صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 28
 
  1. #11

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    وحش البحار الضاري طُرْغُودْ باشا العثماني


    الملك الغير المتوج للبحر الأبيض المتوسط

    أحد أفضل جنرالات عصره

    كانموجودا في كل مكان ، ولا تجده في أي مكان

    القائد الذي لا يتراجع ولا يهزم

    كان على مستوى بربروس من حيث إمارة البحر ، ويفوق دوريا


    سلوا عنه
    البحر المتوسط بأسره
    بجميع شواطئه
    وجميع موانيه
    وجميع جزره ، بل كل صخرة فيه
    الأسبان ، الفرنسيين ، الإيطاليين ، اليونانيين ، بل كل نصارى أوروبا

    ليبيا بأسرها ، تونس الخضراء ، بل الشمال الإفريقي كله

    شارلكان ملك إسبانيا فلطالما أوجعه وأضج مضجعه

    فيليب ملك إسبانيا الذي ضاق ولم يهنأ له نوم بسبب أخبار انتصاراته على قواده

    أندريا دوريا فخر البحرية الصليبية الذي مات غما وكمدا من انتصاراته عليه
    جين دوريا ( ابن أخ اندريا دوريا ) يجيبكم وما جِربة عنا ببعيد
    دون جوان أمير البحر الصليبي وما فعله الوحش به من أفاعيل
    لافاليت المعلم الأعظم لفرسان مالطا الذي نذر حياته كلها لقتال الوحش الضاري


    بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وبعد :


    أهدي هذه الكلمات إلى :

    كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين
    كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين
    الدولة العثمانية
    المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن
    سلاطين البحار ( الإخوة بربروسا )

    وحش البحار الضاري طورغود باشا العثماني

    وأخيرا إلى :
    كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )


    * توطئــــــــــة *

    - إخواني الأعزاء يسعدني وبكل فخر وبعد طول انتظار أن أقدم لكم ترجمة أحد أعلام الإسلام والمسلمين ، أحد سادات القادة والفاتحين ، أحد الغُرّ الميامين ، وحش البحار الضاري بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ( طرغود باشا العثماني ) .


    - وكنت قد بدأت بترجمة موجزة لسلاطين البحار ( الإخوة بربروسا ) منذ ووعدتكم أن أترجم لخير الدين بربروسة رحمه الله ، ولكن بعد تدبر وتفكر وجدت أن سيرة وحش وحوش البحار تحتاج لجهد كبير جدا حتى تخرج بالشكل اللائق به ، ومع ذلك أحببت أن اسلي إخواني لحين الانتهاء من ترجمة ( وحش وحوش البحار خير الدين بربروسة ) بترجمة

    وحش البحر الأبيض المتوسط طرغود باشا رحمه الله .


    اعتذار واجب : أرجو من إخواني توسيع صدورهم عند قراءتهم للموضوع ، لأن سيرة الرجل لن يستطيع الواحد منا التقاط أنفاسه من فرط ما فيها من أحداث كثيرة ومتلاحقة ، وأعتذر عن طول الموضوع ، ولكن من باب أن نوفي أهل الخير بعض حقهم وجزاكم الله خيرا


    * مولد وحش البحار ونشأته *

    - اسمه في المصادر التركية طرغود ، وفي المصادر العربية درغوث ، وفي أخرى طرغول .

    - ولد طرغود في قرية تابعة للواء منتشة ( موغلة ) في سنة ( 890 هـ - 1485م ) .

    - دخل في البحرية كجندي بحري ( لوند ) عادي في سن مبكرة جدا تقارب سن الطفولة ، وفي الوقت الذي لفت فيه انتباه السلطان قرقرود ( الأخ الأكبر للسلطان سليم الأول ) ، كان شابا عمره 25 سنة ملاحا لسفينة .


    - كان قد اندفع في شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات ، فاشتغل طرغود أولا ملاحا بسيطا ثم مدفعيا ، واشتهر في أعماله كلها واظهر تفوقا ومقدرة ، ثم سرعان ما وجه غزواته ناحية البحار الشرقية للبحر المتوسط باعثا الرعب في سفن البندقية في بحر الأرخبيل ، وسرعان ما انضم إلى الإخوة بربروس وأصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروس .

    خير الدين بربروس


    - كان رحمه الله يهاجم سواحل إيطاليا وكورسيكا سردينيا إذا لم يجد في البحر ما يهاجم أو يأسره ، ولا يرجع أبدا إلى قاعدته إلا وسفنه محملة بالأسرى والغنائم من النصارى .


    * الوحش مع سلاطين البحار ( الإخوة برباروسا ) *

    - أصبح أولا قائدا لسفينة عروج بربروس ثم ( خير الدين باشا ) ثم أصبح قائدا لقطعة من الأسطول .

    - قدم خير الدين باشا ( عند مجيئه على استانبول لتعيينه قائدا للقوات البحرية ) في سنة ( 941هـ - 1534م ) طرغود الذي تعاظمت شهرته ، على السلطان سليمان القانوني كأحد أميرلاته الـ19 ، كان عمره آنذاك 48 سنة - منح القانوني ، طرغود رئيس رتبة لواء بحري وأصبح اسمه في الوثائق العثمانية الرسمية ( طرغود جه بك ) . قام بإدارة الصاعقة البحرية لسنوات طويلة ، يلي بربروس خير الدين باشا مباشرة من حيث الشهرة ، وكان صهر لبربروس كذلك ( زوج ابنته ) .

    ( مشير – قائد القوات البحرية ) ، ولم يتمكن من دخول الديوان الهمايوني ، لكنه بقى محافظا على صفته كرئيس حقيقي للبحارة الأتراك .


    - رافق خير الدين بربروس في حملاته وغزواته وكان الساعد الأيمن طوال حياته وكان قائد الاحتياط في الأسطول العثماني في معركة ( بروزة البحرية ) الخالدة .

    * سقوط الوحش أسيرا في أيدي الصليبيين سنة 1540م *

    - في سنة (947هـ - 1540م ) وفي أثناء إحدى غاراته على جزيرة كورسيكا سقط طرغود أسيرا في يد ( جانيتينو دوريا ) حفيد دوريا أميرال الأسطول الاسباني . سيق طرغود مكبلا أمام الأميرال الصغير فوق سفينة القيادة ، وكان دوريا الصغير لم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره ، واستصغر طرغود هذا القائد وغضب وحنق أن يقع أسيرا في قبضة هذا الفتى الأمرد مكبل الرجلين بالحديد .

    - ولا حظ دوريا الصغير استخفاف طرغود به فقام بضربه بالسياط فضربه ضربا مبرحا وأهينت كرامته وربط بالسواري ، وبقي طرغود في الأسر أربع سنوات مربوطا في مجاديف أندريا دوريا .

    - ظلت حكومة الأستانة تلح على شارل كوينت في إطلاق سراح طرغود ، وكان السلطان نفسه والوزير الأكبر مهتمين اهتماما بالغا بأمر تخليص طرغود من الأسر .


    * خير الدين يقود الأسطول العثماني ويحرر طرغود رغم انف الجنويين " يا لعزة الإسلام يوم أن كان له رجال " *

    - نتيجة لذلك قام ( خير الدين بربروس ) بقيادة 100 سفينة من سفن الأسطول ورسى أمام سواحل ليقوريا ( إيطاليا ) ليجبر حكومة جنوة على تسليم طرغود مهددا إياها بضربها ودك مينائها ومهاجمة سفنها إذا امتنعت عن تسليمه .



    - أمام هذا التهديد وخوفا من التعرض لنقمة العثمانيين قام الجنويين بإطلاق سراح الوحش من الأسر ، وعاد البطل إلى أسطوله ورجاله ولم يزده الأسر والضيم الذي لاقاه غلا إصرارا على المضي في عمله دون هوادة أو خوف ، فقام بتكوين أسطولا قوامه 14 سفينة غزا به سواحل نابولي ، ثم طرد الأسبان من سوسة ، والمنسيتر وسفاقص ( التونسية ) واحتلها وكان يسعى إلى احتلال المهدية ليجعل منها قاعدة لأعماله البحرية .

    - في سنة ( 953هـ - 1546م ) فقدت الأمة الإسلامية جمعاء أسطورة البحار ( رعب البحر المتوسط ) قائد أساطيل الإسلام ( خير الدين بربروسة ) رحمه الله رحمة واسعة ، ودفن في ضريحه الذي بناه في استانبول مطلا على البحر ( سبحان الله عاش حياته كلها في البحر ، ويموت ويدفن بجانبه ) وظل الأسطول العثماني كلما خرج للغزو يحي خير الدين رحمه الله بضرب مدافعه كلها وظل هذا الأمر إلى قبل سقوط الخلافة بفترة بسيطة .


    - وبالرغم من ذلك لم تنكسر شوكة العثمانيين بموت الأسطورة ، وقيد ( الله عز وجل ) من يقوم بالأمر من بعده وكان الوحش الضاري طرغود باشا رحمه الله .

    قبر وحش وحوش البحار خير الدين بربروس وبجانبه ابنه الامير حسن بن خير الدين

    * طرغود ومهدية *

    - في فبراير (1550م – 957هـ ) خرج طرغود في 36 سفينة واتجه بها نحو المهدية واحتلها دون صعوبة بمساعدة سكانها العرب .


    - كانت قاعدته جزيرة ( جربة ) . تمكن على مر الزمن من الاستيلاء على أربعة أخماس القطر التونسي وحشر السلطان الحفصي في مدينة تونس وضواحيها .
    - احتل ميناء بنزرت . لكنه أولى اهتماما خاصا بتحصين قلعة مهدية في الجنوب كقاعدة بحرية ، بصورة ممتازة .

