانهم تحريف وتأليف نص هو من يقنع من سفه نفسه بأن هذا الكلام موحي به ولنقدم لكم التحريف المعنوي الذي أوحي به الكهنة لتباعهم ليخرج هذا النص عن مساره الأصلي ويحوله للنقيض فنجد القس منيس عبد النور يقول مفسرا أو محرفا هذا النص :
(( قال البشير لوقا هذه الآية بصفته من الرسل، الذين حلّ فيهم روح الله. فقوله: »رأيت أن أكتب« معناه أن الروح القدس ألهمه ليكتب تاريخ المسيح وميلاده ومعجزاته وآلامه وموته وقيامته، ليكون أساساً يبني المؤمنون عليه إيمانهم. ومع أن الله ألهم هذا الرسول بالروح القدس، إلا أنه لم يغضّ الطرف عما به من القُوى العقلية، فتحرَّى الحق، وترأس الروح القدس على هذه القُوى، وأرشدها وصانها من الزلل )) .
قمة الأستهانة بعقول الناس يقول " قال البشير لوقا هذه الآية بصفته من الرسل، الذين حلّ فيهم روح الله " وهو مالم يدعيه كاتب الإنجيل نفسه ولا تؤيده اي شواهد في أيا من كتب العهد الجديد ويصف كاتب الإنجيل نفسه بانه ليس شاهد عيان إن يقول " كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين و خداما للكلمة " أي أنه مثله مثل نصاري اليوم والنصاري علي مر التاريخ يردد كلام قد سمعه وما انزل الله به من سلطان ولكن القس منيس بالسلطة الممنوحة له ولا أدري من من يرفع لوقا إلي مصاف الرسل الذين شاهدوا المسيح ويدعي أنه ممن حل فيهم روح الله مناقضا ما يقوله لوقا نفسه من انه رأي هو أيضا ولأثبات كذب منيس عبد النور وتلبيسة علي أتباعه دعونا نري من هو لوقا والكلام هنا فنجد أن لوقا شخص مخلتف عليه من حيث اسمه حيث يقول تادرس يعقوب ملطي عن سيرة لوقا في تفسيرة للإنجيل المنسوب له :
(( كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوس Lucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير". ))
نجده يقول غالبا أي علي ارجح الظنون وطبعا الظنون لا تغني عن شئ هذا من ناحية الأسم . فماذا عن ناحية الهوية هل هو من التلاميذ أم لا ؟ يخبرنا تادرس يعقوب بالتالي :
(( رأى البعض أنه كان أحد السبعين رسولاً، بل وأحد التلميذين اللذين ظهر لهما السيد بعد قيامته في طريقهما إلى عمواس (لو 24: 12)، وأن الرسول لم يذكر اسمه بروح التواضع؛ غير أن الرأي الغالب بين الدارسين المحدثين أنه لم يكن من الرسل، بل قَبِل الإيمان على يديّ الرسول بولس، مدلّلين على ذلك أولاً بافتقار السند التاريخي، وثانيًا لأن هذا الفكر يبدو متعارضًا مع مقدمة الإنجيل، إذ يقول الكاتب عن الأمور المختصة بالسيد المسيح: "كما سلّمها إلينا الذين كانوا من البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو 1: 2)، وكأن الكاتب لم ينظر السيد المسيح بل سجّل ما تسلمه خلال التقليد بتدقيقٍ شديدٍ وتحقق من الذين عاينوا بأنفسهم. ولعلّه لهذا السبب يُعلق أحد الدارسين على هذا الإنجيل بقوله: "إنه عمل وليد إيمان الجماعة، قام على التقليد، وليس عملاً فرديًا".)) .
نجد ان النصاري أنفسهم مختلفين فيه وان الرأي الغالب والذي يعني أغلب الظن أنه ليس من التلاميذ وهذا أمر بديهي لأنه لم يذكر اسمه بينهم ولكنه من تلاميذ بولس وحتي بولس نفسه لم يري المسيح وإن كان معاصرا له بحسب ما تخبرنا كتبهم ونجد في النهاية ما يقوله أحد دارسي إنجيل لوقا من أن هذا الإنجيل عمل وليد إيمان قام علي التقليد أي أنه وببساطة ليس وحيا من عند الله وهو مالم يدعيه لوقا نفسه وبالتالي يفضح كذب منيس عبد النور في قوله بان لوقا من التلاميذ أو أنه يوحي إليه .
ولوقا هنا هو ابرز مثال عن باقي الكتاب المنسوب لهم الأناجيل والرسائل الذين لم يدعوا أيضا مثل هذا الأمر علي الإطلاق ولم يقل احدهم أنه يكتب بوحي من الله .
نترك لوقا وننتقل إلي يوحنا وليوحنا واقعة فريدة في حياة المسيح هذا في حالة حدوثها طبعا إذ يخبرنا كاتب إنجيل مرقس بهذه الرواية :
"و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا و صعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم و تغيرت هيئته قدامهم . و صارت ثيابه تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يقدر قصار على الارض ان يبيض مثل ذلك . و ظهر لهم ايليا مع موسى و كانا يتكلمان مع يسوع . فجعل بطرس يقول ليسوع يا سيدي جيد ان نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة . لانه لم يكن يعلم ما يتكلم به اذ كانوا مرتعبين . و كانت سحابة تظللهم فجاء صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا . فنظروا حولهم بغتة و لم يروا احدا غير يسوع وحده معهم . و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم ان لا يحدثوا احد بما ابصروا الا متى قام ابن الانسان من الاموات. " مرقس 9 : 2 - 9
نري المسيح هنا يوصي تلاميذه بأخبار الناس عن هذه الواقعة بعد صلبه وقيامة من الأموات وشهود العيان أي من رأي هذه الواقعة والمذكور اسمائهم في النص هم بطرس ويعقوب ويوحنا ومع هذا فأنه بالبحث الدقيق في إنجيل يوحنا ورسائل بطرس ويعقوب لم نجد أحدهم قد كتب هذه الواقعة علي الإطلاق ولكن كتبها مرقس الذي لم يكن موجودا أساسا في هذه الواقعة .
