صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 54
 
  1. #11
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    البابالسابع: العبرانيون



    العبرانيــون: تاريخ
    Hebrews (History)
    مصطلح «عبراني» أو «عبري» يدل على معان كثيرة وأحياناً متناقضة، فهوذو دلالات عرْقية وطبقية وحضارية. والعبرانيون كتلة بشرية سديمية ضخمة يعود أصلهاإلى الجزيرة العربية، استقرت في منطقة الهلال الخصيب وفلسطين في أوقات متفرقة.والكلمة في معناها العام تضم كل القبائل السامية التي تناسلت من صفوفها الشعوبالمختلفة التي انتشرت في كنعان وسوريا وبلاد الرافدين، ومن بينها تلك القبيلة التيجاء منها إبراهيم ونسله. وقد سُمِّيت هذه القبيلة الأخيرة باسم «العبرانيين»، وذلكمن قبيل إطلاق العامّ على الخاص. وقد شاع هذا الاستخدام حتى بين المؤرخين، وهوالاستخدام الذي سنتبناه في هذه الموسوعة نظراً لشيوعه. وثمة رأي يذهب إلى أنالعبرانيين كانوا إما قبائل ليست لها هوية محدَّدة واكتسبت هويتها من خلال اتحادهاوعبادتها ليهوه، أو كانوا قوماً من الأقوام الكنعانية انسلخوا عن العقيدة السائدةوعبدوا يهوه.

    وقد دخـل العبرانيون أرض كنعـان نتيـجة ثلاث هجرات غيرمحدَّدة. بدأت موجة الهجرة الأولى من بلاد الرافدين في القرن الثامن عشر قبلالميلاد وكانت معاصرة لانتشار الهكسوس والحوريين في الساحل الشرقي للبحر المتوسط.وكانت الثانية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتُوافق هجرة الآراميين الثانية.وهاتان الفترتان توافقان فترة الآباء (2100 ـ 1200 ق.م) التي تمتد من هجرة إبراهيممن بلاد الرافدين وتستمر حتى هجرة يوسف إلى مصر أثناء حكم الهكسوس ورحيل العبرانيينعنها. أما الهجرة الثالثة، فهي التي أتت من مصر بقيادة موسى ويشوع بن نون في الثلثالأخير من القرن الثالث عشر قبل الميلاد أو في عهد مرنبتاح بن رمسيس الثاني (1224 ـ 1215 ق.م) كما يقول بعض المؤرخين.

    ومنذ هجرة أو خروج العبرانيين من مصر،بدأ اسمهم يتواتر في التاريخ المدوَّن والمقدَّس. فنعرف، حسب الرواية التوراتية، عنمسيرتهم في سيناء، وعن تَلقِّي موسى الوصايا العشر وعن تَعلُّمه عبادة يهوه على يدكاهن مَدْيَن. وبعد موت موسى، تولى يوشع بن نون قيادتهم. ثم حدثت عملية التسللالعبراني إلى أرض كنعان (نحو 1250 ق.م) التي كانت تغصّ بالقبائل السامية الكنعانيةوقبائل أخرى غير سامية. فكان العموريون، وهم ساميون، يسكنون المرتفعات. أما الأقوامالأخرى، مثل الحوريين والحيثيين، فكانوا يعيشون في أماكن متفرقة. كما كان الفلستيونيحتلون المدن الخمس التي تشغل الشريط الساحلي الجنوبي. وقد أخذت عملية التسللأشكالاً عسكرية وسلمية مختلفة في تلك المرحلة التي يُطلَق عليها عصر القضاة (1250ـ 1020 ق.م)، فدخل العبرانيون في صراع مع الفلستيين (الذين هزموهم واستعبدوهم بعضالوقت) ومع الأقوام الكنعانية السامية وغير السامية الأخرى. وقد استقر المقامبالعبرانيين في نهاية الأمر داخل بضعة جيوب غير متصلة، إذ اسـتمر وجـود الأقوامالأخـرى إلى ما بعـد التهـجير الآشوري والبابلي.

    وقد تبع تلك الفترة عصراتحاد القبائل أو عصر الملوك فظهرت المملكة العبرانية المتحدة في عهد داود وسليمان،وقد كان اتحاداً مؤقتاً انحلَّ فور موت سليمان (928 ق.م) وانقسم العبرانيون إلىالمملكة الجنوبية (التي ضمَّت قبائل الجنوب البدوية) والمملكة الشمالية (التي ضمَّتقبائل الشمال الزراعية). وقد ظلت المملكتان في حالة حرب شبه دائمة إلى أن قضىالآشوريون على المملكة الأولى، والبابليون على الثانية، وبذلك ينتهي تاريخالعبرانيين.

    ولم يكن العبرانيون جماعة عرْقية متجانسة منذ البداية، ولذايقرنهم بعض المؤرخين بالخابيرو. ومن المعروف أنهم، عند هجرتهم من مصر، لم يكونواعنصراً عبرانياً خالصاً إذ تقول التوراة (خروج 12/38 ـ عدد 11/4) إنهم كانوا يضمونفي صفوفهم لفيفاً كثيراً من غير العبرانيين، وبعد تسللهم إلى كنعان، اختلطوابالعناصر الحورية والحيثية والكنعانية حتى استوعبتهم الحضارة الكنعانية هناك،فتركوا لهجتهم السامية القديمة واتخذوا الكنعانية لساناً لهم.

    ولم يكنالعبرانيون القدامى من الشعوب المهمة أو المهيبة في المنطقة، فقد كانت المملكتانالعبرانيتان خاضعتين للإمبراطوريات المجاورة. وقد تأثرت رؤية العبرانيين للكون بماحولهم. ففي داخل التشكيل الحضاري السامي، نجد أن الإله هو الذي خلق العالم وهو الذييحفظ الكون، وقد أخذ العبرانيون عن العموريين فكرة أن الرسول من عند الإله، وعنالكنعانيين اللغة، وعن المصريين الحكمة.

    ومن الناحية الحضارية، لم ينجزالعبرانيون شيئاً ذا بال إذ لم تكن لديهم أية اهتمامات أو مهارات فنية. وحينماشيَّدوا الهيكل، اضطروا إلى الاستعانة بفنانين من البلاد المجاورة. ولا يوجد أسلوبعبراني متميِّز في المعمار، فالهيكل نفسه بُني بالأسلوب الفرعوني الآشوري على يدفنانين فينيقيين. وربما كان هذا راجعاً إلى أن الطابع البدوي ظل غالباً عليهم. فرغمتوحُّد القبائل العبرية في مملكة داود وسليمان، بقي التراث القبلي قوياً متجذراً.كما أن تحقيق الاستقرار في كنعان تَطلَّب وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أن المملكةالعبرانية المتحدة لم تُعمَّر كثيراً، ولم تُرسِّخ أية تقاليد حضارية عبرانيةمستقلة. ولعل هذا يفسر عدم ذكر العبرانيين في السجلات المصرية القديمة.

    ومنأهم المشاكل التي واجهها العبرانيون في تاريخهم القصير، توجههم السياسي في عهدالإمبراطوريات الكبرى الآشورية والبابلية والمصرية والفارسية واليونانيةوالرومانية، إذ كان عليهم أن يتحالفوا مع جيرانهم الآراميين أو غيرهم، كما كانعليهم أن يقبلوا حماية إحدى القوى العظمى لضمان البقاء.

    ونتيجةً لافتقارالعبرانيين إلى الهوية الحضارية المحددة، ولضعفهم السياسي ووجودهم ككيان شبه مستقلفي موقع إستراتيجي، كانت كل القوى العظمى تطمح إلى الاستيلاء عليه وإلى تأمين وجودعنصر موالٍ لها فيه، كما أنهم تعرضوا لصدمات كثيرة بدأت بالتهجير الآشوري (721 ق.م)فالبابلي (587 ق.م) ثم فُرضت عليهم الهيمنة الفارسية واليونانية والرومانية. وتأثرتهويتهم الحضارية بذلك، فتركوا العبرية وتحدثوا بالآرامية بعد التهجير البابلي. ثمبدأ انتشار الجماعات اليهودية بعيداً عن كنعان، فتكوَّن تَجمُّع في بابل ثم فيالإسكندرية، وهما التجمعان اللذان أصبح لهما استقلالهما وحريتهما ولغتهما وتفكيرهماالمستقل، بل تجاوزا في أهميتهما أحياناً التجمع الموجود في كنعان. ولذلك، فحينماحطَّم تيتوس الهيكل (70م)، لم تكن هذه الواقعة ذات دلالة كبيرة من الناحية السكانيةفهي لم تكن متعارضة مع الوضع السكاني الحضاري القائم بالفعل، وهو اختفاء الهويةالعبرانية وظهور جماعات يهودية متفرقة في أنحاء العالم تستقي كل منها هويتها منالحضارة التي تنتمي إليها.

    ورغم هذا، نجد أن معظم الدراسات لا تُفرّق بينتاريخ العبرانيين والتواريخ اللاحقة للجماعات اليهودية، متأثرةً في ذلك بالرؤيةالإنجيلية التي تنظر إلى اليهود باعتبارهم شعباً مقدَّساً، وهي رؤية تخلط التاريخالدنيوي بالتاريخ المقدَّس.

    الخـابيرو
    Chabiru
    «خابيرو»كلمة أكادية ذات دلالات متعددة، وأحياناً متناقضة، تُطلَق على قبائل رُحَّل منالبدو، وقد ورد أول ذكر لكلمة «الخابيرو» في النقوش المصرية في القرنين التاسع عشروالثامن عشر قبل الميلاد لتعني «العابر» و«المتجول» و«البدوي». كما استخدمت التسميةأيضاً للإشارة إلى القبائل التي كانت تهاجم قديماً بلاد الرافدين وحدود مصر وكانتتُغير على أرض كنعان من آونة إلى أخرى فتشيع فيها الفوضى والاضطراب مثلما حدث عندمااستولوا على شكيم، كما ورد في ألواح تل العمارنة والمدونات المصرية (1300 ـ 1150ق.م). ومن دلالات الكلمة أيضاً «الجندي المرتزق»، فهي إذن تُطلَق على أية جماعة منالرحل أو الغرباء المستعدين للانضمام إلى صفوف أي جيش مقابل أجر أو بدافع الحصولعلى الغنائم. ويُوصف الخابيرو في وثائق نوزي في القرن الخامس عشر قبل الميلاد بأنهم « عبيد أصبحوا كذلك باختيارهم ». لكن الكلمة كانت تُستخدَم أحياناً للإشارة إلى أيةعناصر فوضوية في المجتمع، ففي فترات الفوضى في مصر الفرعونية كانت تتواتر الإشاراتإلى الخابيرو. ومعنى هذا أن الكلمة ذات مدلول عرْقي (الغرباء)، وأن لها في الوقتنفسه مدلولاً اجتماعياً طبقياً ووظيفياً.

    وإذا كانت الكلمة غامضة فيمعناها، فالأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة إلى الخابيرو أنفسهم، إذ لا يُعرَف الكثيرعن أصلهم من الناحية العرْقية. وكل ما يمكن أن يُقال عنهم إنهم ساميون لا يتميَّزونتميزاً واضحاً، ولا يختلفون اختلافاً كبيراً عن غيرهم من الساميين وهم بعد في مرحلةالتجوال. وقد ظهروا ضمن القبائل الآرامية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية، وإنكان بعض الباحثين يرون أنهم لم يكونوا ساميين وإنما جماعات مهاجرة عاشت حياتهامتجولة لتبيع خدماتها لأية أمة في المنطقة، وأنهم (في معظم مراحل تاريخهم غيرالمدوَّن) تزاوجوا واختلطوا بعديد من الأجناس.

    ويقرن بعض الباحثين الخابيروبالعبرانيين اعتماداً على التشابه الصوتي الموجود بين الكلمتين. وهم يبرهنون علىصدق ما ذهبوا إليه بالإشارة إلى عدد من العادات والتقاليد التي ورد ذكرها في أسفارموسى الخمسة والتي لا علاقة لها بالحضارة أو العادات السامية.

    عبيرو
    Apiru
    «عبيرو» كلمة ترد في المدونات المصريةالقديمة في الفترة من منتصف القرن الخامس عشر حتى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد،ومعناها «عبد». وتشير كلمة «عبيرو» إلى العمال الذين استُخدموا في أعمال السخرة.وفي نصب تذكاري أقامه أمنحوتب الثاني، يشير أمنحوتب إلى أنه أسر ثلاثة آلاف وستمائةمن الـ «عبيرو» أثناء غزوة قام بها في كنعان. وقد ورد في السجلات التي تركها رمسيسالثاني أنه استخدم عبيداً من العبيرو في مشاريع البناء التي قام بها. ويقرن بعضالمؤرخين هذه الكلمة بكلمة «خابيرو» التي ترد في المدونات الأكادية والتي تُقرَنبدورها بالعبرانيين لأن الأكادية تخلط بين العين والخاء وفي بعض فتراتها لم يكنفيها حرف العين. لكن هذا غير أكيد، كما أن المجال الدلالي لكلمتي «عبيرو» و«خابيرو»أوسع بكثير من كلمة «عبراني».







  2. #12
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي




    جبــل سـيناء
    Mount Sinai
    «سيناء» جبل يقع في شبه جزيرة سيناء. ويُسمَّى جبل سيناء في العهد القديم «حوريب»، وهو اسم يُطلَق أيضاً على شبه الجزيرة كلها. كما يُشـار إليـه كذلك بأنه «الجبل» أو «جـبل الله» أو «جبل الإله في حوريب». وجاء في سفر الخروج أن اليهودضربوا خيامهم عند سفحه بعد خروجهم من مصر، بينما صعد موسى إلى قمته وتسلَّم الوصاياالعشر. ولا يُعرَف أي الجبـال في سـيناء هـو الجـبل المقصود، فيرى البعـض أنه جبلموسـى، ويرى البعـض الآخر أنه جبل سريال القريب منه. ويُعَدُّ جبل سيناء ومعه جبلصهيون الجبلين المقدَّسين اللذين يرتكز عليهما العالم روحياً في الرؤية الدينيةاليهودية.

    وجاء في الأجاداه أنه لولا أن أعضاء جماعة يسرائيل وقفوا أمامالجبل لسقطت الدنيا وتهدَّمت. ويُقال إن للجبل ثلاثة أسماء معلَّلة: فهو «جبل الله»لأن الإله كشف عن قدسيته عليه. وهو «جبل سيناء» لأن الإله كره (بالعبرية: سانا) أهلالسماوات وفضَّل عليهم أهل الأرض من اليهود وأعطاهم التوراة. وهو «حوريب» لأنالتوراة التي تُسمَّى «حريب» أي «سيف»، قد نزلت هناك. وثمة تفسير ديني آخر هو أنكره الأغيار للشعب اليهودي بدأ هناك في سيناء. وهذه تفسيرات شعبية إذ يبدو أن اسم «سيناء» مشتق من اسم إله القمر «سين».

    شبه جزيرة سيناء
    Sinai Peninsula
    تقع شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر، اسمها مشتق من اسم إلهالقمر «سين» معبود أهل شبه جزيرة العرب. ويقع جبل سيناء في شـبه الجزيرة. وتبلغمسـاحة شـبه الجزيرة أربعـة وعشـرين ألف ميل مربع. وقد كانت سيناء دائماً حلقةالوصل بين آسيا وأفريقيا. وكان الفراعنة يعتمدون منذ أقدم الأزمنة عليها للحصول علىالنحاس والفيروز وبعض الأحجار. زارها عدد كبير من فراعنة مصر، وفيها عبد المصريونالقدامى الإلهة حتحور وجعلوها ربة المناجم. وقد اكتُشفت فيها أقدم كتابة كنعانيةبأحرف شبيهة بالكتابة المصرية، كانت نواة الحروف الهجائية التي طوَّرها وهذَّبهاالكنعانيون وأخرجوا منها حروف الكتابة التي أذاعوها على العالم.

    وسيناء هيالبرّية التي عبرها إبراهيم ويعقوب عندما نزلا إلى مصر، وعبرها العبرانيون عندخروجهم أو هجرتهم من مصر ودخولهم إلى أرض كنعان. وقد حارب شاؤول العماليق في الجزءالشمالي من سيناء. وحينما ترد كلمة «سيناء» في العهد القديم، فهي لا تشير إلى كلشبه الجزيرة وإنما إلى جزء منها وحسب. وترد الإشارة أيضاً إلى «بَرّية سيناء» وهيالجزء المحيط بجبل سيناء.

    وكانت سيناء مسرح كثير من المعارك السياسيةوالحربية. وقد ضمَّها الإسرائيليون عام 1967 ثم أجلوا عنها بعد حرب 1973 في إطاراتفاقيات كامب ديفيد.

    فلســطين
    Palestine
    «فلسطين» هوالاسم الذي يُطلَق في الوقت الحاضر على المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن والممتدةحتى لبنان وسوريا شمالاً والبحر المتوسط وسيناء غرباً. وحتى نهاية الأسرة التاسعةعشرة وبداية الإمبراطورية الحديثة، كان الاسم المصري القديم لها (هي وسورياولبنـان) هـو «رتنـو» أي «البـلاد الأجنبية». وفي فترة الإمبراطورية الجديدة، كانتأرض فلسطين تُسمَّى «حور» نسبة إلى الحوريين. وأول ذكر لكلمة «كيناهي» أو «كنهانا»،أي «كنعان»، يظهر في ألواح تل العمارنة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وهذاالاسم يشير إلى غرب نهر الأردن وضمن ذلك سوريا. ولكن المصريين القدماء كانوا يشيرونأيضاً إلى «بالاستو» أي «فلستيا» التي اشتق اسمها من أحد شعوب البحر وهم الفلستيون.وقد ورد ذكر فلسطين لأول مرة في الوثائق المصرية عام 75 ق.م. ويشير الآشوريون إلى «أرض عمري» كما كانوا يستخدمون عبارة «أرض حيتي» أي «أرض الحيثيين» للإشارة إلى كلالشام وفيها فلسطين وقبرص. وتُستخدَم كذلك عبارة «عبر النهر» للإشارة إلى هذهالمنطقة. ويستخدم هيرودوت كلمة «باليستاني». أما فيلون السكندري، فيقرن كنعانبفلسطين. وقد استخدم الرومان كلمة «بالستينا» للإشارة إلى هذه المنطقة بشكل رسميابتداءً من عام 138 بعد الميلاد، وقد ظلت المنطقة المشار إليها تُعرَف بهذا الاسمحتى الوقت الحالي. ويُشار إلى فلسطين بعبارة «إرتس يسرائيل» و«صهيون» و«أرضالميعاد» في الكتابات الدينية اليهودية وفي اللغة العبرية. أما في الكتابات غيرالدينية، فكان يُشار إليها باسم «فلسطين». ولذا، فقد كان الاسم الرسمي للوكالةاليهودية هو الوكالة اليهودية لفلسطين. وكانت الجيروساليم بوست هي بالستاين بوست،بل إن المؤرخ هاينريش جرايتز أشار إلى القومية اليهودية باعتبارها «القوميةالفلسطينية». وفي كل الكتابات العلمية والمتاحف، يُشار إلى المنطقة المذكورة بأنهافلسطين. ومع هذا، يشير الصهاينة إلى فلسطين باعتبارها «الوطن القومي» أو «الوطناليهودي»، كما يُشار إليها باعتبارها «اليشوف» أي «المُستوطَن». وفي عام 1948، معقيام الدولة الصهيونية، تغيَّر اسم المنطقة إلى «إسرائيل» (كما يحدث عادةً مع الدولالاستيطانية).

