عدنا بفضل من الله ..
فالحمد له أولاً وآخراً ..
اتساءل هل طرحك لضوابط شريعة اهل السنة والجماعة غابت عن الغزالي والجنيد ومحي الدين ابن العربي وابن عبد السلام وحسن البصري وابن عطاء الله وغيرهم من فحول التصوف ان لم اقول من اقطابها نهيك عن الخلف من الزيتونيين كالشيخ محمد المداني واسماعيل الهادفي الذي ذكر ان الطريق هو شيخ
هل هذا هو ما أعددتّه لخالقك يوم القيامة يا عبد الحق ؟
هل ستسأل ربك هذا السؤال ؟
إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً .
الحق يا عبد الحق أنني لم أسأل نفسي من قبل سؤالك هذا ، بل ولا تشغلني الإجابة أياً كانت .. طالما أننا نتحدّث عن أشخاص غير معصومون وغارقون في ذنوبهم .
فأهل السنة والجماعة لا يتعبّدون إلى الله بالتقرب إلى أشخاص والتوسّل بهم لتلبية الحاجات .. ولا يؤمنون بعصمة مخلوق إلا نبي .
فلن يقف أحد ممن ذكرت يا عبد الحق نيابة عنّي أمام الله ليدافع عنّي سواء كان هو على حق أو على باطل .
وبالتالي فليس من دين الله أن أسلك إلى شيخ ليأخذ بيدي ليُقربني إلى الله .. على غير هدى من الله .
فإن الله سبحانه وتعالى لم يطلب منا أن نجيء معنا بالآخرين ليحملوا عنا حسناتنا، أو ليستغفروا لنا زلاتنا .. : "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" . بل المعروف من بديهيات الإسلام الأولى أن الطلب ووسيلته جميعاً يجب أن يكونا من الله مباشرة : "إياك نعبد وإياك نستعين".
((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)) .
أليس من المضحك أن نستجد بقوم يطلبون لأنفسهم النجدة ؟ ، وأن نتوسل بمن يطلب هو كل وسيلة ليستفيد خيراً أو يستدفع شراً؟ يقول ربنا يا عبد الحق : "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، ويرحمون رحمته ويخافون عذابه" .
إن المسلمين لما طال عليهم الأمد نسوا الحق .
والمرء قد يعذر إذا ذهل عن شأن تافه، أو فاته استصحاب شيء هّين، أما أن يذهل عن كيانه وإيمانه وحقّه في مخاطبة خالقه ودعائه دون وساطة فهنا الطامة الكبرى .
وأحسب أن القرآن الكريم يقصد إلى التنديد بهذا اللون من إفساد التوحيد عندما قال:
"ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله، فيقول: أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ، أم هم ضلوا السبيل ، قالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوماً بوراً"
وليس يغني في الدفاع عن أولئك الجهلة من العوام أنهم يعرفون الله، ويعرفون أنه وحده مجيب كل سؤال، وباعث كل فضل، وأن من دونه لا يملكون من ذلك شيئاً .
فإن هذه المعرفة لا تصلح ولا تقبل إلا إذا صحبها إفراد الله بالدعاء والتوجيه والإخلاص، فإن المشركين القدماء كما قلت لك كانوا يعرفون الله كذلك ... " قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أمن يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ، فسيقولون الله"
ومع أنهم يقولون ((الله)) بصراحة وجلاء فلم يحسبوا بهذا القول مؤمنين.
والعامة عندما يشدّون الرّحال إلى قبور تضم رفات بعض الناس، وعندما يهرعون بالنذور والحاجات والأدعية إلى من يظنونهم أبواباً لله، إنما يرتكبون في حق الإسلام مآثم شنيعة .
وحسبك من معرفة حالهم : أنهم جاؤوا الضريح للوفاء بالنذور والابتهال بالدعاء! ولمن النذور؟ ولمن الدعاء؟ إنه أول الأمر للسيد.
فإذا جادلت القوم قالوا: إنه لله عن طريق السيد البدوي.
