المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهزبر
السلام عليكم
لا يؤخذ الامر هكذا. لقد نسي هذا العلامة اخذ دوائه عندما كتب ذلك.
{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً * ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً} .
الفاء هنا تفريع على اية {أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل} ، باعتبار ما تضمنته من التهديد.
وواو القسم لتحقيق الوعيد.(ف
وربك) والقسم بالرب مضافا إلى ضمير المخاطب(فورب
ك وهو النبي صلى الله عليه وسلم إدماج لتشريف قدره.
وضمير (لَنَحْشُرَنَّ
هُمْ) عائد إلى (الإنسان) المراد به الجنس المفيد للاستغراق العرفي أي لنحشرن
المشركين. وقد تم عطفهم مع الشياطين تحقيرا لهم واثباتا بان الشياطين اضلوهم ولذلك يحشرون معهم.
ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ثم هنا لترتيب وليست للمهلة اي ترتيب انواع العذاب التي سيعذب بها المشركون والشياطين زيادة في الرعب وبلاغة في التهديد.
اما الجثو فهو جثو مذلة في جهنم.
ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً زيادة في التهديد والوعيد حسب درجة كفر كل شيعة(طائفة) وهذه المنزلة خاصة بكبار المجرمين كابي جهل وغيره.
انظروا الى العلاقة بين ما تقدم من ايات وما بعدها
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
ذكر الله تعالى انه سينتزع اكابر المجرمين من بقية طوائف الكفار ليضعهم في مكان خاص بهم في النار(لانها درجات حسب الكفر) عطف عليه أن
جميع طوائف الشرك يدخلون النار، دفعا لتوهم أن انتزاع من هو أشد على الرحمان عتيا هو قصارى ما ينال تلك الطوائف من العذاب، بأن يحسبوا
أن كبراءهم يكونون فداء لهم من النار أو نحو ذلك، أي وذلك الانتزاع
لا يصرف بقية الشيع عن النار فإن الله أوجب على جميعهم النار.
والخطاب في
(وَإِنْ مِنْكُمْ) التفات عن الغيبة في قوله:
{لنحشرنهم} و
{لنحضرنهم} ؛ عدل عن الغيبة إلى الخطاب ارتقاء في المواجهة بالتهديد حتى لا يبقى مجال للالتباس المراد من ضمير الغيبة
فإن ضمير الخطاب أعرف من ضمير الغيبة.
فالايات هنا لا تخاطب المسلمين بل تخاطب المشركين وتختطب اكابر المجرمين من المشركين.
اما
على التي دوخت علامتنا فهي ظرفية تفيد بان الله تعالى قد قضى ذلك.
وانظروا الى علاقة ما تقدم بهذه الايات
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا لزياتدة تهديد الكفار والشياطين وان ورودهم في النار ابدي لانهم لو كانوا سيخرجون لكانوا ذكروا مع الناجين.
و
ثُمَّ هنا للترتيب الرتبي، تنويها بإنجاء الذين اتقوا، وتشويها بحال الذين يبقون في جهنم جثيا فالمعنى:
وعلاوة على ذلك ننجي الذين اتقوا من ورود جهنم. وليس المعنى:
ثم ينجي المتقين من بينهم بل المعنى أنهم نجوا من الورود إلى النار. وذكر إنجاء المتقين، أي المؤمنين، إدماج ببشارة المؤمنين في أثناء وعيد المشركين.
وجملة {
وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً} عطف على جملة {
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} . والظالمون: المشركون.
والتعبير بالذين ظلموا إظهار في مقام الإضمار. والأصل: ونذركم أيها الظالمون.
فليس الخطاب في قوله:
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم على معنى ابتداء كلام؛ بحيث يقتضي أن المؤمنين يردون النار مع الكافرين ثم ينجون من عذابها، لأن هذا معنى ثقيل ينبو عنه السياق، إذ لا مناسبة بينه وبين سياق الآيات السابقة.
ولأن فضل الله على المؤمنين بالجنة وتشريفهم بالمنازل الرفيعة ينافي أن يسوقهم مع المشركين مساقا واحدا، كيف وقد صدر الكلام بقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} و {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} ، وهو صريح في اختلاف حشر الفريقين.
فموقع هذه الآية هنا كموقع قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر:43] عقب قوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر:42]. فلا يتوهم أن جهنم موعد عباد الله المخلصين مع تقدم ذكره لأنه ينبو عنه مقام الثناء.
وليراجع تفسير التحرير والتنوير. لمزيد الاستفادة. هذا ما فسر به ابن عاشور رحمه الله الاية تقريبا ثم قام بذكر اقوال العلماء حولها
اما الرد على الشبهة الغبية هذه. ستكون من اكابر المجرمين ايها العجّامة ولن ينقذ ذلك اتباعك ومحال ان يجمع الله بيننا وبينكم في جهنم.
المفضلات