    ويعود تاريخ فلسطين إلى ما قبل التاريخ، فقد عُثر على صناعاتيدوية من العصر الحجري القديم (400.000 ـ 14.000) ومن العصر الحجري الوسيط (من 14.000 إلى 8.000) ومن العصر الحجري الحديث (8.000 ـ 4.200). ومن أهم المدنالتاريخية بفلسطين مدينة أريحا التي يعود تاريخها إلى 8.000 ق.م، مع أن تشكيل المدنوالدول يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. وقد اكتسبت فلسطين طابعها السامي فيالألف الثاني مع دخول العموريين ونشأة الحضارة الكنعانية (2100 ق.م). وقد غزاالهكسوس فلسطين ومصر في القرنين الثامن عشر والسادس عشر قبل الميلاد. ويبدو أنبداية التغلغل العبراني تعود إلى الفترة ما بين القرنين 16و13 (فترة الآباء) حينأخذ العبرانيون يستوطنون فلسطين والأردن ومصر. وقد قام المصريون في الفترة 1500 ـ 1450 بطرد الهكسوس، ثم ضموا فلسطين تحت لواء تحتمس الثاني. ولكن قبضة المصريينتراخت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد (أيام حكم إخناتون). ولكن رمسيس الثاني أعادالهيمنة في القرن الثالث عشر بعد حروبه مع الحيثيين. بدأت في هذه الفترة هجرةالعبرانيين من مصر إلى فلسطين، وهي الفترة نفسها التي استقر فيها الفلستيون علىالساحل (والآراميون في سوريا). وقد امتد حكم الدولة العبرانية في الفترة 1020 ـ 928ق.م، ثم انقسمت إلى دويلتين. ويُلاحَظ أن هاتين الدويلتين لم تشغلا قط كل الأرضالمعروفة باسم «فلسطين» في الوقت الحاضر. وقد أسقط الآشوريون المملكة الشماليةعام721 ق.م، وأسقط البابليون المملكة الجنوبية 587 ق.م، ثم حكم الفرس فلسطين فيالفترة 538 ـ 332 ق.م إلى أن فتحها الإسكندر. وقد ظلت فلسطين تابعة للدولة البطلمية (التي كانت تحكم مصر ) حتى عام 198 ق.م حين فرض السلوقيون هيمنتهم عليها وهيالهيمنة التي استمرت حتى عام 142 ق.م حينما نجح الحشمونيون في تأسيس أسرتهم. وقدانتهى هذا الاستقلال النسبي بظهور القوة الرومانية عام 63 ق.م فحوَّلت فلسطين إلىمقاطعة رومانية. وعند تقسيم الإمبراطورية الرومانية، وقعت فلسطين ضمن الدولةالبيزنطية من القرن الخامس حتى القرن السابع باستثناء الفترة 614 ـ 628م حيث وقعتتحت حكم الفرس. وقد تم الفتح العربي لفلسطين عام 638م.

    أرضكنعـــــان
    Land of Canaan
    «كنعان» تعني «الأرض المنخفضة»، وهي من «قنْع» أو «خنع» لاختلافها عن مرتفعات لبنان، والقنْع في اللغة العربية أرض سهلةبين رمال تُنبت الشجر. لكن هذا الاشتقاق أصبح مشكوكاً فيه. وأصل الاشتقاق الأقربإلى الصحة حوري الأصل وهو «كناجي» بمعنى «الصبغ الأرجواني» الذي أصبح بالفينيقية «كنع» وبالعبرية «كنعان» أي بلاد الأرجوان. وبعد عام 1200 ق.م، أصبحت كلمة «فينيقي»، وهي كلمة يونانية تعني أيضاً «الأحمر الأرجواني»، مرادفة لكلمة «كنعاني».

    وقد استُخدم اسم كنعان في أول الأمر للدلالة على غربي فلسطين، ثم أصبحاللفظ علماً على ما هو متعارف عليه جغرافياً باسم «فلسطين» وعلى قسم كبير من سوريا.

    وأرض كنعان هي الأرض التي وعد الرب بها نسل إبراهيم، حسبما جاء في سفرالتكوين. وكان على اليهود أن يخوضوا معارك ضارية ضد الكنعانيين ليستوطنوها، فقد وردفي أحد أسفار العهد القديم (عدد 33/50 ـ 56): «و كلَّم الرب موسى... قائلاً كلّمبني إسرائيل وقل لهم إنكم عابرون الأرض إلى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض منأمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم.تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها، وتقتسمون الأرضبالقرعة حسب عشائركم... وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقونمنهم أشواكاً في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنونفيها، فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم ». وقد تسلل العبرانيون إلى أرضكنعان بعد خروجهم أو هجرتهم من مصر.

    ويرتبط تاريخ كنعان بالتاريخ المصريإلى حدٍّ كبير، فقد ضمتها مصر إليها خلال حكم الأسرة الثانية عشرة (2000 ـ 1176ق.م) فعمها الرخاء. ثم قام الهكسوس باحتلال كنعان ومصر مدة مائة وثمانين عاماً، ثمطردهم المصريون وضموا أرض كنعان مرة أخرى. ومع قيام الأسرة التاسعة عشرة (1320 ـ 1200 ق.م)، عادت كنعان إلى الهيمنة المصرية.

    وكانت كنعان من نصيب المصريينبعد معركة قادش (1288 ق.م) التي دارت مع الحيثيين، وهي المعركة التي لم يُكتَب فيهاالنصر لأي من الفريقين. وشهدت أوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد غزو شعوب البحرمن الفلستيين الذين استوطنوا الشريط الساحلي. كما شهدت في الوقت نفسه التسللالعبراني، وكذلك قيام مملكة داود وسليمان والمملكتين العبرانيتين الشماليةوالجنوبية، والغزوات الآشورية والبابلية.

    وقد أخذ الوجود العبراني في كنعانشكل جيوب وحسب إذ أن الوجود الحضاري والإثني للشعوب الأخرى ظل مستمراً. ويتضح هذامن احتفاظ القدس (مدينة اليبوسيين) باستقلالها إلى أن احتلها داود. كما أن الشعوبالسامية المختلفة، من مؤابيين وأنباط وعمونيين وتلك التي جرى استيعابها في الحضارةالسامية (مثل الفلستيين)، ظل لها وجود مستمر حتى بعد الهجمات البابلية والآشورية.وقد جاء في سفر نحميا شكوى من أن العناصر العبرانية التي لم تُهجَّر إلى بابل قداستوعبت هي الأخرى ضمن العناصر المحلية: في تلك الأيام رأيت اليهود الذين ساكنوانساء أشدوديات وعمونيات ومؤابيات، ونصف كلام بنيهم باللسان الأشدودي، ولم يكونوايحسنون التكلم باللسان اليهودي (نحميا 13/23 ـ 24). وتُطلق الأدبيات الدينيةاليهودية على كنعان اسم «إرتس يسرائيل»، أي «أرض إسرائيل»، وهي أيضاً في هذهالأدبيات «صهيون».







  3. #13
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    يهودا (مقاطعة)
    Judah
    تُستخدَم كلمة«يهودا» للإشارة إلى ما يلي:

    1
    ـ أرض يهودا: وهي إشارة إلى نصيب قبيلةيهودا من الأرض، والذي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الميت وكان حدهالشمالي نهر روبين جنوبي يافا. وعلى هذا، فإن القدس كانت خارج أرض يهودا. ولم تكنأرض يهودا تضم المدن الساحلية، كأشدود وغزة وعسقلان، لأنها بقيت في أيدي الفلستيين.كان عرض أرض يهودا (من الغرب إلى الشرق) نحو خمسين ميلاً، وكان طولها (من الجنوبإلى الشمال) نحو خمسة وأربعين ميلاً، وكانت مساحتها أكثر من ألفي ميل مربع.

    2
    ـ المملكة الجنوبية (يهودا): وتضم أرض يهودا وأكثر أرض بنيامين إلى الشمالالشرقي، ودان إلى الشمال الغربي، وشمعون إلى الجنوب. وكانت مساحتها نحو ثلاثة آلافوخمسمائة ميل مربع. وقد أُطلقت الكلمتان «يهود» الفارسية ثم «يوديا» الرومانية علىالمقاطعة المحيطة بالقدس. ولكن جرى العرف على استخدام كلمة «يهودا» للإشارة إلى «يهودا» العبرانية و« يهود» الفارسية و«يوديا» الرومانية. ويُلاحَظ أن الحشمونيينسمَّوا دولتهم باسم «يهودا».

    وقد اختفى الاسم بصيغتيه العبرية والرومانيةمنذ عام 135م، حينما أُطلق على فلسطين بأقسامها كافة (يهودا والسامرة والجليلوغيرها) اسم «بالستينا». ويُطلق الصهاينة مصطلح (يهودا والسامرة) على الضفة الغربيةلإنكار كل التطورات التاريخية التي حدثت منذ ذلك الحين، ولتسويغ عملية الضم.

    وفي هذه الموسوعة، نستخدم كلمة «يهودا»، ولكننا نقرنها أحياناً باسمالإمبراطورية الحاكمة فنقول «يهودا السلوقية» أو «يهودا البطلمية» أو «يهوداالرومانية»، إلا إذا كان السياق يجعل نسبتها واضحة. وبهذا، فإننا نشير إلى رقعةجغرافية تختلف حدودها وكذا وضعها الإداري باختـلاف الإمبراطورية الحاكمة، كما أننـانُفرق بهـذا بين يهودا وفلسطين، فيهودا ليست سوى جزء من فلسطين.

    يهـــود (مقاطعــة)
    Yehud (or Yahud)
    حين ضم الفرسفلسطين ضمن ما ضموا من ممتلكات الإمبراطوريتين الآشورية والبابلية، أُطلق على كلأرض فلسطين اسم «عبر النهر»، أي الأرض التي تقع عبر نهر الفرات. وكان المرزبان (الحاكم الفارسي) يحكمها من دمشق. وكانت مقاطعة يهودا (التي كان يطلق عليها الفرس «يهــود») مسـاحة صغـيرة تحـيط القـدس، طولهــا خمســة وثلاثـون ميلاً وعرضهايتراوح بين خمسة وعشرين وخمسة وثلاثين ميلاً، فكان معظمها أرضاً صحراوية.

    ونستخدم في هذه الموسوعة كلمة « يهودا» ونقرنها باسم الإمبراطورية الحاكمةفنقول «يهودا الفارسية» أو «يهودا الرومانية». وبهذا، فإننا نشير إلى رقعة جغرافيةتختلف حدودها وكذا وضعها الإداري باختلاف الإمبراطورية الحاكمة. كمـا أننـا نفـرقفي الوقت نفسه بين يهودا وفلسطين، فيهودا ليست سوى جزء من فلسطين.

    جوديّا
    Judea
    «جوديّا» هو الاسم الذي كان يُطلَق علىالقسم الجنوبي من فلسطين إبّان حكم الإمبراطورية الرومانية. تمتد حدود يودياالشمالية من يافا على ساحل البحر المتوسط إلى نقطة الأردن التي تَبعُد عشرة أميالإلى الشمال من البحر الميت. وتمتد حدودها الجنوبية من وادي غزة على بُعد سبعة أميالإلى الجنوب الغربي من غزة إلى بئر سبع ثم إلى القسم الجنوبي من البحر الميت. وكانطولها من الشمال إلى الجنوب نحو خمسة وخمسين ميلاً، كما كان طولها من الشرق إلىالغرب نحو خمسة وخمسين ميلاً تقريباً. وتشتمل جوديا على كلٍّ من القدس وبيت لحم.وهي تُعتبَر أحد أقسام فلسطين الثلاثة: الجليل في الشمال، والسامرة في الوسط،ويوديا في الجنوب. وقد استُخدم مصطلح «يهود» الفارسية لأول مرة في سفر عزرا (5/8)للإشارة إلى تلك الرقعة الصغيرة التي تحيط بالقدس والتي كانت ولاية تابعة لها ثمللبطالمة والسلوقيين. وقد ضمَّها الرومان في عام 63 ق.م، فكان يحكمها حاكم (بروكيوراتو) يعيِّنه الإمبراطور الروماني.

    وتجب ملاحظة أن المصطلح كانيُستخدَم أحياناً، بالمعنى السياسي لا الجغرافي، ليشير إلى رقعة أكثر اتساعاً. فكانيُشار أحياناً إلى كل فلسطين (ما عدا المدن الهيلينية) باعتبار أنها «جوديا»، كماكان يُشار إلى كل الأرض التي حكمها هيرود على أنها «جوديا»، وهي رقعة واسعة تضممعظم فلسطين. وقد شغل أرخيلاوس، ابن هيرود ،منصب رئيس القوم (إثنآرخ) في جوديا التيكانت تشير إلى يهودا والسامرة فقط. وترد الكلمة في العهد الجديد بمعنى سياسي واسع،فقد جرى العرف على استخدام كلمة «يهودا» للإشارة إلى كل من يهودا (القبيلةالعبرانية)، وإلى المنطقة التي كانت من نصيبهم،وإلى المملكة الجنوبية، وللإشارةأيضاً إلى يوديا الرومانية.

    وفي عام 135م، أُطلق مصطلح «بالستينا» على كلفلسطين ومنها جوديا الرومانية. ولمواجهة فوضى المصطلحات، نستخدم كلمة «يهودا»ونقرنها باسم الإمبراطورية الحاكمة، فنقول «يهودا السلوقية» أو يهودا البطلمية أو «يهودا الرومانية»، إلا إذا كانت النسبة واضحة من السياق ذاته. وبهذا، فإننا نشيرإلى رقعة جغرافية تختلف حدودها وكذا وضعها الإداري باختلاف الإمبراطورية الحاكمة،كما أننا نفرق بهذا بين يهودا وفلسطين، فيهودا ليست سوى جزء من فلسطين.

    شـيلوه
    Shiloh
    «شيلوه» اسم عبري معناه «موضع الراحة».و«شيلوه» اسم مدينة من أصل كنعاني تقع على بعد عشرة أميال شمالي بيت إيل على الطريقبين نابلس والقدس، على بعد سبعة عشر ميلاً منها. وقد تكون شيلوه هي خربة سيلون (منالعربية: سَلْوى).

    كانت هذه المدينة موطن النبي صموئيل. وقد وضع يشوع بننون فيها تابوت العهد حيث بقي ثلاثمائة عام. كما كانت هذه المدينة المركز الدينيوالإداري أثناء فترة الاستيطان الأول. وقد قسَّم فيها يشوع أرض كنعان ووزعها علىالقبائل العبرانية. وكان العبرانيون يَحجُّون إليها ويقضون فيها العيد إبّان حكمالقضاة.

    ومنذ أن اختطف الفلستيون تابوت العهد، لم يرجع هذا التابوت إلىشيلوه. ففقدت المدينة مكانتها، وانتقل مركز العبادة إلى القدس.

    بيت إيل
    Bethel
    «بيت إيل» تعبير عبري معناه «بيتالرب». وهي مدينة كنعانية قديمة كانت تُعرف باسم «لوز» على بعد ستة عشر كيلو متراًمن القدس ونابلس، واسمها الحديث «بيتين». ولم تكن بيت إيل مدينة حصينة، لكنها كانتمحاطة بعدة عيون ماء، وواقعة على الطريق من أريحا إلى البحر الأبيض المتوسط. وقدكانت بيت إيل مكاناً مقدَّساً لدى الكنعانيين قبل التسلل العبراني، ثم استولت عليهاقبيلة يوسف وصارت من نصيب قبيلة إفرايم. ويربط الموروث الديني اليهودي بين إيلوكلٍّ من إبراهيم ويعقوب، إذ بنى فيها الأول مذبحاً حيث تَجدَّد العهد الإلهي.وفيها رأى يعقوب حلماً وتغيَّر اسمه إلى يسرائيل، وأصدرت دبوراه أحكامها بالقربمنها. وقد وُضعت فيها خيمة الاجتماع، كما وُضع فيها تابوت العهد قبل أن يُنقلويستقر في القدس. وكانت بيت إيل مركزاً لاتحاد القبائل، ولكنها فقدت أهميتها بعدبناء الهيكل. وشيَّد فيها يربعام ملك المملكة الشمالية هيكلاً قومياً لمملكته، كماشيد هيكلاً آخر في دان وزوَّده بعجول ذهبية، حتى لا يحج سكان مملكته إلى هيكلالقدس. ويبدو أنها كانت عاصمة المملكة الشمالية لبعض الوقت. وقد ألقى فيها عاموسنبوءاته، وهاجمها يوشيا ملك المملكة الجنوبية وذبح كهنتها وخرب أصنامها وهياكلها.وهدمها الآشوريون ثم دمَّرها بعد ذلك البابليون ومن بعدهم الفرس. وقد أُعيد بناؤهافي العصر الهيليني، ولكنها هُجرت مع الفتح العربي.

    شــــكيم
    Shechem
    «شكيم»، وتُكتَب أيضاً «شيكيم»، ويكتبها السامريون «شخيم»، وهيكلمة عبرية معناها «كتف» أو «منكب»، وتُطلَق هذه الكلمة عَلَماً على مـدينة كنعانيةقـديمة تقع بين جبل جريزيم وجـبل عيبال في الضفة الغربية. وتعود أقدم حوائطها إلىعام 2000 ق.م، وهي فترة تسبق التسلـل العبراني. وكانت المدينة تحـت حكـم الأسرةالثانية عشرة المصرية، وضرب الآباء العـبرانيون خيامـهم على أطرافهـا (تكوين 12/6).وقد حدث أول اتصال بين إبراهيم والكنعانيين فيها، وفيها أيضاً ظهر الإله لإبراهيموبنى له مذبحاً. ووجد يعقوب أن الحويين يقيمون فيها. وأثناء التسلـل العبراني،نهبتها قبيلتا سيمون ولاوي، ووقعت فيها حادثة دينا وشكيم بن حامور الملك. وأصبحتشكيم أول مركز ديني للعبرانيين. وعند انقسام المملكة العبرانية المتحدة، أصبحت شكيمعاصمة المملكة الشمالية لبعض الوقت وفقدت أهميتها بتصَاعُد أهمية مدينة السامرة.ولكنها، مع هذا، ظلت مركز العبادة للسامريين. وفي عام 72م، أسس فسبسيان مدينةنيابوليس التي كان معظم سكانها سامريين، وهي التي اشتُق من اسمها اسم نابلسالحالية. وقد عُثر في المدينة على طبقات سكنية تعود إلى العصور البرونزية الوسيطةوالبرونزية الحديثة وإلى العصرين الحديدي واليوناني. كما عُثر فيها على معبد كنعانيضخم يُعتبَر من أكبر المعابد الكنعانية على الإطلاق.

    جلعـاد
    Gilead
    «جلعاد» تعبير عبري من «جال» التي تعني «حجر» و«عد» التي تعني «شـاهد»، أي أن «جلعاد» تعني «شـاهد حجر». وقد أتى في العهـد القديم « هذه الرجمةهي شاهدة بيني وبينك اليوم. لذلك دُعي اسمها جلعاد » (تكوين 31/47). وتُستخدَمالكلمة للإشارة إلى كل المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن وجنوبي نهر اليرموك وكانيسكنها بعض القبائل العبرانية ومن أهمها قبيلة جاد. وقد كتب لورنس أوليفانت كتاباًبعنوان أرض جلعاد يحتوي على مشروع صهيوني استيطاني. وتركز الكتابات الإسرائيليةالصهيونية في الوقت الحاضر على أهمية أرض جلعاد باعتبارها جزءاً من أرض إسرائيلالكبرى.

    السـامرة
    Samaria
    «السامرة» هي عاصمة المملكةالشمالية ويُطلَق عليها باللغة العبرية «شومرون» نسبة إلى «شمر» الذي كان يمتلكالتل الذي بُنيت عليه المدينة. تقع السامرة على بعد ثلاثين ميلاً إلى الشمال منالقدس، وستة أميال إلى الشمال الغربي من شكيم (نابلس)، وهي المدينة التي يقع فيهاجبل جريزيم الذي يحج إليه السامريون في عيد الفصح. وتُطلَق كلمة «السامرة» أحياناًعلى المملكة ككل. أُسِّست المدينة عام 880 ـ 879 ق.م. حينما جعلها عمري عاصمةالمملكة الشمالية، وقد أتاح هذا الموقع الحصين للمدينة والمطلّ على طريقين رئيسيينأحدهما من الجنوب والثاني من الشرق لعمري ومملكته السيطرة على طرق التجارة التيكانت تعبر فلسطين إلى الممر الساحلي. وقد شيَّد عمري في المدينة قصراً عُرف باسم «بيت العاج»، ويبدو أنه كان من الضخامة والثراء بحيث ظلت الحوليات الآشورية تشيرإلى السامرة باسم «بيت عمري» مدة قرن من الزمن. وظلت المدينة قائمة إلى أن استولىعليها سرجون الثاني في (722 ـ 721 ق.م ) بعد حصار دام ثلاثة أعوام، وقد تحوَّلت إلىعاصمة إدارية للمنطقة. وبعد خضوع السامرة لفتوحات الإسكندر، استوطنتها جاليةمقدونية وأصبحت السامرة مدينة يونانية في مظاهرها كافة. وقد هاجمها يوحنا هيركانوسالحشموني سنة 109 ق.م وخربها وبـاع أهـلها عبيداً. وبعـد مجيء القائـد الرومانيبومبي، أُعيــدت المدينة لأصحابها السـابقين، وأعـاد هيرود الأكبر بناءها في الفترة 37 ـ 4 ق.م، وهـو الـذي سماها «سباست» (سبسـطية) تكـريمـاً للإمـبراطــور أوغسطس(سباسطوس باليونانية).
    وقد اهتم هيرود بإقامة حصن وقلعة بالمدينة ووطَّنفيها عناصر مخلصة له، ولذلك جاء إلى المدينة بستة آلاف من جنوده المُسرَّحين كانبينهم ألمان وغاليون (من الغال أي فرنسا) وغيرهما من الأجناس. وقد كانت سبسطيةمصدراً لجنود الإمبراطورية الرومانية. لذلك، حينما قامت الثورة اليهودية ضد الرومانعام 66م، قتل اليهود الكثيرين من سكان سبسطية ودمروا أجزاء منها، لكنها استرجعتنشاطها بعد عام 70م.