وأكثر أولئك المغفلين لغطاً يقول لك: نحن نعرف الله جيداً ، ونعرف أن أولياءه عبيده ، وإنما نتقرب بهم إليه ، فهم أطهر منا نفساً وأعلى درجة - كما قلت أنت بنفسك يا عبد الحق :
ان ياخذ بيده شيخ يقيه نزعات النفسية والشيطانية كما جاء في متن ابن عاشر للجنيد
فهذا الكلام غلط في الإسلام .
إن الواحد منهم قد يصادق أفسق الناس، وقد يقطع والديه – وهما أحياء – ثم تراه مشمّراً مجداً في الذهاب إلى قبر من قبور الصالحين، لا ليدعو له ويطلب من الله أن يرحم ساكن هذا القبر، بل ليسأل صاحب القبر من حاجات الدنيا والآخرة ما هو مضطر إليه. وذلك ضلال مبين!.
ولا يخفى على عاقل ما يفعله أهل التصوف اليوم من ضلال وشرك نراه بأعيننا في الموالد وحول قبور الصالحين ..
وقد رأيت بعيني من يقبلون الأعتاب ويتمسحون بالأبواب ويجأرون بدعاء فلان أو فلان ، كي يفعل كذا وكذا ! ما هذا الزيغ ؟ ما الذي أنسى هؤلاء ربهم ؟ وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به ؟ وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ؟ إنه لو كان حيا ما ملك لهم شيئاً ، فكيف وهو ميت ؟ .. )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله و سنتي"
فانظر إلى حال من ذكرت يا أخي واعرض كلامهم على قول الله وقول رسوله وخذ ما وافقهما وأعرض عما خالفهما .
فأهل السنة والجماعة يفسرون القرآن بالقرآن والسنة ، ويفسرون السنة بالقرآن والسنة ، ويعرضون كلام العلماء أيا كانت مكانتهم على القرآن والسنة .. فما وافقهما أخذنا به وما خالفهما نبذناه وابتعدنا عنه ..
فأما قولك :
واسماعيل الهادفي الذي ذكر ان الطريق هو شيخ
فهذا لا دليل عليه لا من القرآن ولا من السنة .
فكيف يزعم أهل التصوف أنهم أهل سنة وجماعة ؟
الكلام وحده لا يكفي .. لابد من العمل بما جاء في الكتاب والسنة يا عبد الحق هداك الله .
انظر لما يقوله إسماعيل الهادفي في إحدى مراسلاته :
"الحمد لله الذي منّ بالتعرّف لرجال التّصوّف فكان لهم قبل الكون موردا وكان اسمه لهم وردا فطابت به أوقاتهم وصفت به ذواتهم في حضرة الشهود. صفاهم فصفوا له فقلوبهم في نورها المشكاة والمصباح.. خلّصهم من أوحال السّوى ومتّعهم بالجلوس على بساط عرشه الذي عليه استوى فكانوا عين العين، إذا تكلّموا ففيه وإذا سمعوا فمنه وإذا نظروا فإليه وكانوا مصداق الحديث القدسي:" أنا جليس من ذكرني وتحرّكت بي شفتاه فمن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خيرا منه ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي... "
فما دليله على ذلك ؟
اما حتى ياتيك اليقين لوسلمنا جدلا لكي ياتيك اليقين هل يكن بدون ضوابط اقلها ان ياخذ بيده شيخ يقيه نزعات النفسية والشيطانية
من قال لك بأن هذا هو ضابط العبادة ؟
هل شرع الله لنا عبادته وضبطها بأن تكون بالأخذ على يد شيخ ؟
من قال ذلك ؟
لا دليل لا من القرآن ولا من السنة .
ومن الذي سيقي الشيخ نفسه من نزعاته النفسية والشيطانية ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدعاء هو العبادة"
فقال الله عز وجل "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان"
لم يقل : "وإذا سألك عبادي عني فقل لهم إني قريب" .
إنه خطاب صريح مباشر من الله إلى العبد ذاته دون وساطة تبليغ من رسول معصوم ، بأن يدعوه فيسجيب له ، فكيف نأتي بعد ذلك ونطلب ماعند الله بواسطة شيخ غير معصوم ؟
جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل ، إذا عملته دخلت الجنة . قال : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان . قال : والذي نفسي بيده ، لا أزيد على هذا . فلما ولي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا .
فبالله عليك يا عبد الحق أي طريقة سلك هذا الأعرابي وعلى يد أي شيخ تقرّب إلى الله حتى يدخل الجنة ؟
وهل يدخل الجنة إلا ولي ؟
اسأل نفسك كيف أصبح هذا الأعرابي وليا لله مستحقا لدخول الجنة بدون أن يسلك على يد شيخ .
هذه هي العبادة التي أتحدث عنها .. علاقة مباشرة بين العبد وربه ..
روى البخاري من حديث شداد بن أوس مرفوعا حديث سيد الاستغفار : "سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أبوء لك بنعمتك ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أعوذ بك من شر ما صنعت . إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة ، أو : كان من أهل الجنة ، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه . مثله . "
المسألة بسيطة جدا يا أخي ، لماذا تسلك الطريق الوعر والغير مباشر مع الله حتى تنال ماعند الله بغير ماشرع الله ؟
هل تستكثر على نفسك أن ترفع يديك وتدعو ربّك بخوف وطمع دون وساطة شيخ ؟
من قال لك بان الله لا يحبك ؟
من قال لك بأن الشيخ أعلى مكانة عند الله منك ؟
ومن قال لك بان هذا الشيخ ولي من اولياء الله أصلا ؟
- يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : ذُكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة . قال : ألا أبشر الناس ؟ قال : لا ، إني أخاف أن يتكلوا .
- عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صلى البردين دخل الجنة .
- عن طلحة بن عبيدالله التيمي أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني ما فرض الله علي من الصيام ، فقال : شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا . فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ، فقال : فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام ، قال : والذي أكرمك ، لا أتطوع شيئا ، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق ، أو : دخل الجنة إن صدق .
- وعن أبي هريرة أن رسول الله سأل الصحابة ذات يوم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه . أنا . قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا . قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في أمريء ، إلا دخل الجنة
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا : إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر . فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله . قال : أشهد أن لا إله إلا الله . ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : أشهد أن محمدا رسول الله . ثم قال : حي على الصلاة . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : حي على الفلاح . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : الله أكبر الله أكبر . قال : الله أكبر الله أكبر . ثم قال : لا إله إلا الله . قال : لا إله إلا الله ، من قلبه - دخل الجنة
فكل هذه يا أخي عبادات دخل أصحابها الجنة وهم أولياء لله دون أن يأخذ بأيديهم شيخ مبتدع يقيهم نزعاتهم النفسية والشيطانية كما تقول .
لماذا نبتدع في دين الله ماليس منه وكأن ماعند الله لا يُطلب إلا بمخالفة سنته وسنة رسوله ؟
هل كان رسول الله يمزح حين قال : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به له تضلوا أبداً ، كتاب الله وسنتي ؟
ولقد وجدتك تضرب مثالا بالإمام الحسن البصري الذي عاش ومات وما رأى من صوفية اليوم المبتدعة مثقال ذرة ، ووالله ما كان ليقرهم على ماهم فيه من مخالفة للقرآن ولصحيح السنة .
فحين بدأ التصوف لم يكن في ذلك الوقت أكثر من الزهد في الدنيا والإقبال على الله والتزود من الطاعات والإكثار من النوافل بغرض تهذيب النفس والتخفف من الشهوات
.
ولكن سرعان ما دخلت فيه التيارات الفلسفية والفكرية فظهر أبو سعيد الخراز وظهرت فكرة الفناء والبقاء، ثم بدأت فكرة الفناء تأخذ أبعاداً جديدة، فبدلا من أن تعني فناء الصفات البشرية بصفات طيبة من صفات الكمال والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى دخلت المسألة في انصراف صفات البشر إلى حلول صفات الحق تبارك وتعالى .
وزادت المسألة بعد ذلك بمجيء محي الدين بن عربي وظهور مسألة الإنسان الكامل التي أخرجت الفكر الصوفي من دائرة الإسلام، و إذا تتبعت كلام محي الدين بن عربي وكلام ابن سبعين وكلام ابن الفارض تجد أنك أمام رسالة أخرى لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم
.
ابن العربي هذا الذي تضرب به مثالا قد بلغت كُفرياته عنان السماء ووصل إلى قمة التغفيل حين قال : "إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته ، ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه . . " ! ! ."