    - كان عروج رئيس قد فتح من قبل مدينة مهدية ( مدينة العرش الفاطمية القديمة ) . فشلت كل المحاولات الاسبانية – الحفصية المختلفة حتى ( 957هـ - 1550م ) في إخراج طرغود من مهدية . كان طرغود في ربيع هذه السنة ، أولا في خليج ( بلنسية ) ثم في جزر البليئار . كان في مهدية كل من عيسى رئيس ، وابن أخ طرغود ( حصار رئيس ) . شوهد عند ذلك أسطول ( اندريا دوريا ) المكون من 47 قطعة أمام مهدية ( 28يوليو1550م – 957هـ ) وكان طرغود يقض الشتاء في جربة

    * سقوط المهدية في أيدي أندريا دوريا سنة ( 957هـ - 1550م ) *

    - في سنة ( 957هـ - 1550م ) قام ( شارل كوينت ) بإرسال قائده الأثير ( أندريا دوريا ) في 47 سفينة وقيل 43 لمطاردة طرغود وكسر شوكته وإضعاف قوته .

    - جاء دوريا إلى مهدية بعد أن اخذ ( المنستير ) من الأتراك ومعه جيش بقيادة نائب الملك في صقلية ( دون جوان دوفيجا ) ، وكان السلطان الحفصي قد انضم كذلك إلى هذا الجيش . أما حامية عيسى رئيس كانت تتكون من 2300 جندي بحري تركي و5000 خيال عربي .


    - أطلقت مدافع الأعداء حتى 26 أغسطس 7000 قذيفة .

    - كان يوم 10 من سبتمبر اليوم الـ 43 من الحصار . كانت قد انفتحت ثغرات واسعة . دل ( إبراهيم برات ) من تجار المهدية المشهورين الصليبيين على أماكن الأسوار التي تركها الأتراك مفتوحة ، لقاء دراهم .


    - دخل العدو إلى القلعة وذبح وقطع المسلمين . وأسر عيسى رئيس مع 70 من جنود بحريته وهم مثخنون بالجراح .( سيتخلصون من الأسر بعد مدة عن طريق المبادلة ) .

    - أخذ سكان الصليبيون سكان المدينة البالغ عددهم 7000 كعبيد .

    - أدرك الأسبان بعد ذلك عدم إمكان احتفاظهم بمهدية ،مما جعلهم يقومون بهدم قلعتها من أساسها في بداية سنة ( 962هـ - 1554م ) وانسحبوا عنها.


    حصار المهدية بتونس


    - تأثر الديوان الهمايوني من سقوط مهدية وأرسل إلى شارل كوينت رسالة شديدة اللهجة . فأجاب الإمبراطور بأن حربه ضد قرصان وليست ضد الأتراك .

    * في جربة يفعل بأندريا دوريا الأفاعيل *

    - في ( مارس 1551م – 958هـ ) وبعد سقوط المهدية حاول اندريا دوريا القبض على طرغود فقام بضرب جربة وهاجمها بـ150 سفينة ولكن وبالرغم من أن طرغود لم يكن مستعدا للقتال استعدادا كافيا ، فإنه لم يقف مكتوف اليدين فقام بجمع رجاله واستعان بسكان الجزيرة وأخذ يصب نيران مدافعه على الأسطول الصليبي وفاجأ أسطورة البحيرة الصليبية بعمل لم يكن يتوقعه في أبشع كوابيسه ، ففي ظلام الليل قام طرغود ببناء قلعة صغيرة في رأس الجزيرة ونصب عليها المدافع وأخذ يصلي أسطول دوريا بنيران مدافعه .


    - وجد دوريا نفسه في خطر داهم فبعث إلى ( نائب الملك في صقلية ) طالبا إمداده بأسطوله وطلب الطلب ذاته من ملك نابولي ، فلم يتأخر رؤوس الصليبين في نجدة دوريا وبعثوا بجميع قطع أساطيلهم ورجالهم لمساعدته .


    - كان وحش البحار عظيما حقا ، فقد كان يتتبع حركت أسطول دوريا وكان واقفا على جميع أسراره ، وكان ينتظر أن يقوم دوريا بحملة قوية عليه في الجزيرة ، فلجأ وحش البحار إلى حيلة تظهر جليا براعته ومقدرته الفائقة في الشئون الحربية وقام بالانسحاب بأسطوله إلى الناحية الأخرى من الجزيرة بواسطة مزالق مدهونة ولم يستطع دوريا القبض عليه مما أثار دهشته وجنونه مما فعله طرغود به ( فكان رحمه الله موجودا في كل مكان ولا تجده في أي مكان لله دره ) .


    حصار جربة


    - في ( ربيع 1551م – 958هـ ) تم استدعاء طرغود إلى الديوان الهمايوني مع عقدائه السبعة إلى استانبول وكان معهم ( قلج علي الذي سيصبح قائد الأسطول العثماني في المستقبل القريب ) ، وتم وضع تحت إمرته ( 90 سفينة حربية – 90 سفينة نقل ) وتم تكليفه بالإغارة على سواحل النصارى في البحر المتوسط .


    * حملة صقلية *


    - قام طرغود بالإغارة على صقلية وقام بإنزال 1500 مقاتل من جنود البحرية واحتل ميناء ( أوجتا ) على مقربة من شمال ( سيرا قوسا ) وذلك بعد مقاومة استمرت يومين مما أسفر عن هزيمة القوات الصليبية التي جائت لدعم صقلية بقيادة ( دون هيرنان دو فيجا ) .


    * حملة مالطا / وفتح جوزو ) *


    - في ( 16يولية1551م – 958هـ ) قام طرغود بالإغارة على مالطا وقام بالاستيلاء على جزيرة ( جوزو ) وأسر كافة سكانها البالغ عددهم ( 7000 شخص ) ، واركبوا البواخر ووضعت في الجزيرة حامية عسكرية .

    - في أثناء ذلك حاولت اسبانيا دعم مالطا فهبت عاصفة شديدة أغرقت 8 سفن من الأسطول الأسباني وغرق 1500 اسباني بالقرب من جزيرة ( لامبيدوسا ) .


    * حملة طرابلس الغرب / فتح طرابلس وتحريرها من أيدي فرسان مالطا ) *

    - سقطت طرابلس الغرب في أيدي الأسبان في سنة ( 916هـ - 1510م ) ، وظلت بحوزتهم إلى أن قام البابا بالتوسط لدى ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا في إعطائها لـ ( فرسان مالطا ) ألد أعداء المسلمين تقديرا لجهودهم في الحملات والحروب الصليبية وذلك بعد خروجهم مكللين بعار الهزيمة والخزي من رودس على يد السلطان سليمان القانوني سنة ( 939هـ -1522م ) .

    - استدعى السلطان سليمان القانوني طرغود إلى اسطنبول وطلب منه فتح طرابلس تحت قيادة (سنان باشا ) الذي زوده بأسطول قوي بلغ 120 سفينة ، وأهدى طرغود مصحفا شريفا وسيفا مرصعا ، فقبل طرغود هذه المهمة الغالية خصوصا لعلمه ما يعانيه أهل طرابلس من قسوة اليوحنيين الحاقدين ، وقام بالتبرع بخمسين سفينة حربية من ممتلكاته الخاصة لدعم الأسطول .

    قام سنان باشا وطرغود ببدء الحملة ،في هذه الأثناء استطاع المسلمون العثمانيون السيطرة على غالبية ليبيا بما في ذلك ( برقة ) ونجحوا في تأسيس قاعد في( تاجورا ) التي تبعد مسافة 20كم عن طرابلس وظلت تحت ولاية ( مراد أغا ) .


    - كان قائد ( تاجورا ) القائد الهمام ( مراد أغا ) الذي ظل يشن الهجمة تلو الأخرى على المدينة ، وبالرغم من ذلك لم يستطع أخذها من النصارى ، ولكنه ومع ذلك منع وحد من تقدم النصارى إلى الأجزاء الداخلية للبلاد .


    - بدأت الحملة على طرابلس في أيام 9-10-11 ، وضرب الحصار حول طرابلس بقيادة سنان باشا يساعده طرغود ومراد أغا في إدارة العمليات الحربية ، وظل العثمانيون يقذفون المدينة ليلا ونهارا حتى اضطر الفرسان إلى التسليم بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب والخوف من العثمانيين .


    - في ( 15أغسطس1551م – 958هـ ) استطاع طرغود باشا بـ ( 40 مدفعا – 6000 جندي ) الاستيلاء على طرابلس وهزم الفرسان هزيمة ساحقة وأجلاهم عنها ، بالرغم من الدفاع المستميت لحاكمها الفرنسي ( جاسبر دي فالير ) ومعاونه ( داشكو سيشي ) .


    - ومنذ هذا التاريخ أصبحت طرابلس الغرب ثان إيالة عثمانية بحرية في المغرب الإسلامي ، وتولى إمرتها ( مراد أغا ) ، ومن بعده طرغود باشا رحمهما الله .

    * موقعة بونزا البحرية * طرغود & أندريا دوريا *

    بونزا وما أدراك ما بونزا
    وحش البحار يهزم دوريا أسطورة البحرية الصليبية ويجبره على الفرار

    أندريا دوريا

    - توطئـــــــــــة -

    - في ( 28سبتمبر1551م – 958هـ ) أعلن ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا الحرب على فرنسا ، فخرج طرغود من مركز لوائه ببروزة ، وأقلع بأسطول مكون من 112 قطعة بحرية ورسى بـ ( بوزولي ) ضاحية نابولي الغربية .

    - كان بصحبته السفير الفرنسي ( دار مونت ) ، وكلف طرغود من الباب العالي بالدفاع عن فرنسا وتقديم الدعم البحري لها ضد اسبانيا ( بالرغم من أن طرغود كان يكره الفرنسيين جدا لنكثهم العهود بصفة مستمرة ) .


    - بــــونــزا -

    - نتيجة للتحالف العثماني الفرنسي سار ( أندريا دوريا ) بأسطوله والتقى بالأسطول العثماني بناحية جزيرة ( بونزا ) في مياه خليج ( جيتا ) في ( 5أغسطس1552م – 960هـ ) .



    - دارت رحى المعركة بين الطرفين ، وظل الأمر كذلك حتى هزم الأسطول الصليبي هزيمة نكراء على أيدي الأسطول العثماني ، ولقن طرغود دوريا درسا قاسيا ، من خلال اسر 7 سفن وتدمير العديد من سفن أسطوله ، جاء نتيجة ذلك أن قام دوريا بالانسحاب تفاديا لزيادة الخسائر في الأرواح والمعدات .