    وتُطلَق كلمة «السامرة» أيضاً على الجزء الأوسط منفلسطين (بين الجليل ويهودا) والذي سُمِّي باسم السامرة التي تقع فيه، و تَكثُر فيالسامرة التلال ويغلب عليها المظهر الجبلي، كما تتميَّز بوفرة أمطارها. ويَحدُّهاجبل الكرمل و البحر غرباً ووادي يزرعيل شمالاً وجبل جلبوع ونهر الأردن شرقاً وواديعجلون جنوباً. وقد استقرَّت في هذه المنطقة قبيلة يوسف (منَسَّى في الجزء الشماليمنها وإفرايم في الجنوب). وتضـم السـامرة وبيـت إيل وترصه ومجدو وبيسان وجبلجريزيم. وبعد التهجير الآشوري، وطَّن فيها سرجون الثاني قبائل أخرى اختلطت بالعناصراليهودية المتبقية، فظهر السامريون نتيجة تزاوج هذه العناصر (حسب الروايةالتوراتية). وقد كانت المنطقة تابعة لآشور وبابل وفارس ومقدونيا والمملكة الحشمونيةعلى التوالى. ويشير الأنبياء إلى المنطقة باسم «إفرايم». أما اسم «السامرة»، فيعود،على ما يبدو، إلى الآشـوريين الذين كانوا يُطلقون اسم العاصمة على المنطقة التييضمونها. والآن يُطلق الصهاينة مصطلح «يهودا والسامرة» على الضفة الغربية لتسويغالضم.







  4. #14
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    الجليـل
    Galilee
    «الجليل» من «الجلجال» وهولفظ سامي يُرجَّح أن يكون كنعاني الأصل ومعناه «الحجر المسندي الشكل»، ومعنى الكلمةبالعبرية «دائرة» أو «مقاطعة». والجليل هو اسم المنطقة الشمالية من فلسطين، وتقعبين نهر الليطاني ووادي يزرعيل، عرضها تسعة عشر ميلاً وطولها خمسة وعشرون ميلاً.وهي مقاطعة جبلية منتجة للحبوب وتَكثُر فيها الجبال، مثل الكرمل وجلبوع، التييَبلُغ ارتفاع بعضها أربعة آلاف قدم.

    وتُعدُّ الجليل من أوليات المناطقالتي سكنها الإنسان، ومن أقدم مدنها مدينة مجدو التي شهدت معارك طاحنة بينالكنعانيين والمصريين (1480 ق.م). وقد سـكنها الحـويون والجرجاشـيون وغـيرهم منالأقوام. وقد استقرت قبائل نفتالي وآشر ويساكر وزوبولون في الجليل. كما انتقلتإليها قبيلة دان. ولم يستطع العبرانيون طرد سكان الجليل، ولذا ظل سكانها خليطاً.وقد أعطى سليمان لحيرام (ملك صور) عشرين من مدنهـا نظير أدوات بناء ابتـاعها منه.وبعد التهجير إلى بابل والعودة منها، أصبحت أغلبية سكانها من غير اليهود. وقد غزاهاشيشنق أثناء حكم رحبعام، وضمها الآشوريون ثم حكمها الفرس والسلوقيون. وفي عام 63ق.م. احتلها الرومان وأصبحت الجليل تابعة لهم. وفي عهد الرومان كانت فلسطين تُقسَّمإلى ثلاث مناطق: الجليل والسامرة ويهودا (يوديا باللاتينية). وكانت الجليل ذاتهاتُقسَّم إلى الجليل الأعلى والجليل الأسفل.

    وحينما قام التمرد الحشموني،كان عدد اليهود من القلة بحيث اضطر سيمون الحشـموني إلى تهجيرالأقلية اليهوديةمنها خشـية أن تهاجمهم الأغلبية. وقد هاجر بعض اليهود إليها أثناء حكم الأسرةالحشمونية بعد أن ضم أرسطوبولوس الأول منطقة يهودا. وفي تلك المرحلة التاريخية، كانيهود الجليل غير ملتزمين بالشعائر الدينية كتلك الخاصة بالختان والعشور. ولذا، كانيُشار إليهم باسم «عَمْ هآرتس» أي «عوام الأرض»، وهي عبارة تفيد أنهم أجلاف غيرمؤمنين. وكان نطقهم للعبرية مختلفاً عن نطق اليهود الموجودين في يهودا. وتقولالمصادر إنهم لم يكن بوسعهم التمييز بين حرفي الألف والعين. وقد انضم بعض يهودالجليل إلى التمرد الأول ضد روما (66 ـ 73م) وكان قائد القوات اليهودية في الجليلهو يوسيفوس الذي استسلم للرومان. ولم يتخذ الرومان إجراءات انتقامية ضد سكانها مناليهود لأن أعداداً منهم، وخصوصاً في صفورية وطبرية، كانت متعاطفة مع الرومان. أماالتمرد الثاني (132 ـ 135م) ضد روما، فلم يؤيده سكان الجليل من اليهود.

    وأصبحت الجليل مركزاً للدراسات الدينية إذ تضم طبرية التي صارت مقراًللسنهدرين. ومن مدن الجليل أيضاً الكرمل وصفد. ويقع فيها بحر طبرية المعروف باسم «بحر الجليل». وقد نشأ المسيح في الجليل، ولذا فقد كان يعرف بـ «الجليلي». ثم دخلتالجليل بعد ذلك نطاق الحضارة الإسلامية، ونزلت قبائل عربية كثيرة فيها. وتأسست فيالعهد العثماني بعض الإمارات الإسلامية. ومن أهم مدن الجليل صفد وطبرية وبيسانوعكا. ولا تزال الكثافة السكانية العربية عالية في منطقة الجليل، رغم المحاولاتالصهيونية الرامية لتغيير طابعها السكاني.

    غــزة
    Gaza
    «غزة» كلمة سامية فيما يبدو، وتعني «قُوَى» أو «كنوز» أو «مخازن». وقد عرفهاالعبرانيون باسم «عزة»، والفرس باسم «هازاتو»، وسماها العرب «غزة هاشم» نسبة إلىهاشم بن عبد مناف جد الرسول الذي مات ودُفن فيها.

    وتشـير الكلمـة فيالثقافة العـربية إلى كلٍّ من قطاع غزة ومدينة غزة. وتَبعُد المدينة ثلاثة أميال عنساحل البحر المتوسط إلى الشرق، وعشرة أميال إلى الجنوب من عسقلان. ويمر بها الطريقالساحلي الرئيسي الممتد من لبنان إلى مصر ماراً من شمال فلسطين إلى جنوبها. وغزةآخر مدينة كبيرة قبل الوصول إلى سيناء، وآخر محطة لمن يريد دخول مـصر، وأول مـحطةلمن يريد دخول فلسـطين من ناحية الجنوب. ونظراً لموقعها الجغرافي، كان الاستيلاءعلى غزة يعني السـيطرة على طرق الحـرب والتجـارة بين آسـيا وأفريقـيا في العالمالقديم.

    كانت غزة من نصيب قبيلة يهودا عند تقسيم أرض كنعان بين القبائلالعبرانية، ولكن الفلستيين طردوهم منها واسترجعوها. وقد كانت غزة أيضاً مركز نشاطشمشون، كما كانت مركزاً لعبادة داجون الفلستية. وبقيت هياكل هذا الإله فيها حتى سنة 400م حيث حُطِّمت المعابد الوثنية فيها بمرسـوم إمبراطوري حينما تحـولت روما إلىالمسيحية.

    وكانت غزة على حدود المملكة العبرانية المتحدة حين احتلهاالآشوريون عام 720 ق.م. وعلى هذا، فقد اشتركت في التمرد ضد الحكم الآشوري ثم ضدنخاو (فرعون مصر) عام 608 ق.م. وكانت غزة المدينة الوحيدة في فلسطين التي لم تستسلمللإسكندر، فنكَّل بها وهدم أسوارها. وقد قاومت غزة المكابيين حينما قاموا بثورتهموأبت الخضـوع لهم، لكنها استسـلمت لهم عام 145 ق.م ثم تمرَّدت عام 95 ق.م، فحاصرهاألكسندر يانايوس لمـدة عـام. وبعد أن دخلـها، أحرقها وقتل أعداداً كبيرة من أهلها.

    وقد قاومت غزة الغزو الروماني لمدة طويلة. وبعد أن أخضعها الرومان، تحوَّلتإلى مستعمرة عسكرية. ولما نكَّل هادريان باليهود الذين ثاروا ضد الإمبراطوريةالرومانية، بعث بأسراهم إلىها حيث قُتلوا في المصارعة التي أُقيمت في حفلة الألعابالهدريانية.

    وظلت غزة تحت حكم الرومان إلى أن فتحـها العرب عام 634م.واستولى الفرنجة عليها عام 1100، فظلت بحوزتهم حتى تحررت بعد معركة حطين عام 1187.ثم احتلها الإنجليز عام 1917.

    وبعد عام 1948، دخلت غزة تحت الحكم الإداريالمصري، ومنها قام الفدائيون الفلسطينيون بشن هجماتهم على إسرائيل. وفي عام 1967،ضمَّتها إسرائيل، ولكنها قاومت الاحتلال بضراوة. وقد اعترف ديان وزير الدفاعالإسرائيلي حينذاك بأن غزة « يحكمها الفدائيون في الليل ». وقد اندلعت منهاالانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر 1987، واستمرت في التصاعد. وبمقتضى اتفاقية أوسلوأصبحت غزة خاضعة للسلطة الفلسطينية.

    طبريــة
    Tiberias
    «طبرية» مدينة في الجليل. وهي إحدى المدن الأربع التي يقدِّسها اليهود فيفلسطين والتي يجب ألا تنقطع فيها الصلاة. أما الثلاث الأخرى فهي: القدس والخليلوصفد. تقع طبرية شمال شرقي فلسطين عند البحيرة المسماة باسمها (بحيرة طبرية) علىبُعد أربعة أميال من طرفها الجنوبي. شيَّدها هيرود أنتيباس (ابن هيرود) عام 22موسماها على اسم الإمبراطور طيباريوس لتحل محل صفورية كعاصمة للجليل. وكانت طبريةتقع على طريق تجاري يربط سوريا بمصر، واشتهرت بالتجارة وصيد الأسماك. وتوجد علىمقربة منها عيون ساخنة جعلت منها منتجعاً صحياً مشهوراً. وفي النهاية، استقر فيهاأثرياء اليهود. ولذا، كانت المدينة تضم مكاتب الحكومة والصيارفة. كما أن بعض أعضاءالطبقات الفقيرة من اليهود استوطنوها ليحصلوا على الأرض والسكنى.

    وطبريةأول مدينة يهودية تنال استقلالها وتصبح مدينة (بوليس) لها الحق في أن تعلن الحربوتُوقِّع المعــاهدات وتفرض الضرائب، وكان يحكمها حاكم مُنتخَب تساعده لجنة من عشرةأفراد ومجلس مدينة من ستمائة شخص. وقد استسلمت طبرية للرومان أثناء التمرد اليهوديالأول ضد الرومان، ولذا لم يتم تخريبها. وقد أصبحت مركزاً لليهودية بعد تدميرالقدس، فشُيِّدت فيها حلقة تلمودية دُوِّنت فيها المشناه وأجزاء من الجماراه. ومعنىهذا أن التلمود الأورشليمي وُضع في طبرية.

    دخلت طبرية دائرة الحضارةالإسلامية وأرسل الخليفة عثمان ابن عفان إليها عام 30 هجرية مصحفاً كي يقرأالمسلمون فيه القرآن الكريم. وسقطت في يد الفرنجة بعض الوقت ثم استعادها صلاح الدينعام 1187 ولكنها سقطت مرة أخرى في يد الصليبيين عام 1240، ثم تم تحريرها بشكل نهائيعام 1247.

    استولى العثمانيون على طبرية عام 1517، وسمح سليمان القانونيلليهود بالإقامة فيها (1562). واستولى نابليون علىها عام 1799 ولمدة قصيرة. وازدهرتالمدينة أيام الحكم المصري لفلسطين إلا أن الدمار لحق بها بسبب الزلزال الشديد الذيوقع عام 1837.

    وطبرية من مدن فلسطين الأولى التي استقر فيها المستوطنونالصهاينة بسبب وجود مركز ديني فيها، كما كانت أول مدينة فلسطينية سلمتها قواتالاحتلال الإنجليزية للصهاينة.

    الخلــيل
    Hebron
    كلمة«الخليل» هي المقابل العربي للكلمة العبرية «حبرون»، ومعناها «صاحـب» أو «عصـبة» أو «ربـاط» أو «اتحـاد».، والخليل مدينة في فلسطين، وكان الكنعانيون يسمونها «قريةأربع» (باليونانية «تيترابوليس» أي «مدينة رباعية»). وتقع مدينة الخليل على بعدتسعة عشر ميلاً من القدس وثلاثة عشر ميلاً ونصف الميل من بيت لحم، على ارتفاع ثلاثةآلاف وأربعين قدماً من سطح البحر، وحولها عيون ماء كثيرة.والخليل إحدى المدن الأربعالمقدَّسة لدى اليهود التي يجب ألا تنقطع فيها الصلاة، إلى جانب القدس وصفد وطبرية.

    ويعود تاريخ الخليل إلى أبعد من عام 3500 ق.م. فقد سَكَن إبراهيم (الذيتُنسَب إليه المدينة) إلى جوارها لبعض الوقت واشترى مغارة المكفيلة (حسبما جاء فيالعهد القديم) حيث دُفن فيها فيما بعد. ثم سكنها بعده (حسب الرواية التوراتية) إسحقويعقوب ويوسف.

    وقد استولى العبرانيون على المدينة أثناء تسلـلهم إلى كنعان،وأبادوا سكانها من العناقيين. وقد لجأ إليها داود هرباً من شاؤول (ويُقال إن يوشعبن نون هو الذي غيَّر اسمها من «قرية أربع» إلى «حبرون»). وتقع الخليل في منطقةيهودا التي كانت تَخُصُّ قبيلة يهودا، ولكن المدينة نفسها كانت إحدى مدن الملجأ.وقد احتلها الأدوميون بعد التهجير البابلي، وضمها الحشمونيون إلى مملكتهم، ثم أصبحتجزءاً من فلسطين الرومانية.

    ثم دخلت الخليل مجال الحضارة العربيةالإسلامية. والخليل تضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومزار سيدنا إبراهيم عليه السلام.ازدهرت المدينة في العصر المملوكي والعثماني (استولى عليها الفرنجة وجعلوها مركزإبراشية وبنوا كنيسة في موقع الحرم عام 1168)، وانتشر العمران خارج أسوارها منذنهاية القرن التاسع عشر.

    وفي العصر الحديث بعد دخول القوات البريطانيةفلسطين ووصول المستوطنين الصهاينة كانت الخليل ملجأً للمجاهدين لانتشار المغاراتالقديمة في جبالها ولأن أية قوة مطاردة يصعب علىها أن تعثر على المجاهدين. وكانتمعاركها قبل إعلان الدولة الصهيونية هي الأعنف في الاشتباكات مع العدو حتى أنالمستوطنين الصهاينة سبق أن فروا من المدينة كلها عام 1929 تاركين بيوتهم ومحالهميوم ثورة البراق.

    وقد شهدت الخليل ثورة ديموجرافية حقيقية بعد احتلالفلسطين عام 1948 لوفود عدد كبير من اللاجئين إليها. فزاد عدد سكانها 54% خلال 27عاماً. وقد اختارت إسرائيل بعد ضم الضفة الغربية عام 1967 موقعاً متميِّزاً على تلةلتقيم مستوطنة صهيونية تُسمَّى «قريات أربع» وقامت بمحاولات لتهويد الحرمالإبراهيمي.

    وقد شهدت المدينة واحدة من أكبر المذابح الصهيونية حينما قامالمستوطن الصهيوني باروخ جولدشتاين بإطلاق النار على المصلين وهم ساجدون داخل الحرمالإبراهيمي فاستُشهد منهم أكثر من ثلاثين. وقد تبيَّن أن الإرهابي الصهيوني (الذيقُتل أثناء الحادث) من مستوطنة قريات أربع، وأنه ضابط طبيب في الجيش الإسرائيليوأنه استخدمرشاشه الرسمي في الجريمة. وقد أقام له المستوطنون مقبرة خاصة أصبحتمزاراً لهم.







  5. #15
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    صفــد
    Safed
    «صفد» من الكلمة الكنعانية «صفت» بمعنى «العطاء»، وهي مدينة في الجليل تقع فوق جبل على ارتفاع ألفين وسبعمائةوثمانين قدماً من سطح البحر. وهي إحدى المدن الأربع المقدَّسة عند اليهود (إلى جانبالقدس والخليل وطبرية). ومع هذا، لم يأت ذكرها في الكتاب المقدَّس إذ يبدو أنهاكانت قرية صغيرة ضئيلة الشـأن. وقد ظلت كذلك حقـباً طويلة مـن الزمن، فلم يأت لهاذكر في الفتوحات العربية الأولى. وقد دارت المعارك بين الفرنجة والمسلمين حول صفدإلى أن حررها الظاهر بيبرس عام 1267 ثم أصبحت عام 1517 جزءاً من الدولة العثمانية.

    ولا نعرف الكثير عن تاريخ وجود أعضاء الجماعات اليهودية فيها، وحينما زارهابنيامين التطيلي في القرن الثاني عشر، لم يجد فيها يهوداً. لكن بعض اليهودالمهاجرين من إسبانيا استوطنوها في القرن الخامس عشر. وكان اليهود المقيمون فيهايتاجرون في التوابل والجبن والزيت والخضراوات والفواكه.

    وفي القرن السادسعشر، أصبحت صفد مركزاً دينياً، إذ عاش فيها يوسف كارو مؤلف الشولحان عاروخ وإسحقلوريا وتلميذه حاييم فيتال، وهم من أهم القبَّاليين، وبذلك أصبحت صفد مركزاًللدراسات القبَّالية. ومع هذا، لم يكن عدد اليهود فيها يزيد على سبعمائة وست عشرةأسرة عام 1548. وفي نهاية القرن السابع عشر، كان عدد اليهود من دافعي الضرائب لايزيد على عشرين. وقد استوطنها، مع نهاية القرن الثامن عشر، بعض الحسيديين. وقداحتلتها القوات البريطانية ضمن ما احتلت من فلسطين عام 1918، واستوطنها الصهاينة.وفي عام 1948 تم طرد سكانها العرب وحل محلهم مستوطنون صهاينة.

    أريحـــا
    Jericho
    «أريحا» من «يرخو» وهي كلمة كنعانيةتعني «مدينة القمر» (وقد يدل هذا على أن عبادة القمر السامية كانت منتشرة فيها)ويُقال إن معناها أيضاً «الروائح العطرية» (ويشار إليها في العصر الحديث أحياناًبكلمة «الريحا»).

    وأريحا مدينة كنعانية قديمة يرجع تاريخها إلى حوالي سبعةآلاف عام، واكتُشف فيها أقدم فخار وأقدم نحت في العالم، وتُعَدُّ أقدم مدن فلسطين.بل ويُقال إنها أقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم (وحيث إنها هُجرت بعض الوقت،فإن دمشق ودمنهور هما المدينتان اللتان تستحقان هذا الشرف، إذ أن الحياة البشريةمستمرة فيهما دون انقطاع منذ ظهرتا إلى الوجود).

    وتقع أريحا على مسافة سبعةوثلاثين كيلو متراً شرقي الشمال الشرقي لمدينة القدس، في الطرف الغربي لغور الأردنالغربي (يُقال له غور أريحا) على بُعد حوالي ثمانية كيلو مترات غربي نهر الأردنالذي تصب مياهه بعدها بقليل في البحر الميت. وترتبط أريحا مع غور الأردن ومعالضفتين الشرقية والغربية بشبكة طرق، وهي منفتحة جنوباً على البحر الميت وصحراءالنقب. وكانت أريحا المعبر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاجالمسيحيون القادمون من القدس. ومن جهة أخرى، كانت أريحا بوابة شرقية لفلسطين عبرهاكثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور. ومساحة المدينةإدارياً تبلغ خمسة وعشرين كيلو متراً مربعاً تقريباً، وهي بذلك تساوي منطقة الخليلالتي تقع جنوبها. وأريحا منخفضة تحت سطح البحر بنحو مائتين وستة وسبعين متراً (ولذافجوها حار).

    وأريحا القديمة تقع في تل السلطان بالقرب من عين السلطان (علىمقربة من أريحا الحديثة) وقد اتخذها الهكسوس قاعدة لهم بين عامي 1750 - 1600 ق.م.وهي أول مدينة هاجمها العبرانيون أثناء تسللهم في أرض كنعان (فلسطين) وغزوهم إياها.وقد أرسل يشوع بن نون جاسوسين إلى المدينة (حسب الرواية التوراتية)، فدخلا بيتامرأة اسمها «راحاب» (يُشار إليها دائماً بالزانية). و«راحاب» من الكلمة العبرية «رحب» أو «مُتَّسع»، إذ يبدو أنها استقبلت الجاسوسين على الرحب والسعة (سفر يشوع 2/1 - 24). وحينما علم ملك أريحا بأمرهما، حاول القبـض عليهما ولكن راحاب خبأتهما،وضللت الرسـل، وقـالت: "لسـت أعلم أين ذهـب الرجـلان، اسـعوا سـريعاً وراءهما حتىتدركوهما". وبعـد أن رحل حرَّاس الملك، قالـت راحـاب للرجـلين: "علمت أن الرب قدأعطاكم الأرض وأن رُعبكم قد وقع علينا وأن جميع سكان الأرض ذابوا من أجلكم، لأنناقد سمعنا كيف جفَّف الرب مياه بحر القلزم قدامكم عند خروجكم من مصر". ثم ذكرت لهمابعض الأحداث الأخرى التي بثت الرعب في نفوس أهل أريحا "ولم تبق بعد روحٌ في إنسانبسببكم"، وطلبت منهما الأمان لنفسها ولأهلها عند سقوط المدينة في يد العبرانيين،وعاد الجاسوسان وقالا ليشوع: "إن الرب قد دفع بيدنا الأرض كلها وقد ذاب كل سكانالأرض بسببنا".

    ووفقاً لأمر الرب، حسب الرواية التوراتية، سار المحاربون منإسرائيل في صحبة سبعة من الكهنة، حاملين أبواقاً وتابوت العهد، وقد طاف هؤلاء حولالمدينة مرة في اليوم لمدة ستة أيام. وفي اليوم السابع طافوا حولها سبع مرات وضربوابالأبواق وهتفوا هتافاً عالياً فسقطت أسـوار المدينة، فقام العبرانيون بذبح "كل منفي المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير… وقال يشوعللرجلين اللذين تجسسا الأرض: دخلا بيت المرأة الزانية وأخرجا من هناك المرأة وكل مالها كما حلفتما لها" (يشوع 6/24).

    ويذكر العهد القديم أن راحاب عاشت في وسطإسرائيل (يشوع 6/25) بل تذكر التقاليد الدينية أنها تزوَّجت يشوع وأن عدداً منأنبياء اليهود جاءوا من نسلها من بينهم إرميا. ثم حلف يشوع في ذلك الوقت قائلاًملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا (يشوع 6/27).

    وفيعصر القضاة أخرج عجلون ملك المؤابيين اليهود من أريحا واتخذها عاصمة له وأقام لنفسهقصراً فيها (قضاه 3/13). وقد أقام فيها رسل داود الذين حلق ملك عمون لحاهم إلى أننمت مرة أخرى (صموئيل الثاني 10/5). وفي زمن الملك العبراني أحـاب، بناها حـيئيلالبيتئيـلي ولكـنـه فَقَـد ابنيه (وفــقاً لنبوءة يشـوع). وقد قبض البابليون علىالملك العبراني صدقيا بالقرب من أريحا ثم حطموا المدينة عام 587 ق.م.

    وفيالعصر الهيليني، تحوَّلت أريحا إلى مقبرة، ثم قام الحشمونيون (المكابيون) بتعميرها.وقد جدَّد هيرود المدينة ووسَّعها وأسَّس فيها القصور والميادين والقنوات والحصون،فامتدت فوق ما يُعرَف اليوم بتلال أبي العليق. وقد خُرِّبت، ولكن أُعيد بناؤها فيالقرن الرابع الميلادي في عهد قسطنطين الأكبر (306 - 327م) وانتشرت فيها المسيحيةوأقيمت في ضواحيها الأديرة والكنائس وأصبحت مركز الأسقفية.

    وفي العصرالإسلامي، استقرت فيها قبائل بني النضير اليهودية بعد طردها من الجزيرة العربيةوازدهرت المدينة وأصبحت أهم مدينة زراعية في غور الأردن وأحيطت بمزارع النخيلوالموز وقصب السـكر والريحـان والحنـة والبلسـم وسـكنها قوم من قيس وجماعة من قريش.

    وقد استولى الفرنجة على أريحا وأسس فرسان الهيكل قلعة بالقرب منها، ولكنصلاح الدين حررها عام 1187 ثم تحولت أريحا بعد ذلك إلى قرية صغيرة متواضعة لا أهميةلها.

    وكانت أريحا مركزاً حياً في أواخر العهد العثماني ثم أصبحت مركز قضاءفي عهد الانتداب البريطاني حتى عام 1944 حين أُلحقت بقضاء القدس. وبعد عام 1948،عادت أريحا مركز قضاء يحمل اسمها داخل الضفة الغربية. وقد تَدفَّق عليها آلافاللاجئين وأُقيمت بجوارها مخيمات عين السلطان وعقبة جبر. وبلغ عدد سكانها في أواخرالسبعينيات ما يزيد على 15 ألف نسمة.

    وأريحا مشهورة في الوقت الحاضربأراضيها الزراعية التي تعتمد أساساً على الينابيع والآبار. ويُوجَد بجوار أريحامشروع موسى العلمي للزراعة وتربية المواشي الذي استوعَب كثيراً من اللاجئين. وتوجدعدة صناعات في أريحا من بينها صناعة السكر من القصب وتصنيع التمر من البلح وصناعةالنسيج. وتتميَّز أريحا بما فيها من آثار ترجع إلى العصور القديمة والرومانيةوالمسيحية والإسلامية وهي تُعَدُّ مشتى ممتازاً.

    ولموقع أريحا بُعْد عسكري،فهي بوابة طبيعية تشرف على الطرق المؤدية إلى الأغوار والمرتفعات الجبلية، ولذاحرصت إسرائيل على احتلالها في حرب 1967 قبل غـيرها من مدن الضفـة الغربية لنـهرالأردن، وذلك بالالتفاف حول الضفة الغربية لاحتلال محور طوباس - أريحا وعزل الضفةالغربية عن الضفة الشرقية.

    وينطلق مشروع آلون من مفهوم أن حدود إسرائيلالدائمة لابد أن يَسهُل الدفاع عنها وأن تعتمد على عوائق طبوغرافية دائمة مثل قناةالسويس أو نهر الأردن. ولذلك اقترح آلون ضم شريط من الأراضي بعمق 10 - 15 كيلومتراً على طول وادي الأردن حتى البحر الميت ثم زيد بعد ذلك إلى 20 كيلو متراً، وقدبلغ عدد المستعمرات في هذا الشريط عام 1971 عشر مستعمرات، ثم أخذت تزداد إلى أنبلغت عام 1982 أربعين مستعمرة. وبمقتضى اتفاقية أوسلو أصبحت أريحا في يد السلطةالفلسطينية.

    القـدس: أســماؤها
    Jerusalem: Names
    «القدس» تقابلها في العبرية كلمة «يروشالايم»، وقد وردت الكلمة بهذه الصيغة فيالعهد القديم أكثر من ستمائة وثمانين مرة. وهي كلمة مشتقة (منذ القرن التاسع عشرقبل الميلاد) من الكلمة الكنعانية اليبوسية «يورشاليم» (من مقطع «يارا» بمعنى «يؤسس» أو من «أور» بمعنى «موضع» أو «مدينة»؛ ومقطع «شولمانو» أو «شالم» أو «شلم»وهو الإله السامي للسلام). وفي الكتابات المصرية المعروفة بـ «نصوص اللعنة» التييرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، وردت الكلمة بشكل «روشاليموم». وقد ورد في مراسلات تل العمارنة (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) سترسائل من عبدي خيبا، ملك «أوروسالم». ويتكرر الاسم بشكل «أوروسليمو» في الكتاباتالآشورية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد. أما في كتابات القرن الرابعاليونانية، فقد سُمِّيت «هيروسوليما»، ومن الواضح أن الاسم اللاتيني «جروسالم» جاءمن الاسم الكنعاني للمدينة. وذكر ياقوت المدينة باسم «أورشلين» و«أوريسلم»و«أورسلم». ويُشار إليها أيضاً بأنها «يبوس» نسبة إلى سكانها من اليبوسيين، وهم منبطون العرب الأوائل الذين نزحوا من الجزيرة العربية نحو عام 2500 ق.م واحتلواالتلال المشرفة على المدينة القديمة. وقد ورد اسم «يبوس» في الكتابات المصريةالهيروغليفية باسم «يابثي» و«بابتي» وهو تحريف للاسم الكنعاني.

    وقد بنىاليبوسيون قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس سُمِّيت «حصن يبوس»، ثمأُطلق عليها فيما بعد اسم «حصن صهيون». ويُعرَف الجبل الذي أُقيم عليه الحصن باسم «الأكمة» أو «هضبة أوفل»، وأحياناً باسم «جبل صهيون». وقد أنشأ السلوقيون، في موضعحصن يبوس، قلعة منيعة عُرفت باسم «قلعة عكرا» أو «إكرا». وتُسمَّى القدس أحياناً «صهيون».

    وتُطلق التوراة على المدينة، إلى جانب لفظ «يروشالايم»، لفظ «شاليم» و«مدينة الإله» و«مدينة العدل» و«مدينة السلام» و«مدينة الحق»، وكذلك «المدينة المقدَّسة» و«مدينة الشعب المقدَّس» و«آرئييل» (أي «أسد الإله»). ويذكرالمؤرخ اليوناني هيرودوت، في القرن الخامس قبل الميلاد، مدينة كبيرة في سوريا (بلادالشام) سماها «قديتس». (والاسم على الأرجح تحريف للنطق الآرامي «قديشتا» أي «القدس»). وعندما استولى داود على المدينة حوالي سنة 1000 ق.م، لم يجد اسماً خاصاًيُطلَق عليها فسماها «مدينة داود» ولكنها عادت بعد ذلك إلى اسمها القديم.

    وفي العهد الروماني، دمَّر الإمبراطور إيليوس هادريانوس المدينة (عام 135)وغيَّر اسمها إلى «إيليا كابيتولينا»؛ و«إيليا» هو اسم الإمبراطور، و«كابيتولينا»نسبة إلى «الكابيتول» معبد جوبتر كبير آلهة الرومان. وأعاد إليها الإمبراطورقسطنطين، الذي اعتنق المسيحية في القرن الرابع الميلادي، اسمها القديم «أورشليم».ويبدو أن اسم «إيليا» ظل مُتداوَلاً بدليل وروده في العهد العُمَري أو عهد الأمانالذي منحه الخليفة عمر بن الخطاب إلى سكان المدينة عام 638. وفي العصور التالية،سُمِّيت المدينة «بيت المقدس» و«القدس الشريف»، وقد سماها أحد علماء المسلمين فيالقرن الخامس الهجري بالاسمين: «بيت المقدس» و«إيليا».






  6. #16
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    القـــدس: مكانتهــا فـي الوجــدان الدينـــي اليـــهودي
    Jerusalem: Status in the Jewish Religious Imagination
    للقدس أهميتهاالخاصة عند المسلمين والمسيحيين واليهود نظراً لما تحتويه من آثار دينية، وهذا مايجعلها من أهم المراكز الروحية ومن أهم مراكز التوحيد. ولكنها في الوقت نفسه ذاتأهمية جغرافية حيث تقع على تَقاطُع الطرق التي تربط جميع أرجاء العالم القديمبقاراته الثلاث. وهذا ما جعلها (شأنها شأن فلسطين ككل)، هدفاً لجميع القوى السياسيةالدولية على مرّ العصور. والاهتمام الصهيوني بالقدس والدعم الاستعماري للاستيطانالصهيوني فيها لا علاقة له بتطلعات اليهود الدينية، التي يمكن الوفاء بها دون حاجةلتهويد القدس وتوطين نصف مليون يهودي فيها وربطها بأنفاق وجسور، بالمستوطنات، التيتقع داخل نطاق ما يُسمَّى «القدس الكبرى». بل إن كثيراً من اليهود المتدينين يشكونمن أن تهويد القدس يتم في إطار الإثنية اليهودية (اللادينية) وليس في إطار الانتماءالديني، ولذا يُلاحَظ أن المدينة التي كانت ذات صبغة دينية واضحة (مقابل تل أبيبالشيطانية) بدأت تفقد طابعها الديني وتتحوَّل إلى مركز سياحي توجد فيه محلاتالأشياء الإباحية على مقربة من حائط المبكى!
    وقبل أن نتناول مكانة القدس فيالوجدان الديني اليهودي قد يكون من المفيد أن نتناول بشكل موجز مكانتها في وجدانالمسيحيين والمسلمين.

    ظلت للقدس، لبعض الوقت، مكانتها الخاصة في الوجدانالمسيحي، إذ كانت فلسطين تُعَدُّ الوطن المقدَّس الذي ورَّثه المسيح لأبنائهالمسيحيين. ولم تكن القدس تُوصَف بأنها «صهيون اليهودية» بل بأنها «مدينة العهدالجديد المقدَّسة». ولم تتضاءل أهمية هذه المدينة كمدينة مقدَّسة إلا بعد عام 590حين أصبح عرش البابا جريجوري العظيم مركز السلطة المسيحية، وأصبحت لروما الحظوة علىالقدس. وأصبح أسقف القدس يحتل المرتبة الخامسة في السلسة الهرمية لهيئة الكهنوتالكاثوليكية. ومع ذلك، بقيت فلسطين (الأرض المقدَّسة) تتغلغل في حياة وخيال مسيحيّيالعصور الوسطى. وكانت الرحلة إلى الأرض المقدَّسة مطمح كل مسيحي، مع ما قد يرافقذلك من إغراء بالمغامرة والكسب الاقتصادي ومن مشاهد رائعة، وكان من يزورونها يثيرونلدى الآخرين الرغبة في زيارتها.ولا تزال للقدس مكانتها الخاصة في الوجدانالمسيحي (رغم تَراجُع أهمية الحج على الأقل بالنسبة للمسيحيين الغربيين). وللكنيسةالقبطية موقف خاص من القضية، فالحج لا يزال من الشعائر المهمة بالنسبة للأقباط، ومعهذا أصدر البابا قراراً بتحريم أداء هذه الشعيرة طالما أن القدس تحت هيمنة الدولةالصهيونية. وأهم الآثار المسيحية في القدس كنيسة القيامة التي تضم قبر السيد المسيحوالكنائس المقامة على جوانب طريق الآلام.

    أما بالنسبة للمسلمين فيرجعاهتمامهم بالقدس إلى أنها غاية مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأرض المعراجولكونها مباركة (بنص سورة الإسراء) وبها أولى القبلتين وثالث الحرمين. وكانالمسلمون يتوجهون بالصلاة إليها حينما كانوا بمكة قبل الهجرة، واستمروا في التوجهللصلاة إلى بيت المقدس حوالي سبعة عشر شهراً حتى أمرهم الله تعالى بالتوجه إلىالكعبة. وهناك أحاديث شريفة كثيرة تبيِّن أهمية القدس ومكانتها عند المسلمين. وقداهتم بها الحكام والخلفاء المسلمون فأُنشئت فيها المساجد والمقابر والزواياوالتكايا فضلاً عن الأسبلة والأربطة والمدارس. كما أَوقف الكثيرون على القدس معظمالأراضي المجاورة لها. ومن أهم الآثار الإسلامية المقدَّسة في المدينة مسجد قبةالصخرة والمسجد الأقصى والحرم المقدسي الذي يضم المسجدين.

    وتشغل القدس(«أورشليم» في المصطلح الديني) مكاناً مركزياً في الوجدان اليهودي. فبعد أن استولىعليها داود، نُقل إليها تابوت العهد ثم بنى سليمان فيها الهيكل. ويُطلَق علىالمدينة اسم «صهيون» في الموروث الديني، أما الشعب فهو «بنت صهيون». وهي تضم أيضاًجبل صهيون وقبر داود وحائط المبكى. وقد أصبحت المدينة مركزاً للدين اليهودي يتَّجهإليها اليهود ويذكرونها في صلواتهم، وخصوصاً في الاحتفال بعيد الفصح حيث يرددون: "نلتقي في العام القادم في أورشليم"، وهي المدينة التي كانوا يحجون إليها ثلاث مراتفي العام.

    وقد أحاط التشريع اليهودي والتراث الأجادي مدينة القدس بكثير منالقوانين والأساطير. وفي الأجاداه، تُوجد أوصاف مُسرفة في مديح أورشليم وأهلها، فهيعلى سبيل المثال سُرَّة العالم ولا يضاهيها في حُسنها مدينة أخرى. وفي محاولة تفسيرسبب سقوطها، تلوم الأجاداه أهلها وتُلقي عليهم المسئولية، فأهل أورشليم: "كانوايحبون المال، يكرهون بعضهم بعضاً، ويكرهون العلماء، ولم يقيموا شعائر السبت". وجاءفي الأجاداه أيضاً أن الإله خلق أورشليم عند خلقه العالم، وأنه أقام خيمة الاجتماعفيها، وصلَّى متمنياً ألا يعصيه أبناؤه وحبيبته، أي أورشليم. وهناك كذلك إشارات إلىأورشليم في العصر المشيحاني (أي بعد عودة الماشيَّح المخلِّص اليهودي وقيادته الشعبإلى فلسطين): "فستمتلئ حدودها بالأحجار الكريمة، وسيأتي اليهود ويأخذونها، وسيضافإليها آلاف الحدائق". وقد طوَّرت القبَّالاه هذه الأفكار حيث صوَّرت أورشليم كأنهاالمكان الذي سيفيض فيه الخير من السماء ومنها يوزَّع على بقية العالم. وهي، بهذا،الشخيناه أو الملكوت الذي سيحكم العالم. وتحيط التلال بالقدس حتى لا تصل إليها قوىالظلام (الجانب الآخر في القبَّالاه) ويقوم على حراستها ملائكة الشخيناه. وأورشليملا يفصلها أي فاصل عن الإله، وتصعد كل أدعية جماعة يسرائيل من خلالها. كما أنأورشليم، باعتبارها الملكوت، تلعب دوراً مهماً في عملية الإصلاح (تيقون)، إذ ستعلوجدرانها وتقترب من العرش الإلهي. وبهذا، يعود التوازن للعالم، ولعالم التجليات (سفيروت). والقدس إحدى مدن فلسطين الأربع المقدَّسة التي يجب ألا تنقطع فيها الصلاة (إضافة إلى الخليل وصفد وطبرية).
    ومع هذا تُحرِّم اليهودية الحاخاميةالعودة إلى فلسطين (إرتس يسرائيل) ومن ثم القدس، إلا في آخر الأيام. وفي العصرالحديث أحجم أحد كبار الحاخامات عن زيارة القدس وقطع رحلته في طريقه إليها، خوفاًمن أن يُفسِّر الصهاينة رحلته هذه بأنها قبول لمبدأ العودة.

    وقد حاولتاليهودية الإصلاحية أن تخفَّف من الجانب القومي في اليهودية بأن تُحوِّل فكرةاللقاء في القدس إلى فكرة معنوية تشبه فكرة العصر الذهبي والحلم بالسعادة والفردوس.ولكن الصهيونية فسَّرت الشعار الديني تفسيراً حرفياً وحولته إلى شعار سياسي. وفىإطار هذا الفهم السياسي الضيق، قام الإسرائيليون بتغيير الصلوات، واستبدلوا بالصيغةالتقليدية في الدعاء صيغة جديدة تقول: في العام القادم نعيد بناء أورشليم. ولايعترف السامريون بالقدس مركزاً للدين اليهودي، فنابلس هي مدينتهم المقدَّسة.

    القــــدس: تـــاريخ
    Jerusalem: History
    للقدسأهميتها الخاصة عند المسلمين والمسيحيين واليهود نظراً لما تحتويه من آثار دينية،وهذا ما يجعلها من أهم المراكز الروحية ومن أهم مراكز التوحيد. ولكنها في الوقتنفسه ذات أهمية جغرافية حيث تقع على تَقاطُع الطرق التي تربط جميع أرجاء العالمالقديم بقاراته الثلاث. وهذا ما جعلها (شأنها شأن فلسطين ككل)، هدفاً لجميع القوىالسياسية الدولية على مرّ العصور. والاهتمام الصهيوني بالقدس والدعم الاستعماريللاستيطان الصهيوني فيها لا علاقة له بتطلعات اليهود الدينية، التي يمكن الوفاء بهادون حاجة لتهويد القدس وتوطين نصف مليون يهودي فيها وربطها بأنفاق وجسور،بالمستوطنات، التي تقع داخل نطاق ما يُسمَّى «القدس الكبرى». بل إن كثيراً مناليهود المتدينين يشكون من أن تهويد القدس يتم في إطار الإثنية اليهودية (اللادينية) وليس في إطار الانتماء الديني، ولذا يُلاحَظ أن المدينة التي كانت ذاتصبغة دينية واضحة (مقابل تل أبيب الشيطانية) بدأت تفقد طابعها الديني وتتحوَّل إلىمركز سياحي توجد فيه محلات الأشياء الإباحية على مقربة من حائط المبكى!

    وقبل أن نتناول مكانة القدس في الوجدان الديني اليهودي قد يكون من المفيدأن نتناول بشكل موجز مكانتها في وجدان المسيحيين والمسلمين.

    ظلت للقدس،لبعض الوقت، مكانتها الخاصة في الوجدان المسيحي، إذ كانت فلسطين تُعَدُّ الوطنالمقدَّس الذي ورَّثه المسيح لأبنائه المسيحيين. ولم تكن القدس تُوصَف بأنها «صهيوناليهودية» بل بأنها «مدينة العهد الجديد المقدَّسة». ولم تتضاءل أهمية هذه المدينةكمدينة مقدَّسة إلا بعد عام 590 حين أصبح عرش البابا جريجوري العظيم مركز السلطةالمسيحية، وأصبحت لروما الحظوة على القدس. وأصبح أسقف القدس يحتل المرتبة الخامسةفي السلسة الهرمية لهيئة الكهنوت الكاثوليكية. ومع ذلك، بقيت فلسطين (الأرضالمقدَّسة) تتغلغل في حياة وخيال مسيحيّي العصور الوسطى. وكانت الرحلة إلى الأرضالمقدَّسة مطمح كل مسيحي، مع ما قد يرافق ذلك من إغراء بالمغامرة والكسب الاقتصاديومن مشاهد رائعة، وكان من يزورونها يثيرون لدى الآخرين الرغبة في زيارتها.

    ولا تزال للقدس مكانتها الخاصة في الوجدان المسيحي (رغم تَراجُع أهمية الحجعلى الأقل بالنسبة للمسيحيين الغربيين). وللكنيسة القبطية موقف خاص من القضية،فالحج لا يزال من الشعائر المهمة بالنسبة للأقباط، ومع هذا أصدر البابا قراراًبتحريم أداء هذه الشعيرة طالما أن القدس تحت هيمنة الدولة الصهيونية. وأهم الآثارالمسيحية في القدس كنيسة القيامة التي تضم قبر السيد المسيح والكنائس المقامة علىجوانب طريق الآلام.

    أما بالنسبة للمسلمين فيرجع اهتمامهم بالقدس إلى أنهاغاية مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأرض المعراج ولكونها مباركة (بنص سورةالإسراء) وبها أولى القبلتين وثالث الحرمين. وكان المسلمون يتوجهون بالصلاة إليهاحينما كانوا بمكة قبل الهجرة، واستمروا في التوجه للصلاة إلى بيت المقدس حوالي سبعةعشر شهراً حتى أمرهم الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة. وهناك أحاديث شريفة كثيرةتبيِّن أهمية القدس ومكانتها عند المسلمين. وقد اهتم بها الحكام والخلفاء المسلمونفأُنشئت فيها المساجد والمقابر والزوايا والتكايا فضلاً عن الأسبلة والأربطةوالمدارس. كما أَوقف الكثيرون على القدس معظم الأراضي المجاورة لها. ومن أهم الآثارالإسلامية المقدَّسة في المدينة مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى والحرم المقدسيالذي يضم المسجدين.

    وتشغل القدس («أورشليم» في المصطلح الديني) مكاناًمركزياً في الوجدان اليهودي. فبعد أن استولى عليها داود، نُقل إليها تابوت العهد ثمبنى سليمان فيها الهيكل. ويُطلَق على المدينة اسم «صهيون» في الموروث الديني، أماالشعب فهو «بنت صهيون». وهي تضم أيضاً جبل صهيون وقبر داود وحائط المبكى. وقد أصبحتالمدينة مركزاً للدين اليهودي يتَّجه إليها اليهود ويذكرونها في صلواتهم، وخصوصاًفي الاحتفال بعيد الفصح حيث يرددون: "نلتقي في العام القادم في أورشليم"، وهيالمدينة التي كانوا يحجون إليها ثلاث مرات في العام.

    وقد أحاط التشريعاليهودي والتراث الأجادي مدينة القدس بكثير من القوانين والأساطير. وفي الأجاداه،تُوجد أوصاف مُسرفة في مديح أورشليم وأهلها، فهي على سبيل المثال سُرَّة العالم ولايضاهيها في حُسنها مدينة أخرى. وفي محاولة تفسير سبب سقوطها، تلوم الأجاداه أهلهاوتُلقي عليهم المسئولية، فأهل أورشليم: "كانوا يحبون المال، يكرهون بعضهم بعضاً،ويكرهون العلماء، ولم يقيموا شعائر السبت". وجاء في الأجاداه أيضاً أن الإله خلقأورشليم عند خلقه العالم، وأنه أقام خيمة الاجتماع فيها، وصلَّى متمنياً ألا يعصيهأبناؤه وحبيبته، أي أورشليم. وهناك كذلك إشارات إلى أورشليم في العصر المشيحاني (أيبعد عودة الماشيَّح المخلِّص اليهودي وقيادته الشعب إلى فلسطين): "فستمتلئ حدودهابالأحجار الكريمة، وسيأتي اليهود ويأخذونها، وسيضاف إليها آلاف الحدائق". وقدطوَّرت القبَّالاه هذه الأفكار حيث صوَّرت أورشليم كأنها المكان الذي سيفيض فيهالخير من السماء ومنها يوزَّع على بقية العالم. وهي، بهذا، الشخيناه أو الملكوتالذي سيحكم العالم. وتحيط التلال بالقدس حتى لا تصل إليها قوى الظلام (الجانب الآخرفي القبَّالاه) ويقوم على حراستها ملائكة الشخيناه. وأورشليم لا يفصلها أي فاصل عنالإله، وتصعد كل أدعية جماعة يسرائيل من خلالها. كما أن أورشليم، باعتبارهاالملكوت، تلعب دوراً مهماً في عملية الإصلاح (تيقون)، إذ ستعلو جدرانها وتقترب منالعرش الإلهي. وبهذا، يعود التوازن للعالم، ولعالم التجليات (سفيروت). والقدس إحدىمدن فلسطين الأربع المقدَّسة التي يجب ألا تنقطع فيها الصلاة (إضافة إلى الخليلوصفد وطبرية).

    ومع هذا تُحرِّم اليهودية الحاخامية العودة إلى فلسطين (إرتسيسرائيل) ومن ثم القدس، إلا في آخر الأيام. وفي العصر الحديث أحجم أحد كبارالحاخامات عن زيارة القدس وقطع رحلته في طريقه إليها، خوفاً من أن يُفسِّر الصهاينةرحلته هذه بأنها قبول لمبدأ العودة.

    وقد حاولت اليهودية الإصلاحية أنتخفَّف من الجانب القومي في اليهودية بأن تُحوِّل فكرة اللقاء في القدس إلى فكرةمعنوية تشبه فكرة العصر الذهبي والحلم بالسعادة والفردوس. ولكن الصهيونية فسَّرتالشعار الديني تفسيراً حرفياً وحولته إلى شعار سياسي. وفى إطار هذا الفهم السياسيالضيق، قام الإسرائيليون بتغيير الصلوات، واستبدلوا بالصيغة التقليدية في الدعاءصيغة جديدة تقول: في العام القادم نعيد بناء أورشليم. ولا يعترف السامريون بالقدسمركزاً للدين اليهودي، فنابلس هي مدينتهم المقدَّسة.







  7. #17
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    القـــــدس: تهـــويدها
    Jerusalem: Judaization
    «التهويد» هو عملية نزع الطابع الإسلامي والمسيحي عن القدس وفرض الطابع الذييُسمَّى «يهودياً» عليها. وتهويد القدس جزء من عملية تهويد فلسطين ككل، ابتداءً منتغيير اسمها إلى «إرتس يسرائيل»، مروراً بتزييف تاريخها، وانتهاءً بهدم القرىالعربية وإقامة المستوطنات ودعوة اليهود للاستيطان في فلسطين).

    وقد بدأتعملية التهويد منذ عام 1948، وزادت حدتها واتسع نطاقها منذ يونيه 1967. وقد ارتكزتالسياسة الإسرائيلية على محاولة تغيير طابع المدينة السكاني والمعماري بشكل بنيويفاستولت السلطات الإسرائيلية على معظم الأبنية الكبيرة في المدينة واتبعت أسلوب نسفالمنشآت وإزالتها لتحل محلها أخرى يهودية، كما قامت بالاستيلاء على الأراضي التييمتلكها عرب وطردهم وتوطين صهاينة بدلاً منهم.

    وقد أعلن بن جوريون في مجلسالشعب المؤقت (الكنيست فيما بعد) يوم 24 يونية 1948 أن مسألة إلحاق القدس بإسرائيلليست موضع نقاش، فما يُناقش هو كيفية تحقيق هذا الهدف. وقد أُعلنت القدس عاصمةلإسرائيل في 23 يناير 1950.

    وقد قامت السلطات الإسرائيلية بنقل وزاراتهاإلى القدس (الغربية) وأنفقت موازنات كبيرة على تطويرها. وبعد أن كان المستوطنونالصهاينة لا يملكون سوى 18% فقط من الأرض قبل عام 1948، أصبح الوجود العربي في هذاالجزء لا يُذكَر وبخاصة مع طرد 30 ألف فلسطيني من القدس (الغربية) نفسها و40 ألفآخرين من القرى المجاورة التي دخلت غالبيتها فيما بعد في نطاق بلدية القدس.

    وحينما نشبت حرب 1967 اجتاحت القوات الإسرائيلية المدينة بأكملها. وحينماظهرت إمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن يقضي بوقف إطلاق النار قبل تنفيذ خطةالاستيلاء على المدينة تقرر اقتحام المدينة القديمة، وتم الاستيلاء عليها في السابعمن يونيه ودخل ديان إلى القدس ليُعلن أمام حائط المبكى: "لقد أعدنا توحيد المدينةالمقدَّسة، وعدنا إلى أكثر أماكننا قداسة، عدنا ولن نبارحها أبداً".

    وقدصدر في 26 يونيه 1967 قانون يسري بموجبه قانون الدولة وقضاؤها وإدارتها على القدس (ثم تكرَّست هذه السيطرة القانونية بقرار ضم مدينة القدس في 30 يوليه 1980، حين أقرالكنيست قانوناً أساسياً يعتبر القدس الكاملة والموحَّدة عاصمة لإسرائيل). ثم شرعتبعد ذلك في استكمال التهويد حيث هوَّدت القضاء النظامي والشرعي الإسلامي، ثم عملتعلى تهويد التعليم العربي من خلال إخضاعه لبرامج التعليم اليهودي. كما هوَّدتاللوائح والإجراءات والقوانين التي كانت تحكم الأوضاع المهنية والتجاريةوالاقتصادية. ثم استكمالاً لهذه العملية، قامت بتغيير أسماء الشوارع والطرقوالساحات واستبدلتها بأسماء صهيونية.

    ورغم أن القانون القاضي بضم القدس قدصدر بعد 18 يوم من احتلال المدينة، إلا أن عملية تغيير معالمها بدأت في اليومالتالي للحرب، حين قامت الجرافات الإسرائيلية بهدم 135 بيتاً يسكنها 650 شخصاً فيحي المغاربة، وهدمت مسجدين في المنطقة نفسها و200 بيتاً ومخزناً كانت تقع فيالمنطقة الحرام. وفي الأيام المعدودة اللاحقة هدمت 38 بيتاً ضمنها 14 بيتاً منالبيوت الأثرية التي تُعتبَر من معالم المدينة القديمة. وعلقت تميمة الباب (ميزوزاه) على أبواب القدس باعتبار أنها «بيت» اليهود.

    وحتى يمكننا فهمعملية تهويد القدس يجب أن نراها لا باعتبارها عملية التهام عشوائية نهمة، وإنماباعتبارها مخططاً بارداً له أهدافه الواضحة ويُترجَم من خلال إجراءات محدَّدة. هذاالمخطط يهدف إلى "تأسيس القدس الكبرى الموسعة، اليهودية الخالصة: كتلة استيطانيةضخمة تُمزِّق وإلى الأبد الوحدة الجغرافية للضفة الغربية" (كما ورد في إحدى وثائقحزب الليكود). ويستهدف هذا المخطط أن تكون القدس الكبرى عام 2000 بمنزلة متربوليتان، تمتد غرباً باتجاه تل أبيب، وجنوباً باتجاه حلحول والخليل، وشمالاً إلى ماوراء رام الله، وحتى حدود أريحا شرقاً. وكل هذا يعني ضم حوالي 1250 كم (ثلاثةأرباعها من الضفة الغربية)، وأن تبلغ مساحة القدس الكبرى 21% من مساحة الضفة، بحيثيبلغ طول المدينة 45 كم وعرضها 25 كم.

    ولتنفيذ هذا المخطط، قامت القواتالإسرائيلية ابتداءً بتشريد حوالي 60 ألف فلسطيني وأصبحت ممتلكاتهم وأراضيهم، وفقاًلقانون أملاك الغائبين، عُرضة لعمليات استيلاء متواصل عليها. وحرصت السلطاتالإسرائيلية على استغلال القانون السابق وقانون الاستملاك للمصلحة العامة من أجلمصادرة الأراضي العربية التي لم يمكنها الاستيلاء عليها "بصورة قانونية" بدونهما.

    واستولت السلطات الإسرائيلية على أراضي تُقدَّر في مجموعها بحوالي 40% منالقدس المحتلة في 1967 وأقامت عليها مستعمرات ومستوطنات وأحياء ومصانع ليصل عدداليهود في نهاية السبعينيات فيها إلى 19 ألف يهودي. كما صادرت أيضاً 6000 دونملبناء وتوسيع أحياء عديدة مثل نافي يعقوف وراموت وإيست تيلبوت، وفي عام 1990 تمتمصادرة بضعة آلاف دونم لتوسيع أحياء قديمة وبناء مطار دولي. وفي عام 1995 استولتالسلطات على 4400 دونم بهدف دعم الاستيطان، وهو ما كان نتنياهو يُعنى بتنفيذه. وإذاكان للفلسطينيين حسابياً في نهاية 1995 حوالي 21% من أراضي القدس فإن النسبةالفعلية بعد حذف المناطق الوعرة وخلافه تصل إلى 4% فقط من القدس. وقد بلغ مجموعسكان القدس عام 1993 حوالي 555 ألف نسمة منهم 155 ألف فلسطيني مقابل 400 ألفاً منالإسرائيليين. ورغم هذا لا يحصل الفلسطينيون إلا على 5% فقط من موازنة بلدية القدس.

    وكانت السلطات الإسرائيلية تفرض قيوداً على بناء العرب لمساكنهم حيث لم تكنتسمح لهم إلا ببناء 56% فقط من الدونم في حين كان يُسمَح في المساحات المملوكة لغيرالعرب ببناء تزيد نسبته على 300%، حيث كانت تسمح ببناء أبنية شاهقة، أما المناطقالعربية فكان معدل الارتفاع فيها لا يزيد عن طابقين أو ثلاثة. وفي السنوات الخمسةوالعشرين التالية لحرب 1967 شكلت الوحدات السكنية الفلسطينية 12% من 72 ألف وحدةسكنية بُنيت في القدس الكبرى.

    وقد شهدت عملية التهويد من ناحية الإسكانطفرة بعد مجىء رئيس الوزراء الليكودي بنيامين نتنياهو للحكم في إسرائيل. وكان أولما شرعت فيه حكومته بعد توليها الحكم أن استكملت مشروع شارون القديم الذي يقوم علىإقامة 26 بوابة حول القدس. وهو المشروع الذي كان قد وضعه إبان حكومة شاميرالليكودية مستهدفاً به سد الفجوات الموجودة في الطوق الاستيطاني الإسرائيلي داخلالأحياء الفلسطينية، بإقامة تجمعات سكنية يتم من خلالها الدمج التام بين شرقالمدينة وغربها وتحويل الأحياء العربية إلى جيتوات فقيرة معزولة، يتم تفتيتها إلىوحدات سكنية صغيرة جداً، كما كان يهدف المخطط إلى إنجاز تطويق القدس بالحزامالاستيطاني. وتقوم طريقة شارون في العمل الاستيطاني على ثنائية الأحزمة والبؤرلتطويق التجمعات الفلسطينية بالمستوطنات والأحياء اليهودية، ثم الاندفاع في تركيزهذه البؤر (التي لن تلبث حتى تتوسَّع) لتُفتت ما تبقَّى من تجمعات عربية.

    ولم تَسلَم آثار المدينة من عملية التهويد التي سارت في مسارين متوازيينأولهما الاتجاه لتصفية الآثار الإسلامية بسبب طابعها الواضح، وهو ما تم أغلبه عنطريق الهدم والجرف أو تحت مسمَّى الكشف عن الجدار الغربي للحرم القدس وكذلك الحائطالجنوبي، حيث أُزيلت بعض الآثار لهذا الغرض وتصدَّعت أخرى بسبب الجهودنفسها.

    ولقد استخدمت إسرائيل أساليب مختلفة لتحقيق هذا الهدف، آخرهاحفريات بطول 400 متر، بزعم البحث عن قواعد الهيكل وإنشاء نفق طولي تحته يصل إلى بيتلحم بمحازاة السور الجنوبي للمسجد الأقصى. وتستخدم إسرائيل آليات ضخمة وأجهزة تحدثموجات اهتزازية عنيفة (بدلاً من الحفر اليدوي) بهدف تقويض دعائم المسجد. وعلى مستوىمواز تحرص إسرائيل على تهويد الآثار غير الإسلامية ونسبتها إلى ما تسميه «التاريخاليهودى».

    ومن أهم الآثار التي تعرضت لعملية تدمير، وكانت مُستهدَفة منقبَل الجرافات الإسرائيلية، المسجد الأقصى، حيث يبقى وجوده تعبيراً عن هوية وتاريخوعقيدة. وبصرف النظر عن محاولات التسلل للمسجد أو المطالبة بفتحه لليهود لأداءصلواتهم دون قيد، فإن هناك محاولات جادة لتخريبه ومن ثم هدمه. فمحاولات الاقتحاموفتح النيران العديدة في المسجد أصابته بالعديد من التشققات والتصدعات، وقد تمإحباط العديد من محاولات المتطرفين تفجير المسجد بسبب ارتفاع التكلفة الساسيةوالأمنية لمثل هذه التصرفات، وكان أخطرها ما تم إحباطه في 27 يناير 1984 حيث حاولتجماعة مسلحة يهودية تسلق جدار الحرم القدسي من الناحية الشرقية لكن الحراس تنبَّهواللأمر، وهو ما أدَّى إلى هروب المقتحمين مخلفين وراءهم كمية كبيرة من القنابلوالمتفجرات. كما أن محاولات حرق المسجد الأقصى معروفة، وكان أبرزها الحريق الذي تمفي 15 سبتمبر 1969 والذي أدانه قرار مجلس الأمن رقم 271. إلا أن أخطر خطط الهدم هيتلك الكشوف الأثرية المزعومة والتي لم تتوقف حتى مع صدور قرار الجمعية العامة للأممالمتحدة رقم 36/15 الصادر في 28 أكتوبر 1981 والذي يطالب إسرائيل بالكف عن هذاالعبث. وتتطلع بعض العناصر الدينية الصهيونية إلى إعادة بناء الهيكل (ليحل محلالمسجد الأقصى).

    ويعيش بمدينة القدس حالياً 564 ألف نسمة منهم 413.7 يهودي (أي حوالي 10% من سكان إسرائيل اليهود) بنسبة 73.3% و150.6 ألف غير يهودي بنسبة 26.7% (يُلاحَظ أن تعداد القدس عام 1967 كان حوالي 266.300 نسمة، فزاد عدد اليهودبنسبة 99% ولم يزد عدد السكان غير اليهود عن 20%). وفي ظل التوسعات الصهيونية فيالمدينة فإن مساحتها أصبحت تعادل عُشر مساحة الضفة الغربية. وهذه الزيادة المشارإليها لم تأت نتيجة تكثيف تهجير اليهود أو ارتفاع معدلات الخصوبة بشكل كبير بينالجماعات اليهودية في إسرائيل، بل أتت من خلال محاولة التحكم العددي في السكانالفلسطينيين من خلال مجموعة من الآليات مثل التهجير والإخلاء والإرهاب، والتضييقعليهم في مستوى معيشتهم، ومن خلال التضييق في إصدار تراخيص البناء، كما أسلفنا.

    وقد استطاعت إسرائيل في اتفاقها مع منظمة التحرير الفلسطينية (إعلانالمبادئ الإسرائيلي الفلسطيني الصادر في 13 سبتمبر 1993) تأجيل بحث موضوع القدس إلىما بعد عامين من الحكم الذاتي الفلسطيني أي حتى قبل يونيه 1996 (حيث كان المُفترضأن تبدأ المفاوضات النهائية في منتصف عام 1996) وذلك ضمن موضوعات مهمة أخرى (اللاجئين - السيادة - المستوطنات - المياه).

    ومع هذا وافقت إسرائيل فيتشرين الأول 1993 على الاعتراف بأن كل المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية، وكذلكالأماكن المقدَّسة لدى المسيحيين والمسلمين، تقوم بدور حيوي بالنسبة للمواطنينالفلسطينيين، واستناداً إلى ذلك تعهدت إسرائيل بعدم المساس بأنشطتها. وكانت هذه هيالمرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل مصطلح «القدس الشرقية» في إطار معناهالجغرافي والاجتماعي وفي إطاره السياسي أيضاً. وتقوم 13 مؤسسة فلسطينية مرتبطةبالسلطة الفلسطينية بممارسة أنشطتها المختلفة في القدس. ويُعَدُّ بيت الشرق أهم هذهالمؤسسات، وقد بدأ العمل فيه منذ انعقاد مؤتمر مدريد في عام 1991، كمركز لقيادةالوفد الفلسطيني لمحادثات السلام، وكمفوضية سياسية غير رسمية لمنظمة التحريرالفلسطينية في مجال العلاقات الخارجية. وتُجرى، في الأساس، في هذه الدائرة مراسميُقصَد منها إظهار الهوية العربية للقدس الشرقية. وقد استلم فيصل الحسيني مهمةمعالجة شئون القدس بتكليف من سلطة الحكم الذاتي، بمرتبة وزير غير رسمية، لتجاوزالقرار الإسرائيلي الذي يحظر على السلطة الفلسطينية العمل من داخل حدود مدينةالقدس، كذلك بدأ جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، في ممارسة نشاطاته في المدينة.

    ورداً على النشاطات الفلسطينية داخل مدينة القدس أقر الكنيست الإسرائيلي فيالسادس والعشرين من ديسمبر 1994، قانوناً بمنع السلطة الفلسطينية من مزاولةنشاطاتها داخل أراضي إسرائيل، واستناداً إلى القانون نفسه في القدس أيضاً. وفي مايو 1995، أمرت إسرائيل بإخلاء جزء من المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس. كذلكأسرعت في تنفيذ خطط إسكان مختلفة، مثل خطة الإسكان في جبل السور جنوبي المدينة.

    ويُلاحَظ أن عمليات التهويد والتوسع أخذت في التسارع قبل حلول مناقشاتالوضع النهائي التي كان من المفترض إجراؤها في منتصف عام 1996، بهدف تغيير وضعالقدس من الناحية البنيوية. وكما قال أحد المسئولين الإسرائيليين: "سيستحيل علىالسيد عرفات أن يَزعُم أن القدس الشرقية عاصمته. قد ينجح في القيام بعمل رمزي، غيرأن عمليات البناء التي قمنا بها ستجعل تقسيم المدينة من جديد أمراً مستحيلاً".

    وقد جرت محاولة التباحث مع الطرف الفلسطيني بصورة غير رسمية لاختبار نياته،وهو ما كشفته الصحف الإسرائيلية أخيراً، وينص على إشراف فلسطيني على المسجد الأقصىوالقبول بجعل ثلاث قرى من منطقة القدس هي أبو ديس والعيزرية والسلوان عاصمة للضفةالغربية وقطاع غزة التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية وطبقاً لمخطط العمل فإن هذهالقرى الثلاث ستحمل اسم «القدس» أما بقية القدس الشرقية والغربية فستحمل اسم «أورشليم».

    وفقد دخل نتنياهو في حلبة المزايدات، وتجلت هذه المزايدات فيتزييف تاريخ القدس. وتحرك بمزيد من الإثارة في مسألة النفق ومنطقة رأس العامود التيهدف منها منع التواصل بين القرى الثلاث المذكورة والمسجدالأقصى.

    بيت المقدس
    Jerusalem
    انظر: «القدس».

    أورشـليم
    Jerusalem
    «أورشليم» مصطلح نستخدمه للإشارةإلى القدس باعتبارها فكرة دينية. (انظر: «القدس»).





  8. #18
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    البابالثامن: عصر الآباء



    عصر الآباء (المرحلةالبطريركية) (2100 - 1200 ق.م)
    Patriarchs
    يُشار للآباء أحياناً بأنهم «البطارقة» وهي من الكلمة الإنجليزية «باتريارك»، وهي من اليونانية «باترياركا») «باتر» بمعنى «أب»، و«باتريا» بمعنى «عائلة»، و«أركين» بمعنى «يحكم»).

    وتشير كلمة «الآباء» في الكتب اليهودية إلى آباء اليهود: إبراهيم وإسحقويعقوب، وهم الذين تلقوا وعوداً إلهية بأن تكون أرض فلسطين من نصيبهم، كما تشملالكلمة أحياناً موسى وهارون، بل آدم ونوحاً. وهؤلاء، رغم تلقِّيهم هذه الوعود، لايُعَدُّون أنبياء بعكس الحال في التراث الإسلامي. ولقب «آباء» يعني أنهم كانوابمنزلة رؤساء وشيوخ لقبائلهم وعشائرهم يرتبطون بها برباط الدم والنسب والعرْق. وفيالعهد الجديد، تنطبق الكلمة على إبراهيم، وعلى أبناء يعقوب الاثنى عشر، وعلى داود.ويُعَدُّ يعقوب أهمهم في التراث اليهودي، ذلك أن إبراهيم وإسحق قد أنجبا ابنينشريرين هما إسماعيل وعيسو، أما يعقوب (يسرائيل) فلم ينجب سوى الأخيار.

    وتبدأ فترة الآباء مع ظهور أول شخص يُوصَف بأنه عبراني، أي إبراهيم. ويذهببعض الدارسين الغربيين إلى أن من الصعب إطلاق مصطلح «فترة» على هذه المسافةالزمنية، إذ لا تُوجَد وثائق تاريخية أو دلائل قاطعة تساند الرواية التوراتية. كماأن هذه المسافة حسب هذا الرأي، تبدأ في عالم شبه أسطوري وفي مكان غير محدَّد، ذلكأن أور الكلدانية لم تكن كلدانية في أيام إبراهيم، ولذا يُقال إنه جاء من حران، وهيمنطقة بين الأناضول وسوريا. بل يذهب بعض المؤرخين الغربيين إلى أن الآباء ليسواأشخاصاً محددين، فهم رموز لفترات مختلفة في تَطوُّر القبائل العبرانية. ولكن هناكمن الدارسين من يؤكد الوجود التاريخي للآباء ويشير إلى وثائق تاريخية تدعم وجهةنظره.

    وعلى أية حال، يمكن تحـديد بعـض السـمات الأسـاسية لهذه الفترة،ويبدو أن العبرانيين كانوا أساساً شعباً رعوياً متجولاً من مكان إلى آخر، يضربخيامه على حواف المدن الكنعانية (تكوين 12/6، 33/18، 35/21، 26/25، 14/18 - 20)ويتمتع برعاية الملوك الكنعانيين. وثمة نظرية أخرى تقول إنهم لم يكونوا رعاة وإنماكانوا يعيشون من الأرباح التي يحققونها من التجارة، وأنهم كانوا يوجدون على طرقالقوافل، وأنهم باعتبارهم شعباً متجولاً لم يكونوا منعزلين إثنياً. وهؤلاء يرون أنأصول الآباء ترجع إلى الآراميين، بل إن قبيلتين من القبائل العبرانية كانتا تريانأن دماء مصرية تجري في عروقهما، فقبيلتا إفرايم ومنَسَّى، تنتسبان إلى ابنى يوسف منزوجته المصرية حيث لم يكن التزوج من الأجنبيات أمراً مُحرَّماً بعد، فإبراهيميتزوَّج هاجر المصرية ويهودا يتزوج كنعانية. وكما تقدَّم، فقد تزوَّج يوسف مصرية،وتزوَّج موسى مَدْيَنية.

    والخلفية الحضارية لفترة الآباء خلفية ساميةسديمية، فمن أور الكلدانية أو حران انتقل إبراهيم إلى كنعان لشراء مقبرة، ثم استقرفي مصر بعض الوقت، ثم خرج منها. وكذا خرج يعقوب إلى مصر واستقرّ فيها هو وأبناؤه،ثم خرجوا مرة أخرى إلى كنعان واستقرُّوا مع القبائل العبرانية التي لم تكن قدغادرتها. وثمة روابط كثيرة تربط الآباء بالآراميين والمصريين.

    ولم تكنحضارة العبرانيين في تلك الفترة بدائية، ولكنها لم تكن قط أصيلة أو فريدة. ولأنهمشعب متجوِّل، لم تكن لهم هوية حضارية محدَّدة بعد، إذ لم يكونوا يخضعون لأطر سياسيةأو كهنوتية ثابتة، ولا ينتمون لتراث حضاري مركب كما كان الحال مع شعوب المنطقة. لكنكان في مقدورهم استيعاب جوانب من حضارات المنطقة بسهولة ويسر، وخصوصاً أن بنيةالتجمُّع العبراني في ذلك الوقت كانت تشبه في كثير من الوجوه البناء القبلي للشعوبالسامية الأخرى.

    وبعد موسى، تصل فترة الآباء إلى نهايتها مع تَوقُّفالشخصيات الأسطورية التي تجسد فترة زمنية غير محدَّدة المعالم عن الظهور. ومع وصولالتغلغل العبراني في أرض كنعان إلى نهايته، استقر العبرانيون على شكل جيوب غيرمتصلة جغرافياً تحيط بها الشعوب الأصلية. فظل الكنعانيون في الأودية مزارعين كماكانوا، وشغلت الشعوب الأخرى أماكن مختلفة. وقد ظلت القدس، على سبيل المثال، يبوسيةحتى عهد داود، وتَزامَن استيطان العبرانيين في فلسطين في القرن الثاني عشر قبلالميلاد مع حركات استيطانية أخرى، إذ استقر العموريون في شرق الأردن، والآراميون فيسوريا، وشعوب البحر (الفلستيون) في ساحل فلسطين الجنوبي.

    ولقد كانت عبادةالآباء مختلفة بشكل جوهوي عن العبادة اليسرائيلية واليهودية من بعدها. فالتوراة لاتُصوِّر الآباء كمبدعين من الناحية الدينية، فهم لا يشنُّون أية حرب على الوثنيةولا على عبادة الأصنام التي تصبح موضوعاً أساسياً في الفترة الموسوية. وتضم قصصالآباء أحداثاً تتنافى والقيم الأخلاقية التي وردت بعد ذلك في كتب العهد القديمالأخرى. فقد تزوَّج يعقوب من أختين في وقت واحد (لاويين 18/181)، و قام إبراهيم ومنبعده إسحق بادعاء أن زوجته الحسناء هي أخته حتى يتكسب من ورائها. ويستغل يعقوب حاجةأخيه عيسو إلى الطعام في الحصول على بكورته، أي أسبقيته في الولادة، ويغتصب التركةمن أخيه غشاً وخداعاً. وزرع إبراهيم شجرة مقدَّسة (تكوين21/33، وتثنية 16/21)،وأقام يعقوب أعمدة حجرية مقدَّسة (تكوين 28/18 و22، و31/13 و45 ـ 52، و35/14، وخروج 23/24) الأمر الذي يدل على وجود عناصر وثنية في عبادتهم. ولا يوجد أي ذكر لأيةأعياد. ويُقدِّم الآباء التضحية والقرابين دون وجود كهنة أو معبد. ويُلاحَظ أنعبادة الآباء لا تدور في الإطار القومي الإقليمي الذي اتَّسمت به اليهودية بعد ذلك،فالآباء ينتقلون بحرية من مكان إلى آخر يعبدون الإله في أي مكان. ولا يُشار إلىالخالق باعتباره يهوه وإنما يشار إليه بأسماء أعلام بعضها لا يرد ذكره إلا بالإشارةإلى فترة الآباء مثل: «إيل عليون» أو «الإله العلي» (تكوين 14/18، 22) و«إيل عولام»أي «الإله السرمدي» (تكوين 21/33)، وأكثر هذه الأسماء شيوعاً هو «شدَّاي» أي «الإلهالقدير» (تكوين 17/1، 28/3، 35/11).

    ورغم انفتاح العبرانيين النسبي في فترةالآباء، واستفادتهم من الشعوب الأخرى، فإنه يُلاحَظ أن ثمة موضوعين أساسيين يؤكدهمامحررو الأسفار بإلحاح، وهما أن هذا الشعب المنحدر من هؤلاء الآباء سيصبح شعباًعظيماً (الشعب المختار)، وأن أرض كنعان (فلسطين ـ إرتس يسرائيل) هي أرضه (الأرضالمقدَّسة). ويمكن تصوُّر أن هذه المفاهيم الدينية قد تطوَّرت في فترة لاحقة ولكنمحرري التوراة نسبوها إلى الآباء لفرض نوع من الوحدة الفكرية على العهد القديم،وحتى يصبح التاريخ وحدة متكاملة يرعاه إله يسرائيل.
    ويُشار في التراثاليهودي إلى «الأمهات» أو «ماتريارك» (سارة وربيكا وراحيل) بأنهن «عاقرات» إلى أنيشاء الإله أن يحملن ويلدن. وتؤكد حركات التمركز حول الأنثى في الغرب دور الأمهات.

    إبراهيــم
    Abraham
    «إبراهيم» هو «أبرام» بالعبريةوتعني «الأب الرفيع» أو «الأب المتكرم». أما كلمة «إبراهيم» ويقابلها «أبورهام»فتعني «أبو الجمهور» (من الأمم) (تكوين 17/5). وقد تغيَّر اسمه من أبرام إلىإبراهيم بعد أن رُزق ذرية. وإبراهيم أول الآباء: أبو إسماعيل وإسحق. وهو أيضاً، حسبالرواية التوراتية، أبو الشعب اليهودي. ويُستَدل من قصص التوراة، ومن بعض الوثائقالتاريخية، على أن إبراهيم ظهر نحو عام 1850 ق.م ولكن بعض المؤرخين يرون أنه عاشفيما بعد ذلك التاريخ وأنه دخل مصر في عهد الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة (فيالقرنين السادس عشر والخامس عشر قبل الميلاد، أي في عصر الهكسوس). ومن ناحية أخرى،يُقال إن موطنه الأصلي مدينة حران في مملكة ميتاني الحورانية. وفي بعض الرواياتالأخرى أنه نشأ في أور الكلدانية. ويُقال كذلك إنه وُلد في أور ثم انتقلت أسرته إلىحران. وحسب الرواية التوراتية، تلَّقى إبراهيم في حران أول وعد إلهي بأن يخرج منصلبه شعب قوي وأن يُورَّث هذا الشعب أرض كنعان، وهذا ما يُشار إليه بالعهد. ويعودالاختلاف في العهد القديم إلى تَعدُّد المصادر، فالمصدر الكهنوتي يجعل أور مكانولادته في حين يجعلها المصدر اليهودي حران.

    وتدل الروايات على أن إبراهيمكان يعيش مع أهله في الخيام حياة البدو الرعاة، وينتقل من مكان إلى آخر في أعقابقبائل العموريين وغيرهم من الأقوام السامية التي هاجرت في تلك العصور من بلادالرافدين وجزيرة العرب إلى سوريا وفلسطين. وتَذكُر النقوش الكتابية التي عُثر عليهافي بابل أسماء تشبه اسم إبراهيم كانت شائعة في صيغ مثل: إبراموه وإبمرام وإبراما.كما ترد في نصوص مدينة ماري أسماء عمورية معروفة مثل يعقوب وإسحق وإسماعيل ويوسفوبنيامين وهم من ذرية إبراهيم. ويُعَدُّ ظهور إبراهيم بداية فترة الآباء في تاريخاليهودية وكذا في تاريخ العبرانيين.

    رحل إبراهيم مع زوجته سارة وأبيه تارحوابن أخيه لوط من أور إلى كنعان (فلسطين) عن طريق تَدمُر فدمشق حتى وصل إلى شكيمحيث تلقَّى الوعد الإلهي للمرة الثانية حسب الرواية التوراتية ثم إلى بيت إيل.

    وقد انتقل إبراهيم بعد ذلك إلى مصر بسبب المجاعة، ولكنه عاد إلى كنعان حيثتركه لوط بسبب الخلاف الذي نشب بينهما على أرض المراعي. وقد أعقب هذه الواقعة تأكيدالوعد الإلهي للمرة الثالثة. ثم تحوَّل إبراهيم بعد ذلك إلى قائد عسكري فأنقذ لوطاً (ابن أخيه)، وهزم أربعة ملوك. وعند عودته، باركه الملك الكاهن ملكي صادق (ملكالقدس).

    ولما كانت سارة عاقراً، فقد استحثَّت زوجها على الزواج من هاجرالمصرية التي أنجبت له إسماعيل. عندئذ، أكد الإله وعده مرة أخرى لإبراهيم بأنإبراهيم وسارة سيَخرُج من صلبهما عدة أمم وملوك (تكوين 17/1ـ 8) وقد تغيَّر اسماهمامن أبرام وساراي إلى إبراهيم وسارة ثم فُرضت شعيرة الختان علامة دائمة على ميثاقالإله مع إبراهيم. ووعد الإله سارة بابن اسمه إسحق، وقام إبراهيم بتختين نفسهوبتختين إسماعيل وكل الذكور في أسرته. ثم جاءت البشرى لسارة بأنها ستلد إسـحق. وذهبإبراهيم وأسـرته إلى مدينة جرار. ثم أنجبت سارة إسحق. وقد دفعتها الغيرة إلى التخلصمن هاجر وابنها، فانصرفت هاجر مع إسماعيل وهو لا يزال بعد صبياً. وقد أراد الربامتحان إبراهيم فأمره في الرؤيا بأن يضحي بولده، فلم يتردد في الامتثال للأمر. ولكنالإله افتدى الولد في اللحظة الأخيرة بكبش عظيم. وتلَّقى إبراهيم الوعد الإلهيللمرة الأخيرة. واختلفت الآراء حول الذبيح: هل هو إسحق أم هو إسماعيل. وقد اتبعالطبري رواية التوراة التي تقول «خذ ابنك وحيدك الذي تحبُّه إسحق » (تكوين22/2).إلا أن المفسرين المحدثين يذهبون إلى أن اسم إسحق قد أُقحم هنا فيما بعد، لأن أمرالتضحية قد جاء في وقت لم يكن فيه لإبراهيم سوى ولد واحد هو إسماعيل. وبالتالي، لاتنطبق على إسحق صفة «الوحيد». وقد ماتت سارة في قريات أربع (حبرون أو الخليل)،فاشترى إبراهيم من أحد الحيثيين الحقل الذي تقع فيه مغارة المكفيلة حيث دفن زوجتهسارة (وهو نفسه المكان الذي دُفن هو أيضاً فيه بعد أن بلغ عمره مائة وخمسين عاماً).ثم طلب إبراهيم إلى خادمه أن يذهب إلى حران ليجد زوجة لإسحق لأنه لم يكن يرضى أنيتزوج ابنه من امرأة كنعانية، فتزوج إسحق من رفقة وتزوج إبراهيم نفسه مرة أخرى منقطورة وأنجب منها عدة أبناء. ولكنه أوصى بكل أملاكه لإسحق، واكتفى بإعطاء أبنائهالآخرين هدايا، حسب الرواية التوراتية.

    وتنسب التوراة إلى إبراهيم أخلاقياتنفعية. فقد ذكرت على لسان إبراهيم بمناسبة اعتزامه التوجه هو وزوجته سارة إلى مصر،هرباً من القحط، أنه قال: «... إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيـكون إذا رآكالمصـريون أنهـم يقـولون هـذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك. قولي إنك أختى ليكون ليخير بسببك وتحيا نفسي من أجلك » (تكوين 12/11 ـ 13) وأضـافت التـوراة أن ذلك قد حدثفعلاً: « فأُخذت المرأة [أي سارة] إلى بيت فرعون، فصنع إلى أبرام خيراً بسببها وصارله غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأُتُن وجمَال » (تكوين 12/15 ـ 16). ثم أعادتالتوراة هذه القصة ذاتها مرة أخرى حين نزل إبراهيم وامرأته مغتربين في أرض جرار إذأخذها الحاكم، ولكنه حينما اكتشف الحقيقة عنَّف إبراهيم على خداعه له، ولكنه فيالوقت نفسه أعطاه غنماً وبقراً وعبيداً وإماء وألفاً من الفضة ورد إليه امرأته (تكوين 20). وقد حدثت نفس القصة مع ابنه إسحق. وثمة تفسير جديد لهذه الواقعة يذهبإلى أن الرجل في الحضارة الحورانية، كان إن اعتز بزوجته وأراد أن يعبِّر لها عنحبه، جعلها بمنزلة أخته وصار يشير إليها بذلك. ولكن العبرانيين القدامى نسوا، كماهو واضح، المغزى الأصلي للقصة وجعلوا من التسمية اتجاراً بالعرض للحصول على الثروة!

    ورغم أن الدارسين يتحدثون عن إبراهيم باعتباره مُحطِّم الأوثان بعد أن توصلإلى عبادة الإله الواحد، فإن عبادة إبراهيم ـ كما جاء في العهد القديم ـ لم تكن هينفسها عبادة يهوه، ذلك على الرغم من الميثاق الذي عقد بينه وبين الرب. فالإلهيُعرَف في ديانة إبراهيم باسم «إيل شدَّاي» (أي «الرب القديم»)، أما يهوه فلم يظهرإلا في عهد موسى. ويُلاحَظ أن الميثاق أو العهد بين الرب وإبراهيم يختلف عن العهدبين الرب وبين موسى، فالأول يشبه منحة ملكية لا تُلقي أية التزامات أو أعباء علىالشعب بينما نجد أن العهد مع موسى تتبعه أعباء معينة.

    ويُصوَّر إبراهيم، فيالفلكلور اليهودي، جالساً على أبواب جهنم ليحمي أي يهودي مُختَّن من دخولها. وترىالأجاداه أن إبراهيم اتبع الوصايا العشر وكل الوصايا والنواهي ومتطلبات الشريعةالشفوية رغم أنها لم تكن قد أُنزلت بعد. وهو الذي فرض صلاة الصباح والأهداب (تسيتتسيت) وتمائم الصلاة (تيفلين). وقد كان يتَّسم بالتقوى وطاعة الإله والشجاعةوالوفاء، وكان يشفع للمذنبين. وهو من أعظم الأنبياء حسب الرؤية التوراتية، إذ كانيتحدث الإله معه لا من خلال الأحلام أو الرؤى وإنما مباشرة. ولذا، فهو تجسيدللمقدرة الخارقة للحوار مع الرب. وتروي الأجاداه قصة إبراهيم ابن صانع الأوثان الذييهرب إلى كهف في الصحراء حيث يتأمل في فكرة الخالق، وحينما يرى الشمس تصعد إلى كبدالسماء يرى أن الشمس هى ربه. ولكنها تَغرُب فيظن أن القمر هو إلهه، ولكن النهاريأتي بالشمس مرة أخرى. ولذا، يتوصل إبراهيم إلى أنه لا الشمس ولا القمر إلهه. وتردفي كتب المدراش والتلمود قصته. وقد ذاعت شهرته في رأي الأجاداه بسبب نقود سُكَّتباسمه عليها صورته. وكان يُعلِّق على رقبته حجراً كريماً اجتذب إليه الجماهير لأنكل من كان ينظر إليه كان يشفى من الأمراض. وقد كان إبراهيم سخياً يخدم ضيوفه بنفسهويعلِّمهم أن يحمدوا الإله بعد كل وجبة. ولذا، كان يُعَد من أوائل المبشِّرين.ويقرِّر التلمود أن إبراهيم قد عوقب في مصر، كما استُعبد أبناؤه لأنه سمح بتجنيدالعلماء في الخدمة العسكرية وتردَّد في تختين نفسه. أما في الكتب الخفية، فهومُؤسِّس مدن على طريقة اليونانيين.

    ولبعض الفلاسفة اليهود رؤيتهم الخاصةلإبراهيم، ففي رأي موسى بن ميمون أن إبراهيم قد وصل إلى أعلى درجات النبوَّة (معاستثناء موسى)، وهو أول من توصَّل إلى فكرة الخلق من العدم من خلال التأمل، وأول منتوصَّل إلى الإيمان بالإله من خلال التفكير العقلي. أما يهودا اللاوي، فيرى أنإبراهيم علامة على أن أعضاء جماعة يسرائيل لهم قوة إلهية خاصة تُمكِّنهم من الدخولفي حوار مع الرب، وأنها مقدرة يتَّسم بها آدم وورثها عنه إبراهيم وانتقلت إلى موسىثم إلى الأنبياء ومنهم إلى الشعب اليهودي كله. وفي التراث القبَّالي، يُعَدُّإبراهيم التجلي النوراني الرابع أو الحسيد أو الرحمة.







  9. #19
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    إسماعيل
    Ishmael
    اسم «إسماعيل» من عبارة عبرية تعني «الإله يسمع». وإسماعيل، أكبرأبناء إبراهيم من هاجر المصرية جارية سارة، سُمِّي بهذا الاسم بأمر من الإله، وتمتختينه وعمره ثلاثة عشر عاماً. وعد الإله إبراهيمبأن يجعل من نسل إسماعيل أمةكبيرة من اثنى عشر أميراً (تكوين 17/20). ورغم أن إسماعيل كان الابن البكرلإبراهيم، فإن سارة اضطهدت هاجر، حسب الرواية التوراتية، فهربت الأم وابنها فيبرّية بئر سبع جنوبي فلسطين. وكانا على وشك الهلاك من الظمأ حين أرى الإله هاجر بئرماء ووعدها بأن ابنها إسماعيل سيصير أباً لأمة كبيرة. ثم طرد إبراهيم هاجر بسببغيرة سارة، فتزوج إسماعيل امرأة من أرض مصر، فأنجب اثنى عشر ابناً هم الذين أصبحواآباء القبائل العربية. وتزوجت ابنته محلة أو بسمة من عيسو الذي اشترك مع إسحق فيدفن أبيهما.

    ويركز العهد القديم على عدم نقاء دم إسماعيل، فهو أولاً من أممصرية، ثم إنه تزوج هو نفسه من مصرية، واندمج نسله مع المَدْيَنيين والمؤابيين،الأمر الذي جعلهم خصوماً للعبرانيين على الدوام. وقد تم استبعاده من الميثاق الذيعُقد بين إبراهيم والخالق والذي ورث بموجبه نسل إبراهيم أرض كنعان. ويشير سفرالتكوين (16/12) إلى أن إسماعيل « يكون إنساناً وحشياً. يده على كل واحد ويد كلواحد عليه»، أي أنه سيكون ضد كل الناس وكل الناس ضده. وتُصوِّر الأجاداه إسماعيلشخصيةً شريرة فشل إبراهيم في تربيته، فهو يفسد النساء ويعبد الأوثان ويحاول قتلإسحق، ولكنه ماهر في استخدام السهم والقوس. تزوج من امرأة مؤابية، وحينما زارهماإبراهيم كان إسماعيل غائبـاً. ولم تكرم الزوجـة المؤابية وفادته، فترك إبراهيم لهرسالة بأن علىه، أي إسماعيل، أن يُغيِّر وتد خيمته. ففهم إسماعيل مضمون الرسالة،وطلق زوجته وتزوج كنعانية تُسمَّى فاطمة (!). وقد ندم إسماعيل في نهاية حياته علىكل المعاصي والآثام، وتنحَّى جانباً في جنازة إبراهيم احتراماً لأخيه إسحق.ويُعتبَر إسماعيل أبا العرب وقد كان يُشار إلى العرب في الكتب الدينية اليهودية فيالعصور الوسطى باسم «الإسماعيليين». والآن، يُطلق سكان الكيبوتسات على العاملاتالعربيات اللائي يعملن فيها اسم «كومبينه فاطمة»

    والواقع أن صورة إسماعيلكرجل وحشي مُستبعَد من الميثاق هي الصـورة الكامنـة وراء كثير من الادعاءاتالعنصرية الصهيونية تجاه العرب، والكامنة أيضاً وراء الموقف الصهيوني منهم.

    إسحق
    Isaac
    «إسحق» هو ابن إبراهيم، وثاني الآباء.والتسمية من كلمة «صحَق» العبرية بمعنى «ضحك». وقد جاء في العهد القديم أن إبراهيموسارة ضحكا حينما أخبرهما ملاك الرب بأنهما سيُرزَقان طفلاً في شيخوختهما. وحسبالموروث الديني اليهودي، ورث إسحق (وليس شقيقه البكر إسماعيل) العهد الإلهي. وكانتمحنته الكبرى حينما أمر الإله إبراهيم بأن يضحي به (وليس إسماعيل). وقد ورد في سفرالتكوين العبارة التالية: "خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحـق" (22/2). ومن الواضـح أنكلمة «إسـحق» تم إقحامها، لأن إسحق لم يكن في وقت من الأوقات ابناً وحيداً لإبراهيم (على عكس إسماعيل فقد ظل الابن الوحيد إبراهيم لمدة ثلاثة عشرة عاماً إلى أن رُزقبإسحق).

    وقد أرسل إبراهيم خادمه إلى حُرَّان ليأتي لإسحق بزوج من أهلهوعشيرته حتى لا يتزوج من كنعانية، فتزوج إسحق من رفقة التي ظلت عاقراً لمدة عشرينعاماً ثم ولدت له توأمين هما عيسو ويعقوب. وانتقل إسحق إلى جرار بسبب المجاعة. وقدتَشبَّه بأبيه في إظهار زوجته (حسنة المنظر) باعتبارها أخته، وذلك لكي ينجي نفسهوينال من وراء ذلك رزقاً. وظهر الإله لإسحق في بئر سبع ووعد بأن يباركه. وبنى إسحقمذبحاً للرب هناك.

    ويظهر إسحق شخصيةً سلبيةً ساذجةً بسيطةً لا يدرك نواياالآخرين الشريرة. وقد أحب ابنه عيسو في حين أحبت رفقة يعقوب. وفقد إسحق بصره فيشيخوخته. وحين أراد أن يبارك ابنهما عيسو وطلب إليه أن يُعدَّ له طعاماً من صيده،استغلت رفقة علَّة زوجها وتآمرت مع يعقوب على أن ينتحل شخصية أخيه ويتقدم إلى أبيهبطعام تُعدُّه هي باعتباره طعام الصيد الذي جاء به أخوه، معتمدة في ذلك على كلالبصر إسحق لشيخوخته. ونال يعقوب بذلك البركة التي كانت من حق أخيه (تكوين 27/1 - 29). وقد مات إسحق في حبرون (الخليل) ودفنه ابناه في مغارة المكفيلة بجوار زوجته.

    وليس لإسحق أهمية كبيرة في التراث الديني اليهودي على عكس أبيه إبراهيموابنه يعقوب، فيما عدا ارتباطه بفكرة التضحية. ويرى بعض دارسي العهد القديم أنأهميته كانت أكثر بروزاً في نسخ العهد القديم التي فُقدت.

    وجاء في الأجاداهأن إسحق وُلد يوم عيد الفصح وأن كثيراً من النساء العاقرات قد حَملن في يوم مولدهحيث سطعت الشمس بشكل غير عادي. وهو الأب الوحيد الذي لم يتغيَّر اسمه لأن الإله هوالذي اختار له هذا الاسم. وقد جرى تفسير فقدانه البصر بأن الملائكة التي أمسكت بيدإبراهيم قد بكت وسقطت دموعها على عينيه فكُفّ بصره. ويُقال أيضاً أنه فقد بصره لأنهنظر ذات مرة إلى الشخيناه. وقد فسَّر بعض الحاخامات فقدانه البصر بأنه أطال النظرفي ابنه عيسو الشرير.

    عيسو
    Essau
    اسم «عيسو» ليسله اشتقاق في العبرية وهو في الغالب اسم أدومي. وكان عيسو أيضاً يُدعى «أدوم» أي «الأحمر»، وسُمِّي بذلك لأنه وُلد أحمر كفروة الشَعر، وهو الابن الأكبر لإسحق منرفقة، وتوأم يعقوب. وكان عيسو صياداً ماهراً. وقد عاد ذات يوم من الصيد جائعاً ووجدأخاه يعقوب يطبخ عدساً، فباعه يعقوب صحن العدس ببكورته (أي حق الإرث باعتبارهالبكر). ولما شاخ إسحق، أراد أن يبارك عيسو ابنه المفضَّل. ولكن رفقة ساعدت يعقوبعلى خداع أبيه، حيث استغلا عاهة الرجل العجوز، ونال يعقوب البركة ثم فرَّ خوفاً منعيسو. وعند عودته غفر له عيسو وعرض عليه أن يعيش معه. تزوج عيسو من امرأتين حيثيتينثم تزوج محلة ابنه إسماعيل. وقد ركز سفر التكوين على هذه الوقائع التي تدل على أننسله فَقَد نقاءه العرْقي.

    ويُعَدُّ يعقـوب وريثاً للعـهـد الذي مُنحلإبراهيم وإسحـق بدلاً من عيسو. واستوطن عيسو سعير التي سُمِّيت «بلاد أدوم»ويُسمَّى جبل سعير «جبل أدوم» أيضاً. ويُعَدُّ عيسو أبا الأدوميين، وهو شعب كانيخافه العبرانيون ويحتقرونه في آن واحد، وعلاقة العبرانيين بهم تشبه علاقة يعقوببعيسو.

    ويُشار إلى عيسو في الأجاداه بأنه شقيق يعقوب وعلى اعتبار أنه أدوموروما التي كانت تُقرَن دائماً بأدوم. وترى الأجاداه أن عيسو، من حيث هو توأميعقوب، كان شخصاً شريراً يَعبُد الأوثان ويرتكب الزنى والقتل. أما عيسو من حيث هوأدوم، فقد جاءت من صلبه بعض الشخصيات الشريرة مثل هامان. أما عيسو، من حيث هو روما،فإنه يرتكب العديد من الجرائم فيخدع إسحق بأن يعطيه لحم كلاب ليأكله، وهو لا يغفرليعقوب، كما جاء في الرواية التوراتية، ولا يقبله وإنما يعضُّه. ولكن رقبة يعقوبأصبحت صلبة كالعاج، فتساقطت أسنان عيسو. وبحسب الأجاداه، قُتل عيسو أثناء جنازةيعقوب وهو يقاتل على الميراث.

    يعقوب
    Jacob
    «يعقوب»اسم عبري معناه «يعقب» أو «يمسك العقب» أو «يحل محل». ويعقوب هو ثالث آباء اليهود،وهو ابن إسحق وجَدّ اليهود الأعلى وتوأم عيسو الأصغر. أمسك بكعب قدمه (بالعبرية:عقب)، ومن هنا كان اسمه (تكوين 25/26). وتوجد قصتان أساسيتان في حياة يعقوب أولاهماأنه حينما عاد عيسو من الصيد جائعاً متعباً وجد أخاه يعقوب قد أعد طعاماً فسألهشيئاً مما أُعدّ فانتهز يعقوب الفرصة وباعه طعاماً نظير بكورته (أي أسبقيته فيالولادة)، وبحكم الشريعة كان الأكبر هو الذي يرث الزعامة بعد الأب.

    أماالقصة الثانية، فهي قصة البركة التي اغتصبها يعقوب، إذ لما كبر إسحق وضَعُف بصره،اتفق يعقوب مع أمه رفقة على مغافلة الأب لكي يدعو له بدلاً من أخيه عيسو، فتم لهذلك بأن انتحل شخصية أخيه، ونال بركة ليست من حقه، إذ أن إسحق دعا له بأن يكونالأنبياء من ذريته. ولما أحسّ إسحق بالأمر، طلب إلى يعقوب الخروج فخرج فاراً من غضبأخيه إلى بيت أسلافه الآراميين، وقيل إن أمه هي التي طلبت إليه أن يلحق بخاله مخافةأن يقتله أخوه عيسو. وقد حصلت أمه على موافقة إسحق على سفره بحجة أنه قد يتزوجبإحدى بنات الحيثيين (ويُلاحَظ أن يعقوب يظهر دائماً بوصفه راعياً، أما عيسو فهوصياد بدوي مغير).

    ورغم أخطائه وخداعه، فقد أراه الإله رؤيا مجيدة إذ رأىملائكة يصعدون ويهبطون على سلم، ووعده الرب بأن يعطيه الأرض التي كان متغرباً فيها،وحين استيقظ يعقوب سمَّى المكان «بيت إيل». خرج يعقوب إلى آرام من أرض العراق. وقدجاء على لسانه: « إن كان الإله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه،وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس، ورجعت بسلام إلى بيت أبي، يكون الرب لي إلهاً » (تكوين 28/20 ـ 21)، وهو قول يعني ضمناً أن الإله، إن لم يقبل الصفقة لن يقبلهيعقوب رباً. ووجد يعقوب راحيل عند البئر فأحبها، وخدم أباها لابان سبع سنين مهراًلها حتى إذا ما حان وقت الزواج احتال عليه لابان وزوّجه ليئة، فاضطر إلى خدمته سبعسنين أخرى وتزوج من راحيل، وتزوج أيضاً من خادمتيهما، ثم خدم ست سنين أخرى نظير أجرولكنه خدع لابان في هذه الفترة حتى فاق ثراؤه ثراء سيده ثم فرَّ إلى كنعان، وقدانتهزت راحيل الفرصة وسرقت الأصنام (الترافيم) من أبيها.

    ارتحل يعقوب نحوكنعان (فلسطين). وفي الطريق، صارعه شخص حتى طلوع الفجر وانخلعت فخذه. وقبل أنيطلقــه باركه وقال لـه: « لا يُدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يسرائيل، لأنك جاهدت معالإله والناس وقدرت ». ودعا يعقوب المكان فنيئيل أي «وجه الإله» لأنه قال: « إنينظرت الإله وجهاً لوجه ونجَّيت نفسي » (تكوين 32/22 ـ 32). والقصة تشبه من بعضالوجوه قصصاً مماثلة في الحضارات الوثنية مثل الحضارة اليونانية. ففي إلياذةهوميروس يجرح ديوميدس الرب آريـس بمسـاعدة أثينا، ولكن يعقـوب يهـزم ربه دون عون أومساعدة.

    ثم طلب يعقوب العفو من أخيه عيسو الذي انطلق إلى أراضيه في جبلسعير (أدوم). أما يعقوب، فإنه بعد أن اتجه إلى أرض كنعان، اشترى أرضاً عند شكيم.وعند هذه النقطة، يروي العهد القديم قصة دينة ابنة يعقوب من زوجته ليئة التي أحبهاشكيم بن حمور الحوي وأقام معها الصلة الجنسية، وقد أبدى أبوه رغبة ابنه في الزواجمنها أياً كان صداقها معلناً بهذا رغبته في أن يصاهر قومه قوم يعقوب، فوافق بنويعقوب على ذلك بشرط اختتان الذكور من أبناء المنطقة قائلين: «... إن صرتم مثلنابختنكم كل ذكر، نعطكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم، ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً، وإنلم تسمعوا لنا أن تختتنوا نأخذ ابنتنا ونمضي» (تكوين 34/15 ـ 17). وقبل الحويون (وهم من الأقوام الكنعانية) الشرط ونفذوه بأمانة. وتم الزواج وأفسحوا ليعقوب وأهلهالمقام بينهم. وفي اليوم الثالث، وكانوا متوجعين بعد الختان، يُذكَر أن ابني يعقوب (شمعون ولاوي) أخوي دينة أخذا سيفيهما وأتيا على المدينة لأن أهلها نجسوا أختهم،وقتلا كل ذكر، وقتلا حمور وابنه شكيم بحد السيف وأخذا دينة من بيت شكيم وخرجا. ثمأتى بنو يعقوب ونهبوا المدينة: « غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما فيالحقل أخذوه. سبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما في البيوت» (تكوين 34/25 ـ 29). وغضب يعقوب مما حدث لا لأنه ينطوي على الغدر وإنما لأنه «نفر قليلفيخشى أن يجتمع عليه الكنعانيون والفرزيون ويضربوه فيبيد هو وبيته » (تكوين 34/30).

    ثم ظهر الإله ثانية ليعقوب مؤكداً له تغيير اسمه إلى يسرائيل ومجدداً العهدالذي أقامه مع إبراهيم. ولقد وُلد ليعقوب اثنا عشر ولداً منهـم أحـد عشـر في آرامأصبحوا القبائل العبرانية الاثنتي عشرة، وبذلك يكون يعقوب هو أبا اليهود الحقيقيالذي يتسمَّون باسمه.

    وعندما حلَّت المجاعة أرض كنعان، خرج يعقوب إلى مصر (هو وأولاده حسب إحدى الروايات) حيث كان يوسف قد هاجر من قبل، فعاشوا حياة تتسمبالمعاناة، ربما تكفيراً عن خداع يعقوب لأبيه وسرقته حق الوراثة من أخيه، ولكنه يظلمُعذباً قلقاً بشأن مصير أبنائه حتى وفاته. وتحضره الوفاة في مصر فيستأذن يوسفالفرعون في الخروج إلى كنعان ليدفنه في كنعان في مدينة حبرون (الخليل) ويعود مرةأخرى.

    وقد عمَّقت الأجاداه الصراع بين عيسو ويعقوب، وحوَّلت عيسو إلى شرمحض على عكس الرؤية التوراتية التي تنظر إليه بشيء من التعاطف. ويبدأ الصراع حسبماجاء في الأجاداه منذ كانا في الرحم. فكلما كانت رفقة تمر على معبد يهودي كان يعقوبيحاول أن يخرج، في حين كان عيسو يحاول أن يخرج إن مرت على معبد وثني. وبذا تَحوَّلالتناقض بين اليهود والأغيار إلى صراع أزلي. وقد وُلد يعقوب نظيفاً ناعماً أنيقاًمختناً، أما عيسو فقد كان مغطى بالشعر، أحمر الذقن، نابت الأسنان، وهذه صور تبينالفرق بين جمال يسرائيل الروحي وقبح عالم الأغيار.

    وقد مجَّد الحاخاماتيعقوب ووضعوه في مكانة تفوق حتى مكانة إبراهيم وإسحق، فكلاهما أنجب أشراراً (إسماعيل وعيسو). بل إن الإله قد نجَّى إبراهيم من نار نمرود من أجل يعقوب. وأكثرمن ذلك، فإن العالم كله قد خلق من أجل يعقوب. وقد فسرت الهاجاداه خدع يعقوب بطريقةتجعلها مقبولة، فقد وُلد عيسو قبل يعقوب لأنه هدَّد بأن يقتل أمه، ووافق يعقوب علىذلك لينقذ أمه. ثم حاول يعقوب أن يسترد بكورته حتى يمكنه تقديم القرابين وهو أمرمقصور على الابن البكر أي أنه سرق البكورة بسبب ديني. بل جاء في الأجاداه أن إسحققد تردد في إعطاء عيسـو بركته. وحينـما أخبر إسـحق عيـسو أن أخـاه قـد جاء « بمكروأخذ بركته » (تكوين 27/35)، فإنه كان يعني في واقع الأمر أن أخاه قد جاء « بحكمةوأخذ بركته »!







  10. #20
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي



    يوســف
    Joseph
    «يوسـف» اسـم عبريمعـناه «يزيد» وربما كان اختصاراً لـ «يوسف إيل». ويوسف هو ابن يعقوب من راحيل وأحبأولاده إليه. وردت قصته في سـفر التكوين (37 - 50). ويُطلَق اسـمه على إحـدىالقبائل العبرانية. حسـده إخوته بسبب رؤيا بشرته بسيادته عليهم، حـيث كان يرى إخوتهسـاجدين له، فتآمروا عليه وألقوه في جُبّ، وحمله بعض أهل َمْدَين إلى مصر وباعوهبيع الرقيق. فاشتراه رئيس شرطة فرعون ووكله على بيته. وقد اتهمته زوجته ظلماًفأُلقي في السجن سنوات. وهناك اكتسب ثقة السجان، فولاه على جميع المسجونين. وذاعتشهرة يوسف مفسراً للأحلام
    . استوزره فرعون مصر بعد أن أوَّل له حلماً رآه عن سبعسنين شبع وسبع سنين جوع واقترح عليه تخزين الحبوب في سنين الشبع لتحاشي المجاعة،فعينه رئيساً لمخازنه وهو منصب يماثل منصب وزير التموين في العهد الحاضر. تزوج يوسفأسنات ابنة كاهن أون (عين شمس) فوطيفارع (أي: عطية رع إله الشمس) فأنجب منهامنَسَّى وإفرايم. ثم حضر أبوه وكل إخوته من فلسطين هرباً من المجاعة فأكرم وفادتهمووطنهم أرض جاسان أثناء حكم الهكسوس. وبذلك تكونت الجماعة العبرانية التي قادهاموسى فيما بعد عبر سيناء إلى أرض كنعان. وتُفسِّر الأجاداه قصة يوسف باعتبارها قصةجماعة يسرائيل، حيث إن رحلته إلى مصر وحظه فيها يشبه خروج العبرانيين من فلسطينوتقلُّب حظوظهم بين الأمم. أما زوجة رئيس الشرطة فهي مثل أنثى الأغيار (شيكسا) التيتحاول أن تجتذب الذكر اليهودي إليها.

    هجــرةالعــــبرانيين مــن مصـــر (الخــــــروج)
    (Emigration of the Hebrews from Egypt (Exodus
    يُشار إلي هجرة العبرانيين في المصطلح الديني بكلمة «الخروج».ومن هنا، فإن هجرة العبرانيين من مصر تعني «خروج» العبرانيين من مصر « بعد أن ظهرملك جديد لا يعرف يوسف » (خروج 1/8). ومن العسير تحديد تاريخ محدَّد لعدم وجودوثائق تشير إلى هذا الحدث باستثناء العهد القديم.

    ويختلف العلماء حول تاريخهجرة العبرانيين من مصر، فهناك رأي يذهب إلى أنه كان في القرن السادس عشر قبلالميلاد، وأن العبرانيين طُردوا من مصر مع الهكسوس، وهذا رأي مانيتو المؤرخ المصرياليوناني الذي عاش حوالي عام 250 ق.م.

    أما الرأي الثاني، فيذهب إلى أن هجرةالعبرانيين حدثت في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وأنها كانت في زمن تحتمسالثالث أو في زمن أمنوفيس الثاني، ويتفق هذا مع ماجاء في سفر القضاة، ومع ما ورد فيلوحات تل العمارنة عن الخابيرو. ويعتقد العلماء أن هؤلاء هم العبرانيون الذين جاءواإلى أرض كنعان في هذا التاريخ تقريبًا.

    أما الرأي الثالث فيرى أن تاريخالهجرة يقع في الفترة 1275 ـ 1250 ق.م، وأنها تمت أثناء حكم رمسيس الثاني إذ يذكرسفر الخروج أن العبرانيين بنوا «مدينتي مخازن» وهما: فيثوم ورعمسيس، وأن «رعمسيس»هو اسم الفرعون الذي حدث الخروج في عصره. وهذا دليل واهٍ، ذلك لأن اسم «رعمسيس»استُخدم في عصر سابق لعصر رمسيس الثاني بزمن طويل.

    ويقول علماء آخرون إنالهجرة قد تمت في عصر مرنبتاح، أي نحو عام 1230 ق.م، فقد جاء على نصب تذكاري أنهانتصر على يسرائيل وغيره من الأقوام وأنه قضى على نسله. وقد استدلوا على أن هذهإشارة إلى هجرة العبرانيين من مصر، مع أن هذه الإشارة يُستَدل منها على أنالعبرانيين كانوا قد خرجوا من مصر قبل ذلك التاريخ وأنهم قضوا سنى التيه في سيناء،وتسللوا إلى كنعان واستقروا فيها، الأمر الذي يتناقض والروايات الأخرى وبعض الحقائقالتاريخية، ولذا يذهب بعض المؤرخين إلى أن اسم «يسرائيل» الذي ظهر على هذا النصبإنما هو اسم لمدينة أو قبيلة كنعانية. كما قام أحد العلماء المصريين (د. أحمد يوسف)بترجمة النص كما يلي: "كان إسرائيل بوراً (أو عقيماً) لا بذرة له". وهي جملة لا تدلبالضرورة على حرب أو قتال.

    والخروج عملية هجرة من مصر إلى أرض كنعان (فلسطين). وبالتالي يمكن النظر إليه في إطار آليات الهجرة باعتبارها حركة طرد منمصر، وحركة جذب إلى كنعان، شأنه شأن أية حركة هجرة أخرى. ومع هذا، يجب التحفظ بشأنما سنورده من أسباب وتفسيرات، فهذه مراحل تاريخية كثير من جوانبها ظلت سديمية، لانعرف الكثير عنها.

    وفي محاولة تفسير حركة الطرد من مصر يمكننا القول بأنهعند تحرير مصر من الهكسوس طُرد معهم حلفاؤهم العبرانيون. أما من بقوا منهم، فقداعتُبروا أجانب وتحوَّلوا إلى أرقاء وعبيد سُخِّروا في أعمال البناء والمشاريعالإنشائية التي كان يقوم بها الفراعنة، ومن هنا أصبحت مصر، بالنسبة إليهم أرضالعبودية.

    ويضاف إلى هذا العامل الحضاري أنه تم في القرن الثالث عشر قبلالميلاد اكتشاف الحديد، وهو ما أدَّى إلى بدء تَدهوُّر الوضع الاقتصادي في مصر. فقدكانت مصر غنية بمناجم النحاس، وتسيطر سيطرة شبه كاملة على تجارته مع بلدان غربيآسيا، ولذا، فقد كانت تمارس تأثيراً لا يُستهان به في المنطقة. إلا أن اكتشافالحديد قلب الأوضاع القائمة حيث حل التعامل بالمعدن الجديد محل التعامل بالنحاس فيالعالم القديم. ولم تقتصر آثار ذلك على الشعب المصري وحده وإنما شملت الحالةالمعيشية لجميع الأجانب القاطنين مصر ومنهم العبرانيون، الأمر الذي دفعهم إلىالتفكير في الانتقال إلى موقع آخر أفضل.

    وعلاوة على هذا، شهدت منطقة البحرالأبيض المتوسط في الحقبة التاريخية 1400 ـ 1100 ق.م حركة هجرة هائلة امتدت منأواسط آسيا متجهة نحو شواطئ البحر الأبيض المتوسط وأوربا، إلى جانب حركة سكان جزرالمتوسط نحو السهول الساحلية (ومن بينها السواحل الشرقية) مثل شعوب البحر ومنهمالفلستيون.

    أما حركة الجذب إلى كنعان، فقد كانت تعود إلى جملة أسباب، أولهاأن كنعان كانت دوماً عرضة للغزو الخارجي، ولكنها كانت تقع خارج حدود إمبراطوريتينعظميين: بلاد الرافدين، ووادي النيل. وهذا يعني أن الأقوام التي كانتتعيش فيهاكانت تتمتع إلى حدٍّ ما بنوع من الاستقلال النسبي. كما أنها كانت قد بلغت مرحلةمتقدمة في الصناعة والتجارة والرفاهية الاقتصادية. وكان هذا يشكل عامل جذب قويبالنسبة إلى العبرانيين، ويحمل في تضاعيفه أمل التغلغل في هذا المجال، وبالتاليالسيطرة عليه. وإضافة إلى هذا، كان العبرانيون قد أقاموا في كنعان في زمن مضى،الأمر الذي كان يهيئهم نفسياً للتفكير في الهجرة إليها مرة أخرى، وخصوصاً أنها علىمقربة من مصر. وأخيراً كان التشكيل السياسي السائد في كنعان يتكون من دويلات/مدنضعيفة لم يكن من الصعب على العبرانيين أن يغزوها ويبسطوا سيطرتهم عليها.

    ويختلف العلماء في تحديد الطريق الذي سلكه العبرانيون في خروجهم من مصر.فيحاول بعضهم تحديده بدراسة نصوص العهد القديم وتحليل تضاريس شبه جزيرة سيناء. بليثير بعض العلماء قضية أن المكان الذي خرج منه العبرانيون «متسراييم» لم يكن «مصر»،فقد أشار هيوجو ونكلر إلى أن متسراييم التوراتية ليست مصر وإنما موزري وهي مقاطعةجنوبي البحر الميت تضم مرتفعات سعير ومدينة البتراء وتضم أرض مَدْيَن والأدوميينوالنبطيين وأنه حدث خلط بين موزري ومصر. ويرى كمال الصليبي أن متسراييم هي أرض عسيرفي جنوب المملكة العربية السعودية. وقد رفضت أغلبية العلماء كلا الرأيين.

    ونحن نستخدم كلمة «الخروج» للإشارة إلى هجرة العبرانيين (جماعـة يسـرائيل)من مصـر، وسيرهم في سيناء، من الناحية الدينية. ونستـخدم كلمة «هجــرة» للإشارة إلىالواقعة التاريخية ذاتها، أما عبارة «التسلل العبراني في أرض كنعان»، فنستخدمهاللإشارة إلى دخول العبرانيين أرض كنعان.

    الخـــروج (مفهـــومدينـــي)
    Exodus (Religious Concept)
    كلمة «الخروج هي الترجمة العربيةللعبارة العبرية «يتسيآت متسراييم»، ويُقال لها باليونانية «إكزوداس». وتُستخدَمالكلمة بمنطوقها اليوناني في معظم اللغات الأوربية.

    والخروج هو خروج جماعةيسرائيل من مصر بعد أن ظهر ملك جديد لا يعرف يوسف (خروج 1/8). وهي واقعة تحتل مكانةمركزية في الوجدان الديني اليهودي ثم الصهيوني. وتذهب المصادر الدينية إلى تفسيرالخروج بأنه يرجع إلى تَزامُن اضطهاد فرعون مصر لأعضاء جماعة يسرائيل وإلى أنهمسئموا حياة الترف والدعة في مصر التي يُشار إليها بعبارة « قدور لحم مصر».

    ومهما يكن السبب، فقد أصبح أعضاء جماعة يسرائيل، حسب الرواية التوراتية،شعباً وأمة مقدَّسة بعد خروجهم من مصر «أرض العبودية». وتُعتبَر هذه الواقعة،تقليدياً، النقطة التي يبدأ فيها التاريخ المستـقل لليهود ويظهر الشعب اليهوديللوجــود. فقبل ذلك التاريخ كانت الإشارات دائماً إلى أفراد أو أسر (مثل يعقوبوأولاده) تتنقل من مكان إلى آخر وليست لهم هوية إثنية محدَّدة.

    ويرمزالخروج في الوجدان اليهودي إلى التدخل الإلهي في التاريخ لصالح الشعب المختار. ويدلعلى تَحوُّل إله العالم أو الكون أو الطبيعة إلى إله التاريخ اليهودي الذي لا يمكنفَهْم أفعاله بالمنطق الإنساني العادي. وخروج جماعة يسرائيل من مصر علامة علىاختيارهم حسب التراث الديني اليهودي، وهو أيضاً علامة على الاستعداد الدائم عندالإله للتدخل في التاريخ ليأخذ بيدهم ولينصرهم على أعدائهم.

    وتركز هذهالمناسبة على مصر باعتبارها نموذج أرض العبودية التي يُمتهَن فيها الشعب المقدَّس،تماماً كما أصبحت بابل نموذجاً لأرض السبي والنفي. والتراث اليهودي يُذكِّر اليهودبالخروج في أهم المناسبات، فالوصايا العشر تعرّف الإله بأنه « الذي أخرج اليهود مندار العبودية »، ويرد ذكر الخروج في صلاة الشماع، وعلى كل يهودي في عيد الفصح أنيستشعر الخروج وكأنه يمارسه بشكل شخصي مباشر. وسيُحتَفل بالخروج حتى في العصرالمشيحاني، ذلك لأن العصر المشيحاني، مثل الخروج، يقع خارج نطاق التاريخ: في دائرةالمطلق. فهما نقطتان متوازيتان، فالخروج بداية التاريخ وعودة الماشيَّح نهايته.

    وهذا التاريخ المقدَّس ليس له علاقة كبيرة بالتاريخ الحقيقي، فحادثةالخـروج هـذه لم تمثـل حـدثاً يثــير الاهتـمام الفــكري لــدى المصـريين، ولذا لميــأت لها ذكــر في الآثـار الفرعونية. كما أن تجربة العبــرانيين الفعـلية لـمتكـن سيئة دوماً مع الإمبراطورية المصرية القديمة، وإن لم تكن طيّبة طوال الوقت.ومع هذا، فإن التاريخ المقدَّس أو التوراتي هو الذي صاغ رؤية اليهود لمصر بل وربمارؤية العالم (الغربي) المسيحي لها. ونفس هذه الرؤية، في العلاقة بين عبودية شعبوتحرُّره من إمبراطورية كبرى مثل مصر، تتمثل في رؤية داود وجوليات، فهي عبوديةالشاب الصغير الذي لا يحمل سوى المقلاع وتحرُّره من سطوة جوليات المدجَّج بالسلاح.

    وتُستخدَم كلمة «خروج» للإشارة إلى هجرة اليهود من أي بلد، فيُشار مثلاًإلى خروج يهود البلاد العربية منها إلى الدولة الصهيونية وإلى خروج يهود الاتحادالسوفيتي (سابقاً) إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل. ولكن، وبعد هجرة ما يزيد علىنصف مليون مُستوطن صهيوني من فلسطين المحتلة إلى الولايات المتحدة وغيرها من الدول،أشار أحدهم إلى «خروج صهيون» أو «الخروج من صهيون». وفي هذا مفارقة عميقة إذ أنالخروج يكون دائماً إلى صهيون وليس منها. ويتناول أحد أسفار موسى الخمسة أحداثواقعة الخروج، وهو « سفر الخروج ».






 

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اليهود واليهودية والصهاينة والصهيونية الجزء الثالث
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 69
    آخر مشاركة: 2010-10-25, 05:31 AM
  2. اليهود واليهودية والصهيونية والصهاينة الجزء الثاني
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 96
    آخر مشاركة: 2010-10-25, 05:04 AM
  3. اليهود واليهودية والصهيونية والصهاينة الجزء الأول
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 530
    آخر مشاركة: 2010-10-24, 03:44 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML