أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
سورية ... آه يا سورية !
_______________________________
( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
في زماننا وغير زماننا ) - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387
يقول الكافر البهيم ... ذو القلب السقيم ... والخلق الذميم ... والجهل الفاضح العميم
والحقيقة أن هذا الجزء مليء بالكوارث التي وضع الخروف نفسه فيها
لكننا أولا لا بد أن نقول أن التفسيرات المختلفة لهذه الآية الكريمة ... المفسرين قد استنبطوا فيها قولين فيما يتعلق بالزمان الذي يسأل الله عز وجل فيه المسيح عليه السلام هذا السؤال
فكان الإجماع والرأي الراجح هو أن هذا الحديث سيدور يوم القيامة ... وكان الرأي المرجوح هو أن الحوار دار يوم رفع المسيح من الأرض وإلقاء الشبه على المصلوب
ولقد جابه أحد الإخوة هذا الأبله هناك بالتفسير ... وأجابه أن الحوار سيدور يوم القيامة ولم يحدث بعد
فكان هذا تعليق الأسطى عمارة
يتبع الرد على هذه النقطة ... وبيان أرجح القولين ... ثم سنفترض - جدلا - أن الصواب هو الرأي المرجوح - بمعنى أن الحوار دار يوم رفع المسيح - وسنرى إلام يقودنا ذلك
يتبع إن شاء الله تعالى
سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا انت ... أستغفرك وأتوب إليك
أنظر أيها الكافر البهيم ... ذا القلب السقيم ... والخلق الذميم ... والجهل الفاضح العميم
وتَعَلَّم
الله عز وجل قد يحكي في القرآن الكريم ما سيقع في المستقبل بصيغة الماضي ... وذلك لأن علم الله بأحداث المستقبل وتقديره لها مطلق ... بمعنى أن هذه الأحداث متيقنة الحدوث في المستقبل ولذا تحكى بصيغة الماضي الذي تيقن حدوثه
إقرأ يا جاهل ما تحته خط في الآيات التالية (وكلها عن أحداث ستقع يوم الدين)
الآية السابعة والسبعين من سورة الزخرف (مالك هو خازن النار بالمناسبة ... أعاذنا الله من هذا الموقف)
معنى الآية ... أن الكافرين (أمثال عصام وشنودة وبرسوم وشارون إن لم يتوبوا) ... سوف ينادون خازن النار وهم يعذبون فيها أن سل ربك أن يقضي علينا لنموت ونستريح ... فيرد عليهم مالك بعد ألف سنة من التجاهل (كما ورد في الحديث) إنكم ماكثون أي مخلدون بلا موت في النار
والشاهد هنا هو أن الفعلين (نادوا - قال) بصيغة الماضي حكاية عن ما سيحدث في المستقبل (لأنه متيقن الحدوث)
وبالمثل الشاهد التالي من سورة ص
حوار أهل النار هذا يا أبله لم يحدث بعد
وإليك صفحة كاملة من سورة الأعراف
هذا الحوار بين أهل الجنة وأهل النار وأصحاب الأعراف سيحدث بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ... فهل حدث ذلك أم لم يحدث بعد؟؟؟
وكذلك صفحة كاملة تصف بعض وقائع يوم الدين من سورة (الزُمَر)
وبالمناسبة ... الزمر جمع زمرة أيها الجاهل ... والزمرة هي الجماعة من الناس
والأمثلة كثيرة ومتعددة
أرجو أن تكون قد نلت كفايتك ... لكي لا ترمي علماء المسلمين بداءك وتنسل
يتبع الرد في نفس النقطة
سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا انت ... أستغفرك وأتوب إليك
أنظر أيها الكافر البهيم ... ذا القلب السقيم ... والخلق الذميم ... والجهل الفاضح العميم
وتَعَلَّم
لنقرأ الآيات أرقام من 116 إلى 119 من سورة المائدة
يقول الله عز وجل في الآية رقم 119 تعقيبا على إجابة المسيح على السؤال التقريري والتي إنتهت بنهاية الآية رقم 118 ... هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
فأي يوم هو هذا اليوم الذي ينفع فيه الصادقين صدقهم ويجزون الجنات؟؟؟
هل هو يوم رفع المسيح أيها الأبله؟؟؟
والحقيقة يا إخوة أن هذه الآية رقم 119 المتممة لهذا السياق هي التي تحسم الترجيح في تلك المسألة لصالح الرأي الذي عليه جمهور المفسرين ... وهو أن الحديث يدور يوم الدين ولم يتم في يوم رفع المسيح
طبعا لسنا بحاجة لأن نقول أن الذي كفر قد بهت ولله الحمد ... لكن ما زال هناك غيثا لما ينزل بعد
المشاركة القادمة إن شاء الله تعالى ... سوف نفترض أن الرأي الثاني هو الأصح ... وأن الحوار تم فعلا يوم رفع المسيح ... وسنر كم الفخاخ التي نصبها هذا (الجردل) لنفسه
سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا انت ... أستغفرك وأتوب إليك
إذن فهذا الحديث الدائر في الآيات بين المسيح وخالقه حدث بعد أن توفاه الله ، فكيف يزعم (الأبله) بأن الحديث كان وقت وجود المسيح على الأرض ؟
ثم إنه يتحدّث وكأن عبادة النصارى لمريم بدعة قرآنية ..
فحتى لو آمنا وصدقنا بالقول المرجوح وهو أن هذا الحديث قد دار بين المسيح وخالقه يوم رفع المسيح ، وأن القرآن بذلك يصرح بأن عبادة النصارى لمريم كانت موجودة يوم رفع المسيح ، فهذا هو ما أقر واعترف به النصارى أنفسهم ..
يقولTony Capoccia رداً على سؤال : من أين جاءت عبادة مريم :
المفضلات