وهذا بالرغم من أن مرقس كان طفلا صغيرا عند حدوث هذه الواقعة ناهيك عن عدم رؤيته لما حدث فيها .
وعدم ذكر يوحنا أو بطرس أو يعقوب لهذه الواقعة ينفي وقعوها من الأساس لأن حسب لإنجيل مرقس المسيح أمرهم بأبلاغها بعد وفاته ومن الممكن ايضا أن تكون وقعت وفي هذه الحالة يثت عدم صحة الكتب المنسوبة لهم لعدم ذكرهم هذه الواقعة الفريدة والتي امروا بإبلاغها . تخيل عزيزي القارئ أنك مكان أيا منهم فهل كنت ستنسي ما حييت مثل هذه القصة ؟ ناهيك عن انك مأمور بإبلاغها في وقت محدد .
ومن مرقس نذهب إلي لوقا ونشاهد صراعه مع متي حول ذهاب المسيح إلي مصر لنري إذا كان المسيح قد جاء أم لا ولنتأكد من صحة مايروي حول قدوم العائلة المقدسة إلي مصر يخبرنا متي في الإنجيل المنسوب إليه بالتالي بعد أن أنتهي من قصة ذهاب المجوس للمسيح الطفل قائلا :
" و بعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه . فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر . و كان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني " مرقس 2 : 13 – 15
النص هنا لا يحتاج لتحريف معنوي ولذا يأخذه الكهنة علي انه قضية مسلم بها تدل علي ذهاب المسيح إلي مصر ونحن نري من قول متي ما يرونه ولكن يبدو أن لوقا لا يري ما نراه مع أنه حسب وصف نفسه في مقدمة إنجيله تتبع كل شئ بتدقيق فنجده يقول في الإنجيل المنسوب إليه بعد واقعة ختان المسيح في اليوم الثامن من مولده :
" و لما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة . و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه . و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح . و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد " لوقا 2 : 39 - 40
وهو ما ينفي اي قول بأن المسيح هرب من هيرودس إلي مصر فبحسب ما يقول لوقا بعد ان تم ختانه في اليوم الثامن من ميلاد كان الصبي ينمو ويتقوي وكان ابواه مواظبين علي الذهاب إلي أورشليم في عيد الفصح إلي أن يقول .
ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد أي ان المسيح وابواه كانوا مواظبين علي الذهاب إلي الهيكل لمدة أثنا عشر سنة في عيد الفصح ونضيف أيضا أن قصة حلم يوسف الموجودة في الإنجيل المنسوب لمتي والتي طلب منه فيها أن يأخذ المسيح وأمه ويهربا غلي مصر لم يذكرها لوقا ولم تلميحا .
وهنا سيقوم الكهنة بما نسميه بالتحريف المعنوي ايضا لإذا أنهم سيقومون بلي أعناق النصوص وتحويلها إلي عكس ما تقول بالرغم من تناقض متي مع لوقا وهو إن يدل فإنما يدل علي إن أحداهما أو كلاهما كاذب .
ناهيكم عن ما اورده متي من ان ذهاب المسيح إلي مصر تم حتي " لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني " وهي فرية لا اساس لها ولتوضيح هذا تعالوا نفهم معني كلمة " لكي يتم ما قيل من الرب " وهي تعني وجود نبؤة من الرب علي لسان أحد كتاب العهد القديم وبالبحث في العهد القديم لن تجد عبارة " من مصر دعوت ابني " سوي في نص واحد موجود في سفر هوشع ويمكن للقارئ العادي أن يتأكد من ان هذه العبارة ليست نبؤة عن شئ سيحدث في المستقبل ولكنها تخبرنا عن شئ حدث بالفعل حيث نجد في سفر هوشع ما نصه :
" 11: 1 لما كان اسرائيل غلاما احببته و من مصر دعوت ابني "
وفيها يتحدث الرب عن حبه لبني إسرائيل وإخراجه لهم من مصر بحسب القصة الموجودة في سفر الخروج وهي ليست نبؤة ولكنه دجل من متي حاول به أعطاء بعض المصداقية لروايته عن هروب المسيح إلي مصر وعودته المزعومة التي تنفيها رواية لوقا .
ومتي استاذ في هذا المجال وإن لم يكن بارعا فيه ونجده أيضا يخبرنا عن نبؤة زائفة أخري يدعي أنها تتكلم عن المسيح فيقول :
" فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم . و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل . هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " متي 1 : 21 - 23
وبالبحث عن النص الأصلي المزعوم أنه نبؤة بميلاد المسيح نجد ان هذا النص موجود في سفر أشعيا إذ يقول:
7: 14 و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل .
وهنا لنا ان نتوقف قليلا كميات من التحريف المختلفة والمتعددة والتي سنبينها بامر الله بالتفصيل ......
المفضلات