قبل التوضيح سوف أضرب مثل بسيط ولله المثل الأعلى، أنتِ مدرسة وأنا طالب عندك في الفصل وقدمتي لي إمتحان وبعد ما أجبت صححتي الإجابة ولكن درجتي كانت سيئة جداً فقلت لكِ
يا أستاذة إن درجتي سيئة جداً فماذا ستقولين لي ؟
ستقولين أن سبب هذه الدرجة السيئة هو انت يا ذا الفقار فهي من عندك لأنك أنت السبب فيها فلست انا من كنت أجيب على الأسئلة بل أنت .
أرجع إلى الآية ..
"وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ " الآية تقول أنه بسببك أيها الإنسان وبسبب معصيتك لله وأوامره تصيبك المصائب ..فالانسان هو سبب لوقوع المصائب ولكنه ليس من يأتي بالمصائب والأمر مختلف بين سبب المصيبة وانزال المصيبة التي هي من عند الله
ولهذا فإن حرف من في الآية " فَمِنْ نَفْسِكَ " تعني السببية .
وسأسوق إبكِ دليل على قولي من القرآن نفسه وهو يشرح الآية السابقة ف ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى 30
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) أي : ما أصابك من نصر ورزق وعافية فمن الله ، نعمة أنعم بها عليك وإن كانت بسبب أعمالك الصالحة ، فهو الذي هداك وأعانك ويسرك لليسرى ومنَّ عليك بالإيمان وزيَّنه في قلبك ، وكرَّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .
ثم : ( وما أصابك من سيئة ) مِن ذل ، وخوف ، وهزيمة ، كما أصابهم يوم أحد ( فمن نفسك ) أي بذنوبك وخطاياك ، وإن كان ذلك مكتوبا مقدرا عليك ، فإن القدر ليس حجة لأحد ، لا على الله ، ولا على خلقه ، ولو جاز لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يعاقَب ظالم ، ولم يقاتَل مشرك ، ولم يُقم حد ، ولم يَكف أحد عن ظلم أحد. " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (8/113-114)
وعليه يجب التفريق بين القضاء ةالقدر والذي هو " كل من عند الله " خيره وشره نافذ في عباده المؤمن والكافر الصالح والفاجر وبين السبب في نزول المصيبة الذي يسببه الإنسان بمخالفة أمر الله
النقطه التانيه بقى هو ازاى رب يقول على نفسه ان السيئات من عنده وبعدين يجى يحاسب عبده ده
أظن أن هذا السؤال لم نعد بحاجة إلى أن نجيب عليه بعد توضيح الآية يا زميلتي الفاضلة وبالخصوص ما نقلت عن ابن تيمية رحمه الله " وإن كان ذلك مكتوبا مقدرا عليك ، فإن القدر ليس حجة لأحد ، لا على الله ، ولا على خلقه ، ولو جاز لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يعاقَب ظالم ، ولم يقاتَل مشرك ، ولم يُقم حد ، ولم يَكف أحد عن ظلم أحد"
لقد خلق الله الخير والشر ، خلق الملائكة والشيطان ، خلق الطيب والخبيث فهل يمكن أن نعترض ونقول لماذا خلق الله الشر والشياطين والخبائث ؟
في إنتظار تعليقك ..
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
المفضلات