    - مـا بـعـد بـــونــزا -

    - بعد انتصار بونزا قام طرغود بفتح جزيرة ( كابري ) المواجهة لنابولي بعد أن سيطر على بحر ( تيران ) مدة شهرين .

    - في سنة (961هـ - 1553م ) فتح طرغود باشا مدينة قفصة التونسية .


    * طرغود يفتح ( كاتانيا ) ثان جزر صقلية و( كورسيكا ) ويبيد 7000مقاتل صليبي ، ويحرر 7000 أسير مسلم لله دره *


    - تــوطــئـة –

    - في ( 1فبراير1553م – 961هـ ) تم إبرام معاهدة ( استانبول ) بين الدولة العثمانية وفرنسا والتي بموجبها تم وضع الأسطول الفرنسي تحت قيادة العثمانيين في مقابل المساعدات البحرية العثمانية لفرنسا .

    - على إثر ذلك تم ضم الأسطول الفرنسي إلى أسطول طرغود في بلاد المورة ( اليونان حاليا ) وارتفع عدد سفنه إلى 150 قطعة بحرية .

    - فـتـح كـاتـانـيـا – بـاسـتـيـا –

    - قام وحش البحار بالإغارة على ( كاتانيا ) بصقلية ، و( باستيا ) مركز كورسيكا ، واستطاع الاستيلاء على المدينة والقلعة بعد إبادة الجيش الصليبي المدافع عنها والبالغ عدده ( 7000 مقاتل ) إبادة تامة وقام بتخليص ( 7000 ) أسير مسلم كانوا مسجونين في الجزيرة لله دره من بطل .


    - بعد السيطرة التامة على الجزيرة عاد طرغود إلى استانبول بعد أن سلم الجزيرة للفرنسيين ( للأسف ) الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا فقد قام دوريا باستعادتها في أواخر سنة ( 1553م – 961هـ ) ولم يتمكن الفرنسيين من استعادتها إلا بعد مرور 200 سنة .


    * طرغود وبيالة باشا ( قائد الأسطول العثماني ) *

    - في سنة ( 962هـ - 1554م ) عين بيالة باشا قائدا للقوات البحرية وناظرا للبحرية ( قبودان دوريا ) برتبة لواء بحري وكان عمره 38 سنة .


    * حملة كورسيكا الثانية *

    - خرج بيالة في عام ( 962هـ - 1554م ) بموجب أمر سلطاني لاسترداد كورسيكا مرة أخرى وإعطائها للفرنسيين ، الذين كانوا قد أراقوا الكثير من ماء وجههم حتى يقدم لهم العثمانيون المساعدة .


    - التقى بيالة باشا بأسطول طرغود ثم أسطول صالح رئيس ( والي الجزائر ) ، والأسطول الفرنسي بقيادة ( دو لاجارد ) ، فرسى في ميناء ( بومبنينو ) الإيطالي فقام بإنزال 3000 جندي وحاصر ( كالفي ) ، ولكنه غضب على الفرنسيين وجلى عن كورسيكا ولم يتمكن الفرنسيون من أخذها .


    - في سنة ( 965هـ - 1557م ) استقال دوريا أسطورة البحرية الصليبية الذي تقدم في السن من قيادة القوات البحرية ، خصوصا بعد تخلي ( شارل كوينت ) عن العرش وانسحب إلى قصره الكبير في جنوه وأسند قيادة القوات البحرية الاسبانية إلى ابن أخيه ( جين دوريا ) الذي سيذوق العديد من الهزائم المريرة على أيدي وحوش البحار العثمانيون .

    - وفي نفس العام ( 965هـ - 1557م ) فتح طرغود القيروان .


    * حملة جزر الباليئار *

    - في سنة ( 966هـ - 1558م ) التقى بيالة باشا مع طرغود باشا بأسطول مكون من 150 قطعة بحرية واحتل كامل جزر الباليئار .


    * موقعة جربة البحرية *

    يوم من أيام الإسلام كذات الصواري
    أكبر وابرز المعارك البحرية في التاريخ العالمي
    اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة


    - توطئة

    - في ظل هذه الأحداث المتوالية ، فقد أصبحت إسبانيا مضطرة لإثبات وجودها فوضعت نصب أعينها طرغود باشا وقاعدته الرئيسية بجزيرة جربة هدفا لها .

    - لكن الوحش كان رابضا نائما وعينيه مفتوحتين ، فقد أتت إليه الأخبار بالاستعدادات الاسبانية ، فقام على الفور بإرسال اللواء البحري ( قلج علي ) رئيس إلى الديوان باستانبول وأخبرهم بأن النصارى يستعدون تحت إمرة أسبانيا لتجهيز أسطول هائل للقيام بعمل ما وربما كان هدفهم جربة .


    - الجبهة الاسبانية -

    - يعد الأسطول النصراني الذي تم تشكيله في ذلك الوقت أعظم أسطول نصراني تم تشكيله منذ بروزة من حيث التجهيزات والقادة والأشراف الذين انضموا إليه حيث تكون من : - 200 سفينة حربية .
    - 30000 جندي .

    - القيادة البحرية تحت إمرة ( جين اندريا دوريا ) .

    - القيادة البرية تحت إمرة نائب الملك على صقلية ( دون جوان دي سيردا ) .

    - الأسطول البابوي بقيادة الأمير ( فلامينو اورسليني ) .

    - الأسطول الفرولنسي بقيادة ( أندريا جونزاج ) .

    - سفن ألمانية – سفن مالطية ، جنوية ، سفن موناكو .


    - خط سير الحملة الصليبية / تحرك الأسطول من صقلية في ( 10 فبراير 1560م – 986هـ ) ونظرا لسوء حالة الجو لم يتمكن من التجمع والوصول إلى جربة إلا في 2 مايو ، وأنزل جنوده في الجزيرة .

    - عندما انزل الأسطول الصليبي قواته البرية تصدت لهم حامية الجزيرة والتي كان عددها ( 1000 جندي بحري ) لمدة خمس أيام متتالية ، فلما تيقنوا من عدم جدوى المقاومة وتفوق الأعداء العددي والتجهيزي قاموا بالانسحاب إلى طرابلس وأخذ الأسبان الجزيرة وشيدوا فيها قلعة عظيمة ووضعوا فيها حامية مكونة من ( 2200 جندي ) بقيادة ( دون آلفاروا دي ساندي ) .


    - الجبهة العثمانية -

    - في نفس الوقت عاد ( قلج علي ) مع سفينتين حربيتين إلى طرغود ، وفي إثره قام بيالة باشا بتجهيز الأسطول حتى يلحق بالأسبان قبل أن يحاصره طرابلس الغرب .

    - عندما علم الأسبان بتحرك الأسطول العثماني آثروا انتظاره في جربة .

    - خط سير الأسطول العثماني / انطلق بيالة باشا وبرفقته 120 سفينة حربية فضم إليه في الطريق 6 سفن حربية و24 سفينة نقل ، في نفس الوقت أمر بيالة باشا كل من طرغود باشا في طرابلس ، وحسن باشا ( بربروس ) في الجزائر أن يكونا على استعداد .


    - في خلال 25 يوما وصل بيالة باشا إلى جربة ورسى على بعد ثلاثة أميال منها والتقى هناك بأمراء البحار وكان عمره وقتها ( 45 سنة ) .

    - تم عقد مجلس بين أمراء البحر ، وتم الاتفاق على تطبيق خطة بربروس التي استعملها في ( بروزة ) .


    - التشكيل العثماني –

    - الجناح . - تحت قيادة أمير لواء أزميد البحري ( أولوج علي ) .
    - الاحتياط . - تحت قيادة سيدي علي رئيس ( البالغ من العمر 53 سنة ) .
    - الأساطيل الخفيفة . - تحت قيادة أمير لواء ميدللي قرقود أوغلو الدين مصطفى رئيس ( قائد الأسطول في عهد القانوني في حملته على رودس منذ 39 سنة ) .
    - اللواء البحري غضنفر رئيس .
    - قرقود أوغللو أحمد رئيس أمير لواء ( كارسي ) .
    - كان عمر طرغود باشا آنذاك ( 75 سنة ) .


    - المعركة -

    - جرت معركة جربة بعد بروزة بـ 21 سنة و7 أشهر و16 يوما ، في يوم ( 14 مايو 1560م – رمضان 967هـ ) ، بالقرب من جزيرة جربة .

    - التقى الطرفين ( المسلمين العثمانيين – أسطول التحالف الصليبي ) في معركة ضارية حامية الوطيس ، أظهر فيها الطرفين صبر وشدة وفداء ، ولكن ما هي إلا عدة ساعات حتى هزم المسلمون النصارى الحاقدين هزيمة ساحقة ماحقة .




    - خسائر النصارى الصليبيين -

    - هلك ما يقرب من 20 ألف جندي صليبي ، ما بين قتيل وغريق وأسير من إجمالي 30 ألف مقاتل ، غير الجدافة .

    - غرق حوالي 70 سفينة صليبية .

    - أسر العثمانيون 21 سفينة حربية ، و26 سفينة نقل وأصابوا بقية السفن الأخرى .


    - خسائر العثمانيون –

    - لم يخسر العثمانيون في هذه الملحمة أقل من 1000 مجاهد وبضع سفن قليلة .
    - عندما وصل طرغود باشا إلى موقع المعركة وجد المعركة قد انتهت ، فلم يهدا الوحش الضاري إلا وقد قام بمطاردة فلول الأسطول النصراني في البحر لمدة يومين بـ 12 سفينة حربية فقط ، وكانت هذه المطاردات ناجحة جدا .