حيث اكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية ، ولم يُردفْها بالجملة الثانية: "وما من إله إلا إله واحد" وذلك للتلبيس المقصود ! .
فهذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الحديث ! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام .
ومما يؤكد ذلك قوله في كتاب الفتوحات المكيّة "أن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث! والأحد لا يكون عنه شيء البتة ! وأول الأعداد الاثنان ، ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً ، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون ، فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد"
من قال: إن الواحد لا يكون منه شيء أصلاً؟ " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وله مقاليد السموات والأرض
. . "
ومن قال: إن أول العدد الاثنان ؟ وهل تكَّون الاثنان إلا من ازدواج الواحد ؟ ! ثم من قال: إن الاثنين لا يكون عنهما شيء أصلاً ؟ فإذا كان ابن عربي نفسه لم ينشأ من أمه وأبيه معاً فمم نشأ إذن ؟
! ! .
وابحث عن كتابه "فصوص الحكم" على شبكة الانترنت لن تجدها إلا في موقع "مسيحيي الشرق الأوسط"
أضف إلى ذلك حكمه بإيمان
فرعون، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا القول كفر معلوم فساده بالاضطرار من دين الإسلام، لم يسبق ابن عربي إليه فيما أعلم أحد من أهل القبلة، ولا من اليهود ولا من النصارى بل جميع أهل الملل مطبقون على كفر فرعون، وهذا عند الخاصة والعامة أبين من أن يستدل عليه بدليل، فإنه لم يكفر أحد بالله ويدعي لنفسه الربوبية والإلهية مثل فرعون. انتهى.
وقال
ابن عبد السلام عن ابن عربي أيضاً: شيخ سوء مقبح كذاب، تذاكرنا يوماً بمسجد الجامع بدمشق التزويج بجواري الجن، فقال: هذا فرض محال لأن الإنس جنس كثيف والجن روح لطيف ولن يعلو الجسم الكثيف الروح اللطيف، ثم بعد قليل رأيته وبه شجة فسألته عن سببها، فقال: تزوجت امرأة من الجن ورزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق أن تفاوضنا فأغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، فانصرفت فلم أرها بعد هذا. انتهى.
ابن عربي حين تقرأ كلامه تجده قال أن المهدي دخل السرداب وسيخرج آخر الزمان وقال في الفتوحات المكية ما تقول به الشيعة أن المهدي حين يظهر آخر الزمان لن يعمل إلا بقتل العرب وسفك دمائهم.
فمصيبة الصوفية الكبرى، وداهيتهم العظمى أنهم لا يميزون بين الصحيح والموضوع، ولا بين الباطل والحق، بل يتلقون جلَّ عقائدهم عن طريق الهواتف والمكاشفات، والأحاديث الموضوعات
ماهذا السُخف ؟
وبدع القوم وانحرافاتهم عن كتاب الله وسنة رسوله ما عادت تخفى عن البسطاء قبل العلماء ..
يقول ابن عطاء السكندري الصوفي في كتابه تاج العروس (صفحة: 36) طبعة دار ابن القيم دمشق الطبعة الأولى سنة: (1999 م) ما نصه: ((كل من كان مراعياً لحق الله تعالى ، لا يُحدِثُ اللهُ حدثاً في المملكة إلا أعلمه. نظر بعضهم إلى جماعة فقال لهم: هل فيكم من إذا أحدث الله سبحانه وتعالى في المملكة حدثاً أعلمه.؟ قالوا: لا. فقال لهم: ابكوا على أنفسكم)).
ويقول
في الصفحة (75) ما نصه: ((عن الشيخ مكين الدين الأسمر رضي الله عنه أنه قال: كنتُ بالإسكندرية فرأيت شمساً قد طلعت مع الشمس فتعجبت من ذلك ، فدنوت منه فإذا هو شاب قد خط عِذارُه ـ أي بداية نبت شعر لحيته ـ قد غلب نوره على نور الشمس ، فسلمت عليه فرد علي السلام ، فقلت له: من أين.؟ فقال: صليت الصبح في المسجد الأقصى ببيت المقدس ، وأصلي الظهر عندكم ، والعصر بمكة ، والمغرب بالمدينة.!! فقلت له: تكون ضيفي ، قال: لا سبيل إلى ذلك ، ثم ودعني وانصرف)).
ماهذا العته ؟
الاطفال لا يُصدقون هذا الخَرَف.
ويقول في الصفحة (47) ما نصه: ((كان لبعضهم زوجة ، فقالت له يوماً: لا أقدر على أن تغيب عني ولا أن تشتغل بغيري. فَنُودِيَ: إذا كانت هذه لا خالقةً ولا موجدة ، وهي تحب أن تجمع قلبك عليها ، فكيف لا أحب أنا أن تجمع قلبك عليَّ.؟)).
كما ترى فالواضح من العبارة أن المتكلم هو الله ، إذا لا خالق ولا موجد إلا هو ، مما يفيد أن ابن عطاء يقول بأن الأولياء يتكلم معهم الله ، ومن البديهي أن الكلام منه سبحانه وتعالى وحي ، فهل يصح مثل هذا.؟!!!!
هذا تغفيل .. واستخفاف بعقول الناس .. وشرك بالله .
ويقول في (لطائف المنن صفحة: 63) : ((سمعت شيخنا (يقصد المرسي أبو العباس) يقول في قوله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} أي: ما نذهب من ولي لله إلا ونأتِ بخير منه أو مثله.
صدق فيهم قول الحق : "يحرفون الكلم عن مواضعه"
ويعتبر كتاب (الحكم العطائية) من أشهر كتب ابن عطاء الله السكندري ، وقد وجد فيها ما يدل على أن ابن عطاء كغيره من غلاة الصوفية يعتقد وحدة الوجود .
قال الذهبي رحمه الله: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)).
يقول الشيخ محمود المراكبي وكان أحد مشايخ الطرق الصوفية قبل ان ينعم الله عليه بالهداية : "الفكر الصوفي يقوم على محور أساسي وهو محور الشيخ وكل الطرق - تقريبا- لا تزكي الشيخ ولا تعظم أمر الشيخ بكلام صريح من الشيخ، فالشيخ لا يقول لهم أنا قطب الوقت، ولكن تجد الشيخ يكلمك عن شيخه الذي مات ويتكلم عن شيخه ويعظم في شأن شيخه تعظيما ضخما جدًا، حتى يرسخ في ذهن المريد أنه لابد أن تعظم شيخك مثلما يعظم شيخه فتنتقل وترث آداب التعلم مع الشيخ بنفس الشكل.
كذلك يقال لك في وسط الكلام أن الشيخ هو الباب الموصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولابد أن يكون بينك وبين الشيخ رابطة ويقال لك إنك إن ذكرت الله سبحانه وتعالى وستقعد في مكان في بيتك تطيب المكان وكذا وتطفئ النور وتقعد تذكر الله بمفردك وتستحضر شيخك كأنك تجلس أمام شيخك ولما تستحضر شيخك تنتقل لمرحلة أعلى حتى تستحضر الله جل جلاله."
ويستطرد :
"القبر عند الصوفية لا يسكنه ميت، لأن من وصل إلى مقام القطبانية عندهم فهو يتصرف في الكون و يحضر ديوان التصريف.. التي تعرف بالحكومة الباطنية للكون، و الله تعالى لا ينظر في الكون كله إلا إلى قطب الوقت الذي يعرف بالقطب الفرد الغوث الجامع، وهي كما ترى هرطقات ماأنزل الله بها من سلطان"
وعن أسباب توبته إلى الله ورجوعه عن هذا الفكر الصوفي المنحرف يقول : "
قد كنت أقرأ في الورد " اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد الذي شاهد ربه بعيني رأسه وطاب وما غاب"، إلى أن قرأت حديثًا في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها:" ثلاث من قال بهن فقد أعظم على الله الفرية، (منها) من قال أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، وبعد ذلك عقبت بآيتين محكمتين من القرآن تؤكدان أنه لم ير ربه."
وغيره الكثير ممن كانوا صوفيون أو شيوخا للطرق الصوفية الضالة ثم انعم الله عليهم باتباع كتاب الله وسنة رسوله أمثال : الشيخ عبدالرحمن بن عبدالصمد ، والعلامة محمد المكي بن عزوز ، والشيخ جمال الدين القاسمي ، والشيخ بهجة البيطار، والشيخ محمد رشيد رضا ، والشيخ محمد عارف خوقير ، والشيخ محمد علي الطنطاوي ، والشيخ محمد محمود أبو رحيم ، والشيخ محمد هاشم الهداية ، والشيخ محمود شكري الآلوسي ، والشيخ عبد القادر التلمساني ومحمد نصيف ، والشيخ عبد الحميد بن باديس ، والشيخ جعفر بن إدريس ، والشيخ محمد جميل زينو ، والشيخ عبد المنعم الجداوي ، والشيخ ابن بدران الدمشقي ، والشيخ عبد القادر الأرناؤوط ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل ، والشيخ شمس الدين الأفغاني ، والعلامة محمد حامد الفقي ، والدكتور تقي الدين الهلالي ، والدكتور أحمد حجازي السقا ، والإمام ابن عقيل الحنبلي ، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح ، والشيخ محمد الشايقي ، والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ، والشيخ محمد الزمزمي الغماري ، والشيخ محمد عيد العباسي ، وفريد الدين الهاشمي ، والدكتور عبد الله الشارف ، والمحدث أبو شعيب الدكالي ، والعلامة أحمد بن خالد الناصري ، والعلامة عبد الله بن إدريس السنوسي .
فأما قولك :
وقد جعلتهم في خانة المبتدعة مستدلا بمقولة الشاطبي
فوالله ما استشهدت بكلام الشاطبي ولا غيره إلا لموافقته لكتاب الله وسنة رسوله بفهم سلف هذه الأمة وصحابة رسول الله .
ولو كان مخالفا لهما لأعرضت عنه ، فلن يغني عني من الله شيئاً ..
ثم إن الشاطبي تكلم في الجزء المقتبس عن وجوب أخذ المبتدع الاستدلال مأخذ أهله العارفين بكلام العرب وكليات الشريعة ومقاصدها، كما كان السلف الأول يأخذونها.
فالكلام عام والكل يوافقه عليه ، ولم يحدد أسماء أشخاص بأعينهم ووصفهم بالابتداع ، فلماذا يا عبد الحق ظننت أنه يتكلم عن مشايخك ؟
الحقيقة كما قلت لك في المداخلة رقم 10 من هذا الحوار :
أن أهل التصوف هذه الأيام يعلمون أنهم على بدعة ، فأيّما أحد ذكر هذه الكلمة ظنّوا بأنهم هم المقصودون بها .. نسأل الله الهداية لنا ولهم ..
وأخيرا أهمس في أذنك أخي :
والله ما أبغي لك إلا الخير ، فما خلقنا الله إلا لعبادته ولا أريد انا ولا تريد أنت إلا الفوز برضوان الله وأن نكون على المحجة البيضاء ندعو الله ونعبده على هدى من الله .. كما شرع الله .
ويكفي لتوضيح ضلال كل هذه الفرق المنحرفة أنها لم توجد إلا في نهاية عصر الصحابة رضوان الله عليهم وظهور أهل البدع والأهواء ، والبعد عن كتاب الله وسنة رسوله ، فهلم بنا إلى السنة الصحيحة يا أخي ، ودع عنك ما انت فيه ..
يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي
شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.
كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له إلى أن يطلع الفجر" [رواه الإمام البخاري في صحيحه].
فعن أي شيخ وأي طريقة تتحدث يا أخي ، وعندك خالقهم جميعا يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل .
ستقف غدا بين يديه ليحاسبك وليسألك امام كل مشايخ الطرق الصوفية فيقول لك : لماذا فعلت كذا وكذا ؟ لماذا دعوتك إلى العمل بكتابي وسنة رسولي والسير على منهج الجماعة فلم تلبِ دعوتي ؟
فكن حاضراً بالإجابة ..
ولا تقل له :
هل طرحك لضوابط شريعة اهل السنة والجماعة غابت عن الغزالي والجنيد ومحي الدين ابن العربي وابن عبد السلام وحسن البصري وابن عطاء الله وغيرهم من فحول التصوف ان لم اقول من اقطابها نهيك عن الخلف من الزيتونيين كالشيخ محمد المداني واسماعيل الهادفي .
فلن ينفعك منهم أحد .
المفضلات