السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا لا أخفي إعجابي بالموضوع فكرة و مضمونا و طريقة تقديم فقد نقلتنا الأختنان الفاضلتان ساجدة و أم عمار إلى ميدان الإعلام و الفواصل .فأسأل الله أن يعلي قدرهما و يجزيهما على تشجيعهما لنا على التواصل و الاستفادة .
هذه بعض الخواطر الخاصة عن طلبك أختي الفاضلة لها علاقة بالموضوع لم أرجع فيها إلى كتاب و إنما مرجعي صدري و قلبي أسأل الله لي و لكم الثبات.
1 _ مظاهر علو همة الصديق رضي الله عنه:
إن إسلام أبي بكر رضي الله عنه و اسمه عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما يدل على علو همة و سبقه إلى الخير فما من يوم إلا كان من السباقين إلى فعل الخير يعود المريض و يكسب المعدوم و يتصدق على الفقير فكان رضي الله عنه مصدر الخير و مما يشهد لعلو همته عدد الذين أسلموا على يديه من خيار الصحابة منهم عثمان ابن عفان و بلال بن رباح رضي الله عنهما . لا همّ له في الدنيا إلا خدمة الدين و طاعة الله و رسوله و كم هو عظيم أن يرد على ابن الدغنة جواره و يرضى بجوار الله تعالى لا يخاف إلا رب العالمين .
إن الرجال ليعرفون عند الشدة و الضيق و ها هي ذي الفتنة قد أظهرت عن أنياب زرق كأنياب أغوال فكان من علو همة عبد الله بن عثمان أن شمر عن ساعد الجد لقتال كل مرتد ففتح الله على يديه فأرسى الأمن و الأمان و اسكت الله على يديه المتخرصين و المنافقين الكذابين . لقد حسم حين قرر و أحسن الاختيار حين اختار و من اختياراته الموفقة جمع القرآن الكريم . إنه رجل مؤمن خادم لكتاب الله له في قلب مكان و من علو همته و هو على مشارف توديع هذه الدنيا اختياره لعمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا للمواقف و ما أعظم النتائج حين يختار الرجالُ الرجالَ .
2 _ مظاهر علو همة الفاروق رضي الله عنه:
لقد أخبرت صحابية عنه أنه كان يصارع الفتيان و أورد عنه أصحاب السير أنه كان سفيرا لقريش إنه الرجل المختار في الجاهلية و الإسلام مع فرق بين واضح .لقد انتقل من بغض الله له إلى محبة الله بدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يعز الإسلام بأحد العمرين فكان أن هداه الله للإسلام و من علو همته أنه لم يرض بعد إسلامه أن يخفت المسلمون بالدعوة بل لا بد من الجهر بها و كان يوم إسلامه فتحا و شهد صراعا مريرا طال إلى الغروب يضرب المشركين و يضربهم و كان هو المنتصر لأنه واحد و هم جماعة و لم يرض الاستسلام و الخنوع .
إن من علو همته قيامه بشؤون رعيته لا تحده حدود مادية بل كان واسع المدى بعيد النظر رحيما برعيته من آبائهم و أمهاتهم فأصلح الله به البلاد و العباد . إن عالي همة مثل عمر حري أن يتنحى الشيطان و يسلك طريقا غير طريقه فلم يكن من الذين تشغلهم الدنيا عن الدين و أبكاني و الله سؤاله عن المسلمين هل صلوا صلاة الصبح وهو قد طعن بالسكين طعنات الموت . هل خوار عزيمة و ضعيف همة يسأل عن عبادة المسلمين؟ لقد سأل عن أحوال المسلمين و هو يجود بنفسه لله دره و آخر ما أقول و الحديث ذو شجون أن من علو همته أن تاقت نفسه إلى من يحبهم و يرتاح إليهم و تهفو نفسه إلى جوار رسول الله صلى الله عليه و سلم و جوار أبي بكر رضي الله عنه يقبر بقربهما .
3 _ مظاهر علو همة عثمان رضي الله عنه:
إن الرجال لتعرف بالمواقف و لن أكثر الكلام فهذا الرجل من علو همته أن حرر مصادر المياه و منبعها من أيدي اليهود الملاعين حين سأل النبي صلى الله عليه و سلم من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان و الحديث في مسلم .
إنه لا يرضى الذل و أن يشتري رجال و نساء المسلمين الماء من الأوباش الأوغاد لا يرضى أن يرى مسلمة ينظر إليها يهودي يقطعها بأنياب عينيه .
و من علو همته رضي الله عنه تقطيعه الليل بالقراءة و القيام كما قال القائل : يقطع الليل تسبيحا و قرآنا . إنها النفوس الغوالي العوالي لا ترضى بالخسيس من الكلام و تتوق إلى المعالي .
رجل لا كالرجال يجهز نصف جيش لملاقاة الرومان فمن لها في عصرنا ؟ من يكون مثل عالي الهمة عثمان رضي الله عنه يجهز نصف جيش المسلمين لملاقاة اليهود؟
رضي الله عنك يا عثمان يا من تستحي منه الملائكة و لا تستحيي إلا من عالي همة نحو كل خلق جميل . و لا تستحيي الملائكة إلا من مؤمن حقيقي و ر ب الكعبة .
4 _ مظاهر علو همة أبو تراب رضي الله عنه:
إن أبا تراب رضي الله عنه رجل طالما رددت بعض اقواله و تعجبني خطبه المفعمة بالرجولة و البطولة و اشعاره المرصعة كالدرر إن غسلامه ليبين علو همته حتى قيل إنه أول من أسلم من الصبيان و سار في طريق علو الهمة حتى غدا من المقربين زوجا لأفضل امرأة من النساء [ إضافة إلى خديجة رضي الله عنها و مريم عليها السلام و آسية رحمها الله ]
إن حفظ القرآن و التفقه في الدين و البسالة في الحروب كلها تشهد له . رجل إذا تكلم كفى و إذا قاتل شفى و سأختصر المسافات لأتحدث عن آخر يوم في حياته و في لحظة من اللحظات الحرجة : عالي الهمة يتنهض الناس و يدعوهم إلى صلاة الصبح و يتلقى ضربة غادرة و يصدق فيه قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم : أشقى الناس أحيمر ثمود و الذي يضربك على هذا حتى تسيل هذه و يقصد قر نه و تسيل لحيته دما .رضي الله عنك أبا الحسن كنت مثالا للأمير الشجاع الحكيم .
5 _ مظاهر علو همة عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه:
كان هذا الشاب الحدث يمر به الصحابة هروبا بدينهم من المشركين فكان من علو همته أنه يرافقهم و يسألهم حتى كان عنده من العلم ما دعاه للعمل فأخبر عمه و عزم على الرحيل إلى الحبيب المصطفى صلى عليه و سلم و كان أن جابهه عمه و نهره اشد النهر و من الظلم المرير ظلم ذوي القرابة لكن الرجال لا يوقفها شيء فترك الدنيا لعمه و رحل إلى الآخرة عن طريق المدينة لا يملك غير بجاديه فوصل إلى المسجد و نام هناك و نظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى القادم الجديد و أخبره القصة و غير النبي صلى الله عليه و سلم اسمه من عبد العزى إلى عبد الله .
لما طاب المقام للمنافقين في مساكنهم و الثمر قد اينع و حان قطافه خرج عبد الله ذو البجادين مع رسول الله غازيا همته تحدثه بالشهادة لا يريد غيرها فكان له ما أراد و مات بالحمى و وضعه النبي صلى الله عليه و سلم في قبره حتى تمنى عبد الله بن مسعود أن يكون صاحب القبر و قد رضي عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعا الله أن يرضى عنه .
6_ مظاهر علو همة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه:
لقد قطع جندب بن جنادة الفيافي و القفار وأسلم و لم يرض حتى يعذب في سبيل الله و ضربه المشركون ضربا كادت تتلف فيه نفسه فعلت همته و تفقه و حفظ القرآن فأصبح من الفقهاء الحكماء و من علو همته تطليقه للدنيا فمات وحيدا كما أخبر عنه المصطفى رحم الله أبا ذر يمشي وحيد و يموت وحيدا عندما ماتت دابته و تركها و سار على رجليه و الحر شديد و الهدف بعيد إن الرجال ليعلون فوق الحر و القر إذا كانت حرارة الإيمان .
أقف عند هذ الحد و والله إنه يعجبني أن اوصل لكن لا أريد التطويل لأدع المجال لمن بعدي يخط كلمات مضيئة .
اللاقط لكم الآن
أعتذر و أرجو أن يكون صوتي مسموعا .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عمار جمال
: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) } [الأنبياء]، ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم أجله وتحقق ما قدر الله من موت نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلغ ذلك الخبر أبو بكر فما كان منه إلا أن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه فقبله وهو يقول: ما أطيبك حياً وميتاً يا رسول الله، أما عمر فأظهر حزنه وقال: إن محمداً ذهب لميقات ربه كما ذهب موسى وسيعود، وذكر أنه قال: 
ضوابط المشاركة
المفضلات