    * جربة في التاريخ *

    - تعتبر احد اكبر وأبرز المعارك الحربية البحرية في التاريخ العالمي .
    - تعتبر اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة
    سطرها ببطولة وفداء
    وتضحية وبلاء
    وعظمة وكبرياء
    وغيرة وانتماء
    المسلمون العثمانيون الأبطال

    لله درهم وجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا إلى أبد الدهر وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا والله اكبر والعزة للإسلام والمسلمين والذلة والمهانة والصغار لكل أعداء الدين


    * دوريا أسطورة البحرية الصليبية يموت غما وكمدا بعد الهزيمة الساحقة *

    - سيخلد التاريخ كيف أن ( أندريا دوريا ) فخر البحرية الصليبية في القرن السادس عشر كان وعمره ( 94 ) سنة في قصره الكائن بجنوة ينتظر خبر انتصار ابن أخيه الصغير ، وعندما علم بخبر الهزيمة الساحقة التي مني بها أسطول الشيطان على يد أسطول الرحمن بات طريح الفراش من فوره حتى مات من الغم والحزن في ( 25 نوفمبر 1560م – 968هـ ) . ذكرني هذا الموقف بمقولة رستم قائد الفرس في الفاروق ( أكل عمر كبدي ، أكل الله كبده ) .



    * معركة جربة البرية ( القلعة ) *

    - توطئة –

    - قدمنا في كلامنا السالف ذكره أن النصارى قاموا ببناء قلعة حصينة في جربة وتركوا بها حامية من الجنود ، فلما انتهت المعركة البحرية لجأت فلول الفارين إلى القلعة وانضموا إلى الحامية وبلغ عددهم 8800 شخص بقيادة ( دون آلفاروا ) الذي أرسل إليه فيليب الثاني ملك إسبانيا رسالة مفادها عدم ترك القلعة حتى يموت آخر رجل منهم .

    حصن الغازي مصطفى بتونس

    - المعركة -
    - قام بيالة باشا ووحش البحار طرغود باشا بمحاصرة قلعة جربة بـ 14 ألف جندي من البر والبحر ، وظل الحصار 63 يوما قدم فيها العثمانيون 1000 شهيد أكثرهم من الضباط .


    - أطلق العثمانيون خلال هذه المدة 12 ألف طلقة مدفع ، وأكثر من 40 ألف سهم .

    - تجلت وظهرت في هذه المعركة شجاعة وبطولة وحش البحار المسلم (قلج علي ) التلميذ النجيب لوحش البحار الضاري طرغود باشا رحمة الله عليهم جميعا وجميع أبطال وعلماء وسادات المسلمين .


    - ظلت المعارك دائرة حتى استطاع العثمانيون إبادة حامية القلعة إبادة تامة ( تحقيقا وبرا بكلام فليب الثاني – بدون تعليق - ) والاستيلاء على القلعة في (30 يوليو 1560م -968هـ ) ، وتم أسر قائدها ( دون آلفاروا ) وتم إرساله إلى استانبول ومعه عدد كبير من أمراء البحر والجنرالات الذين أسروا في هذه المعركة الخالدة .


    - برج الجماجم / برج الرؤوس –
    - بعد النصر الكبير والفتح المبين قام طرغود ببناء برج من عظام وجماجم جثث الأسبان ليظل شاهدا على الهزيمة التي مني بها الصليبيون الحاقدون ، ولكي يذكرهم في كل وقت وفي كل حين وفوق أي أرض وتحت أي سماء بعاقبة من يقاتل المسلمون ويعتدي على مقدساتهم وديارهم ( فلا نامت أعين الجبناء ) .
    - أقيم هذا البرج على الساحل الشمالي حذو برج الغازي مصطفى ،

    برج الجماجم


    - وتم هدم هذا المعلم في سنة ( 1265هـ - 1848م ) و ذلك عندما طلبت الطائفة النصرانية بجربة من باي تونس أنيسمح لهم باستخراج عظام و جماجم الجنود المسيحيين و دفنهم و تم استبدالالهيكل القديم بالنصب التذكاري.


    - ما بعد جربــــــــة -
    - بعد الانتصار المؤزر في جربة قدم كل من بيالة باشا وطرغود باشا إلى طرابلس بعد تحصين قلعة جربة ، فمكثا فيها 3 أيام وغادرا سويا في 10 أغسطس من نفس العام .

    - احتفل الأسطول بعيد الأضحى في ( بروزة ) ووصل الأسطول إلى استانبول في ( 27 سبتمبر سنة 1560م -968هـ ) ،وكان يوما مشهودا تكدس فيه الشعب على السواحل للترحيب بالأسطول ، وكان السلطان مع الوزراء والسفراء الأجانب في قصر المراسم فقام الأسطول بتحية السلطان بإطلاق نيران مدافعه .


    - قام بيالة في ذكرى المعركة ولمدة 3 سنوات متتالية بالخروج بالأسطول العثماني والقيام بعرض له ورفع الراية ( وذلك من باب قوله تعالى " ترهبون به عدو الله وعدوكم " ) .


    - كان الذي ينوب عن الوحش الضاري في ( طرابلس ) أثناء خروجه للحملات وفي استانبول ( محمد باشا ) الذي قام بهذا الواجب مدة سنتين و7 أشهر .


    * حملة مالطا الكبرى * واستشهاد وحش البحار الضاري في ملحمة خالدة سطرها بأعظم التضحيات ، وكتبها بمداد من دمائه الشريفة *

    - مالطا –

    - مالطا دولة أوروبية، وهي عبارة عن ثلاث جزر صغيرة تقع في البحر المتوسط، ومكتظة سكانيا جنوب صقلية في إيطاليا وإلى الشمال من تونس وليبيا. يطلق عليها البعض لقب "سويسرا البحر المتوسط". تقع مالطة جغرافياً ضمن قارة أفريقيا، لكنها سياسياً تقع ضمن قارة أوروبا.

    - البلاد تتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي: مالطة ،غودش وكمونة، وجزر غير مسكونة .

    - تعد مالطا نقطة إستراتيجية هامة في البحر المتوسط تيسر لمن سيطر عليها سهولة التنقل في البحر المتوسط والسيطرة على الملاحة فيه لموقعها المتميز والاستراتيجي الهام .



    - مالطا وفرسان ( رودس ) –

    - تعد طائفة فرسان رودس من أعتى الطوائف الصليبية كرها للإسلام والمسلمين ، وتاريخ الحروب والحملات الصليبية على المشرق الإسلامي يذخر بدمويتهم ووحشيتهم مع المسلمين .

    - كان معقلهم في جزيرة رودس ذات الموقع الجغرافي والاستراتيجي الممتاز والتي لطالما حاول المسلمون منذ ركوبهم البحر السيطرة دون جدوى ، حتى يسر الله ( عز وجل ) فتح الجزيرة على أيدي القانوني القائد في سنة (929هـ - 1522م ) بعد حصار شاق وطويل .

    - قام القانوني بإجلائهم عن رودس فظلوا يتنقلون بين العديد من المدن حتى أنعم عليهم طاغوت النصرانية ( شارل كوينت ) بجزيرة مالطا وجوزو الملاصقة لها لتكون مقرا لهم تقديرا لما قدموه من عظيم خدمات للنصرانية ( قتل وتشريد وذبح المسلمين وأكل جثثهم ) .



    قلعة الفرسان بجزيرة رودس

    * طرغد باشا & لافاليت *

    - كان الأستاذ الأعظم (كبير الفرسان / الجراند ماستر ) لطائفة الفرسان في تلك الفترة فرنسي من إقليم بروفانس اسمه (جان دي لافاليت) ، انتسب على طائفة الفرسان عام ( 921هـ - 1515م ) وعمره 15 عاما .


    - كان موجودا عند فتح القانوني لرودس سنة (929هـ - 1522م ) ، وكذلك عند الانتقال إلى مالطا في سنة (937هـ - 1530م ) .

    - أسره العثمانيون في إحدى المعارك البحرية ، فعمل كأحد جدافة النصارى لسنوات عديدة في سفينة ( عبد الرحمن رئيس ) ، ثم تخلص من الأسر .
    - أوقف حياته لقتال طرغود باشا ، وكان يجيد التكلم بخمس لغات أوروبية هذا بالإضافة لإجادته التركية والقليل من العربية .

    - في ( 17 أغسطس 1557م – 965هـ ) تم انتخابه أستاذا أعظم لطائفة الفرسان .

    لافليت


    - لافاليت & العثمانيون -

    - كانت جزر ( ليونسا – لامبادوسا ) ، بالإضافة لجزيرة ( جوزو ) تحت نفوذ الأتراك مدة طويلة . ورغم جهود لافاليت إلا انه لم يتمكن من إخراجهم من هذه الجزيرة الصغيرة .

    - تنبأ لافاليت منذ سنوات بأن العثمانيون إن عاجلا وآجلا أن يقوموا بحملة كبرى على مالطا ، من أجل ذلك فقد قام بتجهيز الجزيرة بتحصينات تفوق تحصينات رودس وسدود وأنفاق يتاه فيها بحيث جعل من الجزيرة عش صقر داخل صخور .


    - قام لافاليت الذي أرهقته الأساطيل العثمانية بالغارات المستمرة في كل سنة – إسبانيا قائلا : " إن هذه الصخرة لا تستأهل كل هذه التضحية ، وأنه يجب إخلاؤها وتركها على شكل تلال صخرية ليحتلها الأتراك ... " وأن يأخذوا جزيرة كورسيكا الأفضل صيانة في الشمال . وافق فيليب لكن جمهورية جنوة استرحمت الملك فعدل عن قراره ، فلم يكن على لافاليت بعد ذلك سوى الدفاع عن مالطا بأي ثمن .


    - تسليح العثمانيون -

    - القوات البحرية بقيادة ( بيالة باشا ) ، وتتكون من :

    130 سفينة كبيرة وسفينة حرب .
    11 كاليون ( سفينة حرب شراعية ) .
    3 سفن من نوع قرة مرسل .
    50 سفينة نقل

    - القوات البرية بقيادة ( مصطفى باشا ) ، وتتكون من :

    1300 جندي بحري .
    16 ألف جندي مشاة . ( 4500 انكشاري – 3500 سباهي روملي – 8000 أناضولي ) .
    175 مدفع حصار .
    20 ألف قنطار بارود .
    40 ألف طلقة .
    10 آلاف معول .
    10 آلاف مجرف ومهمات أخرى تعادلها في العدد .



    * بداية الحملة *
    - تحرك الأسطول العثماني من استانبول في ( 1 إبريل 1565م – 973هـ ) ، بعد أن حيا قبر ( خير الدين بربروس ) بمدافعه .

    - وصل الأسطول في 19 إبريل ، وأنزل في الجزيرة خلال يومين 20 ألف جندي بعد قيام ( صالح باشا وابنه محمد باشا ) استطلاعا من البحر لمعرفة أحوال الجزيرة في وقت سابق لوقت الحملة .

    - كان مصطفى باشا وعمره 70 سنة ، هو ابن عم السلطان سليمان ، لا يفهم في الأمور البحرية ، مغرور عنيد ، لكنه كان عسكريا بطلا برتبة مشير ، لم ينسجم معه بيالة باشا ، ولا مع طرغود الذي عين مستشارا له من قبل الديوان العالي الذي أمره بعدم الحيدة عن أوامر مصطفى باشا . ( وعدم الانسجام بين القادة كان سبب رئيسي في فشل الحملة وسيتضح لنا ذلك في السطور القادمة ) .


    - كان لدى ( لافاليت ) 10.650 مقاتل كانوا يعتبرون وقتها أجود محاربي نصارى أوروبا ، هذا بالإضافة لاعتماده على الشعب الذي يستتر وراء الصخور ويدافع .


    - جاء نتيجة تأخر قدوم طرغود باشا وانضمامه إلى القوات العثمانية ( كان معه 23 سفينة حربية – 2110 جندي من مشاة البحرية ) وحالة بيالة النفسية الغير هادئة إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فدرات معارك دموية استبسل فيها الطرفين حتى آخر رمق وقاتل فيها العثمانيون بضراوة .




    * وسقط الوحش عن عمر يناهز الـ 80 عاما في الصفوف الأمامية للمجاهدين لله دره *

    - أدى تأخر وصول طرغود باشا وحالة بيالة باش النفسية الغير هادئة ، إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فجرى قتال دموي بين الفريقين ، وفي الهجوم السادس أصيب طرغود باشا بشظية في رأسه ، وجرح بصورة بالغة ، واصطبغت لحيته البيضاء بلون احمر قاني . وقيل ( أصابته رحمه الله كورة قيل لم يصبه جسمها وإنما أصابه حرها – فنزل من حلقه دم كثير حتى استفرغ فمات ، وقيل أصاب جسمها جوفه فقطعت أمعاءه فدفنت هنالك ) .



    - جاء في الحال كل من مصطفى باشا ، وأقرب صديق له ( محمد باشا بن صالح رئيس رحمه الله ) ، وتلميذه المحبوب ( قلج علي ) ، فتلا مصطفى بشا بعض آيات القرآن الكريم ، وما هي إلا عدة ساعات حتى أفضى إلى جوار ربه وحش البحار الذي لطالما جاب البحر المتوسط ذهابا وإيابا طيلة عمره مجاهدا غازيا في سبيل الله عن عمر يناهز الـ 80 سنة لله دره .

    - تقرر نقله ودفنه في طرابلس التي خلصها هو وتلميذه ( قلج علي ) من ظلم النصارى الحاقدين فدفن بها وقبره الآن بمقربة من البحر بإزاء مسجده الذي ابتناه بها ( وسبحان الله يكون قبره بجانب البحر مثل خير الدين رحمه الله ، فهو قد عاش فيه طوال حياته وها هو يدفن بجانبه ) .


    قبر طرغود باشا بطرابلس

    - سمي الموضع الذي استشهد فيه طرغود حاليا باسم ( point dragut ) رأس طرغود . كانت الطلقات التي أطلقت على قلعة مالطا خلال الحصار وما يمثالها من الحاجيات التذكارية ، يلتقطها السياح منن الأرض ويأخذونها معهم للذكرى .

    - ظلت المعارك دائرة وسقطت قلعة ( سانت إيلمو ) ، وبرج ( كاستيلا ) ولكن الإمدادات الأوروبية بدأت ترد على مالطا دون توقف وخسر العثمانيون خسائر فادحة أدت في النهاية إلى رفع الحصار بعد خسارة المسلمون لـ ( 800 مجاهد ) بين شهيد وجريح ومريض وأسير ، وبالرغم من رفع الحصار ورجوع الأسطول العثماني الإسلامي إلا أنهم لم يرحلوا إلا بعد أن قتلوا ( 8500 جندي نصراني – 260 فارس من فرسان مالطا من جملتهم البالغة 500 كلهم من الأشراف ) .


    - رميت الجزيرة بـ ( 80 ألف طلقة مدفع ) ، وامتلأت كافة أطراف الجزيرة بأكوام الرماد . فبدأ ( لافاليت ) الإعمار من جديد واشترك 3000 عامل في البناء فبنى مدينة ( لافاليتا عاصمة مالطا الحالية ) الموجودة حاليا وتقع بجانب مدينة العربية التي بناها العرب قديما .




    * طرغود في التاريــــخ *

    توفى خير الدين بربروس ولم تعدم الدولة العثمانية بعده من يقود سفنها البحرية وألويتها إلى طريق النصر ومن يحفظ لها كرامتها في البحر الأبيض المتوسط ، فقد ظهر طرغود في هذا الحوض مظهرا كل يوم صنوفا من المقدرة الحربية والبسالة النادرة ويكتب صفحات خالدة له في تاريخ البحرية

    سيذكر التاريخ كيف أن طرغود باشا من الذين صدق فيهم قوول القائل باع الثمين بلا ثمن ، فقد مضى مجاهدا طوال عمره مرابطا في البحر ، في أي وقت وفي أي مكان تجده يهب لنجدة المسلمين وتلبية صرخات استغاثاتهم ، وكان دائما مبغضا للكفر وأهله
    شوكة توجع ظهورهم
    وغصة تمزق حلوقهم
    لله دره من مجاهد ، ولله دره من بطل

    فقد كانت قصت حياته أسطورة نتحاكى بها نحن المسلمون
    أسطورة كأساطير قادة المسلمين العظام
    كخالد ومسلمة وغيرهم كثير
    جزاه الله عنا وعنا الإسلام خير الجزاء
    رحمة الله عليه وعلى شهداء وسادات وقادات الإسلام
    والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين


    تمثال لطرغود باشا فى اسطنبول



    أولئك آبائى فجئنى بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ


    * خـاتـمـــــــــة *

    إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله
    مجد وفخار
    وعزة وكرامة
    ومنعة وسؤدد وبطولة
    وفداء وشجاعة
    وإقدام وشهامة
    ومرؤة وكرم
    وعطف وبر
    وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا
    اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
    اللهم أذل الشرك والمشركين
    اللهم عليك بمن حارب الدين
    اللهم استعملنا لنصرة لدينك
    اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك
    آميييييييييييين

    منقول من http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=156868







  2. #12

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    ممتاز يا أخي الفاضل فيتو........ موضوعك جميل جد لكن المشكلة انه طويل اوي! رحم الله هؤلاء الابطال جميعا.... ولكن انا أختلف معك فى شخصية الحاجب المنصور... لي عودة للتوضيح ان شاء الله.. وأضافة بعض الشخصيات فى موضوعك المتميز..
    اختي الفاضلة معذرة فلم الاحظ مشاركتك ويسعدني ويشرفني كثيرا مرورك على موضوعي ويسعدني ان اجد من يتابع عملي ويدقق فيه
    ارجو منك التوضيح بخصوص الحاجب المنصور حتى يتسنى لي التعديل




    يتم التحضير الان لبطل آخر....







  3. #13

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    نعود مرة اخرى مع الدولة العثمانية تلك الدولة التي لقيت محاولات تشويه كثيرة من قبل محرفي التاريخ الذين اوهموا العرب بان تلك الدولة الابية كانت تسلب ثرواتهم وتقهرهم حتى انطلت الحيلة على العرب فقرروا القيام بالثورات المسماه زورا بالعربية ولاكنها في الاصل ثورات انجلوفرنسية
    بطلنا الان هو من يعرف ب"يلديرم"
    ولكن ما معنى يلدريم ؟ هذا ما سنعرفه الان

    يتبع.........







  4. #14

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    اتسمت الدولة العثمانية بكثرة الفتوحات مثلها مثل الدولة الأموية , فاتسعت الدولة العثمانية حتى امتدت أراضيها فى ثلاث قارات وكانت معظم فتوحاتها فى أوروبا فوصلت جيوش المسلمين فى عمق أوروبا حتى أسوار فيينا !!
    وكان من سلاطين الدولة العثمانية العظام سلطان عرف بسلطان الروم وصاعقة الإسلام والفاتح الكبير والمجاهد العظيم ,كان علما من أعلام الجهاد , الذى بلغت الدولة فى عهده من العزة والمجد ماذكر المسلمين بأيام الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم , فهو صاحب النصر فى معركة نيكوبولس التى كانت من أيام المسلمين الخالدة !!

    انه.............

    السلطان بايزيد الأول ..... صاعقة الإسلام !!


    نبدأ باسم الله وبه الثقة وعليه التكلان :

    هو رابع سلاطين الدولة العثمانية , وُلد سنة 761هـ وبُويع له فى ميدان الحرب بعد استشهاد أبيه السلطان مراد الأول فى المعركة – معركة "قوصوة" -كوسوفو – وأصبح سلطانا على ماتحته من البلاد سنة 791هـ وهو ابن ثلاثون سنة . هكذا كانت البداية .... فى ميدان الحرب !!

    كان السلطان بايزيد الأول محبا للجهاد معزا لدين الله مذلا للكفار وأعوانهم محطما هامات المتكبرين ومدمرا لأعداء الله وكان على قدر كبير من الشجاعة, ومن أقوى السلاطين بأساً ,جرد الدولة البيزنطية من جميع ممتلاكاتها إلا العاصمة القسطنطينية وضرب حولها حصارا شديدا حتى كادت أن تفتح على يديه وانتظر العالم الإسلامى والمسيحى سقوط القسطنطينية بين ساعة وأخرى حتى حدث مالم يكن فى الحسبان كما سيأتى .


    كان مجرد ذكر اسم "بايزيد" كافيا أن يوقع الرعب فى نفوس المسيحين فى أوربا عموما وأهل القسطنطينية خاصة !! , كانت ترتجف منه ملوك أوروبا رعبا !! , وكان رحمه الله سريعا فى انقضاضه على أعدائه حتى لقبوه "يلديرم" أى "الصاعقة" وظل هذا الإسم يرعب جميع أوروبا !!

    كان عادلا حازما يحب العلماء ويقربهم ويعظم شأنهم وكان شديد التواضع مع ما جمع الله له من الهيبة والمك والقوة , فأتى بذلك أمر نادرا ما نجده فى سلاطين المسلمين أو خلفائهم وله فى ذلك القصة الشهيرة .


    قصة لها دلالتها :-

    إننا الآن فى ساحة المحكمة وتم استدعاء السلطان بايزيد الأول للإدلاء بشهادته فى أمر ما !! , وهل جاء السلطان أم اعتذر ؟؟

    هاهو السلطان بايزيد الأول يقف أمام القاضى الإمام "شمس الدين فناري" فى تواضع شديد , لكن ينظر اليه القاضى ثم يقول " هذا الرجل لا تقبل شهادته , لأنه لا يحضر صلاة الجماعة مع المسلمين فى المسجد ومن لا يصلى فى جماعة دون عذر شرعى ممكن له أن يكذب فى شهادته !! "

    ياالهى !! . نزلت كلمات القاضى على الحاضرين كالصاعقة ومسك الجنود قبضات السيوف وانتظروا اشارة واحدة من السلطان لتطير عنق القاضى فى لحظة , لكن ..........

    أومأ السلطان بايزيد برأسه فى تواضع شديد ثم خرج , وفى نفس الوقت أمر ببنا مسجد ملاصق لقصره كى يحضر مع المسلمين صلاة الجماعة !!

    هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين

    بالله عليكم هل سمعتم بسلطان رُفضت شهادته !! , الا يذكركم هذا السلطان بالفاروق عمر بن الخطاب !!!!


    عندما جلس السلطان بايزيد الأول على كرسى السلطنة كانت الأناضول يحكمها مثل ملوك الطوائف , واستطاع بايزيد الأول أن يوحد الأناضول كلها تحت إمرته بسرعة ومهارة حربية عجيبة أذهلت المسيحين فى أوروبا , وبعدما توحدت الأناضول ابتدأ جهاده ضد الإمبراطورية البيزنطية وبالفعل قضى على شوكتهم ووهن كيدهم وسلب بلادهم وضمها للدولة العثمانية , فأصبحت القسطنطينية محاطة من كل جانب بالدولة العثمانية .

    ولم يكتفى السلطان بايزيد الأول بذلك , بل واصل جهاده حتى فتح بلغاريا والبوسنة والأفلاق – جنوب رومانيا –ومعظم بلاد أوربا الشرقية !! وقاتل الصرب وانتصر عليهم وأرغم ملك الصرب أن يدفع له جزية سنوية وبناء مساجد ومحاكم إسلامية !! .


    موقف من مواقف العزة :-

    وبلغت عزة المسلمين أيام السلطان بايزيد مبلغا عظيما ذكرتهم بأيام الصحابة والرعيل الأول من المسلمين ومن تلك المواقف التى بلغت فيها عزة المسلمين مبلغا عظيما , يوم ان تولى الإمبراطور "مانويل" عرش القسطنطينية وفكر فقط فى مقاومة المسلمين !! , فماذا فعل السلطان بايزيد ؟

    فرض السلطان بايزيد الأول عدة شروط على "مانويل" إمبراطور بيزتطة وتلك الشروط هى :

    1- إنشاء محكمة إسلامية وتعيين قضاه مسلمين بها للفصل في شئون الرعية المسلمة بها.
    2- بناء مسجد كبير بها والدعاء فيه للخليفة العباسي بمصر ثم السلطان بايزيد وذلك يوم الجمعة.
    3- تخصيص 700 منزل داخل المدينة للجالية المسلمة بها.
    4- زيادة الجزية المفروضة على الدولة البيزنطية.
    5- ترك حامية إسلامية تتكون من 6000 جندى بحى جالاتا بحذاء الشواطىء الشمالية للقرن الذهبى
    6- فرض رسوم جديدة على مزارع الكروم والفاكهة خارج أسوار القسطنطينية



    ودوّت صيحات الله أكبر فى جنبات القسطنطينية لأول مرة فى عهد الصاعقة بايزيد الأول , ولم ينتهى المشهد بعد , فقد ظل الإمبراطور مانويل معظم السنة الأولى من حكمه فى خدمة السلطان بايزيد وظل فى معسكر السلطان !! , الى أن سمح له بالرجوع الى القسطنطينية , ولكنه حذره قائلاً :

    ( إذا أردت أن تنفذ أوامرى , إغلق عليك أبواب مدينتك , واحكم داخلها , فكل ماوراء الأسوار ملك لى )

    انظروا أيها السادة الى عزة المسلمين وقتها !!!

    الأمر الذى أرعب المماك المسيحية فى أوربا والذى أدى الى إعلان البابا بونيفاس التاسع الحرب الصليبية على الدولة العثمانية والسلطان بايزيد ومنح غفرانه لجميع المسيحين الذين سيقاتلون فى تلك الحملة لإنقاذ المجر والممالك المسيحية فى أوروبا .


    معركة نيكوبولس 800 هـ :-

    اجتمع لدعو البابا 15 دولة أوروبية و معظم أمراء ودول أوروبا "المجر – النمسا - إنجلترا – فرنسا – البندقية – أسبانيا – إيطاليا – ألمانيا – رومانيا - سويسرا – بولنده" , ومنذ قيام الحملة الصليبية الأولى فى بداية القرن الحادى عشر الميلادى لم تجتمع هذه الأعداد الضخمة , فكانت من أخطر الحملات الصليبية على الإسلام على الإطلاق .


    وكان قيادة تلك الجيوش لملك المجر "سيجسومند" , وافتخر المسيحين بالقوات الكثيفة التى تم حشدها حتى تملكهم الغرور حتى ان الملك "سيجسموند" قال فى علياء " لو سقطت علينا السماء لأمسكناها بحرابنا " , واجتمعت الجيوش فى "بودا" عاصمة المجر وانعقد مجلس الحرب فى صيف عام 1396 م لرسم الخطط ووضع التكتيكات الحربية .

    وبدأ هجوم الجيوش الصليبية نحو بلغاريا واستعادوا بعض المدن وأبادوا الحامية الإسلامية فيها , الأمر الذى أدى الى ترك السلطان بايزيد محاصرة القسطنطينية وتوجه نحو أوروبا فى سرعته المعهودة وجمع مائة ألف مقاتل بالإضافة الى قوات ضخمة أمده بها ملك الصرب رغما عنه حسب الإتفاقية التى بينهما , وتقابل الفريقين فى منطقة نيكوبولس .

    قبل بداية المعركة اقترح الملك "سجسموند" ان يتخد وضعية الدفاع , لكن خالفه باقى الأمراء فى الجيش واقترحوا مهاجمة العثمانيين والتوغل فى الأناضول والتوجه بعدها الى بلاد الشام وبيت المقدس !! .

    وبالفعل أثناء مسير القوات الصليبية الضخمة وتقدمهم ظهرت فجأة الجيوش الإسلامية بقيادة "الصاعقة" كأنها خرجت من باطن الأرض وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين وبدأت المعركة التى تعد من أشرس معارك التاريخ , وقاتل المسلمون يومها قتال من لا يخشى الموت , وأنزل الله على المسلمين الرحمة والسكينة وأيدهم بجند من عنده , فقذف فى قلوب الذين كفروا الرعب , وانتهت المعركة بنصر مبين للمسلمين ذكرهم بأيام المسلمين الأولى بدر واليرموك .

    وعلى الرغم من القضاء على القوات الصليبية إلا أن السلطان بايزيد انزعج لكثرة قتلى المسلمين فى المعركة التى قدرت بثلاثين ألف 30.000 قتيل !!! , وتذكر السلطان بايزيد مافعله الصليبيون بالحاميات الإسلامية فى بلغاريا والمجر , فأمر السلطان بايزيد بقتل الأسرى كلهم 3000 أسير وفى رواية أخرى 10.000 عشرة آلاف, ولم يبق إلا أكابر وعلية القوم للحصول على فدية ضخمة منهم .



    موقف من مواقف العزة :-

    وممن وقع فى الأسر "الكونت دى نيفر" بنفسه أحد أكبر الأمراء فى الجيش الصليبى , الذى أقسم بأغلظ الأيمان ألا يعود لمحاربة المسلمين وكاد أن يقبل قدم السلطان , لكن كان الرد السلطان بايزيد الأول المعتز بدينه , أن قال له :

    (إنى أجيز لك ألا تحفظ هذا اليمين فأنت فى حل من الرجوع الى محاربتى وقت ما شئت ) ثم استطرد قائلاً كلمته الشهيرة التى خلدها له التاريخ وكتبها من حروف من ذهب :

    ( إذ انه ما من شيىء أحب الىّ من محاربة جميع مسيحى أوروبا والإنتصار عليهم )



    نزل الخبر على مسيحى أوروبا مثل الصاعقة , وانتظر المسيحيون سقوط الممالك المسيحية واحدة تلو الأخرى فى قبضة السلطان بايزيد .وعلى النقيض أرسل السلطان بايزيد الرسائل الى ملوك وسلاطين المسلمين فى القاهرة وبغداد وبلاد ماوراء النهر ومعها بعض الأسرى كدليل مادى على النصر المبين , وخلع عليه الخليفة فى القاهرة أبو عبد الله محمد بن المعتضد المتوكل على الله لقب "سلطان الروم" فأضاف بذلك شرعية جهاده ضد المسيحين فى أوروبا , وأهدى أمير بخارى سيفا للسلطان بايزيد فى سبيل الهدية والتكريم , وعلقت الزينة فى البلاد الإسلامية فرحا بذلك النصر المبين واتجهت أنظار المسلمين الى تلك الدولة التى أيد الله جهادها بالنصر على أعدائها وارتحل كثير من شباب المسلمين الى الأناضول ليكونوا تحت إمرة السلطان بايزيد فى جهاده ضد الروم مسيحى أوروبا .

    وتعتبر معركة نيكوبولس بالنسبة للمسيحين أعظم كارثة على الإطلاق فى العصور الوسطى , وبلغ السلطان بايزيد قمة مجده بعد تلك المعركة . وفى نشوة الفرح والإنتصار أعلن السلطان " أنه سيفتح إيطاليا بإذن الله وسيطعم حصانه الشعير على مذبح كنيسة القديس بطرس فى روما " !!

    أى رجل كان !!! , ولكن الله قدر شيئا آخر .



    كارثة تيمورلنك :-

    ظهرت أثناء تلك الفترة قوة بشرية ضخمة يقودها رجل من أقسى الناس قلبا وأخبسهم عملاً , هو تيمورلنك الرافضى الخبيث الذى كان يدعى الإسلام ويظهر حبه الشديد لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم , استطاع هذا الرجل أن يؤسس إمبراطورية ضخمة مترامية الأطراف فضم بلاد ماوراء النهر وبلاد الشام والهند وموسكو وأسيا الصغرى !!

    وكان يؤمن أنه طالما يوجد فى السماء اله واحد فيجب أن يوجد فى الأرض ملك واحد , فكان يحلم بالسيطرة على العالم !!

    واستباح تيمورلنك بعض البلاد مثل حلب وبغداد وغيرها , فعمل فيها التخريب والقتل وكان يأخذ الصناع والحرفيين الى عاصمته "سمرقند" , ولم يستطع أحد أن يقوم فى وجه هذا الطاغية لعظمة جيوشه وأعدادها الضخمة التى لا نبالغ إذا قلنا أنها قاربت الى اكثر من مليون جندى !!


    وكان هذا الطاغية لربما يصنع أهرام من جماجم ضحاياه وعظامهم , فكان من أشد الناس ظلما وقهرا . وكان قبحه الله يصبغ حملاته تلك بصبغة دينية لتسهيل فتوحاته .

    مافرح ملوك أوروبا بشىء مثل فرحهم بظهور تيمورلنك الذى وجدوا فيه خلاصهم الوحيد من السلطان بايزيد الأول .

    ارتحل كثير من أمراء الأناضول الذين طردهم السلطان بايزيد الأول الى خدمة تيمورلنك واحتموا به , وبلغ ذلك إمبراطور بيزنطة وأمراء أوروبا فأرسلوا الى تيمورلنك يستنجدون به من السلطان بايزيد الأول وأوقدوا العداوة بينهما , وبالفعل طمع تيمورلنك فى أملاك الدولة العثمانية وبدأ بالهجوم على أطرافها فى آسيا الصغرى , وانضم اليه الأمراء الفارين من بايزيد الأول .
    الأمر الذى أزعج السلطان بايزيد جدا فصمم على ملاقاة هذا الطاغية وقتله وخصوصا بعد رسالة تيمورلنك الى السلطان بايزيد حيث أهانه ضمنيا حين ذكره بغموض أصل أسرته واستصغار شأنه ولكنه ختم الرسالة بأن عرض عليه العفو على إعتبار الخدمات الجليلة التى قام بها آل عثمان لخدمة الإسلام !!

    فصمم السلطان بايزيد على محاربة الطاغية تيمورلنك , ثم بعد ذلك يتفرغ الى فتح القسطنطينية الذى كان وشيكا جدا .



    معركة أنقرة 1402م :-

    فى عام 1400 م احتل تيمورلنك سيواس فى الأناضول وأباد حاميتها هناك التى كان يقوها أرطغرل بن السلطان بايزيد ولم يكتفى بذلك بل أخذ الفرسان وأحنى رؤسهم بين أرجلهم وألقاهم فى خنادق واسعة وردمهم بالتراب !!

    انزعج السلطان بايزيد جدا واستصوب رفع الحصار عن القسطنطينية وملاقاة هذا الطاغية . فاجتمع الجيشان فى سهل أنقرة عام 1402م- 19 ذى الحجة 804هـ - وكان جيش السلطان بايزيد حوالى 120.000 مقاتل وكان من قواد الجيش 5 من أولاد السلطان بايزيد هم ( محمد , مصطفى , سليمان , عيسى , موسى ) , وكانت قوات تيمورلنك كثيرة جدا حتى أن بعض الروايات تذكر أنها وصلت الى 800.000 مقاتل !!

    هذا بالإضافة الى وجود آلاف من التتر فى جيش بايزيد الأول وكان قد أرسل لهم تيمورلنك سرا كتابا يخبرهم بأن ينضموا اليه ويتركوا السلطان بايزيد وأخبرهم "نحن جنس واحد، وهؤلاء تركمان ندفعهم من بيننا،ويكون لكم الروم عوضهم" فأجابوه وواعدوه أنهم عند اللقاء يكونون معه !!

    عندما التقى الجيشين دخل الرعب الى قلوب جنود السلطان بايزيد من هول ما رأوه من عدد جنود تيمورلنك بالإضافة الى ما سمعوه عن معاملته الوحشية لأسرى الحرب ومما زاد بلائهم أن الجنود التتر الموجودين فى صفوفهم انضموا لصفوف تيمورلنك وكانوا 50.000 خمسين ألفا !!


    فكان مصير المعركة محدد سابقا , وبدأت معركة شرسة ضارية تشبه فى شدتها وضراوتها حروب هذا العصر لكن بإختلاف نوع الأسلحة المستخدمة !! , فانهزم جيش بايزيد الأول وبدأ الجنود فى الإنسحاب , أما بايزيد الأول لم ييأس وهو الذى تعود على النصر وهو الذى عُرف بالشجاعة والإقدام , فأخذ مجموعة من الفرسان من خواص رجاله وصعدوا على ربوة عالية ليكونوا فى موقع جيد للقتال ولكن قدر الله أن يقع السلطان بايزيد فى الأسر !!

    نعم , وقع السلطان بايزيد الأول فى الأسر عند تيمورلنك , واختلفت الروايات فى كيفية معاملة تيمورلنك للسلطان المجاهد العظيم بايزيد الأول , فمنهم من قال أنه اهانه ووضعه فى قفص وأخذ يطوف به البلاد , ومنهم من يقول أنه أكرمه وعظم شأنه , ولا ندرى حقيقة كيف عُومل السلطان المجاهد الصاعقة بايزيد الأول , لكن مع ما ثبت فى كتب التاريخ ما فعله تيمورلنك عند وفاة السلطان بايزيد الأول يدل لنا على أن تيمورلنك أحسن معاملة السلطان بايزيد فى أسره .


    بعد أسر السلطان بايزيد استباح تيمورلنك أملاك الدولة العثمانية لجنوده فخربوها وهدموا أكثر منشآتها !!


    وفاة الصاعقة ..... (15 شعبان عام 805هـ)

    أتدرون كيف مات السلطان المجاهد العظيم الصاعقة بايزيد الأول !!!

    مات السلطان بايزيد بعد ثمانية شهور كمدا فى أسره !! , فظل يرسف فى أغلاله حتى مات رحمه الله تعالى , لم يتحمل – رحمه الله – الذل والهوان والأسر , ولم لا وهو السلطان المجاهد العظيم الصاعقة الذى تعود على النصر والذى لم يركن الى الراحة يوما واحد وظل فى جهاد دام أكثر من 14 عاماً ووصلت جيوشه أماكن لم ترفع فيها راية للمسلمين من قبل , ورفع الآذان فى عهده فى القسطنطينية التى كادت أن تفتح على يديه . وهو السلطان الذى ارتعدت فرائص ملوك الروم عند ذكر اسمه !!

    وعندما مات السلطان بايزيد الأول سمح تيمورلنك ابنه الأمير موسى بأخذ جثمان أبيه ودفنه بجوار مسجده فى مدينة بروصة فى الأناضول وقبره بها مازال معلوما الى الآن .

    كانت الصدمة شديدة جدا على المسلمين فى أنحاء الأرض !! , حتى أن تيمورلنك قام بفتح بعض البلاد الساحلية الصليبية وانتزعها من ايدى فرسان القديس يوحنا محاولا بذلك أن يبرر موقفه أمام الرأى العام الإسلامى الذى اتهمه بأنه وجه ضربة قاضية وشديدة للإسلام حين قضى على الدولة العثمانية وقضى على السلطان المجاهد العظيم الصاعقة بايزيد الأول !!

    لكن أبى الله إلا أن يخلد ذكر الصاعقة بايزيد الأول ويأتى من نسله أبطال عظماء لطالما استمتعنا بقراءة سيرهم وبطولاتهم مثل محمد الثانى فاتح القسطنطينية !!

    هو محمد الفاتح بن مراد الثانى بن محمد جلبى بن السلطان بايزيد الأول !! .....ذرية بعضها من بعض !!

    مات السلطان بايزيد الأول وقد بلغ من العمر 44 عاماً !!




    وظلت سيرة السلطان بايزيد الأول وستظل دائما نورا ونبراسا يضىء لنا الدرب الى الجهاد والى نصرة دين الله




    قال الإمام الحافظ المحدث العلامة ابن حجر العسقلانى - رحمه الله - عن السلطان بايزيد الأول :

    - كان من أكبر ملوك الإسلام وأتمهم يقينا وأيمنهم نقيبة وأكثرهم غزوا فى بلاد الكفار , وكان ينكر ملوك عصره تقاعدهم عن الجهاد وأخذهم المكوس ....


    - وكان أبو يزيد بن عثمان - بايزيد الأول - من خيار ملوك الأرض , ولم يكن يلقب بلقب ولا أحد من آبائه وذريته , ولا دعى بسلطان ولا ملك , وإنما يُقال " الأمير" تارة و "خوند خان" تارة , وكان مهابا يحب العلم والعلماء ويكرم أهل القرآن ...


    - وكان يجلس بكرة النهار فى براح متسع , وتقف الناس بالبعد عنه بحيث يراهم , فمن كانت له ظلامة رفعها اليه فأزالها فى الحال ....


    - وكان الأمن فى بلاده فاشيا , بحيث يمر الرجل بالحمل مطروحا بالبضاعة فلا يتعرض له أحد !! ....


    هذه بعض الصور المتعلقة بالسلطان بايزيد الأول















  5. #15

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    يتبع مع بطل آخر.......







  6. #16
    مشرفة منتدى التاريخ
    الصورة الرمزية سوفانا
    سوفانا غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2403
    تاريخ التسجيل : 10 - 7 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,551
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر الاسلامية
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    بارك الله فيك يا اخي همتك عالية ماشاء الله

    سأذكر لك بأختصار شديد ما لا يعجبني فى شخصية الحاجب المنصور :-
    1- انه لم يتورع فى القتل للوصول الى اهدافه فى الحكم اما خارج نطاق الحكم فكان يهتم بشؤن العباد
    2- انه احدث دويا عظيما دون نتائج
    فرغم كل هذه المعارك الا انه لم يزد فى اراضى المسلمين شئ ملموس
    الا اعرف لماذا يذكرني هذا الرجل بالحجاج

    ولكن هذا لا يمنع انى احترمه وأقدر له ما قام به من اعمال




    إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
    و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
    و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
    أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
    و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ

  7. #17

    عضو مميز

    الطامعة في رضا الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2551
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 290
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : السعودية
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بارك الله فيك اخي
    موضوع رائع
    ولي عودة لقراءة باقي الابطال باذن الله تعالى





  8. #18
    الطامع في رحمة الله
    الصورة الرمزية ابوالسعودمحمود
    ابوالسعودمحمود غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2222
    تاريخ التسجيل : 31 - 5 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 68
    المشاركات : 8,532
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 16
    البلد : ارض الله
    الاهتمام : لن نسمح بالتطاول على أشرف الخلق التوحيد ""حق الله على العباد"", روعة القرآن دى بقى مش فاهمها
    الوظيفة : سائق
    معدل تقييم المستوى : 23

    افتراضي


    ماشاء الله جميل






  9. #19

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    اشكركم جزيل الشكر على المرور واعدكم ببطل اخر قريبا ان شاء الرحمن







  10. #20

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي


    محور حديثنا الان هو عن بطل من النوع النادر الذي ما ان يصل الى مسامعه ان هناك مسلم يحتاجه الا وهب الى مساعدته حتى لو في اقاصي الارض!

    امد الله بهعمر الاندلس بعد ان كانت على وشك السقوط

    انه......


    يوسف بن تاشفين

    هو يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تالاكاكين ( 1006 - 1106) ثاني ملوك المرابطين بعد عمه أو ابن عمه أبو بكر بن عمر. و اتخذ لقب "أمير المسلمين" اعظم ملك مسلم في وقته. اسس اول امبراطورية في الغرب الاسلامي من حدود تونس حتى غانا جنوبا و الاندلس شمالا و انقذ الاندلس من ضياع محقق و هو بطل معركة الزلاقة و قائدها. وحد وضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب ( 1090) بعدما استنجد به أمير أشبيلية.

    عرف بالتقشف و الزهد رغم اتساع امبراطوريته كان شجاعا و اسدا هسورا. قال "الذهبي" في "سير أعلام النبلاء": كان ابن تاشفين كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق... ووصفه "ابن الأثير" في "الكامل" بقوله: كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام...

    يوسف بن تاشفين (وقيام دولة المرابطين في المغرب )
    هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقنت المصالي الصنهاجي اللمتوني الحميري، أبو يعقوب. أمير المسلمين ومؤسس الدولة المرابطية، وأول من دعي بأمير المسلمين، وباني مدينة (مراكش). ولد في صحراء المغرب، ولما بلغ مرحلة الشباب ولاه عمه أبو بكر بن عمر اللمتوني إمارة البربر، وبايعه أشياخ المرابطين. ورث يوسف بن تاشفين عند تولية قيادة الحركة المرابطية في سنة 463هـ كل النتائج الإيجابية التي حققها قبله في المغرب عبد الله بن ياسين القائد الروحي للمرابطين، وأبو بكر بن عمر. فاتخذ من سجلماسة قاعدة جنوبية لدولته. وبفضله صارت مركز تجمع للصنهاجيين الصحراويين الجنوبيين، وخصوصا من قبائل لمتونة ومسوفة وجدالة، واهتم كذلك بمراكش وسهلها، فاتسع العمران فيها وأصبحت بالفعل عاصمة دولة كبيرة. لما جاء يوسف بن تاشفين تابع مسيرة أسلافه، فبدأ بمحاربة ما تبقى من بقايا المغراويين الزناتيين الذين كانوا يسودون من قبل هذه المنطقة ومن فيها من الصنهاجيين، فمد سلطانه إلى تادلا ووصل إلى أبواب ريف تامسنا وجبال الريف الجنوبية التي كانت موطن البرغواطيين. كما حارب الزناتيين الذين كانوا يسيطرون على حوض وادي سبو. وبهذا امتد سلطان المرابطين فشمل جبال الريف وريف تامسنا ووصل إلى طنجة، وقد اجتهد يوسف أثناء حربه تلك في القضاء على كل الفرق الضالة، وخاصة منها الفرقة البرغواطية، فمحا معالمها وأرسى قواعد الإسلام الصحيحة. وكان هذا العمل الذي قام به ابن تاشفين استمرارا للعمل الذي قام به الأدارسة في سبيل نشر الإسلام السني الصحيح في المغرب الأقصى. بعد ذلك، دخل يوسف بن تاشفين مدينة فاس، فأقدم فيها على إصلاحات هامة، وجعلها مدينة واحدة بعد أن كانت مدينتين، وأدار عليها سورا حصينا، وأكثر فيها من بناء المساجد... كما نجح يوسف بن تاشفين بعد ذلك في التغلب على كل القبائل صاحبة السلطان في هذه النواحي، وخاصة غمارة ومكناسة وغياثة وبني مكود.. ودخل في طاعته شيوخ القبائل في ناحية تلمسان، ثم مد يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين حتى مدينة الجزائر. عقب ذلك تمكن من الاستيلاء على سبتة وطنجة.. وبذلك يكون يوسف قد وحد المغرب الأقصى كله تحت سلطانه من سجلماسة إلى طنجة، بل وصل بحدوده إلى تلمسان والجزائر، وهذه هي المرة الأولى التي يتوحد فيها المغرب الأقصى وجزء كبير من المغرب الأوسط تحت إمرة واحدة. وهكذا أسس دولة كبرى امتدت حدودها بين إفريقية والمحيط الأطلسي، وما بين البحر المتوسط إلى حدود السودان. ولهذا يعتبر يوسف بن تاشفين منشئ المغرب الأقصى الموحد وواضع أساس وحدة بلاد المغرب، وقد أكمل بذلك ما بدأ به الفاتحون العرب. اعتمد يوسف بن تاشفين في تنظيم دولته الواسعة على التنظيم القبلي، أي أنه اعتمد في إقرار الأمن وجباية الأموال على القبائل الصنهاجية السائدة في النواحي، واعتبرها مسؤولة عن ذلك، وأرسل لها القضاة، واجتهد في القضاء على كل محاولة للزناتيين في استعادة السلطان من أي ناحية من نواحي المغرب. وحرص يوسف بن تاشفين، إلى جانب ذلك، على نشر الإسلام السني الصحيح عن طريق الشيوخ والفقهاء الذين كان يرسلهم إلى منازل القبائل ويأمرهم ببناء المساجد والعناية بتحفيظ القرآن وتعلم اللغة العربية. وكانت العادة أن يعهد يوسف في حكومة النواحي وولاية المدن إلى رؤساء من القبائل الصنهاجية التي حملت عبء الدولة المرابطية وهي لمتونة ومسوفة وجدالة، ثم انضمت إليها لمطة وجزولة وتارجا وبعض القبائل الأقل أهمية. وكانت هذه الروح الجهادية العصب الحقيقي الذي استمدت منه الدولة المرابطية قوتها. وكان الانتصار الذي حققه يوسف بن تاشفين في معركة الزلاقة باعثا على مبايعة ملوك الأندلس وأمرائها له، وسموه أميرا للمسلمين، وقد أراد بعض أشياخ المرابطين أن يحملوه على اتخاذ لقب الخليفة فأبى واكتفى بلقب أمير المسلمين. عاد إلى مراكش بعد وقعة الزلاقة فجهز جيشا كبيرا، وفي سنة 481 هـ عبر ابن تاشفين للمرة الثانية البحر في اتجاه الأندلس، فتمكن من الاستيلاء على عدة مدن أبرزها غرناطة ومالقة . ولما تم الاستيلاء على إسبانيا اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثالثة سنة 496 هـ (1103م)، حيث دعا في قرطبة القادة والولاة وزعماء القبائل المغربية إلى اجتماع أعلن فيه توليته العهد إلى ابنه علي الذي كان قد صحبه هذه المرة، وكتبت بذلك وثيقة أشهد عليها المجتمعين فبايعوا عليا، وعاد ابن تاشفين إلى مراكش وخلف ابنه عليا في الأندلس واليا عليها وحاكما بها. استقر يوسف ابن تاشفين بعد ذلك في قصره بمراكش، إلى أن توفي سنة 500 هـ عن عمر ناهز المائة سنة بعد حياة حبلى بالإنجازات والبطولات. ولا شك في أن يوسف بن تاشفين يعد من أعاظم رجالات المغرب الإسلامي الذين كان لهم أثر ملموس في توجيه تاريخه، إذ قام بدور طلائعي في تاريخ المغرب. فقد قاد حركة واسعة لتعريب القبائل البربرية سواء في جنوب المغرب أو في شرقه. كما أسهم بشكل فعال في ترسيخ مبادئ الإسلام في المغرب أولا، ثم في الأندلس بعد ذلك. فإليه يرجع الفضل أولا وأخيرا في إنقاذ الإسلام في الأندلس مما يهدده من أخطار خاصة خلال النصف الثاني من القرن الخامس الهجري




    يتبع ان شاء الله مع بطل اخر............







 

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ..... كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟......
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2011-09-13, 02:38 PM
  2. محاولات سرقه جثه النبى محمد عليه الصلاه والسلام عبر التاريخ
    بواسطة سكون الليل في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-07-24, 12:54 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2009-08-03, 06:46 PM
  4. كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟!
    بواسطة تامر في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2008-11-12, 03:17 PM
  5. رجال الدين المسيحي لا يؤمنون بأن الله خلق السموات والأرض
    بواسطة صقر قريش في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2008-02-08, 04:32 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML