اخـوتي الأعــزاء
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقي أن أنــوه إلى جـهل النصـارى باللغــة العربية وخطـئهم العـام في تفهـم اســلوب المقــابلة في اللغـة وذلك في عـدة مواضـع أذكـر منها على ســبيل المثــال ممــا رأيتــه في منتــدياتهم من ســوء الفهم كتنـاولهم لقـوله تعــالى ( ويمكــرون ويمكـر الله ) فيقــولون أن الله تعــالى ماكــر كمكــر الكافرين - والعــياذ بالله - وكذلك في قوله تعــالى ( ومن ثمرات النخــيل والآعنــاب تتخــذون منه سكرا ورزقا حسنا ) فيقـولون إن الله سبحانه وتعـالى يبيح الخمـر ، وكذلك الحـال في قوله تعـالى ( ولقـد همت به وهم بها ) فيقـول الزمـيل العـزيز إن يوسف الصديق عليه السـلام قد هم بالفاحشـة - والعــياذ بالله - فلو كان الأمر كذلك لكان القول وهم معها أي في نفس الإتجــاه والأصـوب أن يقــال ولقد همت به فطـاوعـها فلو كانت لديه نفس الرغـبة في نفس العمل فلن يهم بها فهي الراغـبة قي ذلك أصــلا فهي قد همت به أي في طــلبه فهو غير متوافق معها في الأمر وهـو هم بها أي ردهــا عنـه ودفعهـا عن نفسه والتمصـل منها فهي من غلقت الأبواب وقالت هيت لك ، فردها بقـوله معــاذ الله دون تردد منــذ البداية ، وحتى النهـاية حين اســتقبا لدى الباب فقـدت قميصــه من دبر ، أي من ناحــية الخلف فهـو مدبر عنها غير مقبـل ، وهـذا ما اســتشـهد به الشـاهد الذي هـو من أهــلها بقوله إن كان قميصـه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، لأن ذلك يبين حـال إســتقباله لهــا وإن كان قد قـد من دبر فكذبت وهـو من الصادقين فذلك يبين حـال نفوره منها وملاحــقتها له ، فالشــاهد الذي من أهــلها كان عــدلا وبرأ ســيدنا يوســف فتــأتي أيها الزمــيل العــزيز فتــدينه وكأنك أقرب للمــرأة من أهــلها ، والمرأة ذاتها تشرح للنسـوة وتقر بأنها من راودته عن نفسـه فاســتعصم فهي بذلك تقر بعصـمته ثم تتوعـد بملاحقـته وتهدد بسـجنه إن لم يفعل ما تأمــره فيناجي ربه قائلا : ربي السـجن أحب إلي مما يدعـونني إليه ، فيكون معى الآية ولقد همت به محاولة إيقاعـه في الفاحشة وهم بها دفعا حتى كاد يضربها وهـذا هـو الســوء الذي صرفه الله عنـه فهـو عليه الصلاة والسـلام رأى برهان ربه الذي أنجاه بداية من غيابة الجب وهو طفل صغير لا حـول له ولا قـوة وجعل ذلك سـببا في تمكينه على خزائن الأرض بعد ذلك وهو القادر على صرف الفاحشة عنه دون لجـوئه لضربها فهي بمقام والدته التي تربى و نشــأ في بيتها فتـأمل قوله تعــالى كذلك لنصرف عنـه الســوء والفحـشــاء ( الإثــنان معــاً ) إنه من عبــادنا المخـلصين وهذا هو السبب فكونه من المخلصين تتدخل عناية الله لإنقــاذه دون أن يضطـر إلى الســوء لإنقــاذ نفسـه من الفحشــاء وهــذه العنــاية الإلهيـة هي برهان ربه وهي مكــر الله الذي أوردتــه في المثـال الأول فتــأمل ،
وأعــتذر للإطــالة ،،
المفضلات